عشقت الجمال بذاك أقرْ
ولو أنّ في العشق بعض الضّررْ

فان كان عشق الجمال لذاتهْ
فنعم المصير وما من ضررْ

وأنّا توجهت بالعين رمْت
جمال الحياة بطول النّظرْ

فلا تسألنّ العباد جمالاً
يراه القليل فبئْس البشرْ

فلا القلب يسْعد حين يلامسْ
رقيق الخدود وكحل الشّفرْ

وفي الوجْنتين تراه آحمراراً
فضغط الأصابع يعْطي الدّررْ

فزيف الوجوه يخالفه رأيي
لأنّ الجمال وليد القدرْ

لذلك أبغي الجمال لذاتهْ
فأعجز عن نيْل بعض الصّورْ

لأنّ آستحالة رأيي أكيد
وعقم الحوار بطبع البشرْ

فخلت الجمال كزيْف العباد
ونعم الحياة رباط الاسرْ

ولكنّي أعجب حين أجالس
نجوم السّماء وضوء القمرْ

وأسمع في القلْب هذا النّداء
اليك الطّبيعة انهض وسرْ

فانّ الجمال تراه بقلبكْ
وتسعد لرؤْياه طول العمرْ

فرمت حقيقة هذا الجمال
وقلت الصّواب بما كنت غرْ

فحتّى الكفيف تراه سعيداً
فلا العيْن تبْصر فكيف يسرْ

فعيب القلوب اذا شئت فاحكمْ
تلامس تفاهة جلّ البشرْ

فسعدا لمن يبتغيك جمالاً
حقيقاً يسيراً بدون ضررْ

وبئساً لمن سار خلْف السّراب
وسعْياً بطيئاً كضرْس نخرْ

فهذا الجمال كما أبتغيه
ودونه زيْفٌ قفاه دبرْ

فخذْ للجمال سلامة قوْلي
ودعْ للسّراب خيالاً وفرْ