ـ هذا صحيح لكني أعمل وسأتخرج من الجامعة قريبة ولدي مشاريعي التي ستساعدني على تحسين حالة المادية إذا نجحت بتوفيق الله عز وجل
ـ أملك لك عرضاً أفضل من ذلك فأنا سأريحك من أعباء ومصاريف الزفاف لا وبل سأساعدك مادياً وسأمنحك فرصة للعمل في إحدى أهم الشركات الخاصة براتبٍ مغري
ـ أحس من كلامك أنك تعرض علي عرضاً تستجر منه فائدة ً ما فصارحني بما تريد مني بمقابل هذا العرض السخي
ـ أنت ذكي .. وهذا يعجبني ويريحني أنا أتحداك أن تجعل من مها فتاة ً ناضجة
مستقلة بشخصيتها
نحن قومٌ أعزنا الله عز وجل بالإسلام
ـ أحس من كلامك أنك تعرض علي عرضاً تستجر منه فائدة ً ما فصارحني بما تريد مني بمقابل هذا العرض السخي
ـ أنت ذكي .. وهذا يعجبني ويريحني أنا أتحداك أن تجعل من مها فتاة ً ناضجة
مستقلة بشخصيتها
ـ أنت تدفع بابنتك لتكون حجراً على طاولة الرهان ,اسمح لي سيدي أن أرفض عرضك هذا لأن مها بإنسانيتها أرقى عندي من أن يراهن بها أو عليها
ـ إذا رفضت ستخسر مها
ـ خيرٌ لي من أن أقايض عليها بمبادئي مقابل لفافتي تبغ وفنجان قهوة ساخن
ـ لكن الثمن كان أكبر من ذلك
ـ سيان عندي فالهوان هو الهوان اسمح لي بالرحيل
ـ بل اجلس ماذا تريد؟
ـ قلت لك أريد مها
ـ بشروطي..؟
ـ لا ..!
ـ فإذاً..؟!
ـ ما رأيك أن نغير قواعد الرهان أنا أتحداك بالنجاح فإما أن أنتصر وتقبل طلبي ليدها أو أفشل وأنسحب لأنني لا أستحقها
ـ أنت تحاول التلاعب بالألفاظ فحسب
ـ بل قل أنا أضع النقاط على الحروف لن أقامر بمها بل بنفسي ثم إني قد رفضت بهذا الشكل منحتك
ـ حسنٌ " كل الطرق تؤدي إلى روما " ستخرج الآن لشراء خاتمي خطبة من الفضة وسنجعل الأمر كأنه مفاجئة لمها هذا المساء وستتعامل معها كأنكما خطيبين عاديين ولكن تذكر دوماً أنك ستخضع لامتحان ٍ فاصل يحدد فيما كنت نجحت أم فشلت
ثم إن لي شرطاً صغيرة أن لا يعلم والداك بهذه الخطبة حتى تنجح كي لا تستفيد من مساعدة أحد ..
نحن قومٌ أعزنا الله عز وجل بالإسلام
تمت العملية كما رسم لها الأب وبدأ مشوار الفرح والحب يمضي بنا وينضجنا يوماً بعد يوم تعرفنا معاً على دمشق من جديد من قصر العظم إلى المكتبة الظاهرية مروراً ببيت جبري ومكتب عنبر ومن الغوطة الخضراء إلى جبال بلودان مروراً ببردى وقاسيون
أنشدتها شعر الماغوط والقباني وأبو ريشة و نجم وتلوت عليها مسرحيات ونوس والرحابنة وروايات مينا والطيب صالح وإحسان عبد القدوس
أدخلتها في عالم جبران وموانئ المتنبي وأبو التمام والبحتري وابن رشد
فيما عرفتني هي على الأدب الروسي وأدخلتني دنيا الموسيقا وعلمتني العزف على البيانو
نحن قومٌ أعزنا الله عز وجل بالإسلام
عشنا ثمانية أشهر هي الأجمل في عمرينا ونحن نتعمق في فهمنا للحب فلسفة لا يستطيع ذا لب الاستغناء عنها في هذا الزمان
انتهت خلاها أعوام الدراسة وبدأت العمل في إحدى الشركات العالمية فيما تزوج وليد و ميادة ورحلا إلى كندا ليعملا هناك بمساعدة خال ميادة العراقي الأصل وصاحب شركة طيران ليست بالصغيرة هناك
إلى أن جاء الحدث الذي جعل من هذا العام الأسوأ بالنسبة لي ففي اليوم الثالث من العام الجديد دعاني الأب لتناول القهوة في المطعم الدوار وطلب مني أن أكون وحيداً
نحن قومٌ أعزنا الله عز وجل بالإسلام
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)