تُجمع غالبية الإحصائيات في عالمنا العربي على ارتفاع معدلات الطلاق، فلماذا تنتهي هذه الزيجات بالانفصال؟ الكثير من الدراسات المتعلقة بالعلاقات الزوجية توصلت إلى أسباب مشتركة تؤدي إلى انهيار هذه العلاقات، وفيما يلي أشهر 10 أسباب للطلاق.
الخيانة الزوجية
الخيانة الزوجية واحدة من أهم أسباب الطلاق. فعندما يقيم أحد الزوجين علاقة محرمة مع طرف ثالث، يكون هذا مؤشرا على انهيار فعلي للحياة الزوجية، فالأزواج الناجحون في علاقاتهم الزوجية لا يسقطون بسهولة في بئرها.
والخيانة، حتى لمرة واحدة، كفيلة بالقضاء على الحياة الزوجية، فعندما تُكتشف من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، أن تستمر العلاقة الزوجية.
انهيار التواصل
لا تخلو علاقة زوجية واحدة من الخلافات والمشاكل، لكن التواصل بين الزوجين كفيل بالقضاء عليها قبل أن تتفاقم. الكثير من الأزواج يصلون إلى درجة انه لا يمكنهم الحديث مع الطرف الآخر.
عدم وجود تواصل بين الزوجين ربما يؤدي إلى تأجيل هذه الخلافات، لكن، خلاف بعد آخر يتطور الأمر إلى صراع بين الزوجين، والوصول إلى مرحلة الصراع يعني اقترابهما من حافة انهيار العلاقة الزوجية.
المسائل المالية
لا يمكن للحياة الزوجية أن تستمر من دون المال، والمسائل المالية داخل إطار الحياة الزوجية واحدة من أكثر أسباب الطلاق شيوعا. أكثر الأزواج نجاحا هم الذين تتطابق وجهات نظرهم فيما يتعلق بكيفية إدارة المال في إطار العلاقة الزوجية.
يسبب سوء إدارة المال الطلاق، سواء بعدم قدرة الزوج، أو الزوجين معا، على الوفاء بمتطلبات الأسرة، أو بسبب الاختلاف في المزاج وترتيب أولويات الإنفاق بين الزوجين، أو عندما تتراكم الديون بسبب سوء إدارة ميزانية الأسرة.
العنف الجسدي والعاطفي
أخطر ما يمكن أن يضرب العلاقة الزوجية في مقتل هو الإيذاء الجسدي ( الخشونة والعنف والضرب)، وكذلك الإيذاء العاطفي (اللامبالاة والسخرية والإهانة والشتائم).
اللجوء إلى الإيذاء يعني أن رصيد الحب نفد من الحياة الزوجية ويعني أن صبر الزوجين نفد أيضا. فبدلا من حل الحوار بالكلمات تستخدم الشتائم واللكمات.. أي حياة زوجية يمكن أن تستمر في هذا المناخ؟
تسرب الملل
ربما يتساءل البعض: كيف يمكن لبعض العلاقات الزوجية أن تستمر إلى نهاية الحياة
لسر يكمن في عدم سماح هؤلاء الأزواج للملل بالتسرب إلى حياتهم.
الملل أحد أهم أسباب الطلاق، إذ يشعر الزوجان بعد سنوات من الزواج بأن الحياة الزوجية فقدت بهجتها وإثارتها، وأن شرارة الحب بينهما قد أطفئت.
الكثير من الأزواج يتخلصون من هذا الملل عن طريق الحل الصعب.. الطلاق.
الإدمان
عندما يقع أحد الزوجين فريسة في براثن إدمان المخدرات أو الخمر، فإنه يرتكب الكثير من الأخطاء ضد مصلحة العلاقة الزوجية: يهدر الأموال، يسبب الإهمال والأذى الجسدي للطرف الآخر، يدخل في علاقات مشبوهة تسيء إلى العلاقة الزوجية.
الإدمان والحياة الزوجية المستقرة لا يجتمعان تحت سقف واحد.
المشاكل الجنسية
الجنس أمر لا بد منه لاستقرار أي علاقة زوجية، إنه يبقي حرارة الحميمية على قيد الحياة، لكن في الوقت نفسه لا يوجد زواج يأخذ العلامة الكاملة فيما يتعلق بالعلاقة الجنسية، والمشاكل الناتجة منها لابد أن تظهر في يوم ما، فالضغوط الهائلة تتزايد مع مرور السنوات على الزواج، وقد تصاب العلاقة الجنسية ببعض الملل أحيانا.
عندما يجري حل المشكلات الجنسية داخل غرفة النوم بهدوء وببعض التفاهم، يبقى الزواج في أمان، لكن عندما يشعر الزوجان بعدم الرضا عن الحياة الجنسية ولا يستطيعان التحاور بشأن ذلك تتفاقم الخلافات، وفي حالات كثيرة يمر الطلاق عبر غرف النوم.
نار الغيرة
قد تكون الغيرة مطلوبة أحيانا، فهي تضفي بعض التوابل على الحياة الزوجية، لكن عندما تزيد على حدها ويبالغ فيها تتحول إلى عامل يهدد الحياة الزوجية.
الغيرة تجاه كل حركة أو لفتة أو مكالمة هاتف، تعني الشك في الطرف الآخر وتؤدي إلى عدم الثقة. والطلاق سيتوقف على الطرف الآخر وعلى قدرته على تحمل هذه الغيرة القاتلة.
تربية الأبناء
يدفن الكثير من الأزواج خلافاتهم خوفا على مستقبل أبنائهم، لكن الغريب أن هؤلاء الأبناء يمكن أن يكونوا السبب وراء الطلاق في الكثير من الزيجات. الإهمال وسوء معاملة الأبناء تارة أو خلافات الزوجين على طريقة تربية الأبناء تارة أخرى، أسباب يمكن أن تؤدي إلى الطلاق.
علم النفس
خضر البارون: تجنُّب أسباب الطلاق ثقافة يفتقدها الأزواج
الاستشاري النفسي والاجتماعي د. خضر بارون يرى أن الكثير من الدراسات المتعلقة بالبحث عن أسباب لجوء الأزواج إلى الطلاق رصدت عشرات الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق وانهيار الأسرة.
هذه الأسباب كما يعتقد بارون تتميز بالعالمية، بحيث يتطابق معظمها مع أسباب الطلاق في الكثير من مجتمعاتنا، ومنها المجتمع الكويتي. فالعديد من حالات الزواج في الكويت تنتهي سريعا بالطلاق بسبب الخيانة أو سوء العلاقات الجنسية أو الإدمان والمشاكل المالية.
ويرى بارون أن الكثير من أسباب الطلاق يمكن قتلها في مهدها وتلافيها لو أن أزوجنا لديهم ثقافة التعامل مع أسباب الطلاق الناتجة من الخلافات الزوجية، فلا توجد علاقة زوجية تخلو من الخلافات، لكن المهم كيفية التعامل معها.
ويضيف البارون:
- قانون الفحص قبل الزواج الذي يكشف عن الأمراض التناسلية والوراثية التي تعوق الزواج وهذا شيء جميل، لكننا أيضا في حاجة ملحة في الوقت نفسه إلى تثقيف أبنائنا وبناتنا قبل الزواج بحيث يبدأون حياتهم الزوجية ولديهم هذه الثقافة التي تساعدهم على تفادي الخلافات الزوجية.
ويعتقد البارون أن الكثير من أسباب وحالات الطلاق يمكن التغلب عليها لو تحلى الأزواج ببعض هذه الثقافة التي تعتمد على الاحترام المتبادل والحوار المستمر، ويطالب المقدمين على الزواج بتزويد أنفسهم بهذه الثقافة من خلال الكتب ومواقع الإنترنت المتخصصة، وحتى من خلال استشارة المتخصصين.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)