الشمي تغيب والليل موضع للحبيب ...

ويأتي القمر ونتسامر تحت أضوائه البيضاء وننتظر حتى يغيب ...

حتى تأتي الشمس وينتظر كل منا لحظات المغيب حتى ليعود لقاؤنا وقت المغيب ...

وتتوالي لحظات اللقاء ويتوالي المغيب يوما فيوم حتى تشهد اماكننا بأننا كنا ذات يوم نتواعد ويا مغيب الشمس ...

فكانت هناك صخرة على شاطء البحر كنا نلتقى عليها دوما وقت المغيب ...

إلى أن جاء يوم افترقنا به وبدا كل منا يتسائل امام صخرة الملتقى ...

سألتك يا صخرة لاملتقى متى يجمع الدهر ما فرقا ...

سألتك يا صخرة الملتقى

متى
يجمع الدهر ما فرقا!

فيا
صخرة جمعت مهجتين

أفاءا إلى حسنها المنتقى!

إذا
الدهر لج بأقداره

أجد على ظهرها الموثقا

قرأنا عليك كتاب الحياة

وفض الهوى سرها المغلقا

نرى الشمس ذائبة في العباب

وننتظر البدر في المرتقى

إذا نشر الغرب أثوابه

وأطلق في النفس ما أطلقا

نقول هل الشمس خضبته

وخلت به دمها المهرقا

أم الغرب كالقلب دامي الجراح

له طلبة عز أن تلحقا

فيا صورة في نواحي السحاب

رأينا بها همنا المغرقا

لنا الله من صورة في الضمير

يراها الفتى كلما أطرقا!

يرى صورة الجرح طي الفؤاد

ما زال ملتهبا محرقا

ويأبى الوفاء عليه اندمالا

ويأبى التذكر أن يشفقا

ويا
صخرة العهد أبت إليك

وقد مزق الشمل ما مزقا

أريك مشيب الفؤاد الشهيـد

والشيب ما كلل المفرقا

شكا أسره في حبال الهوى

وود على الله أن يعتقا

فلما قضى الحظ فك الأسيـر

حن إلى أسره مطلقا


مـــن روائـــع الشاعـــر الكبيـــر إبراهيـــم ناجـــي

تحياتي Aramees