صفحة 2 من 8 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 5 إلى 8 من 31

الموضوع: وصايا الملوك


  1. #5
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    وصايا الملوك وصية حمير بن سبأ

    من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
    اذهب إلى: تصفح, البحث
    وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وصى بنيه - وكانوا اثني عشر رجلاً - فقال: يا بني، ما اجتمع اثنان متآزران متعاضدان على أربعة نفر أو خمسة من أشتات الناس إلا غلباهم وملكا أسرهم وقيادهم، وما اجتمع خمسة نفر متآزرون متعاضدون على عشرة أنفار من أشتات الناس إلا غلبوهم وملكوا أسرهم وقيادهم، وما اجتمع عشر أنفار متآزرون متعاضدون على الجماعة التي يكون ميلهم عدد أوزان الأنفس من أشتات الناس إلا غلبوهم وملكوا أسرهم وقيادهم. وأيُّما عصابة غلبت أربعين رجلاً يوشك لها أن تغلب الثمانين والمائة وما فوق ذلك، وغلاب المائة حريُّون أن يغلبوا المائتين. وغلاب المائتين حريون أن يغلبوا الألف. ومنتهى العز للفرقة أن لا يطمع فيها الألف ألف رجل. وما من رجل أطاعه رجل فقام بالمجازاة له على ذلك إلا أطاعه عشرة، وما من رجل أطاعه عشرة أنفار فقام بالمجازاة لهم على طاعتهم له إلا أطاعه مائة رجل، ومن أطاعه مائة رجل فقام لهم بالمجازاة على طاعتهم له إلا أطاعه ألف رجل، وما من رجل أطاعه ألف رجل إلا وقد ساد لا محالة..
    يا بني، أطيعوا الأرشد فالأرشد منكم، ولا تعصوا أخاكم الهميسع فإنه خليفتي بعد الله فيكم وأميني فيما بينكم، وإنه لسيفكم وأنتم حد ذلك السيف، وإنه لرمحكم، وأنتم سنان ذلك الرمح وما السيف لولا الحد، وما الحد لولا السيف، وما السنان لولا الرمح، وما الرمح لولا السنان، أنتم بالهميسع وله، والهميسع بكم ولكم. ثم أنشد يقول:


    هميسعُ لم تجهلْ معَ الناسِ سيرتي
    فسرْ لي بِها في النَّاسِ بعدي هميسعُ بنيَّ بهمْ أوصيكَ خيراً فإنَّهمْ
    تضرُّ بهم من شئتَ يوماً وتنفعُ وعمك وابن العمِّ دونكَ بعده
    مردُّ الأعادي الكاشحينَ ومدفعُ همُ لكَ كهفٌ بل هُمُ لكَ موئلٌ
    وهمْ لكَ من دونِ البريةِ مفزعُ وليسَ عُقابُ الطير يوماً وإن لها
    يذِلُّ وتنقادُ البغاثُ وتخضعُ تؤولُ إلى وكرٍ سوى وكرهَا الذي
    تؤولُ إليهِ للمبيتِ وترجعُ هميسعُ إنَّ الناسَ وحشٌ وإنهم
    إلى الرِّفق من خمس القوارب أسرعُ هميسعُ جُدْ بالخيرِ تُجز بمثلهِ
    فكُلُّ امرئٍ يُجزى بما هو يصنعُ هميسعُ دارِ الناسَ تُعطَ قيادَهُمْ
    فحظُّكَ منهم أن يُطيعوا ويسمعوا هميسعُ لا والله إن أنتَ حاصد
    طوالَ الليالي غيرَ ما أنتَ تزرعُ فأُوصيكَ بالإفضالِ مثلَ وصيَّتي
    بإخوتِكَ القُربى فهلْ أَنتَ تسمعُ قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن الهميسع حفظ وصية أبيه حمير، وثبت عليها، وعمل بها، وأجرى الناس على ما كان يجريهم أبوه حمير حين ولي الملك بعده، وسار فيهم بسيرته، وكذلك ابنه أيمن بن الهميسع الذي يقول فيه عمه مالك بن حمير:


    نطيعُ ولا نعصي أخانا الهميسعا
    وأيمنَ ما غنَّى الحمامُ وسَجَّعا لقد سادَ أملاكَ البلادِ هميسعٌ
    وما كَملتْ خمساً سنوهُ وأَربعا وأيمنُ شِمنا فيهِ ما في هميسعٍ
    ربَتْهُ بنو هُودٍ فطيماً ومرضعا فوالله لا ينفكُّ يجمعُ أمرنا
    على ما عليهِ الرأيُ والأمرُ أجمعا ونُوصي بَنِينا أن تكونَ جموعُهُمْ
    لأيمنَ ما عاشُوا وما عاشَ تُبَّعا وحدثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن أيمن بن الهميسع لما ولي الملك بعد أبيه الهميسع بن حمير سار في الناس بسيرة أبيه وجده، وحفظ جميع ما تناهى إليه من وصايا آبائه وأسلافه التي يعملون عليها ويوصون بها ويحفظونها لسياسة الملك وصيانة الدولة،وولي الملك بعده زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير الأكبر، وهو الذي يقول أخوه الغوث بن أيمن فيه:


    أبى المُلكُ إلا أن يكونَ وليُّهُ
    ومالِكُهُ بعدَ الهميسعِ أيمنُ وأن يتلقَّاهُ زُهيرٌ وراثةً
    وللتِّبرِ في مبسوطةِ الأرضِ معدنُ قد استوطنَ المُلكَ الأثيلَ محلُّهُ
    وللجذر أغصان وللملك موطنُ أرى لزُهيرٍ أذعنَ الناسُ كلُّهمْ
    كما لأبيهِ أو لِجدَّيهِ أذعنُوا
رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #6
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    وصايا الملوك وصية زهير بن أيمن

    من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
    اذهب إلى: تصفح, البحث
    وحدثنا علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن زهير بن أيمن بن الهميسع وصى ابنه عريب بن زهير ولم يكن له ولد غيره، فقال: يا بني، قد انتهى إليك ما كان من وصية جدك سبأ بن يشجب بن يعرب، وما افترق عليه ابناه يوم الوصية والقسمة، وهما جداك حمير وكهلان فلا تجرين الأمر إلا على ما جرت به الرسوم من لدنهما إلى هذه الغاية. وأوصِ بعدك من يصلح لهذا الأمر من ولدك ومن إخوتك. وأوصيك بالثبات على ما وجدتني عليه من العدل في الرعية والتجاوز عن المسيء والكف عن أذى العشيرة، والتحفظ بها والتحبب إليها، فما المرء إلا بقومه ولو عز. وأنشأ يقول: " من البسيط "


    عَريبُ لا تنسَ ما وصَّى أبُوكَ بهِ
    إنَّ الوصية لمَّا يعدُها الرَّشَدُ كلُّ امرئٍ عِزُّهُ فاعلم عشيرتُهُ
    وفي العشيرةِ يُلغى العِزُّ والعددُ ما البيتُ لو لمْ يكنْ فوقَ الأساسِ
    ولم تقلّه دعمٌ للسعف والعَمَدُ لولا الغَريفُ ولولا خيسُ غابَتهِ
    لما سطا موهِناً بالقُدرةِ الأسدُ فضيلة المرء تؤويه وتعضدُهُ
    إن الذليلَ الذي ليست لهُ عَضُدُ والمرءُ تسلمُ دُنياهُ ونعِمتُهُ
    ما ليسَ يأتيهِ من إخوانِهِ الحسدُ


  • #7
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير وصى بنيه وهم أربعة نفر؛ الصباح وجنادة وأبرهة وقطن بنو عريب بن زهير فقال لهم: يا بني، إني وجدت الشرف والسؤدد والعز والنجدة والطاعة والملك يدل على ستة أشياء. إني وجدت السؤدد لا يزايل الكرم، ولا يسود من لا كرم له. وإني وجدت العز مع العدد حيثما كان، ولا عز لمن لا عدد له، ولا عدد لمن لا عشيرة له، وإني وجدت النجدة في الأيادي، ولا نجدة لمن لا أيادي له، وإني وجدت الطاعة مع العدل، ولا طاعة لمن لا عدل له، وإني وجدت الملك في اصطناع الرجال، ولا ملك لمن لا يصطنع الرجال، يا بني، احفظوا وصيتي واثبتوا عليها، واعملوا بها، ولا تعصوا أخاكم قطناً فإنه خليفتي فيكم بعد الله وولي الملك بعدي دون أي أحد. وأنشأ يقول: " من البسيط "


    مضتْ لأسلافنا فيمنْ مضى سُنَنٌ
    ساسُوا بها لَهمُ مُلكاً فما وَهنُوا فَسُسْتُ بعدهُمُ المُلكَ الذي مَلكُوا
    وأنتَ سائسُ ذاكَ المُلكَ يا قَطَنُ لم أعدُ سِيرتهُمْ يوماً وأنتَ لهمْ
    لا تعدُ عن سيرتي ما أورقَ الفَننُ بالأصلِ تُمرعُ لا بالفَرعِ مونقةٌ
    وكيفَ يخضرُّ لولا أصلُهُ الغُصنُ ذَرِ التغافُل عن نيلٍ تجُودُ بهِ
    إن التغافلَ غيٌّ والهُدى فِطَنُ قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال إن قطن بن عريب ولي الملك بعد أبيه، وسار في الناس بسيرته وسيرة أسلافه، وقلد الملك في حياته ابنه الغوث بن قطن بن عريب، وقال له: يا بني إني لم أقلدك الملك ارتفاعاً عنه ولا رغبة في أجل منه، إلا أني أردت أن أقف على سيرك بالناس وسياستك للملك بينهم، وأن أعلم كيف طاعتهم لك كيلا أخرج من الدنيا ولي غصة في ذلك من أمرك وأمر الناس. يا بني، أوصيك بإخوتك أن تفعل لهم ما فعلته لك، وأن تبذل لهم نصيحتك، وتخفض لهم جناحك. وأسألك أن تفعل للعشيرة ما سألتك أن تفعله لهم ولإخوتك، فما الراحة إلا بالأصابع، وما الساعد إلا بالعضُد،وأنشأ يقول: " من البسيط "


    وصَّيتُ غوثاً بما وصَّى أوائلُهُ
    وللوصيَّة إمهالٌ وإمكاثُ قلَّدتُه المُلكَ لما أن رأيتُ به
    خصائلاً نحوها للمُلك إحثاثُ ورَّثتهُ سُنناً قد كنتُ وارِثها
    وللملوكِ مواريثٌ وورَّاثُ قد يُنعشُ المُلكَ ذُو الرأي الأصيلِ كما
    يحييْ زراعتهُ بالرأيِ حراثُ كُلُّ امرئٍ والذي كانتْ عليهِ لهُ
    اباؤُهُ ولكُلٍّ منهُ ميراثُ والشَّريُ شريٌ ولو أبصرته عسلاً
    والأريُ أريٌ ولو غَالتهُ أحداثُ وفي الزّواعب خطِّيٌ وذُو خورٍ
    وفي القواضبِ مِذكارٌ ومِئناثُ وفي السحاب صبير هويُهُ دلسٌ
    ومطبقٌ مسبِلٌ بالجُودِ لثاثُ قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال إن الغوث بن قطن ولي الملك في حياة أبيه، وبعد وفاته دهراً طويلاً، فكان من أحسن الملوك سيراً، وأثبتهم على سنن آبائه وأجداده، وكذلك كان ابنه وائل بن الغوث بن قطن بن عريب حين ولي الملك بعده.
    وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن الغوث بن قطن كان وصى ابنه وائل بن الغوث، فقال له: يا بني، إن الملك دار بناها الله لأسلافك، فعمروها بالعدل والإحسان، فكانت الروائح إليها تروح، والسوام منها تسرح، كذلك ورثتها عمن قبلي، وكذلك أخلفها لك، فعليك بعمارتها كما كان يعمرها من أسلافك. واعلم أن الدار دار بنيت لها، مبنية حيطانها، ومشيدة أركانها. وما لم يقع فيها أو في شيء من بنيانها ثلمة، فإن الثلمة تتبعها مثلها، ولا يستقر إلا في حجرتها. وأوصيك بالرعاة خيراً، فإن السوام لا يصلح إلا بمراعاة المسيم،وأنشأ يقول: " من البسيط "


    المُلكُ دارٌ لمن بالمُلكِ يعمرها
    فمن يفوزُ بها من آلِ قحطانِ مَنْ كان مِنهُم لهُ الإحسانُ يملكُها
    بما لها من عماراتٍ وسُكانِ هل ساكن الدار لولا الدار يحفظُها
    إلا كَمَنْ حلَّ في صحراءَ غِيطانِ وما عسى الدَّارُ لولا ما أحاطَ بها
    لعامرِ الدَّارِ من باب وبنيان فإن تعاورها ثلمُ فساكنُها
    وساكنُ الفَدفدِ الفيفيِّ سيَّانِ ما الدَّارُ إلا بِمَنْ يَحتلُّها وبِمَنْ
    توصِيه يَعهدُهَا مِنْهُ بعُمرانِ وما عَسَى يجمعُ الرَّاعي إذا افترقتْ
    ليلاً عن الحِجرةِ المِعزَا مع الضَّانِ قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال إن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب ساس الملك بعد أبيه سياسة حمده فيها أهل زمانه، وكذلك ابنه عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب حين ولي الملك بعد أبيه وائل بن الغوث، وسار بالناس بسيرة أبيه، وأجراهم على سنن أجداده وأسلافه. وعبد شمس بن وائل هو جد بلقيس بنة الهدهاد بن شرحبيل بن عمرو، واسم عمرو معاوية بن المعترف، واسم المعترف علاق بن شدد بن القطاط بن عمرو، وعمرو دوانس بن عبد شمس، فما من هؤلاء القوم المسمين أحد إلا وقد ملك ما ملك عبد شمس وآباؤه من قبله. وأخبارهم تطول عند الشرح.
    ثم انتقل الملك من هؤلاء القوم إلى حمير الأصغر وهو زرعة بن كعب بن زيد بن سهل بن عمرو بن فلس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث. وأخو زرعة سبأ الأصغر بن كعب بن زيد بن سهل بن عمرو بن فلس وكان حسن السيرة في الناس حين ولي الملك، وكذلك كان ابنه شدد بن زرعة.
    وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن زرعة بن كعب بن زيد بن سهل وصى ابنه شداد، فقال: يا بني، لو أن ملكاً يستغني بثاقب رأيه دون رأي الناس لفضل عقله وكمال معرفته وبارع أدبه وفطنته وعلمه بما تقدم من التجارب لأسلافه مع ما حفظه ورواه وأحاط به من سنن الأوائل من الآباء والملوك من قومه وسنن الماضين من الأجداد من أغنى الملوك عن مشاركة أهل الآراء ومشاورة الأقيال، ووصية الموصين، إلا أنه لا بد للملك من يعينه في الرأي والأمر والنهي، ولا بد له من مشير يحمل عنه بعض ما يثقله من ذلك. ولا بد للولد من وصية الوالد، قلَّت الوصية أم كثرت،ثم أنشأ يقول: " من البسيط "


    جرَّبت قَبلكَ أسباباً عَمِلتُ بها
    في المُلكِ بيني وبينَ النَّاس يا شددُ فلمْ أجِدْ نجدةً في المُلكِ تكلؤهُ
    مثلَ النَّوالِ إذا ما قلَّتِ العُددُ ولمْ أجِدْ طاعةً كالعدلِ إن نزعتْ
    عن طاعةٍ لمليكٍ في الأنامِ يدُ والناسُ كالوحشِ إن دارأتم شرعوا
    وإن دنيت لهم عافُوا وما وَرَدُوا متى أطاعكَ ساداتُ العشيرةِ لا
    يعصيكَ في الناسِ فاعلم بعدها أَحَدُ دارِ الورى وذوي القُربى وجُدْ لهمُ
    بالخيرِ إنَّكَ مطلوبٌ بما تَجِدُ وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن شداد بن زرعة بن كعب بن زيد ولي الملك دهراً طويلاً لم يعصه أحد من حمير ولا كهلان في ملكه الذي أحاط به بأكثر الأرض ومن فيها. ويقال إنه سار في الناس بسيرة آبائه، وأجراهم على سنن أجداده، وحفظ وصايا الأوائل من أسلافه، وعمل بها، وثبت عليها إلى أن توفي.
    وانتقل الملك إلى ابن عمه الحارث الرائش بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس. فالرائش أبو التبابعة السبعة. ويقال: إنه أول ملك استعمل الدروع لأصحابه وألبسهم إياها. ويقال: إنه قسم بلدان اليمن سهلها وجبالها وأوديتها بين عشائره، وأعانهم على عمارتها، وأخرج لهم فيها المستغلات، فارتاشت العشيرة واستغنى بعضها من بعض عن كثير مما كانوا محتاجين إلى الملك مما في يده، ولارتياشهم معه سموه الرائس، وإلا فاسمه الحارث بن قيس بن صيفي بن سبأ الأصغر.
    وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن الرائش وصى ابنه ذا المنار بن الرائش فقال له: إن أباك حوى لك الملك، وأقره في محتد أنت أوسط الناس فيه، وأولاهم به. وإنه ليوصيك بزيادة ما نالت يدك من الخير أن تفعله إلى من سمع لك وأطاع. واجعل العدل ناصراً، واتخذ الأحساب لك تجده، واصطنع العشيرة ليوم. وأنشأ يقول:


    حويتُ لكَ المُلكَ الذي كانَ حازَهُ
    لأولادِهِ في سلفِ الدَّهر حِميرُ فكُنْ حافظاً للمُلكِ بعدي عامراً
    فقدْ يُحفظُ المُلكُ الأثيلُ ويعمرُ وعِمرانُهُ أن يُبسطَ العدلُ دُونهُ
    وبالعدلِ تنهى ما نهيتَ وتأمرُ وثابِرْ على الأحسابِ إنك لن ترى
    فتىً محسناً إلا يُعانُ ويُنصرُ وقومكَ واصِلهُم وحِطُهُمْ وإنَّما
    بقومِكَ تعلُو منْ أردتَ فتقهرُ قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال أن أبرهة ذا المنار بن الرائش ولي الملك بعد أبيه الحارث الرائش، وثبت على ما وصاه به أبوه الرائش وعمل به وحفظه، وهو أول ملك نصب الأعلام وبنى الأميال والعلامات على الطرق والمناهل، ولذلك سمي ذا المنار، وذلك أنه ضرب في الأرض يطلب بلاد في شرقها وغربها ليفتحها، وليأخذ إتاوتها واسمه أبرهة ذو المنار بن الرائش، وهو الذي ذكره صلاءة بن عمرو الأودي في شعره الذي ذكر التبابعة والمثامنة حيث يقول: " من الوافر "


    فلَو دامَ البقاءُ إذاً جُدودي
    وأسلافي بنو قحطانَ دامُوا ودامَ لهم تبابُعُهمْ ملوكاً
    ولم تَمُتِ المثامنةُ الكرامُ وعاشَ الملكُ ذو الأذغارِ عمروٌ
    وعمروٌ حَولَه النُّجُبُ اللُهامُ وخُلِّد ذو المنارِ وما تردَّى
    أبُوهُ الرَّائِشُ المَلِكُ الهُمامُ مُلُوكٌ أدَّتِ الدُّنيا إليهمْ
    إتاوتها ودانَ لها الأنامُ ولمَّا يَعصِهِم حَامٌ وسَامٌ
    ويافثُ حيثُ ما حَلَّتْ ولامُ قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: أما سام فأبو العرب، وأما حام فأبو النوبة والحبش والزنج والبجاة والبازة. قال: وقرأت في بعض الكتب أن خراسان أخو فارس، وأخوهما كرمان والكرد الأكبر، أبوهم يافث بن نوح النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: إن الروم منه من ولد لام بن نوح النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه من ولد عيصو بن إسحاق بن إبراهيم صلى الله عليه وسلم. قال: فأما الروم الأولى فمن ولد لام بن نوح النبي صلى الله عليه وسلم، إخوتهم الصقالبة والخزر والغورط والكابل والصين والسند والهند.
    وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي أن أبرهة ذا المنار وصى ابنه عمراً ذا الأذعار بن أبرهة ذي المنار، فقال له: يا بني، إن الملك زرع، والملك قيِّمٌ ملك الزرع، فإن أحسن القيم قيامه عليه في سقائه عند حاجته إليه، وفي إجلابه غرائب النبات مما نبته وتعاهده إياه بالكرم وحمايته عن المؤذيات من البهائم والطير زكا حصاده، وكثر محصوله، وحمد القيم، واستكرمت الأرض، وإن كان القيم غير متفقد لذلك الزرع ولا متيقظ لمثابرته على سقياه وكرمه وحمايته وحفظه أوهنه العطش، وأيبسه الخلى، وأكلته الطير، وداسته البهائم، فلا الزرع زاك، ولا الأرض معمورة، ولا القيم محمود،ثم أنشأ يقول:


    يا عمروُ إنَّكَ ما جهلتَ وصيَّتي
    إيَّاكَ فاحفظها فإنَّكَ ترشُدُ يا عمروُ لا واللهِ ما سادَ الورى
    فيما مضى إلا المعينُ المُرفِدُ كلُّ امرئٍ يا عمرو حاصدُ زرعِهِ
    والزَّرعُ شيءٌ لا محالةَ يُحصَدُ إن كانَ مذمُوماً فيعرفُ دُونَهُ
    بالذَّم فيه الزَّارعُ المُتقلِّدُ أو كانَ محموداً فَتُحمدُ أَرضُهُ
    والزَّرعُ والزَّرَّاع كلٌ يحمدُ يا عمروُ من نشرَ العلا بنوالِهِ
    كَرَماً يُقالُ له الجواد السيدُ يا عمرُو أنتَ لكَ المهابةُ والعُلا
    في النَّاسِ والمُلكُ اللقاحُ الأتلدُ واصِلْ ذوي القُربى وحُطهُم إنَّهمْ
    بِهِمُ تَغَمُّ الأبعدينَ وتصمدُ قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال أن عمراً ذا الأذعار بن أبرهة ذي المنار بن الرائش بن قيس بن صيفي بن سبأ الأصغر خرج يطوف للإعمال من شرق البلاد وغربها، فكان لا يسمع به قوم إلا وولوا الأدبار رهبة منه خائفين مذعورين، فلذلك سمي عمراً ذا الأذعار وهو أبو التُبَّع الأول.
    وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن عمراً ذا الأذعار وصى ابنيه تبعاً ورفيدة فقال لهما: غيركما يجهل الملك وسياسته ورعايته وكلاءته وما يحتاج إليه الملك من التيقظ والتدبير والحزم والحلم والموالجة والمحاماة والمناوأة، وما الملك إلا رحى تدور على قطب، فإن جعل لها مع ذلك القطب قطب آخر وقفت الرحى منها. وهذا لتعلما أن الملك لا يستوي لاثنين إلا أن يكون أحدهما المقتدي والآخر المقتدى به. وقد علمتما أن التاج لا يسع الرأسين، ولا يجمع الرأسان في تاج أبداً، كما لا يصلح السيفان في غمد،ثم أنشأ يقول شعراً يأمر فيه ابنه رفيدة بطاعة أخيه تبع بن عمرو ذي الأذعار وهو التبع الأول:


    رُفيدةُ لا تعصِ أباكَ فإنَّهُ
    رأى رأيهُ أن يُعطي المُلكَ تُبَّعَا ليُعطيكَ الخيلَ المُغيرةَ تُبَّعٌ
    فترعى لهُ المُلكَ اللَّقاحَ المُمنَّعا ينالُ بكَ العليَا وأنتَ كمِثلِهِ
    تنالُ به طوداً من العِزِّ ميفعا وتصبحُ ركناً دُونهُ ووزيرَهُ
    منيعاً ويُمسي مؤئلاً لكَ مفزعا فما عَزَمَ ابنا سيِّدٍ وتعاضدا
    على سَبَبٍ رأياً هُما فيهِ أجمعا وقاما لهُ إلا ونالاهُ جهرةً
    وفازا بِهِ منْ دونِ من ذاقهُ معا قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال إن تبع بن عمرو ذي الأذعار ولي الملك بعد أبيه، وقلد أخاه رفيدة بن عمرو الوزارة، فكان إلى التبع ما يكون إلى الملك، وكان إلى رفيدة ما يكون إلى الوزير، فبقيا في ذلك دهراً طويلاً على وصيته أبيهما عمرو ذي الأذعار، وسار الملك تبع في الناس سيرة أبيه ذي الأذعار، وبسط العدل والإحسان في الأرض، ورزق من الهيبة، وأعطي من الطاعة ما لم يعط أحد قبله. وهو الذي يقول فيه الموثبان بن ذي حارث: " من السريع "


    مَنْ ذا الذي يسألُ عن تُبَّعٍ
    كأنَّهُ لم يدْرِ ما تُبَّعُ وتُبَّعٌ في الأرضِ سُلطَانُهُ
    كالشَّمسِ في آفاقها تسطعُ المَلِكُ المحمُودُ في مُلكِهِ
    والماجِدُ المُهرُ الذي يَمرَعُ قد ملكَ النَّاس فأحياهُمُ
    ناهيكَ من تُبَّعٍ مُستمتعُ ذُو الغارةِ السَّوداءِ تجري لهُ
    أوارد العُصْم فلا تُمنعُ وَخَيلُهُ مُرسلَةٌ في العدا
    زُهواً رِعالاً تمرَعُ إتاوةُ الأرضِ وَمَنْ حلَّها
    طوعاً إلى تُبَّعٍ تُدفعُ ما رَفَعَ التُبَّعُ لم يُوهِهِ
    مُوهٍ وما أوهاهُ لا يُرفَعُ


  • #8
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    وصايا الملوك وصية تبع بن عمرو

    من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
    اذهب إلى: تصفح, البحث
    وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن التبع بن عمرو ذي الأذعار وصى ابنه حسان ملك يكرب، وهو الثاني من التبابعة، فقال له: يا بني، إن الملك صنعة والملك صانع، فإن قام الصانع حق قيامه على صنعته استجادها الناس له، واستحكم أمره فيها فكسب بها المال والجاه وكانت له عدة وذخيرة. وإن استهان بها ولم يقم حق قيامه عليها ذهبت الصنعة عن يده، وانقطعت منافعها عنه، واكتسب الذم لنفسه والحرمان، وكل نفس لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت،وأنشأ يقول : " من البسيط "


    ما زِلتُ بعدَ أبي بالمُلكِ مُنفرِداً
    أسُوسُهُ بعد أسلافي وأجداديْ أَحميْ محاسِنَهُ جهدي وأكلؤُهُ
    دَهرِيْ وأحكمهُ بعديْ لأولاديْ وقدْ ضربتُ لكَ الأمثالَ فِيهِ وقدْ
    عَرفَتَ في المُلكِ إصداريْ وإيراديْ فاعمَلْ بما لم أَزَلْ مُذْ كُنتُ أَعمَلُهُ
    في المُلكِ يرشِدكَ يا حَسَّانُ إرشاديْ ويقال: إن حسان هو الأقرن. توفي بأرض المغرب، فولي الملك بعده إفريقيس. ويقال: إنه اسمه إفريقيش، كل ذلك قد قيل. ويقال إنه هو الذي بنى بالمغرب مدينة، يقال لها إفريقية، منسوبة إلى اسمه. وهو الثالث من التبابعة.
    وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن إفريقيس وصى أخاه أسعد أبا كرب، فقال له: قد علمت ما عهد إلي أبونا مما عهد إليه أبوه من وصايا الآباء والأجداد في سياسة هذا الملك الذي أوتينا من دون غيرنا، فعليك بالتمسك بما وجدتني عليه من بث العدل واصطناع الرجال ومكابدة العدو والصفح عند الاقتدار وسد الثغور وإتقاء الخلل،وأنشأ يقول:


    لمْ يروِ عنكَ ذخيرةً ممَّا بها
    مَلِكُ البلادِ أَخوكَ إفريقيسُ لا تعدِلَنَّ وَصِيَّةً وَصَّاكَهَا
    إن الوصيَّةَ مَقصَدُ مأنوسُ كُلَّ امرئٍ وبُلُوغُهُ في قومِهِ
    الكُلُّ كُلٌّ والرَّئِيسُ رئيسُ والنَّاسُ كالأغصانِ غُصنٌ ناضِرٌ
    مِنها وذاوٍ قد علاهُ البُوْسُ أَوصِيكَ خيراً بالأنامِ فإنَّما
    لَكَ مُلكُهُمْ والمنصِبُ القُدمُوسُ قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن أسعد وهو الرابع من التبابعة ولي الملك بعد أخيه إقريقيس بن حسان بن تبع بن عمرو ذي الأذعار، فسار في الناس سيرة الأوائل من آبائه وأجداده، وملك من البلاد ما لم يملك أحد قبله، وأعطي من العدد والعدد ما لم يعط ملك، وهو الذي يقول: " من السريع "


    يا أَيُّها السَّائِلُ عن خَيلِنَا
    ما العَالِمُ المُخبِرُ كالجاهلِ تسعُونَ ألفاً عَدداً بُلقُها
    وَدُهمُها كالعارضِ الوابلِ عن مُلكِنَا النَّاس لم تَعصِنَا
    في الأرضِ من حافٍ ومن ناعلِ أَدَّتْ لنا الخَرجَ أحابيشُها
    والسِّندُ والهِندُ مع كابُلِ والصِّينُ قد أدَّتْ لنا خرجَهَا
    في عاجِلٍ مِنْهَا وفي آجلِ وكَمْ لنا في الشَّرقِ والغَربِ مِنْ
    مُستخرِجٍ جابٍ وَمِنْ عَامِلِ في أرضِ كرمانَ وفي فارسٍ
    وفي خُراسانَ وفي بابلِ كُلاً فتحناها لَنَا عُنوةً
    تحفِلُ مِثلَ الدَّبَى السَّائلِ ويقال: إن أسعد الكامل مرض مرضة أشرف منها على التلف، وذلك عند انصرافه من سفره الذي سافر فيه حين دخل الظلمات، وكان له ولد يقال له حسان الأصغر، سماه باسم أبيه، ويقال: إنه لم يملك شيئاً، وهو الذي ذكره أبوه أسعد الكامل في شعره، يوصيه فيه عند مرضته تلك، حيث يقول:


    حَضَرتْ وفاةُ أَبِيكَ يا حَسَّانُ
    فانظُر لِنَفسِك والزَّمانُ زمانُ وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن أسعد الكامل وصى، وهو عم أبيه، وهو المعمر من التبابعة، وهو تبع بن زيد بن رفيدة بن عمرو ذي الأذعار، وهو الخامس من التبابعة، فقال له: ما من شيء إلا وله أصل وأساس، وأصل الملك وأساسه الرجال، وأساسها الاحسان إليها، ومن أحسن إلى الرجال أطاعته وسمعت له، ومن سمعت له الرجال دانت له البلاد ومن فيها، وما دانت البلاد ومن فيها إلا لمالكها بعد الله عز وجل، وحكم لمالكها أن يستديم له الملك فيها بالعدل والإحسان، فإنه لا طاعة لمن لا عدل له، ولا ملك لمن لا إحسان له. ثم أنشأ يقول: " من البسيط "


    لا مُلكَ إلا الرِّجالُ المُحضِرُونَ لَهُ
    بالمَشرَفيَّةِ والصُّمِّ المَدَاعِيسِ في الخافقينِ لهُمْ ضربٌ تَطِيُر لَهُ
    أيديْ الحُماةِ وهَامَاتُ القناعيسِ فَهُمْ أساسُ العُلا والمكرُمَاتِ
    وهُمْ لرائِم المُلكِ عِزٌّ غيرُ مَنْكوسِ متى أَطاعوهُ وانهَلَّتْ تبابِعَةٌ
    في الرَّحلِ منها وفي الخيلِ الكراديسِ نالَ العُلا وحوى المُلكَ العظيمَ بهِمْ
    والحظُّ في المُلكَ جاءَ غيرَ منحُوسِ وَمَنْ عَصَوهُ فمدحُورٌ وَمُنَكشفُ
    ومَنْ أطاعُوهُ عالٍ غيرَ مَنخُوسِ وعدة المَرءِ دُونَ النَّاس أُسرتُهُ
    وهَلْ تُشادُ العُلا إلا بتأسيسِ قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال : ابن التبع بن زيد بن رفيدة بن عمرو بن أبرهة بن الرائش، ولي الملك بعد أسعد بن حسان المعروف بملكيكرب الأقرن، فأحسن سيرته في الناس، وملك ما ملك الأوائل من آبائه وأجداده، ويقال إنه وصى ابنه ياسر ينعم بن تبع بن زيد بن رفيدة بن ذي الأذعار، وهو السادس من التبابعة، فقال له: يا بني إن الملك مصباح، والملك واقد ذلك المصباح، فإن حفظه من ريح يطفئه أو من ذبالة لا تساعفه أو من وقود يقطع به منه أو من مستوقد لا يخونه دام له ذلك المصباح وسلم ضياؤه ونوره ما شاء أن يضيء له، وإن هو غفل عنه بعد أن أوقده، ولم يقم حق قيامه عليه أطفأته الريح، فإن سلم من الريح لم يسلم أن يطفأ عند انقطاع الوقود عنه، فإن سلم من انقطاع الوقود لم يسلم من أن يطفأ عند احتراق الذبالة، ولا يؤمن عند احتراق الذبالة من مستوقد الصباح أن يطير المستوقد قلقاً؛ فلا النور ساطع، ولا المستوقد صحيح، ولا الذبالة سالمة، ولا الواقد محمود. ثم أنشأ يقول:


    ضَربتُ لكَ الأمثالَ ياسرُ ينعمُ
    وأنتَ بما يُوحى إليكَ خبيرُ وأنت غداً للمُلكِ مِنْ دونِ كُلِّ من
    يُحاولُ مُلكاً في البلادِ جديرُ أَعِنْ واستَعِنْ ما دُمتَ للعِزِّ راكِباً
    وفي كفِّكَ المُلكُ اللَّقاحُ جَريرُ فإنِّيْ رأيتُ المُلكَ مِصبَاحَ سامرٍ
    إذا نالَهَ أمرٌ فليسَ ينيرُ فإن لم يخنه بُؤسُهُ ووقُودُهُ
    ويسلمَ مِنْ ريحٍ عليهِ تدورُ يُضِيُء ومِنْ تحتِ الظَّلامِ سِرَاجُهُ
    يُضيءُ له الديجور فهو بصيرُ قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال إن ياسر ينعم بن تبع بن زيد بن ذي الأذعار بن ذي المنار بن الرائش بن قيس بن صيفي بن سبأ الأصغر ثبت بعد أبيه على وصايا آبائه وأجداده، وحفظها، وعمل بها في سياسة الملك ما ثبته بين الناس، ولم يتعد سيرة أسلافه وسنن أوائله.
    وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن ياسر ينعم بن تبع بن زيد بن رفيدة بن عمرو وصى ابنه شمر ذا الجناح، فقال له: يا بني، دبر الملك، فإن التدبير ثباته، والإحسان أساسه، والعدل قوامه والرجال عزه، والمال نجدته، والعشيرة عدته. ولا ملك لمن لا تدبير له، ولا ثبات لمن لا إحسان له، ولا إحسان لمن لا عدل له، ولا عدل لمن لا قوام له، ولا قوام لمن لا رجال له، ولا رجال لمن لا بذل له،ثم أنشأ يقول:


    أُوصِيكَ شَمَّرُ ذا الجناحِ وصيَّةً
    ما زِلتُ أحفظُها لِجَدِّك تُبَّعِ ما لاحَ لي دَرْكُ العُلا إلا بِهَا
    وبها اهتديتَ إلى السبيل المهيعِ ولقد ملكتُ بها البلادَ وحُزتُها
    ما بينَ مغربِ شمسِها والمَطلعِ فاحفظْ لِملكِكَ ذا الجناحِ وصيَّتي
    وعليكَ شَمَّرُ بالخِصالِ الأرفعِ حشد الرِّجال وإنهُم لكَ عُدَّةٌ
    وبِهِم تُدافِعُ كلَّ أمرٍ مُفظِع وعليهمُ وبهِمْ تدورُ رحى العُلا
    والمكرُمَاتُ وَكُلُّ أمرٍ ميفعِ واعدِلْ فإنَّ العدلَ يُحمدُ غِبُّهُ
    والخيرُ مهما اسطَعتَ مِنهُ فاصنعِ كُلُّ امرئٍ يُجزَى بما سَبَقتْ لهُ
    فإذا أردتَ حصادَ زَرعِكَ فازرعِ قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن شمر ذا الجناح ولي الملك بعد أبيه، وهو آخر التبابع وأعظمهم ملكاً وسلطاناً، وهو الذي يقال له الُتَّبع الأكبر، وهو الذي سار في الظلمات بعد أسعد الكامل في منقطع الأرض، يطلب فيها ما طلب ذو القرنين وأسعد الكامل، وهو الذي بنى مدينة سمرقند وإليه نسبت. وكتب على باب مدينة مرو كتابه الذي يعرف به وله إلى اليوم، وكذلك كتب على صنم المغرب الذي ليس وراءه إلا الرمل الذي تتغطمط أمواجه كما تتغطمط أمواج البحر، ويجري كما تجري السيول الطامة في أوديتها. وقد ذكر ذلك الدعبل بن علي الخزاعي في شعره الذي يقول فيه: " من الوافر "


    وهُمْ سمَّوا سمرقنداً بِشِمرٍ
    وهُم غَرَسُوا هُناك التُّبتينا وَهُم كتبُوا الكتابَ ببابِ مروٍ
    وباب الصِّين كانُوا كاتِبينا وفي صنمِ المغاربِ فوقَ رملٍ
    مسيلُ تُلُولهِ تحكي السَّفِينا وهذا الُتَّبع المذكور هو أول ملك بشَّر بمحمد النبي صلى الله عليه وسلم بعد أسعد الكامل وآمن به، وحج واعتمر وطاف بالبيت سبوعاً، ونحر البدن، وكسا الكعبة، وجعل لها باباً وحلقاً. وقد ذكر ذلك في شعر له حيث يقول: " من الخفيف "


    وكسونا البيتَ الَّذي حَرَّمَ الل
    هُ ملاءً مُعضَّداً وبُرُودا ثُمَّ طُفنا بهِ من السَّيرِ سبعاً
    وجعلنا لبابهِ إقليدا ونحرنَا بالشِّعب تسعينَ ألفاً
    فترى النَّاسَ حولهُنَّ وُرُودا وقد ذكر ذلك حكم بن عباس الكلبي في شعره الذي يقول فيه: " من الوافر "


    وتُبَّعُنا الَّذي قد طافَ سبعاً
    وزارَ البيتَ قبلَ الزَّائرينا وآمنَ بالنَّبيِّ وما رآهُ
    فكانَ من الهُداةِ الفائزينا ويقال: إنه زين الملوك وأبناء الملوك من قومه من قبائل العرب والعجم ومدائنها وأمصارها. فكان لكل قبيلة من العرب ولكل حي من العجم ملك من قومه إما حميري وإما كهلاني، يسمع له ويطاع. ويقال إنه جمع الملوك وأبناء الملوك الأوائل وأبناء المقاول من قومه فقال لهم: أيها الناس، إن الدهر قد نفد أكثره، ولم يبق إلا أقله، وإن الكثير إذا قل إلى نقصان أحرى منه إلى زيادة، فسارعوا إلى المكارم، فإنها تقربكم إلى الفلاح، واعملوا على أن من سلم من يومه لم يسلم من غده، ومن سلم من غده لم يسلم مما بعده. وإنكم لتؤوبون مآب الآباء والأجداد، وتصيرون إلى ما صاروا إليه الأولون، وكل يوم الموت أقرب إلى المرء من حياته منه، ولكل زمان أهل، ولكل دائرة سبب، وسبب عطلان هذه الفترة التي من عزَّ فيها بزمن هو دونه ظهور نبي، يعزُّ الله به دينه، ويخصه بالكتاب المبين على يأس من المرسلين، رحمة للمؤمنين وحجة على الكافرين، فليكن ذلك عندكم وعند أبنائكم من بعدكم وأبناء أبنائكم قرناً فقرناً وجيلاً فجيلاً، لتتوقعوا ظهوره، ولتؤمنوا به، ولتجتهدوا في نصرته على كافة الأحياء، حتى يفيء الناس له إلى أمر الله،ثم أنشأ يقول: " من المتقارب "


    شَهِدتُ على أحمدٍ أنَّهُ
    رسولُ منَ اللهِ باري النَّسمْ فلو مُدَّ دهري إلى دهرِهِ
    لكُنُتُ وزيراً لهُ وابنَ عمْ وَألزمتُ طَاعتَهُ كُلَّ مَنْ
    على الأرضِ منْ عَرَبٍ أو عجمْ فأَحمَدُنا سَيَّدُ المُرسَلِين
    وأُمَّتهُ تلكَ خيرُ الأممْ هو المُرتَضَى وهُو المُصطَفَى
    وأكرَمُ مَنْ حملتْهُ القَدَمْ ويقال: إن الملوك وأبناء الملوك من حمير وكهلان لم تزل تتوقع ظهور النبي صلى الله عليه وسلم، وتبشر به، وتوصي بالطاعة له والإيمان به والجهاد معه والقيام بنصرته من ذلك العصر إلى أن ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا له حين بعث من أحرص الناس على نصرته وطاعته؛ فمنهم من سمع له وأطاعه وآمن به قبل أن يراه، ومنهم من وصل به كتابه فسمع له وأطاع وآمن وصدق، ومنهم من وازره ونصره وأيَّده وجاهد في سبيل الله دونه حتى أتاه اليقين. نطق بذلك كتاب رب العالمين في قوله جلَّ شأنه: " والذين تبوءو الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " . وقوله تبارك وتعالى: " يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم " . يقال إنهم همدان. وقد كان من خبر سيف بن ذي يزن الحميري في أمر النبي صلى الله عليه وسلم وكلامه وإلقائه إلى عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف عند وفوده على سيف بن ذي يزن ما كان. ويقال: إنه لم يكن لسيف بن ذي يزن ذلك العلم في أمر النبي صلى الله عليه وسلم إلا من جهة تبع، وما تناهى إليه مما كان ألقاه إليهم تُبَّع وعرّفهم به من أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
    وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن يوسف ذا نواس لما انتقل الملك إليه ظهر له الحسد من بعض قومه وبلغه عنهم قوارص مما يلفظون به ويخوضون فيه من أمره، قال فأقبل عليهم وقال: يا أيها الناس، ما من رئيس حقد فأفلح، ولا من رائم أمر يستعجل فيه فأنجح، ألا وكأني بمن يقول: إن يوسف ذا نواس ملك هذا الأمر وليس من ورثته ولا من أبناء من حازه من قبله. وكلا ، ليس الأمر كما زعم الزاعم، ولكن للملك أساس، من حازه حاز الملك،ثم أنشأ يقول: " من الوافر "


    أساسُ المُلكِ ويحكُمُ رِجَالٌ
    إذا ما المُلكُ زالَ عنِ الأساسِ بلِ المُلكُ الأثيلُ لهُم مُثنَّى
    وفيهم كل ذي عزٍّ وباسِ ومنْ يُعطِ الرِّجالَ
    ويُطعنَ دونهُ يومَ الحماسِ ينالُ بها من الدُّنيا الذِي قد
    حواهُ المرءُ يوسفُ ذُو نُواسِ فَكَمْ من تاجِ مُلكٍ قد رأيتُمْ
    تحوَّلَ من أُناسٍ في أناسِ ألا يا للقبائِلِ أنصِتُوا ليْ
    لأُخبركُم فإنَّ الطَّبَّ آسِ وإنَّ وصيتيْ ما زِلتُ قِدماً
    لها يا للقبائلِ غيرَ ناسِ أطيعُوا الرَّأسَ مِنكُمْ كي تسُودُوا
    وهل ذنبٌ يَسُودُ بغيرِ راسِ فإنَّ النَّاس مِثلُ الأرضِ أرضٌ
    وإنَّ مُلُوكهمْ مثلُ الرَّواسيْ ولولا الرَّاسياتُ إذاً لمادتْ
    روابيْ الأرضِ حقَّاً وأجناسُ الرَّواسي الشُّمِ ستٌّ
    فذو تبرٍ يصانُ وذو نُحاسِ وذو ماءٍ وذُو زرعٍ وضرعٍ
    وذو ثقلٍ كأمثالِ وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن ذا رعين واسمه يريم بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس أقبل على أهل بيته وولده، وكان عُمِّر عمراً طويلاً حتى ضعف بصره وقصر خطاه وكلَّ سمعه، فقال لهم: يا بني، قد حفظت من وصايا الأوائل من أسلافي، وسلكت مسلك آبائي وأجدادي، وأفادني الدهر بالكبر والشباب من الأدب والزيادة في المعرفة ما يصلح به المرء دنياه ومعيشته فيما اشتهى فيها، وما يحيي به المآثر والمفاخر والمكارم أكثر مما أورثني الآباء والأجداد من ذلك،وأنشأ يقول: " من الوافر "


    لئن أمسيتُ لا آلو نهوضاً
    وأنَّي يا بنيَّ كما تروني كبرتُ وهدّني مرُّ الليالي
    وصرتُ من الزَّمانِ إلى الرمين وودّعني الشبابُ ودقَّ عظمي
    فلستُ أنوءُ إلا باليدينِ وأصبحَ كالمُبيردِ عظمُ ساقي
    ولازمني ارتعاشُ الركبتينِ وأظلَم ما على عينيَّ مما
    تهدّلَ من سُقوطِ الحاجبينِ فما ذمَّتْ بنو قحطان يوماً
    إذا ذكرتْ مساعي ذي رُعينِ نشأتُ مع الملوكِ وكنتُ فيهم
    أسوسُ لهم أمورَ الخافقينِ وكنتُ لمعشري إذ كنتُ ركناً
    وزيناً في الحوادثِ غيرَ شينِ بنيَّ وإخوتي إن حانَ يوميْ
    وشاهدتمْ مع الأشهادِ حيني سبيلي في العشيرةِ فاسلكوهُ
    لتحمدهُ العشيرةُ بعد عيني ولا تسمُوا لمجهلةٍ فتغووُا
    غوايةَ ساقطٍ ما بينَ بينِ فإنَّ العقلَ مفتاحُ المعالي
    وإن الجهلَ شينُ غيرُ زينِ وحدثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن ذا مقار أقبل على عشيرته وولده، فقال لهم: ما الاثنان منكم وإن قرب أمرهما مثل الواحد وإن عظم أمره، اجتمعوا تعزُّوا، ولا تتفرقوا فتذِلُّوا، فإن القداح واحدها يهون كسره، والاثنان منها يصعب أمرهما وكسرهما، والثلاثة منها يمتنع عن الكسر، ثم أنشأ يقول: " من البسيط "


    ما يغلِبُ الواحدُ الاثنينِ في سببٍ
    ولا يحيدُ عن النَّجدِ الضعيفانِ ما ساعدٌ أبداً كالساعدينِ وإنْ
    لم يبلُغاهُ ولا كالقدحِ قدحانِ فردُ الرِّجالِ ذليلٌ لا نصيرَ له
    وذُو الشَّراكة في عزٍّ وسلطانِ إن القِداح إذا لا ويتهُنَّ معاً
    عزَّتْ ولما تحُكْ فيها الذِّراعانِ ولا تقرَّ إذا ما إن فرَقتَ لها
    تحتَ الرَّواجبِ من مثنى ووحِدانِ هاتا ضزبتُ لكُمْ قومي بِها مثلاً
    وقد عِلمتم لكُمْ سِرِّيْ وإعلاني أُوصيكُمُ بالَّذي ما للرِّجال بهِ
    أوصى الأوائِلُ من أملاكِ قحطانِ وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن ذا جوال واسمه عامر بن حرب بن ذي مقار أقبل على إخوته وولده، فقال لهم: ما كل موصٍ يبلغ فيما يوصي. ولا كل موميء يصيب فيما يوميء. للبلاغة دليل، وللإصابة مواقع والحكم لا يعدو المهيع ولا يضل النهج السوي. أطيعوا الأرشد منكم تعزوا، ولا تعصوا أمره فتذلوا، واجتمعوا تهابوا وترجوا، ولا تتفرقوا فتعادوا وتجووا. وأنصفوا الناس واعدلوا فيما يفضى إليكم من أمورهم تحمدوا وأحسنوا أخلاقكم معهم تسودوا، فالشرف مع الحمد حيث كان، والعفو في الإنصاف حيث استبان، والطاعة مع السؤدد،ثم أنشأ يقول:


    متى ما اجتمعتُمْ نِلتُمُ العزَّ كُلَّهُ
    وأُعطِيتُمُ المُلكَ اللقاح المؤثلا وأضحَى مُواليكُم عزِيزاً مُؤيداً
    وأمسى مُعادِيكُم مُهاناً مُذلَّلاً وصارَ لكُمْ أمرُ الأنامِ ونهيهُمْ
    وصِرتُمْ لهُمْ رُكناً وكهفاً وموئلا بكُمْ يهتدي من يطلُبُ القَصدَ مِنهُمُ
    ويسطو بِكُمْ منهُمُ على من تطوَّلا وما يستوي السَّيفانِ ماضٍ يهُزُّهُ
    شجاعٌ ومُلقى صار جُنحاً مُفَلَّلا وما القاهِرُ المخصُوصُ بالنَّصرِ كالذي
    يَضِلُّ ويُمسيْ خائِفاً مُتوجِّلا وما مَنْ يُنادي قَومَهُ فَتُجِيبهُ
    ثمانونَ ألفاً جحفلاً ثم جحفلا كَمَن لو تنادى آخِرَ الدَّهرِ لم يَجِدْ
    لهُ ناصراً إلا غوِيَّاً مُذلَّلا وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي أن ذا مناخ دعا إخوته وقومه من بني عبد شمس فقال لهم: لا يسود المرء إلا بكرمه ولا ينال منتهى العز إلا بقومه، ولا يرزق محبته الناس إلا بإحسانه، ولا ينال الملك إلا ببذله المال للخاصة والكافة من نصرته ورجاله، ولا يدوم له الملك إلا بعدله فيهم وإنصافه لهم، ثم أنشأ يقول: " من البسيط "


    ما سادَ فيمنْ مضى من قبِلنا أحدٌ
    إلا المُشَهَّرُ والمعروفُ بالكرمِ ولا حوى المُلكَ مأمولٌ ومُرتغِبٌ
    إلا بمعشرِةِ العالين في الفخم ومحسنُ القومِ لم يعدِمْ مودَّتهُمْ
    ومنْ ودادهمُ المذمومُ في العدمِ ولا ينالُ امرؤٌ مُلكَ الملوكِ إذا
    لم يبذُلِ المالَ للأشياعِ والخدمِ ولا يدومُ لهُ مُلكٌ ولا شرفٌ
    إلا بإنصافِهِ والعدلِ في الأُممِ

  • صفحة 2 من 8 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. وصايا من ذهب
      بواسطة SHARIEF FATTOUH في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 5
      آخر مشاركة: 06-30-2010, 12:28 AM
    2. الملوك الأربعة الذين حكموا الأرض
      بواسطة Abu anas في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 06-13-2010, 08:02 AM
    3. الملوك الأربعة الذين حكموا الأرض
      بواسطة M-AraBi في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 05-24-2010, 03:41 PM
    4. قصة ملك الملوك والخـــادم
      بواسطة سارة في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 1
      آخر مشاركة: 05-01-2010, 12:08 AM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1