صفحة 19 من 33 الأولىالأولى ... 9171819202129 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 73 إلى 76 من 131

الموضوع: تاريخ الرسل والملوك(الجزء الثاني)

العرض المتطور

عاشق الوطنية تاريخ الرسل والملوك(الجزء... 07-24-2010, 10:48 PM
عاشق الوطنية حدثنا الحسن بن يحيى، قال:... 07-24-2010, 10:49 PM
عاشق الوطنية حدثني المثنى بن إبراهيم، قال:... 07-24-2010, 10:49 PM
عاشق الوطنية ذكر من قال ذلك حدثنا ابن... 07-24-2010, 10:50 PM
عاشق الوطنية ذكر خبر جرجيس وكان جرجيس... 07-24-2010, 10:50 PM
عاشق الوطنية فلم يشعر الآخرون إلا وقد أقبل... 07-24-2010, 10:51 PM
عاشق الوطنية فلما نظر إلى ذلك الملك... 07-24-2010, 10:52 PM
عاشق الوطنية ذكر الخبر عن ملوك الفرس وسني... 07-24-2010, 10:52 PM
عاشق الوطنية ثم سار من موضعه إلى همذان... 07-24-2010, 10:53 PM
عاشق الوطنية فغبر أردشير دهرًا لا يولد له،... 07-24-2010, 10:54 PM
عاشق الوطنية ثم إن ابنة للضيزن يقال لها... 07-24-2010, 10:54 PM
عاشق الوطنية ذكر ملك بهرام بن هرمز ثم... 07-24-2010, 10:55 PM
عاشق الوطنية ذكرها فأبى. ثم انتخب ألف فارس... 07-24-2010, 10:56 PM
عاشق الوطنية ثم أقام سابور في مملكته... 07-24-2010, 10:56 PM
عاشق الوطنية وقال سليط بن سعد: جزى بنوه... 07-24-2010, 10:57 PM
عاشق الوطنية فوجه المنذر ساعة سمع مقالة... 07-24-2010, 10:57 PM
عاشق الوطنية وتفرقوا على هذا الرأي، فعاد... 07-24-2010, 10:58 PM
عاشق الوطنية وكان مهر نرسي معظمًا عند جميع... 07-24-2010, 10:59 PM
عاشق الوطنية ولما حييت بلاد فيروز، واستوثق... 07-24-2010, 10:59 PM
عاشق الوطنية ذكر ما كان من الأحداث في أيام... 07-24-2010, 11:00 PM
عاشق الوطنية ذكر ما كان من الحوادث التي... 07-24-2010, 11:01 PM
عاشق الوطنية وكان يلي الإصبهبذة - وهي... 07-24-2010, 11:01 PM
عاشق الوطنية قال هشام: وكان ملك أنوشروان... 07-24-2010, 11:02 PM
عاشق الوطنية فلما أجمع لما قالوا، أرسل إلى... 07-24-2010, 11:03 PM
عاشق الوطنية حنقًا على سبطين حلا يثربًا **... 07-24-2010, 11:03 PM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-24-2010, 11:04 PM
عاشق الوطنية وكان لخنيعة ينوف ذو شناتر... 07-24-2010, 11:05 PM
عاشق الوطنية رجع الحديث إلى حديث ابن... 07-24-2010, 11:06 PM
عاشق الوطنية وأقام أبرهة ملكًا على صنعاء... 07-24-2010, 11:06 PM
عاشق الوطنية أبرهة، وأخذ له نفيل أسيرًا،... 07-24-2010, 11:11 PM
عاشق الوطنية حدثني الحارث، قال: حدثنا محمد... 07-24-2010, 11:12 PM
عاشق الوطنية وجمع كسرى مرازبته وأهل الرأي... 07-24-2010, 11:14 PM
عاشق الوطنية قال كسرى: هذا الرأي، وأمر بمن... 07-24-2010, 11:14 PM
عاشق الوطنية وكان - فيما ذكر - بين كسرى... 07-24-2010, 11:15 PM
عاشق الوطنية وكان كسرى ولى رجلًا من الكتاب... 07-24-2010, 11:16 PM
عاشق الوطنية وأما غير ابن إسحاق، فإنه قال... 07-24-2010, 11:17 PM
عاشق الوطنية بين مفرق صدري إلى منتهى... 07-24-2010, 11:17 PM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-24-2010, 11:18 PM
عاشق الوطنية ثم قضى سطيح مكانه، فقام عبد... 07-24-2010, 11:18 PM
عاشق الوطنية ذكر ملك هرمز بن كسرى أنوشروان... 07-24-2010, 11:19 PM
عاشق الوطنية ذكر ملك كسرى أبرويز بن هرمز ... 07-24-2010, 11:20 PM
عاشق الوطنية وذكر أن المنجمين أجمعت أن... 07-24-2010, 11:20 PM
عاشق الوطنية حدثنا القاسم، قال: حدثنا... 07-24-2010, 11:21 PM
عاشق الوطنية قال عبد الله بن أبي بكر: فقال... 07-24-2010, 11:21 PM
عاشق الوطنية وقال عدي بن مرينا للأسود: أما... 07-24-2010, 11:22 PM
عاشق الوطنية فأنزلهما يومين، ثم كتب إلى... 07-24-2010, 11:23 PM
عاشق الوطنية فقاتلوهم بالجبابات يومًا. ثم... 07-24-2010, 11:24 PM
عاشق الوطنية قال أبو عمرو بن العلاء: فلما... 07-24-2010, 11:25 PM
عاشق الوطنية وإنه أمر أن يحصى ما اجتبى من... 07-24-2010, 11:25 PM
عاشق الوطنية فاندفع أسفاذ جشنس في تبليغ... 07-24-2010, 11:26 PM
عاشق الوطنية نحاس، ورد ذلك كله إلى موضعه؛... 07-24-2010, 11:26 PM
عاشق الوطنية ذكر ملك جشنسده ثم ملك... 07-24-2010, 11:27 PM
عاشق الوطنية حدثني محمد بن سهل بن عسكر،... 07-24-2010, 11:27 PM
عاشق الوطنية وقالت له قريش وبنوه: لا تفعل... 07-24-2010, 11:28 PM
عاشق الوطنية ابن عبد المطلب وعبد... 07-24-2010, 11:29 PM
عاشق الوطنية قال: فانصرفوا عنه إلى بلادهم.... 07-24-2010, 11:29 PM
عاشق الوطنية وأما ابن إسحاق، فإنه ذكر أن... 07-24-2010, 11:30 PM
عاشق الوطنية ابن كعب وأم كعب ماوية -... 07-24-2010, 11:31 PM
عاشق الوطنية حدثني الحارث، قال: حدثنا محمد... 07-24-2010, 11:32 PM
عاشق الوطنية ابن نزار وقيل إن نزارًا... 07-24-2010, 11:32 PM
عاشق الوطنية فلم تقبل توبته، فألقى غزالي... 07-24-2010, 11:40 PM
عاشق الوطنية ذكر من قال ذلك حدثني محمد... 07-24-2010, 11:41 PM
عاشق الوطنية قال: فقال عمر عند ذلك يحدث... 07-24-2010, 11:43 PM
عاشق الوطنية فحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-24-2010, 11:44 PM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-24-2010, 11:45 PM
عاشق الوطنية حدثني الحارث، قال: حدثنا ابن... 07-24-2010, 11:46 PM
عاشق الوطنية حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا... 07-24-2010, 11:48 PM
عاشق الوطنية وأقبل على عمه فقال له عمه: يا... 07-24-2010, 11:49 PM
عاشق الوطنية حدثني الحارث، قال: حدثنا محمد... 07-24-2010, 11:50 PM
عاشق الوطنية قال أبو جعفر: ولما استقر... 07-24-2010, 11:51 PM
عاشق الوطنية حدثني القاسم بن الحسن، قال:... 07-24-2010, 11:52 PM
عاشق الوطنية فلما رأى ابنا ربيعة: عتبة... 07-24-2010, 11:53 PM
عاشق الوطنية قال: فتصدى له رسول الله ص... 07-24-2010, 11:54 PM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-24-2010, 11:55 PM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-24-2010, 11:57 PM
عاشق الوطنية الحرب؛ وكان عبادة من الاثنى... 07-24-2010, 11:59 PM
عاشق الوطنية على رسول الله ص... 07-25-2010, 12:00 AM
عاشق الوطنية فإن يسلم السعدان يصبح محمدٌ... 07-25-2010, 12:01 AM
عاشق الوطنية ذكر من قال ذلك حدثنا ابن... 07-25-2010, 12:02 AM
عاشق الوطنية حدثني محمد بن إسماعيل، قال:... 07-25-2010, 12:03 AM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-25-2010, 12:05 AM
عاشق الوطنية حدثني الحارث، قال: حدثنا ابن... 07-25-2010, 12:06 AM
عاشق الوطنية ثم كانت السنة الثانية من... 07-25-2010, 12:07 AM
عاشق الوطنية فلما قال ذلك رسول الله... 07-25-2010, 12:08 AM
عاشق الوطنية ثم اختلفوا في اليوم الذي فيه... 07-25-2010, 12:37 AM
عاشق الوطنية حدثني هارون بن إسحاق، قال:... 07-25-2010, 12:39 AM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-25-2010, 12:40 AM
عاشق الوطنية وأقبل أبو سفيان قد تقدم العير... 07-25-2010, 12:41 AM
عاشق الوطنية رجع الحديث إلى حديث ابن... 07-25-2010, 12:43 AM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-25-2010, 12:44 AM
عاشق الوطنية حدثني عبد الرحمن بن عبد الله... 07-25-2010, 12:45 AM
عاشق الوطنية ثم ارتحل رسول الله ص... 07-25-2010, 12:52 AM
عاشق الوطنية قال: وكان في الأسارى أبو... 07-25-2010, 12:54 AM
عاشق الوطنية ثم احتمل إلى مكة، فأدى إلى كل... 07-25-2010, 01:04 AM
عاشق الوطنية قال أبو جعفر: وكان جميع من... 07-25-2010, 01:06 AM
عاشق الوطنية وأما بعضهم، فإنه قال: كان بين... 07-25-2010, 01:07 AM
عاشق الوطنية خبر كعب بن الأشرف قال أبو... 07-25-2010, 01:08 AM
عاشق الوطنية مقتل أبي رافع اليهودي قال... 07-25-2010, 01:10 AM
عاشق الوطنية حدثني موسى بن عبد الرحمن... 07-25-2010, 01:11 AM
عاشق الوطنية قال أبو جعفر: وأما السدي؛... 07-25-2010, 01:13 AM
عاشق الوطنية حدثنا محمد بن سعد، قال: حدثني... 07-25-2010, 01:14 AM
عاشق الوطنية وتقول: ويهًا بنى عبد الدار!... 07-25-2010, 01:16 AM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-25-2010, 01:57 AM
عاشق الوطنية وقال أبو سفيان بن حرب، وهو... 07-25-2010, 02:00 AM
عاشق الوطنية وقد كان الحليس بن زبان أخو... 07-25-2010, 02:02 AM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-25-2010, 02:05 AM
عاشق الوطنية ذكر الأحداث التي كانت في سنة... 07-25-2010, 02:06 AM
عاشق الوطنية حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا... 07-25-2010, 02:09 AM
عاشق الوطنية وكان في سرح القوم عمرو بن... 07-25-2010, 02:13 AM
عاشق الوطنية فحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-25-2010, 02:17 AM
عاشق الوطنية ثم كانت السنة الخامسة من... 07-25-2010, 02:20 AM
عاشق الوطنية فلما انتهى إلى رسول الله ص... 07-25-2010, 02:23 AM
عاشق الوطنية قالت: فلما جاوزني قمت فاقتحمت... 07-25-2010, 02:24 AM
عاشق الوطنية ثم قام إلى جمله وهو معقول،... 07-25-2010, 02:31 AM
عاشق الوطنية فلما كلمه الأوس قال رسول الله... 07-25-2010, 02:35 AM
عاشق الوطنية فحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-25-2010, 02:37 AM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-25-2010, 02:38 AM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-25-2010, 02:42 AM
عاشق الوطنية وأصيب من بني المصطلق يومئذ... 07-25-2010, 02:44 AM
عاشق الوطنية قالت: فوالله ما برح رسول الله... 07-25-2010, 02:45 AM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-25-2010, 02:47 AM
عاشق الوطنية وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-25-2010, 02:48 AM
عاشق الوطنية وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-25-2010, 02:50 AM
عاشق الوطنية فلما فرغ من الكتاب أشهد على... 07-25-2010, 02:55 AM
عاشق الوطنية قال: وفيها بعث رسول الله ص... 07-25-2010, 02:56 AM
عاشق الوطنية قال ابن إسحاق: ثم فرق رسول... 07-25-2010, 02:58 AM
عاشق الوطنية ثم كتب إلى رجل برومية كان... 07-25-2010, 02:59 AM
عاشق الوطنية ثم رجع إلى حديث يزيد بن أبي... 07-25-2010, 03:00 AM
عاشق الوطنية ذكر تزويج النبي ص... 07-24-2010, 11:39 PM
عاشق الوطنية وقد حدثنا محمد بن بشار، قال:... 07-25-2010, 02:19 AM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-25-2010, 02:54 AM

  1. #1
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 37
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 485
    Array

    قال: فتصدى له رسول الله ص حين سمع به. فدعاه إلى الله وإلى الإسلام، قال: فقال له سويدٌ: فلعل الذي معك مثل الذي معي! فقال له رسول الله ص: وما الذي معك؟ قال: مجلة لقمان - يعني حكمة لقمان - فقال له رسول الله ص: اعرضها علي، فعرضها عليه، فقال: إن هذا لكلام حسنٌ، معي أفضل من هذا، قرآن أنزله الله علي، هدى ونورٌ. قال: فتلا عليه رسول الله ص القرآن، ودعاه إلى الإسلام، فلم يبعد منه، وقال: إن هذا لقول حسنٌ.
    ثم انصرف عنه، وقدم المدينة، فلم يلبث أن قتلته الخزرج؛ فإن كان قومه ليقولون: قد قتل وهو مسلمٌ، وكان قتله قبل بعاث.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ، أخو بني عبد الأشهل، عن محمود بن لبيد، أخي بني الأشهل، قال: لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع مكة، ومعه فتيةٌ من بني عبد الأشهل، فيهم إياس بن معاذ، يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج، سمع بهم رسول الله ص، فأتاهم فجلس إليهم، فقال لهم: هل لكم إلى خيرٍ مما جئتم له؟ قالوا: وما ذاك؟ قال: أنا رسول الله، بعثني إلى العباد، أدعوهم إلى الله أن يعبدوا الله، ولا يشركوا به شيئًا، وأنزل علي الكتاب.
    ثم ذكر لهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن. فقال إياس بن معاذ - وكان غلامًا حدثًا: أي قوم، هذا والله خيرٌ مما جئتم له. قال: فيأخذ أبو الحيسر أنس بن رافع حفنة من البطحاء، فضرب بها وجه إياس ابن معاذ، وقال: دعنا منك، فلعمري لقد جئنا لغير هذا. قال: فصمت إياس، وقام رسول الله ص عنهم وانصرفوا إلى المدينة. فكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج.
    قال: ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك. قال محمود بن لبيد: فأخبرني من حضره من قومي عند موته أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره، ويحمده ويسبحه؛ حتى مات. فما كانوا يشكون أن قد مات مسلمًا، لقد كان استشعر الإسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول الله ص ما سمع.
    قال: فلما أراد الله عز وجل إظهار دينه وإعزاز نبيه، وإنجاز موعده له، خرج رسول الله ص في الموسم الذي لقي فيه النفر من الأنصار، فعرض نفسه على قبائل العرب؛ كما كان يصنع في كل موسم؛ فبينا هو عند العقبة إذ لقى رهطًا من الخزرج أراد الله بهم خيراٌ.
    قال ابن حميد، قال سلمة: قال محمد بن إسحاق فحدثني عاصم ابن عمر بن قتادة، عن أشياخ من قومه، قالوا: لما لقيهم رسول الله ص، قال لهم: من أنتم؟ قالوا: نفرٌ من الخزرج، قال: أمن موالي يهود؟ قالوا: نعم، قال: أفلا تجلسون حتى أكلمكم؟ قالوا: بلى، قال: فجلسوا معه، فدعاهم إلى الله عز وجل، وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن.
    قال: وكان مما صنع الله لهم به في الإسلام، أن يهود كانوا معهم ببلادهم، وكانوا أهل كتاب وعلم، وكانوا أهل شرك، أصحاب أوثان، وكانوا قد عزوهم ببلادهم، فكانوا إذا كان بينهم شيء قالوا لهم: إن نبيًا الآن مبعوثٌ قد أظل زمانه، نتبعه ونقتلكم معه قتل عاد وإرم. فلما كلم رسول الله ص أولئك النفر، ودعاهم إلى الله، قال بعضهم لبعض: تعلمن والله إنه للنبي الذي توعدكم به يهود، فلا يسبقنكم إليه.
    فأجابوه فيما دعاهم إليه، بأن صدقوه، وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام، وقالوا له: إنا قد تركنا قومنا. ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم؛ وعسى الله أن يجمعهم بك، وسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك، ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعهم الله عليه، فلا رجل أعز منك. ثم انصرفوا عن رسول الله ص راجعين إلى بلادهم وقد آمنوا وصدقوا.
    وهم - فيما ذكر لي - ستة نفر من الخزرج: منهم من بني النجار - وهم تيم الله - ثم من بني مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخرزج ابن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر، أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد ابن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، وهو أبو أمامة؛ وعوف بن الحارث ابن رفاعة بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار، وهو ابن عفراء.
    ومن بني زريق بن عامر بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم ابن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر، رافع بن مالك بن العجلان ابن عمرو بن عامر بن زريق.
    ومن بني سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر؛ ثم من بني سواد، قطبة بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة.
    ومن بني حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة، عقبة ابن عامر بن نابي بن زيد بن حرام.
    ومن بني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة، جابر بن عبد الله بن رئاب بن النعمان بن سنان بن عبيد.
    قال: فلما قدموا المدينة على قومهم، ذكروا لهم رسول الله ص، ودعوهم إلى الإسلام؛ حتى فشا فيهم فلم تبق دارٌ من دور الأنصار إلا وفيها ذكرٌ من رسول الله ص، حتى إذا كان العام المقبل، وافى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلًا، فلقوه بالعقبة، وهي العقبة الأولى، فبايعوا رسول الله ص على بيعه النساء؛ وذلك قبل أن يفترض عليهم الحرب؛ منهم من بنى النجار أسعد بن زرارة ابن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار؛ وهوأبو أمامة، وعوف ومعاذ ابنا الحارث بن رفاعة بن سواد بنم مالك بن غنم بن مالك ابن النجار؛ وهما ابنا عفراء.
    ومن بني زريق بن عامر، رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر ابن زريق، وذكوان بن عبد قيس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق.
    ومن بني عوف بن الخزرج، ثم من بنى غنم بن عوف - وهم القواقل - عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف ابن الخزرج، وأبو عبد الرحمن؛ وهو يزيد بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم ابن عمرو بن عمارة، من بنى غضينة من بلي، حليف لهم.
    ومن بني سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج عباس بن عبادة ابن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف.
    ومن بني سلمة، ثم من بنى حرام، عقبة بن عامر بن نابى بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة.
    ومن بني سواد، قطبة بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة.
    وشهدها من الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر، ثم من بنى الأشهل: أبو الهيثم بن التيهان؛ اسمه مالك، حليف لهم.
    ومن بني عمرو بن عوف، عويم بن ساعدة بن صلعجة، حليف لهم حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني، عن أبي عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، عن عبادة بن الصامت، قال: كنت فيمن حضر العقبة الأولى؛ وكنا اثنى عشر رجلًا، فبايعنا رسول الله صص على بيعة النساء، وذلك قبل أن تفترض الحرب؛ على ألا نشرك بالله شيئًا، ولا نسرق ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف؛ فإن وفيتم فلكم الجنة، وإن غشيتم شيئًا من ذلك فأخذتم بحده في الدنيا؛ فهو كفارة له، وإن سترتم عليه إلى يوم القيامة؛ فأمركم إلى الله؛ إن شاء عذبكم، وإن شاء غفر لكم.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق؛ أن ابن شهاب ذكر عن عائذ الله بن عبد الله أبى إدريس الخولاني، عن عبادة بن الصامت، عن النبي ص مثله.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: فلما انصرف عنه القوم بعث معهم رسول الله ص مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، وأمره أن يقرئهم القرآن، ويعلمهم الإسلام، ويفقههم في الدين؛ فكان يسمى مصعب بالمدينة: المقرئ، وكان منزله على أسعد بن زرارة بن عدس أبي أمامة.
رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #2
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 37
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 485
    Array

    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: وحدثني عبيد الله بن المغيرة بن معيقب، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم، أن أسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير؛ يريد به دار بنى عبد الأشهل، ودار بنى ظفر؛ وكان سعد بن معاذ بن النعمان ابن امرئ القيس، ابن خالة أسعد بن زرارة، فدخل به حائطًا من حوائط بنى ظفر، على بئر يقال لها بئر مرق؛ فجلسا في الحائط، واجتمع إليهما رجالٌ ممن أسلم، وسعد بن معاذ وأسيد بن حضير يومئذ سيدا قومهما من بني عبد الأشهل؛ وكلاهما مشرك على دين قومه، فلما سمعا به، قال سعد ابن معاذ لأسيد بن حضير: لا أبا لك! انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارنا، ليسفها ضعفاءنا، فازجرهما وانههما أن يأتيا دارنا، فإنه لولا أن أسعد بن زرارة منى حيث قد علمت، كفيتك ذلك؛ هو ابن خالتي، ولا أجد عليه مقدما.
    فأخذ أسيد بن حضير حربته. ثم أقبل إليهما؛ فلما رآه أسعد بن زارة قال لمصعب: هذا سيد قومه قد جاءك، فاصدق الله فيه. قال مصعب: إن يجلس أكلمه، قال: فوقف عليهما متشمتًا. فقال: ما جاء بكما إلينا، تسفهان ضعاءنا! اعتزلانا إن كانت لكما في أنفسكما حاجة. فقال له مصعب: أو تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرًا قبلته، وإن كرهته كف عنك ما تكره؟ قال: أنصفت، ثم ركز حربته، وجلس إليهما، فكلمه مصعب بالإسلام، وقرأ عليه القرآن، فقالا فيما يذكر عنهما: والله لعرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم، في إشراقه وتسهله.
    ثم قال: ما أحسن هذا وأجمله! كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين؟ قالا له: تغتسل، فتطهر ثوبيك، ثم تشهد شهادة الحق، ثم تصلي ركعتين.
    قال: فقام فاغتسل، وطهر ثوبيه، وشهد شهادة الحق، ثم قام فركع ركعتين، ثم قال لهما: إن ورائي رجلًا؛ إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحدٌ من قومه؛ وسأرسله إليكما الآن، سعد بن معاذ. ثم أخذ حربته، وانصرف إلى سعد وقومه؛ وهم جلوس في ناديهم؛ فلما نظر إليه سعد بن معاذ مقبلا، قال: أحلف بالله، لقد جاءكم أسيد بن حضير بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم؛ فلما وقف على النادي، قال له سعد: ما فعلت؟ قال: كلمت الرجلين، فوالله ما رأيت بهما بأسا، وقد نهيتهما فقالا: نفعل ما أحببت، وقد حدثت أن بني حارثة، قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه؛ وذلك أنهم عرفوا أنه ابن خالتك ليخفروك، قال: فقام سعد مغضبًا مبادرا تخوفا للذي ذكر له من بني حارثة. فأخذ الحربة من يده، ثم قال: والله ما أراك أغنيت شيئا؛ ثم خرج إليهما؛ فلما رآهما سعد مطمئنين، عرف أن أسيدا إنما أراد أن يسمع منهما، فوقف عليهما متشتما، ثم قال لأسعد بن زرارة: يا أبا أمامة، لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رمت هذا مني. تغشانا في دارنا بما نكره! وقد قال أسعد لمصعب: أي مصعب! جاءك والله سيد من وراءه من قومه، إن يتبعك لم يخالف عليك منهم اثنان، فقال له مصعب: أو تقعد فتسمع، فإن رضيت أمرا ورغبت فيه قبلته، وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره؟ قال سعد: أنصفت؛ ثم ركز الحربة، فجلس فعرض عليه الإسلام، وقرأ عليه القرآن. قالا: فعرفنا والله في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم به؛ في إشراقه وتسهله.
    ثم قال لهما: كيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم ودخلتم في هذا الدين؟ قالا: تغتسل فتطهر ثوبيك، ثم تشهد شهادة الحق، ثم تصلى ركعتين.
    قال: فقام فاغتسل وطهر ثوبيه، وشهد شهادة الحق، وركع ركعتين، ثم أخذ حربته فأقبل عامدًا إلى نادي قومه، ومعه أسيد بن حضير؛ فلما رآه قومه مقبلًا، قالوا: نحلف بالله لقد رجع سعد إليكم بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم؛ فلما وقف عليهم، قال: يا بني عبد الأشهل؛ كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا: سيدنا وأفضلنا رأيا، وأيمننا نقيبةً، قال: فإن كلام رجالكم ونسائكم علي حرامٌ حتى تؤمنوا بالله ورسوله. قال: فوالله ما أمسى في دار عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلما أو مسلمة.
    ورجع أسعد ومصعب إلى منزل أسعد بن زرارة، فأقام عنده يدعو الناس إلى الإسلام حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون إلا ما كان من دار بني أمية بن زيد وخطمة ووائل وواقف؛ وتلك أوس الله؛ وهم من أوس بن حارثة؛ وذلك أنه كان فيهم أبو قيس بن الأسلت؛ وهو صيفي، وكان شاعرا لهم، وقائدا يسمعون منه، ويطيعونه، فوقف بهم عن الإسلام؛ فلم يزل على ذلك حتى هاجر رسول الله إلى المدينة؛ ومضى بدر وأحد والخندق.
    قال: ثم إن مصعب بن عمير، رجع إلى مكة وخرج من خرج من الأنصار من المسلمين إلى الموسم مع حجاج قومهم من أهل الشرك؛ حتى قدموا مكة؛ فواعدوا رسول الله العقبة من أوسط أيام التشريق حين أراد الله من كرامته، والنصر لنبيه وإعزاز الإسلام وأهله، وإذلال الشرك وأهله.
    فحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني معبد بن كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين، أخو بنى سلمة، أن أخاه عبد الله بن كعب - وكان من أعلم الأنصار - حدثه أن أباه كعب ابن مالك حدثه - وكان كعب ممن شهد العقبة، وبايع رسول الله بها، قال خرجنا في حجاج قومنا، وقد صلينا وفقهنا، ومعنا البراء بن معرور، سيدنا وكبيرنا. فلما وجهنا لسفرنا، وخرجنا من المدينة، قال البراء لنا: والله يا هؤلاء، إني قد رأيت رأيًا، والله ما أدري أتوافقونني عليه أم لا! قال: فقلنا: وما ذاك؟ قال: قد رأيت ألا أدع هذه البنية منى بظهر - يعنى الكعبة - وأن أصلي إليها. قال: فقلنا: والله ما بلغنا عن نبينا أنه يصلى إلا إلى الشام، وما نريد أن نخالفه. قال: فقال: إني لمصلٍ إليها، قال: فقلنا له: لكنا لا نفعل، قال: فكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام، وصلى إلى الكعبة، حتى قدمنا مكة.
    قال: وقد عبنما عليه ما صنع، وأبى إلا الإقامة على ذلك؛ فلما قدمنا مكة قال لي: يا بن أخي، انطلق بنا إلى رسول الله ص، حتى أسأله عما صنعت في سفري هذا، فإنى والله لقد وقع في نفسي منه شيء؛ لما رأيت من خلافكم إياي فيه.
    قال: فخرجنا نسأل عن رسول الله ص - وكنا لا نعرفه، ولم نره قبل ذلك - فلقينا رجلًا من أهل مكة، فسألناه عن رسول الله ص، فقال: هل تعرفانه؟ قلنا: لا، قال: فهل تعرفان العباس بن عبد المطلب عمه؟ قلنا: نعم - قال: وقد كنا نعرف العباس، كان لا يزال يقدم علينا تاجرًا - قال: فإذا دخلتما المسجد فهو الرجل الجالس مع العباس بن عبد المطلب، قال: فدخلنا المسجد؛ فإذا العباس جالس ورسول الله ص جالس مع العباس؛ فسلمنا؛ ثم جلسنا إليه، فقال رسول الله ص للعباس: هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل؟ قال: نعم، هذا البراء بن معرور سيد قومه؛ وهذا كعب بن مالك - قال: فوالله ما أنسى قول رسول الله ص: الشاعر؟ قال: نعم - قال: فقال له البراء بن معرور: يا نبي الله؛ إنى خرجت في سفري هذا؛ وقد هداني الله للإسلام، فرأيت ألا أجعل منى هذه البنية بظهر، فصليت إليها؛ وقد خالفني أصحابي في ذلك؛ حتى وقع في نفسي من ذلك شيء؛ فماذا ترى يا رسول الله؟ قال: قد كنت على قبلةٍ لو صبرت عليها! فرجع البراء إلى قبلة رسول الله ص، وصلى معنا إلى الشام. قال: وأهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات؛ وليس ذلك كما قالوا:؛ نحن أعلم به منهم.
    قال: ثم خرجنا إلى الحج، وواعدنا رسول الله ص العقبة من أوسط أيام التشريق.
    قال: فلما فرغنا من الحج؛ وكانت الليلة التي واعدنا رسول الله ص لها؛ ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام، أبو جابر، أخبرناه، وكنا نكتم من معنا من المشركين من قومنا أمرنا؛ فكلمناه؛ وقلنا له: يا أبا جابر؛ إنك سيد من سادتنا، وشريفٌ من أشرافنا، وإنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطبًا للنار غدًا. ثم دعوناه إلى الإسلام؛ وأخبرناه بميعاد رسول الله ص إيانا العقبة.
    قال: فأسلم، وشهد معنا العقبة - وكان نقيبًا - فبتنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا حتى إذا مضى ثلث الليل، خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله ص، نتسلل مستخفين تسلل القطا؛ حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة؛ ونحن سبعون رجلًا، ومعهم امرأتان من نسائهم: نسيبة بنت كعب أم عمارة إحدى نساء بنى مازن بن النجار، وأسماء بنت عمرو بن عدي، إحدى نساء بنى سلمة؛ وهي أم منيع؛ فاجتمعنا بالشعب ننتظر رسول الله ص؛ حتى جاءنا ومعه عمه العباس بن عبد المطلب وهو يومئذ على دين قومه؛ إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخته، ويتوثق له؛ فلما جلس كان أول من تكلم العباس بن عبد المطلب، فقال: يا معشر الخزرج - وكانت العرب إنما يسمون هذا الحي من الأنصار: الخزرج، خزرجها وأوسها - إن محمدًا منا حيث علمتم؛ وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا؛ وهو في عز من قومه ومنعة في بلده؛ وإنه قد أبى إلا الانقطاع إليكم واللحوق بكم؛ فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه؛ ومانعوه ممن خالفه؛ فأنتم وما تحملتم من ذلك؛ وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج إليكم، فمن الآن فدعوه، فإنه في عزٍ ومنعةٍ عن قومه وبلده.
    قال: فقلنا له: قد سمعنا ما قلت؛ فتكلم بيا رسول الله؛ وخذ لنفسك وربك ما أحببت.
    قال: فتكلم رسول الله ص، فتلا القرآن، ودعا إلى الله، ورغب في الإسلام، ثم قال: أبايعكم على أن تمنعوني مما تنعون منه نساءكم وأبناءكم.
    قال: فأخذ البراء بن معرور بيده، ثم قال: والذي بعثك بالحق، لنمنعك مما نمنع منه أزرنا، فبايعنا يا رسول الله، فنحن والله أهل الحرب وأهل الحلقة؛ ورثناها كابرًا عن كابر.
    قال: فاعترض القول - والبراء يكلم رسول الله ص - أبو الهيثم بن التيهان، حليف بنى عبد الأشهل، فقال: يا رسول الله؛ إن بيننا وبين الناس حبالًا وإنا قاطعوها - يعني اليهود - فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك، ثم أظهرك الله، أن ترجع إلى قومك، وتدعنا! قال: فتبسم رسول الله ص، ثم قال: بل الدم الدم، والهدم الهدم! أنتم منى وأنا منكم؛ أحارب من حاربتم واسالم من سالمتم.
    وقد قال: رسول الله ص: أخرجوا إلى منكم اثنى عشر نقيبًا؛ يكونون على قومهم بما فيهم. فأخرجوا اثنى عشر نقيبًا تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: قال محمد بن إسحاق: فحدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، أن رسول الله ص قال للنقباء: أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء، ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم، وأنا كفيل على قومى، قالوا: نعم.


  • #3
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 37
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 485
    Array

    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة، أن القوم لما اجتمعوا لبيعة رسول الله ص، قال العباس بن عبادة بن نضلة الأنصاري، ثم أخو بنى سالم بن عوف: يا معشر الخزرج، هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ قالوا: نعم، قال: إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس؛ فإن كنتم ترون أنكم إذا نهكت أموالكم مصيبة؛ وأشرافكم قتلا أسلمتموه؛ فمن الآن فهو والله خزي الدنيا والآخرة إن فعلتم، وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه، على نهكة الأموال، وقتل الأشراف فخذوه، فهو والله خير الدنيا والآخرة. قالوا: فإنا نأخذه على مصيبة الأموال، وقتل الأشراف؛ فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا؟ قال: الجنة، قالوا: ابسط يدك، فبسط يده فبايعوه.
    وأما عاصم بن عمر بن قتادة، فقال: والله ما قال العباس ذلك إلا ليشد العقد لرسول الله ص في أعناقهم. وأما عبد الله بن أبي بكر، فقال: والله ما قال العباس ذلك إلا ليؤخر القوم تلك الليلة رجاء أن يحضرها عبد الله بن أبي سلول، فيكون أقوى لأمر القوم. والله أعلم أي ذلك كان؛ فبنو النجار يزعمون أن أبا أمامة أسعد بن زرارة كان أول من ضرب على يديه، وبنو عبد الأشهل يقولون: بل أبو الهيثم ابن التيهان.
    قال ابن حميد، قال: سلمة، قال محمد: وأما معبد بن كعب بن مالك فحدثني - قال أبو جعفر: وحدثني سعيد بن يحيى بن سعيد - قال: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن معبد بن كعب، قال: فحدثني في حديثه عن أخيه عبد الله بن كعب عن أبيه كعب بن مالك، قال: كان أول من ضرب على يد رسول الله البراء بن معرور؛ ثم تتابع القوم؛ فلما بايعنا رسول الله صرخ الشيطان من رأس العقبة بأنفذ صوت سمعته قط: يا أهل الجباجب هل لكم في مذمم والصباة معه، قد اجتمعوا على حربكم! فقال رسول الله : ما يقول عدو الله؟ هذا أزب العقبة، هذا ابن أزيب؛ اسمع عدو الله؛ أما والله لأفرغن لك. ثم قال رسول الله ص: ارفضوا إلى رحالكم. فقال له العباس ابن عبادة بن نضلة: والذي بعثك بالحق لئن شئت لنميلن غدا على أهل منى بأسيافنا، فقال رسول الله ص: لم نؤمر بذلك؛ ولكن ارجعوا إلى رحالكم، قال: فرجعنا إلى مضاجعنا، فنمنا عليها؛ حتى أصبحنا؛ فلما أصبحنا غدت علينا جلة قريش حتى جاءونا في منازلنا، فقالوا: يا معشر الخزرج؛ إنا قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أظهرنا، وتبايعونه على حربنا؛ وإنه والله ما من حي من العرب أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم؛ قال: فانبعث من هناك من مشركي قومنا يحلفون لهم بالله: ما كان من هذا شيء وما علمناه.
    قال: وصدقوا لم يعلموا. قال: وبعضنا ينظر إلى بعض؛ وقام القوم وفيهم الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي، وعليه نعلان جديدان.
    قال: فقلت كلمة كأني أريد أن أشرك القوم بها فيما قالوا: يا أبا جابر؛ أما تستطيع أن تتخذ وأنت سيد من ساداتنا مثل نعلي هذا الفتى من قريش؟ قال: فسمعها الحارث، فخلعهما من رجليه، ثم رمى بهما إلي، وقال: والله لتنتعلنهما. قال: يقول أبو جابر: مه أحفظت والله الفتى! فاردد عليه نعليه، قال: قلت: والله لا أردهما؛ فأل والله صالح؛ والله لئن صدق الفأل لأسلبنه.
    فهذا حديث كعب بن مالك عن العقبة وما حضر منها.
    قال أبو جعفر: وقال غير ابن إسحاق: كان مقدم من قدم على النبي ص للبيعة من الأنصار في ذي الحجة، وأقام رسول الله ص بعدهم بمكة بقية ذي الحجة من تلك السنة، والمحرم وصفر؛ وخرج مهاجرًا إلى المدينة في شهر ربيع الأول؛ وقدمها يوم الاثنين لاثنتى عشرة ليلة خلت منه.
    وحدثني علي بن نصر بن علي، وعبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث - قال علي بن نصر: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، وقال عبد الوارث: حدثني أبي - قال: حدثنا أبان العطار، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن عروة؛ أنه قال: لما رجع من أرض الحبشة من رجع منها ممن كان هاجر إليها قبل هجرة النبي ص إلى المدينة، جهل أهل الإسلام يزدادون ويكثرون، وإنه أسلم من الأنصار بالمدينة ناسٌ كثير، وفشا بالمدينة الإسلام؛ فطفق أهل المدينة يأتون رسول الله ص بمكة، فلما رأت ذلك قريش تذامرت على أن يفتنوهم، ويشتدوا عليهم، فأخذوهم وحرصوا على أن يفتنوهم، فأصابهم جهد شديد، وكانت الفتنة الآخرة، وكانت فتنتين: فتنة أخرجت من خرج منهم إلى أرض الحبشة، حين أمرهم بها، وأذن لهم في الخروج إليها، وفتنة لما رجعوا ورأوا من يأتيهم من أهل المدينة.
    ثم إنه جاء رسول الله ص من المدينة سبعون نقيبًا، رءوس الذين أسلموا، فوافوه بالحج فبايعوه بالعقبة، وأعطوه عهودهم؛ على أنا منك وأنت منا، وعلى أنه من جاء من أصحابك أو جئتنا فإنا نمنعك مما نمنع منه أنفسنا. فاشتدت عليهم قريش عند ذلك، فأمر رسول الله ص أصحابه بالخروج إلى المدينة؛ وهي الفتنة الآخرة التي أخرج فيها رسول الله ص أصحابه وخرج، وهي التي أنزل الله عز وجل فيها: " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنةٌ ويكون الدين كله لله ".
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، قال: وحدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، أنهم أتوا عبد الله بن أبي بن سلول - يعني قريشًا - فقالوا مثل ما ذكر كعب بن مالك من القول لهم، فقال لهم: إن هذا لأمرٌ جسيم؛ ما كان قومي ليفوتوا علي بمثل هذا وما علمته كان. فانصرفوا عنه، وتفرق الناس من منىً، فتنطس القوم الخبر فوجدوه قد كان، وخرجوا في طلب القوم، فأدركوا سعد بن عبادة بالحاجر، والمنذر بن عمرو أخا بني ساعدة ابن كعب بن الخزرج؛ وكلاهما كان نقيبًا؛ فأما المنذر فأعجز القوم، وأنا سعد فأخذوه، وربطوا يديه إلى عنقه بنسع رحله، ثم أقبلوا به حتى أدخلوه مكة، يضربونه ويجبذونه بجمته - وكان ذا شعر كثير - فقال سعد: فوالله إني لفي أيديهم؛ إذ طلع علي نفر من قريش؛ فيهم رجلٌ أبيض وضىءٌ شعشاع حلو من الرجال. قال: قلت: إن يكن عند أحدٍ من القوم خير فعند هذا. فلما دنا ما عندهم مني رفع يديه فلطمني لطمة شديدة.
    قال: قلت في نفسي: والله ما عندهم بعد هذا خير. قال: فوالله إني لفي أيديهم يسحبونني؛ إذ أوى إلي رجل منهم ممن معهم، فقال: ويحك! أما بينك وبين أحد من قريش جوار ولا عهدٌ! قال: قلت: بلى والله، لقد كنت أجير لجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف تجاره، وأمنعهم ممن أراد ظلمهم ببلادي، وللحارث بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. قال: ويحك! فاهتف باسم الرجلين، واذكر ما بينك وبينهما. قال: ففعلت، وخرج ذلك الرجل إليهما، فوجدهما في المسجد عند الكعبة، فقال لهما: إن رجلًا من الخزج الآن يضرب بالأبطح، وإنه ليهتف بكما، ويذكر أن بينه وبينكما جوارًا، قالا: ومن هو؟ قال: سعد بن عبادة، قالا: صدق والله إن كان ليجير تجارنا، ويمنعهم أن يظلموا ببلده. قال: فجاءا فخلصا سعدًا من أيديهم وانطلق. وكان الذي لكم سعدًا سهيل ابن عمرو، أخو بني عامر بن لؤي.
    قال أبو جعفر: فلما قدموا المدينة، أظهروا الإسلام بها، وفي قومهم بقايا من شيوخ لهم على دينهم من أهل الشرك، منهم عمرو بن الجموح ابن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن سلمة، وكان ابنه معاذ بن عمرو قد شهد العقبة، وبايع رسول الله ص في فتيان منهم، وبايع رسول الله ص من بايع من الأوس والخزرج في العقبة الآخرة؛ وهي بيعة الحرب حين أذن الله عز وجل في القتال بشروط غير الشروط في العقبة الأولى، وأما الأولى فإنما كانت على بيعة النساء؛ على ما ذكرت الخبر به عن عبادة بن الصامت قبل؛ وكانت بيعة العقبة الثانية على حرب الأحمر والأسود على ما قد ذكرت قبل؛ عن عروة بن الزبير.
    وقد حدثنا ابن حميد - قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، قال: حدثني عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن أبيه الوليد، عن عبادة بن الصامت - وكان أحد النقباء - قال: بايعنا رسول الله ص على بيعة


  • #4
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 37
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 485
    Array

    الحرب؛ وكان عبادة من الاثنى عشر الذين بايعوا في العقبة الأولى. قال أبو جعفر: فلما أذن الله عز وجل لرسوله في القتال، ونزل قوله: " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنةٌ ويكون الدين كله لله "، وبايعه الأنصار على ما وصفت من بيعتهم، أمر رسول الله أصحابه ممن هو معه بمكة من المسلمين بالهجرة والخروج إلى المدينة، واللحوق بإخوانهم من الأنصار، وقال: إن الله عز وجل قد جعل لكم إخوانًا ودارًا تأمنون فيها فخرجوا أرسالًا، وأقام رسول الله ص بمكة ينتظر أن يأذن له ربه بالخروج من مكة؛ فكان أول من هاجر من المدينة والهجرة إلى المدينة من أصحاب رسول الله ص من قريش، ثم من بني مخزوم، أبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، هاجر إلى المدينة قبل بيعة أصحاب العقبة رسول الله ص بسنة، وكان قدم على رسول الله ص بمكة من أرض الحبشة، فلما آذته قريش، وبلغه إسلام من أسلم من الأنصار، خرج إلى المدينة مهاجرًا.
    ثم كان أول من قدم المدينة من المهاجرين بعد أبي سلمة، عامر بن ربيعة، حليف بني عدي بن كعب، معه امرأته ليلى بنت أبي حثمة بن غانم بن عبد الله بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب. ثم عبد الله ابن جحش بن رئاب، وأبو أحمد بن جحش - وكان رجلًا ضرير البصر، وكان يطوف مكة أعلاها وأسفلها بغير قائد - ثم تتابع أصحاب رسول الله ص إلى المدينة أرسالا.
    وأقام رسول الله ص بمكة بعد أصحابه من المهاجرين؛ ينتظر أن يؤذن له في الهجرة. ولم يتخلف معه بمكة أحد المهاجرين إلا أخذ فحبس أو فتن إلا علي بن أبي طالب وأبو بكر بن أبي قحافة. وكان أبو بكر كثيرًا ما يستأذن رسول الله ص في الهجرة، فيقول له رسول اله ص: لا تعجل، لعل الله أن يجعل لك صاحبًا، فطمع أبو بكر أن يكونه، فلما رأت قريش أن رسول الله ص قد صارت له شيعة وأصحاب من غيرهم، يغير بلدهم، ورأوا خروج أصحابه من المهاجرين إليهم، عرفوا أنهم قد نزلوا دارًا، وأصابوا منه منعة، فحذروا خروج رسول الله ص إليهم، وعرفوا أنه قد أجمع أن يلحق بهم لحربهم، فاجتمعوا له في دار الندوة؛ وهي دار قصي بن كلاب، التي كانت قريش لا تقضي أمرًا إلا فيها، يتشاورون فيها ما يصنعون في أمر سول الله ص حين خافوه!
    فحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد بن جبر أبي الحجاج، عن ابن عباس، قال: وحدثني الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس والحسن بن عمارة، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم، عن ابن عباس قال: لما اجتمعوا لذلك واتعدوا أن يدخلوا دار الندوة، ويتشاوروا فيها في أمر رسول الله غدوا في اليوم الذي تعدوا له؛ وكان ذلك اليوم يسمى الزحمة، فاعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل، عليه بتٌ له، فوقف على باب الدار، فلما رأوه واقفًا على بابها، قالوا: من الشيخ؟ قال: شيخٌ من أهل نجد، سمع بالذي اتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون، وعسى إلا يعدمكم منه رأي ونصحٌ، قالوا: أجل، فادخل، فدخل معهم، وقد اجتمع فيها أشراف قريش كلهم، من كل قبيلة؛ من بنى عبد شمس شيبة وعتبة ابنا ربيعة وأبو سفيان بن حرب، ومن بنى نوفل ابن عبد مناف طعيمة بن عدي وجبير بن مطعم والحارث بن عامر ابن نوفل. ومن بنى عبد الدار بن قصي النضر بن الحارث بن كلدة. ومن بنى أسد بن عبد العزى أبو البختري بن هشام وزمعة بن الأسود بن المطلب، وحكيم بن حزام. ومن بنى مخزوم أبو جهل بن هشام، ومن بنى سهم نبيه ومنبه ابنا الحجاج. ومن بنى جمح أمية بن خلف؛ ومن كان معهم وغيرهم ممن لا يعد من قريش.
    فقال بعضهم لبعض: إن هذا الرجل قد كان أمره ما قد كان وما قد رأيتم؛ وإنا والله ما نأمنه على الوثوب علينا بمن قد اتبعه من غيرنا، فأجمعوا فيه رأيًا؛ قال: فتشاورا. ثم قال قائلٌ منهم: احبسوه في الحديد، وأغلقوا عليه بابًا، ثم تربصوا به ما أصاب أشابهه من الشعراء الذين قبله: زهيرًا، والنابغة ومن مضى منهم؛ من هذا الموت يصيبه منه ما أصابهم.
    قال: فقال الشيخ النجدي: لا والله، ما هذا لكم برأي؛ والله لو حبستموه - كما تقولون - لخرج أمره من وراء الباب الذي أغلقتموه دونه إلى أصحابه؛ فلأوشكوا أن يثبوا عليكم فينتزعوه من أيديكم، ثم يكاثروكم حتى يغلبوكم على أمركم هذا؛ ما هذا لكم برأي فانظروا في غيره.
    ثم تشاوروا، فقال قائل منهم: نخرجه من بين أظهرنا فننفيه من بلدنا؛ فإذا خرج عنا فوالله ما نبالي أين ذهب، ولا حيث وقع، إذا غاب عنا وفرغنا منه. فأصلحنا أمرنا، وألفتنا كما كانت.
    قال الشيخ النجدي: والله ما هذا لكم برأي؛ ألم تروا حسن حديثه، وحلاوة منطقه، وغلبته على قلوب الرجال بما يأتي به! والله لو فعلتم ذلك ما أمنت أن يحل على حي من العرب، فيغلب عليهم بذلك من قوله وحديثه حتى يتابعوه عليه، ثم يسير بهم إليكم حتى يطأكم بهم، فيأخذ أمركم من أيديكم ثم يفعل بكم ما أراد فيه رأيًا غير هذا! قال: فقال أبو جهل بن هشام: والله إن لي فيه لرأيًا ما أراكم وقعتم عليه بعد! قالوا: وما هو يا أبا الحكم؟ قال: أرى أن تأخذوا من كل قبيلة فتىً شابًا جلدًا، نسيبًا وسيطًا فينا، ثم نعطي كل فتى منهم سيفًا صارمًا ثم يعمدون إليه، ثم يضربونه بها ضربة رجل واحد فيقتلونه فنستريح؛ فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل كلها؛ فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعاُ، ورضوا منتا بالعقل فعقلناه لهم.
    قال: فقال الشيخ النجدي: القول ما قال الرجل، هذا الرأي لا أرى لكم غيره.
    فتفرق القوم على ذلك وهم مجمعون له، فأتى جبريل رسول الله ص، فقال: لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه! قال: فلما كان العتمة من الليل، اجتمعوا على بابه فترصدوه متى ينام، فيثبون عليه. فلما رأى رسول الله ص مكانهم، قال لعلي بن أبي طالب: نم على فراشي، واتشح ببردي الحضرمي الأخضر؛ فنم فإنه لا يخلص إليك شيء تكرهه منهم. وكان رسول الله ص ينام في برده ذلك إذا نام.
    قال أبو جعفر: زاد بعضهم في هذه القصة في هذا الموضع: وقال له: إن أتاك ابن أبي قحافة، فأخبره أنى توجهت إلى ثور، فمره فليلحق بي، وأرسل إلي بطعام، واستأجر لي دليلًا يدلني على طريق المدينة؛ واشتر لي راحلةً. ثم مضى رسول الله ص، وأعمى الله أبصار الذين كانوا يرصدونه عنه، وخرج عليهم رسول الله ص.
    فحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظي، قال: اجتمعوا له. وفيهم أبو جهل بن هشام، فقال وهم على بابه: إن محمدًا يزعم أنكم إن تابعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم، ثم بعثتم بعد موتكم فجعلت لكم جنان كجنان الأردن، وإن لم تفعلوا كان لكم منه ذبح، ثم بعثتم بعد موتكم؛ فجعلت لكم نار تحرقون فيها.
    قال: وخرج رسول الله ص، فأخذ حفنة من تراب، ثم قال: نعم، أنا أقول ذلك، أنت أحدهم. وأخذ الله على أبصارهم عنه فلا يرونه، فجعل ينثر ذلك التراب على رءوسهم؛ وهو يتلو هذه الآيات من يس: " يس، والقرآن الحكيم، إنك لمن المرسلين، على صراط مستقيم " إلى قوله: " وجعلنا من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا فأغشيناهم فهم لا يبصرون "، حتى فرغ رسول الله من هؤلاء الآيات، فلم يبق منهم رجل إلا وقد وضع على راسه ترابًا؛ ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب.
    فأتاهم آت ممن لم يكن معهم، فقال: ما تنتظرون هاهنا؟ قالوا: محمدًا، قال: خيبكم الله! قد والله خرج عليكم محمد، ثم ما ترك منكم رجلًا إلا وقد وضع على رأسه ترابًا، وانطلق لحاجته، أفما ترون ما بكم؟ قال: فوضع كل رجل منهم يده على رأسه، فإذا عليه تراب، ثم جعلوا يطلعون، فيرون عليًا على الفراش متسجيًا ببرد رسول الله ص، فيقولون: والله إن هذا لمحمد نائم، عليه برده؛ فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا، فقام علي عن الفراش، فقالوا: والله لقد صدقنا الذي كان حدثنا، فكان مما نزل من القرآن في ذلك اليوم، وما كانوا أجمعوا له: " وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو ليقتلوك أو ليخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين "، وقول الله عز وجل: " أم يقولون شاعرٌ نتربص به ريب المنون، قل تربصوا فإنى معكم من المتربصين " وقد زعم بعضهم أن أبا بكر أتى عليًا فسأله عن نبي الله ص فأخبره أنه لحق بالغار من ثور، وقال: إن كان لك فيه حاجةٌ فالحقه، فخرج أبو بكر مسرعًا، فلحق نبي الله ص في الطريق، فسمع رسول الله ص جرس أبي بكر في ظلمة الليل، فحسبه من المشركين، فأسرع رسول الله ص المشي، فانقطع قبال نعله ففلق إبهامه حجرٌ فكثر دمها، وأسرع السعي، فخاف أبو بكر أن يشق

  • صفحة 19 من 33 الأولىالأولى ... 9171819202129 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. تاريخ الرسل والملوك(للطبري)1-
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى الطلاب السوريين المغتربين في مجال الطب Medical Students
      مشاركات: 83
      آخر مشاركة: 07-24-2010, 03:55 AM
    2. معجم البلدان الجزء الثاني
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 110
      آخر مشاركة: 07-15-2010, 11:59 PM
    3. فن الرسم في الماء
      بواسطة رامون في المنتدى مكتبــة صــــور المنتدى
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 07-03-2010, 10:24 PM
    4. فن الرسم على البطاطس
      بواسطة رامون في المنتدى مكتبــة صــــور المنتدى
      مشاركات: 8
      آخر مشاركة: 06-07-2010, 09:56 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1