لماذا يعجز العلم عن التفسير؟
هل هي صدفة حقاً ان تجالس شخصاً فتُفتن به من الوهلة الاولى وترافق آخر فتنفر منه في الحال؟
هل هي صدفة ان يحمل لك صوت حدأة بشارة، وينعي اليك خبراً صوت غراب؟
ما التفسير المنطقي لظاهرة التخاطر، كأن تتوقع رسالة من شخص بعيد فيهاتفك في الليلة نفسها، او يدق على بابك بعد هنيهات؟
وكيف تفسر فوز ثلاثة من العائلة نفسها بالجائزة الكبرى «اللوتاري» في غضون سنة وهو احتمال لا يتحقق الا بنسبة واحد في البليون؟
وكيف تعلل شراء السيدة فارما للوحة مهملة من السوق الشعبية لتكتشف انها مرسومة بريشة جدها الاكبر وقيمتها تربو على الربع مليون جنيه.

ثمة احداث اغرب.. تيتانيك في قاع المحيط

-
وهو ما حدث للسفينة الغارقة «تيتانيك» التي غرقت عام ۱۹۱۲ وثارت لغرقها ضجة لم تهدأ طوال عقود.
في كتاب صدر عام ۱۸۹۸ - اي قبل غرق السفينة بأربعة عشر عاماً - اطلق عليه مؤلفه مورغان روبرتسون اسم «حطام تيتان». اورد المولف تفاصيل عجيبة غريبة عن غرق سفينة ضخمة بعد ارتطامها بجبل جليدي. هل هي مصادفة ان يكون اسم السفينة تيتان؟ وتغرق بعد الاصطدام بجبل الثلج؟
ليس التشابه في الاسم والمصير فحسب. فقد ادرج المؤلف وصفاً دقيقاً للسفينة: حجمها وطولها واتساعها وعدد ركابها - تقريبي - والعدد المحدود من قوارب النجاة التي على متنها. بل تعداها الى وصف حالات الذعر التي دبّت بين الركاب وهم يواجهون حتفهم غرقاً. حتى اصوات التحذير التي تعالت: جبل الثلج، جبل الثلج، نحن مقتربون من جبل الثلج. الى وصف صوت ارتطام السفينة المخيف. حتى مواقع الاصطدام ومكانه تكاد تتشابه.
تفصيلات مذهلة جعلت الناجين من الغرق وبعض الباحثين يتساءلون هل هي نبوءة تحققت؟ وهل كانت ثمة قوى خفية تمسك بقلم الكاتب وتملي عليه كل تلك التفاصيل؟
-
قبل شهور قليلة ، وفي مماحكة مع الجدة المسنة، طلبت الشابة روز من جدتها ان تملي عليها ارقاماً تختارها لتملأ بها ورقة اليانصيب «اللوتاري». املت الجدة ارقاماً متقاربة كأنما تستلهمها او تستوحيها.
هرعت الفتاة الى المكتبة لتلعب لعبتها المفضلة التي دأبت عليها منذ سنوات.
في تلك الليلة، لم ينم افراد العائلة من شدة الجذل، اذ اكتشفوا ان الارقام الفائزة جميعها موجودة في ورقة اليانصيب. وكانت الجائزة الاولى ثلاثة ملايين جنيه استرليني.

ابراهام لنكولن

حينا ذهبوا الى الموظف للاستعلام عن كيفية تسلّم الجائزة، اشار لهم الموظف وهو يدقق في الارقام الى حقل صغير في اسفل الورقة لا يكاد يرى. وببرودة دم قال: الورقة «ملعوبة» ليوم السبت وليس ليوم الاربعاء - البارحة.
وبين دهشة الجميع وحيرة الفتاة. اكتشفت ان قطرة حبر صغيرة بحجم رأس الدبوس سقطت على حقل الايام من قلم سقط غطاؤه في جيب داخلي في الحقيبة. سمّه خطأ، فألاً، نحساً، صدفة، لكن مثل هذه الظواهر تحدث كل ساعة. لا يجد البعض لها تفسيراً الا وفق نظرية الصدف والاحتمالات، فيما يوليها العلم ومراكز الابحاث جل العناية ويجهدون في ايجاد تفسير علمي محض يدحض كل شك بوقوعها خطأ او اعتباطاً او مصادفة.
لعل واحدة من اعجب الصدف تلك التي ربطت بين قدرين ومصيرين لاثنين من رؤساء الولايات المتحدة اللامعين، ابراهام لنكولن وجون كينيدي، حيث اتخمت الصحف الاميركية والغربية بإيراد قائمة طويلة عريضة بالمقالات والمفارقات.
-
الرئيسان قتلا غيلة اثناء تأدية واجب رسمي.
-
انتخب لنكولن عام ۱۸۶۰ وكيندي عام ،۱۹۶۰ الفارق بين الرئاستين مئة سنة بالتمام.
-
الاثنان دعيا الى تطبيق الحقوق المدنية، وبإصرار.
-
قتل الرئيسان يوم الجمعة وفي حضور الزوجتين.
-
لم تصب اي من الزوجتين بجروح على رغم قربهما من الرئيسين الغارقين بالدم.
-
الزوجتان تضرجت ثيابهما بدم الزوجين.
-
الرئيسان قتلا برصاصة من الخلف اخترقت الرأس.
-
قتل لنكولن في مسرح يحمل اسم فورد، وكينيدي كان يستقل سيارة مصنوعة في مصنع فورد.
-
الرئيسان تسلما الرئاسة من شخص اسمه جونسون.
-
اندرو جونسون ولد عام ۱۸۰۸ وليندون جونسون ولد عام .۱۹۰۸
-
القاتلان قتلا قبل ان يمثلا امام محكمة.

لحظة اغتيال كينيدي

-
جون ويلكس بووث مولود عام ۱۸۳۹ «قاتل لينكولن» وهارفي اوزوالد «قاتل كينيدي» مولود عام .۱۹۳۹
-
الزوجتان تزوجتا في سن الرابعة والعشرين ولهما ثلاثة اولاد وفقدت كل منهما طفلاً اثناء مكوثهما في البيت الابيض.
-
اسم كل من الرئيسين يتألف من سبعة حروف. فيما يضم اسم من سبقهما ۱۳ حرفاً. بينما احتوى اسم كل من هارفي وبوث «القاتلين» على ۱۵ حرفاً.
لا يحط من قيمة المقارنة ما نشر فيما بعد من ان بووث ولد عام ۱۸۳۸ وليس كما قيل عن ولادته عام .۱۸۳۹
كل حدث ومقارنة تبدو بعيدة وقريبة في آن، فلو جمعت كل تلك التفاصيل وغربلت، ألا تعطي ولو خيطاً رفيعاً من يقين ان بين المصيرين والقدرين علاقة ما تكررت بكثير من التشابه بعد مئة سنة؟ هل هي صدفة تكررت بالحذافير؟