صفحة 18 من 22 الأولىالأولى ... 81617181920 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 69 إلى 72 من 88

الموضوع: تجارب الأمم


  1. #69
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 483
    Array

    وأقبل عليّ وطلحة والزبير حتى دخلوا على عثمان يعودونه من صرعته، ثم رجعوا إلى منازلهم. وكان الناس قبل ذلك وافقوه على أشياء وجد فيها اعتذارا، وعلى أشياء لم يجد فيها مقالا، فقال: « أستغفر الله وأتوب إليه. » وأخذوا ميثاقه وكتبوا عليه شرطا، وأخذ عليهم ألّا يشقّوا عصا، ولا يفارقوا جماعة ما قام لهم بشرطهم.
    ثم قالوا: « نريد ألّا يأخذ أهل المدينة عطاء، فإنّما هذا المال لمن قاتل عليه، ولهؤلاء الشيوخ من أصحاب محمد. »
    فرضوا، وأقبلوا معه حتى خطب عثمان، وقال: « ألا من كان له زرع فليلحق بزرعه، ومن كان له ضرع فليحلب، ألا! إنّه لا مال لكم عندنا، إنما هذا المال لمن قاتل عليه، ولهؤلاء الشيوخ من أصحاب محمد . » فغضب الناس وقالوا: « هذا مكر بني أمية. »
    راكب له شأن

    ورجع وفد المصريين راضين، فبيناهم في الطريق إذا هم براكب يتعرّض، فمرّة يرونه، ومرّة يغيب عنهم، فقالوا: « إنّ لهذا الرجل لشأنا. » فأخذوه، وقرّروه، فقال: « أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر. » ففتشوه فإذا هم بكتاب على لسان عثمان، عليه خاتمه، إلى عامله بمصر، قد جعل في إداوة [ يابسة ] يأمر بأن يقتلهم، أو يقطع أيديهم وأرجلهم، أو يصلبهم.
    فأقبلوا حتى قدموا المدينة، فأتوا عليّا، فقالوا: « ألم تر إلى عدوّ الله! إنّه كتب فينا بكذا وكذا، بعد الميثاق الذي بيننا وبينه، وإنّ الله قد أحلّ لنا دمه، قم معنا إليه. » قال: « والله لا أقوم معكم! » قالوا: « فلم كتبت إلينا؟ » قال: « والله ما كتبت إليكم كتابا قطّ. » فنظر بعضهم إلى بعض، ثم قال بعضهم لبعض: « ألهذا تقاتلون؟ أم لهذا تغضبون؟ » فخرج عليّ من المدينة إلى قرية، وانطلق القوم حتى دخلوا على عثمان، فقالوا: « كتبت فينا بكذا وكذا. » فقال عثمان: « إنّما هما ثنتان: إمّا أن تقيموا عليّ رجلين من المسلمين، أو يميني بالله، الذي لا إله إلّا هو، ما كتبت، ولا أمللت، ولا علمت. وقد علمتم أنّ الكتاب يكتب على لسان الرجل، وينقش الخاتم على الخاتم. » فقالوا: « لئن كنت كاذبا في يمينك فقد أحلّ الله دمك، ولئن كنت صادقا لقد ضعفت عن الأمر، حين لا تضبط من أمرك هذا المقدار. » وقد حاصروه، وقد ذكر الناس في هذه الروايات أشياء شنعة لم نذكرها.
    وقد كان عثمان لما أحسّ بانصراف المصريين إليه من الطريق، أتى عليّا في منزله، فقال: « يا ابن عمّ! إنّه ليس منزل، وإنّ قرابتي قريبة، ولى حقّ عظيم عليك، وقد جاء ما ترى من هؤلاء القوم، وهم مصبّحيّ، وأنا أعلم أنّ لك عند الناس قدرا، وأنّهم يستمعون منك، فأنا أحبّ أن تركب إليهم، فتردّهم عني. فإني لا أحبّ أن يدخلوا عليّ، فإنّ تلك جرأة منهم عليّ، ويسمع بذلك غيرهم. » فقال عليّ: « على م أردّهم؟ » قال: « على أن أصير إلى ما أشرت به عليّ، ورأيته لي، ولست أخرج من يديك. » فقال عليّ: « إني قد كنت كلّمتك مرّة بعد مرّة، وكل ذلك تخرج فتتكلّم وتقول وتقول، وذلك كلّه فعل مروان بن الحكم، وسعيد بن العاص وعبد الله بن عامر، ومعاوية، تطيعهم وتعصينى. » قال: وأمر الناس المهاجرين والأنصار، فركبوا معه. وأرسل عثمان إلى عمار بن ياسر، فكلّمه أن يركب مع عليّ، فأبى. ومضى عليّ في المهاجرين والأنصار، وهم ثلاثون رجلا. فكلّمهم عليّ ومحمد بن مسلمة حتى رجعوا.
    فلما رجع عليّ إلى عثمان وأعلمه أنهم رجعوا، وكلّمه عليّ كلاما كان في نفسه، وخرج إلى بيته، مكث عثمان ذلك اليوم حتى إذا كان الغد جاءه مروان بن الحكم، فقال له: « تكلّم، وأعلم الناس أن أهل مصر علموا أنّ ما بلغهم عن إمامهم كان باطلا، وقد رجعوا، فإنّ خطبتك تسير في البلاد قبل أن يتحلّب الناس عليك من أمصارهم، فيأتيك أمر لا تستطيع دفعه. » [ فأبى ] عثمان، ولم يزل به مروان حتى خرج، فجلس على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: « أما بعد، فإنّ هؤلاء القوم من أهل مصر كان بلغهم عن إمامهم أمر، فلما تيقّنوا أنه باطل رجعوا إلى بلادهم. » فقال له عمرو بن العاص: « اتق الله يا عثمان! فإنّك قد ركبت نهابير وركبناها معك، فتب إلى الله نتب معك. » فناداه عثمان: « وإنّك هناك يا ابن النابغة قملت جبّتك منذ عزلتك عن العمل. » فنودي من ناحية أخرى: « أظهر التوبة يا عثمان يكفّ الناس عنك. » ونودى من ناحية اخرى بمثل ذلك.
    فرفع عثمان يده واستقبل القبلة، فقال: « اللهمّ إني أول تائب إليك. »
    ورجع إلى منزله.
    ثم إنّ عليّا جاءه، فقال له: « تكلّم كلاما يسمعه الناس عامّة ويشهد الله على ما في قلبك من النزوع والإنابة، فإنّ البلاد قد تمخّضت عليك، فلا آمن ركبا آخر يقدمون من الكوفة أو البصرة، فتقول لي: اركب إليهم، فلا أركب، ولا أسمع لك عذرا، وتراني قد قطعت رحمك واستخففت بحقّك. »
    فخرج عثمان، فخطب الخطبة المشهورة التي يقول فيها:
    « إني نزعت وتبت مما فعلت، إذ التوبة خير من التمادي في الهلكة، والله أيها الناس، لئن ردّني الحق عبدا، لأذلّنّ ذلّ العبد، ولأكوننّ كالمرقوق الذي إن ملك صبر، وإن عتق شكر. فليأتنى وجوهكم. فوالله لأنزلنّ عند رأيكم، ولأنتهينّ إلى حكمكم. » فرقّ له الناس وبكى من بكى منهم، وعلت الأصوات بالنشيج.
    فقال له سعيد بن زيد: « اتقّ الله يا أمير المؤمنين في نفسك، وأتمم على ما قلت. » فلما نزل عثمان وجد في منزله مروان، وسعدا، ونفرا من بني أمية لم يشهدوا الخطبة. قال مروان: « يا أمير المؤمنين، أتكلّم أم أصمت؟ » فقال بعض أهله: « لا، بل اصمت، فأنتم والله قاتلوه، إنّه قال مقالة مشهورة لا ينبغي أن ينزع عنها. » فأقبل عليها مروان بكلام قبيح إلى أن سكّتها عثمان. ثم قال مروان: « أتكلّم، أم أصمت؟ » قال: « بل تكلّم. » فقال مروان: « بأبي وأمي، لوددت أن مقالتك هذه كانت وأنت ممتنع منيع، وكنت أول من رضى بها، وأعان عليها، ولكنّك قلت حين بلغ الحزام الطبيين، وحين أعطى الخطّة الغليظة الذليل، والله لإقامة على خطيئة تستغفر منها، أجمل من توبة تجبر عليها، وقد اجتمع بالباب مثل الجبل من الناس. » فقال عثمان: « فاخرج إليهم، فكلّمهم، فإني أستحى أن أكلّمهم. » فخرج مروان إلى الباب والناس يركب بعضهم بعضا، فقال: « ما شأنكم؟ قد اجتمعتم كأنّكم جئتم لنهب، كلّ إنسان آخذ بأذن صاحبه، شاهت الوجوه، ألا، من أريد؟ جئتم أن تنزعوا ملكنا من أيدينا؟ اخرجوا عنّا، أما والله لئن رمتمونا لتلقون ما لا يسرّكم ارجعوا، فوالله ما نحن بمغلوبين على ما في أيدينا. » فرجع الناس إلى عليّ يشكون إليه. فجاء عليّ مغضبا حتى دخل على عثمان، فقال: « أما رضيت من مروان ولا رضى منك، إلّا بإخراجك عن دينك وعقلك، مثل جمل الظعينة، يقاد حيث شاء ربّته؟. والله ما مروان بذي رأى في دينه، ولا في نفسه، وإني لأراه سيوردك ولا يصدرك، وما أنا بعائد بعد هذا لمعاتبتك، فقد أكثرت وأكثرت. أذهب شرفك وغلبت على أمرك. » فلما خرج عليّ دخل إليه بعض أهله فقال: « إني سمعت قول عليّ لك، وإنه ليس يعاودك، فقد خالفته مرارا وأطعت مروان. »
    قال: « فما أصنع؟ » قال: « تتقي الله وحده وتطيعه يرشدك، فإنّ مروان ليس له عند الناس قدر، ولا هيبة، ولا محبّة، وأراه سيقتلك، فأرسل إلى عليّ واستصلحه، فإنّه يعطف عليك ولا يعصى، وقوله مقبول. » فأرسل عثمان إلى عليّ، فأبى أن يأتيه وقال: « قد أعلمته أنّى غير عائد إليه. » ومكث عثمان لا يخرج ثلاثة أيام حياءا من الناس. ثم ذهب عثمان بنفسه حتى أتى عليّا في منزله ليلا، وجعل يقول: « إني غير عائد، وإني فاعل، وإني فاعل. » فقال له عليّ: « أبعد ما تكلّمت به على منبر رسول الله وأعطيت من نفسك، وبكيت حتى اخضلّت لحيتك بالدمع، وأبكيت الناس، ودخلت منزلك. وخرج مروان إلى الناس يشتمهم على بابك، ويتلقّاهم بما يكرهونه؟ » وانصرف من عند عليّ، ولم يزل عليّ متنكّبا عنه، لا يفعل ما كان يفعل، إلّا أنّه لما منع الماء وحصر امتعض له وغضب غضبا شديدا، وكلّم طلحة وغيره حتى دخلت الروايا إلى عثمان.
    ولما رأى عثمان ما نزل به وما قد انبعث عليه من الناس كتب إلى معاوية، وهو بالشام. يسأله أن يبعث له مقاتلة الشام على كلّ صعب وذلول. فلما جاء معاوية كتابه تربّص، وكره إظهار مخالفة أصحاب النبي فلمّا أبطأ نصره على عثمان كتب إلى أهل الشام يستنفرهم، ويعظّم حقّه، ويذكر أمر الخلفاء، وما أمر الله به من طاعتهم ويقول: « والعجل، العجل، فإنّ القوم معاجليّ. » فقام قوم يحضّضون على نصره، وانتدب خلق كثير.
    وكتب عثمان إلى عبد الله بن عامر بالبصرة: أن اندب إليّ أهل البصرة، وكتب إلى أهل البصرة نسخة كتابه إلى الشام. فقامت الخطباء من أهل البصرة بحضرة عبد الله بن عامر يحضّون على نصر عثمان، وعلى المسير إليه، فيهم مجاشع بن مسعود، وهو يومئذ سيّد قيس في البصرة. فتسارع الناس، وكان أشار مروان على عثمان بمقاربة من حوله من أهل مصر وغيرهم حتى يقوى، وقال له: « أعطهم ما سألوك، وطاولهم ما طاولوك، وأرسل إلى عليّ يكلّمهم. » فراسل عليّا وقال: « إنّ الأمر بلغ القتل، فاردد الناس عني، فإنّ الله لهم أن أعتبهم من كلّ ما يكرهون، وأعطيهم الحقّ من نفسي وغيري، وإن كان في ذلك سفك دمى. » فراسله عليّ بأنّ: « الناس إلى عدلك! أحوج منهم إلى قتلك، وإني لأرى قوما لا يرضون إلّا بالرضا، وقد كنت أعطيتهم في المرة الأولى من العهود ما نقضته، ولم تف به لهم. » فقال عثمان: « أعطهم اليوم ما يحبّون، فوالله لأفينّ. » فخرج عليّ إلى الناس، فقال: « أيها الناس! إنّكم إنّما طلبتم الحقّ وقد أعطيتموه. إنّ عثمان يزعم أنه منصفكم من نفسه ومن غيره، وراجع عن جميع ما تكرهون، فاقبلوا منه. » قال الناس: « قد قبلنا، فاستوثق لنا، فإنّا لا نرضى بقول دون فعل. » فقال عليّ: « ذلك لكم. » وأخبر عثمان الخبر، فقال عثمان: « اضرب بيني وبينهم أجلا تكون لي فيه مهلة، فإني لا أقدر على ردّ ما كرهوا في يوم واحد. » فقال عليّ: « ما حضر بالمدينة فلا أجل فيه، وما غاب، فأجله وصول أمرك. » قال: « نعم، ولكن أجّلنى في ما في المدينة ثلاثة أيام. » فقال عليّ: « نعم. » فخرج عليّ، وكتب بينهم وبين عثمان كتابا على الأجل، شرط فيه أن يردّ كل مظلمة، ويعزل كلّ عامل كرهه المسلمون، ثم أخذ عليه في الكتاب أعظم ما أخذ الله على أحد من خلقه من عهد أو ميثاق، وأشهد ناسا من وجوه المهاجرين والأنصار. فكفّ المسلمون عنه، ورجوا أن يفي لهم بما أعطاهم.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني

رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #70
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 483
    Array

    يوم الدار

    فجعل يتأهّب للقتال، ويستعدّ بالسلاح، وكان اتّخذ جندا عظيما من رقيق الخمس. فلمّا انقضت الأيام الثلاثة، وهو على حاله، لم يغيّر شيئا مما كرهوه، ولا عزل عاملا ثار به الناس وهجموا. فدخلوا يومئذ وما سلّموا عليه بالخلافة، وقالوا: « سلام عليكم. » فقال من حضره: « عليكم السلام. » فتكلّم الناس، وذكروا ما صنع عبد الله بن سعد بمصر من استيثاره بغنائم المسلمين، وتحامله عليهم وعلى أهل الذمّة، فإذا قيل له في ذلك، قال: « هذا كتاب أمير المؤمنين. » ثم ذكروا ما أحدثه بالمدينة وأطالوا، وقالوا: « إنّا رحلنا من مصر، لا نريد إلّا دمك أو تنزع الخلافة، فردّنا عليّ ومحمد بن مسلمة، وضمنّا له النزوع عن كل ما تكلّمنا فيه.. (ثم أقبلوا على محمد وقالوا: « هل قلت لنا ذلك؟ » قال محمد: « نعم»).. فرجعنا إلى بلادنا حتى إذا كنّا بالبويب، أخذنا غلامك على راحلة من صدقات المسلمين ومعه كتابك وخاتمك إلى عبد الله بن سعد تأمره فينا بجلد ظهورنا والمثلة بنا بالقطع والحبس الطويل، وهذا كتابك، ثم فعلت وفعلت. » فحمد الله عثمان وأثنى عليه وقال: « والله ما كتبت ولا أمرت ولا شوورت. » قالوا: « فمن كتبه؟ » قال: « لا أدري. » قالوا: « فيجترأ عليك، ويبعث بغلامك، وجمل من صدقات المسلمين، وينقش خاتمك، ويكتب إلى عاملك في إعلام المسلمين بهذه العظائم وأنت لا تعلم! ليس مثلك من يلي الخلافة، اخلع نفسك من هذا الأمر كما خلعك الله منه. » فأبى وقال: « لا أنزع قميصا ألبسنيه الله، ولكني أتوب من كلّ ما تكرهون. » قالوا: « قد فعلت ذلك وكذبت، وقد وقعت عليك التهمة مع ما بلونا منك في مرات كثيرة، من الجور في الحكم والأثرة في القسم، والعقوبة لمن أمر بالمعروف، وإظهارك التوبة مرة بعد مرة، ثم رجوعك إلى كلّ منكر. ولقد كنّا رجعنا عنك وما كان لنا أن نرجع حتى نخلعك ونستبدل بك من نرضاه، ومن لم نجرّب عليه ما جرّبناه عليك، فاردد خلافتنا. »
    فأجابهم عثمان بجوابه الأول، فآذنوه بالحرب، وشدّدوا عليه الحصار.
    فصعد بعض عبيد عثمان إلى سطح داره، فدلّى منه حجرا، فقتل رجلا يقال له: دينار.
    فأرسلوا إلى عثمان أن: « أمكنّا من قاتله. » فقال عثمان: « والله ما أعرف قاتله. » فباتوا تلك الليلة. فلمّا أصبحوا، وهو يوم الجمعة، أحضروا نارا ونفطا، ودخلوا من ناحية الحرم، فأضرموا جوانب الدار، فاحترقت.
    فقال عثمان لأصحابه: « ما بعد الحريق شيء، فمن كانت لي عليه طاعة فليمسك يده، فإنّما يريدني القوم، ولو كنت في أقصاكم لتخطّوكم إليّ، ولو وجدوني في أدناكم ما تخطّوني إليكم. » فأبى مروان وقال: « والله لا وصلوا إليك وفي روح. » وخرج إلى الناس بسيفه وعليه درع. فناوشوه القتال. ثم خرج إليه غلام شابّ طوال، فضربه مروان على ساقه، وضرب الغلام مروان على رقبته، فسقط لا ينبض منه عرق، وقتل المغيرة بن الأخنس، وجرح عبد الله بن الزبير، وانهزم من في الدار، وخرجوا هرّابا في طرق المدينة، وخلص إلى عثمان، فقتل قبل أن يلحقه الغوث من الأمصار.
    أسماء كتاب عثمان

    كتب له مروان بن الحكم، وكتب له عبد الملك بن مروان على ديوان المدينة، وأبو جبيرة على ديوان الكوفة، وعبد الله بن الأرقم على بيت المال، وكتب أهيب مولاه، وكتب له حمران مولاه، فأنكر عليه شيئا، فنفاه إلى البصرة، فلم يزل بها حتى قتل عثمان.
    سبب سقوط هذا الكاتب من عين عثمان

    وكان سبب نفيه إيّاه أنّ عثمان اشتكى شكاة، فقال له: « اكتب العهد بعدي لعبد الرحمن بن عوف. » فانطلق حمران إلى عبد الرحمن بن عوف فقال له: « البشرى! » فقال: « لك البشرى، فما ذا؟ » فأخبره الخبر. فصار عبد الرحمن إلى عثمان، فأخبره بما قال حمران، فقلق عثمان، وخاف أن يشيع، فنفاه لذلك.
    ذكر تدبير تم لعثمان بمعاونة علي رضي الله عنه ورأيه لما حصر عثمان الحصار الأول

    كان عليّ بخيبر، فلمّا قدم أرسل إليه عثمان. فذهب إليه، فكلّمه عثمان، وأذكره بحقّه من الإسلام والقرابة والصهر، وماله في عنقه من العهد. ثم قال له: « ولو لم يكن من هذا شيء، ثم كنّا نحن في جاهليّة، لكان عيبا على عبد مناف أن يبتزّهم أخو بني تيم ملكهم ».
    يعنى طلحة، وقد كان اجتمع إلى طلحة قوم وطمع فيها.
    فتكلّم عليّ، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: « أما بعد، فكلّ ما ذكرت من حقّك عليّ كما ذكرت، وأما قولك: لو كنّا في جاهلية لكان عيبا على عبد مناف أن يبتزّهم أخو بنى تيم، فصدقت وسيأتيك الخبر. » ثم خرج فدخل المسجد، فرأى أسامة جالسا، فدعاه، واعتمد عليه، وخرج يمشى إلى طلحة، فلمّا دخل عليه، وجد داره ممتلئة بالرجال، فقام عليه وقال: « يا طلحة! ما هذا الأمر الذي وقفت فيه؟ » فقال: « يا أبا الحسن، أبعد ما مسّ الحزام الطبيين؟ » فسكت عليّ وانصرف حتى أتى بيت المال، فقال: « افتحوا هذا الباب. » فلم يقدر على المفاتيح، وتأخّر عنه صاحب المفاتيح، فقال: « اكسروه. » فكسر باب بيت المال، وقال: « أخرجوا المال. » وجعل يعطي الناس. فبلغ الذين في دار طلحة ما صنع عليّ، فجعلوا يتسلّلون إليه، حتى ترك طلحة وحده، وبلغ الخبر عثمان، فسرّ به، ثم أقبل طلحة عامدا إلى دار عثمان. فقال بعض الصحابة: « والله لأنظرنّ ما يقول هذا. » قال: فتبعته، فاستأذن على عثمان. فلمّا دخل عليه، قال: « يا أمير المؤمنين، أستغفر الله وأتوب إليه. أردت أمرا، فحال الله بيني وبينه. » فقال عثمان: « إنّك والله، ما جئت تائبا، ولكنّك جئت مغلوبا. الله حسيبك يا طلحة. »
    خلافة الإمام علي

    ذكر بيعة علي بن أبي طالب

    لمّا قتل عثمان اجتمع عامة المهاجرين والأنصار على عليّ، فأتوه، فتأبّى عليهم، وقال: « أنا وزيرا خير لكم مني أميرا. » فارتدّ الناس عنه وأتوا طلحة والزبير فتكلّما في قتل عثمان بما ظنّوه توعّدا، فقالوا لطلحة والزبير: « إنّ كلامكما لوعيد. » ثم انصرفوا عنهما وقال بعضهم لبعض: « إن رجع الناس إلى أمصارهم بقتل عثمان ولم يقم بعد قائم بهذا الأمر، لم نأمن اختلاف الناس وفساد الأمة. » فعادوا إلى عليّ وخاطبوه. فأخذ الأشتر بيد عليّ، فقبضها عليّ.
    فقال الأشتر: « ما لك تتعسّر، وأنت ترى ما فيه الناس؟ » فقال عليّ: « أبعد ثلاثة؟ »
    فقال له الأشتر: « أما والله لئن تركتها لتعصرنّ عينيك عليها حينا. » فبايعوه. وفي ما رواه صاحب التاريخ، قال: اجتمع أهل الأمصار وقالوا: « دونكم يا أهل المدينة، فقد أجّلناكم ثلاثا، فو الله لئن لم تفرغوا لنفعلنّ ولنفعلنّ. » فغشى الناس عليّا وقالوا: « ترى ما نزل بالناس وما ابتلينا به من بين تلك القرى؟ » فقال عليّ: « دعوني والتمسوا غيري، فإنّا مستقبلون أمرا له وجوه. لا تقوم له القلوب، ولا تثبت عليه العقول. » فقالوا: « ننشدك بالله. ألا ترى ما نرى؟، ألا ترى الفتنة؟ أما تخاف الله؟ » قال: « اعلموا أنّى - إن أجبتكم - ركبت بكم ما أعلم، وإن تركتموني فإنّما أنا كأحدكم، ألا، إني أسمعكم، وأطوعكم لمن ولّيتموه. » فافترقوا على ذلك، واتّعدوا لغد، وتشاور الناس في ما بينهم، وقالوا: « إن دخل طلحة والزبير فقد استقامت. » فبعث المصريّون بصريّا إلى الزبير وقالوا: « احذر لا تحابه. » - وكان رسولهم حكيم بن جبلة في نفر - فجاؤوا يحدونه بالسيف. وبعثوا إلى طلحة كوفيّا وقالوا: « احذر لا تحابه. » وبعثوا بنفر، فجاؤوا يحدونه بالسيف.
    وبعثوا الأشتر إلى عليّ، وأهل الكوفة وأهل البصرة شامتون بصاحبيهم، وأهل مصر فرحون بما اجتمع عليه أهل المدينة، وقد صار أهل الكوفة والبصرة كالأتباع، وهم جشعون.
    فلما أصبحوا يوم الجمعة حضر الناس المسجد. وجاء عليّ حتى صعد المنبر، فقال: « يا أيها الناس، عن ملأ وإذن، إنّ هذا أمركم ليس لأحد فيه حقّ إلّا من رضيتم وأمّرتم، وقد افترقنا بالأمس على أمر، فإن شئتم قعدت لكم، وإلّا فلا أحد على أحد. » قالوا: « نحن على ما افترقنا عليه بالأمس. » وقام الأشتر، فقدّم طلحة، وقال له: « بايع. » فقال: « أمهلنى أنظر. » فجرّد سيفه وقال: « لتبايعنّ، أو لأضعنّه بين عينيك. » فقال طلحة: « وأين المذهب عن أبي حسن. » فصعد المنبر، فبايعه. فنظر رجل من بعيد يقتاف، فقال: « إنّا لله، أول يد بايعت أمير المؤمنين يد شلّاء، لا يتمّ هذا الأمر أبدا. » وكان طلحة وقى رسول الله بيده حين رأى سهما أقبل نحو وجهه، فأصاب السهم يده، وشلّت يده.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #71
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 483
    Array

    ثم قدّم الزبير، فبايع، وفي الزبير خلاف، ثم تتابع الناس بالبيعة لا يكرهها أحد، وذلك يوم الجمعة لخمس بقين من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين.
    وخطب على - رضي الله عنه - خطبته المشهورة، واجتمع إلى عليّ عدة من الصحابة فيهم طلحة والزبير، فقالوا: « يا عليّ، إنّا اشترطنا إقامة الحدود، وإنّ هؤلاء القوم قد اشتركوا في قتل هذا الرجل، وأحلّوا بأنفسهم. » فقال لهم: « يا إخوتاه، إني لست أجهل ما تعلمون، ولكن كيف أصنع بقوم يملكوننا ولا نملكهم. ها هم هؤلاء، وقد ثارت معهم عبيدكم، وثابت إليهم أعرابكم، وهم خلالكم، يسومونكم ما شاءوا، فهل ترون موضعا لقدرة على شيء مما تريدون؟ » قالوا: « لا. » قال: « فإني والله لا أرى إلّا رأيا ترونه، إلّا أن يشاء الله. إنّ الناس من هذا الأمر - إن حرّك - على أمور: فرقة ترى ما ترون، وفرقة لا ترى ما ترون، وفرقة لا ترى لا هذا ولا هذا، حتى يهدأ الناس وتقع القلوب مواقعها، وتؤخذ الحقوق.
    فاهدأوا عني، وانظروا ما ذا يأتيكم، ثم عودوا. » ثم إنّ بنى أمية تهاربت وخرجت عن المدينة. فاشتدّ عليّ على قريش وحال بينهم وبين الخروج على حالها تلك.
    ثم خرج عليّ في اليوم الثاني فقال: « يا أيها الناس، أخرجوا عنكم الأعراب. » وقال: « يا أيها الأعراب، الحقوا بمياهكم. » فأبت السبائية، وأطاعهم الأعراب. ودخل عليّ بيته، ودخل عليه عدة من أصحاب رسول الله فيهم طلحة والزبير.
    فقال لهم عليّ: « دونكم ثأركم، فاقتلوه. » فقالوا: « قد عسوا عن ذلك. » فقال لهم: « هم والله بعد اليوم أعسى. » وتمثّل:
    ولو أنّ قومي طاوعتني سراتهم ** أمرتهم أمرا يديخ الأعاديا
    وقال طلحة: « تدعني، فآتي البصرة، فلا يفجأوك إلّا وأنا في خيل. » وقال الزبير: « آتي الكوفة، فلا يفجأوك إلّا وأنا في خيل. » فقال: « حتى أنظر. » وسمع المغيرة بذلك المجلس.
    ذكر رأي جيد للمغيرة

    فجاء المغيرة حتى دخل على عليّ فقال: « إنّ حولك من يشير ويرى، ولك عليّ حقّ الطاعة، وأنّ النصح رخيص، وأنت بقية الناس، وأنا لك ناصح. واعلم أنّ الرأي اليوم تحوز به ما في غد، وأن الضياع اليوم يضيع به ما في غد. أقرر معاوية على عمله، وأقرر ابن عامر على عمله، واردد عمّال عثمان عامك هذا، واكتب بإثباتهم على أعمالهم، فإذا بايعوا لك واطمأنّ الأمر عزلت من أحببت، وأقررت من أحببت. » فقال عليّ: « والله، لو كان ساعة من نهار لاجتهدت فيها رأيي، ولا ولّيت أمثال هؤلاء [ ولا مثلهم يولّى ]، وما كنت متخذ المضلّين عضدا. » فقال المغيرة: « فإذ قد أبيت فاترك معاوية، فإنّ له جرأة، وأهل الشام يطيعونه، ولك حجّة في إثباته، كان عمر بن الخطّاب قد ولّاه الشام كلّها. » فقال عليّ: « لا والله لا أستعمله يومين. » فقام المغيرة وانصرف، ثم عاد إليه بعد ذلك، فقال: « إني أشرت عليك أول مرة بالذي أشرت، وخالفتني. ثم رأيت بعد ذلك رأيا، وأنا الآن أرى أن تصنع الذي رأيت، فتنزعهم، وتستعين بمن تثق به، فقد كفى الله أمرهم، وهم أهون شوكة من ذاك. »
    رأي لابن عباس وما أشار به على علي

    وخرج المغيرة، وتلقّاه ابن عباس خارجا. فدخل إلى عليّ، فقال: « يا أمير المؤمنين، أخبرني عن شأن المغيرة، ولم خلا بك؟ » قال: « إنّه جاءني بعد مقتل عثمان بثلاثة أيام وقال: أخلنى. ففعلت. فقال: كيت وكيت. فأجبته بكيت وكيت. فانصرف من عندي وأنا أعرف فيه أنّه يرى أنّى مخطئ. ثم عاد إليّ الآن، فقال: كيت وكيت.
    فقال ابن عباس: « أمّا في المرة الاولى فقد نصحك، وأمّا في المرة الأخرى فقد غشّك. » قال له: « وكيف نصحنى؟ » قال ابن عباس: « لأنّك تعلم أنّ معاوية وأصحابه أهل دنيا، فمتى تثبتهم، لا يبالون من ولى هذا الأمر، ومتى تعزلهم، يقولوا: أخذ الأمر بغير شورى وهو قتل صاحبنا، وحمّلك ما قدر عليه من الذنب، فتنتقض عليك الشام. ولا آمن طلحة والزبير أن يكرّا عليك. » فقال عليّ: « أما ما ذكرت من إقرارهم، فوالله ما أشكّ أنّ ذلك خير في عاجل الدنيا لإصلاحها، وأما الذي يلزمني من الحق، والمعرفة بعمّال عثمان، فوالله لا أولّى منهم أحدا أبدا، فإن أقبلوا فذلك خير، وإن أدبروا بذلت لهم السيف. » قال ابن عباس: « فأطعنى، وادخل دارك، والحق بما لك بينبع، وأغلق بابك، فإنّ العرب تجول جولة وتضطرب، ولا تجد غيرك. فإنّك والله لو نهضت مع هؤلاء القوم ليحمّلنّك الناس غدا دم عثمان. »
    فأبى عليّ وقال لابن عباس: « سر إلى الشام، فقد ولّيتكها. » فقال ابن عباس: « ما هذا والله برأى. معاوية رجل من بنى أمية، وهو ابن عمّ عثمان، وعامله على الشام، ولست آمن أن يضرب عنقي بعثمان، أو أدنى ما هو صانع أن يحبسني فيتحكّم عليّ. » قال عليّ: « ولم تظنّ ذلك؟ » قال: لقرابة ما بيني وبينك، ولأنّ كلّ ما عليك فهو عليّ، ولكن اكتب إلى معاوية، فمنّه، وعده. » فقال عليّ: « إنّ هذا ما لا يكون أبدا. » وتمثّل:
    فما ميتة، إن متّها غير عاجز ** بعار، إذا ما غالت النفس غولها
    فقال ابن عباس: « أنت - يا أمير المؤمنين - رجل شجاع، ولست بأرب في الحرب. أما سمعت رسول الله يقول: الحرب خدعة؟ » قال: « بلى. » قال ابن عباس: « أنا والله، لئن أطعتنى لأصدرنّ بهم بعد ورد، ولأتركنّهم ينظرون في دبر الأمور، ولا يعرفون ما كان وجهها، في غير نقصان عليك ولا إثم لك. » فقال عليّ: « يا ابن عباس، لست من هنيّاتك وهنيّات معاوية في شيء، تشير عليّ وأرى، فإذا عصيتك فأطعنى. » فقال ابن عباس: « أفعل، إنّ أيسر ما لك عندي السمع والطاعة. »
    علي يفرق عماله على الأمصار

    وفرّق عليّ عمّاله في سنة ست وثلاثين. فبعث عثمان بن حنيف على البصرة، وعمارة بن شهاب على الكوفة، وعبيد الله بن عباس على اليمن، وقيس بن سعد على مصر، وسهل بن حنيف على الشام.
    فأما سهل، فإنّه خرج حتى إذا كان بتبوك لقيته خيل.
    فقالوا: « من أنت؟ » قال: « أمير على الشام. » فردّوه، ولم يدعوه يتجاوزها.
    وأما قيس بن سعد، فإنّه لما انتهى إلى أيلة، لقيته خيل. » فقالوا: « من أنت؟ » فقال: « من فالّة عثمان، أطلب من آوى إليه، وأنتصر به. » قالوا: « فمن أنت؟ » قال: « قيس بن سعد. » قالوا: « امض. » فدخل مصر فافترق الناس: فبعضهم دخل في الجماعة وكانوا معه، وفرقة اعتزلت وقالت: « إن قتل قتلة عثمان [ فنحن معكم ]، وإلّا فنحن على جديلتنا. » وأمّا عثمان بن حنيف، فإنّه سار، ولم يردّه أحد عن دخول البصرة، ولم يوجد لابن عامر في ذلك رأى ولا تدبير، وافترق الناس بالبصرة كما افترقوا بمصر.
    وأما عمارة، فلمّا صار بزبالة، لقيه طليحة بن خويلد، وكان خرج يطلب بدم عثمان. وقال له: « ارجع، فإنّ الناس لا يريدون بأميرهم بدلا، وإن أبيت ضربت عنقك. » فرجع وهو يقول: « أحرز الخطر ما تماسّك الشرّ خير من شرّ منه » - فصار مثلا.
    وعلقه عمار بن ياسر إلى أن قتل.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #72
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 483
    Array

    وانطلق عبيد الله بن عباس إلى اليمن. فجمع يعلي بن أميّة كلّ ما كان جباه، وخرج وسار على حاميته إلى مكة، فقدمها بالمال.
    فدعا عليّ طلحة والزبير فقال: « إنّ الذي كنت أحدّثكم به قد وقع، وإنّما هي فتنة كالنار، كلما سعّرت ازدادت واستثارت. » فقالا له: « ائذن لنا نخرج من المدينة. » فقال: « سأمسك الأمر ما استمسك، فإذا لم أجد بدّا فآخر الداء الكيّ. » وكتب إلى أبي موسى، وهو بالكوفة، وإلى معاوية، وهو بالشام. فأمّا أبو موسى فكتب إليه بطاعة أهل الكوفة، وبيّن الكاره منهم لما كان، والراضي بما كان، حتى كان عليّ على الواضحة من أمر أهل الكوفة. وأمّا معاوية فلم يكتب بشيء، ولم يجب الرسول، وجعل يردّده. وكان كلّما تنجّزه تمثّل بشعر لا يحصل منه على بيّنة، حتى أحكم أمر نفسه، وواطأ من أراد. وأتى على الرسول ثلاثة أشهر. ثم دعا بأحد ثقاته، ووصاه، ودفع طومارا مختوما إليه، عنوانه: « من معاوية إلى عليّ. »
    وقال: « إذا دخلت المدينة فاقبض على أسفل الطومار ليقرأ الناس العنوان. » ثم أوصاه بأشياء يفعلها، ويقولها، وسرّح رسول عليّ معه.
    فلما دخلا المدينة رفع رسول معاوية الطومار، فتفرّق الناس إلى منازلهم وقد علموا أنّ معاوية ممتنع، ومضى الرسول حتى دخل على عليّ، فدفع إليه الطومار، ففضّ خاتمه، فلم تجد في جوفه كتابا.
    فقال للرسول: « ما وراءك؟ » قال: « آمن أنا؟ » قال: « نعم، لعمري إنّ الرسل لآمنة. » قال: « ورائي أنى تركت قوما لا يرضون إلّا بالقود. » قال: « ممن؟ » قال: « من خيط رقبتك، ولقد تركت ستين شيخا يبكى تحت قميص عثمان وهو منصوب لهم، قد ألبسوه منبر دمشق. » فقال: « منى يطلبون دم عثمان، ألست موتورا كترة عثمان؟ اللهمّ إني أبرأ إليك من دم عثمان، نجا والله قتلة عثمان إلّا أن يشاء الله، فإنّه إذا أراد أمرا أمضاه، اخرج. » قال: « وأنا آمن؟ » قال: « وأنت آمن. » فخرج وصاحب السبائية واقف، فقالوا: « هذا الكلب وافد الكلاب، اقتلوه. » فنادى: « يا آل مضر، يا آل قيس، الخيل والنبل! أحلف بالله ليردّنّها عليكم أربعة آلاف خصيّ، فانظروا كم الفحولة والركّاب. »
    فتغاووا عليه، ومنعته مضر، وجعلوا يقولون له: « اسكت لا أبا لك. » فيقول: « والله، لا أسكت، فلقد أتاهم ما يوعدون. » فيقولون له: « اسكت. » فيقول: « لقد حلّ بهم ما يحذرون، انتهت والله أعمارهم، ذهبت والله ريحهم. » ولم يزل بذلك حتى تبيّن الذلّ فيهم، وتمّ لمعاوية تدبيره هذا.
    علي يدبر لقتال أهل الفرقة بالشام

    واستأذن طلحة والزبير في العمرة، فأذن عليّ لهما، فلحقا بمكة، وأحبّ أهل المدينة [ أن يعلموا ] ما رأى عليّ في معاوية وانتقاضه، ليعرفوا بذلك رأيه في قتال أهل القبلة، أيقدم عليه، أم يجزع منه. وكان بلغهم أنّ الحسن ابنه دخل عليه، وحذّره، ودعاه إلى القعود وترك الناس. فدسّوا زياد بن حنظلة التميمي، وكان منقطعا إلى عليّ، فدخل عليه وجلس إليه ساعة. ثم قال له عليّ: « يا زياد، تيسّر. » قال: « لأيّ شيء؟ » قال: « لغزو الشام. » قال زياد: « الأناة والرفق أمثل »، وقال:
    ومن لا يصانع في أمور كثيرة ** يضرّس بأنياب ويوطأ بمنسم
    فتمثّل عليّ وكأنّه لا يريده:
    متى تجمع القلب الذكيّ وصارما ** وأنفا حميّا تجتنبك المظالم
    فخرج زياد على الناس وهم ينتظرونه، فقالوا:
    « ما وراءك؟ » قال: « السيف يا قوم. » فعرفوا رأى عليّ.
    ودعا عليّ محمد بن الحنفية، فدفع إليه اللواء، وولّى عبيد الله بن عباس، ميمنته، وعمر بن أبي سلمة ميسرته، وجعل على مقدمته عمر بن الجرّاح ابن أخي أبي عبيدة بن الجراح، ولم يولّ أحدا ممن خرج على عثمان.
    واستخلف على المدينة قثمّ بن العباس، وكتب إلى أبي موسى، وإلى قيس بن سعد، وإلى عثمان بن حنيف أن يندبوا الناس إلى الشام، وأقبل يتجهّز، وخطب الناس، فدعاهم إلى النهوض، وحضّهم على قتال أهل الفرقة.
    ابتداء وقعة الجمل

    طلحة والزبير يريدان البصرة للإصلاح

    فبينا هو على ذلك، إذ أتاه من مكة عن عائشة أمّ المؤمنين وطلحة والزبير شيء آخر بخلاف ما هو فيه. ثم أتاه عنهم أنّهم يريدون البصرة للإصلاح. فقال: « إن فعلوا فقد انقطع نظام المسلمين، وما كان عليهم في المقام [ فينا مؤونة ] ولا إكراه. » فتعبّأ للخروج نحوهم، وخطب وندب الناس، فتثاقلوا.
    ولما رأى زياد بن حنظلة تثاقل الناس على عليّ انتدب وقال: « من تثاقل عنك يا أمير المؤمنين، فإنّا نقاتل معك ونخفّ بين يديك ما حملت أيدينا سيوفنا. » وأجابه رجلان من أعلام الأنصار.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني


  • صفحة 18 من 22 الأولىالأولى ... 81617181920 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. اختفاء 4 بحارة بنغلادشيين في طرطوس منذ أيام
      بواسطة Syria News في المنتدى أخــبار ســــــوريا Syria news 24/24
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 05-05-2010, 07:50 PM
    2. تجارب على شريان دم صناعي
      بواسطة سارة في المنتدى ملتقى أخبار الانترنت والكمبيوتر والعلوم الحيوية Internet and Computer Forum
      مشاركات: 1
      آخر مشاركة: 04-28-2010, 10:04 PM
    3. تجارب على مواد نانو مترية
      بواسطة سارة في المنتدى ملتقى أخبار الانترنت والكمبيوتر والعلوم الحيوية Internet and Computer Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 04-17-2010, 08:07 PM
    4. أطعمة خاصة بالمتزوجين تحارب العجز
      بواسطة Dr.Ibrahim في المنتدى ملتقى الطلاب السوريين المغتربين في مجال الطب Medical Students
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 04-07-2010, 10:46 PM
    5. أشعة الشمس تحارب مرض السرطان!
      بواسطة Dr.Ibrahim في المنتدى ملتقى الطلاب السوريين المغتربين في مجال الطب Medical Students
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 03-09-2010, 05:49 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1