صفحة 13 من 32 الأولىالأولى ... 3111213141523 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 49 إلى 52 من 125

الموضوع: تاريخ الرسل والملوك(الجزء الثالث)


  1. #49
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مليكة، قال: لما كان يوم الاثنين خرج رسول الله ص عاصبًا رأسه إلى الصبح؛ وأبو بكر يصلي بالناس؛ فلما خرج رسول الله ص تفرج الناس، فعرف أبو بكر أن الناس لم يفعلوا ذلك إلا لرسول الله ص، فنكص عن مصلاه، فدفع رسول الله في ظهره، وقال: صل بالناس. وجلس رسول الله إلى جنبه؛ فصلى قاعدًا عن يمين أبي بكر؛ فلما فرغ من الصلاة، أقبل على الناس وكلمهم رافعًا صوته حتى خرج صوته من باب المسجد؛ يقول: يأيها الناس، سعرت النار، وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم! وإني والله لا تمسكون على شيئًا؛ إني لم أحل لكم إلا ما أحل لكم القرآن، ولم أحرم عليكم إلا ما حرم عليكم القرآن. فلما فرغ رسول الله ص من كلامه، قال له أبو بكر: يا بني الله؛ إني أراك قد أصبحت بنعمة الله وفضله كما نحب، واليوم يوم ابنة خارجة، فآتيها. ثم دخل رسول الله ص وخرج أبو بكر إلى أهله بالسنح.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: رجع رسول الله ص في ذلك اليوم حين دخل من المسجد، فاضطجع في حجري، فدخل على رجل من آل بكر في يده سواك أخضر. قالت: فنظر رسول الله ص إلى يده نظرًا عرفت أنه يريده، فأخذته فمضغنه حتى ألنته، ثم أعطيته إياه؛ قالت: فاستن به كأشد ما رأيته يستن بسواك قبله، ثم وضعه؛ ووجدت رسول الله يثقل في حجري. قالت: فذهبت أنظر في وجهه، فإذا نظره قد شخص، وهو يقول: بل الرفيق الأعلى من الجنة! قالت: قلت: خيرت فاخترت والذي بعثك بالحق! قالت: وقبض رسول الله ص.
    حدثنا ابن حميد، قال حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن الزبير، عن أبيه عباد، قال: سمعت عائشة تقول: مات رسول الله ص بين سحري ونحري وفي دوري؛ ولم أظلم فيه أحدًا، فمن سفهى وحداثة سني أن رسول الله قبض وهو في حجري، ثم وضعت رأسه على وسادة؛ وقمت ألتدم مع النساء، وأضرب وجهي.
    ذكر الأخبار الواردة باليوم الذي توفي فيه رسول الله ومبلغ سنه يوم وفاته

    قال أبو جعفر: أما اليوم الذي مات فيه رسول الله ؛ فلا خلاف بين أهل العلم بالأخبار فيه أنه كان يوم الاثنين من شهر ربيع الأول، غير أنه اختلف في أي الأثانين كان موته ؟ فقال بعضهم في ذلك ما حدثت عن هشام بن محمد بن السائب، عن أبي مخنف، قال: حدثنا الصقعب بن زهير، عن فقهاء أهل الحجاز، قالوا: قبض رسول الله نصف النهار يوم الاثنين، لليلتين مضتا من شهر ربيع الأول، وبويع أبو بكر يوم الاثنين في اليوم الذي قبض فيه النبي .
    وقال الواقدي: توفي يوم الاثنين لثنتى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، ودفن من الغد نصف النهار حين زاعت الشمس، وذلك يوم الثلاثاء.
    قال أبو جعفر: توفي رسول الله وأبو بكر بالسنح وعمر حاضر. فحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: لما توفي رسول الله قام عمر بن الخطاب، فقال: إن رجالًا من المنافقين يزعمون أن رسول الله توفي وأن رسول الله والله ما مات؛ ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فغاب عن قومه أربعين ليلة؛ ثم رجع بعد أن قيل قد مات؛ والله ليرجعن رسول الله فليقطعن أيدى رجال وأرجلهم يزعمون أن رسول الله مات.
    قال: وأقبل أبو بكر حتى نزل على باب المسجد حين بلغه الخبر، وعمر يكلم الناس؛ فلم يلتفت إلى شيء حتى دخل على رسول الله ص في بيت عائشة؛ ورسول الله مسجى في ناحية البيت، عليه برد حبرة، فأقبل حتى كشف عن وجهه، ثم أقبل عليه فقبله، ثم قال: بأبي أنت وأمي! أما الموتة التي كتب الله عليك فقد ذقتها، ثم لن يصيبك بعدها موتة أبدًا. ثم رد الثوب على وجهه، ثم خرج وعمر يكلم الناس، فقال: على رسلك يا عمر! فأنصت، فأبى إلا أن يتكلم، فلما رآه أبو بكر لا ينصت أقبل على الناس، فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه، وتركوا عمر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس؛ إنه من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات؛ ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. ثم تلا هذه الآية: " وما محمد إلا رسول قد خلت من فبله الرسل.. " إلى آخر الآية. قال: فو الله لكأن الناس لم يعلموا أن هذه الآية نزلت على رسول الله حتى تلاها أبو بكر يومئذ. قال: وأخذها الناس عن أبي بكر فإنما هي في أفواههم.
    قال أبو هريرة: قال عمر: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر يتلوها فعقرت حتى وقعت إلى الأرض؛ ما تحملني رجلاي، وعرفت أن رسول الله قد مات.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن أبي معشر زياد بن كليب، عن أبي أيوب، عن إبراهيم، قال: لما قبض النبي كان أبو بكر غائبًا، فجاء بعد ثلاث، ولم يجترئ أحد أن يكشف عن وجهه؛ حتى اربد بطنه؛ فكشف عن وجهه، وقبل بين عينيه، ثم قال: بأبي أنت وأمي! طبت حيًا وطبت ميتًا! ثم خرج أبو بكر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، ومن كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات. ثم قرأ: " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئًا وسيجزي الله الشاكرين ". وكان عمر يقول: لم يمت؛ وكان يتوعد الناس بالقتل في ذلك.
    فاجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ليبايعوا سعد بن عبادة، فبلغ ذلك أبا بكر، فأتاهم ومعه عمر وأبو عبيدة بن الجراح، فقال: ما هذا؟ فقالوا: منا أمير ومنكم أمير، فقال أبو بكر: منا الأمراء ومنكمصالوزراء.
    ثم قال أبو بكر: إني قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين: عمر أو أبا عبيدة، إن النبي جاءه قوم فقالوا: أبعث معنا أمينًا فقال: لأبعثن معكم أمينًا حق أمين؛ فبعث معهم أبا عبيدة بن الجراح؛ وأنا أرضى لكم أبا عبيدة. فقام عمر، فقال: أيكم تطيب نفسه أن يخلف قدمين قدمهما النبي ! فبايعه عمر وبايعه الناس، فقالت الأنصار - أو بعض الأنصار؛ لا نبايع إلا عليًا.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن زياد بن كليب، قال: أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين، فقال: والله لأحرقن عليكم أو لنخرجن إلى البيعة. فخرج عليه الزبير مصلتًا بالسيف، فعثر فسقط السيف من يده، فوثبوا عليه فأخذوه.
    حدثنا زكرياء بن يحيى الضرير، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا داود بن عبد الله الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن الحميري، قال: توفي رسول الله ص وأبو بكر في طائفة من المدينة، فجاء فكشف الثوب عن مجهه فقبله، وقال: فداك أبي وأمي! ما أطيبك حيًا وميتًا! مات محمد ورب الكعبة! قال: ثم انطلق إلى المنبر، فوجد عمر ابن الخطاب قائمًا يوعد الناس، ويقول: إن رسول الله ص حي لم يمت؛ وإنه خارج إلى من أرجف به، وقاطع أيديهم، وضارب أعناقهم، وصالبهم. قال: فنكلم أبو بكر، قال: أنصت. قال: فأبى عمر أن ينصت، فتكلم أبو بكر، وقال: إن الله قال لنبيه ص: " إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ". " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم.. "؛ حتى ختم الآية، فمن كان يعبد محمدًا فقد مات إلهه الذي كان يعبده، ومن كان يعبد الله لا شريك له، فإن الله حي لا يموت.
رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #50
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    قال: فخلف رجال أدركناهم من أصحاب محمد ص: ما علمنا أن هاتين الآيتين نزلتا حتى قرأهما أبو بكر يومئذ؛ إذ جاء رجل يسعى فقال: هاتيك الأنصار قد اجتمعت في ظلة بني ساعدة، يبايعون رجلًا منهم، يقولون: منا أمير ومن قريش أمير، قال: فانطلق أبو بكر وعمر يتقاودان حتى أتياهم؛ فأراد عمر أن يتكلم، فنهاه أبو بكر، فقال: لا أعصى خليفة النبي في يوم مرتين.
    قال: فتكلم أبو بكر، فلم يترك شيئًا نزل في الأنصار، ولا ذكره رسول الله ص من شأنهم إلا وذكره. وقال: لقد علمتم أن رسول الله قال: لو سلك الناس واديًا وسلكت الأنصار واديًا سلكت وادي الأنصار، ولقد علمت يا سعد أن رسول الله قال وأنت قاعد: قريش ولاة هذا الأمر، فبر الناس تبع لبرهم، وفاجرهم تبع لفاجرهم. قال: فقال سعد: صدقت، فنحن الوزراء وأنتم الأمراء. قال: فقال عمر: ابسط يدك يا أبا بكر فلأبايعك؛ فقال أبو بكر: بل أنت يا عمر، فأنت أقوى لها منى. قال: وكان عمر أشد الرجلين، قال: وكان كل واحد منهما يريد صاحبه يفتح يده يضرب عليها، ففتح عمر يد أبي بكر وقال: إن لك قوتى مع قوتك. قال: فبايع الناس واستثبتوا للبيعة، وتخلف على والزبير، واخترط الزبير سيفه، وقال: لا أغمده حتى يبايع على، فبلغ ذلك أبا بكر وعمر، فقال عمر: خذوا سيف الزبير، فاضربوا به الحجر. قال: فانطلق إليهم عمر، فجاء بهما تعبًا، وقال: لتبايعان وأنتما طائعان، أو لتبايعان وأنتما كارهان؟! فبايعا.
    حديث السقيفة

    حدثني علي بن مسلم، قال: حدثنا عباد بن عباد، قال: حدثنا عباد بن راشد، قال: حدثنا عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، قال: كنت أقرئ عبد الرحمن بن عوف القرآن، قال: فحج عمر وحججنا معه، قال: فإني لفي منزل بمنى إذ جاءني عبد الرحمن ابن عوف، فقال: شهدت أمير المؤمنين اليوم، وقام إليه رجل فقال: إني سمعت فلانًا يقول: لو قد مات أمير المؤمنين لقد بايعت فلانًا. قال: فقال أمير المؤمنين: إنى لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الرهط الذين يريدون أن يغصبوا الناس أمرهم. قال: قلت: يا أمير المؤمنين؛ إن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم؛ وإنهم الذين يغلبون على مجلسك، وإنى لخائف إن قلت اليوم مقالة ألا يعوها ولا يحفظوها، ولا يضعوها على مواضعها، وأن يطيروا بها كل مطير؛ ولكن أمهل حتى تقدم المدينة، نقدم دار الهجرة والسنة، وتخلص بأصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار، فتقول ما قلت متمكنًا فيعوا مقالنك، ويضعوها على مواضعها. فقال: والله لأقومن بها في أول مقام أقومه بالمدينة.
    قال: فلما قدمنا المدينة، وجاء يوم الجمعة هجرت للحديث الذي حدثنيه عبد الرحمن؛ فوجدت سعيد بن زيد قد سبقنى بالتهجير، فجلست إلى جنبه عند المنبر، ركبتى إلى ركبته؛ فلما زالت الشمس لم يلبث عمر أن خرج، فقلت لسعيد وهو مقبل: ليقولن أمير المؤمنين اليوم على هذا المنبر مقالة لم تقل قبله. فغضب وقال: فأى مقالة يقول لم تقل قبله! فلما جلس عمر على المنبر أذن المؤذنون، فلما قضى المؤذن أذانه قام عمر، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: أما بعد، فإنى أريد أن أقول مقالة قد قدر أن أقولها، من وعاها وعقلها وحفظها، فليحدث بها حيث تنتهي به راحلته، ومن لم يعها فإنى لا أحل لأحد أن يكذب علي. إن الله عز وجل بعث محمدًا بالحق، وأنزل عليه الكتاب؛ وكان فيما أنزل عليه آية الرجم، فرجم رسول الله ورجمنا بعده، وإنى قد خشيت أن يطول بالناس زمان، فيقول قائل: والله ما نجد الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله، وقد كنا نقول: لا ترغبوا عن آبائكم؛ فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم. ثم إنه بلغني أن قائلًا منكم يقول: لو قد مات أمير المؤمنين بايعت فلانًا! فلا يغرن امرأً أن يقول: إن بيعة أبى بكر كانت فلتة؛ فقد كانت كذلك؛ غير أن الله وقى شرها؛ وليس منكم من تقطع إليه الأعناق مثل أبى بكر! وإنه كان من خبرنا حين توفى الله نبيه أن عليًا والزبير ومن معهما تخلفوا عنا في بيت فاطمة، ونخلفت عنا الأبصار بأسرها، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر، فقلت لأبي بكر: انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار، فانطلقنا نؤمهم؛ فلقينا رجلان صالحان قد شهدا بدرًا، فقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين؟ فقلنا: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار. قالا: فارجعوا فاقضوا أمركم بينكم. فقلنا: والله لنأتينهم، قال: فأتيناهم وهم مجتمعون في سقيفة بني ساعدة. قال: وإذا بين أظهرهم رجل مزمل، قال: قلت: من هذا؟ قالوا: سعد بن عبادة، فقلت: ما شأنه؟ قالوا: وجع، فقام رجل منهم، فحمد الله، وقال: أما بعد، فنحن الأنصار وكتيبة الإسلام، وأنتم يا معشر قريش رهط نبينا؛ وقد دفت إلينا من قومكم دافة قال: فلما رأيتهم يريدون أن يختزلونا من أصلنا، ويغصبونا الأمر. وقد كنت زورت في نفسي مقالة أقدمها بين يدي أبي بكر، وقد كنت أداري منه بعض الحد، وكان هو أوقر منى وأحلم؛ فلما أردت أن أتكلم، قال: على رسلك! فكرهت أن أعصيه؛ فقام فحمد الله وأثنى عليه، فما ترك شيئًا كنت زورت في نفسي أن أتكلم به لو تكلمت؛ إلا قد جاء به أو بأحسن منه. وقال: أما بعد يا معشر الأنصار؛ فإنكم لا تذكرون منكم فضلًا إلا وأنتم له أهل؛ وإن العرب لا تعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش؛ وهم أوسط العرب دارًا ونسبًا، ولكن قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين، فبايعوا أيهما شئتم. فأخذ بيدى وبيد أبي عبيدة بن الجراح. وإني والله ما كرهت من كلامه شيئًا غير هذا الكلمة؛ إن كنت لأقدم فتضرب عنقي فيما لا يقربني إلى إثم أحب إلى من أن أؤمر على قوم فيهم أبو بكر. فلما قضى أبو بكر كلامه، قام منهم رجل، فقال: أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب؛ منا أمير ومنكم أمير؛ يا معشر قريش.
    قال: فارتفعت الأصوات، وكثر اللغط، فلما أشفقت الختلاف، قلت لأبي بكر: ابسط يدك أبايعك، فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون، وبايعه الأنصار. ثم نزونا على سعد، حتى قال قائلهم: قتلتم سعد بن عبادة! فقلت: قتل الله سعدًا! وإنا والله ما وجدنا أمرًا هو أقوى من مبايعة أبي بكر؛ خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة، فإما أن نتابعهم على ما نرضى، أو نخالفهم فيكون فساد.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، قال: إن أحد الرجلين اللذين لقوا من؟ الأنصار حين ذهبوا إلى السقيفة، عويم بن ساعدة والآخر معن بن عدى؛ أخو بنى العجلان، فأما عويم بن ساعدة فهو الذي بلغنا أنهقيل لرسول الله ص: من الذين قال الله لهم: " فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين "؟ فقال رسول الله ص: نعم المرء منهم عويم بن ساعدة! وأما معن فبلغنا أن الناس بكوا على رسول الله ص حين توفاه الله، وقالوا: والله لوددنا أنا متنا قبله؛ إنا نخشى أن نفتتن بعده. فقال معن بن عدي: والله ما أحب أنى مت قبله حتى أصدقه ميتًا كما صدقته حيًا. فقتل معن يوم اليمامة شهيدًا في خلافة أبي بكر يوم مسيلمة الكذاب.


  • #51
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    حدثنا عبيد الله بن سعد الزهري، قال: أخبرنا عمي يعقوب بن إبراهيم قال: أخبرني سيف بن عمر، عن الوليد بن عبد بن أبي ظبية الجلي، قال: حدثنا الوليد بن جميع الزهري، قال: قال عمرو بن حرث لسعيد ابن زيد: أشهدت وفاة رسول الله ؟ قال: نعم، فال: فمتى بويع أبو بكر؟ قال: يوم مات رسول الله ص كرهوا أن يبقوا بعض يوم وليسوا في جماعة. قال: فخالف عليه أحد؟ قال: لا إلا مرتد أو من قد كاد أن يرتد، لولا أن الله عز وجل ينقذهم من الأنصار. قال: فهل قعد أحد من المهاجرين؟ قال: لا، تتابع المهاجرون على بيعته، من غير أن يدعوهم.
    حدثنا عبيد الله بن سعد، قال: أخبرني عمي، قال: أخبرني سيف، عن عبد العزيز بن ساه، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: كان على في بيته إذ أتى فقيل له: قد جلس أبو بكر للبيعة، فخرج في قميص ما عليه إزار ولا رداء، عجلًا، كراهية أن يبطئ عنها، حتى بايعه. ثم جلس إليه وبعث إلى ثوبه فأتاه فتجلله، ولزم مجلسه.
    حدثنا أبو صالح الضرار، قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، أن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر يطلبان ميراثهما من رسول الله ص، وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك، وسهمه من خيبر، فقال لهما أبو بكر: أما آني سمعت رسول الله يقول: لا نورث، ما تركنا فهو صدقة، إنما يأكل آل محمد في هذا المال. وآني والله لا أدع أمرًا رأيت رسول الله يصنعه إلا صنعته. قال: فهجرته فاطمة فلم تكلمه في ذلك حتى ماتت، فدفنها على ليلًا، ولم يؤذن بها أبا بكر. وكان لعلى وجه من الناس حياة فاطمة، فلما توفيت فاطمة انصرفت وجوه الناس عن علي؛ فمكثت فاطمة ستة أشهر بعد رسول الله ص، ثم توفيت.
    قال معمر: فقال رجل للزهري: أفل يبايعه على ستة أشهر! قال: لا؛ ولا أحد من بني هاشم؛ حتى بايعه علي. فلما رأى على انصراف وجوه الناس عنه ضرع إلى مصالحة أبي بكر، فأرسل إلى أبي بكر: أن ائتنا ولا يأتنا معك أحد، وكره أن يأتيه عمر لما علم من شدة عمر، فقال عمر: لآتتهم وحدك، قال أبو بكر: ولله لآتينهم وحدي، وما عسى أن يصنعوا بي! قال: فانطلق أبو بكر، فدخل على علي، وقد جمع بنى هاشم عنده، فقام علي فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فإنه لم يمنعنا من أن نبايعك يا أبا بكر إنكار لفضيلتك، ولا نفاس عليك بخير ساقه الله إليك، ولكنا كنا نرى أن لنا في هذا الأمر حقًا، فاستبددتم به علينا. ثم ذكر قرابته من رسول الله ص وحقهم. فلم يزل علي يقول ذلك حتى بكى أبو بكر.
    فلما صمت علي تشهد أبو بكر. فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أما بعد؛ فه الله لقرابة رسول الله أحب إلى أن أصل من قرابتي؛ وإني والله ما ألوت في هذه الأموال التي كانت بيني وبينكم غير الخير؛ ولكني سمعت رسول الله يقول: ((لا نورث؛ ما تركنا فهو صدقة، إنما يأكل آل محمد في هذا المال))؛ وإني أعوذ بالله لا أذكر أمرًا صنعه محمد رسول الله إلا صنعته فيه إن شاء الله.
    ثم قال علي: موعدك العشية للبيعة، فلما صلى أبو بكر الظهر أقبل على الناس، ثم عذر عليا ببعض ما اعتذر، ثم قام علي فعظم من حق أبي بكر، وذكر فضيلته وسابقته، ثم مضى إلى أبي بكر فبايعه. قالت: فأقبل الناس إلى علي فقالوا: أصبت وأحسنت، قالت: فكان الناس قريبًا إلى علي حين قارب الحق والمعروف.
    حدثني محمد بن عثمان بن صفوان الثقفي، قال: حدثنا أبو قتيبة، قال: حدثنا مالك - يعني ابن مغول - عن ابن الحر، قال: قال أبو سفيان لعلي: ما بال هذا الأمر في أقل حي من قريش! والله لئن شئت لأملأنها عليه خيلًا ورجالًا! قال: فقال علي: يا أبا سفيان، طالما عاديت الإسلام وأهله فلم تضره بذاك شيئًا! إنا وجدنا أبا بكر لها أهلًا.
    حدثني محمد بن عثمان التقفي، قال: حدثنا أمية بن خالد، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، قال: لما استخلف أبو بكر قال أبو سفيان: ما لنا ولأبي فصيل؛ إنما هي بنو عبد مناف! قال: فقيل له: إنه قد ولى ابنك، قال: وصلته رحم! حدثت عن هشام، قال: حدثني عوانة، قال: لما اجتمع الناس على بيعة أبي بكر، أقبل أبو سفيان؛ وهو يقول: والله إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا دم! يا آل عبد مناف فيم أبو بكر من أموركم! أين المستضعفان! أين الأذلان علي والعباس! وقال: أبا حسن! ابسط يدك حتى أبايعك، فأبى علي عليه، فجعل يتمثل بشعر المتلمس:
    ولن يقيم على خسف يراد به ** إلا الأذلان عير الحي والوتد
    هذا على الخسف معكوس برمته ** وذا يشج فلا يبكي له أحد
    قال: فزجره علي، وقال: إنك والله ما أردت بهذا إلا الفتنة؛ وإنك والله طالما بغيت الإسلام شرًا! لا حاجة لنا في نصيحتك.
    قال هشام بن محمد: وأخبرني أبو محمد القرشي، قال: لما بويع أبو بكر، قال أبو سفيان لعلي والعباس: أنتما الأذلان! ثم أنشد يتمثل:
    إن الهوان حمار الأهل يعرفه ** والحر ينكره والرسلة الأجد
    ولا يقيم على ضيم يراد به ** إلا الأذلان عير الحي والوتد
    هذا على الخسف معكوس برمته ** وذا يشج فلا يبكي له أحد
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، قال: حدثنا أنس بن مالك، قال: لما بويع أبو بكر في السقيفة؛ وكان الغد، جلس أبو بكر على المنبر، فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر؛ فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أيها الناس؛ إني قد كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت إلا عن رأيي؛ وما وجدتها في كتاب الله؛ ولا كانت عهدًا عهده إلى رسول الله ؛ ولكني قد كنت أرى أن رسول الله سيدبر أمرنا؛ حتى يكون آخرنا؛ وإن الله قد أبقى فيكم كتابه الذي هدى به رسول الله؛ فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه له؛ وإن الله قد جمع أمركم على خيركم؛ صاحب رسول الله، وثاني اثنين إذ هما في الغار؛ فقوموا فبايعوا. فبايع الناس أبا بكر بيعة العامة بعد بيعة السقيفة.
    ثم تكلم أبو بكر، فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو أهله، ثم قال: أما بعد أيها الناس؛ فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم؛ فإن أحسنت فأعينوني؛ وإن أسأت فقوموني. الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوى عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوى منكم الضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله. لا يدع أحد منكم الجهاد في سبيل الله؛ فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء. أطيعوني ما أطعت الله ورسوله؛ فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم. قوموا إلى صلاتكم رحمكم الله!
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد إسحاق، عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: والله إني لأمشي مع عمر في خلافته؛ وهو عامد إلى حاجة له، وفي يده الدرة، وما معه غيري. قال وهو يحدث نفسه، ويضرب وحشي قدمه بدرته، قال إذ التفت إلى فقال: يا بن عباس، هل تدري ما حملني على مقالتي هذه التي قلت حين توفي الله رسوله؟ قال: قلت: لا أدري يا أمير المؤمنين؛ أنت أعلم، قال: والله إن حملني على ذلك إلا أني كنت أقرأ هذه الآية: " وكذلك جعلناكم أمة وسطًا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدًا "؛ فو الله إني كنت لأظن أن رسول الله سيبقى في أمته حتى يشهد عليها بآخر أعمالها؛ فإنه للذي حملني على أن قلت ما قلت.


  • #52
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    ذكر جهاز رسول الله ص ودفنه

    قال أبو جعفر: فلما بويع أبو بكر أقبل الناس على جهاز رسول الله ص، فقال بعضهم: كان ذلك من فعلهم يوم الثلاثاء؛ وذلك الغد من وفاته ص.
    وقال بعضهم: إنما دفن بعد وفاته بثلاثة أيام، وقد مضى ذكر بعض قائلي ذلك.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر وكثير بن عبد الله وغيرهما من أصحابه، عمن يحدثه؛ عن عبد الله بن عباس، أن علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب والفضل ابن العباس وقثم بن العباس وأسامة بن زيد وشقران مولى رسول الله ص هم الذين ولوا غسله، وإن أوس بن خولي أحد بني عوف ابن الخزرج؛ قال لعلي بن أبي طالب: أنشدك الله يا علي؛ وحظنا من رسول الله! وكان أوس من أصحاب بدر؛ وقال: ادخل؛ فدخل فحضر غسل رسول الله ص؛ فأسنده علي بن أبي طالب إلى صدره، وكان العباس والفضل وقثم هم الذين يقبلونه معه؛ وكان أسامة بن زيد وشقران مولياه هما اللذان يصبان الماء، وعلي يغسله قد أسنده إلى صدره، وعليه قميصه يدلكه من ورائه، لا يفضى بيده إلى رسول الله ص وعلي يقول: بأبي أنت وأمي! ما أطيبك حيًا وميتًا! ولم ير من رسول الله شيء مما يرى من الميت.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن يحيى ابن عباد، عن أبيه عباد، عن عائشة، قالت: لما أرادوا أن يغسلوا النبي ص اختلفوا فيه، فقالوا: والله ما ندري أنجرد رسول الله من ثيابه كما نجرد موتانا، أو نغسله وعليه ثيابه! فلما اختلفوا ألقي عليهم السنة حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره، ثم كلمهم متكلم من ناحية البيت لا يدري من هو: أن اغسلوا النبي وعليه ثيابه؛ قالت: فقاموا إلى رسول الله ص فغسلوه وعليه قميصه يصبون عليه الماء فوق القميص، ويدلكونه والقميص دون أيديهم.
    قال: فكانت عائشة تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن جعفر ابن محمد بن علي بن حسين، عن أبيه، عن جده علي بن حسين. قال ابن إسحاق: وحدثني الزهري، عن علي بن حسين، قال: فلما فرغ من غسل رسول الله ص كفن في ثلاثة أثواب: ثوبين صحاريين وبرد حبرة؛ أدرج فيها إدراجا.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة مولى ابن عباس، عن عبد الله بن عباس، قال: لما أرادوا أن يحفروا لرسول الله - وكان أبو عبيدة بن الجراح يضرح كحفر أهل مكة، وكان أبو طلحة زيد ابن سهل هو الذي يحفر لأهل المدينة، وكان يلحد - فدعا العباس رجلين، فقال لأحدهما: اذهب إلى أبي عبيدة، وللآخر: اذهب إلى أبي طلحة؛ اللهم خر لرسولك؛ قال: فوجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة فجاء به فلحد لرسول الله ص. فلما فرغ من جهاز رسول الله يوم الثلاثاء وضع على سريره في بيته؛ وقد كان المسلمون اختلفوا في دفنه؛ فقال قائل: ندفنه في مسجده، وقال قائل: يدفن مع أصحابه؛ فقال أبو بكر: إني سمعت رسول الله ص يقول: ((ما قبض نبي إلا يدفن حيث قبض))؛ فرفع فراش رسول الله الذي توفي عليه؛ فحفر له تحته؛ ودخل الناس على رسول الله يصلون عليه أرسالا؛ حتى إذا فرغ الرجال أدخل النساء، حتى إذا فرغ النساء أدخل الصبيان؛ ثم أدخل العبيد؛ ولم يؤم الناس على رسول الله أحد، ثم دفن رسول الله ص من وسط الليل ليلة الأربعاء.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن فاطمة بنت محمد بن عمارة، امرأة عبد الله - يعني ابن أبي بكر - عن عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن عائشة أم المؤمنين، قالت: ما علمنا بدفن رسول الله ص حتى سمعنا صوت المساحي من جوف الليل ليلة الأربعاء.
    قال ابن إسحاق: وكان الذي نزل قبر رسول الله ص علي بن أبي طالب والفضل بن العباس وقثم بن العباس وشقران مولى رسول الله ص؛ وقد قال أوس بن خولي: أنشدك الله يا علي وحظنا من رسول الله! فقال له: انزل فنزل مع القوم؛ وقد كان شقران مولى رسول الله ص حين وضع رسول الله ص في حفرته، وبني عليه؛ قد أخذ قطيفة كان رسول الله يلبسها ويفترشها؛ فقذفها في القبر، وقال: والله لا يلبسها أحد بعدك أبدًا. قال: فدفنت مع رسول الله ص.
    قال ابن إسحاق: وكان المغيرة بن شعبة يدعى أنه أحدث الناس عهدًا برسول الله ص، ويقول: أخذت خاتمي فألقيته في القبر، وقلت: إن خاتمي قد سقط، وإنما طرحته عمدًا لأمس رسول الله، فأكون آخر الناس به عهدًا.
    حدثني ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن أبيه إسحاق بن يسار، عن مقسم أبي القاسم، مولى عبد الله بن الحارث ابن نوفل، عن مولاه عبد الله بن الحارث، قال: اعتمرت مع علي بن أبي طالب في زمان عمر - أو زمان عثمان - فنزل على أخته أم هانئ بنت أبي طالب، فلما فرغ من عمرته رجع وسكبت له غسلا فاغتسل؛ فلما فرغ من غسله دخل عليه نفر من أهل العراق؛ فقالوا، يا أبا الحسن؛ جئنا نسألك عن أمر نحب أن تخبرنا به! فقال: أظن المغيرة يحدثكم أنه كان أحدث الناس عهدًا برسول الله ص! قالوا: أجل، عن ذا جئنا نسألك! قال: كذب؛ كان أحدث الناس عهدًا برسول الله قثم بن العباس.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن صالح ابن كيسان، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عائشة، قالت: كان على رسول الله ص خميصة سوداء حين اشند به وجعه، قالت: فهو يضعها مرة على وجهه، ومرة يكشفها عنه، ويقول: قاتل الله قومًا اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد! يحذر ذلك على أمته.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن صالح ابن كيسان، عن الزهري، عن عبيد اله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة، قالت: كان آخر ما عهد رسول الله ص أنه قال: لا يترك بجزيرة العرب دينان.
    قالت: وتوفي رسول الله ص لاثنتى عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول، في اليوم الذي قدم فيه المدينة مهاجرًا فاستكمل في هجرته عشر سنين كوامل.
    واختلف في مبلغ سنه يوم توفي ص، فقال بعضهم: كان له يومئذ ثلاث وستون سنة.
    ذكر من قال ذلك
    حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا حجاج بن المنهال، قال: حدثنا حماد - يعني ابن سلمة - عن أبي جمرة، عن ابن عباس، قال: أقام رسول الله ص بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه، وبالمدينة عشرًا؛ ومات وهو ابن ثلاث وستين سنة.
    حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا حجاج بن المنهال، قال: حدثنا حماد، عن أبي جمرة، عن أبيه، قال: عاش رسول الله ص ثلاثًا وستين سنة.

  • صفحة 13 من 32 الأولىالأولى ... 3111213141523 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. تاريخ الرسل والملوك(الجزء الثاني)
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى الطلاب السوريين المغتربين في مجال الطب Medical Students
      مشاركات: 130
      آخر مشاركة: 07-25-2010, 03:00 AM
    2. تاريخ الرسل والملوك(للطبري)1-
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى الطلاب السوريين المغتربين في مجال الطب Medical Students
      مشاركات: 83
      آخر مشاركة: 07-24-2010, 03:55 AM
    3. معجم البلدان الجزء الثالث
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 74
      آخر مشاركة: 07-19-2010, 05:49 PM
    4. الرزء الأليم
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى الحـــوار العام للمغتربين السوريينDialogue Discussion Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 07-06-2010, 06:39 PM
    5. فن الرسم على البطاطس
      بواسطة رامون في المنتدى مكتبــة صــــور المنتدى
      مشاركات: 8
      آخر مشاركة: 06-07-2010, 09:56 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1