بلس. بالتحريك. جبل أحمر في بلاد محارب بن خصفة.
بلش: بالفتح وتشديد اللام والشين المعجمة. بلد بالأندلس. ينسب إليه يوسف بن جبارة البلشي رجل من أهل الصلاح والعلم ذكره ابن الفرضي.
بلشكر: من قرى بغداد ثم من ناحية الدجيل قرب البردان. قال إبراهيم بن المد بر:
طربت إلى قطربل وبلشكر ** وراجعت عما لست بمقصر وقال البحتري يمدح ابن المدبر:
وقد ساءني أن لم يهج من صبابتي ** سنا البرق في جنح من الليل أخضر
وأني بهجر للمرام وقد بدى ** لي الصبح من قطربل وبلشكر بلشند: بسكون اللام وفتح الشين وسكون النون..من نواحي سرقسطة بالأندلس وفيها حصن يعرف ببني خطاب.
بلشيج: بكسر الشين وياء ساكنة وجيم. من حصون لاردة بالأندلس.
بلطش: بفتح الطاء والشين معجمة. بلدة بالأندلس من نواحي سرقسطة له نهريسقي عشرين ميلا.
بلط: بالتحريك. اسم لمدينة بلد المذكورة آنفا فوق الموصل،وإليها ينسب عثمان بن عيسى البلطي النحوي. كان بمصر له تصانيف في الأدب ومات بمصر في صفر سنة 599، وهو مذكور في أخبار النحويين من جمعنا. ذكر هشام، عن أبيه قال: التقم الحوت يونس بن متى عليه السلام في بحر الشام ثم أخرجه في بحر مصر ثم إلى بحر إفريقية ثم أدخله في بحر المجاز عند طنجة حتى سلك به في بحر الأصم، ثم أخذ به مجرى الدبور حتى سلك به في البحر الذي يسقي البحار التي بالمشرق، ثم خرج به في بحر البصرة حتى أدخله دجلة، ثم لفظه بمكان من الحصنين على سبعة فراسخ فأبصره سرياني فقال: افلط أي اخرج من بطن الحوت. يقول: افلت فسمي ذلك الموضع فلط، نم بلط، ثم بلد. قلت: وهذا خبر عجاب بعيد من الصحة في العقل و الله أعلم. وقال أبو العباس أحمد بن عيسى التموزي، وكان قد تزوج امرأة من أهل بلط:
عجبت من زلتي ومن غلطي ** لما رأيت الزواج في بلط
ومن حماة تزيد شرتها ** على كريم حلف الكرام وطي
سميت زهراء يا ظلام ويا ** تاركة الجار غير مغتبط
في وجهها ألف عقدة غضبا ** علي حتى كأنني نبطي بلطة: بالضم، ثم السكون. قيل: هو موضع معروف بجبلي طيىء، وهو كان منزل عمرو بن درماء الذي نزل به امرؤ القيس بن حجر الكندي مستذما. وقال:
نزلت على عمرو بن درماء بلطة ** فيا حسن ما جار ويا كرم ما محل وقال امرؤ القيس أيضا:
وكنت إذا ما خفت يوما ظلامة ** فإن لها شعبا ببلطة زيمرا فعلى هذا نرى أن بلطة موضم يضاف إلى موضع آخر يقال له زيمر. وقال الأصمعي في تفسيره: بلطة هضبة بعينها. وقال أبو عمرو: بلطة أي فجخأة. وقال أبو عبيد السكوني: بلطة عين ونخل وواد من طلح لبني درماء في أجإ، وقد ذكرها امرؤ القيس لما نزل بها على عمرو بن درماء فقال:
ألا إن في الشعبين شعب بمسطح ** وشعب لنا في بطن بلطة زيمرا وقال سلام بن عمرو بن درماء الطائي:
إذا ما غضبت أو تقلدت منصلي ** فلأيا لكم في بطن بلطة مسرب
فإنكم والحق لو تدعونه ** كما انتحلت عرض السماوة أهيب
كسنبسنا المدلين في جو بلطة ** ألا بئس ما أدلوا به وتقربوا وحدث أبو عبد الله نفطويه قال: قدمت امرأة من الأعراب إلى مصر فمرضت فأتاها النساء يعللنها بالكعد والرمان وأنواع العلاجات فأنشأت تقول:
لأهل بلطة إذ حلوا أجارعها ** أشهى لعيني من أبواب سودان
جاؤا بكعك ورمان ليشفيني ** يا ويح نفسي من كعك ورمان بلعاس: كورة من كور حمص.
بلع: بوزن زفر. موضع في قول الراعي:
ماذا تذكر من هند إذا احتجبت ** بأبني عوار وأدنى دارها بلع بلعم: بالفتح، ثم السكون وفتح العين المهملة وميم. بلد في نواحي الروم. كذا ذكروا في نسب أبي الفضل محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عيسى التميمي البلعمي وزير آل سامان بما وراء النهر وخراسان، وكان من الأد باء البلغاء ذكرته في أخبار الوزراء.
بلغار: بالضم والغين معجمة. مدينة الصقالبة ضاربة قي الشمال شديدة البرد لا يكاد الثلج يقلع عن أرضها صيفا ولا شتاء وقل ما يرى أهلها أرضا ناشفة، وبناؤهم بالخشب وحده وهو أن يركبوا عودا فوق عود ويسمروها بأوتاد من خشب أيضا محكمة، والفواكه والخيرات بأرضهم لا تنجب، وبين إتل مدينة الخزر وبلغار على طريق المفاوز نحو شهر، ويصعد إليها في نهر إتل نحو شهرين، وفي الحدود نحو عشرين يوما، ومن بلغار إلى أول حد الروم نحو عشر مراحل، ومنها إلى كويابة مدينة الروس عشرون يوما، ومن بلغار إلى بشجرد خمس وعشرون مرحلة. وكان ملك بلغار وأهلها قد أسلموا في أيام المقتدر بالله وأرسلوا إلى بغداد رسولا يعرفون المقتدر ذلك ويسألونه إنفاذ من يعلمهم الصلوات والشرائع لكن لم أقت على السبب في إسلامهم. وقرأت رسالة عملها أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد بن حماد مولى محمد بن سليمان رسول المقتدر بالله إلى ملك الصقالبة ذكر فيها ما شاهده منذ انفصل من بغداد إلى أن عاد إليها. قال فيها: لما وصل كتاب ألمس بن شلكي بلطوار ملك الصقالبة إلى أمير المؤمنين المقتدر بالله يسأله فيه أن يبعث إليه من يفقهه في الدين، ويعرفه شرائع الإسلام، ويبني له مسجدا، وينصب له منبرا ليقيم عليه الدعوة في جميع بلده وأقطار مملكته، ويسأله بناء حصن متحصن فيه من الملوك المخالفين فأجيب إلى ذلك، وكان السفير له نذير الحزمي، فبدأت أنا بقراءة الكتاب عليه وتسليم ما أهدي إليه، والأشراف من الفقهاء والمعلمين، وكان الرسول من جهة السلطان سوسن الرسي مولى نذير الحزمي، قال: فرحلنا من مدينة السلام لإحدى عشرة ليلة خلت من صفر سنة 309، ثم ذكر ما مر له في الطريق إلى خوارزم، ثم منها إلى بلاد الصقالبة ما يطول شرحه، ثم قال: فلما كنا من ملك الصقالبة، وهو الذي قصدنا له على مسيرة يوم وليلة وجه لاستقبالنا الملوك الأربعة الذين تحت يديه، وإخوته وأولاده فاستقبلونا، ومعهم الخبز واللحم والجاورس، وساروا معنا، فلما صرنا منه على فرسخين تلقانا هو بنفسه، فلما رآنا نزل فخر ساجداشكرا لله وكان في كمه دراهم فنثرها علينا ونصب لنا قبابا فنزلناها، وكان وصولنا إليه يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرم سنة 310، وكانت المسافة من الجرجانية، وهي مدينة خوارزم سبعين يوما فأقمنا إلى يوم الأربعاء في القباب التي ضربت لنا، حتى اجتمع ملوك أرضه وخواصه ليسمعوا قراءة الكتاب، فلما كان يوم
الخميس نشرنا المطردين الذين كانوا معنا وأسرجنا الدابة بالسرج الموجه إليه وألبسناه السواد وعممناه وأخرجت كتاب الخليفة فقرأته وهو قائم على قدميه، ثم قرأت كتاب الوزير حامد بن العباس وهو قائم أيضا، وكان بدينا فنثر أصحابه علينا الدراهم وأخرجنا الهدايا وعرضناها عليه، ثم خلعنا على امرأته وكانت جالسة إلى جانبه وهذه سنتهم ودأبهم، ثم وجه إلينا فحضرنا قبته، وعنده الملوك عن يمينه وأمرنا أن نجلس عن يساره وأولاده جلوس بين يديه وهو وحده على سرير مغشى بالديباج الرومي، فدعا بالمائدة فقدمت إليه، وعليها لحم مشوي، فابتدأ الملك وأخذ سكينا وقطع لقمة فأكلها وثانية وثالثة، ثم قطع قطعة فدفعها إلى سوسن الرسول، فلما تناولها جاءته مائدة صغيرة، فجعلت بين يديه، وكذلك رسمهم لا يمد أحد يده إلى أكل حتى يناوله الملك، فإذا تناولها جاءته مائدة، ثم قطع قطعة وناولها الملك الذي عن يمينه، فجاءته مائدة، ثم ناول الملك الثاني، فجاءته مائدة وكذلك حتى قدم إلى كل واحد من الذين بين يديه مائدة وأكل كل واحد منا من مائدة لا يشاركه فيها أحد ولا يتناول من مائدة غيره شيئا، فإذا فرغ من الأكل حمل كل واحد منا ما بقي على مائدته إلى منزله، فلما فرغنا دعا بشراب العسل، وهم يسمونه السجو، فشرب وشربنا. وقد كان يخطب له قبل قدومنا اللهم اصلح الملك بلطوار، ملك بلغار فقلت له: إن الله هو الملك ولا يجوز أن يخطب بهذا أحد سيما على المنابر، وهذا مولاك أمير المؤمنين قد وصى لنفسه أن يقال على منابره في الشرق والغرب: اللهم اصلح عبدك وخليفتك جعفر الإمام المقتدر بالله أمير المؤمنين فقال: كيف يجوز أن يقال فقلت: يذكر اسمك واسم أبيك فقال: ان أبي كان كافرا وأنا أيضا ما أحب أن يذكر اسمي إذا كان الذي سماني به كافرا، ولكن ما اسم مولاي أمير المؤمنين فقلت: جعفر. قال: فيجوز أن أتسمى باسمه قلت: نعم. فقال: قد جعلت اسمي جعفرا، و اسم أبي عبد الله وتقدم إلى الخطيب بذلك فكان يخطب اللهم اصلح عبدك جعفر بن عبد الله أمير بلغار مولى أمير المؤمنين. قال: ورأيت في بلده من العجائب ما لا أحصيها كثرة من ذلك أن أول ليلة بتناها في بلده رأيت قبل مغيب الشمس بساعة أفق السماء وقد احمر احمرارا شديدا، وسمعت في الجو أصواتا عالية وههمة فرفعت رأسي فإذا غيم أحمر مثل النار قريب مني، فإذا تلك الهمهمة والأصوات منه، وإذا فيه أمثال الناس والدواب وإذا في أيدي الأشباح التي فيه قسي ورماح وسيوف وأتبينها وأتخيلها،وإذا قطعة أخرى مثلها أرى فيها رجالا أيضا وسلاحا ودواب، فأقبلت هذه القطعة على هذه كما تحمل الكتيبة على الكتيبة، ففزعنا من هذه وأقبلنا على التضرع والدعاء وأهل البلد يضحكون منا ويتعجبون من فعلنا. قال: وكنا ننظر إلى القطعة تحمل على القطعة فتختلطان جميعا ساعة، ثم تفترقان، فما زال الأمر كذلك إلى قطعة من الليل، ثم غابتا. فسألنا الملك عن ذلك، فزعم أن أجداده كانوا يقولون هؤلاء من مؤمني الجن وكفارهم يقتتلون كل عشية، وأنهم ما عدموا هذا منذ كانوا في كل ليلة. قال: ودخلت أنا وخياط كان للملك من أهل بغداد قبتي لنتحدث فتحدثنا بمقدار ما يقر الإنسان نصف ساعة ونحن ننتظر أذان العشاء، فإذا بالأذان، فخرجنا من القبة وقد طلع الفجر، فقلت للمؤذن: أي شيء أذنت قال: الفجر. قلت: فعشاء الأخيرة. قال: نصليها مع المغرب. قلت: فالليل، قال: كما ترى، وقد كان أقصر من هذا، وقد أخذ الآن في الطول، وذكر أنه منذ شهر ما نام الليل خوفا من أن تفوته صلاة الصبح، وذلك أن الإنسان يجعل القدر على النار وقت المغرب، ثم يصلى الغداة، وما آن لها أن تنضج. قال: ورأيت النهار عندهم طويلا جدا وإذا أنه يطول عندهم مدة من السنة ويقصر الليل، ثم يطول الليل ويقصر النهار، فلما كانت الليلة الثانية جلست فلم أر فيها من الكواكب إلا عددا يسيرا ظننت أنها فوق الخمسة عشر كوكبا متفرقة وإذا الشفق الأحمر الذي قبل المغرب لا يغيب بته، وإذا الليل قليل الظلمة يعرف الرجل الرجل فيه من أكثر من غلوة سهم. قال: والقمر إنما يطلع في أرجاء السماء ساعة، ثم يطلع الفجر، فيغيب القمر. قال: وحدثني الملك أن وراء بلده بمسيرة ثلاثة أشهر قوم يقال لهم ويسو الليل، عندهم أقل من ساعة. قال: ورأيت البلد عند طلوع الشمس يحمر كل شيء فيه من الأرض والجبال، وكل شيء ينظر الإنسان إليه حين تطلع الشمس كأنها غمامة كبرى فلا تزال الحمرة كذلك حتى تتكبد السماء، وعرفني أهل البلد أنه إذا كان الشتاء عاد الليل في طول النهار وعاد النهار في قصر الليل حتى أن الرجل منا ليخرج إلى نهر يقال له إتل بيننا وبينه أقل من مسافة فرسخ وقت الفجر فلا يبلغه إلى العتمة إلى وقت طلوع الكواكب كلها حتى تطبق السماء ورأيتهم يتبركون بعواء الكلب جدا ويقولون تأتي عليهم سنة خصب وبركة وسلامة ورأيت الحيات عندهم كثيرة، حتى أن الغصن من الشجر ليلتف عليه عشرة منها وأكثر ولا يقتلونها ولا تؤذيهم، ولهم تفاح أخضر شديد الحموضة جدا تأكله الجواري فيسمن وليس في بلدهم أكثر من شجر البندق، ورأيت منه غياضا تكون أربعين فرسخا في مثلها. قال: ورأيت لهم شجرا لا أدري ما هو مفرط الطول وساقه أجرد من الورق ورؤوسه كرؤوس النخل له خوص دقاق إلا أنه مجتمع يعمدون إلى موضع من ساق هذه الشجرة يعرفونه فيثقبونه ويجعلون تحته إناء يجري إليه من ذلك الثقب ماء: أطيب من العسل وإن أكثر الإنسان من شربه أسكره كما تسكر الخمر، وأكثرأكلهم الجاورس ولحم الخيل. على أن الحنطة والشعير كثير في بلادهم وكل من زرع شيئا أخذه لنفسه، ليس للملك فيه حق، غيرأنهم يؤذون إليه من كل بيت جلد ثور، وإذا أمر سرية على بعض البلدان بالغارة كان له معهم حصة، وليس عندهم شيء من الأدهان غير دهن السمك، فإنهم يقيمونه مقام الزيت والشيرج فهم كانوا لذلك زفيرين وكلهم يلبسون القلانس، وإذا ركب الملك ركب وحده بغير غلام ولا أحد معه، فإذا اجتاز في السوق لم يبق أحد إلا قام وأخذ قلنسوته عن رأسه وجعلها تحت إبطه، فإذا جاوزهم ردوا قلانسهم فوق رؤوسهم، وكذلك كل من يدخل على الملك من صغير وكبير، حتى أولاده لإخوته ساعة يقع نظرهم عليه يأحذون قلانسهم فيجعلونها تحت آباطهم، ثم يومؤن إليه برؤسهم ويجلسون، ثم يقومون حتىيأمرهم بالجلوس وكل من جلس بين يديه، فإنما يجلس باركا ولا يخرج قلنسوته ولا يظهرها حتى يخرج من بين يديه فيلبسها عند ذلك.ها من الكواكب إلا عددا يسيرا ظننت أنها فوق الخمسة عشر كوكبا متفرقة وإذا الشفق الأحمر الذي قبل المغرب لا يغيب بته، وإذا الليل قليل الظلمة يعرف الرجل الرجل فيه من أكثر من غلوة سهم. قال: والقمر إنما يطلع في أرجاء السماء ساعة، ثم يطلع الفجر، فيغيب القمر. قال: وحدثني الملك أن وراء بلده بمسيرة ثلاثة أشهر قوم يقال لهم ويسو الليل، عندهم أقل من ساعة. قال: ورأيت البلد عند طلوع الشمس يحمر كل شيء فيه من الأرض والجبال، وكل شيء ينظر الإنسان إليه حين تطلع الشمس كأنها غمامة كبرى فلا تزال الحمرة كذلك حتى تتكبد السماء، وعرفني أهل البلد أنه إذا كان الشتاء عاد الليل في طول النهار وعاد النهار في قصر الليل حتى أن الرجل منا ليخرج إلى نهر يقال له إتل بيننا وبينه أقل من مسافة فرسخ وقت الفجر فلا يبلغه إلى العتمة إلى وقت طلوع الكواكب كلها حتى تطبق السماء ورأيتهم يتبركون بعواء الكلب جدا ويقولون تأتي عليهم سنة خصب وبركة وسلامة ورأيت الحيات عندهم كثيرة، حتى أن الغصن من الشجر ليلتف عليه عشرة منها وأكثر ولا يقتلونها ولا تؤذيهم، ولهم تفاح أخضر شديد الحموضة جدا تأكله الجواري فيسمن وليس في بلدهم أكثر من شجر البندق، ورأيت منه غياضا تكون أربعين فرسخا في مثلها. قال: ورأيت لهم شجرا لا أدري ما هو مفرط الطول وساقه أجرد من الورق ورؤوسه كرؤوس النخل له خوص دقاق إلا أنه مجتمع يعمدون إلى موضع من
ساق هذه الشجرة يعرفونه فيثقبونه ويجعلون تحته إناء يجري إليه من ذلك الثقب ماء: أطيب من العسل وإن أكثر الإنسان من شربه أسكره كما تسكر الخمر، وأكثرأكلهم الجاورس ولحم الخيل. على أن الحنطة والشعير كثير في بلادهم وكل من زرع شيئا أخذه لنفسه، ليس للملك فيه حق، غيرأنهم يؤذون إليه من كل بيت جلد ثور، وإذا أمر سرية على بعض البلدان بالغارة كان له معهم حصة، وليس عندهم شيء من الأدهان غير دهن السمك، فإنهم يقيمونه مقام الزيت والشيرج فهم كانوا لذلك زفيرين وكلهم يلبسون القلانس، وإذا ركب الملك ركب وحده بغير غلام ولا أحد معه، فإذا اجتاز في السوق لم يبق أحد إلا قام وأخذ قلنسوته عن رأسه وجعلها تحت إبطه، فإذا جاوزهم ردوا قلانسهم فوق رؤوسهم، وكذلك كل من يدخل على الملك من صغير وكبير، حتى أولاده لإخوته ساعة يقع نظرهم عليه يأحذون قلانسهم فيجعلونها تحت آباطهم، ثم يومؤن إليه برؤسهم ويجلسون، ثم يقومون حتىيأمرهم بالجلوس وكل من جلس بين يديه، فإنما يجلس باركا ولا يخرج قلنسوته ولا يظهرها حتى يخرج من بين يديه فيلبسها عند ذلك. والصواعق في بلادهم كثيرة جدا، وإذا وقعت الصاعقة في دار أحدهم لم يقربوه ويتركونه حتى يتلفه الزمان، ويقولون: هذا موضع مغضوب عليه، وإذا رأوا رجلا له حركة ومعرفة بالأشياء قالوا: هذا حقه أن يخدم ربنا فأخذوه وجعلوا في عنقه حبلا وعلقوه في شجرة حتى يتقطع، وإذا كانوا يسيرون في طريق وأراد أحدهم البول، فبال وعليه سلاحه انتهبوه وأخذوا سلاحه وجميع ما معه، ومن حط عنه سلاحه وجعله ناحية لم يتعرضوا له وهذه سنتهم وينزل الرجال والنساء النهر فيغتسلون جميعا عراة لا يستتر بعضهم من بعض، ولا يزنون بوجه ولا سبب، ومن زنا منهم كائنا من كان، ضربوا له أربع سكك، وشدوا يديه ورجليه إليها، وقطعوا بالفاس من رقبته إلى فخذه، وكذلك يفعلون بالمرأة، نم يعلق كل قطعة منه، ومنها على شجرة. قال: ولقد اجتهدت أن تستتر النساء من الرجال في السباحة، فما استوى إلي ذلك، ويقتلون السارق، كما يقتلون الزاني، ولهم أخبار اقتصرنا منها على هذا.
بلغي: بفتح أوله وثانيه وغين معجمة وياء مشددة، كذا ضبطه أبوبكربن موسى، وهو بلد بالأندلس من أعمال لاردة ذات حصون عدة. ينسب إليها جماعة: منهم أبو محمد عبد الحميد البلغي الأموي. قال أبو طاهر الحافظ: سمعت أبا العباس أحمد بن البني الأبدي بجزيرة ميورقة يقول: قدمت حمص الأندلس فاجتمعت مع شعرائهم في مجلس، فأرادوا امتحاني والقصة مذكورة في بنة. قال: وقدم البلغي الاسكندرية فسألته عن مولده فقال: ولدت سنة 487 في مدينة بلغي شرقي الأندلس، ثم انتقلت إلى العدوة بعد استيلاء العدؤ على البلاد فصرت خطيب تلمسان، وقرأت القران، وسعت الحديث، وأعرف با بن بربطير البلغي، ومحمد بن عيسى بن محمد بن بقاء أبوعبد الله الأنصاري الأندلسي البلغي المقري، أحد حفاظ القرآن المجودين. قدم دمشق، وقرأ بها السبعة على شيخه أبي داود سليمان بن أبي القاسم نجاح الأموكي البلنسي قرأ عليه جماعة، وكان شيخا قليل التكلف، وكان مولده سنة 454 ومات بدمشق سنة 512 البلقاء: كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى، قبتها عمان وفيها قرى كثيرة ومزارع واسعة وبجودة حنطتها يضرب المثل. ذكر هشام بن محمد، عن الشرقي بن القطامي أنها سميت البلقاء لأن بالق من بني عمان بن لوط عليه السلام عمرها. ومن البلقاء: قرية الجبارين التي أراد الله تعالى بقوله: إن فيها قوما جبارين المائدة: 22،. وقال قوم، وبالبلقاء: مدينة الشراة شراة الشام أرض معروفة وبها الكهف والرقيم، فيما زعم بعضهم. وذكر بعض أهل السير أنها سميت ببلقاء بن سويدة من بني عسل بن لوط. وأما اشتقاقها، فهي من البلق، وهي سواد وبياض مختلطان، ولذلك قيل: أبلق وبلقاء. والبلق أيضا الفسطاط. وقد نسب إليها قوم من الرواة. منهم: حفص بن عمر بن حفص بن أبي السائب كان على قضاء البلقاء. سمع عامر بن يحيى سمع منه الهيثم بن خارجة ويحيى بن عبد الله بن أسامة القرشي البلقاوي. روى عن زيد بن أسلم. روى عنه أبو طاهر موسى بن محمد الأنصاري المقدسي. وموسى بن محمد بن عطاء بن أيوب، ويقال: ابن محمد بن طاهر. ويقال: ابن محمد بن زيد أبو طاهر الأنصاري. ويقال: القرشي البلقاوي ويعرف بالمقدسي. يروي عن حجر بن الحارث الغساني الرملي والوليد بن محمد الموقري وخالد بن يزيد بن صالح بن صبيح والهيثم بن حميد وأبي المليح الحسن بن عمر الرقي ومالك بن أنس الفقيه وبقية بن الوليد وجماعة كثيرة. روى عنه عياش بن الوليد بن صبيح الخلال و موسى بن سهل الرملي ومحمد بن كثير المصيصي، وهو أقدم من روى عنه وغيرهم. وقال عبد العزيز الكناني موسى البلقاوي ليس بثقة.
بلقاء وبليق: ماآن لبني أبي بكر وبني قريظ.
بلقطر: بفتح أوله وثانيه وسكون القاف وضم الطاء. مدينة بمصر في كورة البحيرة قرب الأسكندرية.
بلق: بالفتح، ثم السكون وقاف: ناحية بغزنة من أرض زابلستان.
بلقينة: بالضم وكسر القاف وياء ساكنة ونون: قرية من حوف مصر من كورة بنا يقال لها البوب أيضا.
بلكثة: تقدم ذكرها في: بلاكث وكلاهما بالثاء المثلثة فأغنى.
بلكرمانية: إقليم من كورة قبرة با لأندلس.
بلكيان: من قرى مرو على فرسخ. منها أحمد بن عتاب البلكياني. روى المناكيرعن نوح بن أبي مريم. روى عنه يعلى بن حمزة.
البلمون: بالتحريك: من قرى مصر من نواحي الحوف الشرقي.
بلنياس: بضمتين وسكون النون وياء وألف وسين مهملة. كورة ومدينة صغيرة وحصن بسواحل حمص على البحر، ولعلها سميت باسم الحكيم بلنياس صاحب الطلسمات.
بلنجر: بفتحتين وسكون النون وجيم مفتوحة وراء: مدينة ببلاد الخزر خلف باب الأبواب قالوا فتحها عبد الرحمن بن ربيعة. وقال البلاذري سلمان بن ربيعة الباهلي وتجاوزها ولقيه خاقان في جيشه خلف بلنجر فاستشهد هو وأصحابه وكانوا أربعة آلاف، وكان في أول الأمر قد خافهم الترك وقالوا: إن هؤلاء ملائكة لا يعمل فيهم السلاح فاتفق أن تركيا اختفى في غيضة ورشق مسلما بسهم فقتله، فنادى في قومه أن هؤلاء يموتون كما تموتون فلم تخافوهم فاجترؤا عليهم وأوقعوهم حتى استشهد عبد الرحمن بن ربيعة وأخذ الراية أخوه، ولم يزل يقاتل حتى أمكنه دفن أخيه بنواحي بلنجر ورجع ببقية المسلمين على طريق جيلان. فقال عبد الرحمن بن جمانة الباهلي:
وإن لنا قبرين قبر بلنجر ** وقبرا بصين استان يا لك من قبر
فهذا الذي بالصين عمت فتوحه ** وهذا الذي يسقى به سبل القطر يريد أن الترك لما قتلوا عبد الرحمن بن ربيعة وقيل: سلمان بن ربيعة وأصحابه كانوا ينظرون في كل ليلة نورا على مصارعهم، فأخذوا سلمان بن ربيعة وجعلوه في تابوت فهم يستسقون به إذا قحطوا. وأما الذي بالصين فهو قتيبة بن مسلم الباهلي. وقال البحتري يمدح إسحاق بن كنداجيق:
شرف تزيد بالعراق إلى الذي ** عهدوه في خمليخ أو ببلنجرا بلنز: بالزي: ناحية من سرنديب في بحر الهند يجلب منها رماح خفيفة يرغب أهل تلك البلاد فيها ويغالون في أثمانها، والفساد مع ذلك يسرع إليها، قاله نصر.
بلنسية: السين مهملة مكسورة وياء خفيفة: كورة ومدينة مشهورة بالأندلس متصلة بحوزة كورة تدمير، وهي شرقي تدمير وشرقي قرطبة، وهي برية بحرية ذات أشجار وأنهار، وتعرف بمدينة التراب، وتتصل بها مدن تعد في جملتها والغالب على شجرها القراسيا ولا يخلو منه سهل ولا جبل، وينبت بكورها الزعفران وبينها وبين تدمير أربعة أيام، ومنها إلى طرطوشة أيضا أربعة أيام، وكان الروم قد ملكوها سنة 487 واستردها الملثمون الذين كانوا ملوكا بالغرب قبل عبد المؤمن سنة 95، وأهلها خير أهل الأندلس يسمون عرب الأندلس بينها وبين البحر فرسخ. وقال الأديب أبو زيد عبد الرحمن بن مقانا الأشبوني الأندلسي:
إن كان واديك نيلا لا يجاز به ** فما لنا قد حرمنا النيل والنيلا
إن كان ذنبي خروجي من بلنسية ** فما كفرت ولا بدلت تبديلا
دع المقادير تجري في أعنتها ** ليقضي الله أمرا كان مفعولا وقال أبو عبد الله محمد الرصافي:
خليلي ما للبلد قد عبقت نشرا ** وما لرؤوس الركب قد رجحت سكرا
هل المسك مفتوقا بمدرجة الصبا ** أم القوم أجروا من بلنسية ذكرا
بلادي التي راشت قويدمتي بها ** فريخا وآوتني قرارتها وكرا
أعيذكم أني بنيت لبيتكم ** وكل يد منا على كبد حرا
نؤمل لقياكم وكيف مطارنا ** بأجنحة لا نستطيع لها نشرا
فلو اب ريعان الصبا ولقاؤكم ** إذا قضت الأيام حاجتنا الكبرا
فإن لم يكن إلا النوى ومشيبنا ** فمن أي شيء بعد نستعتب الدهرا
وأنشدني بعض أهل بلنسية لأبي الحسن بن حريق المرسي:
بلنسية نهاية كل حسن ** حديث صح في شرق وغرب
فإن قالوا محل غلاء سعر ** ومسقط دمنتي طعن وضرب
فقل هي جنة حفت رباها ** بمكروهين من جوع وحرب وأنشد لابن حريق:
بلنسية بيني عن القلب سلوة ** فإنك زهر لا أحن لزهرك
وكيف يحب المرء دارا تقسمت ** على ضاربي جوع وفتنة مشرك وأنشدني لأبي العباس أحمد بن الزقاق يذكر أن البساتين محفوفة بها:
كأن بلنسية كاعب ** وملبسها السندس الأخضر
إذا جئتها سترت وجهها ** بأكمامها فهي لا تظهر
وأنشدني لابن الزقاق:
بلنسية جنة عاليه ** ظلال القطوف بها دانيه
عيون الرحيق مع السلسبي ** ل وعين الحياة بها جاريه وأنشدني غيره لخلف بن فرج اللبيري يعرف بابن السمسير:
بلنسية بلدة جنة ** وفيها عيوب متى تختبر
فخارجها زهر كله ** وداخلها برك من قذر وذلك لأن كنفهم ظاهرة على وجه الأرض لا يحفرون له تحت التراب وهو عندهم عزيز لأجل البساتين، وينسب إليها جماعة وافرة من أهل العلم بكل فن. منهم سعد الخيربن محمد بن سهل بن سعد أبو الحسن الأنصاري البلنسي فقيه صالح ومحدث مكثر سافر الكثير وركب البحر حتى وصل إلى الصين وانتسب لذلك صينيا وعاد إلى بغداد وأقام بها وسمع بها أبا الخطاب بن البطير وطراد بن محمد الزيني وغيرهما ومات ببغداد في محرم سنة 541.
بلنوبة: بتشديد اللام وفتحه وضم النون وسكون الواو وباء موحدة. بليدة بجزيرة صقلية. ينسب إلها أبو الحسن علي بن عبد الرحمن وأخوه عبد العزيز الصقلي البلنوبي القائل:
بحق المحبة لا تجفني ** فإني إليك مشوق مشوق
ولا تنس حق الوداد القديم ** فذلك عهد وثيق وثيق
وكن ما حييت شفيقاعلي ** فإني عليك شفيق شفيق
ولا تتهمني فيما أقول ** فو الله إني صدوق صدوق بلوص: بضم اللام وسكون الواو وصاد مهملة. جيل كالأكراد ولهم بلاد واسعة بين فارس وكرمان تعرف بهم في سفح جبال القفص وهم أولوا بأس وقوة وعدد وكثرة ولا تخاف القفص وهم جيل أخر ذكروا في موضعهم مع شدة بأسهم من أحد إلا من البلوص وهم أصحاب نعم وبيت شعر إلا أنهم مأمونو الجانب لا يقطعون الطرق ولا يقتلون الأنفس كما تفعل الققص ولا يصل إلى أحد منهم أذى.
البلوط: بلفظ البلوط من النبات فحص البلوط. ناحية بالأندلس تتصل بجوف أوريط بين المغرب والقبلة من أوريط وجوف من قرطبة يسكنه البربر وسهله منتظم بجبال منها جبل البرانس وفيه معادن الزيبق ومنها يحمل إلى جميع البلاد وفيها الزنجفر الذي لا نظير له وأكثر أرضهم شجر البلوط. ينسب إليها المنذر بن سعيد البلوطي القاضي بالأندلس وكان أحد أعيان الأماثل ببلاده زهدا وعلما وأدبا ولسانا ومكانة من السلطان، وقلعة البلوط بصقلية حولها أنهار وأشجار وأثمار وأراضي كريمة تنبت كل شيء.
بلوقة: بسكون الواو وقاف. قيل أرض يسكنها الجن. قال أبو الفتح بلوقة. ناحية فوق كاظمة قريبة من البحر. وقال الحفصي بلوقة السرى وبلوقة الزنج من نواحي اليمامة.
بلومية: بتخفيف اللام وكسر الميم وياء خفيفة. من قرى بزخوار من نواحي أصبهان. منها أبو سعيد عصام بن زيد بن عجلان البلومي ويقال له البزخواري أيضا مولى مرة الطيب الهمداني وعجلان جده من سبي بلومية سباه الديلم، ولما وقع أبو موسى على الديلم وسباهم سبي عجلان معهم فوقع في سهم مرة الهمداني فأسلم وأقام بالكوفة ثم رجع إلى بلده روى عصام عن الثوري وشعبة ومالك و غيرهم روى عنه ابناه محمد وروح عن أبي سعد.
بلو: بالكسر ثم السكون. من مياه العرمة باليمامة
بلهيب: بالفتح ثم السكون وكسر الهاء وياء ساكنة وباء موحدة. من قرى مصر كان عمرو بن العاص حيث قدم مصر لفتحها صالح أهل بلهيب على الخراج والجزية وتوجه إلى الإسكندرية فكان أهل مصر أعوانا له على أهل الاسكندرية إلا أهل بلهيب وخيس وسلطيس وقرطسا وسخا فإنهم أعانوا الروم على المسلمين فلما فتح عمرو الإسكندرية سبى أهل هذه القرى وحملهم إلى المدينة وغيرها فردهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى قراهم وصيرهم وجميع القفط على ذمة. وينسب إليها أبو المهاجر عبد الرحمن البلهيبي من تابعي أهل مصر سمع معاوية بن أبي سفيان وجماعة من الصحابة، وفي كتاب موالي أهل مصر قال ومنهم أبو المهاجر البلهبي و اسمه عبد الرحمن وكان من سبي بلهيب حين انتقضت في أيام عمر فأعتقه بنو الأعجم بن سعد بن تحبيب وكان من مائتين من العطاء وكان معاوية قد عرفه على موالي تجيب وهو الذي خرج إلى معاوية بشيرا بفتح خربتا ذكر ذلك قديد عن عبد الله بن سعيد عن أبيه قال وبنى له معاوية دارا في بني الأعجم في الزقاق المعروف بالبلهيبي وكتب على الدار هذه الدار لعبد الرحمن سيد موالي تجيب ووهب له معاوية سيفا لم يزل عندهم ولما ولى عبد الله بن الحبحاب مصر قال لأبي المهاجر البلهيبي لأستعملنك ثم لأولينك على قريتك الخبيثة بلهيب فقال البلهيبي إذا أصل رحما وأقضي ذماما البلياء: بعد اللام الساكنة ياء: وألف ممدودة. من أودية القبلية عن الزمخشري عن علي العلوي.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)