صفحة 117 من 120 الأولىالأولى ... 1767107115116117118119 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 465 إلى 468 من 477

الموضوع: رغـد : أنـت لــي (كتـير حلـوة)

العرض المتطور


  1. #1

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 32
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1402
    Array



    865909626[1].jpg


    102234[1].jpg


    اشكـــــركم من كــل قلبــي على حســن المتابعة
    اتمنــى ان تكونو قضيتم وقت ممتــع معــي
    واشكــركم على تشجيــعي وشكــري
    المحبــة لكــم : دمعـــة فــرح
    ...
رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #2

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 32
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1402
    Array


    الأخيرة

    النظرة الأخيرة



    تركني وليد في حالة يرثى لها بعد خبر عزمه العودة إلى الوطن... إلى حيث الحرب والاعتداء والخوف والهلاك... إلى حيث الشقراء.. تنتظره... أنا يا وليد مستعدة للقبول بأي شيء مهما كان مقابل أن تبقيني إلى جانبك وتحت رعايتك أنت...

    وفيما أنا غارقة في أفكاري جاءتني دانة تتفقدني..
    "كيف أنت؟ يقولون أنك مضربة عن الطعام!"
    وكل ما حصل هو أنني لم أتم عشائي البارحة ولم أتناول فطوري هذا الصباح.
    قلت:
    "من يقول ذلك؟"
    أجابت:
    "وليد! فهو قلق من أن يداهمك الإغماء بسبب الجوع! وأرسلني لتفقدك"
    دغدغتني العبارة, لإحساسي بأن وليد يهتم بي...
    قلت:
    "أين هو الآن؟"
    أجابت:
    "خرج مع نوّار قبل قليل... ذاهبين إلى مكتب الطيران"
    فوجئت بالجملة وشهقت وقلت:
    "تعنين لشراء تذكرة السفر؟؟"
    فأومأت بنعم, فجُنّ جنوني وصرّحتُ منفعلة:
    "لن يغير موقفه... إذن سأذهب معه.."
    والتفت نحو الهاتف وأتممت:
    "سأتصل به وأطلب منه شراء تذكرة لي أنا أيضا"
    وخطوت خطوتين نحو الهاتف حين استوقفتني دانة مادة يدها وممسكة بذراعي...
    التفتُ إليها فوجدت الجد والحزم ينبعان من عينيها, ثم قالت:
    "انتظري يا رغد... هل تظنين بأنه سيأخذك معه حقا؟"
    اكفهرت ملامح وجهي وقلت مصرة:
    "طبعا سيأخذني معه... أليس الوصي علي؟ ألست تحت عهدته؟"
    فقالت بنبرة جادة:
    "لقد... تنازل عن الوصاية لسامر"
    حملقت فيها غير مستوعبة الجملة الأخيرة... فسألت:
    "عفوا... ماذا قلت؟؟"
    فقالت:
    "كما سمعت... رغد"
    فررت برأسي يُمنة ويسرة... كأنني أنفضه مما توهمت أذناي سماعه.. ثم هتفت:
    "تكذبين!"
    فنظرت إلي دانة متأثرة بتعبيرات الذهول الطارئة على وجهي ومن ثم تحولت جديتها إلى شفقة وأسى... وقالت:
    "أخبرني بذلك بنفسه قبل قليل... قال أنه وكّل المحامي أبا سيف لإنجاز الإجراءات الرسمية أثناء مكوثه في المستشفى خلال الفترة الماضية"
    رفعت يدي إلى صدري محاولة السيطرة على الطوفان الهمجي المتدفق من قلبي أثر الصدمة... وهززت رأسي غير مصدقة أن وليد قد فعلها... مستحيل... مستحيل..
    "مستحيل"
    أطلقت الصيحة وتابعت خطاي نحو الهاتف أريد الاتصال به والتأكد من الخبر على لسانه, غير أن دانة سحبت سماعة الهاتف من يدي وأجبرتني على النظر إليها والسماع إلى ما أرادت قوله..
    "رغد! ماذا ستفعلين؟ هل ستطلبين منه إعادتك إلى كفالته؟ لا تعصبي الأمور يا رغد ودعيه يتصرف التصرف السليم والأنسب لظروفنا"
    فهتفت منفعلة:
    "الأنسب لظروف من؟ أنا لا ذنب لي في أن سامر يهدده الخطر إن عاد إلى الوطن. لا أريد البقاء هنا.. أريد العودة مع وليد والبقاء معه"
    فسألت دانة منفعلة:
    "إلى متى؟؟"
    فقلت:
    "إلى الأبد"
    فإذا بدانة تمسك بيدي وتشد عليها وتقول:
    "وليد لا يريدك أن تذهبي معه.. لم لا تفهمين ذلك؟ سيعود إلى خطيبته وربما يتزوجان قريبا.. لقد أعادك إلى سامر لتبقي مع سامر.. إنه أكثر شخص يحتاجك ويحبك يا رغد... إنه يمر بأزمة حرجة... لماذا لا تفكرين به؟"
    سحبت يدي من بين أصابعها وابتعدت عنها وأنا أهتف بانهيار:
    "أنا لا أريد العودة إلى سامر... لا تفعلوا هذا بي... لا تعيدوا الكرة... سأذهب مع وليد..."

    ************


    كان لابد من حسم الأمور وبشكل نهائي حتى يحدد كل منا موقعه. كنت أفكر في الطريقة التي سأخاطب بها وليد هذا اليوم... وأطلب منه وضع النقط على الحروف وختم الصفحة.

    كان الوقت ضحى وكنت جالسا في غرفتي أهيئ نفسي للمواجهة المرتقبة فأتتني شقيقتي دانة.
    "صباح الخير سامر! ألم تنهض بعد؟؟"
    "صباح الخير"
    "تأخرت! رفعت أطباق الفطور"
    سألتُ مباشرة:
    "هل استيقظ وليد؟"
    أجابت:
    "نعم... وهو مع نوّار في مكتب الطيران الآن"
    اضطربت تعبيرات وجهي وشردت بعيدا... ولما لاحظت دانة سألتني عما ألمّ بي, فما كان مني إلا أن أطلعتها على ما يدور في رأسي منذ الأمس... منذ أن أعلن وليد عن عزمه على العودة إلى الوطن... أخبرتها وبكل صراحة بأنني في حال رحيل أخي فسوف لن أتمكن من العيش مع رغد في مكان واحد وتولّي المسؤولية عليها, إلا إذا عاد رباطنا الزوجي الشرعي إلى سابق عهده... وإلا... فإن عليه اصطحابها معه وتخليصي من هذه الدوامة الفارغة. كنت صريحا جدا فقد اكتفيت من الهراء... ولن أستمر في لعب هذا الدور الأحمق...
    "فإما أن يأخذها معه للأبد... أو يتركها معي وللأبد"
    قلت ذلك منفعلا... ثم نظرت إلى دانة فرأيت على وجهها الأسى والقلق.. وكأنها تفكر في أمر ما..
    "ما الأمر؟"
    سألتها قلقا, فأجابت:
    "آه... لقد... كنت مع رغد قبل قليل"
    ففهمت أن لديها ما تقوله... فقلت:
    "ماذا قالت؟؟"
    فأجابت مترددة:
    "تركتها تعد حقيبتها... مصرة على العودة إلى الوطن... مع وليد"
    عن نفسي كنت أتوقع هذا... لم يفاجئني موقف رغد... لكنني أريد أن أحسم الوضع نهائيا مع وليد...
    "إذن... سأطلب من وليد شراء تذكرة لها وأخذها معه, وننتهي"
    وضربت الحائط من غيظي... وصحت:
    "إنها لا تريده إلا هو... فليأخذها معه ويريحنا... أنا تعبت من هذا..."
    كنت مجروحا من إصرار رغد على موقفها... ولا مبالاتها بي...
    قالت دانة:
    "لا تنفعل... دعه يعود... وسأتحدث أنا معه أنا أولا... لقد نقل الوصاية إليك كما أخبرني.. لن يأخذها معه.. سيقنعها بالبقاء معنا"
    فقلت:
    "وما الجدوى إن كانت ستبقى معنا وبالها معلق معه؟ ألم تري حالتها قبل حضوره؟ لا أريد أن يوليني المسؤولية على فتاة شبه حية... فليأخذها وليخلصني من هذا العذاب"
    مدت دانة يدها وربتت على كتفي وقالت:
    "هون عليك يا أخي"
    فقلت منفعلا:
    "أنا تعبت.. لقد كنت على وشك وضع نهاية لكل هذا.. هو من اعترض طريقي وجلبني إلى هنا.. هل سيتحمل هو عذاباتي؟"
    صمتنا برهة.. ثم إذا بدانة تسأل:
    "هل.. يعرف هو أنها..."
    فأجبت مقاطعا:
    "طبعا يعرف... وعليه هو أن يواجهها بحزم ويوقظها مما هي فيه.. إلى متى سيتركها تتعلق به وتجري متخبطة خلفه.. بينما هو متزوج ومشغول بزوجته؟"
    قالت دانة متسائلة:
    "هل... يحبها؟؟"
    فاستغربت السؤال الدخيل وقلت:
    "وما أدراني..؟!.. المهم أنه متزوج ومشغول بزوجته.. وليس شاغرا من أجل مشاعر رغد.."
    قالت دانة موضحة:
    "أعني... ماذا عن مشاعره هو؟؟"
    فنظرت إليها باستغراب... وقلت مستفهما:
    "مشاعره هو؟؟"
    ورأيت نظرة ارتياب غريبة على عينيها أوحت إلي بأنها تلمح إلى شيء... فسألتها:
    "ماذا تعنين بمشاعره هو؟؟"
    فقالت مترددة:
    "أعني... بما يشعر هو... نحو رغد"
    فحملقت فيها تجتاحني الحيرة والدهشة... وقابلتني بنظرة جدية وكأنها تعتزم قول شيء مهم... وأخيرا قالت:
    "سامر... سأخبرك بما قالته لي أمي رحمها الله... عندما زرتها بعد ليلة زفافي..."
    أثار كلامها اهتمامي الشديد وسألتها بفضول:
    "ماذا... قالت...؟؟"
    فأجابت بنبرة جدية جعلتني أصغي بكل اهتمام وتركيز:
    "عندما أخبرتها... عن قرار رغد المفاجئ بالانفصال عنك... وعن حالتها المتقلبة الغريبة تلك... بعيد سفر والديّ للحج... وعن بعض التفاصيل التي حصلت... قالت أن ذلك ما كانت تخشاه... وأنها... كانت قد لاحظت تغيّرات على رغد... بعد عودة وليد"
    صمتت أختي لترى مدى تأثير الكلام علي حتى الآن... فحثثتها على المتابعة بلهفة:
    "وبعد؟؟"
    فتابعت:
    "أنا بالفعل... لاحظت عليها تغيرات مزاجية كثيرة في تلك الفترة... لكنني لم أتوقع للحظة أن يكون السبب... هو وليد"
    نعم وليد! وليد الذي ظهر فجأة... واستحوذ على قلب رغد... وأبعدها عني...
    واسترسلت:
    "كما لم أكن أبدا لأتوقع... أن..."
    وصمتت مترددة وكأنها تخشى قول الجملة التالية. شجعتها وقلت:
    "ماذا؟؟ أكملي؟؟"
    قالت:
    "لما أخبرتها عن ارتباط وليد المفاجئ بالفتاة بالمزرعة... حزنت وتألمت كثيرا... وأخبرتني أن وليد... كان أيضا يحب رغد كثيرا في صغره... كلنا نعرف ذلك... لكن... ما لم نكن نعرفه... هو أنه... حسب كلامها وحسبما تيقنت هي منه... أنه... حتى بعد عودته من السفر.. أعني من السجن.. كان لا يزال يحبها.. ويحلم بها.. وقد صُدم بزواجكما..."
    حملقت في دانة بذهول... غير قادر على استيعاب ما تقول... بقيت مطرقا رأسي مذهول العقل منفغر الفاه... ثم نطقت مندهشا:
    "مـــ... مـــ... ماذا تقولين؟؟!!"
    فأجابت والمزيد من القلق يظهر على وجهها:
    "ربما لم يكن يجدر بي قول هذا ولكن.."


  • #3

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 32
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1402
    Array



    الخاتمة:أنت لي!


    انتهينا من التسوق, وعدنا نحمل حاجياتنا إلى الشقة. اليوم هو الثلاثون من شعبان وغدا هو أول أيام رمضان المبارك. نحن في موسم الشتاء, وصديقي العزيز يقيم في هذه الشقة الدافئة نسبيا وحيدا, ولا يجد أمامه غير الأطعمة المعلبة يتناولها على الفطور.

    وبالرغم من أنني ألح عليه كي يشارك عائلتي موائد الشهر الكريم غير أنه يرفض. صديقي وأعرفه عزّ المعرفة!
    "أين أضع هذه؟؟ في المخزن أم الثلاجة؟"
    سألته وأنا أمسك بعلبة الزيتون الأسود فتناولها مني وقال:
    "هات"
    وفتحها وسكب بعض محتوياتها في طبق وقال:
    "تفضل... شاركني العشاء الليلة"
    ابتسمت وقلت:
    "شكرا يا صديقي... أم فادي في انتظاري الآن..."
    وتناولت بعض حبات الزيتون على عجل ثم قلت:
    "إذن سأذهب الآن... هل تحتاج أي شيء؟؟"
    فأجاب:
    "ألف شكر"
    وتصافحنا وغادرت شقته.
    وليد يعمل موظفا في إحدى الشركات ويقيم في هذه الشقة منذ عدة أشهر بعد أن هجر المنزل الكبير الذي كان يقيم فيه وحيدا, واتفق مع عائلته على عرضه للبيع. كانت تلك خطوة مهمة في حياته وأنا من أوحى له بها وشجعه عليها وسهل له العثور على هذه الشقة, إذ أن وليد كان ليصاب بالجنون لو استمر في العيش وحيدا هناك؛ تحيط به أطياف أفراد عائلته... وذكرياتهم المؤلمة...
    كان وليد بحاجة إلى مبالغ مادية يسد بها القروض الكبيرة التي كان قد استدانها من مؤسسة البحري ليغطي بها مصاريف سفر شقيقه وإقامته في الخارج...
    باع سيارته الجديدة الفخمة, وسيارته القديمة التي علقت في شمال البلد, وكذلك سيارة وشقة أخيه, ومنزل عائلته في الشمال, بالاتفاق والتنسيق مع ذويه... واشترى هذه الشقة وسيارة متواضعة... وينتظر وصول عرض جيد لبيع المنزل ويحصل على نصيبه الشرعي منه فيتحسن وضعه المادي.
    هل تتساءلون... عن السيدة أروى البحري؟؟
    انفصل عنها بعد عودته من الخارج.
    مر وليد بفترة عصيبة للغاية عند عودته للوطن, انفصاله عن خطيبته السابقة, انقطاعه عن العمل, تدهور وضعه المادي, والصحي والنفسي, واستدعائه من قبل السلطات مرات ومرات من أجل التحقيق في قضية اختفاء شقيقه سامر, المطلوب أمنيا.
    لقد عاصرته في تلك الفترة.. وحاولنا أنا ووالدي دعمه بأقصى ما كان لدينا.. وكنت كلما زرته في ذلك المنزل رأيت الوجوم يخيم على وجهه.. وكلما حاولت مواساته وتشجيعه انهار وبثني همومه وانخرط يحكي لي ويصف.. كيف حبس شقيقه في هذه الغرفة أو كيف لفه كالجثة في تلك السجادة.. وكيف هاجمه رجال المباحث وأوسعوه ضربا وكيف امتدت أيديهم الخسيسة لتطال ابنة عمه.. وكان.. لا يزال يحتفظ بعكازها وهاتفها المحمول وأشياء كثيرة تخصها رفض التخلص منها...
    لم تهدأ الأمور وتتحسن بعض الشيء إلا مؤخرا... ووليد الآن يحاول جاهدا أن يُشفي ويعود للعيش الطبيعي... يحاول أن يملأ حياته ويسد الفراغ الكبير الذي خلفه فراق كل من خطيبته السابقة, وشقيقه, وبالطبع... ابنة عمه.
    يقضي أوقاته بين العمل نهارا والدراسة في المعهد ليلا, ونتبادل الزيارات أو نمر ببعض المعارف أو بالنادي الرياضي أو نتنزه عند الشاطئ في بعض أيام العطل. كنت أحاول أن أساعده ما أمكنني... حتى يجتاز الفترة الحرجة من حياته ويبدأ من جديد. ولذا عندما اتصل بي سامر يوم أمس وسألني عن عنوان شقة وليد... توجست خيفة.
    أخبرني سامر بأنهم سيحضرون لقضاء شهر رمضان في الوطن... وأنهم يريدون مفاجأة وليد. وليد كان يتحاشى الاتصال بأهله إلا قليلا لأن ذلك يقلب عليه المواجع حسبما يقول. لم أشأ أن أوتّره ولا أن أفسد المفاجأة فكتمت النبأ عنه... لكنني في خشية من أن تعيده هذه الزيارة أدراجه إلى الوراء..
    الحرب لم تضع أوزارها بعد لكن الحكومة تبدلت ووضع البلد بشكل عام يسير للأفضل وبعض الأسر المهاجرة عادت إلى الوطن مؤخرا.
    حالما وصلت إلى منزلي أخبرتني أم فادي بأن أحدهم قد اتصل قبل قليل يسأل عني وأنه ترك رقم هاتفه لأتصل به في أقرب وقت.
    اتصلت بالرقم, فإذا بذلك الشخص هو لاعب كرة القدم الشهير... نوّار!

    *********


    طبق من الفاصوليا الساخنة... وشريحة لحم مقلية.. مع أصابع البطاطا المقلية... وبعض الخبز والزيتون والتمر!

    آه وماذا بعد؟؟
    نعم... العصير!
    انتهيت من توزيع الأطباق على المائدة المربعة الشكل والصغيرة الحجم, المتربعة في آخر الصالة أمام المطبخ مباشرة, وجلست على أحد المقاعد الأربعة التي تحيط بجوانبها.
    هذا جيد الإفطار في غرة الشهر الكريم.. لك الحمد يا رب والشكر...
    كنت أشعر بجوع شديد... وأعددت وجبتي هذه على عجل بعد عودتي من المسجد... وما كدت أنطق بالبسملة حتى سمعت قرع الجرس...
    "ومن يكون هذا الآن!؟"
    استغربت... فأنا لا أتوقع زيارة من أحد وخصوصا في هذه اللحظة... كما وأن الأشخاص الذين يزورونني في شقتي معدودون... ولا أظن أحدهم يهتم لتناول فطور كهذا معي!
    قمت عن المائدة وذهبت إلى الباب وسألت:
    "من هناك؟؟"
    فجاء صوت رجولي يقول:
    "هل أنت وليد؟؟ افتح من فضلك"
    لم يكن الصوت غريبا... لا ليس غريبا... لكنه صوت لم أسمعه منذ زمن...أنا مشتبه... لا لست أكيدا... من هذا؟؟
    "من هناك؟؟"
    وجاءني الآن صوت نسائي حاد:
    "افتح يا أخي!"
    صوت... دانة! صوت دانة؟؟!!
    مستحيل!!!
    للوهلة الأولى وجمت... تسمرت على موضعي... فأنا لا أريد لحالة الجنون تلك أن تعتريني مجددا... لا أريد أن أعود إلى التهيؤات والتخيلات ...لا ... أبدا...
    عاد الصوت النسائي يقول:
    "هل أنت وليد شاكر أم ماذا؟؟"
    نعم غنه صوت دانة!
    فتحت الباب بسرعة غير مصدق... وإذا بي أرى دانة... شقيقتي الوحيدة... تقف بالفعل أمام عيني!!!
    "وليد! أخي الحبيب!"
    قالت ذلك وارتمت في حضني بقوة وأطبقت عليّ بذراعيها... اندفعت خطوة إلى الوراء وأنا أحملق فيها غير مصدق أنها بالفعل شقيقتي...
    "يا شقيقي يا حبيبي كم اشتقت إليك! كل عام وأنت بخير عزيزي"
    تقول ذلك وهي لا تزال تطوقني بذراعيها بقوة وتمرغ وجهها في صدري... ابتعدت بعد ذلك لتنظر إلي... فتيقنت بالفعل من أنها... أنها شقيقتي دانة!
    "أوه! دانة!! أي مفاجأة!! لا أكاد أصدق... لا أصدق..."
    قلت ذلك وضممتها إلي وقبلت جبينها بحنان... عند ذلك سمعت صوتا يقول:
    "ألن تدعونا للدخول؟؟"
    فالتفت إلى صاحب الصوت فإذا به نوّار... وكان يبتسم, ويحمل في يدي الاثنتين مجموعة من الأكياس... وعلى كتفه حقيبة قماشية كبيرة...
    تراجعت للوراء وأنا أقول:
    "يا للمفاجأة... أنا مذهول! تفضلا... أهلا..."
    فدخل نوّار ووضع الأكياس والحقيبة جانبا ثم أقبل نحوي فاقتربت منه كي أصافحه وأعانقه. رحبت به بحرارة... كانت دانة تقف إلى جانبي فمددت ذراعي إلى كل منهما وحثثتهما على الدخول مرحبا...
    "أهلا وسهلا ومرحبا... كل عام وأنتما بخير... تفضلا... حقا... مفاجأة مذهلة"
    فسارا للأمام واستدرت للوراء لأغلق الباب... وإذا بي أرى شيئا مهولا... مهولا جدا... أخرس لساني... وجعلني أتجمد في موضعي كالتمثال...
    كفى يا وليد... أرجوك توقف... لا... أنت لم تكد تصدق أنك شفيت من حالة الأوهام الفظيعة تلك... أرجوك توقف... لا تعد للصفر من جديد... كلا...
    أغمضت عينيّ... بقوة... حتى كدت أعصرهما بجفوني... رغبة مني في محو الوهم الذي رأيته يقف أمام الباب قبل ثوان...
    "رغد... تعالي!"
    فتحت عيني... بعد الذي سمعت... نظرت من جديد... حملقت جيدا... وكان الوهم... لا يزال واقفا... يحمل شيئا ما على ذراعيه... وينظر إليّ!!
    أحسست بحركة من خلفي... ثم رأيت دانة تظهر أمامي... متجهة إلى الوهم... وسمعتها تقول:
    "مفاجأة! أليس كذلك؟؟!"
    ثم تمد يدها نحو الوهم... وتأخذ منه ذلك الشيء وتقربه مني...
    نظرت إلى ذلك الشيء... حملقت فيه... فإذا به ينظر إلي... ويتثاءب!
    كان طفلا في المهد...!!
    أخذت عيني تدور بين الطفل... ودانة... والوهم... تدور... وتدور... وتدور... حتى أصابني الارتجاج في دماغي واستندت إلى الجدار المجاور خشية أن أقع...
    "وليد"
    كان... صوت شقيقتي دانة... يهتف بقلق...
    "هل أنت بخير؟؟"
    أقبل نوّار... تناول الطفل من يد دانة... واقتربت دانة مني وأمسكت بذراعي وسألت:
    "ماذا أصابك؟؟ هل أنت بخير؟؟"
    جذبت أنفاسا عميقة متتالية ثم قلت:
    "إنه... الصيام"
    ثم عدت انظر إلى الطفل... ثم إلى الوهم... بل هي رغد... لأن ما حولي الآن ليس وهما... أنا أحس به وأبصر به جيدا... إنها رغد... نعم رغد...
    أقول لكم رغد...
    هل تسمعون؟؟
    هل تفهمون ذلك؟؟
    رغد... فتاتي رغد... هي رغد... آه...
    أنا... أنا لا أعرف ماذا أقول... لا أعرف ماذا أقول...
    "تعال... هل أكلت شيئا؟؟"
    كانت دانة... تمسك بي وتحثني على السير إلى الداخل... ثم تقول موجهة خطابها إلى رغد:
    "أغلقي الباب وتعالي يا رغد"
    فتنفذ الأخيرة ذلك... وتتبعنا إلى المقاعد... أنا أجلس على المقعد... ويجلس نوار إلى يساري واضعا الطفل في حضنه... وأختي ورغد... تجلسان في الجانب الآخر...
    "أأنت على ما يرام أخي؟؟"
    تسألني دانة, فأجيب:
    "لا تقلقي... أنا بخير"
    يقول نوّار:
    "إذا لم تبدأ الفطور بعد؟ هذا جيد... أحضرنا معنا بعض الأطعمة كي نشاركك"
    التفت إليه فأراه يبتسم... وحقيقة هذا الرجل دائما مبتسم... أسمع صوتا يصدره الطفل الصغير... فيداعبه نوّار بلطف...
    لحظة!
    لكن... لكن...
    أين سامر؟؟؟


  • #4

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 32
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1402
    Array



    أقنعت دانة زوجها بأن ننتقل للإقامة في المنزل الكبير عوضا عن الفندق, ولذلك ليتسنى لها تحضير الموائد الرمضانية المميزة وبحرية كما تقول... وطلبت من أخيها المكوث معنا أيضا... فوافق الأخير إكراما لها.
    طبعا أنا لم يعجبني الوضع ولكنني لم أملك إلا الانصياع للظرف المؤقت, قبل رحيلي إلى بيت خالتي. وبعد انتقالنا للمنزل, إذا بدانة تقترح على زوجها أن يشتري حصة أخيها من المنزل ويسجلها باسمها... وتخبرنا بأنها تنوي التنازل عن الحصة لصالح وليد بعد ذلك...
    نوّار رجل ثري كما تعرفون, وهو يحب دانة وينفذ رغباتها. وبهذا تم توكيل المحامي أبي سيف للقيام بالإجراءات اللازمة بأسرع ما يمكن.
    أنا لا دخل لي بكل هذا إذ أنني لم أرث شيئا من هذا المنزل بطبيعة الحال, لكنني استلمت الحصة التي كان ابن عمي وليد قد تنازل لي عنها من إرث المنزل المحروق في الشمال, وسأستلم الإرث الذي تركه والدي الحقيقيان لي, والذي كان عمي شاكر قد حوله إلى وديعة مالية في أحد المصارف, وحان وقت استلامها. سأستغل جزءا من هذه الأموال في العودة إلى الدراسة من جديد.
    في أول ليلة لي في هذا المنزل اتصلت بصديقتي مرح أسامة والتي كنت قد انقطعت عن الاتصال بها منذ رحيلي عن الوطن.. فألحت علي لزيارتها في منزلها في الليلة التالية.
    كانت تلك الليلة شديدة البرودة.. وكانت دانة ترغب بالذهاب إلى أحد المتاجر لشراء بعض الحاجيات للمطبخ, لذا اصطحبنا شقيقها إلى منزل آل المنذر قبل أن يذهب معها إلى المتجر. ورغم برودة الجو لقينا آل المنذر في استقبالنا عن الباب ورحب أبو عارف وابنه الفنان عارف بابن عمي ترحيبا حميما عند لا يقل عن ترحيب مرح الملتهب بي داخل المنزل.
    فيما بعد وأنا ومرح نتبادل الأحاديث والأخبار سألتني:
    "ماذا عن الجامعة؟؟"
    فقد أرغمتني الظروف على الانقطاع عن دراستي وللمرة الثانية... وتأخر فرصتي في الحصول على شهادة جامعية, كما كنت أحلم...
    قلت:
    "سأعود إلى الجامعة في الشمال"
    فقال:
    "لا تقولي! أبليت بلاء حسنا هنا... إنك أخطر منافسة لي والدراسة بدونك مملة!"
    فضحكت وقلت:
    "إذن تخلصتِ مني وضمنت المركز الأول"
    فقالت بأسلوبها المرح ممزوجا برجاء:
    "أرجوك رغد... عودي إلينا... ثم إن جامعتنا أرقى مستوى من تلك الشمالية"
    فقلت:
    "وأعلى تكلفة!"
    وابتسمت بقلة حيلة وقلت:
    "ولا طاقة لي بها حاليا!"
    قالت مرح:
    "آه صحيح تذكرت... لم يعد السيد وليد شاكر مديرا للمصنع والشركة"
    حقا؟؟ أنا لم أعرف ذلك! أصلا لم أكن أريد أن أعرف أي أخبار عنه... وكلما جيء بذكره ونحن هناك في منزل دانة, أنسحب فورا من المجلس.
    تابعت مرح:
    "والدي وعمي حزنا كثيرا لمغادرته. كانا معجبين به ويكنان له احتراما وثقة كبيرين! كلنا أسفنا على انفصاله عن السيدة أروى وعن المؤسسة..."
    ماذا...؟؟ ماذا قالت مرح؟؟ أنـــ...فصاله عن... أروى؟؟!!
    فاجأني الخبر... صحيح أنني استغربت عيشه في تلك الشقة غير أنني لم أكن لآبه بأي شيء يتعلق به.. أصلا لم أكن موافقة على حضوري للمدينة الساحلية لكن دانة ألحت عليّ...
    لكنّ هذا الخبر... فاجأني وأدهشني..
    قلت طالبة التأكيد:
    "أ... أعيدي ما قلت مرح؟؟"
    نظرت إلي مرح باستغراب... فكررتُ:
    "ماذا قلت الآن مرح؟؟ انفصاله عن ماذا؟؟"
    تقوس حاجبا مرح دهشة وقالت مستغربة:
    "عن السيدة أروى وعن الشركة!"
    رفعت يدي من الدهشة ووضعتها على فمي... وحملقت في مرح بعينين واسعتين... مرح تأملت انفعالاتي وهي في حيرة من أمري... ثم بدا عليها وكأنها استنتجت شيئا, فقالت:
    "لا تقولي... أنك لم تكوني تعلمين!؟؟"
    سامحوني...
    أعرف أن هذه أمور يجب على المرء أن يبدي الأسف حيالها... ويراعي مشاعر الآخرين...
    أنا آسفة... لكن...
    أنا الآن...
    في هذه اللحظة...
    أشعر برغبة مفاجئة في الضحك!
    لم أنتبه لنفسي إلا وأنا أطلق ضحكة ساخرة.. ردا على سخرية القدر مني..
    الشقراء... الدخيلة... التي بذلت كل جهودي كي أطردها بعيدا عن وليد في الماضي... لأستحوذ عليه.. والتي كنت أتمنى أن أمحوها كما أمحو رسمة واهية بقلم الرصاص.. قد انفصلت للسخرية عنه.. دون تدخلي!
    يا للأيام...!!
    التفت بعد أن فرغت من الضحك إلى مرح وسألت ساخرة:
    "ولماذا انفصلا؟؟"
    فنظرت إلي مستغربة من ردة فعلي... وقالت:
    "تسأليني أنا؟؟"
    أخيرا طردت السؤال والموضوع وصورة الشقراء وصورة وليد من رأسي, وغيرت اتجاه الحديث بعيدا...
    وبعد نحو ساعة أُعلمت أن أهلي قد جاءوا فشكرت مرح على حسن ضيافتها وودعتها توديعا حارا... وخرجت من المنزل.

    ************


    خرجت من المنزل وأغلقت البوابة الخارجية, ثم خطت خطوتين نحو السيارة, ثم توقفت وتراجعت للوراء.

    ربما لم تستوثق من السيارة, فهي ليست السيارة السابقة التي اعتادت عليها. فتحت النافذة ونظرت إليها وقلت:
    "تفضلي"
    وربما لم تسمع صوتي لأنها لم تتحرك.. فأطللت برأسي مستغربا وأومأت إليها أن تعالي.. لكن رغد نظرت إلي نظرة غريبة ثم سألتني:
    "أين دانة؟"
    فقلت:
    "ذهبت مع زوجها وطفلتها في مشوار"
    وإذا بي أرى رغد تتراجع نحو بوابة منزل آل المنذر... وتهم بقرع الجرس!
    خرجت من السيارة مستغربا من تصرف رغد وأقبلت إليها وقلت:
    "ماذا ستفعلين؟؟"
    فقالت دون أن تنظر إلي:
    "سأتصل بدانة وأطلب منها الحضور مع نوّار لاصطحابي"
    عندها شعرت بطعنة قوية تخترق صدري. اقتربت من رغد وقلت متألما:
    "لماذا تفعلين ذلك؟؟"
    فالتفتت إلي وأجابت حانقة:
    "وهل تنتظر مني أن أركب السيارة معك أنت بمفردي؟"
    وكانت هذه الطعنة أشد من سابقتها... وهمت رغد بأن تقرع الجرس فتداركتها مسرعا:
    "أرجوك لا تفعلي... لا تحرجينا مع آل المنذر"
    ففهمت رغد حرج الموقف و سحبت يدها... قلت:
    "تعالي لنعود إلى المنزل الآن... أرجوك"
    فوقفت برهة مترددة... ومر تيار قوي من الهواء ارتعدت له فرائصنا... فقلت:
    "هيا فالريح تشتد"
    وما كان منها إلا أن سارت على مضض وركبت السيارة كارهة ومشيحة بوجهها للعالم الآخر... فسلكنا طريق العودة بصمت الموتى... ووحشة المقابر..
    عندما وصلنا إلى البيت, أردت أن أتحدث معها فهي لم تكلمني منذ حضورها للوطن, بل منذ تركتها في منزل دانة... قبل أكثر من عام... لكنها وفور دخولها المنزل أسرعت مهرولة إلى الطابق العلوي...
    لحقت بها وأنا أسير منكسر الخاطر... حتى إذا ما اقتربت من غرفتها وجدت الباب مغلقا وصوتها يتخلله وهي تتكلم بغضب قائلة:
    "... لكنه أخوك أنت وليس أنا"
    "... عودي فورا"
    هبطت للطابق السفلي... وانزويت على نفسي في غرفة المعيشة والتي عدت أستغلها كغرفة نوم لي... وجعلت أعض أصابعي حسرة على صغيرتي رغد...
    قدمت دانة مع طفلتها وزوجها بعد نحو ساعة... وسألتني عما حصل فأخبرتها بموقف رغد مني... وبأن ذلك جرح شعوري كثيرا... وبأنني سأعود إلى شقتي إن كان وجودي من حولها يزعجها لهذه الدرجة...
    ربما كان الأسى صارخا بأعلى صوته على وجهي للحد الذي جعل شقيقتي تمد يديها وتمسك بيدي بحنان بالغ وتربت علي وتقول:
    "لا تبتئس هكذا يا أخي الحبيب.. إنها لا تزال تحبك... لكنها أيضا لا تزال تعتقد أنك... كنت تسخر من عواطفها تجاهك"
    رفعت بصري إلى شقيقتي وحملقت بها مندهشا.. فأغدقت عليّ نظرات التفهم والحب والتعاطف, وكأنها كانت تقرأ كل ما يدور برأسي وترى ما يختبئ في صدري...
    وإذا بها تقول:
    "لسنين طويلة.. كانت تضع ساعة يدك الرجالية حول معصمها.. كنا نسخر منها.. لكنها لم تأبه بنا.. أظن أنها كانت مولعة بك منذ الطفولة.. وكانت تنتظرك.. لو كنت اعترفت ذلك اليوم بحقيقة شعورك أنت أيضا.. قبل رحيلك عنا.. ربما كنا حللنا الموضوع بشكل أقل إيذاء.. أخي سامر لم يكن أبدا ليرغب في الزواج من فتاة لا تحبه.. بل تحب شقيقه... واكتشف أيضا أن أخاه كان يحلم بالزواج منها"
    وتوقفت قليلا تتأمل ذهولي من كلامها... قلت في دهشتي من صراحتها, محاولا إنكار الحقيقة:
    "ما الذي... تهذين به!؟"
    لكن دانة أدارت وجهها يمينا ويسارا وقالت:
    "لا تحاول يا وليد! لا جدوى من الإنكار.."
    وأخذت تنظر إلي بنظرات عميقة... كأنها تكشف كل أفكاري.. ثم واصلت:
    "سامر علم من رغد بحقيقة ما حصل قبل سنين مع ذلك الفتى الذي قتلته... وسبب قتلك له.. وكتمك الحقيقة وتحملك السجن.. ربط بين الأمور واستنتج كل شيء.. لذا.. قرر الابتعاد عن رغد والارتباط بأخرى... ليثبت لك أنت بالذات... بأنه يستحيل أن يتزوج بفتاة كنت تحلم بها أنت يا وليد..."
    في اليوم التالي.. وأثناء تناولنا طبق التحلية, ونحن جلوس في غرفة المعيشة نشاهد التلفاز... تذكرت شيئا سرعان ما ذهبت لجلبه, وعدت به أمده نحو رغد...
    "رغد هل تذكرين هذه؟"
    وأنا أحاول الظهور بالمرح علها تتجاوب معي... علّنا نبدأ صفحة جديدة.. علّها تمنح قلبي لحظة اطمئنان واحدة... كانت مجموعة الصور التي رسمتها رغد لي ليلة أن وقعت من أعلى الدرج... تذكرونها؟ صور بقلم الرصاص كنت قد سلمتها إياها قبل سفرها الأخير إلى الشمال.. واسترجعتها من غرفتها السفلية بعد عودتي من خارج الوطن...
    رغد تناولت الأوراق وراحت تقلبها وتتأملها... كنت مبتسما ومنتظرا تعليقا يجبر بخاطري بعد موقف البارحة... لكنني فوجئت برغد تمزق الأوراق وترمي بها نحوي وتقول:
    "أنا لا أذكر شيئا كهذا ولا يهمني أن أذكر... ولا تنادني باسمي المجرد ثانية... هل فهمت يا سيد وليد؟؟"
    وقامت من مقعدها وجرت مسرعة مغادرة الغرفة. حدث كل هذا أمام مرأى دانة ونوّار... اللذين ظلا يحملقان بي مذهولين.. ومنتظرين ردة فعلي..

  • صفحة 117 من 120 الأولىالأولى ... 1767107115116117118119 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 8 (0 من الأعضاء و 8 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. لا تعـوّدني على [ قـربك ] كثـير
      بواسطة سوسن في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 03-11-2010, 05:13 AM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1