صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 5 إلى 8 من 8

الموضوع: العقد الفريد/الجزء الأول/18


  1. #5
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    وفود الزرقاء على معاوية

    عبيد الله بن عمرو الغساني عن الشعبي قال‏:‏ حدثني جماعة من بني أمية ممن كان يسمر مع معاوية قالوا‏:‏ بينما معاوية ذات ليلة مع عمرو وسعيد وعتبة والوليد إذ ذكروا الزرقاء بنت عدي بن غالب بن قيس الهمدانية وكانت شهدت مع قومه صفين فقال‏:‏ أيحكم يحفظ كلامها قال بعضهم‏:‏ نحن نحفظه يا أمير المؤمنين قال‏:‏ فأشيروا علي في أمرها فقال بعضهم‏:‏ نشير عليك بقتلها قال‏:‏ بئس الرأي الذي أشرتم به علي أيحسن بمثلى أن يتحدى عنه أنه قتل امرأة بعدما ظفر بها‏!‏ فكتب إلى عامله بالكوفة أن يوفدها إليه ما ثقة من ذوي محارمها وعدة من فرسان قومها وأن يمهد لها وطاء ليناً ويسترها بستر خصيف ويوسع لها في النفقة فأرسل إليها فأقرأها الكتاب فقالت‏:‏ إن كان أمير المؤمنين جعل الخيار إلي فإني لا آتية وإن كان حتم فالطاعة أولى‏.‏ فحملها وأحسن جهازها على ما أمر به فلما دخلت على معاوية قال‏:‏ مرحباً وأهلاً قدمت خير مقدم قدمه وافد كيف حالك قالت‏:‏ بخير يا أمير المؤمنين‏.‏ أدام الله لك النعمة قال‏:‏ كيف كنت في مسيرك قالت‏:‏ ربيبة بيت أو طفلاً ممهداً قال‏:‏ بذلك أمرناهم أتدرين فيما بعثت إليك قالت‏:‏ أنى لي بعلم ما لم أعلم قال‏:‏ ألست الراكبة الجمل الأحمر والوقفة بين الصفين يوم الصفين تحضين على القتال‏.‏ وتوقدين الحرب فما حملك على ذلك قالت‏:‏ يا أمير المؤمنين مات الرأس وبتر الذنب ولم يعد ما ذهب والدهر ذو غير ومن تفكر أبصر والأمر يحدث بعد الأمر قال لها معاوية‏:‏ صدقت‏.‏ أتحفظين كلامك يوم صفين قالت‏:‏ لا والله لا أحفظه ولقد أنسيته قال‏:‏ لكني أحفظه لله أبوك حين تقولين‏:‏ أيها الناس ارعووا وارجعوا إنكم قد أصبحتم في فتنة غشتكم جلابيب الظلم وجارت بكم عن قصد المحجة فيا لها فتنة عمياء صماء بكماء لا تسع لناعقها ولا تنساق لقائدها‏.‏ إن المصباح لا يضيء في الشمس ولا تنير الكواكب مع القمر ولا يقطع الحديد إلا الحديد‏.‏ ألا من استرشدنا أرشدناه ومن سألنا أخبرناه‏.‏ أيها الناس إن الحق كان يطلب ضالته فأصابها فصبراً يا معشر المهاجرين والأنصار على الغصص فكأن قد اندمل شعب الشتات والتأمت كلمة العدل ودمغ الحق باطله فلا يجهلن أحد فيقول‏:‏ كيف العدل وأنى ليقض الله أمراً كان مفعولا‏.‏ ألا وإن خضاب النساء الحناء وخضاب الرجال الدماء ولهذا اليوم ما بعده‏.‏ والصبر خير في الأمور عواقبا أيهاً في الحرب قدماً غير ناكصين ولا متشاكسين‏.‏ ثم قال لها‏:‏ والله يا زرقاء لقد شركت علياً في كل دم سفكه قالت‏:‏ أحسن الله بشارتك وأدام سلامتك فمثلك بشر بخير وسر جليسه قال‏:‏ أو يسرك ذلك قالت‏:‏ نعم والله‏.‏ لقد سررت بالخبر فأنى لي بتصديق الفعل فضحك معاوية وقال‏:‏ والله لوفاؤكم له بعد موته أعجب من حبكم له في حياته اذكري حاجتك قالت‏:‏ يا أمير المؤمنين آليت على نفسي أن لا أسأل أميراً أعنت عليه أبداً ومثلك أعطى عن غير مسألة وجاد من غير طلبة قال‏:‏ صدقت وأمر لها وللذين جاؤوا معها بجوائز وكسا‏.‏
    وفود أم سنان بنت خيثمة على معاوية

    سعيد بن أبي حذافة قال‏:‏ حبس مروان بن الحكم وهو والي المدينة غلاماً من بني ليث في جناية جناها فاتته جدة الغلام أم أبيه وهي أم سنان بنت خيثمة بن خرشة المذحجية فكلمته في الغلام فأغلظ مروان فخرجت إلى معاوية فدخلت عليه فانتسب فعرفها فقال لها‏:‏ مرحباً يا بنة خيثمة ما أقدمك أرضنا وقد عهدتك تشتميننا وتحضين علينا عدونا قالت‏:‏ إن لبني عبد مناف أخلاقاً طاهرة وأحلاماً وافرة لا يجهلون بعد علم ولا يسفهون بعد حلم ولا ينتقمون بعد عفو وإن أولى الناس باتباع ما سن آباؤه لأنت قال‏:‏ صدقت نحن كذلك فكيف قولك‏:‏ عزب الرقاد فمقلتي لا ترقد والليل يصدر بالهموم ويورد يا آل مذحج لا مقام فشمروا إن العدو لآل أحمد يقصد هذا علي كالهلال تحفه وسط السماء من الكواكب أسعد خير الخلائق وابن عم محمد إن يهدكم بالنور منه تهتدوا ما زال مذ شهد الحروب مظفراً والنصر فوق لوائه ما يفقد قالت‏:‏ كان ذلك يا أمير المؤمنين وأرجو أن تكون لنا خلفاً بعده‏.‏ فقال رجل من جلسائه‏:‏ كيف يا أمير المؤمنين وهي القائلة‏:‏ فاذهب عليك صلاة ربك ما دعت فوق الغصون حمامة قمريا قد كنت بعد محمد خلفاً كما أوصى إليك بنا فكنت وفيا فاليوم لا خلف يؤمل بعده هيهات نأمل بعده إنسيا قالت‏:‏ يا أمير المؤمنين لسان نطق وقول صدق ولئن تحقق فيك ما ظننا فحظك الأوفر والله ما ورثك الشنآن في قلوب المسلمين إلا هؤلاء فأدحض مقالتهم وأبعد منزلتهم فإنك إن فعلت ذلك تزدد من الله قربا ومن المؤمنين حبا قال‏:‏ وإنك لتقولين ذلك قالت‏:‏ سبحان الله‏!‏ والله ما مثلك مدح بباطل ولا اعتذر إليه بكذب وإنك لتعلم ذلك من رأينا وضمير قلوبنا كان والله علي أحب إلينا منك وأنت أحب إلينا من غيرك قال‏:‏ ممن قالت‏:‏ مروان بن الحكم وسعيد بن العاصي قال‏:‏ وبم استحققت ذلك عندك قالت‏:‏ بسعة حلمك وكريم عفوك قال‏:‏ فإنهما يطمعان في ذلك قال‏:‏ والله لقد قاربت فما حاجتك قالت‏:‏ يا أمير المؤمنين إن مروان تبنك بالمدينة تبنك من لا يريد منها البراح‏.‏ لا حكم بعدل ولا يقضي بسنة يتتبع عثرات المسلمين ويكشف عورات المؤمنين حبس ابن ابني فأتيته فقال‏:‏ كيت وكيت فألقمته أخشن من الحجر وألعقته أمر من الصاب ثم رجعت إلى نفس باللائمة وقلت‏:‏ لم لا أصرف ذلك إلى من هو أولى بالعفو منه فأتيتك يا أمير المؤمنين لتكون في أمري ناظراً وعليه معديا قال‏:‏ صدقت لا أسألك عن ذنبه ولا عن القيام بحجته اكتبوا لها بإطلاقه قالت‏:‏ يا أمير المؤمنين وأنى لي بالرجعة وقد نفذ زادي وكلت راحلتي‏.‏ فأمر لها براحلة موطأة وخمسة آلاف درهم‏.‏



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!





رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #6
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    وفود عكرشة بنت الأطرش على معاوية رحمه الله تعالى

    أبو بكر الهذلي عن عكرمة قال‏:‏ دخلت عكرشة بنت الأطرش بن رواحة على معاوية متوكئة على عكاز لها فلمت عليه بالخلافة ثم جلست فقال لها معاوية‏:‏ الآن يا عكرشة صرت عندك أمير المؤمنين قالت‏:‏ نعم إذ لا علي حي قال‏:‏ ألست المتقلدة حمائل السيف بصفين وأنت واقفة بين الصفين تقولين‏:‏ أيها الناس عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إن الجنة لا يرحل عنها من قطنها ولا يرهم من سكنها ولا يموت من دخلها فابتاعوها بدار لا يدوم نعيمها ولا تنصرم همومها وكونوا قوماً مستبصرين في دينهم مستظهرين بالصبر على طلب حقهم إن معاوية دلف إليكم بعجم العرب غلف القلوب لا يفقهون الإيمان ولا يدرون ما الحكمة دعاهم بالدنيا فأجابوه واستدعاهم إلى الباطل فلبوه فالله الله عباد الله في دين الله وإياكم والتواكل فإن ذلك ينقض عرى الإسلام ويطفئ نور الحق هذه بدر الصغرى والعقبة الأخرى يا معشر المهاجرين والأنصار امضوا على بصيرتكم واصبروا على عزيمتكم فكأني بكم غداً ولقد لقيتم أهل الشام كالحمر الناهقة تصقع صقع البقر وتروث روث العتاق‏.‏ فكأني أراك على عصاك هذه وقد انكفأ عليك العسكران يقولون‏:‏ هذه عكرشة بنت الأطرش بن رواحة فإن كدت لتقتلين أهل الشام لولا قدر الله وكان أمر الله قدراً مقدوراً فما حملك على ذلك قالت‏:‏ يا أمير المؤمنين قال الله تعالى‏:‏ ‏"‏ يا أيها الذين آمنوا لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ‏"‏ وإن اللبيب إذا كره أمراً لا يحب إعادته قال‏:‏ صدقت فاذكري حاجتك قالت‏:‏ إنه كانت صدقاتنا تؤخذ من أغنيائنا فترد على فقرائنا وإنا قد فقدنا ذلك فما يجبر لنا كسير ولا ينعش لنا فقير فإن كان ذلك عن رأيك فمثلك من انتبه عن الغفلة وراجع التوبة وإن كان عن غير رأيك فما مثلك من استعان الخونة ولا استعمل الظلمة‏.‏ قال معاوية‏:‏ يا هذه إنه ينوبنا من أمور رعيتنا أمور تنبثق وبحور تنفهق قالت‏:‏ يا سبحان الله والله ما فرض الله لنا حقاً فجعل فيه ضرراً على غيرنا وهو علام الغيوب قال معاوية‏:‏ هيهات يا أهل العراق نبهكم علي بن أبي طالب فلن تطاقوا‏.‏ ثم أمر برد صدقاتهم فيهم وإنصافها‏.‏ مع معاوية رحمه الله تعالى سهل بن أبي سهل التميمي عن أبيه قال‏:‏ حج معاوية فسأل عن امرأة من بني كناية كانت تنزل بالحجون يقال لها دارمية الحجونية وكانت سوداء كثيرة اللحم فأخبر بسلامتها فبعث إليها فجيء بها فقال‏:‏ ما حالك يا بنة حام فقالت‏:‏ لست لحام إن عبتني أنا امرأة من بني كنانة قال‏:‏ صدقت أتدرين لم بعثت إليك قالت‏:‏ لا يعلم الغيب إلا الله قال‏:‏ بعثت إليك لأسألك علام أحببت علياً وأبعضتني وواليته وعاديتني قالت‏:‏ أوتعفيني يا أمير المؤمنين قال‏:‏ لا أعفيك قالت‏:‏ أما إذ أبيت فأني أحببت علياً على عدله في الرعية وقسمه بالسوية وأبغضتك على قتالك من هو أولى منك بالأمر وطلبتك ما ليس لك بحق وواليت علياً على ما عقد له رسول الله (ص) من الولاء وحبه المساكين وإعظامه لأهل الدين وعاديتك على سفكك الدماء وجورك في القضاء وحكمك بالهوى قال‏:‏ فلذلك انتفخ بطنك وعظم ثدياك وربت عجيزتك قالت‏:‏ يا هذا بهند والله كان يضرب المثل في ذلك لا بي قال معاوية‏:‏ يا هذه اربعي فإنا لم نقل إلا خيراً إنه إذا انتفخ بطن المرأة تم خلق ولدها وإذا عظم ثدياها تروى رضيعها وإذا عظمت عجيزتها رزن مجلسها فرجعت وسكنت‏.‏ قال لها‏:‏ يا هذه هل رأيت علياً قالت‏:‏ إي والله قال‏:‏ فكيف رأيته قالت‏:‏ رأيته والله لم يفتنه الملك الذي فتنك ولم تشغله النعمة التي شغلتك قال‏:‏ فهل سمعت كلامه قالت‏:‏ نعم والله فكان يجلو القلب من العمى كما يجلو الزيت صدأ الطست قال‏:‏ صدقت فهل لك من حاجة قالت‏:‏ أو تفعل إذا سألتك قال‏:‏ نعم قالت‏:‏ تعطيني مائة ناقة حمراء فحلها وراعيها قال‏:‏ تصنعين بها ماذا قالت‏:‏ أغذوا بألبانها الصغر وأستحيي بها الكبار وأكتسب بها المكارم وأصلح بها بين العشائر قال‏:‏ فإن أعطيتك ذلك فهل أحل عندك محل علي بن أبي طالب قالت‏:‏ ماء ولا كصداء ومرعى ولا كالسعدان وفتى ولا كمالك يا‏:‏ سبحان الله أو دونه‏.‏ فأنشأ معاوية يقول‏:‏ إذ لم أعد بالحلم مني عليكم فمن ذا الذي بعدي يؤمل للحلم خذيها هنيئاً واذكري فعل ماجد جزاك على حرب العداوة بالسلم ثم قال‏:‏ أما والله لو كان علي حياً ما أعطاك منها شيئاً قالت‏:‏ لا والله ولا وبرة واحدة من مال المسلمين‏.‏



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!







  • #7
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    وفود أم الخير بنت الحريش

    عبيد الله بن عمر الغساني عن الشعبي قال‏:‏ كتب معاوية إلى واليه بالكوفة أن يحمل إليه أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقي برحلها وأعلمه أنه مجازيه بقولها فيه بالخير خيراً وبالشر شراً‏.‏ فلما ورد عليه كتابه ركب إليها فأقرأها كتابه فقالت‏:‏ أما أنا فغير زائغة عن طاعة ولا معتلة بكذب ولقد كنت أحب لقاء أمير المؤمنين لأمور تختلج في صدري‏.‏ فلما شيعها وأراد مفارقتها قال لها‏:‏ يا أم الخير إن أمير المؤمنين كتب إلي أنه مجازيني بالخير خيراً وبالشر شراً فمالي عندك يا هذا لا يطمعنك برك بي أن أسرك بباطل ولا تؤيسك معرفتي بك أن يقول فيك غير الحق‏.‏ فسارت خير مسير حتى قدمت على معاوية فأنزلها مع الحرم ثم أدخلها عليه في اليوم الرابع وعنده جلساؤه فقالت‏:‏ السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فقال لها‏:‏ وعليك السلام يا أم الخير بحق ما دعوتني بهذا الاسم قالت‏:‏ يا أمير المؤمنين مه فإن بديهة السلطان مدحضة لما يحب علمه و لكل أجل كتاب قال‏:‏ صدقت فكيف حالك يا خالة وكيف كنت في مسيرك قالت‏:‏ لم أزل يا أمير المؤمنين في خير وعافية حتى صرت إليك فأنا في مجلس أنيق عند ملك رفيق قال معاوية‏:‏ بحسن نيتي ظفرت بكم قالت‏:‏ يا أمير المؤمنين يعيذك الله من دحض المقال وما تردي عاقبته قال‏:‏ ليس هذا أردنا أخبرينا كيف كان كلامك إذ قتل عمار بن ياسر قالت‏:‏ لم أكن زورته قبل ولا رويته بعد وإنما كانت كلمات نفثها لساني عند الصدمة فإن أحببت أن أحدث لك مقالاً عن ذلك فعلت قال‏:‏ لا أشاء ذلك‏.‏ فالتفت معاوية إلى جلسائه فقال‏:‏ أيكم يحفظ كلامها فقال رجل منهم‏:‏ أنا أحفظ بعض كلامها يا أمير المؤمنين قال‏:‏ هات قال‏:‏ كأني بها وعليها برد زبيدي كثيف النسيج وهي على جمل أرمك وقد أحيط حولها وبيدها سوط منتشر الضفيرة وهي كالفحل يهدر في شقشقته تقول‏:‏ يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم إن الله قد أوضح لكم الحق وأبان الدليل وبين السبيل ورفع العلم ولم يدعكم في عمياء مبهمة ولا سوداء مدلهمة فأين تريدون رحمكم الله أفراراً عن أمير المؤمنين أم فراراً من الزحف أم رغبة عن الإسلام أم ارتداداً عن الحق أما سمعتم الله جل ثناؤه يقول‏:‏ ‏"‏ ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم ‏"‏‏.‏ ثم رفعت رأسها إلى السماء وهي تقول‏:‏ اللهم قد عيل الصبر وضعف اليقين وانتشرت الرغبة وبيدك يا رب أزمة القلوب فاجمع اللهم بها الكلمة على التقوى وألف القلوب على الهدى واردد الحق إلى أهله هلموا رحمكم الله إلى الإمام العادل والرضي التقي والصديق الأكبر إنها إحن بدرية وأحقاد جاهلية وضغائن أحدية وثب بها واثب حين الغفلة ليدرك ثارات بني عبد شمس‏.‏ ثم قالت‏:‏ قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون‏.‏ صبراً يا معشر المهاجرين والأنصار قاتلوا على بصيرة من ربكم وثبات من دينكم فكأني بكم غداً وقد لقيتم أهل الشام كحمر مستنفرة فرت من قسورة لا تدري أين يسلك بها فجاج الأرض باعوا الآخرة بالدنيا واشتروا الضلالة بالهدى وباعوا البصيرة بالعمى وعما قليل ليصبحن نادمين حين تحل بهم الندامة فيطلبون الإقالة ولات حين مناص إنه من ضل والله عن الحق وقع في الباطل ألا إن أولياء الله استصغروا عمر الدنيا فرفضوها واستطابوا الآخرة فسعوا لها فالله الله أيها الناس قبل أن تبطل الحقوق وتعطل الحدود ويظهر الظالمون وتقوى كلمة الشيطان فإلى أين تريدون رحمكم الله عن ابن عم رسول الله (ص) وصهره وأبي سبطيه خلق من طينته وتفرع من نبعته وخصه بسره وجعله باب مدينته وأبان ببغضه المنافقين وها هو ذا مغلق الهام ومكسر الأصنام صلى والناس مشركون‏.‏ وأطاع والناس كارهون فلم يزل في ذلك حتى قتل مبارزي بدر وأفنى أهل أحد وهزم الأحزاب وقتل الله به أهل خيبر وفرق بن جمع هوازن‏.‏ فيالها من وقائع زرعت في قلوب نفاقاً وردة وشقاقاً وزادت المؤمنين أيماناً قد اجتهدت في القول وبالغت في النصيحة وبالله التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله‏.‏ فقال معاوية‏:‏ يا أم الخير ما أردت بهذا الكلام إلا قتلي ولو قتلتك ما حرجت في ذلك قالت‏:‏ والله ما يسوءني أن يجري قتلي على يدي من يسعدني الله بشقائه قال‏:‏ هيهات يا كثيرة الفضول ما تقولين في عثمان بن عفان رحمه الله قالت‏:‏ وما عسيت أن أقول في عثمان استخلفه الناس وهم به راضون وقتلوه وهم له كارهون قال معاوية‏:‏ يا أم الخير هذا أصلك الذي تبينين عليه قالت‏:‏ لكن الله يشهد وكفى بالله شهيداً ما أردت بعثمان نقصاً ولكن كان سابقاً إلى الخير وإنه لرفيع الدرجة غداً‏.‏ قال‏:‏ فما تقولين في طلحة بن عبيد الله قالت‏:‏ وما عسى أن أقول في طلحة اغتيل من مأمنه وأتي من حيث لم يحذر وقد وعده رسول الله (ص) الجنة‏.‏ قال‏:‏ فما تقولين في الزبير قالت‏:‏ وما أقول في ابن عمة رسول الله (ص) وحواريه وقد شهد له رسول الله (ص) بالجنة ولقد كان سباقاً إلى كل مكرمة في الإسلام‏.‏ وأنا أسألك بحق الله يا معاوية - فإن قريشاً تحدثت أنك أحلمها - أن تسعني بفضل حلمك و أن تعفني من هذه المسائل وتسألني عما شئت من غيرها قال‏:‏ نعم ونعمة عين قد أعفيتك منها ثم أمر لها بجائزة رفيعة وردها مكرمة‏.‏



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!







  • #8
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    وفود أروى بنت عبد المطلب على معاوية رحمه الله

    العباس بن مكار قال‏:‏ حدثني عبد الله بن سليمان المدني وأبو بكر الهذلي‏:‏ أن أروى بنت الحارث بن عبد المطلب دخلت على معاوية وهي عجوز كبيرة فلما رآها معاوية قال‏:‏ مرحباً بك وأهلاً يا عمة فكيف كنت بعدنا فقالت‏:‏ يا بن أخي لقد كفرت يد النعمة وأسأت لابن عمك الصحبة وتسميت بغير اسمك وأخذت غير حقك من غير بلاء كان منك ولا من آبائك ولا سابقة في الإسلام بعد أن كفرتم برسول الله فأتعس الله منك الجدود وأضرع منكم الخدود ورد الحق إلى أهله ولو كره المشركون وكانت كلمتنا هي العليا ونبينا (ص) هو المنصور فوليتم علينا من بعده تحتجون بقرابتكم من رسول الله (ص) ونحن أقرب إليه منكم وأولى بهذا الأمر فكنا فيكم بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون وكان علي بن أبي طالب رحمه الله بعد نبينا (ص) بمنزلة هارون من موسى فغايتنا الجنة وغايتكم النار‏.‏ فقال لها عمرو بن العاص‏:‏ كفى أيتها العجوز الضالة وأقصري من قولك مع ذهاب عقلك إذ لا تجوز شهادتك وحدك‏!‏ فقالت له‏:‏ وأنت يا بن النابغة تتكلم وأمك كانت أشهر امرأة تغني بمكة وآخذهن لأجرة ادعاك خمسة نفر من قريش فسئلت أمك عنهم فقالت‏:‏ كلهم أتاني فانظروا أشبههم به فألحقوه به فغلب عليك شبه العاص بن وائل فلحقت به‏.‏ فقال مروان‏:‏ كفى أيتها العجوز واقصدي لما جئت له‏.‏ فقالت‏:‏ وأنت أيضاً يا بن الزرقاء تتكلم‏!‏ ثم التفتت إلى معاوية فقالت‏:‏ والله ما جرأ علي هؤلاء غيرك فإن أمك القائلة في قتل حمزة‏:‏ نحن جزيناكم بيوم بدر والحرب بعد الحرب ذات سعر ما كان لي عن عتبة من صبر وشكر وحشى علي دهري حتى ترم أعظمي في قبري فأجابتها بنت عمي وهي تقول‏:‏ خزيت في بدر وبعد بدر يا بنة جبار عظيم الكفر فقال معاوية‏:‏ عفا الله عما سلف يا عمة هات حاجتك قالت‏:‏ مالي إليك حاجة وخرجت عنه‏.‏
    كتاب المرجانة في مخاطبة الملوك

    قال أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه‏:‏ قد مضى قولنا في الوفود والوافدات ومقاماتهم بين يدي نبي الله (ص) وبين يدي الخلفاء والملوك ونحن قائلون بعون الله وتوفيقه وتأييده وتسديده في مخاطبة الملوك والتزلف إليهم بسحر البيان الذي يمازج الروح لطافة ويجري مع النفس رقة والكلام الرقيق مصايد القلوب وإن منه لما يستعطف المستشيط غيظاً والمندمل حقداً حتى يطفئ جمرة غيظه ويسل دفائن حقده وإن منه لما يستميل قلب اللئيم ويأخذ بسمع الكريم وبصره وقد جعله الله تعالى بينه وبين خلقه وسيلة نافعة وشافعاً مقبولاً قال تبارك وتعالى‏:‏ ‏"‏ فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ‏"‏‏.‏ وسنذكر في كتابنا هذا إن شاء الله تعالى من تخلص من أنشوطة الهلاك وتفلت من حبائل المنية بحسن التفصل ولطيف التوصل ولين الجواب ورقيق الاستعتاب حتى عادت سيآته حسنات وعيض بالثواب بدلاً من العقاب‏.‏ وحفظ هذا الباب أوجب على الإنسان من حفظ عرضه وألزم له من قوام بدنه‏.‏ كل شيء كشف لك قناع المعنى الخفي حتى يتأدى إلى الفهم ويتقبله العقل فذلك البيان الذي ذكره الله عز وجل في كتابه ومن به على عباده فقال تعالى‏:‏ ‏"‏ الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان ‏"‏‏.‏ وسئل النبي (ص)‏:‏ فيم الجمال فقال‏:‏ في اللسان يريد البيان‏.‏ وقال _(ص)‏:‏ إن من البيان لسحراً‏.‏ وقالت العرب‏:‏ أنفذ من الرمية كلمة فصيحة‏.‏ وقال الراجز‏:‏ لقد خشيت أن تكون ساحراً راوية طوراً وطوراً شاعراً‏.‏ وقال سهل بن هارون‏:‏ العقل رائد الروح والعلم رائد العقل والبيان ترجمان العلم‏.‏ وقالوا‏:‏ البيان بصر والعي عمى كما أن العلم بصر والجهل عمى‏.‏ والبيان من نتاج العلم والعي من نتاج الجهل‏.‏ وقالوا‏:‏ ليس لمنقوص البيان بهاء ولو حك بيافوخه عنان السماء‏.‏ وقال صاحب المنطق‏:‏ حد الإنسان‏:‏ الحي الناطق المبين‏.‏ وقال‏:‏ الروح عماد البدن والعلم عماد تبجيل الملوك وتعظيمهم قال النبي (ص)‏:‏ إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه‏.‏ وقالت العلماء‏:‏ لا يؤم ذو سلطان في سلطانه ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه‏.‏ وقال زياد ابن أبيه‏:‏ لا يسلم على قادم بين يدي أمير المؤمنين‏.‏ وقال يحيى بن خالد بن برمك‏:‏ مساءلة الملوك عن حالها من سجية النوكى فإذا أردت أن تقول‏:‏ كيف أصبح الأمير فقل‏:‏ صبح الله الأمير بالنعمة والكرامة وإذا كان عليلاً فأردت أن تسأله عن حاله فقل‏:‏ أنزل الله على الأمير الشفاء والرحمة فإن الملوك لا تسأل ولا تشمت ولا تكيف وأنشد‏:‏ إن الملوك لا يخاطبونا ولا إذا ملوا يعاتبونا وفي المقال لا ينازعونا وفي العطاس لا يشمتونا وفي الخطاب لا يكيفونا يثنى عليهم ويبجلونا اعتل الفضل بن يحيى فكان إسماعيل بن صبيح الكاتب إذا أتاه عائداً لم يزد على السلام عليه والدعاء له ويخفف في الجلوس ثم يلقى حاجبه فيسأله عن حاله ومأكله ومشربه ونومه وكان غيره يطيل الجلوس‏.‏ فلما أفاق من علقته قال‏:‏ ما عادني في علتي هذه إلا إسماعيل بن صبيح‏.‏ وقال أصحاب معاوية له‏:‏ إنا ربما جلسنا عندك فوق مقدار شهوتك فنريد أن تجعل لنا علامة نعرف بها ذلك فقال‏:‏ علامة ذلك أن أقول‏:‏ إذا شئتم‏.‏ وقيل ذلك ليزيد فقال‏:‏ إذا قلت‏:‏ على بركة الله‏.‏ وقيل ذلك لعبد الملك بن مروان فقال‏:‏ إذا وضعت الخيزرانة من يدي‏.‏ ومن تمام خدمة الملوك أن يقرب الخادم إليه نعليه ولا يدعه يمشي إليهما ويجعل النعل اليمنى مقابلة الرجل اليمنى واليسرى مقابلة اليسرى وإذا رأى متكأ يحتاج إلى إصلاح أصلحه قبل أن يؤمر فلا ينتظر في ذلك ويتفقد الدواة قبل أن يأمره وينفض عنها الغبار إذا قربها إليه وإن رأى بين يديه قرطاساً قد تباعد عنه قربه ووضعه بين يديه على كسره‏.‏ ودخل الشعبي على الحجاج فقال له‏:‏ كم عطاك قال‏:‏ ألفين قال‏:‏ ويحك‏!‏ كما عطاؤك قال ألفان قال‏:‏ فلم لحنت فيما لا يلحن فيه مثلك قال‏:‏ لحن الأمير فلحنت وأعرب الأمير فأعربت ولم أكن ليلحن الأمير فأعرب أنا عليه فأكون كالمقرع له بلحنه والمستطيل عليه بفضل القول قبله‏.‏ فأعجبه ذلك منه ووهبه مالاً‏.‏ قبلة اليد ذكر عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ كنا نقبل يد النبي (ص)‏.‏ ومن حديث عبد الرحمن وكيع عن سفيان قال قال‏:‏ قبل أبو عبيدة يد عمر بن الخطاب رضي الله عنهما‏.‏ ومن حديث الشعبي قال‏:‏ لقي النبي عليه الصلاة والسلام جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه فالتزمه وقبل ما بين عينيه‏.‏ قال إياس بن دغفل‏:‏ رأيت أبا نضرة يقبل خد الحسين‏.‏ الشيباني عن أبي الحسن عن مصعب قال‏:‏ العتبي قال‏:‏ دخل رجل على عبد الملك بن مروان فقبل يده وقال‏:‏ يدك يا أمير المؤمنين أحق يد بالتقبيل لعلوها في المكارم وطهرها من المآثم وإنك تقل التثريب وتصفح عن الذنوب فمن أراد بك سوءاً جعله الله حصيد سيفك وطريد خوفك‏.‏ الأصمعي قال‏:‏ دخل أبو بكر الهجري على المنصور فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين نغض فمي وأنتم أهل البيت بركة فلو أذنت فقبلت رأسك لعل الله يمسك علي ما بقي من أسناني قال‏:‏ اختر بينها وبين الجائزة فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين أيسر علي من ذهاب الجائزة أن لا تبقى في فمي حاكة فضحك المنصور وأمر له بجائزة‏.‏ ودخل جعفر بن يحيى في زي العامة وكتمان النباهة على سليمان صاحب بيت الحكمة معه ثمامة بن أشرس فقال ثمامة‏:‏ هذا أبو الفضل فنهض إليه سليمان فقبل يده وقال له‏:‏ بأبي أنت ما دعاك إلى أن تحمل عبدك ثقل هذه المنة التي لا أقوم بشكرها ولا أقدر أن أكافئ عليها‏.‏ الشعبي قال‏:‏ ركب زيد بن ثابت فأخذ عبد الله بن عباس بركابه فقال له‏:‏ لا تفعل يا بن عم رسول الله (ص) قال هكذا‏:‏ أمرنا أن نفعل بلعمائنا فقال له زيد‏:‏ أرني يدك فأخرج إليه يده فأخذها وقبلها وقال‏:‏ هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا‏.‏ وقالوا‏:‏ قبلة الإمام في اليد وقبلة الأب في الرأس وقبلة الأخ في الخد وقبلة الأخت في الصدر وقبلة الزوجة في الفم‏.‏



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!






  • صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. العقد الفريد/الجزء الأول/9
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 08-02-2010, 05:32 PM
    2. العقد الفريد/الجزء الأول/8
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 5
      آخر مشاركة: 08-02-2010, 05:26 PM
    3. العقد الفريد/الجزء الأول/7
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 08-02-2010, 05:19 PM
    4. العقد الفريد/الجزء الأول/6
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 08-02-2010, 05:07 PM
    5. العقد الفريد/الجزء الأول/5
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 08-02-2010, 05:02 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1