ابتدأ بجكم بالمسير من واسط إلى الحضرة مراغما لابن رائق فأزال اسمه ومحى أعلامه وتراسه وترك الانتساب إليه وذاك أنّه كان يكتب عليها:
« بجكم الرائقى. » وأخذ ابن رائق يستعدّ للقائه وقتاله وعمل على أن يتحصّن في دار السلطان. ثم رأى أن يبرز إلى ديالى وفتح من النهروان إليه بثقا ليكثر ماؤه فلا يخيض وقطع الجسر عليه ليصير خندقا.
وطالب ابن رائق الراضي أن يكتب إلى بجكم كتابا يأمره فيه بالرجوع إلى واسط. فكتب وسلّم إلى ابن رائق فأنفذه مع ابن سرخاب إليه أحد خلفاء الحجّاب. فقرأه ولم يلتفت إليه. وسار إلى بغداد ووافى بجكم وجيشه إلى نهر ديالى وعبر بعض أصحابه سباحة. فانهزم ابن رائق وصار إلى عكبرا وتقطع أصحابه واستتر أبو عبد الله أحمد بن عليّ الكوفي وأبو بكر بن مقاتل ودخل بجكم يوم الاثنين لاثنى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة.
ووصل إلى الراضي بالله فأكرمه ورفع منه وخلع عليه وسار بالخلع إلى مضربه بديالى فأقام فيه يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء وأنفذ سرّية في طلب ابن رائق وكاتب الجيش الذي معه عن الراضي بالتخلية عنه والوصول إلى حضرة السلطان فانفضّ الجيش عنه ورجع ابن رائق إلى بغداد سرّا واستتر بها.
فلمّا كان يوم الخميس للنصف من ذي القعدة خلع الراضي على بجكم خلعة ثانية وانصرف إلى دار مونس بسوق الثلاثاء وهي التي كان ينزلها ابن رائق. فلمّا كان يوم الخميس لثمان بقين من ذي القعدة خلع الراضي على بجكم خلعة ثلاثة وعقد له لواء وجعله أمير الأمراء فكان مدّة إمارة ابن رائق سنة واحدة وعشرة أشهر وكسر.
ولمّا كان يوم الجمعة لسبع بقين من ذي القعدة أنفذ الراضي إلى بجكم خلع منادمة وكنّاه وأنفذ إليه مع الخلع شرابا وطيبا وتحيّات وتمّت له الرئاسة.
تمّت المجلّدة الخامسة من كتاب تجارب الأمم ويتلوها في المجلّدة السادسة حكاية عن بجكم تدلّ على دهاء ونكر والحمد لله وصلّى الله على محمّد النبي وآله الطيبين الطاهرين أجمعين. فرغ من انتساخه محمّد بن عليّ أبو طاهر البلخي في المحرّم سنة ستّ وخمسمائة.
التعديل الأخير تم بواسطة عاشق الوطنية ; 06-15-2010 الساعة 10:00 AM
نهاية المجلد الخامس ارجو ان ينال اعجابكم اخوكم عاشق الوطنية
التعديل الأخير تم بواسطة عاشق الوطنية ; 06-15-2010 الساعة 08:31 PM
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)