صفحة 15 من 20 الأولىالأولى ... 51314151617 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 57 إلى 60 من 80

الموضوع: تجارب أمم المجلد الثالث


  1. #57
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    « امضه. » فمضيت وما تقلّنى رجلاي، وتنحّى هو عن الطريق، فجلس وجعل ظهره ممّا يلي الطريق وسدل هدب رداءه على وجهه وكان جسيما، فلمّا حاذاه رياح قال لأصحابه:
    « امرأة رأتنا فاستحيت. » فأعرض ومضى.
    أخذ جماعة بنى حسن بن حسن

    ولمّا أعيا المنصور محمّد وإبراهيم تقدّم بأخذ جماعة بنى حسن بن حسن فأخذ رياح، وكان والى المدينة، حسن بن حسن بن حسن، وإبراهيم أخاه، وحسن بن جعفر بن حسن، وسليمان بن عبد الله ابني داود بن حسن بن حسن، وعبّاس بن حسن بن حسن بن حسن، وكان صغيرا، فقالت أمّه عائشة بنت طلحة بن عمر بن عبيد الله بن معمر:
    « دعوني أشمّه. » وكان أخذ من باب داره. قالوا:
    « لا والله ما كنت حيّة. » وحبس معهم موسى بن عبد الله وعليّ بن محمّد بن عبد الله، وحملوا إلى أبي جعفر، وكان محمّد أتى أمّه هند وقال:
    « إني قد حملّت أبي وعمومتي ما لا طاقة لهم به، وقد هممت أن أضع يديّ في أيديهم، فعسى أن يخلّى عنهم. » فتنكّرت ولبست أطمارا، ثم جاءت السجن، فعرفها بعضهم فقام إليها فأخبرته عن محمّد فقالوا:
    « كلّا بل نصبر فإنّا نرجو أن يفتح الله له خيرا، قولي له ليدع إلى أمره، وليجدّ فيه فإنّ فرجنا بيد الله. » فانصرفت وتمّ محمّد على بغيته.
    وكان محمّد وإبراهيم يراسلان أباهما ويستأذنانه في الخروج فيقول:
    « لا تعجلا إن منعكما أبو جعفر أن تعيشا كريمين فلن يمنعكما أن تموتا كريمين. »
    رأس محمد بن عبد الله يبعث إلى خراسان

    ووردت على المنصور كتب عمّاله بخراسان أنّ أهل خراسان قد تقاعسوا عنّا وطال عليهم أمر محمد بن عبد الله فأمر أبو جعفر بمحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، فضربت عنقه، وبعث برأسه إلى خراسان، وحلف أنّه رأس محمّد بن عبد الله. وكان المنصور قد ضربه بالسوط قبل ذلك وعذّبه. وكان جميلا وضيئا، فأمر المنصور أن يدخل عليه حين قدم به، وكان عليه قميص وإزار وثوب رقيق تحت قميصه، فلمّا وقف قال:
    « إيّها يا ديّوث! » قال محمّد: « سبحان الله، والله لقد عرفتني بغير ذلك صغيرا وكبيرا. » قال: « فمّمن حملت ابنتك وكانت تحت إبراهيم بن عبد الله بن حسن، وقد أعطيتني الأيمان بالطلاق والعتاق ألّا تغشّنى ولا تمالئ عليّ عدوّى ثم أنت تدخل على ابنتك مختضبة متعطّرة ثم تراها حاملا يعجبك حملها، فأنت بين أن تكون حانثا أو ديّوثا، وأيم الله إني لأهمّ برجمها. » فقال محمّد:
    « أمّا أيمانى فهي عليّ إن كنت دخلت لك في أمر غشّ علمته. وأمّا ما رميت به هذه الجارية فإنّ الله قد أكرمها عن ذلك بولادة رسول الله إيّاها، ولكني قد ظننت حين ظهر حملها أنّ زوجها ألمّ بها على حين غفلة منّا. » فأحفظ المنصور كلامه وأمر بشقّ ثيابه فشقّ قميصه عن إزاره فأشفّ عن عورته ثم أمر به فضرب خمسين ومائة سوط فبلغت منه كلّ مبلغ وأبو جعفر يفترى عليه ولا يكنى فأصاب سوط منها وجهه فقال:
    « ويحك، اكفف عن وجهى فإنّ له حرمة برسول الله . » قال: فأغرى أبو جعفر بأن يقول للجلّاد:
    « الرأس، الرأس. » فضرب على رأسه نحو من ثلاثين فكان السوط ينثني فيصيب وجهه فأصاب بعضها إحدى عينيه فندرت ثم أخرج في ساجور شدّ في عنقه وقيود في رجليه حتى ردّ إلى أصحابه.
    وكان أوّل ما حصل في قلب أبي جعفر منه أنّ رياحا قال له يوما:
    « يا أمير المؤمنين، أمّا أهل خراسان فشيعتك وأنصارك وأمّا أهل العراق فشيعة آل أبي طالب، وأمّا أهل الشام فو الله ما عليّ عندهم إلّا كافر وما يعتّدون بأحد من ولده ولكن أخاهم محمّد بن عبد الله بن عمرو لو دعا أهل الشام ما تخلّف عنه منهم أحد. » فوقعت في نفس أبي جعفر إلى أن حجّ، فكان من أمره ما كان.
    بنى على الديباج وهو حي

    وكان محمّد بن إبراهيم بن حسن بن حسن يقال له الديباج. فلمّا أدخل على أبي جعفر، نظر إليه وقال:
    « أنت الديباج؟ » قال: « نعم. » قال: « أما والله لأقتلنّك قتلة ما قتلها أحد من أهل بيتك. » ثم أمر باسطوانة مبنيّة فعرقبت وأمر حتى أدخل فيها ثم بنى عليه وهو حيّ.
    وكان محمّد هذا ممّن يختلف إليه الناس ينظرون إلى حسنه.
    ثم إنّ أبا جعفر المنصور كان يسقى واحدا بعد واحد فماتوا جميعا إلّا ثلاثة نفر: فأمّا عبد الله بن حسن فاختلف فيه فقال قوم قتل وقال آخرون بل دسّ إليه المنصور من أخبره أنّ محمّدا ابنه قد ظهر فقتل، فانصدع قلبه فمات.
    ودخلت سنة خمس وأربعين ومائة

    ظهور محمد بن عبد الله من المذار

    وفيها ظهر محمّد بن عبد الله من المذار في مائتين وخمسين رجلا، وجاء حتى استبطن السوق وأتى السجن فدقّه وأخرج من كان فيه. وقيل إنّ عبيد الله بن عمر، وابن أبي ذيب وعبد الحميد بن جعفر دخلوا على محمّد قبل خروجه وقالوا:
    « ما تنظر بالخروج، والله ما نجد في هذه الأمّة أشأم عليها منك، ما يمنعك أن تخرج وحدك. » فلمّا خرج أقبل إلى الدار فامتنعت عليه فجعل يقول لأصحابه:
    « لا تقتلوا واقصدوا باب المقصورة. » فأتوها وحرّقوا الباب، فلم يستطع أحد أن يجتاز فوضع رزام مولى القسريّ ترسه على النار، ثم تخطّى عليه، فصنع الناس ما صنع، ودخلوا فأفلت قوم وأخذ قوم وتعلّق رياح في مشرفة في دار مروان وأمر بدرجها فهدمت فصعدوا إليه فأنزلوه وحبسوه في دار مروان مع أخيه عبّاس بن عثمان. وكان محمّد بن خالد القسريّ وابن أخيه النذير بن يزيد ورزام في الحبس فأخرجهم محمّد وأمر النذير بالاستيثاق من رياح وأصحابه فقال رزام للنذير:
    « دعني وإيّاه فقد رأيت عذابه له. » قال: « شأنك به. » وقام ليخرج، فتعلّق بثوبه رياح وضرع إليه وقال له:
    « يا با قيس، قد كنت أفعل بكم ما أفعل وأنا بسؤددكم عالم. » فقال له النذير:
    « فعلت ما كنت أهله، ونفعل ما نحن أهله. » وخرج فتناوله رزام فلم يزل رياح يطلب إليه حتى كفّ وقال:
    « والله إن كنت لبطرا عند القدرة لئيما عند البليّة. » ولمّا صعد محمّد المنبر حمد الله وأثنى عليه ثم قال:
    « أمّا بعد، أيها الناس، فإنّه كان من أمر هذه الطاغية عدوّ الله أبي جعفر ما لم يخف عليكم من بنائه القبّة الخضراء التي بناها معاندة لله في ملكه وتصغيرا لكعبة الله الحرام، وإنّ أحقّ الناس بالقيام في هذا الدين أبناء المهاجرين الأولين والأنصار المواسين.
    « اللهم إنّهم قد أحلّوا حرامك وحرّموا حلالك وآمنوا من أخفت وأخافوا من آمنت.
    « اللهم فأحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا.
    « أيّها الناس، إني والله ما خرجت بين أظهركم وأنتم عندي أهل قوّة ولا شدّة، ولكني اخترتكم لنفسي، والله ما جئت هذه وفي الأرض مصر يعبد الله فيه إلّا وقد أخذ لي. » ونزل ثم استعمل على المدينة عثمان بن محمّد بن خالد بن الزبير وعلى قضاءها عبد العزيز بن المطلّب المخزومي وعلى ديوان العطاء عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة وعلى الشرط أبا القلمّس عثمان بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب. وأرسل محمّد إلى إسماعيل بن عبد الله بن جعفر، وكان قد بلغ عمرا طويلا، فدعاه إلى البيعة له، فقال:
    « يا بن أخي، أنت والله مقتول، فكيف أبايعك؟ » فارتدع الناس قليلا.
    وحكى عن محمد بن خالد القسريّ، قال:
    « لمّا ظهر محمّد وأنا محبوس أطلقنى، ولمّا سمعت دعوته التي دعا إليها على المنبر قلت: هذه دعوة حقّ والله لأبلينّ فيها بلاء حسنا.
    فقلت: يا أمير المؤمنين، إنّك قد خرجت بهذا البلد وو الله لو وقف على نقب من أنقابه مات أهله جوعا وعطشا فانهض معي فإنّما هي عشر حتى أضربه بمائة ألف سيف. » فأبى عليّ. فإني لعنده يوما إذ قال:
    « ما وجدنا من حرّ المتاع أجود من شيء وجدناه عند ابن أبي فروة ختن أبي الخصيب وكان انتهبه. » قال: فقلت في نفسي: ألا أراك قد أبصرت حرّ المتاع؟ فكتبت إلى أمير المؤمنين فأخبرته بقلّة من معه، فعطف عليّ فحبسني حتى أطلقنى عيسى بن موسى بعد قتله إيّاه.
    وكان محمّد آدم شديد الأدمة، أدلم جسيما عظيما، وكان يلقّب القاري من أدمته حتى كان يسميه أبو جعفر محمما.
    وقال إبراهيم بن زياد بن عنبسة: كان محمّد عظيم الخلق ما رأيته رقا المنبر قطّ إلّا سمعت تقعقعه من تحته وإني لبمكانى ذلك.
    وتحدّث جماعة حضروه: أنّ محمّدا خطب يوما فاعترض في حلقه بلغم.
    فتنحنح، فذهب ثم عاد فتنحنح فذهب، ثم عاد فتنحنح، ونظر فلم ير موضعا فرمى بنخامته سقف المسجد فألصقها به. ولمّا خرج محمّد جزع أبو جعفر وأشفق منه فجعل الحارثيّ المنجم يقول له:
    « يا أمير المؤمنين ما يجزعك منه؟ فو الله لو ملك الأرض ما لبث إلّا تسعين يوما. » ولمّا ظهر محمّد وإبراهيم ابنا عبد الله أرسل أبو جعفر إلى عمّه عبد الله بن عليّ وهو محبوس، وقال: إنّه لذو رأى، فاستشاره. وقال:
    « إنّ هذا الرجل قد خرج فإن كان عندك رأى فأشربه. » فقال:
    « إنّ المحبوس محبوس الرأي، فأخرجنى يخرج رأيي. » فأرسل إليه أبو جعفر:
    « لو جاءني حتى يضرب بابى ما أخرجتك، فأنا خير لك منه وهو ملك أهل بيتك. » فأرسل إليه عبد الله:
    « ارتحل الساعة حتى تأتى الكوفة فاجثم على أكبادهم فإنّهم شيعة هذا البيت وأنصارهم. ثم احففها بالمسالح فمن خرج منها أو أتاها فاضرب عنقه، ثم ابعث إلى سلم بن قتيبة ينحدر عليك - وكان بالرّى - واكتب إلى أهل الشام فمرهم أن يوجّهوا إليك أهل البأس والنجدة ما يحمل البريد، فأحسن جوائزهم، ووجّههم مع سلم. » ثم قال لرسل أبي جعفر وهم أخوته:
    « ويحكم إنّ البخل قد قتله فمروه فليخرج الأموال وليعط الأجناد فإن غلب فما أوشك ما يعود إليه ماله، وإن غلب لم يقدم صاحبه على درهم. »
    رسائل بين محمد بن عبد الله وأبي جعفر
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني

رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #58
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    وتحدّث محمّد بن يحيى قال: نسخت هذه الرسائل من محمّد بن بشير، وكان يصححها، وحدّثنيها غير واحد من كتّاب العراق، وكانوا يصححونها.
    قالوا: وردت رسالة لمحمّد على أبي جعفر، فقال أبو أيّوب الخوزيّ كاتبه:
    « دعني أجبه عنها. » فقال: « لا، إذا تقارعنا على الأحساب فدعني وإيّاه. »
    رسالة أبي جعفر المنصور إلى محمد بن عبد الله

    وكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم
    « من عبد الله عبد الله أمير المؤمنين، إلى محمّد بن عبد الله. إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ الله وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ في الْأَرْضِ فَسادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ من خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا من الْأَرْضِ، ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ في الدُّنْيا وَلَهُمْ في الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ إِلَّا الَّذِينَ تابُوا من قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ الله غَفُورٌ رَحِيمٌ. « ولك عليّ الله وعهده وميثاقه وذمّته وذمة رسوله ، إن تبت ورجعت من قبل أن أقدر عليك أن أومنك وجميع ولدك وإخوتك وأهل بيتك ومن اتّبعكم على دماءكم وأموالكم وأسوّغك ما أصبت من دم أو مال، وأعطيك ألف ألف، وما سألت من الحوائج، وأنزلك من البلاد حيث شئت، وأن أطلق من في حبسي من أهل بيتك وأن أؤمن كلّ من جاءك أو بايعك واتبعك، أو دخل في شيء من أمرك، ثم لا أتبع أحدا منهم بشيء كان منه أبدا فإن أردت أن توثق لنفسك فوجّه إليّ بمن أحببت يأخذ لك مني الأمان والعهد والميثاق وما تثق به. »
    وكتب على العنوان من عبد الله عبد الله أمير المؤمنين، إلى محمّد بن عبد الله.
    فكتب إليه محمّد بن عبد الله:
    جواب محمد بن عبد الله

    « من عبد الله المهدي محمّد بن عبد الله إني عبد الله بن محمّد: طسم، تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ نَتْلُوا عَلَيْكَ من نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ، إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا في الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ - إلى قوله - وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ وأنا أعرض عليك من الأمان مثل ما عرضت عليّ، فإنّ الحقّ حقّنا، وإنّما ادّعيتم هذا بنا وخرجتم له بشيعتنا وحظيتم بفضلنا، وإنّ أبانا عليّا كان الوصيّ وكان الإمام وكيف ورثتم ولايته وولده أحياء.
    « ثم قد علمت أنّه لم يطلب هذا الأمر أحد له مثل نسبنا وشرفنا وحالنا وشرف آباءنا. لسنا من أبناء اللعناء ولا الطرداء ولا الطلقاء وليس يمتّ أحد من بنى هاشم بمثل الذي نمت به من القرابة والسابقة والفضل، فإنّا بنو أمّ رسول الله فاطمة بنت عمرو في الجاهلية وبنو ابنته فاطمة في الإسلام دونكم. إنّ الله اختارنا واختار لنا، فوالدنا من النبيين محمّد أفضلهم ومن السلف أوّلهم إسلاما عليّ ومن الأزواج أفضلهن خديجة الطاهرة وأوّل من صلّى القبلة ومن البنات خيرهن فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة ومن المولودين في الإسلام حسن وحسين سيّدا شباب أهل الجنّة وإنّ هاشما ولد عليّا مرّتين، وإنّ عبد المطلب ولد حسنا مرتين وإنّ رسول الله ولدني مرتين من قبل حسن وحسين، فانّى أوسط بنى هاشم نسبا، وأصرحهم أبا، لم تعرق فيّ العجم، ولم تنازع فيّ أمّهات الأولاد، فما زال الله يختار لي الآباء والأمّهات في الجاهلية والإسلام، حتى اختار لي في النار. فأنا ابن أرفع الناس درجة في الجنّة، وابن أهونهم عذابا في النار، وأنا ابن خير الأخيار، وابن خير الأشرار، وابن خير أهل الجنّة وابن خير أهل النار.
    « ولك الله، إن دخلت في طاعتي وأجبت دعوتي، أن أومنك على نفسك ومالك وعلى كلّ أمر أحدثته إلّا حدا من حدود الله أو حقا لمسلم أو معاهد، فقد علمت ما يلزمك من ذلك وأنا أولى بالأمر منك وأوفى بالعهد لأنّك أعطيتني من العهد والأمان ما أعطيته رجالا قبلي، فأيّ الأمانات تعطيني أمان ابن هبيرة، أم أمان عمّك عبد الله بن عليّ، أم أمان أبي مسلم! »
    فكتب إليه أبو جعفر

    « بسم الله الرحمن الرحيم أمّا بعد، فقد بلغني كلامك، وقرأت كتابك، فإذا جلّ فخرك بقرابة النساء لتضلّ به الجفاة والغوغاء، ولم يجعل الله النساء كالعمومة والآباء، ولا كالعصبية والأولياء لأنّ الله جعل العمّ أبا وبدأ به في كتابه على الوالدة الدنيا ولو كان اختيار الله لهن على قدر قرابتهن كانت آمنة أقربهنّ رحما وأعظمهنّ حقّا أوّل من يدخل الجنّة غدا، ولكن اختيار الله لخلقه على علمه الماضي فيهم واصطفائه لهم.
    « وأمّا ما ذكرت من فاطمة أمّ أبي طالب وولادتها، فإنّ الله لم يرزق أحدا من ولدها الإسلام لا ابنة ولا ابنا، ولو أنّ أحدا من ولدها رزق الإسلام بالقرابة رزقه عبد الله بن عبد المطلب أولاهم بكلّ خير في الدنيا والآخرة، ولكنّ الأمر إلى الله يختار لدينه من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ولقد بعث الله محمّدا وله عمومة أربعة، فأنزل الله: وأنذر عشيرتك الأقربين، فدعاهم وأنذرهم، فأجاب اثنان أحدهما أبي، وأبي اثنان أحدهما أبوك فقطع الله ولايتهما منه ولم يجعل بينه وبينهما إلّا ولا ذمّة ولا ميراثا.
    « وزعمت أنّك ابن خير أهل النار، وأنّك ابن خير الأشرار، وابن أخفّ أهل النار عذابا وليس في الكفر بالله صغير ولا في عذاب الله خفيف ولا يسير، وليس في الشرّ خيار ولا ينبغي لمؤمن يؤمن بالله أن يفخر بالنار. وسترد فتعلم وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.
    « وأمّا ما فخرت به من فاطمة أمّ عليّ، فإنّ هاشما ولده مرتين ومن فاطمة أمّ حسن وأنّ عبد المطلب ولده مرتين، وأنّ النّبى ولدك مرتين، فخير الأوّلين والآخرين رسول الله، ، لم يلده هاشم إلّا مرة واحدة ولا عبد المطلب إلّا مرّة.
    « وزعمت أنّك أوسط بنى هاشم نسبا وأصرحهم أبا وأنّه لم تلدك العجم، ولا تعرق فيك أمّهات الأولاد فقد رأيتك فخرت على بنى هاشم طرّا، فانظر ويحك أين أنت من الله غدا، فإنّك قد تعدّيت طورك وفخرت على من هو خير منك نفسا وأبا وأولا وآخرا إبراهيم بن رسول الله و على والده، وما خيار بنى أبيك خاصّة وأهل الفضل منهم إلّا بنو أمّهات الأولاد ما ولد فيكم بعد وفاة رسول الله أفضل من عليّ بن الحسين وهو لأمّ ولد، ولهو خير من جدّك حسن بن حسن وما كان فيكم بعده مثل ابنه محمّد بن عليّ وجدّته أمّ ولد، ولهو خير من أبيك، ولا مثل ابنه جعفر، وجدّته أم ولد، ولهو خير منك.
    « وأمّا قولك إنّكم بنو رسول الله فإنّ الله عز وجل قال في كتابه: ما كان محمّد أبا أحد من رجالكم ولكنّكم بنو ابنته وإنّها لقرابة قريبة ولكنّها لا تحوز الميراث ولا ترث الولاية ولا تجوز لها الإمامة وكيف تورث بها ولقد طلبها أبوك بكل وجه فأخرجها جهارا ومرّضها سرّا ودفنها ليلا، فأبى الناس إلا الشيخين وتفضيلهما. ولقد جاءت السنّة التي لا خلاف فيها بين المسلمين أنّ الجدّ أبا الأمّ والخال والخالة لا يرثون ولا يورثون.
    « وأمّا ما فخرت به من عليّ وسابقته، فقد حضرت رسول الله، صلّى الله، عليه الوفاة فأمر غيره بالصلاة، ثم أخذ الناس رجلا بعد رجل ولم يأخذوه، وكان في الستّة، فتركوه كلّهم دفعا له عنها، ولم يروا له حقّا.
    « أمّا عبد الرحمن فقدّم عليه عثمان، وقتل عثمان وهوله متّهم، وقاتله طلحة والزبير، وأبي سعد بيعته، وأغلق دونه بابه.
    ثم بايع معاوية بعده، ثم طلبها بكلّ وجه فقاتل عليها وتفرّق عنه أصحابه وشكّ فيه شيعته قبل الحكومة. ثم حكّم حكمين رضى بهما، وأعطاهما عهده وميثاقه، فاجتمعا على خلعه.
    « ثم كان حسن فباعها من معاوية بخرق ودراهم، ولحق بالحجاز، وأسلم شيعته بيد معاوية، ودفع الأمر إلى غير أهله، وأخذ مالا من غير ولاته ولا حلّه، فإن كان لكم فيه شيء فقد بعتموه، وأخذتم ثمنه.
    « ثم خرج عمّك حسين بن عليّ على ابن مرجانة فكان الناس معه عليه حتى قتلوه، وأتوا برأسه. ثم خرجتم على بني أمية فقتلوكم وصلبوكم على جذوع النخل، وأحرقوكم بالنيران، ونفوكم من البلدان، حتى قتل يحيى بن زيد بخراسان، ثم قتلوا رجالكم وأسروا الصبية والنساء، وحملوهم بلا وطاء في المحامل، كالسبي المجلوب إلى الشام، حتى خرجنا عليهم وطلبنا ثاركم، وأدركنا بدمائكم فأورثناكم أرضهم وديارهم، فاتخذت ذلك علينا حجّة، وظننت أنّا إنّما ذكرنا أباك وفضّلناه للتقدمة منّا له على حمزه والعبّاس وجعفر، وليس ذلك كما ظننت، ولكن خرج هؤلاء من الدنيا سالمين متسلّما منهم مجتمعا عليهم بالفضل وابتلى أبوك بالقتال والحرب فكانت بنو أميّة تلعنه كما يلعن الكفرة في الصلاة المكتوبة، فاحتججنا له وذكّرناهم فضله، وعنّفناهم، وظلّمناهم فيما نالوا منه.
    « ولقد علمت أنّ مكرمتنا في الجاهليّة سقاية الحجيج الأعظم وولاية بئر زمزم، فصارت للعبّاس من بين أخوته فنازعنا فيها أبوك، فقضى لنا عليه عمر، فلم نزل نليها في الجاهلية والإسلام. ولقد قحط أهل المدينة فلم يتوسّل عمر إلى ربّه ولم يتقرّب إليه إلّا بأبينا حتى نعشهم الله وسقاهم الغيث به، وأبوك حاضر لم يتوسل به. ولقد علمت أنّه لم يبق أحد من بنى عبد المطلب بعد النبي ص غيره وكان وارثه من عمومته، ثم طلب هذا الأمر غير واحد من بنى هاشم فلم ينله إلّا ولده فالسقاية سقايته، وميراث النبي ص، له والخلافة في ولده فلم يبق شرف ولا فضل في جاهليّة ولا إسلام في دنيا ولا آخرة إلّا والعبّاس وارثه ومورثه.
    « وأمّا ما ذكرت من بدر، فإنّ الإسلام جاء والعبّاس يمون آل أبي طالب وعياله وينفق عليهم للأزمة الّتى أصابته ولو لا أنّ العبّاس أخرج إلى بدر كارها لمات طالب وعقيل جوعا وللحسا جفان عتبة وشيبة، ولكنّه كان من المطعمين، فأذهب الله عنهم العار والسبّة، وكفاكم المؤونة والنفقة. ثم فدى عقيلا يوم بدر، فكيف تفخر علينا وقد علناكم في الكفر، وفديناكم من الأسر، وحزنا عليكم مكارم الآباء، وورثنا دونكم خاتم الأنبياء، وطلبنا بثأركم، وأدركنا منه ما عجزتم عنه، ولم تدركوه لأنفسكم، والسلام عليك ورحمة الله. »
    عيس بن موسى يندب لقتال محمد

    وندب أبو جعفر عيسى بن موسى لقتال محمّد وقال:
    « لا أبالى أيّهما قتل صاحبه. » وضمّ إليه أربعة آلاف من الجند. وكان أبو جعفر دعا جعفر بن حنظلة البهرائى وكان أبرص طوالا أعلم الناس بالحروب، وقد شهد مع مروان حروبه. فقال له:
    « يا جعفر، قد ظهر محمّد فما عندك؟ » قال: « وأين ظهر؟ » قال: « بالمدينة. » قال: « فاحمد الله، ظهر حيث لا مال ولا رجال ولا سلاح ولا كراع. ابعث مولى لك تثق به حتى ينزل بوادي القرى فيمنعه ميرة الشام فيموت مكانه جوعا. » ففعل ولمّا دنا عيسى بن موسى حفر محمد خندق النبي ص الذي كان حفره للأحزاب، وركب إليه وعليه قباء أبيض ومنطقة وركب معه الناس، فلمّا أتى الموضع نزل فيه، فبدأ هو فحفر بيده فأخرج لبنة من خندق رسول الله ص فكبّر وكبّر الناس معه وقالوا:
    « أبشروا بالنصر، هذا خندق جدك رسول الله ص. » ويقال: إنّه اجتمع مع محمّد جمع لم ير أكثر منه، حتى قال عثمان بن محمّد الزبيري:
    « إني لأحسبنا كنّا مائة ألف. » فلمّا قرب عيسى خطبنا فقال:
    « أيّها الناس، إنّ هذا الرجل قد قرب منكم في عدد وعدّة، وقد حللتكم من بيعتي، فمن أحبّ المقام فليقم ومن أحبّ الانصراف فلينصرف. » فتسلّلوا حتى بقي في شرذمة ليست بالكثيرة.
    وحكى أنّ محمدا دعا الغاضريّ فقال له:
    « أنا أعطيك سلاحا فهل تقاتل معي به؟ » قال: « نعم، إن أعطيتني رمحا أطعنهم به وهم بالأعوص. » قال الغاضري: ثم قال لي:
    « ما تنتظر؟ » قلت: « ما أهون عليك، أبقاك الله، أن أقتل ويمروّا بي فيقال والله كان لبادنا. » قال: « ويحك، قد بيّض أهل الشام وأهل العراق وأهل خراسان. » قلت: « اجعل الدنيا زبدة وأنا في مثل صوفة الدواة ما ينفعني، هذا عيسى بن موسى بالأعوص. » وكان وجّه أبو جعفر مع عيسى بن موسى بابن الأصمّ ينزّله المنازل، فلمّا قدموا نزلوا على ميل من مسجد رسول الله ص فقال ابن الأصمّ:
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #59
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    « إنّ الخيل لا عمل لها مع الرجّالة، وإني أخاف إن كشفوكم أن يدخلوا عسكركم. » فرفعهم إلى سقاية سليمان بن عبد الملك بالجرف وهي على أربعة أميال من المدينة وقال:
    « لا يهرول الرجل أكثر من ميلين أو ثلاثة حتى تأخذه الخيل. » فتحدّث محمّد بن أبي الكرام بن عبد الله بن عليّ بن عبد الله بن جعفر قال:
    أرسلنى عيسى لمّا قرب من المدينة بأمانه إلى محمّد. فقال محمّد:
    « علام تقاتلوننى وتستحلّون دمى؟ وإنّما أنا رجل فرّ من أن يقتل. » قال: فقلت:
    « القوم يدعونكم إلى الأمان، فإن أبيت إلّا قتالهم قاتلوك على ما قاتل عليه خير آباءك عليّ طلحة والزبير على نكث بيعتهم وكيد ملكهم والسعى عليهم. » فبلغ ذلك أبا جعفر، فقال لي:
    « بعد والله ما سرّنى أنّك قلت له غير ذلك وأنّ لي ملك كذا. » وبقي عيسى ثلاثة أيّام يبرز بنفسه ويدعو أهل المدينة إلى الأمان ويقول:
    « نحن إخوانكم مسلمون فلا تهريقوا بيننا الدماء، ادخلوا في الأمان واخرجوا من المدينة وأنتم آمنون، وخلّوا بيننا وبين صاحبنا. » فيشتمونه الشتيمة القبيحة حتى حارب اليوم الثالث.
    فلقى أبو القلمّس محمّد بن عثمان أخا أسد بن المرزبان بسوق الحطّابين، فاجتلدا بسيفيهما حتى تقطّعا، ثم تراجعا إلى مواقفهما وأخذ أخو أسد سيفا وأخذ أبو القلمّس أثفيّة، فوضعها على قربوس سرجه وسترها بدروعه، ثم تعاودا، فلمّا تدانيا قام أبو القلمّس في ركابيه، ثم ضرب بها صدره وصرعه ونزل فاحتزّ رأسه.
    وبدر رجل من أهل المدينة مولى لآل الزبير يدعى القاسم بن وائل، فدعا للبراز فبرز له رجل لم أر أكمل عدّة منه، فلمّا رآه ابن وائل انصرف عنه. قال:
    فوجد أصحاب محمّد من ذلك وجدا شديدا. فإنّا لعلى ذلك إذ سمعت حفيف رجل ورائي، فالتفتّ فإذا أبو القلمّس، فسمعته يقول:
    « لعن الله أمّ السفهاء إن ترك هذا اجترأ علينا وإن خرج رجل خرج إلى أمر عسى ألّا يكون من شأنه. » ثم برز له فقتله وكان الرجل هزار مرد، وضربه أبو القلمّس على حبل عاتقه وقال:
    « خذها وأنا ابن الفاروق. » فسمعت رجلا من أصحاب عيسى يصيح به:
    « قتلت خيرا من ألف فاروق. » ثم قال عيسى لحميد بن قحطبة:
    « تقدّم. » فتقدّم في مائة كلّهم راجل غيره معهم القسّى والنشّاب والترسة، فلم يلبثوا أن زحفوا إلى جدار دون الخندق عليه أناس من أصحاب محمّد، فكشفوهم ووقفوا عند الجدار، وأرسل حميد إلى عيسى أن يهدم الجدار. قال:
    « فأرسل إليّ فعلة. » فأرسلهم فهدموه وانتهوا إلى الخندق، فأرسل إلى عيسى:
    « إنّا قد انتهينا إلى الخندق. » فأرسل إليه عيسى أن:
    « اطرح حقائب الإبل في الخندق. » وأمر ببابي دار سعد بن مسعود التي في الثنيّة فطرحا على الخندق فجازت الخيل، فالتقوا عند منابح خشرم واقتتلوا إلى العصر، وانصرف محمّد يومئذ قبل الظهر حتى جاء إلى دار مروان فاغتسل وتحنّط ثم خرج، فدنا منه عبد الله بن جعفر فقال له:
    « بأبي أنت، إنّه والله ما لك بما رأيت طاقة، وما معك أحد يصدق القتال، فاخرج الساعة حتى تلحق بمكّة فإنّ بها الحسن بن معاوية ومعه جلد أصحابك. » فقال:
    « يا أبا جعفر، والله لو خرجت لقتل أهل المدينة حتى لا يبقى بها صافر، ولست أرجع حتى أقتل أو أغلب، وأنت في حلّ مني وسعة، فاذهب حيث شئت. » قال: فخرجت معه حتى جاء إلى دار ابن مسعود في سوق الظهر، وركضت فأخذت على الزياتين، ومضى إلى الثنيّة وقتل أصحابه بالنّشاب، وجاءت العصر فصلّى.
    قال: فرأيت محمّدا راكبا وإلى جانبه ابن حضير يناشده الله إلّا مضى إلى البصرة أو غيرها ومحمّد يقول:
    « والله لا يبتلون بي مرّتين، ولكن اذهب حيث شئت فأنت في حلّ. » قال ابن حضير:
    « وأين المذهب عنك؟ » ثم مضى، فأحرق الديوان وقتل رياحا ثم لحقه بالثنيّة وقاتل بين يديه حتى قتل. وكان ابن حضير ذبح رياحا ولم يجهز عليه، فجعل يضرب برأسه الجدار حتى مات أقبح ميتة.
    ثم صلّى محمّد العصر، ونزل عن دابّته وكسر غمد سيفه، ولم يبق معه أحد إلّا وكسروا أغماد سيوفهم، ثم أقبل على ابن حضير فقال:
    « أحرقت الديوان؟ »
    قلت: « نعم. خفت أن يؤخذ الناس عليه. » قال: « أصبت. » ثم حمل.
    قال أزهر: فحدّثني أخواى قالا: هزمنا يومئذ أصحاب عيسى مرّتين أو ثلاثا، ولكنّا لم نكن نعرف الهزيمة. ولقد سمعنا يزيد بن معاوية بن عبد الله بن جعفر يقول:
    « وقد هزمناهم، ويل أمّه فتحا لو كان له رجال. » فبينا هم كذلك، إذ صعد رجل إلى ظهر سلع ومعه رمح قد نصب عليه رأس رجل متّصلا بحلقومه وكبده وأعفاج بطنه، فرأيت منظرا هائلا وذعر منه الناس والأعاريب فأجفلت هاربة حتى أسهلت وعلا الرجل الجبل، ونادى أصحابه رطانة لهم بالفارسيّة: كوهبان، فصعد إليه أصحابه حتى علوا سلعا فنصبوا عليه راية سوداء، ثم انصبّوا إلى المدينة فدخلوها.
    وأمرت أسماء بنت حسن بن عبد الله بن عبيد الله بن عبّاس بن عبد المطلّب، وكانت تحت عبيد الله بن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العبّاس بخمار أسود فنصب على منارة مسجد رسول الله فلمّا رأى ذلك أصحاب محمّد تنادوا:
    « دخلت المدينة، دخلت المدينة. » وهربوا. وبلغ الناس الذين تنادوا دخول الناس من ناحية سلع. فقال.
    الناس الذين مع محمّد:
    « لكلّ قوم جبل يعصمهم ولنا جبل لا نؤتى إلّا منه. »
    وكان ابن حضير يحمل راجلا، ويخالط العدوّ، فكانت الخراسانية إذا نظروا إلى ابن حضير تنادوا بينهم:
    « خضير آمذ، خضير آمذ. » فيتضعضعون إلى أن خالد الناس مرّة فضرب ضارب على أليته فحلّها، فرجع إلى أصحابه فشقّ ثوبا، ثم عصبها بظره، ورجع فضارب حتى ضرب على حجاج عينه وخرّ، فابتدره القوم فحزّوا رأسه. وأقبل محمّد راجلا فجعل يقاتل على جيفته فضربه رجل على أذنه اليمنى فبرك لركبته وتعاودا عليه وصاح حميد بن قحطبة:
    « لا تقتلوه. » فكفّوا.
    وجاء حميد فاحتزّ رأسه.
    وحكى أخو الفضل بن سليمان النميري قال: كنّا مع محمّد قد أطفنا به وكان قد أطاف بنا أربعون ألفا أو أكثر، وكانوا حولنا كالحرّة السوداء، فقلنا له:
    « لو حملت لانفرجوا عنك. » فقال: « إنّ أمير القوم لا يحمل، إنّه إن حمل لم تكن بقيّة. » حتى أصاب ابن حضير ما أصابه فحمل والتقوا عليه فقتلوه.
    قال أبو الحجّاج الحمّال: كنت يوما قائما على رأس أبي جعفر وهو يسائلني عن مخرج محمّد إذ أتاه الخبر أنّ عيسى هزم، وكان متّكئا، فجلس فضرب بقضيب معه مصلّاه وقال:
    « كلّا، فأين لعب صبياننا بها على المنابر ومشورة النساء ما أنى لذلك بعد. »
    ولمّا قتل محمّد هجم الناس على دور المدينة فقتل خلق كثير إلى أن قتل أبو الشدائد وجيء برأسه فاستعظم من كان عند عيسى ذلك واسترجعوا، ثم قالوا:
    « ما بقي بالمدينة أحد بعد قتل هذا. » فأمر عيسى بألوية ففرّقها على باب باب من أبواب العبّاسيين وأهل الفقه ممّن عرفهم وقال: ليناد المنادى:
    « من دخل تحت لواء منها أو دخل دارا من هذه الدور فهو آمن. » « من جاءنا برأس ضربنا رأسه. » فتحدّث عيسى قال: حدّثتنى أمّ حسين بنت عبد الله بن محمّد بن عليّ بن الحسين قالت: قلت لعمّى جعفر بن محمّد:
    « أبي فديتك ما أمر محمّد هذا؟ » قال: « فتنة يقتل محمّد بن عبد الله عند بيت روميّ ويقتل أخوه إبراهيم بالعراق وحوافر فرسه في ماء. » وحمل رأس محمّد إلى أبي جعفر وهو بالكوفة، فأمر فطيف به في طبق أبيض.
    وتحدّث الحسن بن زيد قال: غ*** يوما على أبي جعفر فإذا هو قد أمر بعمل دكّان ثم أقام عليه جلّادا وأتى بعلي بن المطّلب بن عبد الله بن حنطب فأمر به فضرب خمسمائة سوط، ثم أتى بعبد العزيز بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع، فأمر به فجلد خمسمائة سوط، فما تحرّك واحد منهما فأقبل علّى وقال لي:
    « هل رأيت أصبر من هذين قطّ؟ والله إنّا لنؤتى بالذين قاسوا غلظ المعيشة وكدّها فما يصبرون هذا الصبر وهولاء أهل الخفض والكنّ والنعمة. » قال: فقلت:
    « يا أمير المؤمنين، هولاء قومك أهل الشرف والقدر. » فأعرض عني وقال:
    « أبيت إلّا العصبيّة. » فلمّا كان بعد أيّام أعاد عبد العزيز بن إبراهيم ليضربه، فقال:
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #60
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    « يا أمير المؤمنين، الله، الله، فينا، فو الله إني لمكبّ على وجهى منذ أربعين ليلة، ما صلّيت لله صلاة. » « أنتم صنعتم ذلك بأنفسكم. » قال:
    « فأين العفو يا أمير المؤمنين؟ » قال:
    « فالعفو إذا. » ثم خلّى سبيله.
    وفي هذه السنة ثارت السودان بالمدينة وكان وإليها عبد الله بن الربيع.
    ذكر خبر وثوب السودان بالمدينة والسبب الذي هيج ذلك

    وكان رياح بن عثمان استعمل أبا بكر بن أبي سبرة على صدقة قوم، فلمّا خرج محمّد صار إليه أبو بكر بما كان جبى وشمّر معه، فلمّا قدم عيسى وهزم محمّدا استخلف كثير بن حصين على المدينة، فأخذ كثير أبا بكر بن أبي سبرة، فضربه سبعين سوطا وقيّده وحبسه، ثم قدم عبد الله بن الربيع واليا من قبل أبي جعفر المنصور، فكان الجند ينازعون التّجار ويتعدّون عليهم، فاجتمعوا إلى أميرهم ابن الربيع، فشكوا ذلك إليه، فنهرهم وشتمهم، فطمع فيهم الجند إلى أن صاروا يأخذون من بين أيديهم الشيء فلا يعطونهم الثمن، ولا ينكر عبد الله بن الربيع ذلك، فجاء يوما رجل من الجند، فاشترى من جزّار لحما يوم جمعة ثم أبي أن يعطيه ثمنه وشهر عليه السيف، فخرج عليه الجزّار من تحت الوضم بشفرة فطعن بها خاصرته فخّر عن دابّته واعتوره الجزّارون فقتلوه. وتنادى السودان على الجند وهم يروحون إلى الجمعة فقتلوهم بالعمد في كل ناحية، ولم يزالوا على ذلك حتى أمسوا، فلمّا كان الغد هرب ابن الربيع، ونفخ السودان في بوق لهم. فذكر أهل المدينة أنّه كان الأسود في بعض عمله يسمع نفخ البوق، فيصغى له حتى يتيقّنه، ثم يوحش بما في يده ويؤمّ نحو الصوت حتى يأتيه، فلمّا اجتمعوا غدوا على ابن الربيع، فخرج إليهم والناس في الجمعة فأعجلوه عن الصلاة واستطردوا له حتى أتى السوق، فمرّ بخمسة من المساكين يسألون في الطريق، فحمل عليهم بمن معه حتى قتلوهم، ثم مرّ بأصيبية على سطح فاستنزلهم وآمنهم، فلمّا نزلوا ضرب أعنا قهم، ثم وقف عند الحنّاطين وحمل عليه السودان فأجلى هاربا واتبعوه حتى صاروا إلى البقيع ورهقوه، فنثر لهم دراهم فشغلوا بها، ومضى على وجهه حتى نزل ببطن نخل على ليلتين من المدينة ورؤساء السودان ويتوا وحذيا وعنقود، ولمّا هزموا ابن الربيع وقع السودان في طعام وأمتعة لأبي جعفر المنصور، فانتهبوه وأغاروا على دار مروان وفيها طعام وأشياء للجند، فانتهبوه وباعوا الحمل من الدقيق بدرهمين وراوية الزيت بأربعة دراهم، وقتلوا الجند فهابوهم حتى إن كان الفارس ليلقى الأسود وما على الأسود إلّا خرقتان على عورته فيولّى الفارس دبره احتقارا له، ثم ما يلبث أن يعود بعمود من عمد السوق التي بقرب منه فيقتله به. فكانوا يقولون:
    « ما هولاء إلّا شياطين. » يعنون السودان.
    ثم مضى السودان حتى أخرجوا أبا بكر بن أبي سبرة، فخطب الناس ودعاهم إلى الطاعة وصلّى بالناس، ثم أرسل إلى محمّد بن عمران ومحمّد بن عبد العزيز فاجتمعوا عنده فقال:
    « أنشدكم الله وهذه البليّة التي وقعت، فو الله لئن ثبتت علينا عند أمير المؤمنين بعد الفعلة الأولى إنّه لاصطلام البلد وأهله، وهولاء العبيد في السوق بأجمعهم، فأنشدكم الله إلّا ذهبتم إليهم وكلّمتوهم في الرجعة والفيئة إلى طاعتكم، فإنّهم لا نظام لهم ولم يقوموا بدعوة وإنّما هم قوم أخرجتهم الحميّة. » فذهبوا إلى العبيد وكلّموهم فقالوا:
    « مرحبا بكم يا موالينا، والله ما قمنا إلّا أنفا لكم ممّا عمل بكم، فأيدينا في أيديكم وأمرنا إليكم. » فأقبلوا بهم إلى المسجد، فقالوا:
    « أيها الناس، إنّه قد وقع الأمر بما ترون، ونعلم أنّهم لا يبقون علينا، فدعونا نشفيكم وأنفسنا. » فأبينا. ولم نزل بهم حتى تفرّقوا، وقيل لويتوا وخليفته يعقل الجزّار:
    « إلى من تعهدنا ويتوا؟
    قال: « إلى أربعة من بنى هاشم وأربعة من قريش وأربعة من الأنصار وأربعة من الموالي. ثم الأمر شورى. »
    فقال ابن عمران:
    « اسأل الذي ولّاك أمرنا أن يرزقنا عدلك ويعطف بقلبك علينا. » قال: « فقد ولّانيه الله. » فلمّا حضرت العشاء الآخرة، وقد ثاب الناس واجتمع القرشيّون في المقصورة، وأقام الصلاة المؤذّن. قال المؤذّن للقرشيّين:
    « من يصلّى منكم بالناس؟ » فلم يجبه أحد، فقال:
    « ألا تسمعون؟ » فلم يجيبوه، فقال:
    « يا بن عمران، ويا فلان. » فلم يجبه أحد، فقام الأصبغ بن سفيان بن عاصم بن عبد العزيز بن مروان، فقال:
    « أنا أصلّى. » فقام في المقام، فقال للناس:
    « استووا. » فلمّا استوت الصفوف، أقبل عليهم بوجهه ونادى بأعلى صوته:
    « ألا تسمعون، أنا أصبغ بن سفيان بن عاصم بن عبد العزيز بن مروان، أصلّى بالناس على طاعة أبي جعفر. » فردّد ذلك مرّتين أو ثلاثا، ثم كبّر فصلّى، ثم اجتمع القرشيّون، فركبوا إلى ابن الربيع، وهو بنخل، فناشدوه الله إلّا رجع إلى عمله فيأبى، فخلا به عبد العزيز ولم يزل به حتى سكن ورجع فهدأ الناس.
    وفي هذه السنة أسّست مدينة بغداد وهي التي تدعى مدينة المنصور.
    ذكر السبب في بناء أبي جعفر بغداذ

    لمّا ثارت الرونديّة بأبي جعفر في مدينته التي تسمّى الهاشميّة التي بناها إلى جنب الكوفة والمدينة التي سمّاها الرّصافة، كره سكانها ولم يأمن أهلها، فأراد أن يبعد، فتردّد بين الموصل وجرجرايا، واختار موضع بغداذ، وقال: هذا موضع معسكر صالح، هذه دجلة، ليس بيننا وبين الصين شيء يأتينا فيها كلّ ما في البحر وتأتينا الميرة من الجزيرة وأرمينية وما حول ذلك، فنزل وضرب عسكره على الصراة وخطّ المدينة، ووكّل بكلّ ربع قائدا.
    وكان الناس أشاروا عليه بموضع قريب من بارمّا، وذكروا له عنه غذاء وطيبا فخرج إليه بنفسه حتى نظر إليه وبات فيه فرآه موضعا طيبا. فدعا جماعة من أصحابه وقال لهم:
    « ما رأيكم في هذا الموضع؟ » فقالوا: « ما رأينا مثله، وهو طيب صالح موافق. » فقال: « صدقتم، هو كذا ولكنّه لا يحمل الجند والناس والجماعات، وإنّما أريد موضعا يرتفق به الناس ويوافقهم مع موافقته لي، ولا تغلو عليهم الأسعار، فإني إن أقمت في موضع لا يجلب إليه في البرّ والبحر غلت الأسعار وقلّت المادّة، فاشتدّت المؤونة وشقّ ذلك على الناس. » ثم عاد إلى موضع بغداذ، وأحضر جماعة من سكان القرى التي حواليها وصاحب بغداذ فيهم فسألهم عن مواضعهم وكيف هي في الحرّ والبرد والأمطار والوحول والبقّ والهوامّ فأخبره كلّ واحد بما عنده. فوجّه من قبله رجالا حصفاء فبات كلّ رجل منهم في قرية منها، ثم تنحّر أخبارهم واختيارهم فاجتمعوا على صاحب بغداذ.
    فيحكى أنّ الراهب الذي كان قريبا من بغداذ قال لأبي جعفر:
    « إنّ الذي يبنى هاهنا مدينة اسمه مقلاص. » فقال أبو جعفر:
    « فأنا والله كنت أدعى في حداثتي مقلاصا ثم انقطعت عني. » ووجّه المنصور في حشر الصنّاع والفعلة من الشام والموصل وأهل الجبل ومن الكوفة والبصرة وسائر المدن وأمر باختيار قوم من أهل الأمانة والعدالة والفقه والمعرفة، فكان ممّن أحضر الحجّاج بن أرطاة وأبو حنيفة النعمان بن ثابت، وأمر بخطّ المدينة وحفر الأساسات، وضرب اللبن وطبخ الآجر، فبدئ بذلك سنة خمس وأربعين ومائة ثم خطّت له بالرماد، فدار عليها وعلى سورها وسككها وخنادقها، فلمّا فعل ذلك مرارا، أمر أن يجعل على تلك الخطوط من الرماد حبّ القطن ويصب عليه النفط، فنظر إليها والنار تشتعل فيها، ففهمها وعرف رسمها وأمر بحفر أساسها وبناءها وإحكام الأساس. وأمر أن يجعل عرض السور من أسفله خمسين ذراعا وقدّر أعلاه عشرين ذراعا، وجعل في البناء حوائر قصب مكان الخشب في كلّ طوفة فلمّا بلغ الحائط مقدار قامة أتاه خروج محمّد فقطع البناء.
    وكان المنصور قد أرضى أصحاب القرى والمزارع، أمّا مدينته وهي بغداذ فكانت لستين رجلا، فأعطاهم العوض عنها وأرضاهم. وأمّا ما كانت حواليها، فكانت قرى متّصلة فأقطعها قوّاده واشتروها، ثم اشترى الناس.
    وقال المنصور: يكتب إلى مصر بقطع المادّة عن الحرمين ما دام بها محمّد، فإنّما هم في مثل حرجة إذا انقطعت عنهم المير، وأمر بالكتاب إلى الجزيرة وغيرها أن يمدّ الكوفة بالرجال، وكتب إلى العبّاس بن محمّد، وكان على الجزيرة، أن يمدّه في كلّ يوم بما قدر عليه من الرجال، وكذلك كتب إلى أمراء الشام وقال:
    « لو ورد عليّ في كلّ يوم رجل واحد من كل واحد منكم لكثّرت به من معي وإن بلغ الخبر الكذّاب كسره ذلك. »
    وفي هذه السنة ظهر إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن أخو محمّد بالبصرة فحارب المنصور.
    ذكر الخبر عن مخرجه وسبب ذلك وعن مقتله

    لمّا قبض أبو جعفر على عبد الله بن حسن أشفق محمّد وإبراهيم فافترقا وتواريا وتقلّب إبراهيم في البلدان.
    فحكى إبراهيم لبعض أصحابه قال:
    « اشتدّ الطلب لي وأنا بالموصل، فاضطرّنى الزمان حتى دخلت وجلست على موائد أبي جعفر وذاك أنّه كان قدمها وطلبنى فتحيّرت ولفظتني الأرض وجعلت لا أجد مساغا، ودعى الناس إلى غدائه، ودخلت فيمن دخل، والطرق مشحونة بمن تطلبنى، فجلست وأكلت، ثم خرجت وقد كفّ الطلب.
    وتحدّث عبد الله بن محمّد البوّاب قال: أمر أبو جعفر ببناء، قنطرة الصراة العتيقة ثم خرج ينظر إليها، فوقعت عينه على إبراهيم وخنس إبراهيم فذهب في الناس، فأتى فاميا فلجأ إليه، فأصعده غرفة له، وجدّ أبو جعفر في طلبه، ووضع المراصد، فنشب إبراهيم بمكانه وطلبه أبو جعفر أشدّ ما يكون من الطلب، وكان مع إبراهيم رجل من بنى العمّ، فتحدّث العّمّى هذا قال: قلت لإبراهيم:
    « قد نزل ما ترى ولا بدّ من التغرير والدخول تحت المخاطرة. » قال: « فأنت وذلك. » قال: فأقبلت إلى الربيع فسألته الإذن، قال:
    « ومن أنت » قال: « سفيان العمّى. » فأدخله على أبي جعفر، وكان أبو جعفر يعرفه بصحبة إبراهيم، فلمّا راه شتمه فقال:
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني


  • صفحة 15 من 20 الأولىالأولى ... 51314151617 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. تجارب أمم المجلد الثاني
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 87
      آخر مشاركة: 06-14-2010, 09:53 AM
    2. أربع اخطاء في تذويب الطعام المجمد
      بواسطة أحمد فرحات في المنتدى ملتقى المطبخ والمأكولات والحلويات السورية Syrian food and sweets
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 06-10-2010, 03:26 AM
    3. انطلاق السباق المحلي السادس بقطر
      بواسطة أحمد فرحات في المنتدى الملتقى الرياضي وكرة القدم Football & Sports Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 05-11-2010, 12:27 PM
    4. العشى الليلي Night blindness
      بواسطة Dr.Ahmad في المنتدى ملتقى الطلاب السوريين المغتربين في مجال الطب Medical Students
      مشاركات: 1
      آخر مشاركة: 03-11-2010, 01:57 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1