صفحة 18 من 20 الأولىالأولى ... 81617181920 الأخيرةالأخيرة
النتائج 69 إلى 72 من 80

الموضوع: تجارب أمم المجلد الثالث


  1. #69
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    « يا غلام، أخرج إلينا ما في هذا البيت. » قال: ففتح بابه عن العلوي وصاحبيه والمال بعينه.
    قال: فبقيت متحيّرا وسقط في يدي، وامتنع مني الكلام، فما أدري ما أقول.
    قال: فقال المهديّ:
    « لقد حلّ لي دمك لو آثرت إراقته، لكن احبسوه في المطبق. »
    فأتّخذ لي فيه بئر، فدلّيت فيها فكنت كذاك طول مدّة لا أعرف عددها، وأصبت ببصرى وطال شعري واسترسل كهيئة شعور البهائم. قال: فإني لكذلك إذ دعى بي، فمضيت وحملت إلى حيث لا أعلم أين هو، فلم أعد أن قيل لي:
    « سلّم على أمير المؤمنين. » فسلّمت. قال:
    « أيّ أمير المؤمنين أنا؟ » قلت: « المهديّ. » قال: « رحم الله المهديّ » قلت: « الهادي. » قال: « رحم الله الهادي. » قلت: « الرشيد. » قال: « نعم. » قلت: « ما أشكّ في وقوف أمير المؤمنين على خبري وعلّتى وما تناهت إليه حالي. » قال: « أجل، كلّ هذا قد عرف أمير المؤمنين، فسل حاجتك. » قال: قلت: « المقام بمكّة. » قال: « نفعل ذاك، فهل غير ذاك؟ » قال: قلت:
    « ما بقي فيّ مستمتع لشيء ولا بلاغ. » قال: « فراشدا. »
    قال: فخرجت، فكان وجهى إلى مكّة.
    قال ابنه ولم يزل بمكّة ولم تطل أيّامه بها حتى مات.
    ثم دخلت سنة سبع وستين ومائة

    ولم يجر فيها على ما بلغنا شيء يستفاد منه تجربة.
    ثم دخلت سنة ثمان وستين ومائة

    وتلك سبيلها
    ثم دخلت سنة تسع وستين ومائة

    وفيها كانت وفاة المهديّ سبب وفاة المهديّ
    وكان سبب ذلك أنّه كان عزم على تقديم ابنه هارون على ابنه موسى، فبعث إليه وهو بجرجان يحارب ونداذهرمز وشروين صاحبي طبرستان. وكان وجّهه المهديّ في جيش كثيف لم ير مثله وهيئة لم ير أحسن منها، فلمّا استدعاه علم ما يريد منه، فأبى عليه، فبعث إليه رسولا من الموالي، فضربه موسى، فخرج المهديّ بسبب موسى فتوفّى في طريقه.
    واختلف في سبب وفاته، فذكر عن واضح قهرمانه أنّه قال:
    خرج المهديّ يتصيّد بماسبذان بقرية يقال لها: الرّذّ، فطردت الكلاب صيدا وأظنّه قال ظبيا، فلم يزل يتبعها، فاقتحم الظبي باب خربة واقتمحت الكلاب واقتحم الفرس خلف الكلاب فدقّ ظهره في باب الخربة فمات من ساعته.
    وذكر غيره: أنّ المهديّ كان جالسا في علية قصر بما سبذان يشرف من منظرة فيها على سفله، وكانت جاريته حسنة قد عمدت إلى كمثّرى كبير فجعلته في صينية وسمّت واحدة منها وهي أحسنها وأنضجها بأن نزعت فمعها الذي في أسفلها وأدخلت فيه سمّا، ثم ردّت القمع فيه ووضعتها على أعلى الصينية.
    وكان المهديّ يعجبه كمّثرى وأرسلت بذلك مع وصيفة لها إلى جارية للمهديّ كان يتحظّاها، تريد بذلك قتلها، فلمّا مرّت الوصيفة بالصينيّة التي أرسلتها حسنة رآها المهديّ من المنظرة فدعاها ومدّ يده إلى الكّمثراة التي في أعلى الصينيّة وهي المسمومة، فأكلها فلمّا وصلت إلى الجوف صرخ: « جوفي! » وسمعت حسنة الصوت وأخبرت الخبر، فجاءت تلطم وجهها وتبكى وتقول:
    « أردت أن أتفرّد بك، فقتلتك يا سيّدي. » فمات من يومه.
    وكانت خلافته عشر سنين وكسرا، ومات وهو ابن ثلاث وأربعين سنة ولم يوجد له جنازة يحمل عليها، فحمل على باب ودفن تحت جوزة.
    ذكر بعض سيره

    كان المهديّ إذا جلس للمظالم قال:
    « أدخلوا عليّ القضاة، فلو لم يكن ردّى المظالم إلّا للحياء منهم [ لكفى ]. » وجلس المهديّ يوما يعطى جوائز تقسم بحضرته في خاصّه من أهل بيته وقوّاده، فكان تقرأ عليه الأسماء فيأمر بزيادة عشرة آلاف وعشرين ألفا وما أشبه ذلك. فعرض عليه بعض القوّاد فقال:
    « هذا يحطّ خمسمائة درهم. » قال: « لم حططتنى يا أمير المؤمنين؟ » قال: « لأنّى وجّهتك إلى عدّو لنا فانهزمت. » قال: « كان يسرّك أن أقتل ولا ينفعك؟ » قال: « لا. » قال: « فو الله الذي أكرمك بالخلافة لو ثبتّ لقتلت. » فاستحى منه المهديّ وقال:
    « زده خمسمائة آلاف درهم. »
    مسور والمهدي بين يدي القاضي

    وتحدّث مسور بن مساور قال: ظلمني وكيل للمهديّ وغصبني ضيعة لي فأتيت سلّاما صاحب المظالم فتظلّمت، فأوصل لي رقعة إلى المهديّ وعنده عمّه العبّاس بن محمّد، وابن علاثة القاضي وعافية القاضي. قال: فقال لي المهديّ:
    « ادن. » فدنوت.
    فقال: « ما تقول؟ » قلت: « ظلمتني. » قال: « فترضى بأحد هذين. »
    قال: قلت: « نعم. » قال: « فادن مني. » فدنوت منه حتى التزقت بالفراش.
    قال: « تكلّم. » قلت: « أصلح الله القاضي، إنّه ظلمني في ضيعتي. » فقال القاضي: « ما تقول يا أمير المؤمنين؟ » قال: « ضيعتي وفي يدي. » قال: قلت: « أصلح الله القاضي، سله، صارت الضيعة إليه قبل الخلافة أو بعدها؟ » قال: فسأله « ما تقول يا أمير المؤمنين؟ » قال: « صارت إليّ بعد الخلاقة. » قال: « فأطلقها له. » قال: « قد فعلت. » فقال العبّاس: « والله يا أمير المؤمنين، لهذا المجلس أحبّ إليّ من عشرين ألف ألف درهم. »
    وصية عجيبة تعرض على المهدي

    وقال أبو الخطّاب: لمّا حضرت القاسم بن مجاشع التميميّ من أهل مرو الوفاة، أوصى إلى المهديّ، فكتب: « شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ الله الْإِسْلامُ... » ثم كتب:
    « والقاسم بن مجاشع يشهد بذلك، ويشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله وأنّ عليّ بن أبي طالب، ، وصيّه ووارث الإمامة بعده. » قال: فعرضت الوصيّة على المهديّ، فلمّا بلغ هذا الموضع رمى بها ولم ينظر فيها.
    قال: فلم يزل ذلك في قلب أبي عبيد الله. فلمّا حضرته الوفاة كتب في وصيّته هذه الآية. وقال المهديّ يوما: ما توسّل إليّ أحد بوسيلة ولا تذرّع بذريعة هي أقرب من تذكيره إيّاى يدا سلفت مني إليه أتبعها أختها فأحسن ربّها لأنّ منع الأواخر يقطع شكر الأوائل.
    خلافة موسى الهادي

    وفي هذه السنة بويع لموسى الهادي بما سبذان.
    ذكر رأي سديد رآه خالد بن يحيى في تلك الحال

    اجتمع القوّاد ووجوه الموالي إلى هرون يوم توفى المهديّ، فقالوا له:
    « إن علم الجند بوفاة المهديّ لم نأمن الشغب، والرأي أن تتحرّك وتنادى في الجند وبالقفل، حتى تواريه ببغداد. » فقال هرون:
    « ادعوا إليّ أبي يحيى بن خالد. » وكان المهديّ ولّى هارون المغرب كلّه من الأنبار إلى افريقية، وأمر يحيى بن خالد أن يتولّى ذلك، فكانت إليه أعماله ودواوينه إلى أن توفّى. فصار يحيى بن خالد إلى هارون فقال له:
    « يا أبه، ما تقول فيما يقول عمر بن بزيع ونصير والمفضّل؟.
    قال: « وما قالوا؟ » فأخبره. قال:
    « ما أرى ذلك. » قال: « ولم؟ » قال: « لأنّ هذا لا يخفى، ولا آمن إذا علم الجند أن يتعلّقوا بمحمله ويقولوا لا نخلّيه حتى نعطى لثلاث سنين ويتحكّموا ويشتطّوا، ولكن أرى أن يوارى، رضي الله عنه، هاهنا ويوجّه نصير إلى أمير المؤمنين الهادي بالخاتم والقضيب والتهنئة والتعزية، فإنّ البريد إلى نصير، فلا ينكر خروجه أحد إذا كان على بريد الناحية، وأن تأمر لمن معك من الجند بجوائز مائتين مائتين وتنادى فيهم بالقفول، فإنّهم إذا قبضوا الدراهم لم يكن لهم همّة سوى أهاليهم وأوطانهم ولا عرجة على شيء دون بغداد. » قال: ففعل ذلك. وصاح الجند لمّا قبضوا الدراهم:
    « بغداذ، بغداذ. » ينادون إليها ويبعثون على الخروج من ماسبذان. فلمّا وافوا بغداد وعلموا خبر الخليفة، صاروا إلى باب الربيع فأحرقوه، وطالبوا بالأرزاق وضجّوا.
    قدوم هارون بغداد

    وقدم هارون بغداذ. فبعثت الخيزران إلى الربيع وإلى يحيى بن خالد تشاورهما في ذلك، فأمّا الربيع، فدخل عليها، وأمّا يحيى فلم يفعل ذلك لعلمه بشدّة غيرة موسى.
    قال: وجمعت الأموال حتى أعطى الجند لسنتين فسكنوا. وبلغ الخبر الهادي، فكتب إلى الربيع كتابا يتوعّده فيه، وكتب إلى يحيى يجزّيه الخير ويأمره أن يقوم من أمر هارون بما لم يزل يقوم به وأن يتولّى أموره وأعماله على ما لم يزل يتولّاه.
    قال: فبعث الربيع إلى يحيى بن خالد، وكان يودّه ويثق به ويعتمد على رأيه:
    « يا با عليّ، ما ترى، فإنّه لا صبر لي على جرّ الحديد. » قال:
    « أرى ألّا تبرح موضعك وأن توجّه الفضل ابنك ليستقبله ومعه من الهدايا والطرف ما أمكنك، فإني لأرجو ألّا يرجع إلّا وقد كفيت ما تخاف إن شاء الله. » ولمّا قدم هارون كان الجند قد شغبوا على الربيع، وأخرجوا من كان في حبسه. وكان العبّاس بن محمّد، وعبد الملك بن صالح، ومحرز بن إبراهيم، حضروا ورأوا أن يرضوا ويطيّب بأنفسهم وتفرّق جماعتهم بإعطاءهم أرزاقهم، فبذل ذلك لهم، فلم يرضوا ولم يثقوا بما ضمن لهم من ذلك حتى ضمنه محرز بن إبراهيم، فقنعوا بضمانه فتفرّقوا. فوفى لهم وأعطوا رزق ثمانية عشر شهرا.
    وأخذ هارون البيعة لموسى الهادي وله بولاية العهد من بعده وضبط أمر بغداذ.
    ثم قدم الهادي وكان في نفسه على الربيع ما ذكرناه ومن إعطائه الجنود قبل قدومه. ولمّا وجّه الربيع ابنه الفضل فتلقّاه بما أعدّ له من الهدايا بهمذان، أدناه وقرّبه وقال:
    « كيف خلّفت مولاي؟ » فكتب بذلك إلى أبيه، فاستقبله الربيع، فعاتبه الهادي، فاعتذر إليه وأعلمه السبب الذي دعاه إلى ذلك، وولّاه الوزارة مكان عبد الله بن زياد بن أبي ليلى، وضمّ إليه ما كان عمر بن بزيع يتولّاه من الزمام.
    وهلك الربيع في هذه السنة.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني

رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #70
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    ثم دخلت سنة سبعين ومائة

    وفيها كانت وفاة موسى الهادي وكانت وفاته من قبل جوار لأمّه الخيزران كانت أمر تهنّ بقتله.
    ذكر السبب في ذلك وما حملها على قتل ابنها

    لمّا صارت الخلافة إلى الهادي، كانت الخيزران تفتات عليه في أموره وتسلك به مسلك أبيه من قبله في الاستبداد بالأمر والنهى فأرسل إليها:
    « لا تخرجي من خفر الكفاية إلى بذاذة التبذّل، فإنّه ليس من قدر النساء الاعتراض في أمر الملك، وعليك بصلاتك وسبحتك، ولك بعد هذا طاعة مثلك فيما يجب لك. » وكانت كثيرا ما تكلّمه في أمر الحوائج، فكان يجيبها إلى كلّ ما تسأل، حتى مضى لذلك أربعة أشهر من خلافته، وانثال الناس عليها وطمعوا فيها، فكانت المواكب تغدو إلى بابها. فكلّمته يوما في أمر لم يجد إلى إجابتها فيه سبيلا، فاعتلّ بعلّة.
    فقالت: « لا بدّ من إجابتى. » قال: « لا أفعل. » قالت: « فإني قد تضمّنت هذه الحاجة لعبد الله بن مالك. » قال: فغضب موسى وقال:
    « ويلي على ابن الفاعلة، قد علمت أنّه صاحبها، والله لا قضيتها لك. »
    قالت: « إذا والله لا أسألك حاجة أبدا. » قال: « إذا والله لا أبالى. » وحمى وغضب فقامت مغضبة، فقال:
    « مكانك تستوعبى كلامي والله وإلّا فإني نفيّ من قرابتي من رسول الله لئن بلغني أنّه وقف ببابك أحد من قوّادى أو أحد من خاصّتى وخدمي لأضربنّ عنقه ولأقبضنّ ماله، فمن شاء فليرم ذلك. ما هذه المواكب التي تغدو وتروح إلى بابك في كلّ يوم؟ أما لك مغزل يشغلك، أو مصحف يذكّرك، أو بيت يصونك؟ إيّاك، ثم إيّاك، ما فتحت بابك لملّيّ أو ذمّيّ. » فانصرفت وهي لا تعقل ما تطأ، فلم تنطق عنده بحلوة ولا مرّة بعدها.
    فحكت خالصة: أنّه لمّا صارت الخلافة إلى الهادي، صرت إليه وقلت له:
    « إنّ أمّك تستكسيك. » فأمر لها بخزانة مملوّة كسوة. قالت: ووجد للخيزران في منزلها من قراقر الوشي ثمانية عشر ألف قرقرة.
    وحكى بعضهم: أنّه سمع خالصة تقول للعبّاس بن الفضل بن الربيع: بعث موسى إلى أمّه الخيزران بأرزّة وقال:
    « استطبتها. » وذلك بعد سخطه عليها، وذكر أنّه أكل منها فتنغّص لها.
    قالت خالصة: فقلت لها:
    « أمسكى حتى تنظرى، فإني أخاف أن يكون فيها شيء تكرهينه. » فجاؤوا بكلب، فأكل منها فتساقط لحمه. فأرسل إليها بعد ذلك:
    « كيف رأيت الأرزّة؟ » قالت: « وجدتها طيّبة. » فقال: « لم تأكلى، ولو أكلت كنت استرحت منك، متى أفلح خليفة له أمّ! » ثم إنّ الهادي جمع قوّاده يوما وذلك أعياه أمر الأمّ فقال لهم:
    « أيّما خير: أنا أم أنتم؟ » قالوا: « بل أنت يا أمير المؤمنين. » قال: « فأيمّا خير: أمي أم أمّهاتكم؟ » قالوا: « بل أمّك يا أمير المؤمنين. » قال: « فأيّكم يحبّ أن يتحدّث الرجال بخبر أمّه فيقولوا فعلت أمّ فلان، وصنعت أمّ فلان، وقالت أمّ فلان؟ » فقالوا: « ما أحد منّا يحبّ ذلك. » قال: « فما بال رجال يأتون أمي فيتحدّثون إليها ثم ينقلون حديثها؟ » فلمّا سمعوا ذلك انقطعوا عنها البتّة. فشقّ ذلك عليها، فاعتزلته وحلفت ألّا تكلّمه، فما دخلت إليه حتى حضرته الوفاة.
    موسى يهم بخلع أخيه هارون

    وهمّ موسى بخلع أخيه هارون، ثم جدّ فيه. وكان يحيى بن خالد بن برمك يلي لهارون أعمال المغرب، فلمّا جدّ موسى الهادي في البيعة لابنه جعفر بن موسى وتابعه القوّاد مثل يزيد بن مزيد، وعبد الله بن مالك، وعلي بن عيسى، ومن أشبههم، وخلعوا هارون ودسّوا إلى الشيعة، فتكلّموا في أمره وتنقّصوه، وقالوا: لا نرضى به، وظهر ذلك، أمر الهادي ألّا يسار قدام الرشيد بحربة. فاجتنبه الناس وتركوه، فلم يكن يجترئ أحد أن يسلّم عليه ولا يقربه.
    وكان يحيى بن خالد يقوم بأنزال الرشيد وينزل منه منزلة الوالد ويسّميه أبي. فكان يشير عليه بأن يدافع ولا يستجيب للخلع. فسعى بيحيى إلى الهادي، وقيل له: إنّه ليس عليك من هارون خلاف، وإنّما يفسده يحيى، فابعث إليه وتهدّده بالقتل وارمه بالكفر. فبعث الهادي إلى يحيى ليلا، فيئس من نفسه، وودّع أهله وتحنّط وجدّد ثيابه ولم يشكّ أنّه يقتله. فلمّا أدخل عليه قال:
    « يا يحيى ما لي ولك؟ » قال: « أنا عبدك يا أمير المؤمنين، فما يكون من العبد إلى مولاه إلّا طاعته! » قال: « لم تدخل بيني وبين أخي وتفسده عليّ؟ » قال: « يا أمير المؤمنين، من أنا حتى أدخل بينكما، إنّما صيّرنى المهديّ معه وأمرنى بالقيام بأمره، ثم أمرتنى بذلك، فانتهيت إلى أمرك. » قال: « فما الذي صنع هارون؟ » قال: « ما صنع شيئا ولا عنده شيء. » فسكن غضبه.
    وقد كان هارون طاب نفسا بالخلع. فقال له يحيى:
    « لا تفعل. » قال هارون: « أليس تترك لي الهنيئة والمريئة فهما يسعاننى وأعيش. فقال يحيى:
    « وأين الهنيئة والمريئة من الخلافة، ولعلّك الا يترك هذا في يدك. » وكان يحيى ينادم الهادي بعد ذلك، فكلّمه الهادي في أمر الرشيد وخلعه، فقال:
    « يا أمير المؤمنين، إنّك إن حملت الناس على نكث الأيمان هانت عليهم أيمانهم، وإن تركتهم على بيعة أخيك ثم بايعت لجعفر من بعده كان ذلك أوكد لبيعته. » قال: « لقد صدقت ونصحت، ولى في هذا الأمر تدبير. » وكان محمّد بن يحيى بن خالد يقول: كان أبي يقول: ما كلّمت أحدا من الخلفاء أعقل من موسى. وقال: كان حبسني موسى الهادي على ما أراده من خلع الرشيد، فرفعت إليه رقعة: إنّ عندي نصيحة. فدعاني، فقال لي:
    « هات ما عندك. » فقلت: « أخلنى. » فأخلاني، فقلت:
    « يا أمير المؤمنين، أرأيت إن كان الأمر الذي أسأل الله أن لا نبلغه وأن يقدّمنا قبله، أتظنّ أنّ الناس يسلّمون لجعفر وهو لم يبلغ الحنث أو يرضون به لصلاتهم وحجّهم وغزوهم؟ » قال: « والله ما أظنّ ذلك. » قلت:
    « فتأمن يا أمير المؤمنين أن يسمو إليها أكابر أهلك وجلّتهم مثل فلان وفلان، ثم يطمع فيها غيرهم فيخرج من ولد أبيك؟ » فأطرق ثم قال:
    « نبّهتنى يا يحيى على أمر لم أكن أنتبه له. » قال: فقلت:
    « لو أنّ هذا الأمر لم يعقد لأخيك، أما كان ينبغي أن تعقده له؟ فكيف بأن تحلّه وقد عقده المهديّ، ولكن تقرّ الأمر يا أمير المؤمنين على حاله، فإذا بلّغ جعفر وبلغ الله به أتيته بالرشيد، فخلع نفسه له، وكان أوّل من يبايعه ويعطيه صفقة يده. » فقبل الهادي قوله وأطلقه.
    فلمّا كان بعد أيّام، خرج موسى الهادي إلى الحديثة حديثة الموصل فمرض بها، فانصرف بعد ما كتب إلى جميع عمّاله شرقا وغربا بالقدوم عليه، فلمّا ثقل اجتمع القوم الذين كانوا بايعوا لجعفر ابنه فقالوا:
    « إن صار الأمر إلى يحيى قتلنا ولم يستبقنا. » وتآمروا على أن يذهب بعضهم إلى يحيى بأمر الهادي فيضرب عنقه. ثم قال بعضهم:
    « فإنّ أمير المؤمنين ما بلغ حدّ اليأس منه، فلعلّه يفيق من مرضه، فما عذرنا عنده؟ » فأمسكوا.
    ثم بعثت الخيزران إلى جواريها بالجلوس على وجهه وغمّه حتى يموت، لأنّها أشفقت أن يفيق فيخلع هارون، ففعلن ذلك. وبعثت إلى يحيى تعلمه أنّ الرجل لما به فجدّ في أمرك ولا تقصّر. فأمر يحيى بإحضار الكتّاب، فحضروا وجمعوا في منزل الفضل بن يحيى، فكتبوا ليلتهم كتبا من الرشيد إلى العمّال بوفاة الهادي وأنّه قد ولّاهم الرشيد ما كانوا يلون. ولمّا أصبحوا أنفذوها على البرد.
    رواية أخرى في سبب قتل موسى الهادي

    وقد روى عن هرثمة بن أعين في موت الهادي ما رواه عليّ بن هشام المعروف بأبي قيراط عن محمّد بن أحمد بن الفضل الجرجرائي المعروف بقلنسوة، وكان وزير المتوكّل، قال: حدّثني خالي الحسن بن رجاء بن أبي الضحّاك. قال: حدّثني الحسن بن سهل قال: حدّثني أبو خاتم هرثمة بن أعين بمرو قال: كنت اختصصت بموسى الهادي، وكنت مع ذلك شديد الحذر منه لإقدامه على الدماء، فاستدعاني في نصف نهار يوم شديد الحرّ قبل أكلى، فارتعت وبادرت إليه فأدخلت من دار إلى دار حتى قرّبت من دار حرمه. ثم نحّى عنّا جميع من كان بحضرته وقال لي:
    « اخرج، فأغلق باب هذه الحجرة وعد إليّ. » فازددت جزعا وفعلت وعدت، فقال:
    « قد تأذيّت بهذا الكلب الملحد يحيى بن خالد، ليس له شغل إلّا تضريب الرجال عليّ واجتذابهم إلى صاحبه هارون. يريد أن يقتلني ويسوق الخلافة إليه، وأريد منك أن تمضى الليلة إلى هارون فتقبض عليه وتجيئني برأسه، إمّا أن تحتاط في التدبير حتى لا يفوتك وتفعل ذلك به في دارك أو تخرجه من داره برسالة مني تستدعيه فيها إلى حضرتى، ثم تعدل به إلى حيث تقتله فيه وتجيئني برأسه. » فورد عليّ أمر عظيم وقلت:
    « يأذن أمير المؤمنين في الكلام؟ » قال: « قل. »
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #71
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    قلت: « يا أمير المؤمنين، أخوك وابن أمّك وأبيك وله عهد بعدك، فكيف يكون صورتنا عند الله أوّلا، ثم عند الناس؟ » قال: « عليك أن تسمع لي وتطيع، وإلّا ضربت عنقك. » فقلت: « السمع والطاعة. » قال: « وإذا فرغت من هذا أخرجت جميع الطالبيين من الحبس فضربت أعناقهم وغرّقت من يبقى إن كثر عددهم. » فقلت: « السمع والطاعة. » قال: « ثم ترحل إلى الكوفة بجميع من معك من الجيش وتضمّ إليهم من ترى من الجند المقيمين بالباب فتخرج من تجد فيها من العباسيّين وشيعتهم والعمّال المتصرفين معهم، ثم تنهب ما فيها من الأموال، وتضربها بالنار حتى تحترق هي وجميع من فيها وتخرّبها حتى لا يبقى لها أثر. » فقلت: « يا مولاي، هذا أمر عظيم، ففكّر فيه. » فقال: « لا بدّ من ذلك، فإنّ كلّ آفة ترد على ملكنا إنّما هي من هذه الجهة. » ثم قال: « لا تبرح من مكانك حتى إذا انتصف الليل بدأت بهارون. » فقلت: « سمعا وطاعة. » ونهض من موضعه ودخل إلى دار النساء، وجلست مكاني ولم أشك أنّه قد قبض عليّ وأنّه سيقتلني ويدبّر هذا الأمر على يد غيري لما ظهر له من جزعى في كلّ باب والردّ عليه والتخطئة لرأيه، ثم إجابتى إيّاه كارها، وكنت - يعلم الله - قد عملت على أن أركب فرسي من حضرته وألحق بطرف من الأرض وأخرج من نعمتي وأكون بحيث لا يصل إليّ، حتى يموت أحدنا. فلمّا دخل دار النساء، عرض لي أنّه قبض عليّ ليقتلني لئلا يفشو السرّ، فورد عليّ غمّ شديد وذهب عليّ أمري، فلمّا انتصف الليل جاءني خادم وقال:
    « أجب أمير المؤمنين. » فقمت وأنا أتشهّد، ومشيت مع الخادم إلى ممرّ سمعت فيه كلام النساء فقلت: عزم على قتلى بحجّة فهو يدخلني دور الحرم ثم يقول: من أذن لك في الدخول على حرمي. فوقفت، فقال الخادم:
    « ادخل. » فقلت: « لا أفعل. » فقال: « ويحك، ادخل. » فصحت وقلت:
    « لا والله، ما أدخل حتى أسمع كلام مولاي أمير المؤمنين بالإذن لي في الدخول. » فإذا بامرأة تصيح وتقول:
    « ويلك يا هرثمة، أنا الخيزران، وقد حدث أمر عظيم استدعيتك له، فادخل. » فورد عليّ ما لم يكن في حسابي، وتحيّرت ثم دخلت، فإذا بستارة ممدودة، فقالت لي من وراءها:
    « إنّ موسى قد مات، وقد أراحك الله والمسلمين منه، فقم فانظر إليه. » فإذا هو مسجّى، فمست مجسّه وقلبه ومناخره فإذا هو ميت.
    ثم قالت الخيزران:
    « إني كنت بحيث أسمع خطابه لك في أمر ابني هارون وغيره، فلمّا دخل استعطفته، ثم سألته ألّا يفعل ما همّ به، فصاح عليّ، فكشفت له رأسى وبكيت وأقسمت عليه ألّا يفعل، فانتهرنى وقال:
    « إن أمسكت، وإلّا ضربت عنقك. » فخفته وقمت وصلّيت وضرعت إلى الله في قبضه إليه، فما كان بأسرع ممّا شرق، فتداركناه بكوز ماء فازداد شرقه حتى تلف. فقم إلى يحيى بن خالد وعرّفه ما كان خاطبك به والخبر كلّه، وعجّل بهارون قبل أن ينتشر الخبر وجدّدا له البيعة. » قال: فقمت، ففعلت ذلك. وما أصبحنا حتى فرغنا من البيعة واستقام أمره وكفاني الله والناس شرّ موسى.
    ولمّا أتى الخيزران الخبر بوفاة موسى وجاءها به الرسول قالت:
    « وما أصنع به؟ » فقالت لها خالصة:
    « قومي أملى، ستّى، إلى ابنك، فليس هذا وقب تعتّب. » فقالت:
    « أعطونى ماء أتوضّأ للصلاة. » ثم قالت:
    « أما إنّا كنّا نتحدّث أنّه يموت في هذه الليلة خليفة ويملك فيها خليفة ويولد فيها خليفة، فمات موسى وملك هارون وولد المأمون. » فكانت ولايته أربعة عشر شهرا، ومات وهو ابن ستّ وعشرين سنة.
    ذكر بعض سيره ما كان من أمر عبد الله بن مالك مع الهادي

    ذكر عن عبد الله بن مالك، أنّه قال: كنت على شرطة المهديّ، وكان المهديّ يبعث إليّ في ندماء الهادي ومغنّيه في ضربهم وحبسهم صيانة له عنهم، فبعث إليّ الهادي يسألنى الرفق بهم والترفيه لهم، فلا ألتفت إلى ذلك وأمضى لما يأمرنى به المهديّ. قال: فلمّا ولى الهادي الخلافة أيقنت بالتلف، فبعث إليّ يوما، فدخلت إليه متكفّنا متحنّطا وإذا هو على كرسيّ والسيف والنطع بين يديه، فسلّمت، فقال:
    « لا سلّم الله على الآخر، تذكر يوم بعثت إليك في أمر الحرّانى وما أمر به أمير المؤمنين رضي الله عنه، من ضربه وحبسه فلم تجبني، وفي فلان وفي فلان - فجعل يعدّد ندماءه - فلم تلتفت إلى قولي وأمري؟ » قلت: « نعم يا أمير المؤمنين، أفتأذن في استيفاء الحجّة؟ » قال: « نعم. » قلت: « نشدتك الله يا أمير المؤمنين، أيسرّك أنّك ولّيتني ما ولّانى أبوك فأمرتنى بأمر فبعث إليّ بعض بنيك بأمر مخالف به أمرك، فاتبعت أمره وعصيت أمرك؟ » قال: « لا. » قلت: « فكذلك أنا لك، وكذلك كنت لأبيك. » فاستدنانى، فقبّلت يده، فأمر بخلع، فصبّت عليّ، وقال:
    « قد ولّيتك ما كنت تتولّاه، فامض راشدا. » فخرجت من عنده، فصرت إلى منزلي مفكّرا في أمري وأمره وقلت:
    حدث يشرب والقوم الذين عصيته في أمرهم ندماؤه ووزراؤه وكتّابه وكأنّى بهم حين يغلب عليه الشراب قد أزالوا رأيه فيّ وحملوه في أمري على ما كنت أتّخوفه.
    قال: فإني لجالس وبين يديّ بنيّة لي في وقتى ذلك والكانون بين يديّ ورقاق أشطره بكامخ وأسخّنه وأطعمه الصبيّة حتى توهمت أنّ الدنيا قد اقتلعت وزلزلت لوقع الحوافر وكثرة الضوضاء فقلت: هاه، كان والله ما ظننت، ووافاني من أمره ما تخوّفت. فإذا الباب قد فتح، وإذا الخدم قد دخلوا، وإذا أمير المؤمنين الهادي على حمار في وسطهم، فلمّا رأيتهم وثبت من مجلسي مبادرا، فقبّلت يده ورجله وحافر حماره فقال لي:
    « يا عبد الله، إني فكّرت في أمرك، فقلت: يسبق إلى قلبك أنّى إذا شربت وحولي أعداؤك، أزالوا ما حسن من رأيي فيك، فأقلقك وأوحشك، فصرت إلى منزلك لأونسك وأعلمك أنّ السخيمة قد زالت عن قلبي لك، فهات فأطعمنى ما كنت تأكل، وافعل فيه ما كنت تفعل، لتعلم أنّى قد تحرّمت بطعامك وأنست بمنزلك، فيزول خوفك ووحشتك. » فأدنيت إليه ذلك الرقاق والسّكرّجة التي فيها الكامخ فأكل منها، ثم قال:
    « هاتوا الزّلّة التي أزللتها لعبد الله من مجلسي. » فأدخل إليّ أربعمائة بغل موقرة دراهم وقال:
    « هذه زلّتك، فاستعن بها على أمرك واحفظ لي هذه البغال عندك لعلّى أحتاج إليها لبعض أسفاري. » ثم قال: « أظلّك الله بخير. » ثم انصرف راجعا.
    فذكر موسى بن عبد الله بن مالك: أنّ أباه أعطاه بستانه الذي كان وسط داره ثم بنى حوله معالف لتلك البغال وكان هو يتولّى النظر إليها والقيام عليها أيّام حياة الهادي كلّها.
    وأتى موسى برجل، فجعل يقرّره بذنوبه ويتهدّده، فقال الرجل:
    « يا أمير المؤمنين، اعتذاري ممّا تقرّعنى به ردّ عليك وإقراري يوجب عليّ ذنبا ولكني أقول:
    إذا كنت ترجو في العقوبة رحمة ** فلا تزهدن عند المعافاة في الأجر
    فأمر بإطلاقه.
    حقده على الربيع وسمه

    وقد كنّا حكينا عن موسى الهادي ما حقده على الربيع من دخوله على أمّه.
    فلمّا تجاوز عنه وجد أعداء الربيع طريقا إليه من طريق غيرة الهادي.
    وكان الربيع أهدى إلى المهدي جارية حسناء فائقة الجمال، حسنة القدّ والشعر ناهدة الثدي. فلمّا رآها المهدي قال:
    « هذه تصلح لموسى. » فوهبها له فشعف بها الهادي واستولدها، فهي أمّ أكابر أولاده. فقال حسّاد الربيع:
    « يا أمير المؤمنين، إنّ الربيع يتفوّه في خلوته بما هو أعظم ممّا أنكرته. » قال: « وما هو؟ »
    قالوا: « إنّه يقول: ما وضعت بيني وبين الأرض أطيب من فلانة - يعنى أمّ أولاد الهادي. » فالتهب الهادي وتركه حتى إذا كان يوم أنسه دعا الربيع إلى مجالسته وسقاه بيده كأسا مسموما، فأحسّ الربيع بذلك وبما رقّى إليه من كلامه، فلم يقدر على الامتناع وخاف أن يمتنع فيضرب عنقه، فشرب الكأس، فتوصّب من ساعته وقام فأظهر
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #72
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    الهادي شفقة عليه وعرض عليه المقام، فأبى وقال: « ما أجده يا أمير المؤمنين أكبر من أن أقيم معه. » ثم بادر إلى منزله، فأوصى ومات من ليلته.
    خلافة هارون الرشيد

    وفي هذه السنة استخلف هارون بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطلّب الرشيد فبويع له ليلة الجمعة وهي الليلة التي توفّى فيها الهادي وكانت سنّه يوم ولى اثنتين وعشرين سنة، وأمّه أمّ ولد يمانية ثم جرشيّة يقال لها خيزران، وولد بالرّى سنة تسع وأربعين ومائة.
    وكان هرثمة بن أعين هو الذي أخرج هارون الرشيد ليلا فأقعده للخلافة.
    ويقال: إنّ هارون لمّا جلس للخلافة حلف ألّا يصلّى الظهر إلّا ببغداذ وأنّه لا يصلّى بعيساباذ إلّا على المهدي، وأنّه لا يصلّى ببغداذ إلّا ورأس أبي عصمة بين يديه. ثم لبس ثيابه وخرج، فصلّى على أبيه، وقدّم أبا عصمة فضربت عنقه وشدّ جمّته في رأس قناة ودخل بها بغداذ وذاك أنّه كان مضى هو وجعفر بن موسى الهادي راكبين، فبلغا إلى قنطرة من قناطر عيساباذ فالتفت أبو عصمة إلى هارون فقال له:
    « مكانك حتى يجوز وليّ العهد. »
    فقال هارون:
    « السمع والطاعة للأمير. » فوقف حتى جاز جعفر، فكان هذا سبب قتل أبي عصمة.
    ويقال: إنّه لمّا توفّى موسى، هجم خزيمة بن خازم في تلك الليلة فأخذ جعفرا من قرابته، وكان خزيمة في خمسة آلاف من مواليه معهم السلاح.
    فقال: « والله لأضربنّ عنقك أو تخلعها. » وذاك أنّ موسى قد كان أمر جماعة فبايعوه، فلمّا كان الصبح ركب الناس إلى باب جعفر، فأتى به خزيمة فأقامه على باب الدار في العلو والأبواب مغلّقة فأقبل جعفر ينادى:
    « يا معشر الناس، من كانت لي في عنقه بيعة فقد أحللته منها والخلافة لعمّى هارون ولا حقّ لي فيها. » فكانت سبب مشى عبد الله بن مالك الخزاعي إلى مكّة على اللبود، وحظى خزيمة بذلك عند الرشيد.
    هارون يقلد خالدا الوزارة

    وقلّد هارون يحيى بن خالد الوزارة وقال له:
    « قد قلّدتك أمر الرعيّة وأخرجته من عنقي إليك، فاحكم في ذلك بما ترى من الصواب واستعمل من رأيت، واعزل من رأيت وأمض الأمور على ما ترى. » ودفع إليه خاتمه، وكانت خيزران هي الناظرة في الأمور، وكان يحيى يعرض عليها ويصور عن رأيها.
    ثم دخلت سنتا إحدى واثنتين وسبعين ومائة

    ولم يجر فيهما ما يستفاد منه تجربة.
    ودخلت سنة ثلاث وسبعين ومائة

    وفيها كانت وفاة محمّد بن سليمان بالبصرة
    فوجّه الرشيد إلى كلّ ما خلّفه رجلا أمره باصطفائه، فأرسل إلى ما خلّف من الصامت من قبل صاحب بيت ماله رجلا، وإلى الكسوة بمثل ذلك، وإلى الفرش والرقيق والدوابّ والخيل والإبل وإلى الطيب والجواهر وكلّ آلة برجل من قبل الذي يتولّى كلّ صنف من الأصناف، فأخذوا جميع ما كان لمحمّد ممّا يصلح للخلافة ولم يتركوا شيئا إلّا الخرثيّ الذي لا يصلح للخلفاء وأصابوا له في خزانة لباسه أصناف الثياب منذ كان صبيّا في الكتّاب إلى أن مات على مقادير السنين وكان من ذلك ما عليه آثار النقس وأصابوا له ستين ألف ألف، فحملوها مع ما حمل، فلمّا صارت في السفن، أخبر الرشيد بمكان السفن التي حملت ذلك، فأمر أن يدخل جميع ذلك خزائنه إلّا المال، فإنّه أمر بصكاك فكتبت للندماء وكتبت للمغنين صكاك صغار لم تدوّن في الديوان ثم دفع إلى كلّ رجل صكّ بما رأى أن يهب له، فأرسلوا وكلاءهم إلى السفن فأخذوا المال على ما أمر لهم به في الصكاك أجمع لم يدخل بيت ماله منه درهم واحد واصطفى ضياعه.
    موت الخيزران

    وفيها ماتت الخيزران فخرج الرشيد وعليه جبّة سعيديّة وطيلسان خرق أزرق قد شدّ به وسطه وهو آخذ بقائمة السرير حافيا يمشى في الطين حتى أتى مقابر قريش، فغسل رجليه ودعا بخفّ وصلّى عليها ودخل قبرها، فلمّا خرج دعا الفضل بن الربيع وقال له:
    « وحقّ المهديّ - وكان لا يحلف به إلّا إذا اجتهد - إني لأهمّ لك من الليل بشيء من التولية وغيرها، فتمنعني هذه، رحمها الله، وأطيع أمرها. » وولّاه نفقات العامّة والخاصّة وبادوريا والكوفة ولم تزل حاله تنمى إلى سنة سبع وثمانين.
    ودخلت سنة أربع وسبعين [ ومائة ]

    ولم يجر فيها على ما بلغنا شيء يليق بهذا الكتاب إثباته.
    ودخلت سنة خمس وسبعين ومائة محمد الأمين يصبح وليّا للعهد

    وفيها عقد الرشيد لابنه محمّد ولاية العهد من بعده وأخذ له بذلك بيعة القوّاد والجند وسمّاه الأمين، وله يومئذ خمس سنين. وكان جماعة من بنى العبّاس قد مدّوا أعناقهم للخلافة بعد الرشيد لأنّه لم يكن له وليّ عهد، فلمّا بايع له، أنكروا بيعته لصغر سنّه.
    ولمّا صار الفضل بن يحيى إلى خراسان فرّق هناك أموالا عظيمة وأعطى الجند أعطيات متتابعة، ثم أظهر البيعة لمحمّد بن الرشيد، فبايع له الناس وسمّاه الأمين، فلمّا تناهى إلى الرشيد خبره وأنّ أهل المشرق بايعوا لمحمّد، كتب إلى الآفاق فبويع له في جميع الأمصار.
    ثم دخلت سنة ست وسبعين ومائة

    ظهور يحيى بن عبد الله

    وفيها ظهر يحيى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن حسن بن عليّ بن أبي طالب، فنزع إليه الناس من الأمصار، واشتدّت شوكته وقوى أمره، فاغتمّ لذلك الرشيد فندب إليه الفضل بن يحيى في خمسين ألف رجل ومعه صنادد القوّاد وولّاه كور الري، والجبل، وجرجان، وطبرستان، وقومس، ودنباوند، والرويان، وحملت معه الأموال، فشخص الفضل واستخلف منصور بن زياد بباب أمير المؤمنين تجرى كتبه على يده وتنفذ الجوابات عنها إليه.
    وكانوا يثقون بمنصور وابنه في جميع أمورهم لقديم صحبته لهم وحرمته بهم. ثم مضى من معسكره ولم تزل كتب الرشيد تتابع إليه بالبرّ واللطف والجوائز والخلع، فكاتب يحيى ورفق به واستماله وناشده وحذّره وأشار عليه وبسط أمله، وكاتب صاحب الديلم وجعل له ألف ألف درهم على أن يسهّل خروج يحيى إلى ما قبله، وحملت إليه، فأجاب يحيى إلى الصلح والخروج على يديه على أن يكتب له الرشيد أمانا بخطّه على نسخة يبعث بها إليه، فكتب الفضل بذلك إلى الرشيد، فسره وعظم موقعه، وكتب يحيى أمانا وأشهد عليه الفقهاء والقضاة وجلّة بنى هاشم ومشايخهم منهم: عبد الصمد بن عليّ، والعبّاس بن محمّد، وموسى بن عيسى، ومحمّد بن إبراهيم، ومن أشبههم، ووجّه معه جوائز وكرامات وهدايا. فوجّه الفضل بذلك إليه، فقدم يحيى بن عبد الله عليه وورد به الفضل بغداذ: فلقيه الرشيد بكلّ ما أحبّ، وأمر له بمال كثير وأجرى له أرزاقا سنيّة، وأنزله منزلا سريّا، بعد أن أقام في منزل يحيى بن خالد أيّاما، وكان يتولّى أمره بنفسه ولا يكل ذلك إلى غيره.
    وبلغ الرشيد الغاية في إكرام الفضل، ومدحه الشعراء فأكثروا. فمنها ما قاله مروان بن أبي حفصة:
    ظفرت فلا شلّت يد برمكيّة ** رتقت بها الفتق الذي بين هاشم
    على حين أعيا الراتقين التئامه ** فكفّوا وقالوا ليس بالمتلائم
    فأصبحت قد فازت يداك بخطّة ** من المجد باق ذكرها في المواسم
    وما زال قدح الملك يخرج فائزا ** لكم كلّما ضمّت قداح المساهم
    وتركت ذكر غيره من المدائح لأنّها كثيرة ولا طائل فيها من جهة الاختيار.
    فحكى أحمد بن محمّد بن جعفر بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن، قال: لمّا قدم بيحيى من الديلم أتيته وهو في دار عليّ بن أبي طالب فقلت له:
    « يا عمّ، ما بعدك مخبر، ولا بعدي مخبر، فأعلمني خبرك. » فقال: « يا ابن أخي، والله إن كنت إلّا كما قال حييّ بن أخطب:
    لعمرك ما لام ابن أخطب نفسه ** ولكنّه من يخذل الله يخذل
    لجاهد حتى أبلغ النّفس عذرها ** وقلقل يبغى العزّ كلّ مقلقل
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني


  • صفحة 18 من 20 الأولىالأولى ... 81617181920 الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. تجارب أمم المجلد الثاني
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 87
      آخر مشاركة: 06-14-2010, 09:53 AM
    2. أربع اخطاء في تذويب الطعام المجمد
      بواسطة أحمد فرحات في المنتدى ملتقى المطبخ والمأكولات والحلويات السورية Syrian food and sweets
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 06-10-2010, 03:26 AM
    3. انطلاق السباق المحلي السادس بقطر
      بواسطة أحمد فرحات في المنتدى الملتقى الرياضي وكرة القدم Football & Sports Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 05-11-2010, 12:27 PM
    4. العشى الليلي Night blindness
      بواسطة Dr.Ahmad في المنتدى ملتقى الطلاب السوريين المغتربين في مجال الطب Medical Students
      مشاركات: 1
      آخر مشاركة: 03-11-2010, 01:57 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1