صفحة 15 من 20 الأولىالأولى ... 51314151617 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 57 إلى 60 من 80

الموضوع: تجارب أمم المجلد الثالث

العرض المتطور


  1. #1
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 37
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 486
    Array

    « يا أمير المؤمنين، الله، الله، فينا، فو الله إني لمكبّ على وجهى منذ أربعين ليلة، ما صلّيت لله صلاة. » « أنتم صنعتم ذلك بأنفسكم. » قال:
    « فأين العفو يا أمير المؤمنين؟ » قال:
    « فالعفو إذا. » ثم خلّى سبيله.
    وفي هذه السنة ثارت السودان بالمدينة وكان وإليها عبد الله بن الربيع.
    ذكر خبر وثوب السودان بالمدينة والسبب الذي هيج ذلك

    وكان رياح بن عثمان استعمل أبا بكر بن أبي سبرة على صدقة قوم، فلمّا خرج محمّد صار إليه أبو بكر بما كان جبى وشمّر معه، فلمّا قدم عيسى وهزم محمّدا استخلف كثير بن حصين على المدينة، فأخذ كثير أبا بكر بن أبي سبرة، فضربه سبعين سوطا وقيّده وحبسه، ثم قدم عبد الله بن الربيع واليا من قبل أبي جعفر المنصور، فكان الجند ينازعون التّجار ويتعدّون عليهم، فاجتمعوا إلى أميرهم ابن الربيع، فشكوا ذلك إليه، فنهرهم وشتمهم، فطمع فيهم الجند إلى أن صاروا يأخذون من بين أيديهم الشيء فلا يعطونهم الثمن، ولا ينكر عبد الله بن الربيع ذلك، فجاء يوما رجل من الجند، فاشترى من جزّار لحما يوم جمعة ثم أبي أن يعطيه ثمنه وشهر عليه السيف، فخرج عليه الجزّار من تحت الوضم بشفرة فطعن بها خاصرته فخّر عن دابّته واعتوره الجزّارون فقتلوه. وتنادى السودان على الجند وهم يروحون إلى الجمعة فقتلوهم بالعمد في كل ناحية، ولم يزالوا على ذلك حتى أمسوا، فلمّا كان الغد هرب ابن الربيع، ونفخ السودان في بوق لهم. فذكر أهل المدينة أنّه كان الأسود في بعض عمله يسمع نفخ البوق، فيصغى له حتى يتيقّنه، ثم يوحش بما في يده ويؤمّ نحو الصوت حتى يأتيه، فلمّا اجتمعوا غدوا على ابن الربيع، فخرج إليهم والناس في الجمعة فأعجلوه عن الصلاة واستطردوا له حتى أتى السوق، فمرّ بخمسة من المساكين يسألون في الطريق، فحمل عليهم بمن معه حتى قتلوهم، ثم مرّ بأصيبية على سطح فاستنزلهم وآمنهم، فلمّا نزلوا ضرب أعنا قهم، ثم وقف عند الحنّاطين وحمل عليه السودان فأجلى هاربا واتبعوه حتى صاروا إلى البقيع ورهقوه، فنثر لهم دراهم فشغلوا بها، ومضى على وجهه حتى نزل ببطن نخل على ليلتين من المدينة ورؤساء السودان ويتوا وحذيا وعنقود، ولمّا هزموا ابن الربيع وقع السودان في طعام وأمتعة لأبي جعفر المنصور، فانتهبوه وأغاروا على دار مروان وفيها طعام وأشياء للجند، فانتهبوه وباعوا الحمل من الدقيق بدرهمين وراوية الزيت بأربعة دراهم، وقتلوا الجند فهابوهم حتى إن كان الفارس ليلقى الأسود وما على الأسود إلّا خرقتان على عورته فيولّى الفارس دبره احتقارا له، ثم ما يلبث أن يعود بعمود من عمد السوق التي بقرب منه فيقتله به. فكانوا يقولون:
    « ما هولاء إلّا شياطين. » يعنون السودان.
    ثم مضى السودان حتى أخرجوا أبا بكر بن أبي سبرة، فخطب الناس ودعاهم إلى الطاعة وصلّى بالناس، ثم أرسل إلى محمّد بن عمران ومحمّد بن عبد العزيز فاجتمعوا عنده فقال:
    « أنشدكم الله وهذه البليّة التي وقعت، فو الله لئن ثبتت علينا عند أمير المؤمنين بعد الفعلة الأولى إنّه لاصطلام البلد وأهله، وهولاء العبيد في السوق بأجمعهم، فأنشدكم الله إلّا ذهبتم إليهم وكلّمتوهم في الرجعة والفيئة إلى طاعتكم، فإنّهم لا نظام لهم ولم يقوموا بدعوة وإنّما هم قوم أخرجتهم الحميّة. » فذهبوا إلى العبيد وكلّموهم فقالوا:
    « مرحبا بكم يا موالينا، والله ما قمنا إلّا أنفا لكم ممّا عمل بكم، فأيدينا في أيديكم وأمرنا إليكم. » فأقبلوا بهم إلى المسجد، فقالوا:
    « أيها الناس، إنّه قد وقع الأمر بما ترون، ونعلم أنّهم لا يبقون علينا، فدعونا نشفيكم وأنفسنا. » فأبينا. ولم نزل بهم حتى تفرّقوا، وقيل لويتوا وخليفته يعقل الجزّار:
    « إلى من تعهدنا ويتوا؟
    قال: « إلى أربعة من بنى هاشم وأربعة من قريش وأربعة من الأنصار وأربعة من الموالي. ثم الأمر شورى. »
    فقال ابن عمران:
    « اسأل الذي ولّاك أمرنا أن يرزقنا عدلك ويعطف بقلبك علينا. » قال: « فقد ولّانيه الله. » فلمّا حضرت العشاء الآخرة، وقد ثاب الناس واجتمع القرشيّون في المقصورة، وأقام الصلاة المؤذّن. قال المؤذّن للقرشيّين:
    « من يصلّى منكم بالناس؟ » فلم يجبه أحد، فقال:
    « ألا تسمعون؟ » فلم يجيبوه، فقال:
    « يا بن عمران، ويا فلان. » فلم يجبه أحد، فقام الأصبغ بن سفيان بن عاصم بن عبد العزيز بن مروان، فقال:
    « أنا أصلّى. » فقام في المقام، فقال للناس:
    « استووا. » فلمّا استوت الصفوف، أقبل عليهم بوجهه ونادى بأعلى صوته:
    « ألا تسمعون، أنا أصبغ بن سفيان بن عاصم بن عبد العزيز بن مروان، أصلّى بالناس على طاعة أبي جعفر. » فردّد ذلك مرّتين أو ثلاثا، ثم كبّر فصلّى، ثم اجتمع القرشيّون، فركبوا إلى ابن الربيع، وهو بنخل، فناشدوه الله إلّا رجع إلى عمله فيأبى، فخلا به عبد العزيز ولم يزل به حتى سكن ورجع فهدأ الناس.
    وفي هذه السنة أسّست مدينة بغداد وهي التي تدعى مدينة المنصور.
    ذكر السبب في بناء أبي جعفر بغداذ

    لمّا ثارت الرونديّة بأبي جعفر في مدينته التي تسمّى الهاشميّة التي بناها إلى جنب الكوفة والمدينة التي سمّاها الرّصافة، كره سكانها ولم يأمن أهلها، فأراد أن يبعد، فتردّد بين الموصل وجرجرايا، واختار موضع بغداذ، وقال: هذا موضع معسكر صالح، هذه دجلة، ليس بيننا وبين الصين شيء يأتينا فيها كلّ ما في البحر وتأتينا الميرة من الجزيرة وأرمينية وما حول ذلك، فنزل وضرب عسكره على الصراة وخطّ المدينة، ووكّل بكلّ ربع قائدا.
    وكان الناس أشاروا عليه بموضع قريب من بارمّا، وذكروا له عنه غذاء وطيبا فخرج إليه بنفسه حتى نظر إليه وبات فيه فرآه موضعا طيبا. فدعا جماعة من أصحابه وقال لهم:
    « ما رأيكم في هذا الموضع؟ » فقالوا: « ما رأينا مثله، وهو طيب صالح موافق. » فقال: « صدقتم، هو كذا ولكنّه لا يحمل الجند والناس والجماعات، وإنّما أريد موضعا يرتفق به الناس ويوافقهم مع موافقته لي، ولا تغلو عليهم الأسعار، فإني إن أقمت في موضع لا يجلب إليه في البرّ والبحر غلت الأسعار وقلّت المادّة، فاشتدّت المؤونة وشقّ ذلك على الناس. » ثم عاد إلى موضع بغداذ، وأحضر جماعة من سكان القرى التي حواليها وصاحب بغداذ فيهم فسألهم عن مواضعهم وكيف هي في الحرّ والبرد والأمطار والوحول والبقّ والهوامّ فأخبره كلّ واحد بما عنده. فوجّه من قبله رجالا حصفاء فبات كلّ رجل منهم في قرية منها، ثم تنحّر أخبارهم واختيارهم فاجتمعوا على صاحب بغداذ.
    فيحكى أنّ الراهب الذي كان قريبا من بغداذ قال لأبي جعفر:
    « إنّ الذي يبنى هاهنا مدينة اسمه مقلاص. » فقال أبو جعفر:
    « فأنا والله كنت أدعى في حداثتي مقلاصا ثم انقطعت عني. » ووجّه المنصور في حشر الصنّاع والفعلة من الشام والموصل وأهل الجبل ومن الكوفة والبصرة وسائر المدن وأمر باختيار قوم من أهل الأمانة والعدالة والفقه والمعرفة، فكان ممّن أحضر الحجّاج بن أرطاة وأبو حنيفة النعمان بن ثابت، وأمر بخطّ المدينة وحفر الأساسات، وضرب اللبن وطبخ الآجر، فبدئ بذلك سنة خمس وأربعين ومائة ثم خطّت له بالرماد، فدار عليها وعلى سورها وسككها وخنادقها، فلمّا فعل ذلك مرارا، أمر أن يجعل على تلك الخطوط من الرماد حبّ القطن ويصب عليه النفط، فنظر إليها والنار تشتعل فيها، ففهمها وعرف رسمها وأمر بحفر أساسها وبناءها وإحكام الأساس. وأمر أن يجعل عرض السور من أسفله خمسين ذراعا وقدّر أعلاه عشرين ذراعا، وجعل في البناء حوائر قصب مكان الخشب في كلّ طوفة فلمّا بلغ الحائط مقدار قامة أتاه خروج محمّد فقطع البناء.
    وكان المنصور قد أرضى أصحاب القرى والمزارع، أمّا مدينته وهي بغداذ فكانت لستين رجلا، فأعطاهم العوض عنها وأرضاهم. وأمّا ما كانت حواليها، فكانت قرى متّصلة فأقطعها قوّاده واشتروها، ثم اشترى الناس.
    وقال المنصور: يكتب إلى مصر بقطع المادّة عن الحرمين ما دام بها محمّد، فإنّما هم في مثل حرجة إذا انقطعت عنهم المير، وأمر بالكتاب إلى الجزيرة وغيرها أن يمدّ الكوفة بالرجال، وكتب إلى العبّاس بن محمّد، وكان على الجزيرة، أن يمدّه في كلّ يوم بما قدر عليه من الرجال، وكذلك كتب إلى أمراء الشام وقال:
    « لو ورد عليّ في كلّ يوم رجل واحد من كل واحد منكم لكثّرت به من معي وإن بلغ الخبر الكذّاب كسره ذلك. »
    وفي هذه السنة ظهر إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن أخو محمّد بالبصرة فحارب المنصور.
    ذكر الخبر عن مخرجه وسبب ذلك وعن مقتله

    لمّا قبض أبو جعفر على عبد الله بن حسن أشفق محمّد وإبراهيم فافترقا وتواريا وتقلّب إبراهيم في البلدان.
    فحكى إبراهيم لبعض أصحابه قال:
    « اشتدّ الطلب لي وأنا بالموصل، فاضطرّنى الزمان حتى دخلت وجلست على موائد أبي جعفر وذاك أنّه كان قدمها وطلبنى فتحيّرت ولفظتني الأرض وجعلت لا أجد مساغا، ودعى الناس إلى غدائه، ودخلت فيمن دخل، والطرق مشحونة بمن تطلبنى، فجلست وأكلت، ثم خرجت وقد كفّ الطلب.
    وتحدّث عبد الله بن محمّد البوّاب قال: أمر أبو جعفر ببناء، قنطرة الصراة العتيقة ثم خرج ينظر إليها، فوقعت عينه على إبراهيم وخنس إبراهيم فذهب في الناس، فأتى فاميا فلجأ إليه، فأصعده غرفة له، وجدّ أبو جعفر في طلبه، ووضع المراصد، فنشب إبراهيم بمكانه وطلبه أبو جعفر أشدّ ما يكون من الطلب، وكان مع إبراهيم رجل من بنى العمّ، فتحدّث العّمّى هذا قال: قلت لإبراهيم:
    « قد نزل ما ترى ولا بدّ من التغرير والدخول تحت المخاطرة. » قال: « فأنت وذلك. » قال: فأقبلت إلى الربيع فسألته الإذن، قال:
    « ومن أنت » قال: « سفيان العمّى. » فأدخله على أبي جعفر، وكان أبو جعفر يعرفه بصحبة إبراهيم، فلمّا راه شتمه فقال:
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني

رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #2
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 37
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 486
    Array

    « يا أمير المؤمنين، أنا أهل لما تقول، غير أنّى أتيتك نازعا تائبا ولك عندي كلّ ما تحبّ إن أعطيتني ما أسألك. » قال: « وما لي عندك؟ » قال: « آتيك بإبراهيم، إني قد بلوته وأهل بيته فلم أجد فيهم خيرا، فما لي عندك إن فعلت؟ » قال: « كلّ ما تشاء، فأين إبراهيم؟ » قال: « دخل بغداذ أو هو داخلها عن قريب، فإني تركته بعبدسيّ فاكتب لي جوازا ولغلام لي وقرانق واحملنى على البريد. » فكتب له جوازا وضمّ إليه جندا وقال:
    « هذا ألف دينار فاستعن به. » قال: « لا حاجة لي فيه كلّه. » فأخذ ثلاثمائة دينار. وأقبل حتى أتى إبراهيم وهو في غرفة عليه مدرعة صوف زيّ العبيد، فصاح به:
    « قم يا فلان. » فوثب كالفزع، وجعل يأمره وينهاه حتى قدم المدائن، فمنعه صاحب القنطرة فدفع إليه جوازه.
    قال: « فأين غلامك؟ » قال: « هذا. » فلمّا نظر في وجهه قال:
    « والله ما هذا بغلام وإنّه لإبراهيم، ولكن اذهب راشدا. » فأطلقهما وهرب وركبا سفينة حتى قدما البصرة فجعل يأتى بهم الدار لها بابان فيقعد العشرة منهم على أحد البابين ويقول:
    « لا تبرحوا حتى آتيكم. » ثم يدخل الدار فيخرج من الباب الآخر ويتركهم، حتى فرّق الجند عن نفسه وبقي وحده واختفى حتى بلغ سفيان بن معاوية، وهو على البصرة، خبر الجند، فأرسل إليهم فجمعهم فطلب العمّى فأعجزه.
    وحكى الحسن بن حبيب الديلي قال: كان إبراهيم مختفيا عندي على شاطئ دجيل في ناحية مدينة الأهواز وكان محمّد بن حصين يطلبه فقال يوما:
    إنّ أمير المؤمنين كتب إليّ يخبرني أنّ المنجمين يخبرونه أنّ إبراهيم نازل في جزيرة بين نهرين وقد اعتزمت أن أطلبه غدا في المدينة لعلّ أمير المؤمنين يعنى بين دجيل والمسرقان.
    قال: فأتيت إبراهيم وقلت:
    « أنت غدا مطلوب في هذه الناحية. » قال: فأقمت معه يومي، فلمّا غشيني الليل خرجت به حتى أنزلته في دشت أربك دون الكثّ ورجعت من ليلتي، فأقمت أنتظر محمّدا أن يغدو في طلبه فلم يفعل، فتصرّم النهار كلّه وطفّلت الشمس فخرجت حتى جئت إبراهيم فأقبلت به فوافينا المدينة مع العشاء الآخرة، ونحن على حمارين، فلمّا دخلنا المدينة فصرنا عند الجبل المقطوع لقينا أوائل خيل ابن حصين، فرمى إبراهيم بنفسه عن حماره وتباعد وجلس يبول، وطوتنى الخيل فلم يعرّج عليّ أحد منهم حتى صرت إلى ابن حصين، فقال لي:
    « أبا محمّد، من أين في هذا الوقت؟ » قلت: « إني تمسّيت عند بعض أهلى. » فقال: « ألا أرسل معك من يبلّغك؟ » قلت: « لا، قد قربت من أهلى. » فمضى يطلب، وتوجّهت على سنني حتى انقطع آخر أصحابه، ثم كررت راجعا إلى إبراهيم، والتمست حماره حتى وجدته فركب وانطلقنا فبتنا في أهلنا فقال إبراهيم:
    « تعلم والله لقد بلت البارحة دما، فأرسل من ينظر. » فأتيت الموضع فوجدته قد بال دما.
    وقال أبو جعفر: ما زال يظهر أمر إبراهيم لي حتى اشتملت عليه طفوف البصرة.
    وحصل إبراهيم بالبصرة، فدعا الناس، واستجاب له خلق، واستتر في بنى راسب. وكان سفيان بن معاوية عامل المنصور يومئذ على البصرة قد مالأ إبراهيم بن عبد الله على أمره فلا ينصح لصاحبه. فتحدّث جماعة من أشياخ البصرة أنّهم شهدوا دفيف بن أسد مولى يزيد بن حاتم أتى سفيان بن معاوية قبل خروج إبراهيم بليلة فقال:
    « ادفع إليّ فوارس، آتك بإبراهيم وبرأسه. » قال: « أو ما لك عمل؟ اذهب إلى عملك. » فخرج دفيف من ليلته، فلحق بيزيد بن حاتم بمصر.
    وقال عدّة من الأزد: إنّ جابر بن حمّاد كان على شرطة سفيان، فأتاه قبل خروج سفيان بيوم وقال:
    « إني مررت في مقبرة بنى يشكر، فصيّحوا بي ورموني بالحجارة. » فقال له:
    « أما كان لك طريق آخر؟ » فمرّ سفيان بعد قتل إبراهيم وانقضاء تلك الأيّام بأبي جعفر المنصور في سفينة له وأبو جعفر مشرف من قصره، فقال:
    « إنّ هذا سفيان؟ » قالوا: « نعم. » قال: « والله للعجب كيف يفلتنى هذا ابن الفاعلة؟ » وكان المنصور أنفذ قائدين كبيرين مع أصحابهما إلى سفيان مددا له، فلمّا قدما عليه صيّرهما بالقرب منه، فلمّا واعده إبراهيم الخروج أرسل إليهما فاحتبسهما عنده تلك الليلة حتى خرج، فأحاط به وبهما فأخذهم وقيّد سفيان وحبسه في القصر يرى أبا جعفر أنّه بريء من التهم.
    وكان أبو جعفر المنصور يبعث إلى سفيان كلّ يوم قوما إلى البصرة فجعلوا يتزيدون ويردون، فأشفق إبراهيم أن يكثروا بها، فظهر وبلغ جعفرا ومحمّدا ابني سليمان بن عليّ، وكانا يومئذ بالبصرة، مصير إبراهيم إلى دار الإمارة وحبسه سفيان، فأقبلا فيما قال غير واحد في ستمائة من الرّجالة والفرسان يريدانه فوجّه إليهما المضاء بن القاسم في ثمانية عشر فارسا وثلاثين راجلا، فهزمهم المضاء ولحق محمّدا رجل من أصحاب المضاء فطعنه في فخذه ونادى منادى إبراهيم:
    « لا تتبعوا مدبرا. » وأصاب إبراهيم في بيت المال ألفي ألف درهم، فقوى بذلك وفرض لكلّ رجل خمسين خمسين ووجّه إبراهيم بن المغيرة إلى الأهواز في نحو مائتي رجل، وعامل الأهواز يومئذ من قبل أبي جعفر محمّد بن الحصين، فلمّا بلغه دنّو المغيرة خرج إليه في أربعة آلاف، فالتقوا على ميل من قصبة الأهواز بموضع يقال له: دشت أربك، فانكشف ابن حصين وأصحابه، ودخل المغيرة الأهواز. ويقال إنّ أصحاب ابن حصين قد كانوا واطأوا إبراهيم. ووجّه إبراهيم إلى فارس عمرو بن شدّاد عاملا عليها.
    فلمّا قرب من فارس بلغ إسماعيل بن عليّ، وكان عاملا عليها من قبل أبي جعفر ومعه أخوه عبد الصمد بن عليّ إقبال عمرو بن شدّاد فبادرا إلى دارا بجرد فتحصّنا بها وكانا بإصطخر وصارت فارس والأهواز والبصرة في سلطان إبراهيم.
    ولمّا ظهر محمّد بالمدينة، أرسل أبو جعفر إلى جعفر بن حنظلة، وكان ذا رأى، فقال:
    « هات رأيك. » قال: « وجّه الأجناد إلى البصرة. » فقال: « انصرف حتى أرسل إليك. » وقال أبو جعفر:
    « اختبل والله جعفر، أسأله عن المدينة فيجيبني عن البصرة. » فلمّا صار إبراهيم إلى البصرة قال:
    « إيّاها خفت، بادره بالجنود. » قال:
    « وكيف خفت البصرة؟ » قال: « لأنّ محمّدا ظهر بالمدينة، وليسوا بأهل حرب، بحسبهم أن يقيموا شأن أنفسهم، وأهل الكوفة تحت قدمك، وأهل الشام أعداء آل أبي طالب، فلم يبق إلّا البصرة. » ولمّا شخص جعفر ومحمّد ابنا سليمان من البصرة، أرسلا إلى أبي جعفر وأخبراه خبرهما فقال أبو جعفر:
    « والله ما أدري كيف أصنع، والله ما في عسكري إلّا ألفا رجل، فرّقت جندي، فمع المهدي بالريّ ثلاثون ألفا، ومع محمّد بن الأشعث بإفريقية أربعون ألفا، والباقون مع عيسى بن موسى، والله لئن سلمت من هذه لا يفارق عسكري ثلاثون ألفا.
    وقال عبد الله بن راشد: ما كان في عسكر أبي جعفر كبير أحد، ما هم إلّا سودان وناس يسير. وكان يأمر بالحطب فيحزم، ثم يوقد بالليل فيراه الرائي فيحسب هناك ناسا، وما هي إلّا نار تضرم، وليس عندها أحد.
    وكتب أبو جعفر إلى عيسى بن موسى وهو بالمدينة:
    « إذا قرأت كتابي فأقبل ودع ما أنت فيه. » فلم ينشب أن قدم، فوجّهه على الناس، وكتب إلى سلم بن قتيبة، فقدم عليه من الريّ، فضمّه إلى جعفر بن سليمان.
    فحكى سلم بن قتيبة قال: لمّا دخلت على أبي جعفر قال لي:
    « خرج ابنا عبد الله بن حسن، فاعمد لإبراهيم ولا يروعنّك جمعه، فو الله إنّهما لجملا بنى هاشم المقتولان جميعا، فابسط يدك، وثق بما أعلمتك، وستذكر مقالتي لك. » قال: فو الله ما هو إلّا أن قتل إبراهيم، فجعلت أتذكّر مقالته فأعجب.
    وكتب المنصور إلى المهدي وهو يومئذ بالريّ يأمره بتوجيه خازم بن خزيمة إلى الأهواز، فوجّهه المهدي في أربعة آلاف من الجند، فصار إليها وحارب بها المغيرة بن الفزر، فهزم المغيرة وانصرف المغيرة إلى البصرة ودخل خازم الأهواز فأباحها ثلاثا.
    وحكى السنديّ قال: كنت وصيفا أيّام حرب محمّد، فكنت أقوم على رأس المنصور بالمدينة، فرأيته لمّا كثف أمر إبراهيم وغلظ، أقام على مصلّى نيّفا وخمسين ليلة، ينام عليه، ويجلس عليه، وعليه جبّة ملوّنة قد اتّسخ جيبها وما تحت لحيته منها ما غيّر الجبّة ولا هجر المصلّى حتى فتح الله عليه، إلّا أنّه كان إذا ظهر للناس عليّ الجبّة بالسواد وقعد على فراشه، فإذا بطن عاد إلى هيئته.
    قال: فأتته ريسانة في تلك الأيّام وقد أهديت إليه امرأتان من المدينة، إحداهما فاطمة بنت محمّد بن عيسى بن طلحة بن عبيد الله، والأخرى أمة الكريم بنت عبد الله من ولد خالد بن أسيد بن أبي العيص فلم ينظر إليهما، فقالت:
    « يا أمير المؤمنين، إنّ هاتين المرأتين قد خبثت أنفسهما وساءت ظنونهما لما ظهر من جفائك بهما. » فانتهرها وقال:
    « ليست هذه الأيّام من أيّام النساء، لا سبيل إليهما حتى أعلم: رأس إبراهيم لي، أو رأسى لإبراهيم. » فهذه كانت عزيمة أبي جعفر.
    فأمّا إبراهيم فذكر أبو عبيدة أنّ يونس الحرمي كان يقول: قدم هذا يريد إبراهيم وهو يقصد إزالة ملك، فألهته بنت عمرو بن سلمة عمّا جاء له، وكان إبراهيم تزوّج بعد مقدمه البصرة بهكنة بنت عمر بن سلمة. وكانت تأتيه في مصبّغاتها وألوان ثيابها.
    وورد كتاب من جعفر ومحمّد ابني سليمان يعلمانه خروجهما عن البصرة، وكان كتابهما في قطعة جراب، ولم يقدرا على شيء يكتبان فيه غير ذلك، فلمّا وصل الكتاب إليه، فرأى قطعة جراب بيد الرسول قال:
    « خلع والله أهل البصرة مع إبراهيم. » ثم قرأ الكتاب ودعا بعبد الرحمن الختليّ وبأبي يعقوب ختن مالك بن الهيثم، فوجّههما في خيل كثيفة إليهما وأمرهما أن يحبساهما حيث لقياهما، وأن يعسكرا معهما، ويسمعا ويطيعا لهما. وكتب إليهما يعجزّهما ويضعفهما ويوبّخهما على طمع إبراهيم في الخروج إلى مصرهما فيه واستتار خبره عنهما حتى ظهر. وكتب في آخر كتابه:
    أبلغ بنى هاشم عني مغلغلة ** فاستيقظوا إنّ هذا فعل نوّام
    تعدو الذئاب على من لا كلاب له ** وتتّقى مربض المستنفر الحامى
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #3
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 37
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 486
    Array

    قال جعفر بن ربيعة: قال الحجّاج: لقد دخلت على المنصور في ذلك اليوم مسلّما، وما أظنّه يقدر على ردّ السلام لتتابع الفتوق والخروق عليه، وللعساكر المحيطة به، ولمائة ألف سيف كامنة له بالكوفة بإزاء عسكره ينتظرون به صيحة واحدة فيثبون، فوجدته صقرا أحوزيّا مشمّرا قد قام إلى ما نزل به من النوائب يعركها ويمرسها، فقام بها ولم تقعد به نفسه.
    ذكر آراء أشير بها على إبراهيم بن عبد الله

    لمّا وجّه أبو جعفر عيسى بن موسى إلى إبراهيم، كان معه خمسة عشر ألفا، وجعل على مقدّمته حميد بن قحطبة في ثلاثة آلاف. فأراد إبراهيم الشخوص نحو أبي جعفر، فدخل إليه جماعة من قوّاده، فقالوا له:
    « إنّك قد ظهرت على أهل البصرة والأهواز وفارس وواسط، فأقم بمكانك ووجّه الأجناد، فإن هزم لك جند أمددتهم بجند، فخيف مكانك واتّقاك عدوّك وجبيت الأموال وثبتت، ثم رأيك بعد. »
    فقال له المشائيم الكوفيّون:
    « أصلحك الله، إنّ بالكوفة رجالا لو قد رأوك ماتوا دونك، وإن لم يروك قعدت بهم أسباب شتّى، والرأي أن تخرج. » فقال له آخر:
    « إنّ هذه بلادي وبلاد قومي وأنا أعلم بها، فلا تقصد عيسى بن موسى ومعه هذه العساكر التي ضمّت إليه، ولكن دعني أسلك بك طريقا لا يشعر بك أبو جعفر إلّا وأنت معه بالكوفة. » فأبى عليه. قال:
    « فإنّا معشر ربيعة أصحاب بيات، فدعني أبيّت أصحاب عيسى. » قال:
    « إني أكره البيات. » فقال له هريم:
    « أصلحك الله، إنّك غير ظاهر على هذا الرجل حتى تأخذ الكوفة، وإن صارت لك مع تحصّنه بها لم تقم له بعدها قائمة، ولى بعد بها أهيل، فدعني أسر إليها مختفيا فأدعو إليك في السرّ، ثم أجهر، فإنّ القوم إن سمعوا داعيا أجابوه، وإن سمع أبو جعفر الهيعة بأرجاء الكوفة وليس معه رجال، لم يردّ وجهه شيء دون حلوان. » فأقبل على بشير الرحّال. فقال:
    « ما ترى يا با محمّد؟ » فقال: « إنّا لو وثقنا بالذي يصف لكان رأيا، ولكنّا لا نأمن أن يجيبك طائفة منهم فيرسل إليهم أبو جعفر خيلا فتطأ البريء والنّطف والصغير والكبير، فتكون قد تعرّضت لمأثم، ولم تبلغ منه ما أمّلت. » قال هريم: فقلت لبشير:
    « أفخرجت حين خرجت لقتال أبي جعفر وأصحابه وأنت تتوقّى قتل الصغير والضعيف والمرأة والرجل، أو ليس قد كان رسول الله يوجّه السريّة فيقاتل فيكون في ذلك نحو ما كرهت؟ » فقال: « إنّ أولئك كانوا مشركين، وإنّ هولاء أهل ملّتنا ودعوتنا وقبلتنا، حكمهم غير حكم أولئك. » فاتّبع إبراهيم رأيه، وسار حتى نزل باخمرى فلمّا نزلها أرسل إليه سلم بن قتيبة حكيم بن عبد الكريم:
    « انّك قد أصحرت ومثلك أنفس به على الموت، فخندق على نفسك حتى لا تؤتى إلّا من مأتى واحد، فإن أنت لم تفعل فقد أعرى أبو جعفر عسكره فتخفف في طائفة حتى تأتيه فتأخذ بقفاه. » فدعا إبراهيم أصحابه، فعرض ذلك عليهم فقالوا:
    « نخندق على أنفسنا ونحن ظاهرون عليهم؟ لا والله لا نفعل. » قال: « فنأتيه. » قالوا: « ولم، وهو في أيدنا متى ما أردناه؟ » فقال لي إبراهيم:
    « قد سمعت. » قال حكيم: فانصرفت وقد تحقّقت ضعفه باستسلامه لأصحابه.
    وحكى إبراهيم بن سلم عن أخيه قال: حدّثني أبي قال: التقينا مع عيسى بن موسى، فخرجت من بين صفّهم وقلت لإبراهيم:
    « إن الصفّ إذا انهزم بعضه تداعى فلم يكن له نظام، فاجعلهم كراديس، فإن انهزم كردوس ثبت كردوس. »
    فتنادوا:
    « لا، إلّا قتال أهل الإسلام، يريد قوله: إنّ الله يحبّ الذين يقاتلون في سبيله صفّا. » وقال المضاء: لمّا نزلنا باخمرى أتيت إبراهيم فقلت:
    « إنّ هولاء مصبّحوك بما يسدّ عليك مغرب الشمس من السلاح والكراع، وإنّما معك رجال عراة من أهل البصرة، فدعني أبيّته فو الله لأشتّتنّ جموعه. » فقال، « إني أكره القتل. » فقلت: « تريد الملك وتكره القتل! » فالتقوا بباخمرى وهي على ستّة عشر فرسخا من الكوفة، فاقتتلوا بها قتالا شديدا، وانهزم حميد بن قحطبة، وكان على مقدّمة عيسى، وانهزم الناس معه، فعرض لهم عيسى يناشدهم الله والطاعة، فلا يلوون ويمرّون منهزمين.
    وأقبل حميد بن قحطبة منهزما، فقال له عيسى بن موسى:
    « يا حميد، الله، الله والطاعة. » قال: « لا طاعة في الهزيمة. » ومرّ الناس كلّهم، فلم يبق مع عيسى أحد، وثبت عيسى فلم ينهزم، وكان يحفظ وصيّة لأبي جعفر، وهو أنّه لمّا أراد توجيهه، قال عيسى: قال لي المنصور: إنّ هولاء الخبثاء يعنى المنجّمين يزعمون أنّك لاقى الرجل، وأنّ لك جولة حين تلقاه، ثم يفيء إليك أصحابك وتكون العاقبة لك.
    فكان كما قال لم يبق معي إلّا ثلاثة.
    فأقبل عليّ مولى لي وقال:
    « جعلت فداءك علام تقيم وقد ذهب أصحابك؟ » فقلت: « لا والله، لا ينظر أهل بيتي إلى وجهى أبدا وقد انهزمت عن عدوّهم، فو الله ما كان عندي أكثر من أن أقول لمن مرّبى ممّن أعرف من المنهزمة:
    اقرأوا أهل بيتي مني السلام وقولوا لهم: إني لم أجد فداء لكم أفديكم به أعزّ عليّ من نفسي وقد بذلتها دونكم. » قال: فو الله إنّا لعلى ذلك منهزمون ما يلوى أحد على أحد. » وكان إبراهيم قد مخر ماء ليكون قتاله من وجه واحد وقيل بل كان مخره آل طلحة.
    ذكر اتفاق غريب سيء اتفق على إبراهيم بعد أن ظفر حتى هزم وقتل

    حكى إسحاق بن عيسى بن عليّ قال: سمعت عيسى بن موسى يومئذ يقول لأبي: والله يا با العبّاس لو لا ابنا سليمان يومئذ لافتضحنا، وذاك أنّ من صنع الله كان لنا أنّ أصحابنا لمّا انهزموا اعترض لهم نهر ذو ثنيّتين مرتفعتين، فحالتا بينهم وبين الوثوب ولم يجدوا مخاضة، فكرّوا راجعين بأجمعهم على عرض النهر، فظنّ القوم أنّها كرّة فانهزموا وتبعهم ابنا سليمان ومعها مواليه.
    ونظر إليه أصحابنا ورأوا هزيمة الأعداء بين يديه، فكرّوا بأجمعهم.
    وأقبل حميد بن قحطبة نحو إبراهيم لا يعرّج على شيء، حتى خالط القوم وجعل يرسل بالرؤوس إلى عيسى حتى كثرت الرؤوس إلى أن أتى برأس معه جماعة كثيرة وضجّة وصياح فقالوا:
    « رأس إبراهيم. » فدعا عيسى بن موسى ابن أبي الكرام الجعفري فأراه إيّاه، فقال:
    « ليس به. » وجعلوا يقتتلون يومهم ذلك. فذكر عبد الحميد: أنّه سأل أبا صلاية:
    « كيف قتل إبراهيم؟ » فقال: أسمعه ممّن نظر إليه، وعاينه. كان واقفا على دابّته ينظر إلى أصحاب عيسى قد ولّوا وانهزموا بأجمعهم، ونكص عيسى دابّته القهقرّى وأصحابه يقتلونهم ولم يبق لهم بقيّة، حتى رأيت قوما ينصرفون ويكرّون ليسوا بشيء. وكان على إبراهيم قباء زرد فأذاه الحرّ، فحلّ أزرار قبائه، فسال الزرد حتى حسر لبّته، وأتته نشّابة عائرة فأصابت لبّته فرأيته اعتنق فرسه وكرّ راجعا فأطافت به الزيديّة وأصحابه يحمونه، فرأى حميد بن قحطبة اجتماعهم، فأنكره وقال لأصحابه:
    « شدّوا على تلك الجماعة حتى تزيلوهم عن موضعهم وتعلموا ما اجتمعوا عليه. » فشدّوا عليهم وقاتلوهم أشدّ قتال حتى أفرجوهم عن إبراهيم، فحزّوا رأسه وأتوا به عيسى، فأراه ابن أبي الكرام الجعفري فقال:
    « نعم، هذا رأسه. » فنزل عيسى إلى الأرض فسجد وبعث به إلى أبي جعفر.
    وذكر أنّ أوائل المنهزمين من أصحاب عيسى دخلوا الكوفة وتأخّر أبو جعفر فقال لحاجبه:
    « لا تكشفّن ذلك وأعدد على كلّ باب من أبواب المدينة إبلا ودوابّ، فإن أتينا من ناحية، صرنا إلى الناحية الأخرى. »
    فسئل سلم بن فرقد حاجبه:
    « إلى أين أراد أبو جعفر يذهب لو دهمه أمر؟ » قال: « كان عزم على إتيان الريّ. » فبلغني أنّ نيبخت المنجّم دخل على أبي جعفر، فقال له:
    « يا أمير المؤمنين، الظفر لك، وستقتل إبراهيم. » فلم يقبل ذلك منه. فقال له:
    « احبسنى عندك، فإن لم يكن الأمر كما قلت فاقتلني. » فبينا هو كذلك إذ جاءه الخبر بهزيمة إبراهيم، فتمثّل ببيت معمر البارقيّ:
    فألقت عصاها واستقرّ بها النّوى ** كما قرّ عينا بالإياب المسافر
    وأقطع نيبخت ألفى جريب بنهر جوبر.
    رأس إبراهيم بين يدي أبي جعفر وما جرى إذ ذاك

    ويقال: إنّ أبا جعفر لمّا أتى برأس إبراهيم فوضع بين يديه، بكى، ثم قال:
    « أما والله لقد كنت كارها لهذا، ولكني ابتليت بك، وابتليت بي. » وحكى صالح، مولى المنصور: أنّ المنصور لمّا أتى برأس إبراهيم بن عبد الله وضعه بين يديه، وجلس مجلسا عامّا، وأذن للناس، وكان الداخل يدخل فيسلّم ويتناول إبراهيم فيسيء فيه القول، ويذكر منه القبيح التماس رضى أبي جعفر، وأبو جعفر ممسك متغيّر لونه، حتى دخل جعفر بن حنظلة البهرائى، فوقف فسلّم ثم قال:
    « عظّم الله أجرك يا أمير المؤمنين في ابن عمّك، وغفر له ما فرّط فيه من حقّك. » فأسفر لون أبي جعفر فأقبل عليه وقال:
    « أبا خالد، ها هنا، مرحبا وأهلا. » فعلم الناس أنّ ذلك وقع منه، فدخلوا فقالوا مثل ما قال جعفر.
    ثم دخلت سنة ست وأربعين ومائة معاودة بناء بغداد

    لمّا فرغ المنصور من أمر إبراهيم ومحمّد، عاود بناء بغداد وإتمامه. وكان خالد بن برمك خطّ المدينة وأشار بها. واحتاج المنصور إلى الآلات والأنقاض لأنّ ما كان جمعه قبل ذلك من ساج وغيره أحرقه مولى له يقال له أسلم، وذلك حين بلغه أنّ إبراهيم هزم أبا جعفر.
    فقال أبو جعفر لخالد:
    « ما ترى في نقض بناء كسرى بالمدائن وحمل نقضه إلى مدينتي هذه؟ » فقال له خالد:
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #4
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 37
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 486
    Array

    « ما أرى ذلك يا أمير المؤمنين. » قال: « ولم؟ » قال: « لأنّه علم من أعلام الإسلام يستدلّ به الناظر على أنّه لم يكن ليزال مثل أصحابه عنه بأمر دنيا، وإنّما هو أمر دين، ومع هذا، يا أمير المؤمنين، فإنّ فيه مصلّى عليّ بن أبي طالب . » قال: « هيهات يا خالد، أبيت إلّا الميل إلى أصحابك العجم. » وأمر أن ينقض القصر الأبيض. فنقض ناحية منه ونظر في مقدار ما يلزمهم من النفقة للنقض والحمل، فوجدوا ذلك أكثر من الجديد لو عمل، فرفع ذلك إلى المنصور، فدعا بخالد، فأعلمه ذلك وقال:
    « ما ترى؟ » قال: « يا أمير المؤمنين، قد كنت أرى قبل ألّا تفعل، فأمّا إذ بدأت، فأرى أن تتمّم وتهدمه حتى تلحق بقواعده لئلا يقال: عجزت عن هدم ما بناه غيرك. » فأعرض المنصور عنه، وأمر ألّا يهدم.
    وكان اللبن الذي لبنه المنصور اللبنة منها ذراع في ذراع، وقد وزنت لبنة منها بعد ما تهدّم السور وكانت لبنة مكتوب عليها بمغرة: وزنها مائة وسبعة عشر رطلا، فلمّا وزنت وجدت على ما كان مكتوبا عليها من الوزن.
    ولمّا استتمّ المنصور بناءها قدم عليه بطريق من البطارقة وافدا، فأمر الربيع أن يطوّف به في المدينة وما حولها ليرى العمران والبناء، فطاف به الربيع، فلمّا انصرف قال:
    « كيف رأيت؟ » وقد كان أصعد إلى السور وقباب الأبواب، فقال: « رأيت بناء حسنا، إلّا أنّى رأيت أعداءك معك في مدينتك. » قال: « فمن هم؟ » قال: « السوقة. » فأضبّ عليها أبو جعفر، فلمّا انصرف البطريق أمر بإخراج السوق من المدينة. ويقال: إنّ السبب كان في إخراج التّجار من المدينة إلى الكرخ وما قرب منها أنّه قيل لأبي جعفر: إنّ الغرباء وغيرهم يبيتون فيها ولا يؤمن أن تكون فيهم جواسيس أو تفتح أبواب المدينة ليلا لموضع السوق، فأمر بإخراج السوق من المدينة وجعلها للشرط والحرس. وبنى للتجّار باب الكرخ، وباب الشام، وطاق الحرّانى، وباب الشعير، وباب المحوّل. ولمّا طاف أبو جعفر مدينته وأبنيتها استحسن الجميع واستنظفه، غير أنّه استكثر النفقة، وكان مبلغ ذلك على ما وجد في خزائن المنصور ودواوينه أنّه أنفق على مدينة السلام ومسجد جامعها وقصر الذهب والأسواق والفصلان والخنادق وقبابها وأبوابها أربعة ألف درهم وثمانمائة درهم وثلاثة وثلاثون درهما، ومبلغها من الفلوس مائة ألف فلس وثلاثة وعشرون ألف فلس، وذلك أنّ الأستاذين البنّائين كان الرجل منهم يعمل يومه بقيراط فضّة، والروز جارين بحبّتين إلى الثلاث حبّات، وذلك لرخص الأسعار وعوز الفضّة، لأنّ المنصور حصّل الأموال في خزائنه.
    ثم دخلت سنة سبع وأربعين ومائة

    وفي هذه السنة، كان مهلك عبد الله بن عليّ عمّ أبي جعفر.
    ذكر السبب في ذلك

    حجّ أبو جعفر سنة سبع، بعد تقدمته المهديّ على عيسى بن موسى وسنذكر ذلك فيما بعد، وكان عزل عيسى بن موسى عن الكوفة وأرضها، وولّى مكانه محمّد بن سليمان بن عليّ، واستدعاه ودفع إليه عبد الله بن عليّ سرّا في جوف الليل ثم قال له:
    « يا عيسى، إنّ هذا أراد أن يزيل النعمة عني وعنك، وأنت وليّ عهدي بعد المهديّ والخلافة صائرة إليك، فخذه إليك واقتله، وإيّاك أن تخور أو تضعف فتنقض عليّ أمري الذي دبّرت. » ثم مضى لوجهه من الحجّ، وكتب إليه من طريقه ثلاث مرات يسأله ما فعل في الأمر الذي أوعز إليه، فكان يكتب إليه: قد أنفذت ما أمرت به. فلم يشكّ أبو جعفر في أنّه قتل عبد الله بن عليّ.
    وكان عيسى حين دفعه إليه، ستره، ودعا كاتبه يونس بن فروة، فقال له:
    « إنّ هذا الرجل دفع إليّ عمّه، وأمرنى فيه بكذا. » فقال له:
    « أراد أن يقتلك ويقتله، إنّه أمرك بقتله سرّا، ثم يدّعيه عليك علانية، ثم يقيدك به. » قال: « فما الرأي؟ » قال: « أن تستره في منزلك ولا تطلع على أمره أحدا فإن طلبه منك علانية دفعته إليه علانية ولا تدفعه إليه سرّا أبدا. » ففعل ذلك عيسى، وقدم المنصور ودسّ على عمومته من يحرّكهم على مسألته هبة عبد الله بن عليّ لهم، وأطمعهم في أنّه سيفعل. فجاؤوا إليه وكلّموه ورفقوا وذكروا له الرحم، فقال:
    « نعم، عليّ بعيسى بن موسى. » فأتاه، فقال:
    « يا عيسى، قد علمت أنّى دفعت إليك عمّى وعمّك عبد الله بن عليّ قبل خروجي إلى الحجّ وأمرتك أن يكون في منزلك. » قال: « قد فعلت ذلك. » قال: « فقد كلّمنى فيه عمومتك، فرأيت الصفح عنه وتخلية سبيله، فأتنا به. » قال: « يا أمير المؤمنين، ألم تأمرنى بقتله؟ فقتلته. » قال: « لا، ما أمرتك بقتله، إنّما أمرتك بحبسه عندك. » قال: « قد أمرتنى بقتله. » فقال له المنصور:
    « كذبت. » ثم قال لعمومته:
    « إنّ هذا قد أقرّ لكم بقتل أخيكم، وادّعى أنّى أمرته بذلك وقد كذب. » قالوا: « فادفعه إلينا فإنّا نقيده به. » قال: « شأنكم به. » فأخرجوه إلى الرحبة. فاجتمع الناس، وشهر الأمر، فقام أحدهم فشهر سيفه وتقدّم إلى عيسى ليضربه، فقال له عيسى:
    « أفاعل أنت؟ » قال: « إى والله. » قال: « فلا تعجلوا، فإنّ عمّى حيّ، ردّونى إلى أمير المؤمنين. » فردّوه إليه. فقال:
    « إنّما أردت بقتله أن تقتلني، هذا عمّك حيّ سويّ، إن أمرتنى بدفعه إليك دفعته. » قال: « ائتنا به. » فأتاه به، فجعله في بيت، وكان من أمره ما كان من سقوط البيت عليه، فمات وهو ابن اثنتين وخمسين سنة.
    حوار بين المنصور وابن عياش

    فحكى أنّ المنصور ركب يوما بعد موت عبد الله بن عليّ، ومعه ابن عيّاش المنتوف، فقال له وهو يحادثه:
    « هل تعرف ثلاثة خلفاء مبدأ أسمائهم العين قتلوا ثلاثة ادّعوا الخلافة مبدأ أسمائهم العين؟ » قال:
    « لا أعرف إلّا ما تقول العامّة أنّ عليّا قتل عثمان وكذبوا، وعبد الملك بن مروان قتل عبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الأشعث، وسقط البيت على عبد الله بن عليّ. » فقال له المنصور:
    « فسقط البيت على عبد الله بن عليّ، فأنا ما ذنبي؟ » قال: « ما قلت إنّ لك ذنبا. »
    وفي هذه السنة خلع المنصور عيسى بن موسى وبايع لابنه المهديّ وجعله وليّ عهده بعد المهديّ
    ذكر الخبر عن ذلك والحيلة فيه

    كان أبو جعفر أقرّ عيسى على ما كان أبو العبّاس ولّاه، وكان له مكرما مبجّلا إلى أن عزم على تقديم المهديّ في الخلافة عليه فلمّا عزم المنصور على ذلك كلّم عيسى بن موسى في تقديم ابنه المهديّ عليه برقيق الكلام ولطيفه فقال عيسى:
    « يا أمير المؤمنين، فكيف بالأيمان والمواثيق التي عليّ وعلى المسلمين لي من الطلاق والعتق وغير ذلك من مؤكّد الأيمان، ليس إلى ذلك سبيل يا أمير المؤمنين. » فلمّا رأى أبو جعفر ذلك باعده بعض المباعدة، وقصّر به في منزلته، فكان يؤذن لعيسى بعد جماعة، ويجلس دون منزلته، وكان مرتبته عن يمين أبي جعفر. ثم يخلّط عليه في أمثال هذه الأشياء، وعيسى صامت لا يتشكّى ولا يستغيث. ثم صار إلى أغلظ من ذلك فكان يكون في المجلس ومعه بعض ولده فيسمع الحفر في أصل الحائط ويخاف أن يخرّ عليه، وينتثر عليه التراب وربّما نظر إلى الخشبة من سقف المجلس الذي يجلس فيه قد حفر عن أحد طرفيها فيسقط التراب على قلنسوته وثيابه، فيأمر من معه من ولده بالتحوّل ويقوم هو إلى الصلاة، ثم يأتيه الإذن فيقوم بهيئته والتراب عليه لا ينفضه، فإذا رآه المنصور قال له:
    « يا عيسى، ما يدخل عليّ أحد بمثل هيأتك من كثرة الغبار والتراب عليك، أفكلّ هذا من الشارع؟ » فيقول:
    « أحسب ذاك يا أمير المؤمنين. » وإنّما يكلّمه بذلك يستطمعه أن يشكو إليه شيئا، فلا يشكو.
    وكان المنصور قد أرسل إليه في بعض أحواله بعض ما يتلفه من السموم، أو دسّه إليه بحضرته، فنهض من المجلس، فقال له المنصور:
    « إلى أين؟ » قال: « أجد غمزا. » قال: « ففي الدار إذا. » قال: « الذي أجده أشدّ من أن أقيم معه في الدار. » ونهض فصار إلى حرّاقته، ونهض المنصور في أثره متفزّعا إلى الحرّاقة، فاستأذنه عيسى في المصير إلى الكوفة، فقال:
    « بل تقيم، فتعالج ها هنا. » فأبى وألحّ حتى أذن له وكان الذي حداه على ذلك طبيبه بختيشوع فإنّه قال له:
    « أنت مسموم، وو الله ما أجترئ على معالجتك بالحضرة. » فاستأذنه، فأذن له، وبلغت العلّة بعيسى كلّ مبلغ حتى تمعّط شعره، ثم أفاق. ويقال إنّ عيسى إنّما كان يمتنع على أبي جعفر لأنّه كان يريّض الأمر لابنه موسى، فبعث أبو جعفر إلى موسى من يخوّفه على نفسه وعلى أبيه، فقال موسى:
    « إني قد أرى ما يسام أبي من إخراج هذا الأمر من عنقه وتصييره للمهديّ، وقد نصبت عليه وجوه الحتوف من السمّ مرّة، وبهدم الحيطان مرّة، وبضروب الإهانات، وليس يعطى على هذا شيئا، ولكن ها هنا وجه واحد لعلّه يعطى عليه إن أعطى، وإلّا فلا. » قال له الواسطة بينه وبين أبي جعفر:
    « وما هو؟ » قال: « إنّما أقوله إذا أمنت على نفسي، وإنّما هو روحي اجعله في يده، ولا بدّ لي ممّا أثق به وأطمئنّ إليه. » فأعطاه كلّ ما أحبّ من ذلك، فقال:
    « يقبل عليه أمير المؤمنين وأنا شاهده، فيقول له: يا عيسى، إني قد علمت أنّك لست تضنّ بهذا الأمر عن المهديّ لنفسك لتعالى سنّك، وإنّما تضنّ به لمكان ابنك، أفترى أنّى أدع ابنك يبقى بعدك؟ كلّا والله، ولآتينّ عليه وأنت تنظر إليه حتى تيأس منه ثم يأمر بي، فإمّا خنقت، وإمّا شهر عليّ سيف، فإن أجاب إلى شيء فعسى أن يفعل في ذلك الوقت، وإلّا فلا. » فقال له:
    « جزاك الله خيرا، فديت أباك بنفسك، نعم الرأي رأيت، ونعم المسلك سلكت. » ثم أتى أبا جعفر فأخبره، فجزّى موسى خيرا وقال:
    « قد والله أحسن وأجمل، وسأفعل ما أشار به، ويسّره الله بعاقبة ذلك إن شاء الله. » فلمّا اجتمعوا أقبل المنصور على عيسى بن موسى وقال:
    « يا عيسى إني لا أجهل مذهبك الذي تضمره ولا مداك الذي تجرى إليه في الأمر الذي سألتك، إنّما تريد هذا الأمر لا بنك هذا المشؤوم عليك وعلى نفسه، أما والله لأعجلّن لك فيه ما يسوءك. يا ربيع، اخنق موسى بحمائله حتى تأتى على نفسه. » وقد كان واطأ الربيع على الرفق به. فضمّ الربيع حمائله على عنقه فجعل يخنقه خنقا رويدا وموسى يصيح:
    « الله، الله فيّ يا أمير المؤمنين وفي دمى، فو الله إني لبعيد ممّا تظنّ بي، وما يبالى عيسى أن تقتلني وله بضعة عشر ذكرا كلّهم عنده مثلي أو يتقدمني. » وهو يقول:
    « اشدد يا ربيع ائت على نفسه. » والربيع يوهم أنّه يريد تلفه وهو يراخى خناقه وموسى يصيح صياح من بلغت نفسه التراقي.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني


  • صفحة 15 من 20 الأولىالأولى ... 51314151617 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. تجارب أمم المجلد الثاني
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 87
      آخر مشاركة: 06-14-2010, 09:53 AM
    2. أربع اخطاء في تذويب الطعام المجمد
      بواسطة أحمد فرحات في المنتدى ملتقى المطبخ والمأكولات والحلويات السورية Syrian food and sweets
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 06-10-2010, 03:26 AM
    3. انطلاق السباق المحلي السادس بقطر
      بواسطة أحمد فرحات في المنتدى الملتقى الرياضي وكرة القدم Football & Sports Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 05-11-2010, 12:27 PM
    4. العشى الليلي Night blindness
      بواسطة Dr.Ahmad في المنتدى ملتقى الطلاب السوريين المغتربين في مجال الطب Medical Students
      مشاركات: 1
      آخر مشاركة: 03-11-2010, 01:57 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1