صفحة 2 من 25 الأولىالأولى 123412 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 5 إلى 8 من 100

الموضوع: تجارب أمم المجلد الرابع


  1. #5
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    بدء الخلاف بين الأمين والمأمون

    وفي هذه السنة كان بدأ الخلاف بين الأمين والمأمون وعزم كلّ واحد منهما بالخلاف على صاحبه فيما كان والدهما هارون أخذ عليهم العمل به في الكتاب الذي ذكرناه أنّه كان كتب بينهما.
    ذكر السبب الذي أوجب اختلافهما

    كان الرشيد جدّد حين شخص إلى خراسان البيعة للمأمون على القوّاد الذين معه وأشهد من معه من القوّاد وسائر الناس غيرهم أنّ جميع من معه من القوّاد والجند مضمومون إلى المأمون وأنّ جميع ما معه من مال وسلاح وآلة وغير ذلك للمأمون. فلمّا بلغ محمدا الأمين أنّ أباه قد اشتدّت علّته وأنّه لمآبه، بعث من يأتيه بخبره في كلّ يوم وأرسل بكر بن المعتمر وكتب معه كتبا وجعلها في قوائم صناديق منقورة وألبسها جلود البقر وقال:
    « لا يظهرنّ أمير المؤمنين ولا أحد ممّن في عسكره على شيء من أمرك وما توجّهت فيه ولا على ما معك ولو قتلت، حتى يموت أمير المؤمنين، فإذا مات فادفع إلى كلّ إنسان منهم كتابه. » فلمّا قدم بكر بن المعتمر طوس بلغ هارون قدومه فدعا به فسأله:
    « ما أقدمك؟ » قال: « بعثني محمد لأعلم له علم خبرك وآتيه به. » قال: « فهل معك كتاب؟ » قال: « لا. »
    فأمر بما معه، ففتّش فلم يصيبوا معه شيئا. فتهدّده بالضرب فلم يقرّ بشيء، فأمر به فحبس وقيّد. فلمّا كان في الليلة التي مات فيها هارون أمر الفضل بن الربيع أن يصير إلى محبس بكر بن المعتمر فيقرّره، فإن أقرّ وإلّا ضرب عنقه، فصار إليه يقرّره فلم يقرّ بشيء. ثم غشى على هارون فصاح النساء فأمسك الفضل عن قتله وصار إلى هارون ليحضره، ثم أفاق وهو ضعيف قد شغل عن بكر وعن غيره لحسّ الموت، ثم غشى عليه غشية ظنّوا أنّها هي، وارتفعت الصيحة فأرسل بكر بن المعتمر برقعة منه إلى الفضل بن الربيع يسأله ألّا يعجلوا بأمر، ويعلمه أنّ معه أشياء يحتاجون إلى علمها.
    وكان بكر محبوسا عند حسين الخادم.
    فلمّا توفّى هارون دعا الفضل ببكر في الوقت والساعة فسأله عمّا عنده فأنكر أن يكون عنده، شيء وخشي على نفسه من أن يكون هارون حيّا، حتى صحّ عنده موت هارون، وأدخله عليه فأخبره أنّ عنده كتبا من أمير المؤمنين محمد وأنّه لا يجوز له إخراجها وهو على حاله من قيوده وحبسه.
    فأطلقه الفضل فأتاهم بالكتب في قوائم المطابخ المجلّدة بجلود البقر، فدفع إلى كلّ إنسان منهم كتابه. وكان في تلك الكتب كتاب من محمد بن هارون إلى الحسين الخادم بخطّه يأمره بتخلية سبيل بكر بن المعتمر وإطلاقه، فدفعه إليه، وكتاب إلى المأمون، فاحتبس كتاب المأمون عنده لغيبته بمرو، وأرسلوا إلى صالح بن الرشيد وكان مع أبيه بطوس وكان أكبر من يحضره هارون من ولده، فأتاهم في تلك الساعة فسألهم عن أبيه هارون فأعلموه.
    فجزع جزعا شديدا، ثم دفعوا كتاب أخيه الذي جاء به بكر وكان الذين حضروا وفاة هارون هم الذين ولوا غسله وتجهيزه وصلّى عليه ابنه صالح.
    ولمّا قرأ الذين وردت عليهم كتب محمد بطوس من القوّاد والجند وأولاد هارون فتشاوروا في اللحاق بمحمد وأحبّوه لأجل أهاليهم ومنازلهم.
    وقال الفضل بن الربيع:
    « لا أدع ملكا حاضرا لآخر لا ندري ما يكون من أمره. » وأمر الناس الناس بالرحيل.
    فوافقهم ذلك وسرّوا به وتركوا العهود التي أخذت عليهم للمأمون.
    فانتهى الخبر بذلك من أمرهم إلى المأمون بمرو، فجمع من معه من قوّاد أبيه وكان فيهم عبد الله بن مالك، ويحيى بن معاذ وشبيب بن حميد بن قحطبة والعبّاس بن مسيّب بن زهير وهو على شرطته وأيّوب بن أبي سمير، ومعه من أهل بيته عبد الرحمن بن عبد الملك بن صالح، وذو الرئاستين عنده من أعظم الناس قدرا فشاورهم.
    ذكر آراء أشير بها على المأمون في تلك الحال

    فأشار عليهم أكثرهم أن يلحقهم بنفسه في ألفى فارس جريدة، فيردّهم، فعمل على ذلك وسمّى له قوما فدخل عليه ذو الرئاستين فقال له:
    « إن فعلت ما أشاروا به عليك جعلك هؤلاء هدية إلى محمد، ولكن الرأي أن تكتب إليهم كتابا، وتوجّه إليهم رسول فتذكّرهم البيعة، وتسألهم الوفاء وتحذّرهم الحنث، وما يلزمهم في ذلك في الدين والدنيا. » وقال: قلت له:
    « إنّ كتابك ورسلك تقوم مقامك، فتستبرئ ما عند القوم وتوجّه سهل بن صاعد - وكان على قهرمته - فإنّه يأملك ويرجو أن ينال أمله فلن يألوك نصحا، وتوجّه نوفلا الخادم مولى موسى أمير المؤمنين. »
    وكان عاقلا. فكتب كتابا ووجّههما فلحقاهم بنيسابور قد رحلوا ثلاث مراحل. قال سهل بن صاعد: فأوصلت إلى الفضل بن الربيع كتابه فقال:
    « إنّما أنا واحد منهم. » قال سهل: فشدّ عليّ عبد الرحمن بن جبلة الأبناوى بالرمح. فأمرّه على جبيني ثم قال لي:
    « قل لصاحبك والله لو كنت حاضرا لوضعت الرمح في فيك. هذا جوابي. » قال ذو الرئاستين: فقلت للمأمون:
    « أعداء قد استرحت منهم ولكن افهم عني ما أقول لك إنّ هذه الدولة لم تكن قطّ أعزّ منها أيّام المنصور أبي جعفر، فخرج عليهم المقنّع وهو يدّعى الربوبية، وقال بعضهم طلب بدم أبي مسلم، فتضعضع له بخروجه من بخراسان، ثم كفاه الله المؤونة، ثم خرج بعده يوسف البرم، وهو عند بعض المسلمين كافر، فكفاه الله المؤونة، ثم خرج اشادشنس يدعو إلى الكفر، فسار المهدي من الريّ إلى نيسابور، فكفوا المؤونة، ولكن ما أصنع أكثر عليك، أخبرني كيف رأيت الناس حين ورد عليهم خبر رافع. » قال: « رأيتهم اضطربوا اضطرابا شديدا. » قلت: « فكيف بك وأنت نازل في أخوالك وبيعتك في أعناقهم كيف يكون اضطراب أهل بغداد، اصبر فأنا أضمن لك الخلافة. » قال: « قد فعلت وجعلت الأمر إليك فقم به. » قال: فقلت:
    « والله لأصدقنّك أنّ عبد الله بن مالك ويحيى بن معاذ ومن سمّينا من الرؤساء إن قاموا لك بالأمر كانوا أنفع لك مني برئاستهم المشهورة، ولما عندهم من القوّة على الحرب. فمن قام بالأمر كنت خادما له حتى يصير إلى محبّتك وترى رأيك فيّ. » قال: « نعم. » فلقيتهم في منازلهم، وذكّرتهم البيعة التي في أعناقهم وما يجب عليهم من الوفاء، فتكرّهه الكلّ وقال بعضهم:
    « هذا لا يحلّ، أخرج. » وقال بعضهم:
    « من يدخل بين أمير المؤمنين وأخيه؟ » فجئت فأخبرته فقال:
    « قم بالأمر. » قال: قلت:
    « قد قرأت القرآن وسمعت الأحاديث وتفقّهت في الدين، فالرأي أن تبعث إلى من بالحضرة من الفقهاء فتدعوهم إلى الحقّ والعمل به وإحياء السنّة وتقعد على اللبود وتردّ المظالم. » ففعلنا وبعثنا إلى الفقهاء وأكرمنا القوّاد وأبناء الملوك. فكنّا نقول للتميميّ:
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني

رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #6
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    نقيمك مقام موسى بن كعب، وللربعى: نقيمك مقام أبي داود خالد بن إبراهيم، ونقول لليماني: نقيمك مقام قحطبة ومالك بن الهيثم، حتى استملنا قلوب الرؤساء والملوك وحططنا عن خراسان ربع الخراج، فحسن موقع ذاك وسرّوا به، وقالوا:
    « ابن أختنا وابن عمّ النبي . » قال: فكان شغلنا بهذا وأشباهه.
    فأمّا الأمين فإنّه اشتغل باللعب وأمر ببناء حول قصر أبي جعفر في المدينة للصوالجة واللعب، وأخذنا نحن في الجدّ، ورأى المأمون أن يهادي أخاه، فبعث له بهدايا وتواترت كتب المأمون إلى محمد بالتعظيم وإهداء طرف خراسان.
    ودخلت سنة أربع وتسعين ومائة

    وفي هذه السنة عزل محمد الأمين أخاه القاسم عن جميع ما كان أبوه هارون ولّاه من عمل الشام وقنّسرين والعواصم والثغور، وولّى مكانه خزيمة بن خازم، وأمره بالمقام بمدينة السلام.
    وفيها أمر محمد بالدعاء لابنه موسى على المنابر بالأمرة.
    وفيها تنكّر كلّ واحد من محمد الأمين وعبد الله المأمون لصاحبه وظهر الفساد بينهما.
    سبب ظهور الفساد بين الأمين والمأمون

    وكان السبب في ذلك أنّ الفضل بن الربيع فكّر بعد مقدمه إلى العراق ناكثا للعهود التي كان الرشيد أخذ بها عليه لابنه المأمون، فعلم أنّ الخلافة إن أفضت إلى المأمون يوما من الدهر وهو حيّ لم يبق عليه، وكان في ظفره به عطبه. فسعى في حثّ محمد على خلعه وصرف ولاية العهد من بعده إلى ابنه موسى، ولم يكن ذلك من رأى محمد ولا عزمه. فأدخل معه في الرأي عليّ بن عيسى بن ماهان والسندي وغيرهما، فصغّروا شأن عبد الله المأمون عند الأمين، وقال له الفضل:
    « يا أمير المؤمنين اخلع عبد الله والقاسم، فإنّ البيعة كانت لك متقدّمة وإنّما أدخلا فيها بعدك. »
    وعلم المأمون أنّ عزل الأمين للقاسم وأخيه وإقدامه مدينة السلام وأمره للدعاء لابنه موسى بالأمرة ومكاتبته الأمصار بذلك، تدبير عليه في خلعه.
    فقطع البريد عن محمد وأسقط اسمه من الطّرز ودور الضرب.
    وكان رافع بن الليث بن نصر بن سيّار لمّا انتهى إليه حسن سياسة المأمون وسيرته في رعيّته، بعث في طلب الأمان لنفسه، وكان هرثمة يجاريه. فلمّا طلب الأمان سارع هرثمة إليه وخرج رافع فلحق بالمأمون وهرثمة بعد مقيم بسمرقند فأكرم المأمون رافعا، وكان مع هرثمة في حصار رافع طاهر بن الحسين. ثم استأذن هرثمة المأمون في القدوم عليه، فأذن له فتلقّاه الناس، وولّاه المأمون الحرس، فأنكر ذلك الأمين وكتب إلى العبّاس بن عبد الله بن مالك - وكان عامل المأمون على الريّ وهو آخر حدّه من خراسان -، يأمره أن يبعث إليه بغرائب غروس الريّ، وأراد امتحانه. فبعث إليه بما أمره وكتم ذلك المأمون وذا الرئاستين، فبلغ ذلك المأمون فعزله.
    ثم وجّه الأمين إلى المأمون ثلاثة أنفس رسلا: أحدهم العباس بن موسى بن عيسى، والآخر صالح صاحب المصلّى، والثالث محمد بن عيسى بن نهيك وكتب معهم كتابا فبلغ الخبر بذلك ذا الرئاستين فوجّه رسولا وكتب إلى صاحب الريّ: أن استقبلهم بالعدّة والسلاح الظاهر. وكتب إلى والى قومس ونيسابور وسرخس بمثل ذلك، ففعلوا. ثم وردت الرسل مرو وقد أعدّ لهم من السلاح وضروب العدد والعتاد.
    ثم صاروا إلى المأمون فأبلغوه رسالة محمد بمسألته تقديم موسى على نفسه ويذكر أنّه سمّاه الناطق بالحقّ، فردّ المأمون ذلك وأباه. فقال العبّاس بن موسى بن عيسى:
    « ما عليك أيّها الأمير من ذلك فهذا جدّى عيسى بن موسى قد خلع نفسه فما ضرّه ذلك ولا طاب عيشه إلّا بعد الخلع. » قال: فصاح عليه ذو الرئاستين قال:
    « اسكت فإنّ جدّك كان في أيديهم أسيرا، وهذا بين شيعته وأخواله وعشيرته. » قال ذو الرئاستين: فأعجبنى ما رأيت من ذكاء العبّاس بن موسى، فخلوت به وقلت:
    « يذهب عليك في فهمك وذكائك أن تأخذ بحظّك من الإمام. » قال: وسمّى المأمون في ذلك اليوم: الإمام ولم يسمّ بالخلافة، وإنّما سمّى بذلك لما جاءه من خلع محمد له. قال: فقال لي العبّاس:
    « وقد سمّيتموه: الإمام. » قال: قلت:
    « قد يكون إمام المسجد والقبيلة فإن وفيتم لم يضرّكم اسمه، وإن غدرتم فهو ذاك. » ثم قلت للعباس:
    « لك عندي ولاية الموسم، فلا ولاية أشرف منها، ولك من مواضع الأموال بمصر ما شئت. » قال: فما برح حتى أخذت عليه البيعة للمأمون بالخلافة. فكان بعد ذلك يكتب إلينا بالأخبار، ويشير علينا بالرأي.
    ومضى القوم منصرفين إلى محمد فأخبروه بامتناعه. وألحّ الفضل بن الربيع وعليّ بن عيسى على محمد في البيعة لابنه وخلع المأمون.
    وبذل الفضل الأموال حتى بايع لابنه موسى، وسمّاه: الناطق بالحقّ، وأحضنه عليّ بن عيسى وولّاه العراق وأسقط ذكر عبد الله المأمون والقاسم المؤتمن من المنابر، ووجّه رسولا إلى مكّة فأخذ من الحجبة الكتابين اللذين كان هارون اكتتبهما وجعلهما في الكعبة، وتكلّم في ذلك الحجبة فلم يحفل بهم وخافوا على أنفسهم، ومزّق الكتابين وأبطلهما.
    وكان محمد الأمين كتب إلى المأمون قبل المكاشفة يسأله أن يتجاوز ويتجافى له عن كور من كور خراسان سمّاها له وأن يوجّه العمّال من قبل محمد وأن يحتمل رجلا من قبله يوليه البريد عليه ليكتب إليه بخبره. فلمّا ورد على المأمون الكتاب بذلك كبر عليه واشتدّ، فبعث إلى الفضل بن سهل وإلى أخيه الحسن فشاورهما فأحجما وقالا:
    « الأمر مخطر ولك شيعة وبطانة وأهل ولاء. وكان يقال: شاور في طلب الرأي من تثق بنصيحته وتألّف العدوّ فيما لا اكتتام له بمشاورته. »
    ذكر آراء الناس فيما شاورهم فيه المأمون

    ثم أحضر المأمون الخاصّة من الرؤساء والأعلام وقرأ عليهم الكتاب فقالوا جميعا:
    « أيّها الأمير، شاورت في أمر خطير معضل، فاجعل لبديهتنا حظّا من الرويّة. » قال المأمون:
    « هو الحزم. » وأجّلهم ثلثا:
    ثم اجتمعوا فقال أحدهم:
    « إنّك أيّها الأمير قد حملت على كرهين، ولست أرى خطأ تعجّل مكروه أوّلهما مخافة مكروه آخرهما. » وقال آخر:
    « إذا كان الأمر مخطرا فإعطاؤك من نازعك طرفا من بغيته أمثل من أن تصير بالمنع إلى مكاشفته. » وقال آخر:
    « كان يقال: إذا كان علم الأمور مغيّبا عنك، فخذ ما أمكنك من هدنة يومك، فإنّك لا تأمن أن يكون فساد يومك راجعا بفساد غدك. » وقال آخر:
    « لئن خيفت للبذل عاقبة، إنّ أشدّ منها ما يبعث الإباء من الفرقة. » وقال آخر:
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #7
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    « لا أرى مفارقة منزلة السلامة فلعلّى أعطى معها العافية. » فقال الحسن بن سهل:
    « قد وجب حقّكم باجتهادكم وإن كنتم معذورين، فإنّ رأيي مخالف لرأيكم. » فقال له المأمون:
    « فناظرهم. » قال: « لذلك ما كان الاجتماع. » وأقبل عليهم الحسن فقال:
    « هل تعلمون أنّ محمدا تجاوز إلى طلب شيء ليس له بحق؟ » فقالوا: « نعم ويحتمل ذاك لما يخاف من ضرر منعه. »
    قال: « فهل تثقون بأن يكفّ إذا أعطيناه ما سأل، فلا يتجاوز بالطلب إلى غيرها؟ » قالوا: « لا، ولعلّ سلامة تقع من دون ما نخاف ونتوقّع. » قال: « فإن تجاوز بعدها بالمسألة، أفما ترونه قد توهّن بما بذل من نفسه فيها. » قالوا: « ندفع بمحذور الآجل محذور العاجل. » قال: « فإنّ الحكماء قبلنا قالوا: استصلح عاقبة أمرك باحتمال ما عرض في مكروه يومك ولا تلتمس هدنة يومك بإخطار أدخلته على نفسك في غدك. » فأقبل المأمون على الفضل وقال:
    « ما تقول فيما اختلفوا فيه؟ » قال: « هل يؤمن محمد أن يكون طالبك بفضل قوّتك، ليستظهر بها غدا على مخالفتك، وهل يصير الخازم إلى فضله من عاجل الدعة بخطر يتعرّض له في العاقبة؟ بل إنّما أشار الحكماء بحمل ثقل عاجل، فيما يرجون به صلاح عواقب أمورهم. » فقال المأمون:
    « بإيثار دعة العاجل صار من صار إلى فساد العاقبة في أمر دنيا وأمر آخرة. » قال القوم:
    « قد قلنا بمبلغ الرأي والله للأمير بالتوفيق. » فقال: « اكتب يا فضل إليه:
    « قد بلغني كتاب أمير المؤمنين يسأل التجافي عن مواضع سمّاها، ممّا أثبته الرشيد في العقد لي، وجعل أمره إليّ وما أمر رآه أمير المؤمنين مما يتجاوز، غير أنّ الذي جعل إليّ الطرف الذي أنا به كان غير ظنين في النظر لعامّته ولا جاهل بما أسند إليّ من أمره. ولو لم يكن ذلك مثبتا بالعهود والمواثيق المأخوذة ثم، كنت على الحال التي أنا عليها من إشراف عدوّ مخوف الشوكة وعامّة لا تتألف عن هضمة، وأجناد لا تستتبع طاعتها إلّا بالأموال وطرف من الإفضال، لكان في نظر أمير المؤمنين لعامّته وما يجب من لمّ أطرافه ما يوجب عليه أن يقسم له كثيرا من عنايته، وأن يستصلحه ببذل كثير من ماله، فكيف بمسألة ما أوجبه الحقّ. وإني لأعلم أنّ أمير المؤمنين لو علم من الحال ما علمت لم يطلع بمسألة ما كتب بمسألته إليّ، ثم أنا على ثقة من القبول بعد البيان، إن شاء الله. » واستشار أيضا محمد أصحابه فيما همّ به.
    ذكر آراء أشير بها على محمد الأمين

    قال يحيى بن سلم وقد دعاه الأمين واستشاره:
    « يا أمير المؤمنين كيف بذاك مع تأكيد الرشيد بيعته وأخذه الأيمان والمواثيق في الكتب؟ » فقال محمد:
    « إنّ رأى الرشيد كانت فلتة من الخطأ شبّه عليه جعفر بن يحيى بسحره، فغرس لنا غرسا مكروها لا ينفعنا ما نحن فيه [ معه ] إلّا بقطعه، ولا تستقيم لنا الأمور ولا تصلح إلّا باجتثاثه والراحة منه. » فقال: « أمّا إذا كان رأى أمير المؤمنين خلعه فلا تجاهره فيستكبرها الناس وتستشنعها العامّة، ولكن تستدعى الجند بعد الجند والقائد بعد القائد، وتؤنسه بالألطاف والهدايا، وتفرّق ثقاته ومن معه وترغّبهم بالأموال وتستميلهم بالأطماع. فإذا وهنت قوّته ولم تبق له منّة أمرته بالقدوم عليك، فإن قدم صار إلى الذي تريد منه وإن أبي كنت قد تناولته وقد كلّ حدّه وهيض جناحه. » قال محمد:
    « فأقطع أمرا كصريمة. أنت مهذار خطيب، ولست بذي رأى مصيب، فزل عن هذا الرأي إلى رأى الشيخ الموفّق والوزير الناصح، قم فالحق بمدادك وأقلامك. » فقال يحيى:
    « غضب يشوبه صدق وتجلبه نصيحة، أحبّ إليّ من رضا يخلطه جهل ويحمله جهل. » وبعث الفضل إلى أحد من رضى عقله ورأيه فاستشاره، فعظّم الرجل عليه أمر البيعة للمأمون، وقبّح الغدر والنكث. فقال الفضل:
    « صدقت، ولكن عبد الله أحدث الحدث الذي وجب به نقض ما عقده الرشيد وأمير المؤمنين يرى اليوم لنفسه ولرعيّته ما لم يره الرشيد يومئذ. » فقال: « أفتثبت الحجّة عند عامّة الناس بهذا الحدث الذي أحدثه المأمون كما تثبت الحجّة له بمأخوذ عهده؟ » قال: « لا. » قال: « أفحدث هذا الحدث عندكم ممّا يوجب نقض عهدكم ولم يكن حدث ولا كان معلوما. » قال: « نعم. » فقال الرجل ورفع صوته:
    « تالله ما رأيت كاليوم رأى رجل يشاور في دفع ملك في يده بالحجّة، ثم يصير إلى مطالبته بالعناد والمغالبة. » قال: فأطرق الفضل مليّا ثم قال:
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #8
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    « صدقتني الرأي، ولكن أخبرني إن نحن أغمضنا في قالة العامّة، ووجدنا مساعدين من شيعتنا وأجنادنا، فما القول؟ » قال: « أصلحك الله، وهل أجنادك إلّا من عامّتك في أخذ بيعتهم وتمكّن برهان الحقّ في قلوبهم، أفليسوا وإن أعطوا ظاهر طاعتهم مع ما تأكّد من وثائق العهد في معارفهم وعليهم بباطن أمورهم. » قال: « فإن أعطونا الطاعة فما يضرّنا من ضمائرهم. » قال: « لا طاعة دون ما ثبت من البصائر. » قال: « ترغّبهم بتشريف حظوظهم؟ » قال: « إذا يصيروا إلى التثقّل، ثم إلى خذلانك عند حاجتك إلى مناصحتهم. » قال: « فما ظنّك بأجناد عبد الله؟ » قال: « قوم على بصيرة من أمورهم لتقدّم بيعتهم. » قال: « فما ظنّك بعامّته؟ » قال: « قوم كانوا في بلوى عظيمة من تحيّف ولاتهم في أموالهم وأنفسهم صاروا به إلى الأمنة في المال والرفاغة في المعيشة، فهم يدافعون عن نعمة حادثة لهم، ويتذكّرون بليّة لا يأمنون العودة في مثلها. » قال: « ما أراك أبقيت لنا موضع رأى في اعتزالك أجنادنا، ثم أشدّ من ذلك ما قلت به من وهنة أجنادنا وقوّة أجناده وما تسخو نفس أمير المؤمنين بترك ما يعرف من حقّه، ولا نفسي بالهدنة مع ما أقدمت عليه في أمره، وربّما أقبلت الأمور مشرقة بالمخافة، ثم تكشّفت عن الفلج والدرك في العاقبة. » وتفرّقا.
    ذكر الحزم والجد الذي أخذ فيه المأمون حتى بلغ به ما أراد

    أذكى العيون، وأقام الحرس على رأس الحدّ، فلا يجوز رسول من العراق حتى يوجّهوه مع ثقات من الأمناء، ولا يدعه يستعلم خبرا ولا يستتبع بالرغبة ولا بالرهبة أحدا ولا يبلغ أحدا قولا ولا كتابا فحصّن أهل خراسان من أن يستمالوا برغبة أو أن تودع قلوبهم رهبة. ثم وضع على مراصد الطرقات ثقات من الأحراس لا يجوز عليهم إلّا من لا تدخله الظنّة في أمره ممّن أتى بجواز في مخرجه إلى دار مآبه، أو تاجر معروف مأمون في نفسه ودينه ومنع الأشابات من جواز السبل والقطع بالمتاجر، والوغول في البلدان في هيأة الطارئة والسابلة، وفتّشت الكتب فكانت ترد من قبل محمد الرسل والجماعات، فإذا صاروا إلى حدّ الريّ وجدوا تدبيرا مؤيّدا وعقدا مستحصدا، وأخذتهم الأحراس من جوانبهم فحصّنوا في حال ظعنهم وإقامتهم من أن يخبروا أو يستخبروا، وكتب بخبرهم من مكانهم، فيجيء الإذن في حملهم، فيحملون محروسين لا خبر يصل إليهم، ولا غيرهم يتطلّع خبرا من عندهم حتى يصيروا إلى باب المأمون.
    وذكر سهل بن هارون، أنّ المأمون قال يوما لذي الرئاستين:
    « إنّ ولدي وأهلى ومالي الذي أفرده لي الرشيد بحضرة محمد وهو مائة ألف ألف وأنا إليها محتاج وهي قبله فما ترى في ذلك؟ » فقال له ذو الرئاستين:
    « إن أنت كتبت كتاب عزمة فمنعك، صار إلى خلع عهده. فإن فعل، حملك ولو بالكره على محاربته، وأنا أكره أن تكون المستفتح باب الفرقة ما أرتجه الله دونك، ولكن تكتب كتاب طالب بحقّك وتوجيه أهلك على ما لا يوجب عليه المنع نكثا لعهدك، فإن أطاع فنعمة وعافية، وإن أباها لم تكن بعثت على نفسك حربا ومشاقّة. » قال: « فاكتب إليه كما ترى. » فكتب عنه:
    كتاب كتبه ذو الرياستين عن المأمون إلى الأمين

    « أمّا بعد فإنّ نظر أمير المؤمنين للعامّة نظر من لا يقتصر على إعطاء النصفة من نفسه حتى يتجاوزها إليهم ببرّه وصلته وإذا كان ذلك رأيه في عامّته فأحر بأن يكون على مجاوزة ذلك لصنوه وقسيم نسبه. وقد تعلم يا أمير المؤمنين حالا أنا عليها من ثغور حللت بين لهواتها وأجناد لا تزال موفية بتسرّعها وبنكث آرائها وبقلة الخراج قبلي، والأهل والولد والمال قبل أمير المؤمنين، وما للأهل - وإن كانوا في كفاية - من برّ أمير المؤمنين وكان لهم والدا - بدّ من الإشراف والنزوع إلى كنفى، وما لي بالمال من القوّة والظهير على لمّ شعثي، وقد وجّهت لحمل العيال وحمل ذلك المال فرأى أمير المؤمنين في إجازة فلان إلى الرّقّة في حمل ذلك المال والأمر بمعونته عليه غير مخرج له فيه إلى ضيقة تقع بمخالفته، أو حامل له على رأى يكون على غير موافقته، إن شاء الله. » فكتب إليه محمد في الجواب:
    جواب الأمين

    « أمّا بعد، فقد بلغني كتابك بما ذكرت ممّا عليه رأى أمير المؤمنين في عامّته، فضلا عمّا يوجب من حقّ ذي حرمته وخليط نفسه، ومحلّك من لهوات ثغور، وحاجتك لمحلّك بينها إلى فضلة من المال لتأييد أمرك. والمال الذي سمّى لك من مال الله عز وجل وما ينكر أمير المؤمنين حقوق أقربيه وذوي نسبه، وما ذاك بداع أمير المؤمنين إلى ترك الاستظهار لدينه وعامّته، وبه إلى ذلك الذي ذكرت حاجة في تحصين أمور المسلمين، وكان أولى به إجراؤه على فرائضه وردّه في مواضع حقّه، وليس بخارج من نفعك ما عاد بنفع العامّة من رعيّتك.
    « وأمّا ما ذكرت من حمل أهلك فإنّ يدي المشرفة على أمرهم، وإن كنت بالمحلّ الذي أنت به من حقّ القرابة ولم أر من حملهم على سفرهم مثل الذي عرّضتهم له بالسفر من شهم وإن أر ذلك من ذي قبل، أوجّههم إليك مع الثقة من رسلي، إن شاء الله. » ولمّا ورد الكتاب على المأمون قال:
    « لطّ دون حقّنا يريد أن يوهن بالمنع قوّتنا ثم يتمكّن من الفرصة في مخالفتنا. »
    كتاب المأمون إلى أعيان العسكر ببغداد

    ورأى المأمون والفضل أن يختارا رجلا يكتب معه إلى أعيان العسكر ببغداد، فإن أحدث الأمين للمأمون خلعا صار إلى التلطّف، لعلم أحوال أهلها بالكتب التي معه وإن لم يفعل من ذلك كنس في خفية وأمسك عن إيصالها وكان نسخة الكتاب:
    « أمّا بعد فإنّ أمر المؤمنين كأعضاء البدن تحدث العلّة في بعضها فيكون كره ذلك مؤلما لجميعها، وكذلك الحدث في المسلمين يكون في بعضهم فيصل كره ذلك إلى سائرهم، للذي يجمعهم من شريعة دينهم ويلزمهم من حرمة آخرتهم. ثم ذلك من الأئمة أعظم للمكان الذي به الأئمة من سائر أممهم. وقد كان من الخبر ما لا أحسبه إلّا سيعرب عن مغبّته ويسفر عمّا استتر من وجهه. وما اختلف مختلفان فكان أحدهما مع أمر الله، إلّا كان أولى بمعونة المسلمين وموالاتهم في ذات الله وأنت - يرحمك الله - من الأمر بمرأى ومسمع، وبحيث إن قلت أذن لقولك وإن لم تجد للقول مساغا فأمسكت عن مخوف، اقتدى فيه بك، ولن يضيع على الله ثواب الإحسان مع ما يجب علينا من حقّك بالإحسان ولحظّ حاز لك النصيبين أو أحدهما أمثل من الإشراف لأحد الحظّين مع التعرّض لعدمهما. فاكتب إليّ برأيك وأعلم ذلك رسولي ليؤدّيه عنك، إن شاء الله. » فوافق قدوم هذا الرسول بغداد ما أمر به من الكفّ عن الدعاء للمأمون في الخطبة، وكان الرسول بمحلّ الثقة من كلّ من كتب إليه. فلمّا أوصلها كان منهم من أمسك عن الجواب وأعرب للرسول عمّا في نفسه، ومنهم من أجاب عن كتابه. فكان نسخة كتاب أحدهم:
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني


  • صفحة 2 من 25 الأولىالأولى 123412 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. تجارب أمم المجلد الثالث
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 79
      آخر مشاركة: 06-14-2010, 09:44 PM
    2. تجارب أمم المجلد الثاني
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 87
      آخر مشاركة: 06-14-2010, 09:53 AM
    3. أربع اخطاء في تذويب الطعام المجمد
      بواسطة أحمد فرحات في المنتدى ملتقى المطبخ والمأكولات والحلويات السورية Syrian food and sweets
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 06-10-2010, 03:26 AM
    4. انطلاق السباق المحلي السادس بقطر
      بواسطة أحمد فرحات في المنتدى الملتقى الرياضي وكرة القدم Football & Sports Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 05-11-2010, 12:27 PM
    5. العشى الليلي Night blindness
      بواسطة Dr.Ahmad في المنتدى ملتقى الطلاب السوريين المغتربين في مجال الطب Medical Students
      مشاركات: 1
      آخر مشاركة: 03-11-2010, 01:57 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1