صفحة 2 من 120 الأولىالأولى 12341252102 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 5 إلى 8 من 477

الموضوع: رغـد : أنـت لــي (كتـير حلـوة)

العرض المتطور


  1. #1

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 32
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1402
    Array

    انتهت العطلة الصيفية و عدنا للمدارس .

    كنت كلما عدت من المدرسة ، استقبلتني الصغيرة رغد استقبالا حارا !

    كانت تركض نحوي و تمد ذراعيها نحوي ، طالبة أن أحملها و أؤرجحها في الهواء !

    كان ذلك يفرحها كثيرا جدا ، و تنطلق ضحكاتها الرائعة لتدغدغ جداران المنزل !

    و من الناحية الأخرى ، كانت دانة تطلق صرخات الاعتراض و الغضب ، ثم تهجم على رجلي بسيل من الضربات و اللكمات آمرة إياي بأن أحملها ( مثل رغد ) .

    و شيئا فشيا أصبح الوضع لا يطاق ! و بعد أن كانت شديدة الفرح لقدوم الصغيرة إلينا أصبحت تلاحقها لتؤذيها بشكل أو بآخر ...

    في أحد الأيام كنت مشغولا بتأدية واجباتي المدرسية حين سمعت صوت بكاء رغد الشهير !

    لم أعر الأمر اهتماما فقد أصبح عاديا و متوقعا كل لحظة .

    تابعت عملي و تجاهلت البكاء الذي كان يزداد و يقترب !

    انقطع الصوت ، فتوقعت أن تكون أمي قد اهتمت بالأمر .

    لحظات ، وسمعت طرقات خفيفة على باب غرفتي .

    " أدخل ! "

    ألا أن أحدا لم يدخل .

    انتظرت قليلا ، ثم نهضت استطلع الأمر ...

    و كم كانت دهشتي حين رأيت رغد واقفة خلف الباب !

    لقد كانت الدموع تنهمر من عينيها بغزارة ، و وجهها عابس و كئيب ، و بكاؤها مكبوت في صدرها ، تتنهد بألم ... و بعض الخدوش الدامية ترتسم عشوائيا على وجهها البريء ، و كدمة محمرة تنتصف جبينها الأبيض !

    أحسست بقبضة مؤلمة في قلبي ....

    " رغد ! ما الذي حدث ؟؟؟ "

    انفجرت الصغيرة ببكاء قوي ، كانت تحبسه في صدرها

    مددت يدي و رفعتها إلى حضني و جعلت أطبطب عليها و أحاول تهدئتها .

    هذه المرة كانت تبكي من الألم .

    " أهي دانة ؟ هل هي من هاجمك ؟ "

    لابد أنها دانة الشقية !

    شعرت بالغضب ، و توجهت إلى حيث دانة ، و رغد فوق ذراعي .

    كانت دانة في غرفتها تجلس بين مجموعة من الألعاب .

    عندما رأتني وقفت ، و لم تأت إلي طالبة حملها ( مثل رغد ) كالعادة ، بل ظلت واقفة تنظر إلى الغضب المشتعل على وجهي .

    " دانة أأنت من ضرب رغد الصغيرة ؟ "

    لم تجب ، فعاودت السؤال بصوت أعلى :

    " ألست من ضرب رغد ؟ أيتها الشقية ؟ "

    " إنها تأخذ ألعابي ! لا أريدها أن تلمس ألعابي "

    اقتربت من دانة و أمسكت بيدها و ضربتها ضربة خفيفة على راحتها و أنا أقول :

    " إياك أن تكرري ذلك أيها الشقية و إلا ألقيت بألعابك من النافذة "

    لم تكن الضربة مؤلمة إلا أن دانة بدأت بالبكاء !

    أما رغد فقد توقفت عنه ، بينما ظلت آخر دمعتين معلقتين على خديها المشوهين بالخدوش .

    نظرت إليها و مسحت دمعتيها .

    ما كان من الصغيرة إلا أن طبعت قبلة مليئة باللعاب على خدي امتنانا !

    ابتسمت ، لقد كانت المرة الأولى التي تقبلني فيها هذه المخلوقة ! إلا أنها لم تكن الأخيرة ....




    ~~~~~~



    توالت الأيام و نحن على نفس هذه الحال ...

    إلا أن رغد مع مرور الوقت أصبحت غاية في المرح ...

    أصبحت بهجة تملأ المنزل ... و تعلق الجميع بها و أحبوها كثيرا ...

    إنها طفلة يتمنى أي شخص أن تعيش في منزله ...

    و لأن الغيرة كبرت بين رغد و دانة مع كبرهما ، فإنه كان لابد من فصل الفتاتين في غرفتين بعيدا عن بعضهما ، و كان علي نقل ذلك السرير و للمرة الثالثة إلى مكان آخر ...

    و هذا المكان كان غرفة وليد !

    ظلت رغد تنام في غرفتي لحين إشعار آخر .

    في الواقع لم يزعجني الأمر ، فهي لم تعد تنهض مفزوعة و تصرخ في الليل إلا نادرا ...

    كنت أقرأ إحدى المجلات و أنا مضطجع على سريري ، و كانت الساعة العاشرة ليلا و كانت رغد تغط في نوم هادئ

    و يبدو أنها رأت حلما مزعجا لأنها نهضت فجأة و أخذت تبكي بفزع ...

    أسرعت إليها و انتشلتها من على السرير و أخذت أهدئ من روعها

    كان بكاؤها غريبا ... و حزينا ...

    " اهدئي يا صغيرتي ... هيا عودي للنوم ! "

    و بين أناتها و بكاؤها قالت :

    " ماما "

    نظرت إلى الصغيرة و شعرت بالحزن ...

    ربما تكون قد رأت والدتها في الحلم

    " أتريدين الـ ماما أيتها الصغيرة ؟ "

    " ماما "

    ضممتها إلى صدري بعطف ، فهذه اليتيمة فقدت أغلى من في الكون قبل أن تفهم معناهما ...

    جعلت أطبطب عليها ، و أهزها في حجري و أغني لها إلى أنا استسلمت للنوم .

    تأملت وجهها البريء الجميل ... و شعرت بالأسى من أجلها .

    تمنيت لحظتها لو كان باستطاعتي أن أتحول إلى أمها أو أبيها لأعوضها عما فقدت .

    صممت في قرارة نفسي أن أرعى هذه اليتيمة و أفعل كل ما يمكن من أجلها ...

    و قد فعلت الكثير ...

    و الأيام .... أثبتت ذلك ...




    ~~~~~~
رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #2

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 32
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1402
    Array

    ذهبنا ذات يوم إلى الشاطئ في رحلة ممتعة ، و لكوننا أنا و أبي و سامر الصغير ( 8 سنوات ) نجيد السباحة ، فقد قضينا معظم الوقت وسط الماء .

    أما والدتي ، فقد لاقت وقتا شاقا و مزعجا مع دانة و رغد !

    كانت رغد تلهو و تلعب بالرمال المبللة ببراءة ، و تلوح باتجاهي أنا و سامر ، أما دانة فكانت لا تفتأ تضايقها ، تضربها أو ترميها بالرمال !

    " وليد ، تعال إلى هنا "

    نادتني والدتي ، فيما كنت أسبح بمرح .

    " نعم أمي ؟ ماذا تريدين ؟ "

    و اقتربت منها شيئا فشيئا . قالت :

    " خذ رغد لبعض الوقت ! "

    " ماذا ؟؟؟ لا أمي ! "

    لم أكن أريد أن أقطع متعتي في السباحة من أجل رعاية هذه المخلوقة ! اعترضت :

    " أريد أن أسبح ! "

    " هيا يا وليد ! لبعض الوقت ! لأرتاح قليلا "

    أذعنت للأمر كارها ... و توجهت للصغيرة و هي تعبث بالرمال ، و ناديتها :

    " هيا يا رغد ! تعالي إلي ! "

    ابتهجت كثيرا و أسرعت نحوي و عانقت رجي المبللة بذراعيها العالقة بهما حبيبات الرمل الرطب ، و بكل سرور !

    جلست إلى جانبها و أخذت أحفر حفرة معها . كانت تبدو غاية في السعادة أما أنا فكنت متضايقا لحرماني من السباحة !

    اقتربت أكثر من الساحل ، و رغد إلى جانبي ، و جعلتها تجلس عند طرفه و تبلل نفسها بمياه البحر المالحة الباردة

    رغد تكاد تطير من السعادة ، تلعب هنا و هناك ، ربما تكون المرة الأولى بحياتها التي تقابل فيها البحر !

    أثناء لعبها تعثرت و وقعت في الماء على وجهها ...

    " أوه كلا ! "

    أسرعت إليها و انتشلتها من الماء ، كانت قد شربت كميه منه ، و بدأت بالسعال و البكاء معا .

    غضبت مني والدتي لأنني لم أراقبها جيدا

    " وليد كيف تركتها تغرق ؟ "

    " أمي ! إنها لم تغرق ، وقعت لثوان لا أكثر "

    " ماذا لو حدث شيء لا سمح الله ؟ يجب أن تنتبه أكثر . ابتعد عن الساحل . "

    غضبت ، فأنا جئت إلى هنا كي استمتع بالسباحة ، لا لكي أراقب الأطفال !

    " أمي اهتمي بها و أنا سأعود للبحر "

    و حملتها إلى أمي و وضعتها في حجرها ، و استدرت مولّيا .

    في نفس اللحظة صرخت دانة معترضة و دفعت برغد جانبا ، قاصدة إبعادها عن أمي

    رغد ، و التي لم تكد تتوقف عن البكاء عاودته من جديد .

    " أرأيت ؟ "

    استدرت إلى أمي ، فوجدت الطفلة البكاءة تمد يديها إلي ...

    كأنها تستنجد بي و تطلب مني أخذها بعيدا .

    عدت فحملتها على ذراعي فتوقفت عن البكاء ، و أطلقت ضحكة جميلة !

    يا لخبث هؤلاء الأطفال !

    نظرت إلى أمي ، فابتسمت هي الأخرى و قالت :

    " إنها تحبك أنت َ يا وليد ! "



    قبيل عودتنا من هذه الرحلة ، أخذت أمي تنظف الأغراض ، و الأطفال .


    " وليد ، نظف أطراف الصغيرة و ألبسها هذه الملابس "


    تفاجأت من هذا الطلب ، فأنا لم أعتد على تنظيف الأطفال أو إلباسهم الملابس !

    ربما أكون قد سمعت شيئا خطا !

    " ماذا أمي ؟؟؟ "

    " هيا يا وليد ، نظف الرمال عنها و ألبسها هذه ، فيما اهتم أنا بدانة و بقية الأشياء "

    كنت أظن أنني أصبحت رجلا ، في نظر أمي على الأقل ...

    و لكن الظاهر أنني أصبحت أما !

    أما جديدة لرغد !

    نعم ... لقد كنت أما لهذه المخلوقة ...

    فأنا من كان يطعمها في كثير من الأحيان ، و ينيمها في سريره ، و يغني لها ، و يلعب معها ، و يتحمل صراخها ، و يستبدل لها ملابسها في أحيان أخرى !

    و في الواقع ...

    كنت أستمتع بهذا الدور الجديد ...

    و في المساء ، كنت أغني لها و أتعمد أن أجعلها تنام في سريري ، و أبقى أتأمل وجهها الملائكي البريء الرائع ... و أشعر بسعادة لا توصف !


    هكذا ، مرت الأيام ...

    و كبرنا ... شيئا فشيئا ...

    و أنا بمثابة الأم أو المربية الخاصة بالمدللة رغد ، و التي دون أن أدرك ... أو يدرك أحد ... أصبحت تعني لي ...

    أكثر من مجرد مخلوقة مزعجة اقتحمت حياتي منذ الصغر ! ....


  • #3
    مغترب نشيط
    الحالة : نانو غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jun 2010
    رقم العضوية: 1566
    الدولة: رومانيا
    الإهتمامات: روح ع ضيعتي بسوريا
    العمل: عمل خاص
    المشاركات: 41
    الحالة الإجتماعية: متزوج
    معدل تقييم المستوى : 0
    Array

    عن جد كتير استمتعت ........ تسلم ايديكي
    بس انا كتير متشوقة لأعرف ....بعدين شو رح يصير؟؟؟؟


  • #4
    المشرف العام على ملتقى المحترفين السوريين لتكنولوجيا والبرامج والالعاب
    الحالة : أحمد فرحات غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 533
    الدولة: سو ريا.اللاذقية .صليبة
    الإهتمامات: الانترنت
    السيرة الذاتية: ممتع حبيب بحب الحياة ظريف حلو كتير
    العمل: مساعد مهندس
    العمر: 34
    المشاركات: 7,274
    الحالة الإجتماعية: أعذب
    معدل تقييم المستوى : 956
    Array

    والله ٌقرأت منا شوي بالبدابة ماعجبتني بصراحةلكن بعد عبارة (فوجدت الطفلة في سريرها تبكي دون أن ينتبه لها أحد منهما ) اندمجت بالقصة وصممت انو اكمل قرائتها لكن فجأة أصبحت ممله يلا كل يوم من عمل طله عليه مشكورة دمعة

  • صفحة 2 من 120 الأولىالأولى 12341252102 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 29 (0 من الأعضاء و 29 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. لا تعـوّدني على [ قـربك ] كثـير
      بواسطة سوسن في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 03-11-2010, 05:13 AM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1