صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 5 إلى 8 من 10

الموضوع: العقد الفريد/الجزء الأول/26


  1. #5
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 671
    Array

    قلوبُكم فإنَ القُلوب تُجَازي القلوبَ‏.‏ وقال ذو الإصْبع‏:‏ لا أسألُ الناسَ عمّا في ضَمائرهم ما في ضمِيري لهم مِن ذاك يَكْفِينى وقال محمود الورّاق‏:‏ لا تسألنَّ المَرْء عمًا عنِده واستَمْل ما في قَلبه من قَلْبكَا إنْ كان بُغْضاً كان عندك مِثْلُه أو كان حُبَا فاز منك بحًبِّكا الإصابة بالظن قيل لعمرو بن العاص‏:‏ ما العَقْل قال الإصابة بالظَّن ومَعْرفة ما يكون بما قد كان‏.‏ وقال عليٌ بن أبي طالب رضي الله عنه‏:‏ للهّ دَرُّ عباس إن كان لينظر إلى الغَيْب من سِترْ رَقيق‏.‏ وقال الشاعر‏:‏ وقَلّما يَفْجأ المَكْرُوهُ صاحبَه حتى يَرى لوجوه الشَّرّ أسْبَاباً وإنّما رَكَّب الله العقلَ في الإنسان دون سائر الحَيوان ليستدلَ بالظاهر على الباطن ويَفْهم الكثيرَ بالقليل‏.‏ ومن قوِلنا في هذا المعنى‏:‏ يا غافلا ما يَرى إلا مَحاسِنَه ولو دَرَى ما رأى إلا مَساويهِ انظُر إلى باطنِ الدًّنيا فظاهِرُها كلُّ البهائم يَجْري طَرْفُها فيه تقديم القرابة وتفضيل المعارف قال الشَّيباني‏:‏ أَوَّل مَن آثر القَرابة والأولياء عثمانُ بن عفّان رضي الله عنه وقال‏:‏ كان عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه يمنع أقاربَه ابتغاءَ وجه اللهّ‏.‏ فلا يُرَى أفضل من عمر‏.‏ وقال لما آوَى طريدَ النبي ‏:‏ ما نَقِم الناسُ عَلَيَّ أن وصلتُ رحماً وقَرَّبت وقيل لمُعَاوية بن أبي سُفيان‏:‏ إنَّ آذِنَك يُقدِّم معارفَه وأصدقاءَه في الإذْن على أشرافِ الناس ووُجوههم فقال‏:‏ وَيْلكم‏!‏ إنَّ المَعْرفة لتَنْفع في الكلْب العَقور والجَمَل الصَّؤول فكيف في رَجُل حَسيب ذي كرم ودين‏.‏ وقال رجلٌ لزِياد‏:‏ أصلح اللهّ الأميرَ إنَ هذا يُدِلّ بمَكانةٍ يَدَّعيها منك قال‏:‏ نعم وأخبرك بما يَنْفعه من ذلك إنْ كان الحق له عليك أخذتُكَ به أخذاً شديداً وإن كان لك عليه قَضيته عنه‏.‏ وقال الشاعر‏:‏ أقولُ لجاريِ إنْ أتاني مُخاصماً يُدِلُ بحقِّ أو يُدِلُّ بباطل إذا لم يَصِلْ خيْري وأنتَ مُجاورِي إليك فما شَرِّي إليك بواصِل العُتْبيّ قال‏:‏ وَلَي عبدً اللهّ بنُ خالد بن عبد الله القَسْرِي ‏"‏ قَضاء ‏"‏ البَصرة فكان يُحابى أهل مودَّتِه فقيلَ له‏:‏ أيّ رجلٍ أنت لولا أنك تُحَابي‏!‏ قال‏:‏ وما خَيْر الصَّديق إذا لم يَقْطع لصديقه قِطْعة من دينه‏.‏ ووَلِي ابن شُبرمة قَضَاء البَصرة وهو كاره فأحسن السِّيرة‏.‏ فلما عُزِلَ اجتمع إليه أهلُ خاصَّته ومَودَّته فقال لهم‏:‏ والله لقد وَليتُ هذه الوِلاية وأنا كارهٌ وعُزلت عنها وأنا كاره وما بي من ذلك إلا مخافَة أن يلي هذه الوُجوهَ من لا يَعرف حقّها‏.‏ ثم تمثَل بقول الشاعر‏:‏ بَلَى إنَّ أقواماً أخافُ عليهمُ إذا مِتُّ أن يُعطوا الذي كنتُ أمنع ‏"‏ وتقول العامَّة‏:‏ مَحَبَّة السلطان أردّ عليك من شُهودك ‏"‏ وقال الشاعر‏:‏ إذا كان الأمير عليك خَصما فَلَيس بقابلٍ منك الشّهودَا وقال زياد‏:‏ أحب الولايةَ لثلاث وأَكرهها لثلاث‏:‏ أحبها لِنَفْع الأوْلياء وضرَّ الأَعْداء واسترخاص الأشياء وأكرهها لِرَوْعة البريد وقُرْب العزْل وشَماتة العدوّ‏.‏ ويقول الحُكماء‏:‏ أَحقُّ مَن شاركك في النِّعمة شرُكاؤك في المُصِيبة‏.‏ أَخذه الشاعر فقال‏:‏ وإنَ أوْلى الموالي أن تُوَاسِيه عند السُّرُور لمن آساك في الحزَن إنّ الكِرام إذا ما أسْهلُوا ذَكَروا مَن كان يَألَفهم في المَنْزِل الخَشِن وقال حَبِيب‏:‏ قَبَح الإلهُ عداوةً لا تُتّقى ومَودَّةً يُدْلَى بها لا تَنْفَعُ فضل العشيرة قال عليّ بنُ أبي طالب رضي اللهّ عنه‏:‏ عشيرةُ الرجل خيرٌ للرجل من الرجل للعَشِيرة إن كَفَّ عنهم يداً واحدة كَفُّوا عنه أيدياً كثيرة مع مودَّتهم وحِفَاظهم ونُصْرتهم‏.‏ إنِّ الرجل لَيَغْضَب للرجل لا يَعْرفه إلا بِنسَبه وسأتْلُو عليكمِ في ذلك آياتٍ من كِتاب اللهّ ‏"‏ تعالى ‏"‏ قال اللهّ عزّ وجلّ فيما حكاه عن لُوط‏:‏ ‏"‏ لَوْ أنَّ لِي بِكُم قُوّة أَوْ آوِى إلى رُكْن شَدِيد ‏"‏‏!‏ يعني العشيرة ولم يكن للوط عَشيرة‏:‏ فوالذي نفسيِ بيده ما بعث الله نبيًّا من بعده إلا في ثَرْوَة من قومه ومَنعة من عَشِيرته ثم ذكر شُعيباَ إذ قال له قومُه‏:‏ ‏"‏ إنَّا لَنَرَاكَ فِينا ضعِيفاً ولَوْلا رَهطك لَرَجَمْناكَ ‏"‏ وكان مَكْفوفاً والله ما هابُوا ‏"‏ الله ولا هابوا ‏"‏ إلا عشيرتَه‏.‏ وقبل لِبُزُرْجمْهِر‏:‏ ما تقول في ابن العم قال‏:‏ هو عدوُّك وعدوُّ عدوّك‏.‏ الدَّين مِن حَدِيث عائشة عن النبي أنه قال‏:‏ الدَّيْنُ يَنْقُص ذا



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!





رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #6
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 671
    Array

    الحَسب‏.‏ وقال عمر ‏"‏ ألا إنّ ‏"‏ لأسَيْفع أُسَيْفِع جُهينة رَضي مِن دِينه وأمانته أن يُقال‏:‏ سَبق الحاج ألا وإنه قد أدان مُعرِضاَ وأصبح قدرِين به فمن كان له عِنْده شيء فلْيأْتنا بالغداة وقال مولَى قُضاعة‏:‏ فلو كنتُ مولىَ قَيْس غَيْلانَ لم تَجد علي لإنْسان من الناس دِرْهَما ولكنَّني مولَى قُضاعة كُلِّها فلستُ أبالي أن أدينَ وتَغرَما وقال آخر‏:‏ إذا ما قضيْتَ الدَّينَ بالدَين لم يكُن قَضاءَ ولكِن كان غًرْماً على غُرْم وقال سُفيان الثوريّ‏:‏ الدَّين هَمٌ باللًيل وذُلٌ بالنهار فإذا أراد الله أن يُذِلَ عَبداً جَعله قِلادة في عُنقه‏.‏ ورأى عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً مُتقنِّعاً فقال له‏:‏ كان لقمان الحكيم يِقول‏:‏ القِنَاع رِيبةٌ بالليل ذُلٌّ بالنهار فقال الرجلُ‏:‏ إنّ لُقمان الحكيم لم يكن عليه دين‏.‏ وقال المقنع الكِنْديّ‏:‏ يَعِيبونني بالدَين قَومي وإنما تَداينتُ في أشياء تُكْسِبهم حَمْدا إذا أكلوا لَحْمي وَفَرتُ لحومهم وإن هدَمُوا مَجْدِي بنيتُ لهم مَجْدَا وقالت الحكماء‏:‏ لَيس لكَذّاب مُرُوءة‏.‏ وقالوا‏:‏ مَن عُرف بالكَذِب لم يَجُزْ صِدْقه‏.‏ وقال النبي ‏:‏ لا يجوز الكَذِب في جِدّ ولا هَزْل‏.‏ وقال‏:‏ لا يكون المؤمن كَذّاباً‏.‏ وقال عبد الله بن عُمر‏:‏ خُلْف الوَعْدِ ثُلُث النِّفاق‏.‏ وقال حبيب الطائيِّ في عَيّاش‏:‏ يا أكثر الناس وَعْداَ حَشْوُه خُلْفٌ وأكثر الناس قولاً حَشْوُه كَذِبُ ومن قولنا في هذا المعنى‏:‏ صَحِيفةٌ أفنيتْ ليتٌ بها وعسى عُنْوانها راحةُ الرِّاجي إذا يَئسَا وَعْدٌ له هاجسٌ في القَلْب قد بَرِمتْ أحشاءُ صَدْري به من طول ما آنحبسا مواعدٌ غَرَّني منها وَمِيضُ سَنَى حتى مَددْتُ أيها الكًفّ مقْتَبِسا فَصادفتْ حجَراً لو كنتَ تَضْرِبه مِن لُؤْمه بعَصَا مُوسى لما آنْبَجَسا كأنما صِيغ من بُخل ومن كَذِب فكان ذاكَ له رُوحا وذا نَفَسا والقول به اعلم أنّ السامع شريك القائل في الشَر‏.‏ قال الله ‏"‏ تعالى ‏"‏‏:‏ ‏"‏ سماعُونَ لِلْكَذِب ‏"‏‏.‏ وقال العُتبي‏:‏ حَدّثني أبي عن سَعد القصير قال‏:‏ نَظر إليَّ عمرو بن عُتبة ورجل يَشْتُم رجلاً بين يديّ فقال لي ويلك - وما قال لي ويلك قبْلها - نَزَه سَمْعك عن استماع الخَنا كما تُنزِّه لِسانَك عن الكلام به فإنّ السامعَ شريكُ القائل وإنه عَمد إلى شرِّ ما في وعائه فأفرغه في وِعائك ولو رُدَّت كلمة جاهل في فِيهِ لَسَعِدَ رادُّها كما شَقي قائُلها‏.‏
    باب في الغلو في الدِّين

    توّفِّي رجل في عَهد عمرَ بن ذَرّ ممن أسرَف على نفسه في الذنوب وجاوَزَ في الطُّغيان فتَحَامَى الناسُ عن جِنازته فحضرَها عمرُ بن ذرّ وصلّى عليه فلما أدْلٍيَ في قبره قال‏:‏ يَرْحمك الله أبا فُلان صَحِبْت عُمْرك بالتوحيد وعَفَّرت وجهك لله بالسُّجود فإن قالوا مُذْنِب وذو خَطايا فمَن منَا غيرُ مُذنِب وذِي خطايا‏.‏
    ومن حديث أبي هُريرة عن النبي قال‏:‏ إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال‏:‏ ‏"‏ يأ يُّها الرُسل كُلُوا مِنَ الطًيبَاتِ واعْمَلوا صالِحاً إنّي بما تَعملون عَلِيم ‏"‏ وقال‏:‏ ‏"‏ يأيها الذِينَ آمَنُوا كلوا مِنْ طَيِّبَاتِ ما رَزَقْنَاكُمْ ‏"‏ ثم ذكر الرجلَ يرى أشعثَ أغبرَ يمُدُّ يديه إلى السماء يقول‏:‏ يا رَبّ يا رَب ومَطعَمه حَرَام ومشرَبه حَرام ومَلْبسه حَرام فأنى يُستجاب له قال النبي ‏:‏ إن اللهّ بَعثني بالْحَنِيفيَّة السَّمْحة ولم يبعثني بالرهبْانية المُبْتدعة سُنَّتي الصلاة والنوم والإفطار والصَّوم فمن رَغِب عن سُنتي فليس مني‏.‏
    وقال ‏:‏ إنّ هذا الدِّين مَتِين فأَوْغل فيه برِفق فإنّ اْلمنبَتَ لا أرْضاً قَطع ولا ظَهْراً أَبقى‏.‏
    وقال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه‏:‏ خَير هذه الأمَّة هذا النَّمط الأوْسط يَرْجع إليهم الغالي ويَلحق بهم التّالي‏.‏
    وقال مطَرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير لابنه وكان قد تَعبَّد‏:‏ يا بُنيّ إن الحسنَة بين السيئتين - يعني أن الدين بين الإفْراط والتّقْصير - وخَير الأمور أَوْسطها وشَرّ السّير الحَقْحقة‏.‏



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!







  • #7
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 671
    Array

    وقال سلمان الفارِسيّ‏:‏ القَصْدَ والدًوامَ فأنت الجَواد السابق‏.‏
    وقالوا‏:‏ ‏"‏ طالب العِلم و ‏"‏ عاملُ البِرِّ كآكِل الطَّعام إن أكل منه قوتاً عصمه وإن أسْرَف منه أَبْشَمه‏.‏
    وفي بعض الحديث‏:‏ إن عيسى بنَ مريم عليه السلام لَقِيَ رجلاً فقال له‏:‏ ما تَصْنع قال‏:‏ أَتعبَّد ونظير هذا أن رفقة من الأشعريين كانوا في سَفر فلما قَدِموا قالوا‏:‏ ما رأينا يا رسول الله بعدَكَ أفضلَ من فلان كان يَصُوم النهار فإذا نزَلنا قام من الليل حتى نرْتحل قال‏:‏ فَمن كان يَمْهن له ويَكفُله قالوا‏:‏ كلّنا قال‏:‏ كلّكم أفضلُ منه‏.‏
    وقيل للزهري‏:‏ ما الزّهد في الدنيا قال ‏"‏ أمّا ‏"‏ إنه ما هو بتشعيث اللِّمة ولا قَشَف الهيئة ولكنَّه ظَلَف النَّفس عن الشَّهوة‏.‏
    عليِّ بن عاصم عن أبي إسحاق الشَّيباني قال‏:‏ رأيتُ محمد بن الحنفيَّة واقفاً بعَرَفات على بِرذَوْن وعليه مُطْرَف خز أصْفَر‏.‏
    السدِّي عن ابن جُريج عن ‏"‏ عثمان بن أبي سليمان‏:‏ أن ‏"‏ ابن عباس كان يَرْتدي رِدَاء بأَلْف‏.‏
    إسماعيل بن عبد الله بن جعْفر عن أبيه قال‏:‏ رأيتُ رسول الله عليه ثوبان مصبوغان بالزَّعفران‏:‏ رداء وعمامة‏.‏
    وقال مَعمر‏:‏ رأيتُ قميص أيوب السِّخْتِياني يكاد يَمس الأرض فسألتُه عن ذلك فقال‏:‏ إن الشُّهرة كانت فيما مضى في تذْييل القَمِيص وإنهّا اليومَ في تَشميره‏.‏
    أبو حاتم عن الأصمعي‏:‏ أن ابن عَوْن اشترى بًرْنساً فمرَّ على معاذَة العَدَويَّة فقالت‏:‏ مِثلُك يَلْبس هذا فذكرتُ ذلك لابن سيربن قال‏:‏ أفلا أخبرتها أن تَميما الدارمي اشترى حُلَّة بألف فصلّىِ قدم حمَّاد بن سَلمة البَصرة فجاءه فرْقد السَّبَخي وعليه ثيابُ صُوف فقال له حمَاد‏:‏ ضَع عنك نَصرانيّتك هذه فلقد رأيتنا ننتظر إبراهيم ‏"‏ فيخرج إلينا ‏"‏ وعليه معَصفْرة ونحن نرى أن المَيْتة قد حلَّتْ له أبو الحسن المدائنيّ قال‏:‏ دخل محمد بن واسع على قُتيبة بن مُسلم وَالي خُراسان في مِدْرَعة صوف فقال له‏:‏ ما يدعوكَ إلى لِباس هذه فسكت فقال له قتيبة‏:‏ أكلّمك ولا تُجيبني قال‏:‏ أَكرَه أن أقولَ زُهداً فأُزَكّي نفسي أو أقولَ فَقْراً فأَشكو ربي فما جوابُك إلا السُّكوت‏.‏
    قال ابن السًماك لأصحاب الصُّوف‏:‏ والله لئن كان لباسُكم وَفْقاً لسرائركم فقد أحببتم أن يطلع الناس عليها وإن كان مخالفاً لها فقد هَلكتم‏.‏
    وكان القاسمُ بن محمد يَلْبس الخزّ وسالِم بن عبد الله يَلْبس الصُّوف ويقعُدان في مجلس المدينة فلا يُنكر هذا على هذا ‏"‏ شيئاَ ‏"‏ ولا ذا على هذا‏.‏
    ودَخل رجلٌ على محمد بن المُنْكَدر فوجده قاعداً على حَشايا مُضاعَفة وجاريةٌ تُغَلِّفه بالغالية فقال‏:‏ رَحمك الله جئتُ أسألك عن شيء وجدتك فيه - يريد التزيّن - قال‏:‏ على هذا أدركتُ الناس‏.‏
    وصلّى الأعمشُ في مسجد قوم فأطال بهم الإمام فلما فَرغ قال له‏:‏ يا هذا لا تُطِلْ صلاتك فإنه يكون خَلْفك ذو الحاجة والكبَير والضَّعيف قال الإمام‏:‏ وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين فقال له الأعمش‏:‏ أنا رسولُ الخاشعين إليك إنهم لا يَحتاجون إلى هذا منك‏.‏



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!







  • #8
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 671
    Array

    العُتْبيّ قال‏:‏ أصابت الربيعَ بن زِياد نُشَّابةٌ في جبينه فكانت تنتقض عليه كل عام فأتاه عليُّ بن أبي طالب عائداً فقال له‏:‏ كيف تَجدك يا أبا عبد الرحمن قال‏:‏ أجدُني لو كان لا يذهب ما بي إلا بذَهاب بَصري لتمنيّت ذهابَه قال له‏:‏ وما قيمة بَصرك عندك قال‏:‏ لو كانت لي الدُّنيا فديتُه بها قال‏:‏ لا جَرم ليُعطينّك اللهّ على قَدْر الدُنيا لو كانت لك لأنفقتها في سبيله إِنّ الله يُعطي على قَدْر الألم والمُصيبة وعنده بعدُ تَضْعيفٌ كثير‏.‏
    قال له الرَّبيع‏:‏ يا أميرَ المؤمنين ألا أشكو إليك عاصمَ بن زِياد قال‏:‏ وماله قال‏:‏ لَبِسَ العَباء وتَرَك المُلاَء وغم أهْلَه وأحْزن وَلَده قال‏:‏ عليِّ عاصماً‏.‏
    فلما أتاه عَبس في وَجْهه وقال‏:‏ وَيْلكَ يا عاصم‏!‏ أترى الله أباح لك اللذّاتِ وهو يكره ‏"‏ منك ‏"‏ أخْذَك منها أنت أهونُ على الله من ذلك أو ما سَمعْته يقول‏:‏ ‏"‏ مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَان بَيْنهما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَان ‏"‏ حتى قال‏:‏ ‏"‏ يَخْرُجُ مِنْهَما اللُؤْلُؤُ والمَرْجَان ‏"‏‏.‏
    وتالله لابتذال نِعَم الله بالفِعال أحب إِلي من ابتذالها بالمَقَال وقد سمعته يقول‏:‏ ‏"‏ وأمَّا بِنِعْمَةِ ربكَ فَحَدًث ‏"‏ وقوله‏:‏ ‏"‏ قُلْ مَنْ حَرَمَ زِينَةَ الله الَتي أخْرَجَ لِعِبَادهِ والطيبَاتِ مِنَ الرزْقِ ‏"‏‏.‏
    قال عاصم‏:‏ فعلامَ اقتصرتَ أنت يا أميرَ المَؤمنين على لِبْس الخَشِن وأكْل الحَشف قال‏:‏ إن الله افترض على أئمة محمد بن حاطب الْجُمَحيّ قال‏:‏ حدّثني من سَمع عمرو بن شُعيب وكنتُ سمعتُه أنا وأبي جميعاً قال‏:‏ حدّثني عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جدّه عن ‏"‏ عبد الله بن مَسعود قال‏:‏ أتى رسول الله ذاتَ يوم أمّ ‏"‏ عبد الله بن عمرو ‏"‏ بن العاص ‏"‏ وكانت امرأة تَلْطُف برسول الله وسلّم فقال‏:‏ كيف أنتِ يا أمَ عبد الله كيف أكونُ وعبد الله بن عمرو رجلٌ قد تخلّى من الدنيا قال لها‏:‏ كيف ذلك قالت‏:‏ حرّم النوم فلا ينام ولا يُفطر ولا يَطْعم اللحم ولا يؤدِّي إلى أهله حقَّهم قال‏:‏ فأين هو قالت‏:‏ خرج ويُوشك أن يَرْجع الساعة قال‏:‏ فإذا رجع فاحبسيه عليَّ‏.‏
    فخرج رسول الله وجاء عبد الله وأوْشك رسول الله في الرَّجعة فقال‏:‏ يا عبد الله بن عَمرو ما هذا الذي بلغني عنك ‏"‏ قال‏:‏ وما ذاك يا رسولَ الله قال بَلَغني أنك لا تنام ‏"‏ ولا تُفْطر ‏"‏ قال‏:‏ أردتُ بذلك الأمْنَ من الفزع الأكبر قال‏:‏ وبلَغني أنك لا تَطْعم اللَّحم قال‏:‏ أردتُ بذلك ما هو خيرٌ منه في الجنَّة قال‏:‏ وبلغني أنك لا تؤدي إلى أهلك حقَهم قال‏:‏ أردتُ بذلك نساءً هنَّ خير منهنّ فقال رسول الله وسلَّم يا عبد الله بن عمرو إن لك في رسول الله أسوة حَسنة فرسول الله يَصوم ويُفطر ويأكل اللَّحم ويُؤدِّي إلى أهله حقوقَهم‏.‏
    يا عبد الله بن عمرو إنَ لله عليك حقّا وإنَ لبدنك عليك حقّا وإن لأهلك عليك حقّا‏.‏
    فقال‏:‏ يا رسول الله ما تأمرني أن أصوم خمسة أيام وأفطر يوماً قال‏:‏ لا قال‏:‏ فأصوم أربعة وأفطر يوماً قال‏:‏ لا قال‏:‏ فأصوم ثلاثة وأفطر يوماً قال‏:‏ لا قال‏:‏ فيومين وأفطر يوماً قال‏:‏ لا قال‏:‏ فيوماً ‏"‏ وأفْطِر يوماً ‏"‏ قال‏:‏ ذلك صيام أخي داود يا عبد الله بن عمرو كيف بك إذا بَقِيت في حُثالة من الناس قد مَرِجَتْ عهودُهم ومواثيقُهم فكانوا هكذا - وخالف بين أصابعه قال‏:‏ فما تأمرني ‏"‏ به ‏"‏ يا رسول اللهّ قال‏:‏ تأخذ ما تَعرف وتَدَع ما تُنكر وتَعمل بخاصَّة نَفْسك وتَدع الناس وعوامَّ أمرهم‏.‏
    قال‏:‏ ثم أخذه بيده وجعل يمشي به حتى وضعَ يده في يد أبيه وقال له‏.‏
    أطِع أباك‏.‏



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!






  • صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. العقد الفريد/الجزء الأول/25
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 5
      آخر مشاركة: 08-02-2010, 11:56 PM
    2. العقد الفريد/الجزء الأول/14
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 08-02-2010, 06:21 PM
    3. العقد الفريد/الجزء الأول/13
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 08-02-2010, 06:16 PM
    4. العقد الفريد/الجزء الأول/12
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 08-02-2010, 06:03 PM
    5. العقد الفريد/الجزء الأول/11
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 08-02-2010, 05:57 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1