والبصرة:: أيضا، بلد في المغرب في أقصاه قرب السوس خربت، قال ابن حوقل وهو يذ كر مدن المغرب من بلاد البربر: والبصرة مدينة مقتصدة عليها سور ليس بالمنيع ولها عيون خارجها عليها بساتين يسيرة وأهلها ينسبون إلى السلامة والخير والجمال وطول القامة واعتدال الخلق وبينها وبين المدينة المعروفة بالأقلام أقل من مرحلة وبيها وبين مدينة يقال لها: تسمس أقل من مرحلة أيضا ولما ذكر المدن التي على البحر قال: ثم تعطف على البحر المحيط يسارا وعليه من المدن قريبة منه وبعيدة جرماية وساوران والحجا على نحر البحر ودونها في البر مشرقا الأقلام ثم البصرة، وقال البشاري: البصرة مدينة بالمغرب كبيرة كانت عامرة وقد خربت وكانت جليلة وكان قول البشاري هذا في سنة 378، وقرأت في كتاب المسالك والممالك لأبي عبيد البكري الأندلسي بين فاس والبصرة أربعة أيام، قال: والبصرة مدينة كبيرة وهي أوسع تلك البلاد مرعى وأكثرها ضرعا ولكثرة ألبانها تعرف ببصرة الذبان وتعرف ببصرة الكتان كانوا يتبايعون في بدء أمرها في جميع تجاراتهم بالكتان وتعرف أيضا بالحمراء لأنها حمراء التربة وسورها مبني بالحجارة والطوب وهي بين شرفين ولها عشرة أبواب وماؤها زعاق وشرب أهلها من بئر عذبة على باب المدينة وفي بساتينها آبار عذبة ونساء هذه البصرة مخصوصات بالجمال الفائق والحسن الرائق ليس بأرض المغرب أجمل منهن، قال أحمد بن فتح المعروف بابن الخزاز التيهرتي يمدح أبا العيش عيسى بن إبراهيم بن القاسم::
قبح الإله الدهر إلا قينة ** بصرية في حمرة وبياض
الخمر في لحظاتها والورد في ** وجناتها والكشح غير مفاض
في شكل مرجي ونسك مهاجر ** وعفاف سني وسمت إباض
تيهرت أنت خلية وبرقة ** عوضت منك ببصرة فاعتاض
لا عذر للحمراء في كلفي بها ** أو تستفيض بأبحر وحياض قال: ومدينة البصرة مستحدثة أسست في الوقت الذي أسست فيه أصيلة أو قريبا منه.
بصرى: في موضعين بالضم والقصر، إحداهما بالشام، من أعمال دمشق وهي قصبة كورة حوران مشهورة عند العرب قديما وحديثا ذكرها كثير في أشعارهم، قال أعرابي:
أيا رفقة من آل بصرى تحملوا ** رسالتنا لقيت من رفقة رشدا
إذا ما وصلتم سالمين فبلغوا ** تحية من قد ظن أن لا يرى نجدا
وقولا لهم ليسى الضلال أجازنا ** ولكننا جزنا لنلقاكم عمدا
وإنا تركنا الحارثي مكبلا ** بكبل الهوى من ذكركم مضمرا وجدا وقال الصمة بن عبد الله القشيري:
نظرت وطرف العين يتبع الهوى ** بشرقي بصرى نظرة المتطاول
لأبصر نارا أوقدت بعد هجعة ** لريا بذات الرمث من بطن حائل وقال الرماح بن ميادة:
ألا لا تلطي الستر يا أم جحدر ** كفى بذرى الإعلام من دوننا سترا
إذا هبطت بصرى تقالع وصلها ** وأغلق بوابان من دونها قصرا
فلا وصل إلا أن تقارب بيننا ** قلائص يحسرن المطي بنا حسرا
فيا ليت شعري هل يحلن أهلها ** وأهلي روضات ببطن اللوى خضرا
وهل تأتيني الريح تدرج موهنا ** برياك تعروري بها عقدا عفرا ولما سار خالد بن الوليد من العراق لمدد أهل الشام قدم على المسلمين وهم نزول ببصرى فضايقوا أهلها حتى صالحوهم على أن يؤدوا عن كل حالم دينارا وجريب حنطة وافتتح المسلمون جميع أرض حوران وغلبوا عليها وقتئذ وذلك في سنة 13، وبصرى أبضا من قرى بغداد قرب عكبراء وإياها عنى ابن الحجاج، بقوله:
ولعمر الشباب ما كان عني ** أول الراحلين من أحبابي
إن تولى الصباء عني فإني ** قد تعزيت بعده بالتصابي
أيظن الشباب أني مخل ** بعده بالسماع أو بالشراب
حاش لي حانتي أوانا وبصرى ** للدنان التي أرى والخوابي
إن تلك الظروف أمست خدورا ** لبنات الكروم والأعناب
بشمول كأنما اعتصروها ** من معاني شمائل الكتاب
والمعاني إذا تشابهت الأجن ** اس تجري مجاري الأنساب وإليها ينسب أبو الحسن محمد بن محمد بن أحمد بن خلف البصروي الشاعر قرأ الكلام على المرتضى الموسوي كتب عنه أبو بكر الخطيب من شعره أقطاعا، منها:
ترى الدنيا وزهرتها فتصبو ** ولا يخلو من الشهوات قلب
ولكن في خلائقها نفار ** ومطلبها بغير الحظ صعب
كثيرا ما نلوم الدهر مما ** يمر بنا وما للدهمر ذنب
ويعتب بعضنا بعضا ولولا ** تعذر حاجة ما كان عتب
فضول العيش أكثرها هموم ** وأكثر ما يضرك ما تحب
فلا يغررك زخرف ما تراه ** وعيش لين الأعطاف رطب
فتحت ثياب قوم أنت فيهم ** صحيح الرأي داء لا يطب
إذا ما بلغة جاءتك عفوا ** فخذها فالغنى مرعى وشرب
إذا اتفق القليل وفيه سلم ** فلا ترد الكثير وفيه حرب ومات البصروي سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
البصل: بلفظ البصل من الخضر الذي يؤكل ويطبخ، إقليم البصل من إشبيلية من جزيرة الأندلس، وكفر بصل من قرى الشام.
البصلية:: منسوب، محلة في طرف بغداد الجنوبي ومن الجانب الشرقي متصلة بباب كلواذي، ينسب إليها قوم، منهم أبو بكر محمد بن إسماعيل بن علي بن النعمان بن راشد البندار البصلاني كان شيخا ثقة مات في شعبان سنة 311.
بصنا: بالفتح ثم الكسر وتشديد النون، مدينة من نواحي الأهواز صغيرة وجميع رجالهم ونسائهم يغزلون الصوف وينسجون الأنماط والستور البصنية - ويكتبون عليها بصنى وقد تعمل ببرذون وكليوان وغيرهما من المدن المجاورة لبصنا وتدلس بستور بصنى والمعدن بصنى ولهم نهر يسمونه دجلة بصنى فيه سبعة أرحية في السفن والنهر منها على رمية سهم.
بصيدا: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة ودال مهملة مقصور، من قرى بغداد ينسب إليها أبو محمد الحسن- عبد الله بن الحسن البصيداي من أهل باب الأزج توفي في جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
بصير الجيدور: آخره راء والجيدور بالجيم وياء ساكنة ودال مهملة مضمومة وواو ساكنة وراء، قرية من نواحي دمشق، منها ضحاك بن أحمد بن محمد البصيري كتب عنه أبو عبد الله محمد بن حمزة بن أحمد بن أبي الصقر القرشي الدمشقي بيتي شعر لغيره وأورده في معجمه ونسبه كذلك: باب الباء والضاد وما يليهما
بضاعة: بالضم وقد كسره بعضهم والأول أكثر، وهي دار بني ساعدة بالمدينة وبئرها معروفة، فيها أفتى النبي بأن الماء طهور ما لم يتغير وبها مال لأهل المدينة من أموالهم، وفي كتاب البخاري تفسير القعنيي لبضاعة نخل بالمدينة وفي الخبر أن النبي أتى بئر بضاعة فتوضأ من الدلو وردها إلى البئر وبصق فيها وشربمن مائها وكان إذا مرض المريض في أيامه يقول اغسلوني، من ماء لضاعة فيغسل، فكأنما نشط من عقال، وقالت أسماء بنت أبي بكر: كنا نغسل المرضى من بئربضاعة ثلاثة أيام فيعافون، وقال أبو الحسن الماوردي في كتاب الحاوي: من تصنيفه ومن الدليل على أبي حنيفة مارواه الشافعي عن إبراهيم بن محمد بن سفيط بن أبي أيوب عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري أن النيي قيل له: إنك تتوضأ من بئر بضاعة وهي تطرح فيها المحائض ولحوم الكلاب وما ينحى الناس فقال: الماء لاينجسه شيء فلم يجعل لاختلاط النجاسة بالماء تأثيرا في نجاسته وهذا نص يدفع قول أبي حنيفة، اعترضوا على هذا الحديث بسؤالين، أحدهما أن بئر بضاعة عين جارية إلى بساتين يثرب منها والماء الجاري لا تثبت فيه النجاسة، والجواب عنه أن بئر بضاعة أشهر حالا من أن يعترضوا عليها بهذا السؤال وهي بئر في بني ساعدة، قال أبو داود في سننه: قدرت بئر بضاعة بردائي مددته عليها ثم ذرعته فإذا عرضه ستة أذرع وسألت الذي فتح لي البستان فأدخلني إليها هل غير بناؤها عما كانت عليه فقال:لا ورأيت فيها ماء متغير اللون ومعلوم أن الماء الجاري لا يبقى متغير اللون، قال أبو داود: وسمعت قتيبة بن سعيد يقول سألت قيم بئر بضاعة عن عمقها فقال: أكثر ما يكون الماء فيها إلى
العانة قلت إذا نقص قال: دون العورة، والسؤال الثاني إن قالوا لا يجوز أن يضاف إلى الصحابة أن يلقوا في بئر ماء يتوضأ فيه رسول الله المحائض ولحوم الكلاب بل ذلك مستحيل عليهم وذلك بصيانة وضوء رسول الله أولى فدل على ضغف هذا الحديث ووهائه، والجواب عنه أن الصحابة لا يصح إضافة ذلك إليهم ولا روينا أنهم فعلوا وإنما كانت بئر بضاعة قرب مواضع الجيف والأنجاس وكانت تحت الريح وكانت الريح تلقي ذلك فيها، قال: ثم الدليل عليه من طريق المعنى أنه ماء كثير فوجب أن لا ينجس بوقوع نجاسة لا تغيره قياسا على البعرة. بضة:: بالفتح والتشديد، من أسماء زمزم، قال الأصمعي: البض الرخص الجسد وليس من البياض خاصة ولكن من الرخوصة والمرأة بضة وبض الماء يبض بضيضا إذا سال قليلا قليلا والبضض الماء القليل وركية بضوض قليلة الماء.
البضيض:: بلفظ التصغير والبضيض الماء القليل كما ذكر قبل هذه الترجمة وأظنه، موضعا في أرض طيئ، قال زيد الخيل الطائي:
عفت أبضة من أهلها فالأجاول ** فجنبا بضيض فالصعيد المقابل
فبرقة أفعى قد تقادم عهدها ** فليس بها إلا النعاج المطافل
يذكرنيها بعد ما قد نسيتها ** رماد ورسم بالثتانة ماثل وقال النبهاني:
أرادوا جلائي يوم فيد وقربوا ** لحى ورؤوسا للشهادة ترعس
سيعلم من ينوي جلائي أنني ** أريب بأكناف البضيض حبلبس الحبلبس: المقيم الذي لا يكاد يبرح المنزل: البضيع: مصغر، ويروى بالفتح في شعر حسان بن ثابت:
أسألت رسم الدار أم لم تسأل ** بين الجوابي فالبضيع فحومل ورواه الأثرم البصيع بالصاد المهملة، وقال: هو جبل بالشم أسود عن سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال: إن عيسى ابن مريم عليه السلام أشرف من جبل البضيع يعني جبل الكسوة على الغوطة فلما رآها قال عيسى للغوطة: إن يعجز الغني أن يجمع بها كنزا فلن يعجز المسكين أن يشبع فيها خبزا، قال سعيد بن عبد العزيز: فليس يموت أحد في الغوطة من الجوع، وقال السكري في شرح قول كثير:
منازل من أسماء لم يعف رسمها ** رياح الثريا خلفة فضريبها
تلوح بأطراف البضيع كأنها ** كتاب زبور خط لدنا عسيبها
قال البضيع: ظريب عن يسار الجار أسفل من عين الغفاريين و اسم العين النجح.
البضيع: بالفتح ثم الكسر، جزيرة في البحر، قال ساعدة بن جوية الهذلي يصف سحابا:
أفعنك لا برق كأن وميضه ** غاب تشيبه ضرام مثقب
ساد تخرم في البضيع ثمانيا ** يلوي بعيقات البحار ويجنب قال الأزهري: - ساد - أي مهمل: وقال أبو عمرو السادي: الذي يبيت حيث يمسي - تخرم - أي قطع ثمانيا بالبضيع وهي جزيرة في البحر يلوي بماء البحر أي يحمله ليمطره ببلد.
[عدل] باب الباء والطاء وما يليهما
البطاح: بكسر أوله جمع بطحاء، وهي بطاح مكة ويقال لقريش: الداخلة البطاح، وقال ابن الأعرابي: قريش البطاح الذين ينزلون الشعب بين أخشبي مكة وقريش الظواهر الذين ينزلون خارج الشعب وأكرمهما قريش البطاح والبطحاء في اللغة مسيل فيه دقاق الحصى والجمع الأباطح والبطاح على غير قياس، وقال الزبير بن أبي بكر: قريش البطاح بنو كعب بن لؤي وقريش الظواهر ما فوق ذلك سكنوا البطحاء والظواهر روقبائل بني كعب هم عدي وجمح وتيم وسهم ومخزوم وأسد وزهرة وعبد مناف وأمية وهاشم كل هؤلاء قريش البطاح وقريش الظواهر بنو عامر بن لؤي يخلد بن النضر والحارث ومالك وقد درجا والحارث ومحارب ابنا فهر وتيم الأدرم بن غالب بن فهر وقيس بن فهر درج وإنما سموا بذلك لأن قريشا اقتسموا فأصابت بنو كعب بن لؤي البطحاء وأصابت هؤلاء الظواهر فهذا تعريف للقبائل لا للمواضع فإن البطحاويين لو سكنوا بالظواهر كانوا بطحاويين وكذلك الظواهر لو كانوا سكنوا البطحاء كانوا ظواهر وأشرفهم البطحاويون، وقال أبو خالد ذكوان مولى مالك الدار:
فلو شهدتني من قريش عصابة ** قريش البطاح لا قريش الظواهر
ولكنهم غابوا وأصبحت شاهدا ** فقبحت من مولى حفاظ وناصر وبلغت معاوية فقال: أنا ابن سداد البطحاء والله إياي نادى اكتبوا إلى الضحاك أنه لا سبيل لك عليه واكتبوا إلى مالك واشتروا لي ولاءه فلما جاء الكتاب مالكا سأل عنه عبد الله بن عمر فقال: إن رسول الله نهى عن بيع الولاء وهبته، وقال أبو الحسن محمد بن علي بن نصر الكاتب قال: سمعت عوادة تغني في أبيات طريح بن إسماعيل الثقفي في الوليد بن يزيد بن عبد الملك وكان من أخواله:
أنت ابن مسلنطح البطاح ولم ** تطرق عليك الحني والولج الحني: ما انخفض من الأرض - والولج - ما اتسع من الأودية أي لم تكن بينهما فيخفى حسبك فقال بعض الحاضرين. ليس غير بطحاء مكة فما معنى هذا الجمع فثار البطحاوي العلوي فقال: بطحاء المدينة وهو أجل من بطحاء مكة وجدي منه، وأنشد له:
وبطحاء المدينة لي منزل ** فيا حبذا ذاك من منزل فقال: فهذان بطحاوان فما معنى الجمع قلنا العرب تنوسع في كلامها وشعرها فتجعل الاثنين جمعا وقد قال بعض الناس: إن أقل الجمع اثنان وربما ثنوا الواحد في الشعر وينقلون الألقاب ويغيرونها لتستقم لهم الأوزان، وهذا أبو تمام يقول في مدحه للواثق:
يسمو بك السفاح والمنصور والمأمون والمعصوم فنقل المعتصم إلى المعصوم حتى استقام له الشعر وبالأمس، قال أبو نصر بن نباتة:
فأقام باللورين حولا كاملا ** يترقب القدر الذي لم يقدر وما في البلاد إلا اللور المعروفة وهذا كثير وما زادنا على الصحيح والحزر ولو كان من أهل الجهل لهان ولكنه قد جس الأدب ومسه، ومما يؤكد أنها بطحاوان قول الفرزدق:
وأنت ابن بطحاوي قريش فإن تشأ ** تكن في ثقيف سيل ذي أدب عفر قلت: أنا وهذا كله تعسف وإذا صح بإجماع أهل اللغة أن البطحاء الأرض ذات الحصى فكل قطعة من تلك الأرض بطحاء وقد سميت قريش قريش البطحاء وقريش الظواهر في صدر الجاهلية ولم يكن بالمدينة منهم أحد، وأما قول الفرزدق وابن نباتة فقد قالت العرب: الرقمتان ورامتان وأمثال ذلك كثيرا تمر في هذا الكتاب قصدهم بها إقامة الوزن فلا اعتبار به والله أعلم.
البطاح: بالضم، قال أبو منصور: البطاح مرض يأخذ من الحمى والبطاحي مأخوذ من البطاح، وهو منزل لبني يربوع وقد ذكره لبيد، فقال:
تربعت الأشراف ثم تصيفت ** حساء البطاح وانتجعن السلائلا وقيل: البطاح ماء في ديار بني أصد بن خزيمة وهناك كانت الحرب بين المسلمين وأميرهم خالد بن الوليد وأهل الردة وكان ضرار بن الأزور الأسدي قد خرج طليعة لخالد بن الوليد وخرج مالك بن نويرة طليعة لأصحابه فالتقيا بالبطاح فقتل ضرار مالكا، فقال أخوه متمم بن نويرة يرثيه:
تطاول هذا الليل ما كاد ينجلي ** كليل تمام ما يريد صراما
سأبكي أخي ما دام صوت حمامة ** تؤرق في واد البطاح حماما
وأبعث أنواحاعليه بسخرة ** وتذرف عيناي الدموع سجاما وقال وكيع بن مالك يذكر يوم البطاح:
فلا تحسبا أني رجعت وإنني ** منعت وقد تحنى إلي الأصابع
ولكنني حاميت عن جل مالك ** ولاحظت حتى أكلحتني الأخادع
فلما أتانا خالد بلوائه ** تخطت إليه بالبطاح الودائع بطان: بكسر أوله، منزل بطريق الكوفة بعد الشقوق من جهة مكة دون الثعلبية وهو لبني ناشرة من بني أسد، قال الشاعر:
أقول لصاحبي من التأسي ** وقد بلغت نفوسهما الحلوقا
إذا بلغ المطي بنا بطانا ** وجزنا الثعلبية والشقوقا
وخلفنا زبالة ثم رحنا ** فقد وأبيك خلقنا الطريقا وبطان أيضابلد باليمن من مخلاف سنحان.
البطانة: بزيادة الهاء، بئر بجنب قرانين وهما جبلان بين ربيعة والأضبط ابني كلاب وعبد الله بن أبي بكر بن كلاب.
البطائح: نذكر حالها في البطيحة.
البطحاء: أصله المسيل الواسع فيه دقاق الحصى، وقال النضر: الأبطح والبطحاء بطن الميثاء والتلعة والوادي وهو التراب السهل في بطونها مما قد جرته السيول يقال: أتينا أبطح الوادي وبطحاءه مثله وهو ترابه وحصاه والسهل اللين والجمع الأباطح وقال بعضهم: البطحاء كل موضع متسع وقول عمر رضي الله عنه بطحوا المسجد أي ألقوا فيه الحصى الصغار وهو. موضع بعينه قريب من ذي قار وبطحاء مكة وأبطحها ممدود وكذلك بطحاء ذي الحليفة، وقال ابن إسحاق: خرج النبي غازيا فسلك نقب بني دينار من بني النجار على فيفاء الخبار فنزل تحت شجرة ببطحاء ابن أزهر يقال لها: ذات الساق فصلى تحتها فثم مسجده وآثار أثفية قدره، وبطحاء أيضا مدينة بالمغرب قرب تلمسان بينهما نحو ثلاثة أيام أو أربعة بطحان: بالضم ثم السكون كذا يقوله المحدثون أجمعون، وحكى أهل اللغة بطحان بفتح أوله وكسر ثانيه وكذلك قيده أبو علي القالي في كتاب البارع وأبو حاتم والبكري وقال: لا يجوز غيره، وقرأت بخط أبي الطيب أحمد ابن أخي محمد الشافعي وخطه حجة بطحان بفتح أوله وسكون ثانيه وهو، واد بالمدينة وهو أحد أوديتها الثلاثة وهي العقيق وبطحان وقناة، قال غير واحد من أهل السير: لما قدم اليهود المدينة نزلوا السافلة فاستوخموها فأتوا العالية فنزل بنو النضير بطحان ونزلت بنو قريظة مهزورا وهما واديان يهبطان من حرة هناك تنصب منها مياه عذبة فاتخذ بها بنو النضير الحدائق والآطام وأقاموا بها إلى أن غزاهم النبي وأخرجه منها كما نذكره في النضير، قال الشاعر وهو يقوي رواية من سكن الطاء:
أيا سعيد لم أزل بعدكم ** في كرب للشوق تغشاني
كم مجلس ولي بلذاته ** لم يهنني إذ غاب ندماني
سقيا لسلع ولساحاتها ** والعيش في أكناف بطحان
أمسيت من شوقي إلى أهلها ** أدفع أحزانا بأحزاني وقال ابن مقبل في قول من كسر الطاء:
عفى بطحان من سليمى فيشرب ** فملقى الرحال من منى فالمحصب وقال أبو زياد: بطحان من مياه الضباب.
البطحة: بالفتح ثم السكون، ماء بواد يقال له: الخنوقة، وقال أبو زياد: من مياه غني البطحة.
بطروح: بضم أوله والراء، حصن من أعمال فحص البلوط من بلاد الأندلس.
بطروش:: بالكسر ثم السكون وفتح الراء وسكون الواو وشين معجمة، بلدة بالأندلس وهي مدينة فحص البلوط فيما حكاه عنهم السلفي، منها أبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن البطروشي فقيه كبير حافظ لمذهب مالك قرأ على أبي الحسن أحمد بن محمد وغيره الفقه وروى الحديث عن محمد بن فروخ بن الطلاع وطبقت وأخذ كتب ابن حزم عن ابنه أبي رافع أسامة بن علي بن حزم الظاهري كان يوما في مقبرة قزطبة فقال: أخبرني صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر أبي الوليد يونس بن عبد الله بن الصفار عن صاحب هذا القبر وأشار الى قبر أبي عيسى عن صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر عبد الله عن صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر أبيه يحيى بن يحيى عن مالك بن أنس المديني قال: فاستحسن ذلك منه كل من حضر.
بطروش: مثل الذي قبله إلا أن أوله وراءه مضمومتان، بلد من أعمال دانية بالأندلس، منها أبو مروان عبد الملك بن محمد بن أمية بن سعيد بن عتال الداني البطروشي سمع ابن سكرة السرقسطي وشيوخ قرطبة وولى قضاء دانية وكان من أهل العلم والفهم ذكرها والذي قبلها السلفي.
بطلس: بفتح أوله واللام، جبل.
بطليوس: بفتحتين وسكون اللام وياء مضمومة و مهملة، مدينة كبيرة بالأندلس من أعمال ماردة على نهر انة غربي قرطبة ولها عمل واسع يذكر في مواضعه ينسب إليها خلق كثير، منهم أبومحمد عبد الله محمد بن السيد البطليوسي النحوي اللغوي صاحب التصانيف والشعر مات في سنة 521، وأبو الوليد هشام بن يحيى بن حجاج البطليوسي سمع بقرطبة ورحل إلى المشرق فسمع بمكة والشام ومصر وإفريقية وغير ذلك وعاد إلى الأندلس فامتحن ببلده بسعاية سعيت به فأسكن قرطبة فسمع منه بها الكثير، وقال ابن الفرضي: وسمعت منه قبل المحنة وبعدها، في شوال سنة 385.
بطنان: بالضم ثم السكون ونونان بينهما ألف، وبطنان الأودية المواضع التي يستريض فيها الماء ماء السيل فيكرم نباتها واحدتها بطن، عن أبي منصور، وهو واد بين منبج وحلب بينه وبين كل واحد من البلدين مرحلة خفيفة فيه أنهار جارية وقرى متصلة قصبتها بزاعة، وقد ذكر امرؤ القيس في شعره بعض قراه فقال:
ألا رب يوم صالح قد شهدته ** بتاذف ذات التل من بطن طرطرا وفي كتاب اللصوص، بطنان حبيب بقنسرين، إلى حبيب بن مسلمة الفهري وذلك أن عياض بن غنم وجهه أبو عبيدة من حلب ففتح حصنا هناك فنسب وفي الحماسة قطعة شعر ذكرتها في الجابية منها:
فلو طاوعوني يوم بطنان أسلمت ** لقيس فروج منكم ومقاتل وقال ابن السكيت في تفسير، قول كثير:
ومالست من نصحي أخاك بمنكر ** ببطنان إذ أهل القباب عماعم بطنانان حبيب بأرض الشام كان عبد الملك يشتو فيه في حرب مصعب بن الزبير ومصعب يشتو بمسكن، قال: وقال غيره: ولم يذكر القائل الأول بطنان بأسفل قنسرين وبطنان حبيب، وبطنان بني وبر بن الأضبط بن كلاب بينهما روحة للماثي وأنشد ابن الأعرابي:
سقا الله حيا دون بطنان دارهم ** وبورك في مرد هناك وشيب
وإني وإياهم على بعد دارهم ** كخمر بماء في الزجاج مشوب وإلى بطنان، ينسب أبوعلي الحسن بن محمد بن جعفر الحلبي يعرف بابن البطناني روى عنه جعفر بن محمد بن سعيد بن شعيب بن النج حوراني العبدري.
بطن أعدا: البطن الغامض من الأرض وجمعه بطنان مثل عبد وعبدان وهو موضع له ذكر في حديث الهجرة أنه سلك منه إلى مدلجة تعهن.
بطن أنف: من منازل هذيل نزل به قوم على أبي خراش فخرج ليجيئهم بالماء فنهشته حية فمات، وقال قبل موته:
لعمرك والمنايا غالبات ** على الإنسان تطلع كل نجد
لقد أهلكت حية بطن أنف ** على الأصحاب ساقا ذات فقد وقال أيضا:
لقد أهلكتحية بطن أنف ** على الأصحاب ساقا ذات فضل
فما تركت عدوا بين بصرى ** إلى صنعاء يطلبه بذحل بطن الأياد: في بلاد بني يربوع عن بعضهم.
بطن التين: بلفظ التين من الفواكه، في بلاد بني ذبيان، قال شتيم بن خويلد الفزاري:
حلت أمامة بطن التين فالرقما ** واحتل أهلك أرضا تنبت الرتما بطن الحر: ضد العبد، واد بنجد، قالت امرأة زوجت في طيء:
لعمري لقد أشرفت أطول ما أرى ** وكلفت نفسي منظرا متعاليا
وقلت أنارا تؤنسين وأهلها ** أم الشوق أدني منك يا لبن دانيا
وقلت لبطن الحر حيث لقيته ** سقى الله أعلاك الذهاب الغواديا بطن الحريم: بفتح الحاء وكسر الراء. في بلا أبي بكر بن كلاب وفيه روضة ذكرت في الرياض.
بطن حليات: بضم الحاء المهملة وفتح اللام، في شعر عمر بن أبي ربيعة:
ألم تسأل الأطلال والمتربعا ** ببطن حليات دوارس بلقعا
لهند وأتراب لهند إذ الهوى ** جميع وإذا لم نخش أن يتصدعا بطن الذهاب: يروى بفتح الذال وضمها، لبني الحارث بن كعب كان فيه يوم من أيامهم.
بطن الرمة: بضم الراء وتشديد الميم وقد يقال بالتخفيف وقد ذكر في الرمة، وهو واد معروف بعالية نجد، وقال ابن دريد: الرمة قاع عظيم بنجد تنصب إليه أودية.
بطن رهاط: بالضم، في بلاد هذيل بن مدركة وقد ذكر رهاط.
بطن ساق: موضع في، قول زهير:
عفا من آل ليلى بطن ساق ** فأكتبه العجالز فالقصيم بطن السر: واد بين هجر ونجد كان لهم فيه يوم، قال جرير:
أستقبل الحي بطن السر أم عسفوا ** فالقلب فيهم رهين أينما انصرفوا بطن شاغر: الشين والغين معجمتان، قال الشاعر:
فإن على الأحشاء من بطن شاغر ** نساء يشبهن الضراء الغواديا
إذا كان يوم ذو خروج ورية ** يشبهن ذكران الكلاب المقاعيا الضراء: الضارية، والغوادي: التي تغدوا على الصيد بطن الضباع: قال المرقش:
لمن الظعن بالضحى طافيات ** شبهها الدوم أو خلايا سفين
جاعلات بطن الضباع شمالا ** وبراق النعاف ذات اليمين بطن ظبي: أرض لكلب، قال امرؤ القيس:
سما لك شوق بعدما كان أقصرا ** وحلت سليمى بطن ظني فعرعرا بطن العتك: بفتح العين وسكون التاء فوقها نقطتان وكاف، من نواحي اليمامة.
بطن عرنة: ذكر في عرنة فأغنى.
بطن عنان: واد ذكر في عنان.
بطن اللوى: قال الأصمعي: وقد ذكر بلاد أبي بكر بن كلاب فقال لهم: أريكتان ثم بطن اللوى صدره لهم وأسفله لبني الأضبط وأسفل ذلك لفزارة، وهو واد ضخم إذا سال سال أياما، قال ابن ميادة:
ألا ليت شعري هل يحلن أهلها ** وأهلي روضات ببطن اللوى خضرا بطن محسر: بضم الميم وفتح الحاء وتشديد السين وكسرها، هو وادي المزدلفة، وفي كتاب مسلم أنه من منى وفي الحديث المزدلفة كلها موقف إلا وادي محشر، قال ابن أبي نجيح: ما صب من محسر فهو منها وماصب منها في منى فهومن منى وهذا هو الصواب إن شاء الله.
بطن مر: بفتح الميم وتشديد الراء، من نواحي مكة عنده يجتمع وادي النخلتين فيصيران واديا واحدا وقد ذكر في نخلة وفي مر، وقال أبو ذؤيب الهذلي:
صوح من أم عمرو بطن مر فأك ** ناف الرجيع فذو سدر فأملاح
وحشا سوى أن فراد السباع بها ** كأنها من تبغى الناس أطلاح بطن نخل: جمع نخلة، قرية قريبة من المدينة على طريق البصرة بينهما الطرف على الطريق وهو بعد أبرق العزاف للقاصد إلى مكة.
بطياس: بكسر الباء وسكون الطاء وياء وأهل حلب كالمجمعين على أن بطياس قرية من باب حلب بين النيرب وبابلى كان بها قصر لعلي بن عبد الملك بن صالح أمير حلب وقد خربت القرية والقصر، وقال الخالديان في كتاب الديرة: الصالحية قرية قرب الرقة وعندها بطياس ودير زكى وقد ذكرته الشعراء، قال أبو بكر الصنوبري:
إني طربت إلى زيتون بطياس ** بالصالحية ذات الورد والاس
من ينس عهدهما يوما فلست له ** وإن تطاولت الأيام بالناسي
ياموطنا كان من خير المواطن لي ** لما خلوت به ما بين جلاسي
وقائل لي أفق يوما فقلت له ** من سكرة الحب أو من سكرة الكاس
لا أشرب الكاس إلا من يدي رشإ ** مهفهف كقضيب البان مياس
مورد الخد في قمص موردة ** له من الآس إكليل على الراس
قل للذي لام فيه هل ترى خلفا ** يا أملح الروض بل يا أملح الناس وقال البحتري وهو يدل على أنها بحلب
يا برق أسفر عن قويق فطرتي ** حلب فأعلى القصرمن بطياس
عن منبت الورد المعصفر صبغه ** في كل ضاحية ومجنى الاس
أرض إذا استؤحشت ثم أتيتها ** حشدت علي فأكثرت إيناسي وقال أيضا:
نظرت وضمت جانبي التفاتة ** وما التفت المشتاق إلا لينظرا
إلى أرجواني من البرق كلما ** تنمر علوي السحاب تعصفرا
يضيء غماما فوق بطياس واضحا ** يبض وروضا تحت بطياس أخضرا
وقد كان محبوبا إلي لو أنه ** أضاء غزالا عند بطياس أحورا البطيحاء: تصغير البطحاء، رحبة مرتفعة نحو الذراع بناها عمر خارج المسجد بالمدينة.
البطيحة: بالفتح ثم الكسر وجمعها البطائح والبطيحة والبطحاء واحد وتبطح السيل إذا اتسع في الأرض وبذلك سميت بطائح واسط لأن المياه تبطحت فيها أي سالت واتسعت في الأرض، وهي أرض واسعة بين واسط والبصرة وكانت قديما ترى متصلة وأرضا عامرة فاتفق في أيام كسرى أبرويز أن زادت دجلة زيادة مفرطة وزاد الفرات أيضا بخلاف العادة فعجز عن سدها فتبطح الماء في تلك الديار والعمارات والمزارع فطرد أهلها عنها فلما نقص الماء وأراد العمارة أدركته المنية وولى بعده ابنه شيرويه فلم تطل مدته ثم ولى نساء لم تكن فيهن كفاية ثم جاء الاسلام فاشتغلوا بالحروب والجلاء ولم يكن للمسلمين دراية بعمارة الأرضين فلما ألقت الحروب أوزارها واستقرت الدولة الإسلامية قرارها استفحل أمر البطائح وانفسدت مواضع البثوق وتغلب الماء على النواحي ودخلها العمال بالسفن فرأوا فيها مواضع عالية لم يصل الماء إليها فبنوا فيها قرى وسكنها قوم وزرعوها الأرز، وتغلب عليها في أوائل أيام بني بويه أقوام من أهلها وتحصنوا بالمياه والسفن وجيرة تلك الأرض عن طاعة السلطان وصارت تلك المياه لهم كالمعاقل الحصينة إلى أن انقضت دولة الديلم ثم دولة السلجوقية فلما استبذ بنو العباس بملكهم ورجع الحق إلى نصابه رجعت البطائح إلى أحسن النظام وجباها عمالهم كما كانت في قديم الأيام، وقال حمدان بن السحت الجرجاني: حضرت الحسين بن عمرو الرستمي وكان من أعيان قواد المأمون وهو يسأل الموبذان من خراسان ونحن في دار ذي الرياستين عن النوروز المهرجان وكيف جعلا عيدا وكيف سميا فقال الموبذان: أنا أنبئك عنهما أن واسطا كانت في أيام دارا بن دارا تسمى أفرونية ولم تكن على شاطىء دجلة وكانت دجلة تجري على سننها في ناحية بطن جوخا فانبثقت في أيام بهرام جور وزالت على مجراها إلى المذار وصارت تجري إلى جانب واسط منصبة فغرقت القرى والعمارات التي كانت موضع البطائح وكانت متصلة بالبادية ولم تكن البصرة ولا ما حولها إلا الأبلة فإنها من بناء ذي القرنين وكان موضع البصرة قرى عادية مخوفا بها لا ينزلها أحد ولا يجري بها نهر إلا دجلة الأبلة فأصاب القرى والمدن التي كانت في موضع البطائح وهم بشر كثير وباء فخرجوا هاربين على وجوههم وتبعهم أهاليهم بالأغذية والعلاجات فأصابوهم موتى فرجعوا فلما كان أول يوم من فروردين ماه من شهور الفرس أمطر الله تعالى عليهم مطرا فأحياهم فرجعوا إلى أهاليهم فقال: ملك ذلك الزمان هذا نوروز أي هذا يوم جديد فسمى به فقال الملك: هذا يوم مبارك فإن جاء الله عزوجل فيه بمطر وإلا فليصب الماء بعضهم على بعض وتبركوا به وصيروه عيدا، فبلغ المأمون هذا الخبر فقال: إنه لموجود في كتاب الله تعالى وهو قوله: ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم الآية البقرة: 243، باب الباء والعين وما يليهما
بعاث: بالضم وآخره ثاء مثلثة، موضع في نواحي المدينة كانت به وقائع بين الأوس والخزرج في الجاهلية وحكاه صاحب كتاب العين بالغين المعجمة ولم يسمع في غيره، وقال أبو أحمد السكري: هو تصحيف، وقال صاحب كتاب المطالع والمشارق: بعاث بضم أوله وعين مهملة وهو المشهور فيه ورواه صاحب كتاب العين بالغين وقيده الأصيلي بالوجهين وهو عند القابسي بغين معجمة واخره ثاء مثلثة بلا خلاف، وهو موضع من المدينة على ليلتين، وقال قيس بن الخطيم:
ويوم بعاث أسلمتنا سيوفنا ** إلى نسب من جذم غسان ثاقب وكان الرئيس في بعض حروب بعاث حضير الكتائب أبو أسيد بن حضير، فقال خفاف بن ندبة يرثي حضيرا وكان قد مات من جراحه:
فلو كان حي ناجبا من حمامه ** لكان حضير يوم أغلق واقما
أطاف به حتى إذا الليل جنه ** تبوأ منه منزلا متناعما وقال بعضهم: بعاث من أموال بني قريظة فيها مزرعة يقال لها قورا، قال كثير عزة ابن عبد الرحمن:
كأن حدائج أظعاننا ** بغيقة لما هبطن البراثا
نواعم عم على ميثب ** عظام الجذوع أحلت بعاثا
كدهم الركاب بأثقالها ** غدت من مساهيج أو من جواثا وقال آخر:
أرقت فلم تتنم عيني حثاثا ** ولم أهجع بها إلا امتلاثا
فإن يك بالحجاز هوى دعاني ** وأرقني ببطن منى ثلاثا
فلا أنسى العراق وساكنيه ** ولو جاوزت سلعا أو بعاثا بعاذين: بالفتح والذال معجمة مكسورة وياء ساكنة ونون، من قرى حلب لها ذكر في الشعر، قال أبو العباس: الصفري من شعراء سيف الدولة بن حمدان:
يا لأيامنا بمرج بعاذي ** ن وقد أضحك الربا نواره
وحكى الوشي بل أبر على الوش ** ي بهاء منثوره وبهاره
وكأن الشقيق والريح تنفي الظ ** ل عنه جمر يطير شراره
أذكرتني عناق من بان عني ** شخصه باعتناقها أشجاره وقال الصنوبري:
شربنا في بعاذين ** على تلك الميادين بعال: بالفتح، أرض لبني غفار قرب عسفان تتصل بغيقة، قاله الحازمي ثم وجدته لنصر وزاد أنه موضع بالحجاز قرب عسفان وهي شعبة لبني غفار تتصل بغيقة، وقيل: جبل بين الأبواء وجبل جهينة في واديه خلص، وأنشد لكثير:
عرفت الدار كالحلل البوالي ** بفيف الخايعان إلى بعال وقال العمراني: هو بعال بوزن غراب، موضع بالقصيبة، وأنشد:
ويسأل البعال أن يموجا بعال: بالضم قاله الحازمي ثم وجدته لنصر بعال بالضم أيضا، وهو جبل ضخم بأطراف أرمينية.
بعانيق: بالفتح وبعد الألف نون وياء ساكنة وقاف، واد بين البصرة واليمامة عن نصر جاه به في قرينة التعانيق.
بعدان: بالفتح ثم السكون ودال مهملة وألف ونون، مخلاف باليمن يقال لها: البعدانية من مخلاف السحول، قال الأعشى يمدح ذا فايش اليحصبي:
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 5 (0 من الأعضاء و 5 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)