وما اكثر الطباشير في وطنـــــــــــــــي
متـــــــــى
الزفاف ياعروس الربيع
ح3
وصل طبشورة الى السويد بعد رحلة متعبة وشاقة ... بصراحة هو توقع ان يتلقفه الامن ويستضيفه بكاسة شاي ..لكن ذلك لم يحصل .. تلقفته مجموعة من الصليب الاحمر هو ومن كان معه على المركب ...قدموا لهم الالبسة والطعام واخذوهم الى مركز استقبال .. كانت الرعاية جيدة .... بعد يومين ٍسألوه عن جوازه وفيما اذا كان بصم باحدى الدول قبل قدومه ... كان طبشورة طيبا حيث افاد انه لاداعي للبصمة فهو يعرف القراءة والكتابه !!! ضحك البوليس من جوابه .....
فيما بعد علم طبشورة عن البصمة وانه كان سيعود الى الدولة التي بصم فيها في حال علموا بها ... المهم قدم طلبا للحصول على جواز سويدي وصولا للاقامة والجنسية فيما بعد ..... علم ايضا انه سيتلقى راتبا طيلة عامين حتى يتأقلم مع جو البلد وسيقدمون له دورات لتعليم اللغة بالاضافة لمحاضرات تعريفية وتأهيلية ......لطيبته صار يقارن معاملة الغريب له مع معاملة اخوة لنا في كل شيء .. جنسية ؟؟ تبا هم مخيمات قدموا ... ضحك على نفسه من المقارنة عيب عليك ياطبشورة هذه المقارنة كل دولة حسب امكاناتها وحسب قدرتها ثم ان اخوتنا لايستطيعون اكثر من ذلك كتر خيرهم والاعداد ؟؟ عند اخوتنا عددنا كثير جدا منيح يلي رضيوا يحوننا ناقصهم هنة .... وجايين بدنا نقاسمهم اللقمة كمان ....
هنة يلي فيهم مكفيهم بعدين هون دول متقدمة مو عالم تاسع وعاشر ... ودخيلك ياطبشورة شو عطوا يعني ل الفين تلاتة عشرة ولك خمسين الف ... اخوتنا استقبلوا مئات الالوف ... خلص طبشورة خليك منصف ولاتقسى على اخوك ابن امك وابوك يلي خلفوك ...لك بس تقيلة عنجد حطونا بخيم وحطوا حراسة علينا مشان ما نهرب لمدنهم ونعمل شوشرة ... خلص طبشورة ذوق على دمك الشغلة شغلة ارقام بس فقط لاغير.... لو عدد قليل كانوا حطونا بعيونهم وعطونا الجنسية كيف لكن اخوة هدول مو شوربة ....
بعد مرور شهر احس طبشورة بالعدمية واللا مبالاة افتقد احساس لازمه طوال حياته افتقد الشعور بالخوف الشعور بالمستقبل افتقد للهموم افتقد للمشاكل والنرفزات لزمامير السيارات للزحمة للسباب والشتائم ... افتقد كل شيء ... كانت الامور تسير بشكل روتيني قاتل ..كل شيء متوفر وانسيابي ..وجهه البوليس ان لايقدم بطاقته حتى للبوليس الا اذا ابرز الشخص المقابل انه بوليس حقا .... تبا لذلك ....
هامت روحه مع الماضي ,, بحسرة ,,,, كانت الكلمات التي يسمعها ... شكرا سيدي ... اهلا سيدي .... صباح الخير سيدي ....تفضل سيدي .... بس مشكلتهم انو هنة فري كتير ..... زاغ نضروا طبشورة والتوئت رقبتو من كتر مافتلت ...ههههه ضحك من قلبه مابتكمل مع بني آدم الا يثقبا من شي نقطة ......
ح4
خلال عدة ايام استلم طبشورة بطاقته المؤقتة وعلم انها ستبقى معه ثلاثة شهور ثم بعد ذلك سيستلم البطاقة الدائمة .... عليه الان ان ينخرط في المجتمع الجديد ويتعلم لغتهم كانت لغة هندية اوروبية تتبع الى فرع اللغات الجرمانية الشمالية ... سمع هذه الجملة لكنه لم يفهم منها شيئا .... المهم انه سيتعلمها مهما عانى من ذلك ..... تخيل نفسك تعيش في مجتمع ولاتتكلم لغته ستكون متل الاطرش بالزفة والاخرس كمان : كذا مرة نسي طبشورة وسأل البياع : باديش هي معلم ؟؟ لاء راعينا حبيب قبل حتى مايرفع حواجبو البياع استغرابا ؟.......
في قسم الهجرة كان هناك مترجما وعرف طبشورة انه بعد خمس سنوات سيصبح مواطنا سويديا .... اي بتكون انحلت برجع على بلدي شو بدي بالهشنططة ..... شو هاللغة هي ..... بعد الكبرا جبة حمرا ....
استفاق باكرا على غير العادة اليوم اول راتب سيحصل عليه من دون عمل ياعيني ياطبشورة طول عمرك بتشتغل متل التور ومابتحصل الا فرنكات ياعيني ....عم يقولوا الف يورو.... ياسلام سلم الحيطة بتتكلم .....
في تلك الايام المعدودة من وصوله لم يحتاج لشئ .... كان الطعام يقدم مجانا ولم يضطر حتى لشراء قطعة خبز
بعد انتظار بسيط وصل دوره واستلم من الموظف 1800 كرونة ؟؟؟
سأله باستغراب ليش مو الف يورو ؟؟ لم يفهم الموظف عليه كالعادة واكتفى بابتسامة خفيفة معتقدا انه يشكره بسبب وجه طبشورة الدائري حيث تظنه مبتسما دائما ولكنها في الحقيقة خلقة ربانية ولا يد له فيها
كان يقف بجانبه مهاجرا صار له شهرين فجاوبه : ههههه لاء سلبة هي شغلة الالف يورو اصلا هون بيتعاملوا بالكرونة مو باليورو ....
طبشورة : كل فكري انو اتحاد اوروبي وعملة موحدة شو القصة ؟؟ بعدين اديش بتسوى هالكرونة ؟
المهاجر : الدولار 6 كرونة ... لاتطلع الة حاسبة انا بقلك بيطلعوا 300 دولار واطمن بعد تلت شهور بس تصير معك بطاقة الاقامة الدائمة بجيبتك بيصير راتبك حوالي 7000 كرونة يعني تقريبا 1200 دولار
طبشورة : يسلمو حبيب وانا كنت مستني الف يورو هلأ ....... ماشي الحال كرونة مكرونة كلو ماشي لنشوف اخرتا
دس طبشورة النقود في جيبه وتوجه الى الفندق ...
لم يصدق طبشورة انهم وضعوه في فندق اربعة نجوم ريثما يجدوا له بيتا مناسبا ...
كانت الحكومة السويدية تقدم السكن حسب حجم العائلة ومنهم من حصل على بيتا جيدا حسب ماهو متوفر لدى قسم الهجرة ..كان موعودا ببيت صغير ربما غرفتين ليستطيع ان يتابع حياته ....
على الرغم من كل " الميزات " ... يلي ممكن نلاقيها بـ بلاد تانية ...
ما في شي ممكن يغنينا عن حضن وطنا .....
لك حتى سلبياتو ... بنشتاقلها ..... و بنستفقدلها ...
بـ بساطة .... لانو وطنا .....!!
البطل " زهدي " ... كان هالمرة محظوظ ....
انو قدر وصل ع السويد .... بـ امان و سلامة ...
كلنا بنعرف اديش في سوريين ما قدروا يوصلوا اصلا .... !!
هربوا من الموت بـ بلدهم .... لقوه ناطرهم ع الطريق :(
الشي التاني .... انو مهما قدمت الدول التانية للسوري ...
و مهما حصل على مزايا ووووو .....
رح يبقى غريب .... و رح يتم التعامل معو على أنو غريب !
زهدي ... شخصية مرسومة و موصوفة بـ عناية و دقة فائقة ....
هو فعليا عبارة عن نموذج و مثال حي .... عن معظم السوريين يلي وصلوا لهنيك .....
الشي المميز جدا بـ سردك .... الواقعية ....
عم تقوم بـ توصيف الواقع ... بـ طريقة دقيقة مشوقة و طريفة جدا :)
حاسة حالي ... بعرف حدا اسمو زهدي طبشورة فعلا ...
و عم يحكيلي شو صار معو بـ السويد ... بـ التفصيل ! :)
و هاد بيدل طبعا على حرفيتك العالية بـ الكتابة ......
شكرا الك ...
و ناطرين التتمة طبعا ^_^
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)