صفحة 17 من 22 الأولىالأولى ... 71516171819 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 65 إلى 68 من 88

الموضوع: تجارب الأمم


  1. #65
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    مقتل يزدجرد وما تم عليه من الاتفاقات الطريفة

    إنّ يزدجرد لما وقع إلى أرض فارس بقي سنين. ثم أتى كرمان، فأقام بها مثل ذلك. فطلب إليه دهقان كرمان شيئا، فلم يجبه إليه، فطرده عن بلاده. ثم أجمع أن ينزل خراسان، فأتى سجستان، فأقام بها، ثم سار إلى مرو، ومعه الرهن من أولاد الدهاقين، ومعه من رؤسائهم فرّخزاد.
    فلمّا قدم مرو، واستغاث منها الملوك، وكتب إليهم يستمدّهم مثل صاحب الصين، وملك فرغانة، وملك كابل، وملك الخزر، كان الدهقان بمرو ماهويه، وكان له ابن يسمّى نزار، فوكّل ماهويه ابنه نزار بمدينة مرو، وتقدّم إليه وإلى أهل المدينة ألّا يفتحوا الباب ليزدجرد، وقال لهم: « ليس هذا لكم بملك لأنّه قد سلّم بلاده وجاءكم مفلولا مجروحا، ومرو لا تحتمل ما تحتمل غيرها من الكور. فإذا جئتكم غدا فلا تفتحوا الباب. » فلمّا أتاهم فعلوا ذلك.
    وانصرف [ فرّخزاذ ]، فجثا بين يدي يزدجرد وقال: « استصعبت عليك مرو، وهذه العرب قد أتتك. » قال: « فما الرأي؟ » قال: « أن تلحق ببلاد الترك، فتقيم بها، حتى يتبيّن لنا أمر العرب. فإنّهم لا يدعون بلدة إلّا دخلوها. » قال: « لست أفعل، ولكن أرجع عودي على بدئي. » فعصاه ولم يقبل رأيه. فسار يزدجرد، [ وأتى نزار دهقان مرو ]، وأجمع على صرف الدهقنة عن ابنه نزار إلى سنجان ابن أخيه.
    فبلغ ذلك ماهويه وهو أبو نزار وعمل في هلاك يزدجرد، وكتب إلى نيزك طرخان يخبره أن يزدجرد وقع إليه مفلولا، ودعاه إلى القدوم عليه، ليكون أيديهما معا في أخذه والاستيثاق منه، فيقتلوه، ويصالحوا عليه العرب، وجعل له في كلّ يوم ألف درهم، وسأله أن يكتب إلى يزدجرد مما كرا له لينحّى عامّة جنده، ويحصل في طائفة من خواصّه، فيكون أضعف لركنه وأهون لشوكته، وقال: « تعلمه في كتابك إليه الذي عزمت عليه في مناصحته ومعونته على العرب: أن يشتقّ لك اسما من أهل الدرجات بكتاب مختوم بالذهب، وتعلمه أنك لست قادما عليه حتى تنحّى عنه فرّخزاد. » فكتب نيزك بذلك إلى يزدجرد، فلمّا ورد عليه كتابه بعث إلى عظماء مرو، فاستشارهم.
    فقال له سنجان: « لست أرى أن تنحّى عنك أصحابك ولا فرّخزاد لشيء. »
    وقال نزار: « بل أرى أن تبايعه يعنى نيزك - وتجيبه إلى ما سأل. » فقبل رأيه، وفرّق عنه جنوده، وأمر فرّخزاد [ أن يأتى ] لأجمة سرخس، فصاح فرّخزاد، وشق جيبه وتناول عمودا بين يديه يريد ضرب نزار به، وقال: « يا قتلة الملوك، قتلتم ملكين، وأظنّكم قاتلي. » هذا، ولم يبرح فرّخزاذ. حتى كتب له يزدجرد كتابا بخطّ يده، نسخته: « هذا كتاب لفرخزاذ: إنك قد أسلمت يزدجرد وأهله وولده وحاشيته وما معه، إلى ماهويه دهقان مرو. » وأشهد عليه بذلك.
    فأقبل نيزك إلى موضع من مرو يقال له حلبندان. فلما أجمع يزدجرد على لقائه والمسير إليه، أشار عليه أبو نزار ألّا يلقاه في السلاح فيرتاب به وينفر عنه، ولكن يلقاه بالملاهي والمزامير. ففعل، وسار إليه كذلك، وتقاعس عنه أبو نزار، وكردس نيزك أصحابه كراديس.
    فلما تدانيا استقبله نيزك ماشيا ويزدجرد على فرس له. فأمر لنيزك بجنيبة من جنائبه، فركبها، فتوسط عسكره، فتواقفا.
    فقال له نيزك في ما يقول: « زوّجنى إحدى بناتك لأناصحك وأقاتل معك عدوّك. » فقال له يزدجرد: « عليّ تجترئ يا كلب! » فعلاه نيزك بمخفقته. وصاح يزدجرد: « غدر الغادر. »
    وركض منهزما، ووضع أصحاب نيزك سيوفهم فيهم، فأكثروا القتلى.
    يزدجرد والطحان

    وانتهى يزدجرد في هزيمته إلى مكان من أرض مرو، فنزل عن فرسه، ودخل بيت طحّان، مكث فيه ثلاثة أيام.
    فقال له الطحان: « أيها الشقيّ، اخرج فاطعم شيئا فإنّك جائع منذ ثلاث. » قال: « لست أصل إلى ذلك إلّا بزمزمة. » وكان رجل من زمامة مرو قريبا منه، فأتاه الطحّان، وسأله أن يزمزم عليه ليأكل. ففعل ذلك. فلما انصرف إلى مرو سمع أبا نزار يذكر يزدجرد ويطلبه، فأتاه، فسأله وأصحابه عن حليته. فوصفوه. فأخبرهم أنّه رءاه في بيت طحان وهو رجل جعد مقرون حسن الثنايا مقرّط مسوّر.
    فوجه إليه رجلا من الأساورة، وأمره أن يخنقه بوتر ويطرحه في نهر مرو.
    فلقوا الطحان، فضربوه ليدلّ عليه، فلم يفعل وجحدهم أن يعرف أين يتوجّه. فلما أرادوا الانصراف عنه، قال رجل منهم: « إني أجد ريح المسك فلو تتبّعته. » فنظر إلى طرف ثوب من ديباج في الماء، فاجتذبه إليه، فإذا هو يزدجرد، فسأله ألّا يقتله ولا يدلّ عليه: ويجعل له خاتمه وسواره ومنطقته.
    فقال: « أعطنى أربعة دراهم وأخلّى عنك. » قال: « ويحك! خاتمي لك وثمنه لا يحصى! » فأبى عليه.
    قال يزدجرد: « قد كنت أخبرت أنّى سأحتاج إلى أربعة دراهم، وأضطرّ إلى أن يكون أكلى أكل الهرّ، فقد عانيته. » ثم انتزع أحد قرطيه، وأعطاه الطحّان مكافأة لكتمانه عليه، ودنا منه كأنّه يكلّمه بشيء، فأنذر الرجل أصحابه، وأتوه، فطلب إليهم يزدجرد ألّا يقتلوه، وخوّفهم ما عليهم من دينهم من ذاك. وقال: « آتوني الدهقان أو سرّحونى إلى العرب، فإنّهم يستحيون مثلي من الملوك. » فأخذوا ما كان عليه من الحليّ، فجعلوه في جراب، وختموا عليه، ثم خنقوه بوتر، وطرحوه في نهر مرو، فجرى به الماء حتى انتهى إلى فوهة الدريق، فتعلّق بعود، فأخذ من هناك. ثم تفقّد أبو نزار أحد قرطيه، فأخذ الذي دلّ عليه، فضربه حتى أتى على نفسه، وبعث بما أصيب له إلى الخليفة يومئذ، فأغرم الخليفة الدهقان قيمة القرط المفقود.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني

رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #66
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    رواية أخرى في ذلك

    وقد حكى في رواية أخرى: أنّ نزار وسنجان كانا متباغضين متحاسدين، وخصّ به نزار فحسده سنجان، فظهر ذلك لنزار، فجعل يوغر صدر يزدجرد ويسعى في قتله، ولم يزل يغرى يزدجرد بسنجان حتى عزم على قتله، وأفشى ما كان عليه عزم من ذلك إلى امرأة من نسائه كان نزار واطأها. فأرسلت إلى نزار تبشّر بإجماع يزدجرد على قتل سنجان، وفشا الحديث وبلغ سنجان.
    فجمع جموعا وتوجّه نحو القصر الذي فيه يزدجرد، وبلغ ذلك نزار، فنكص عن سنجان لكثرة جمعه، وأرعب ذلك يزدجرد. فخرج ذاهبا على وجهه راجلا ينجو بنفسه، فمشى نحوا من فرسخين حتى وقع إلى رحى من ماء، فدخل بيت الرحى، فجلس فيه كالّا لغبا، فرآه صاحب الرحى ذا هيئة، وطرّة، وبزّة كريمة. ففرش له وأتاه بطعام. فطعم ومكث عنده يوما وليلة. فسأله صاحب الرحى أن يأمر له بشيء، فبذل له منطقته، وكانت مكلّلة بجوهر. فأبى صاحب الرحى أن يقبلها وقال: « إنما يرضيني من هذه المنطقة أربعة دراهم آكل بها وأشرب ».
    فأخبره ألّا ورق معه، فتملّقه صاحب الرحى حتى إذا أغفى، قام إليه بفأس، فضرب بها هامته، فقتله، وأخذ ما كان عليه من ثياب وحليّ، وألقى جيفته في النهر وبقر بطنه، فأدخل فيه من أصول طرفاء كانت نابتة على النهر ليحبس جثته في الموضع الذي ألقاها فيه، فلا ينتقل فيعرف ويطلب وما أخذ من سلبه، وهرب على وجهه.
    وبلغ قتل يزدجرد رجلا من الأهواز كان مطرانا على مرو يقال له: إيليا، فجمع من كان قبله من النصارى، وقال:
    « إنّ ملك الفرس قتل وهو ابن شهريار بن كسرى وإنّما شهريار ولد شيرين المؤمنة التي عرفتم حقّها وإحسانها إلى أهل ملّتها وكانت بنت قيصر. ثم لهذا الملك عنصر في النصرانية مع ما نال النصارى في ملك جدّه من الشرف، حتى بنى لهم البيع، وشدّ ملّتهم، فينبغي أن نجزى هذا الملك بقدر طاقتنا من الكرامة، وقد رأيت أن أبنى له ناووسا وأحمل جثّته في كرامة، حتى أجعلها فيه. »
    فقال النصارى: « أمرنا لأمرك تبع. » فأمر المطران، فبنى له في جوف بستانه بمرو ناووس، ومضى بنفسه ومعه نصارى مرو حتى استخرج جثّة يزدجرد، وكفّنها في تابوت، وحمله ومن كان معه من النصارى على عواتقهم حتى أتوا به الناووس، وواروه فيه، وردموا بابه.
    وقيل: بل حمله إلى إصطخر فوضع في الناووس هناك. وذلك في سنة إحدى وثلاثين للهجرة.
    وكان ملك يزدجرد عشرين سنة منها أربع سنين في دعة وستّ عشرة سنة في تعب من محاربة العرب إيّاه، ومحنته بهم، وغلظتهم عليه. وكان آخر ملك ملك من آل أردشير بن بابك، وصفا الملك بعده للعرب.
    ما جرى في خلافة عثمان مما تستفاد منه تجربة

    وقد كنّا ذكرنا ما يجب ذكره من خلافة عثمان - رضي الله عنه - وما تمّ منه على الوجه الذي اقتصصناه.
    ثم جرى بعد ذلك مما تستفاد منه تجربة أنّ قوما من المسلمين أنكروا منه أشياء، فكانوا يتذاكرونها بينهم، وذلك بالعراق خاصّة وبالمدينة دون غيرهما. ثم انتشر منهم طائفة في سائر الأعمال ينعون على عثمان أمورا ويشنّعون عليه.
    فسيّر عثمان منهم نفرا إلى الشام ليذلّهم بمعاوية، وجرى لهم معه خطب طويل. ثم تكاتبوا بعد ذلك، وجميع ذلك شبيه بالسرّ.
    إلى أن شرب الوليد بن عقبة، وهو وال على الكوفة خمرا وشهد عليه به من لم يمكن ردّ شهادته، فاستقدمه عثمان المدينة وجلده الحدّ، وردّ مكانه سعيد بن العاص، فورد سعيد، وأمر بغسل المنبر من مقامه، فكلّمه في ذلك قوم من قريش، فأبى عليهم، وغسل الموضع ودارى الناس، فلم يتمّ له ما أراد، وشغّب عليه الناس.
    ثم أجمع رأى الناس على أن يبعثوا إلى عثمان رجلا يكلّمه ويخبره بأحداثه.
    فأرسلوا إليه عامر بن عبد القيس التيمي، وكان يعدّ من النسّاك. فأتاه فدخل عليه فقال: « إنّ ناسا من المسلمين اجتمعوا ونظروا في أعمالك، فوجدوك قد ركبت أمورا عظاما، فاتق الله، وتب إليه، وانزع عنها. » فقال عثمان: « انظروا إلى هذا، فإنّ الناس يزعمون أنه قارئ، ثم يجئ فيكلّمنى في المحقّرات ويزعم أنها عظائم، فوالله ما يدرى أين الله. » قال عامر: « أنا لا أدري أين الله؟ » قال: « نعم، والله لا تدرى أين الله. » قال عامر: « بلى والله، إني لأدرى أنّ الله لك لبالمرصاد. » فأرسل عثمان إلى معاوية بن أبي سفيان، وإلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وإلى سعيد بن العاص، وإلى عمرو بن العاص وأمثالهم، فجمعهم يشاورهم ويخبرهم بما بلغ منه. فلما اجتمعوا عنده قال: « إنّ لكل امرئ وزراء نصحاء، وإنّكم وزرائى ونصحائى وأهل ثقتي، وقد صنع الناس ما رأيتم، وطلبوا إليّ أن أعزل عمّالى وأن أرجع عن جميع ما يكرهون إلى ما يحبّون. فاجتهدوا لي رأيكم ثم أشيروا عليّ. » فقال عبد الله بن عامر: « رأيي لك يا أمير المؤمنين أن تأمرهم بجهاد يشغلهم عنك، وأن تجمّرهم في المغازي حتى يذلّوا لك، فلا تكون همّة أحدهم إلّا نفسه، وما هو فيه من دبر دابّته وقمل فروته. » ثم أقبل على سعيد بن العاص فقال: « ما رأيك؟ » قال: « يا أمير المؤمنين، إن كنت تريد رأينا فاحسم عنّا الداء، واقطع ما تخاف من الأصل، واعمل برأيي. » قال: « وما هو؟ » قال: « إنّ لكلّ قوم قادة متى تهلك تفرّقوا ولا يجتمع لهم أمر. » فقال عثمان: « إنّ هذا الرأي لولا ما فيه. » ثم أقبل على معاوية، فقال: « ما رأيك؟ » قال: « رأيي يا أمير المؤمنين أن تردّ عمّالك على الكفاية لما قبلهم، وأنا ضامن لما قبلي. » ثم أقبل على عبد الله بن سعد، فقال: « ما رأيك؟ » قال: « يا أمير المؤمنين، الناس أهل طمع، فأعطهم من هذا المال تعطف عليك قلوبهم.
    ثم أقبل على عمرو بن العاص، فقال: « ما رأيك؟ » قال: « أرى أنك قد ركبت الناس بما يكرهون فاعتزم أن تعتزل، فإنّك قد ولّيت الناس بني أمية وحملتهم على أرقابهم، فاعتزل، فإن أبيت فامض قدما. » فقال له عثمان: « مالك، قمل فروك مذ عزلتك، أهذا الجدّ منك؟ » فسكت عنه عمرو حتى إذا تفرّق القوم قال عمرو: « لا والله يا أمير المؤمنين، لأنت أعزّ عليّ من ذلك، ولكن قد علمت أنّ الناس قد علموا أنّك جمعتنا لتستشيرنا، وسيبلغهم قول كلّ رجل منّا. فأردت أن يبلغهم قولي فيثقوا بي لأقود إليك خيرا، وأدفع عنك شرّا. » فردّ عثمان عمّاله على أعمالهم، وأمرهم بالتضييق على من قبلهم، وأمرهم بتجمير الناس في البعوث، وعزم على تحريم أعطياتهم ليطيعوه ويحتاجوا إليه.
    وردّ سعيد بن العاص أميرا على الكوفة.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #67
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    أهل الكوفة يردون سعيد بن العاص

    فخرج أهل الكوفة عليهم السلاح يقدمهم مالك بن الحارث الأشتر، فتلقّوه وردّوه وقالوا: « لا، والله، لا تلى علينا حكما، ولا تدخلها علينا ما حملنا سيوفنا. » فرجع سعيد وقال للناس: « أما اختلفتم إلّا لي؟ إنّما كان يكفيكم أن تبعثوا إلى أمير المؤمنين رجلا وتضعوا لي رجلا، وهل يخرج الألف لهم عقول إلى رجل؟ » ومضى سعيد حتى قدم على عثمان فأخبره الخبر.
    فقال عثمان: « ما يريدون، أخلعوا يدا عن الطاعة؟ » قال: « أظهروا أنّهم يريدون البدل. » قال: « فمن يريدون؟ » قال: « أبا موسى. » قال: « أثبتنا أبا موسى عليهم. والله لا نجعل لأحد منهم عذرا، ولا نترك لهم حجّة، ولنصيرنّ كما أمرنا حتى يبلغ الله ما يريد. » وكان يزيد بن قيس لما استغوى الناس على سعيد بن العاص، خرج منه ذكر قبيح لعثمان. فأقبل إليه القعقاع بن عمرو حتى أخذه.
    فقال: « ما تريد يا قعقاع، ألك علينا في أن نستعفى سبيل؟ » قال: « وهل إلّا ذاك؟ » قال: « لا. » وإنما قال ذلك لما لم يتمّ له جميع ما يريد - فقال له القعقاع: « فأمسك عن الكلام واستعف كيف شئت. »
    كثر الناس على عثمان وكلموا عليا فيه

    فلما كانت سنة أربع وثلاثين كتب أصحاب رسول الله بعضهم إلى بعض أن: « اقدموا، فإن كنتم تريدون الجهاد فعندنا الجهاد. » وكثر الناس على عثمان ونالوا منه أقبح ما نيل من أحد، وأصحاب رسول الله يرون ويسمعون، ليس منهم أحد يذبّ ولا ينهى.
    فاجتمع الناس فكلّموا عليّ بن أبي طالب، . فدخل عليّ على عثمان فقال:
    « إنّ الناس ورائي، وقد كلّمونى فيك، وو الله ما أدري ما أقول لك، وما أعرف شيئا تجهله، ولا أدلّك على أمر لا تعرفه، إنّك لتعلم ما نعلم، ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه، ولا خلونا بشيء فنبلّغكه وما خصصنا بأمر دونك. قد رأيت وسمعت وصحبت رسول الله ونلت صهره، وما ابن أبي قحافة بأولى بعمل الحقّ منك، ولا ابن الخطّاب بأولى بشيء من الخير منك وأنت أقرب إلى رسول الله رحما. فالله الله في نفسك. فإنّك والله ما تبصّر من عمى ولا تعلّم من جهل، وإنّ الطريق لواضح بيّن، وإنّ أعلام الدين لقائمة. تعلم يا عثمان، أنّ أفضل عباد الله عند الله إمام عادل هدى وهدى، واستقام وأقام سنّة معلومة، وأمات بدعة معلومة. فوالله إنّ كلّا لبيّن، وإنّ السنن لقائمة لها أعلام، وإنّ البدعة لقائمة لها أعلام. وإني أحذّرك الله وسطوته ونقماته، وأحذّرك أن تكون إمام هذه الأمّة الذي سمعنا به، فإنّه كان يقال: يقتل في هذه الأمّة إمام يفتح به عليها القتل والقتال إلى يوم القيامة، ويلبس عليهم أمورهم، ويتركهم شيعا لا يبصرون الحق لعلوّ الباطل، يموجون فيها موجا. » قال عثمان: « قد والله علمت أنّك تقول [ الذي قالوه ] أما والله لو كنت بمكاني ما عنّفتك، ولا أسلمتك، ولا عبت عليك، وإني ما جئت منكرا إن وصلت رحما، وسددت خلّة، وأويت ضائعا، وولّيت شبيها بمن كان يولّى عمر.
    أنشدك الله يا على، هل تعلم أنّ مغيرة بن شعبة ليس هناك؟ قال: « نعم. » قال: « فتعلم أنّ عمر ولّاه. » قال: « نعم. » قال: « فلم تلومني أن ولّيت عبد الله بن عامر في رحمه وقرابته؟ » قال عليّ: « سأخبرك. إنّ عمر كان كلّ من ولّى فإنّما يطأ على صماخه، إن بلغه حرف خلعه، ثم بلغ أقصى الغاية، وأنت لا تفعل. ضعفت ورققت على أقربائك. » قال عثمان: « هم أقرباؤك أيضا. » قال عليّ: « أجل. لعمري إنّ رحمهم مني لقريبة، ولكن الفضل في غيرهم. » قال: هل تعلم أنّ عمر ولّى معاوية خلافته كلّها، فقد ولّيته. » قال علي: « أنشدك الله، هل تعلم أنّ معاوية كان أخوف من عمر، من يرفأ غلام عمر، منه؟ » قال: « نعم. » قال عليّ: « فإنّ معاوية يقطع الأمر دونك، وأنت تعلم، فيقول للناس: هذا أمر عثمان، فيبلغك، فلا تغيّر على معاوية. »
    ثم خرج عليّ من عنده وخرج عثمان على أثره، فجلس على المنبر، فقال:
    أما بعد، فإنّ لكلّ شيء آفة ولكل أمر عاهة، وإنّ آفة هذه الأمة وعاهة هذه النعمة عيّابون طعّانون يرونكم ما تحبون ويسرّون ما تكرهون، يقولون لكم ويقولون، أمثال النعام يتبعون أول ناعق، أحبّ مواردها إليها البعيد، لا يشربون إلّا تبرّضا ولا يردون إلّا عكرا، لا يقوم لهم رائد، قد أعيتهم الأمور، وتعذّرت عليهم المكاسب، ألا! والله عبتم عليّ بما أقررتم لابن الخطّاب بمثله، ولكنّه وطئكم برجله، وضربكم بيده، وقمعكم بلسانه، فدنتم له على ما أحببتم أو كرهتم، ولنت لكم، ووطّأت لكم كنفى، وكففت يدي ولساني، فاجترأتم عليّ. أما والله، لأنا أعزّ نفرا، وأقرب ناصرا، وأكثر عددا وأقمن. إن قلت: هلمّ، أتى إليّ، ولقد أعددت لكم أقرانكم، وأفضلت عليكم فضولا، وكشرت لكم عن نابي، وأخرجتم [ منّى ] خلقا لم أكن أحسنه، ومنطقا لم أنطق به. فكفّوا عليكم ألسنتكم وطعنكم وعيبكم على ولاتكم، فقد كففت عنكم من لو كان هو الذي يكلّمكم لرضيتم منه بدون منطقي هذا. ألا، فما تفقدون من حقّكم. والله ما قصّرت في بلوغ ما كان يبلغ من قبلي، ومن لم تكونوا تختلفون عليه. فضل فضل من مال. فما لي لا أصنع في الفضل ما أريد، فلم كنت إماما؟ »
    فقام مروان بن الحكم فتكلّم، فقال عثمان: « اسكت لا سكتّ، دعني وأصحابي، ما منطقك في هذا، ألم أتقدّم إليك ألّا تنطق بحرف؟ » فسكت مروان ونزل عثمان.
    ثم دخلت سنة خمس وثلاثين فيها كان ظهور السبائية وخروج أهل مصر إلى المدينة لقتل عثمان

    وكان سبب ذلك أن عبد الله بن سبا كان يهوديّا من أهل صنعاء، وأمّه سوداء.
    فأسلم أيام عثمان، ثم تنقّل في بلدان المسلمين يحاول بدعة. فبدأ بالحجاز، ثم بالبصرة، ثم بالكوفة، ثم بالشام. فلم يجتمع له أمر على ما يريد، فمضى نحو مصر. فلمّا أتاها، قال لأهلها في ما يقول: « أنا أعجب ممن يصدّق بأنّ عيسى يرجع، ويكذّب بأنّ محمدا لا يرجع، وقد قال الله: « إن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد. » فمحمد أحقّ بالرجوع. » فوضع لهم الرجعة.
    ثم قال: « ما من نبي إلّا وله وصيّ، وعليّ وصيّ محمّد. »
    ثم قال: « من أظلم ممن لم يجز وصيّة رسول الله ووثب على حقّ ليس له، وتناول [ أمر ] الأمة؟ » ثم قال: « هذا عثمان قد غصب عليّا، وغيّر وبدّل، وكان وكان، فانهضوا في الأمر، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واطعنوا على أمرائكم تجدوا مقالا، وادعوا إلى هذا الأمر. » وبثّ دعاة في الأمصار، وكاتب من استفسده في الأمصار وكاتبوه. ودعوا في السرّ إلى ما عليه رأيهم، وأظهروا الأمر بالمعروف، وتكاتب أهل الأمصار، حتى أوسعوا الأرض إذاعة، وتناولوا المدينة.
    فدخل قوم على عثمان، فقالوا: « يا أمير المؤمنين، أيأتيك ما يأتينا؟ » قال: « لا، ما جاءني إلّا السلامة. » قالوا: « فإنّا قد أتانا كيت وكيت. » قال: « فأشيروا عليّ. » قالوا: « نشير عليك أن تبعث رجالا ممن تثق بهم إلى الأمصار حتى يرجعوا إليك بأخبارهم. » فدعا جماعة من وجوه الصحابة فيهم عمار بن ياسر، فأرسل أحدهم إلى الكوفة، وأرسل آخر إلى البصرة، وأرسل عمارا إلى مصر، وأرسل ابن عمر إلى الشام، وفرّق الباقين في البلاد. فرجعوا جميعا قبل عمار فقالوا: « أيها الناس، ما أنكرنا شيئا ولا أنكره أعلام المسلمين، ولا عوامّهم، والناس ساكتون قارّون. » فاستبطأ الناس عمّارا، فلم يفجأهم إلّا كتاب من عبد الله بن أبي سرح يخبرهم: أنّ عمارا قد استماله قوم بمصر، وقد انقطعوا إليه، منهم: عبد الله بن السوداء، وسودان بن حمران، وفلان وفلان.
    فكتب عثمان إلى أهل الأمصار: « أما بعد، فإني آخذ العمّال بموافاتي في كلّ موسم، فاقدموا عليّ. »
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #68
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    فقدم عليه عبد الله بن عامر، ومعاوية، وعبد الله بن سعد، وأدخل في المشورة سعدا وعمرا. فقال: « ويحكم! ما هذه الشكاة، وما هذه الإذاعة؟ إني والله لخائف أن تكونوا مصدوقا عليكم، وما يعصب هذا إلّا بي. » فقالوا: « لا والله، ما صدقوا ولا برّوا، ولا يجلّ الأخذ بها، والانتهاء إليها. » قال: « فأشيروا عليّ. » قالوا: « هذا أمر يصنع في السرّ، ثم يلقى إلى غير ذي المعرفة، فيخبر به، فيتحدّث به الناس في مجالسهم. » قال: « فما دواء ذلك؟ » قالوا: « طلب هؤلاء القوم، ثم قتل الذين يخرج هذا من عندهم. » وقال معاوية: « ولّيتنى، فولّيت قوما لا يأتيك عنهم إلّا الخير. » قال: « فما الرأي؟ » قال: « حسن الأدب. » قال: « فما ترى يا عمرو؟ » قال: « أرى أنك قد لنت لهم، وأرخيت عنهم، وزدتهم على ما كان يصنع عمر، فأرى أن تصنع كما كان يصنع عمر. » فتكلّم عثمان بكلام ليّن ونفّر، فشخص معاوية وعبد الله بن سعد، ورجع ابن عامر وسعيد معه، وردّ سائر الأمراء إلى أعمالهم.
    وكان معاوية قد قال لعثمان غداة ودّعه: « يا أمير المؤمنين، انطلق معي إلى الشام قبل أن يهجم عليك من لا قبل لك به، فإنّ أهل الشام على الأمر، لم يزولوا. » فقال: « أنا أبيع جوار رسول الله وإن كان فيه قطع خيط عنقي؟ » قال: « فأبعث إليك جندا منهم يقيم بين ظهرانيّ أهل المدينة لنائبة إن نابت. » قال: « أنا أقتّر على جيران رسول الله الأرزاق بجند يساكنهم وأضيّق على دار الهجرة والنصرة! » قال: « والله يا أمير المؤمنين لتقاتلنّ، ولتغزينّ. » قال: « حسبي الله ونعم الوكيل. » فقال معاوية: « يا أيسار الجزور، وأين أيسار الجزور! » ثم خرج.
    ثم إنّ السبائية كاتبوا أهل الأمصار أن يتوافوا المدينة لينظروا في ما يريدون، وأظهروا أنهم يأمرون بالمعروف، ويسألون عثمان عن أشياء لتطير في الناس، ولتحقّق عليه. فتوافوا المدينة، وأرسل عثمان رجلين فقال: « انظرا ما يريدون، واعلما علمهم. » فأتياهم وداخلاهم حتى أمنوهما، فأخبروهما بما يريدون، فقالا: « من معكم من أهل المدينة؟ » قالوا: « ثلاثة نفر. » قالا: « [ فهل إلّا؟ ] » قالوا: « لا. » قالا: « فكيف تريدون أن تصنعوا؟ » قالوا: « نريد أن نذكر له أشياء قد زرعناها في قلوب الناس، ثم نرجع إليهم فنقول: إنّا قرّرناه بها. فلم يخرج منها ولم يتب، ثم نخرج بعد ذلك كأنّا حجاج حتى نقدم فنحيط به فنختلعه، فإن أبي قتلناه فكانت إيّاها. » فرجعا إلى عثمان بالخبر، فضحك وقال: « اللهم سلّم هؤلاء النفر، أما عمّار فحمل عليّ ذنب غيري وعركه بي، وأمّا محمد بن أبي بكر، فإنه رجل معجب يرى أنّ الحقوق لا تلزمه، وأما ابن [ سهله ] فإنّه يتعرض للبلاء. » ثم خطب عثمان، فجمع أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة، وخبّرهم بما جاء به الرجلان، واعتذر مما تجنى الناس عليه، واستشارهم. فأشار قوم بقتلهم، ولان عثمان، فأبى أولئك إلّا قتلهم، وأبي إلّا تركهم. فرجعوا إلى بلادهم وفي نيّاتهم أن يغزوه مع الحجّاج كالحجّاج. فتكاتبوا وقالوا: موعدهم في ضواحي المدينة في شوال. فلمّا كان ذلك الوقت اجتمعوا، فنزلوا قرب المدينة - وذلك سنة خمس وثلاثين - وعدّتهم ألفا رجل، ينقصون قليلا أو يزيدون، من أهل البصرة والكوفة. وخرج أهل مصر ومعهم ابن السوداء، وكنانة بن بشر، وسودان بن حمران، وفي أهل الكوفة زيد بن صوحان، والأشتر النخعي، وفي أهل البصرة حكيم بن جبلة وبشر بن شريح وأميرهم حرقوص بن زهير، ثم تلاحق بهم الناس.
    فأمّا أهل مصر فإنّهم كانوا يشتهون عليّا، وأمّا أهل البصرة فإنّهم كانوا يشتهون طلحة، وأما أهل الكوفة فإنّهم كانوا يشتهون الزبير. وكان خروجهم جميعا، وقلوبهم شتى في من يختارون، ولا تشكّ فرقة إلّا أنّ الفلج معها، حتى إذا كانوا من المدينة على ثلاث، تقدّم ناس من أهل البصرة، فنزلوا ذا خشب، وناس من أهل الكوفة، فنزلوا الأعوص، وجاءهم ناس من أهل مصر وتركوا عامّتهم بذي المروة، وقالوا: « لا تعجلوا ولا تعجلونا! حتى ندخل المدينة ونرتاد، فإنّه بلغنا أنّهم قد عسكروا لنا. فوالله إن كان أهل المدينة استحلّوا قتالنا، وهم لم يعلموا علمنا لهم إذا علموا علمنا أشدّ، وإنّ أمرنا هذا لباطل، وإن لم يستحلّوا قتالنا، ووجدنا الذي بلغنا باطلا لنرجعنّ إليكم بالخبر. » قالوا: « فاذهبوا! » فدخل رجلان، فلقيا أزواج النبي وطلحة، والزبير، وعليّا، وقالوا: « إنّما نؤمّ هذا البيت، ونستعفى هذا الوالي من بعض عمّالنا، ما جئنا إلّا لذلك. » [ واستأذناهم ] للناس بالدخول، فكلّهم أبي ونهى.
    فاجتمع قوم من أهل مصر، فأتوا عليّا، ونفر من أهل البصرة، فأتوا طلحة، ونفر من أهل الكوفة، فأتوا الزبير.
    فأما المصريّون فانّهم لما أتوا عليّا وجدوه في عسكر عند أحجار الزيت، فسلّم المصريّون على عليّ وعرّضوا، فصاح بهم، وطردهم، وقال: « ارجعوا لا صحبكم الله. » فانصرفوا من عنده على ذلك.
    وأتى البصريون طلحة وهو في جماعة أخرى إلى حيث هو، وقد أرسل ابنيه إلى عثمان. فسلّم البصريّون عليه، وعرّضوا له، فصاح بهم وطردهم، وقال قريبا مما قال عليّ.
    وأتى الكوفيّون الزبير وهو في جماعة وقد سرّح ابنه عبد الله إلى عثمان، فسلّموا عليه، وعرّضوا له، فصاح بهم وقال مثل ما قال صاحباه.
    فانصرف القوم إلى عساكرهم وهي على ثلاث مراحل كي يفترق أهل المدينة، ثم يكرّوا راجعين. فافترق أهل المدينة وكرّوا راجعين. فلم يفجأ أهل المدينة إلّا والتكبير في نواحي المدينة، فنزلوا في مواضع عساكرهم. وأحاطوا بعثمان وقالوا: « من كفّ يده فهو آمن. » وصلّى عثمان بالناس أياما، ولزم الناس بيوتهم، ولم يمنعوا أحدا من الكلام.
    فأتاهم الناس فكلّموهم وفيهم عليّ. فقال: « ما ردّكم بعد ذهابكم؟ » قالوا: « أخذنا مع بريد كتابا بقتلنا. »
    وأتاهم طلحة، فقالوا له مثل ذلك. وأتاهم الزبير فقالوا له مثل ذلك. وأجمعوا على أن يعتزل عثمان، وهو في ذلك يصلّى بهم، وهم يصلّون خلفه، ويغشى عثمان من شاء وهم في عينه أدقّ من التراب.
    وكتب إلى أهل الأمصار يستمدّهم، ويشكو ما يلقى، بكتاب بليغ. فأتاهم الكتاب، وخرجوا على الصعب والذلول. فبعث معاوية حبيب بن مسلمة الفهري، وبعث عبد الله بن سعد معاوية بن حديج السكوني، وخرج من أهل الكوفة القعقاع بن عمرو.
    وكان بالكوفة جماعة يحضّضون على إغاثة أهل المدينة مثل حنظلة بن الربيع وأشباهه من أصحاب النبي فكانوا يطوفون على مجالسها ويقولون: « يا أيها الناس، إنّ الكلام اليوم وليس به غدا، وإنّ النظر يحسن اليوم ويقبح غدا، انهضوا إلى نصرة خليفتكم. » وقام بالبصرة عمران بن الحصين وأنس بن مالك في أمثالهما من أصحاب النبي يقولون مثل ذلك، وقام بالشام عبادة بن الصامت، وأبو الدرداء في أمثالهما من أصحاب النبي يقولون مثل ذلك، وقام بمصر خارجة في أشباه له.
    ولما جاءت الجمعة التي [ على ] أثر [ نزول ] المصريّين مسجد الرسول خرج عثمان، فصلّى بالناس، ثم قام على المنبر، فقال: « الله الله يا معشر الغزّى! فامحوا الخطأ بالصواب. »
    فقام محمد بن مسلمة فقال: « أنا أشهد بذلك. » فأخذه حكيم بن جبلة، فأقعده.
    فقام زيد بن ثابت، فقال: « أبغنى الكتاب. » فثار إليه محمد بن أبي بكر فنتره وأقعده وقال: « اقطع! » وقام الناس بأجمعهم ثائرين بأهل المدينة، فحصبوهم، حتى أخرجوهم من المسجد، وحصبوا عثمان حتى صرع عن المنبر مغشيّا عليه، فاحتمل وأدخل داره.
    وكان المصريّون لا يطمعون في مساعدة أحد من أهل المدينة إلّا في ثلاثة فإنّهم كانوا يراسلونهم: محمد بن أبي بكر، ومحمد بن جعفر، وعمار بن ياسر.
    وسار ناس مستقتلين منهم: سعد بن مالك، والحسن بن عليّ، وأبو هريرة، وزيد بن ثابت، فبعث إليهم عثمان بعزمه لما انصرفوا، فانصرفوا.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني


  • صفحة 17 من 22 الأولىالأولى ... 71516171819 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. اختفاء 4 بحارة بنغلادشيين في طرطوس منذ أيام
      بواسطة Syria News في المنتدى أخــبار ســــــوريا Syria news 24/24
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 05-05-2010, 07:50 PM
    2. تجارب على شريان دم صناعي
      بواسطة سارة في المنتدى ملتقى أخبار الانترنت والكمبيوتر والعلوم الحيوية Internet and Computer Forum
      مشاركات: 1
      آخر مشاركة: 04-28-2010, 10:04 PM
    3. تجارب على مواد نانو مترية
      بواسطة سارة في المنتدى ملتقى أخبار الانترنت والكمبيوتر والعلوم الحيوية Internet and Computer Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 04-17-2010, 08:07 PM
    4. أطعمة خاصة بالمتزوجين تحارب العجز
      بواسطة Dr.Ibrahim في المنتدى ملتقى الطلاب السوريين المغتربين في مجال الطب Medical Students
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 04-07-2010, 10:46 PM
    5. أشعة الشمس تحارب مرض السرطان!
      بواسطة Dr.Ibrahim في المنتدى ملتقى الطلاب السوريين المغتربين في مجال الطب Medical Students
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 03-09-2010, 05:49 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1