فقير لا أقبلها منك‏.‏ وأمر إبراهيم بن الأغلب المعروف بزيادة الله بمال يقسم على الفقهاء فكان منهم من قبل ومنهم من لم يقبل‏.‏ فكان أسد بن الفرات فيمن قبل فجعل زيادة الله يغمص على كل من قبل منهم‏:‏ فبلغ ذلك أسد ابن الفرات فقال‏:‏ لا عليه إنما أخذنا بعض حقوقنا والله سائله عما بقي‏.‏ وقد فخرت العرب بأخذ جوائز الملوك وكان من أشرف ما يتمولونه فقال ذو الرمة‏:‏ وما كان مالي من تراث ورثته ولا دية كانت ولا كسب مأثم ولكن عطاء الله من كل رحلة إلى كل محجوب السرادق خضرم وقال آخر‏:‏ يهجو مروان بن أبي حفصة ويعيبه بأخذه من العامة ويفخر بأنه لا يأخذ إلا من الملوك فقال‏:‏ عطايا أمير المؤمنين ولم تكن مقسمة من هؤلاء وأولئكا وما نلت حتى شبت إلا عطية تقوم بها مصرورة في ردائكا التفضيل في العطاء تفضيل بعض الناس على بعض في العطاء ذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه الفقراء فقال‏:‏ إن سعيد بن حذيم منهم‏.‏ فأعطاه ألف دينار وقال‏:‏ سمعت رسول الله (ص) يقول‏:‏ إذا أعطيت فأغن‏.‏ وقدم على رسول الله(ص) وفد من العرب فأعطاهم وفضل رجلاً منهم‏.‏ فقيل له في ذلك‏.‏ كل القوم عيال عليه‏.‏ وأعطى النبي(ص) يوم حنين المؤلفة قلوبهم فأعطى الأفرع ابن حابس التيمي وعيينة بن حصن الفزاري مائة من الإبل وأعطى العباس ابن مرداس السلمي خمسين فشق ذلك عليه فقال أبياتاً فأتاه بها وأنشده إياها وهي‏:‏ ولا كان حصن ولا حابس يفوقان مرداس في مجمع وما كنت غير امرئ منهم ومن تضع اليوم لم يرفع فقال رسول الله (ص) لبلال‏:‏ اقطع عني لسان العباس‏.‏ فأعطاه حتى أرضاه‏.‏ وقال صفوان بن أمية‏:‏ لقد غزوت مع رسول الله (ص) وما خلق الله خلقاً أبعض إلي منه فما زال يعطيني حتى ما خلق الله خلقاً أحب إلي منه‏.‏ وكان صفوان بن أمية من المؤلفة قلوبهم‏.‏ شكر النعمة سليمان التميمي قال‏:‏ إن الله أنعم على عباده بقدر قدرته‏.‏ وكلفهم من الشكر بقدر طاقتهم‏.‏ وقالوا‏:‏ مكتوب في التوراة‏:‏ اشكر لمن أنعم عليك وأنهم على من شكرك‏.‏ وقالوا‏:‏ كفر النعمة يوجب زوالها وشكرها يوجب المزيد فيها‏.‏ وقالوا‏:‏ من حمدك فقد وفاك حق نعمتك‏.‏ وجاء في الحديث‏:‏ من نشر معروفاً فقد شكره ومن ستره فقد كفره‏.‏ وقال عبد الله بن عباس‏:‏ لو أن فرعون مصر أسدى إلي يداً صالحة لشكرته عليها‏.‏ وقالوا‏:‏ إذا قصرت يدك عن المكافأة‏.‏ فليطل لسانك بالشكر‏.‏