الباب الثاني في ذكر الأقاليم السبعة واشتقاقها والاختلاف في كيفيتها
نبدأ أولا فنورد عنهم قولا مجملا يكون عمادا وبيانا لما نأتي به بعد وهو أشد ما سمعت في معناه وألخصه قالوا جميع مسافة دوران الأرض بالقياس المصطلح عليه مائة ألف ألف وستمائة ألف ميل كل ميل أربعة آلاف ذراع الذراع أريعة وعشرون إصبعا كل ثلاثة أميال منها فرسخ والأرض التي هي المساحة مقدار دورها ثلاثة أرباع مغمورة بالماء والربع الباقي مكشوف والمعمورة هي المسكون من هذا الربع المكشوف ثلثه وثبت عشره والباقي خراب وهذا المقدار من الربع المسكون مساحته ثلاثة وثلاثون ألف ألف ومائة وخمسون ألف ميل وهذا العمرن، هو مابين خط الاستواء إلى القطب الشمالي وينقسم إلى سبعة أقاليم واختلفوا في كيفيتها على ما نبينه واختلف قوم في هذه الأقاليم السبعة أفي شمالي الأرض وجنوبيها أم في الشمال دون الجنوب فذهب هرص إلى أن في الجنولب سبعة أقاليم كما في الشمال. قالوا: وهذا لا يعول عليه لعدم البرهان وذهب الاكثرون إلى أن الأقاليم السبعة في الشمال دون الجنوب لكثرة العمارة في الشمال وقلتها في الجنوب لذلك قسموها في الشمال دون الجنوب. ا وأما اشتقاق الأقاليم فذهبو إلى أنها كلمة عربية وأحدها إقليم وجمعها أقاليم مثل إخريط وأخاريط وهو نبت فكأنه أنما سمي إقليما لأنه مقلوم من الأرض التي تتاخمه أي مقطوع والقلم في أصل اللغة القطع. ومنه قلمت ظفر وبه سمي القلم لأنه مقلوم أي مقطوع مرة بعد مرة وكلما قطعت شيئا بعد شيء فقد قلمته. وقال محمد بن أحمد أبو الريحان البيروني الإقليم على ما ذكر أبو الفضل الهروي في المدخل الصاحبي هو الميل فكأنهم يريدون به المساكن المائلة عن معدل النهار. قال وأما على ما ذكر حمزة بن الحسن الأصفهاني وهو صاحب لغة ومعني بها فهو الرصتاق بلغة الجرامقة سكان الشام والجزيرة يقسمون بها المملكة كما يقسم أهل اليمن بالمخاليف وغيرهم بالكوثر والطساسيج وأمثالها. قال وعلى ما ذكر أبو حاتم الرازي في كتاب الزينة هو النصيب مشتق من القلم بإفعيل إذ كانت مقاسمة الانصباء بالمساهمة بالأقلام مكتوب عليها أسماء السهام كما قال الله تعالى: إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم أل عمران: 44. وقال حمزة الآصبهاني الأرض مستديرة الشكل المسكون منها دون الربع وهذا الربع ينقسم قسمين برا وبحرا ثم ينقسم هذا الربع سبعة أقسام يسمى كل قسم منها بلغة الفرس كشخر وقد استعارت العرب من السريانيين الكشخر إسما وهو الاقليم والاقليم اسم للرستاق فهذا في اشتقاق الاقليم ومعناه كاف شاف إن شاء الله تعالى. ثم للأمم في هيئة الأقاليم وصفاتها اصطلاحات أربع
الأول: اصطلاح العامة وجمهور الأمة وهو الجاري على ألسنة الناس دائما وهو أن يسموا كل ناحية مشتملة على عدة مدن وقرى إقليما نحو الصين وخراسان والعراق والشام ومصر وإفريقية ونحو ذلك فالأقاليم على هذا كثيرة لا تحصى.
الاصطلاح الثاني: لأهل الأندلس خاصة فإنهم يسمون كل قرية كبيرة جامعة إقليما وربما لا يعرف هذا الاصطلاح إلا خواصهم وهذا قريب مما قدمنا حكايته عن حمزة الأصفهاني فإذا قال الأندلسي أنا من إقليم كذا إنما يعني بلدة أو رستاقا بعينه.
الاصطلاح الثالث: للفرس قديما وكثر ما يعتمد عليه الكتاب. قال أبو الريحان: قسم الفرس الممالك المطيفة بإيرانشهر في سبع كشورات وخطوا حول كل مملكة دائرة وسموها كشورا وكشخرا اشتقاقهما على ما قيل من كنشه وهو اسم الخط في لغتهم ومعلوم أن الدوائر المتساوية لا تحيط بواحدة منها متماسة إلا إذا كانت سبعا تحيط ست منها بواحدة فقسموا إيرانشهر إلى كشورات ست والمعمورة بأسرها إلى سبع والأصل في هذه القسمة أخبر به زرادشت صاحب ملتهم من حال الأرض وإنها مقسومة بسبعة أقسام كهيئة ما ذكرنا أوسطها هنيرة وهوالذي نحن فيه ويحيط بها ستة. قال أبو الريحان: وأما الحقيقة لم جعلوها سبعا فما أجدني واجده بالطريق البرهاني فإن الكافة لم يتنازعوا إلا إلى عدد الكواكب السيارة مستدلين عليه بأيام الأسبوع التي لا يختلف فيها ولا في المبدأ الموضوع لها من يوم الأحد مختلفوا الأمم. وصورة الكشورات الداخلة في كشخر هنيرة على ما نقلته من كتاب أبي الريحان وخط يده الصورة الثالثة التالية ص: 33. قال أبو الريحان: وبهذه القسمة قال هرمس ما أسند إليه محمد بن إبراهيم الفزاري في زيجه إن كان هرمس من القدماء فكأنه لم يستعمل في زمانه غيرها وإلا فالأمور الرياضية النجومية بهرمس أولى. قال وزاد الفزاري إن كل كشور سبعمائة فرسخ في مثلها، قرأت في غير كتاب أبي الريحان أن كل إقليم من هذه السبعة التي قدمنا وصفها طول أرضه سبعمائة فرسخ إلا السابع فإنه مائتان وعثرون فرسخا والله أعلم.
الاصطلاح الرابع: وعليه اعتماد أهل الرياضة والحكمة والتنجيم وهو عندهم يمتد طولا من المشرق إلى المغرب على الشكل الذي نصوره بعده. قال أبو الريحان: عقيب ما ذكره من اصطلاح أهل فارس ومن خطه نقلته أما من زاول صناعة التنجيم وكلف بعلم هيئة العالم فإنه أتى هذه القسمة من مأتى آخر لأنه لما نظر إلى الأولى لم يجد لها نظاما تطرد عليه من الأسباب الطبيعية دون الوضعية التي بحسبها تختلف المساكن في الكرة من الحر البرد وسائر الكيفيات أعرض عن تلك القسمه ولم يلتفت إليها. ثم قال: نحن إذا تأملنا الاختلافات التي تلحق الليل والنهار من ولوج أحدهما على الاخر على طرفي ال سيف والشتاء فالذي يحدث في الهواء من احتدام الحر كلب البرد وما يتبع ذلك من تأثير الأرض والماء بهما وجدناها بحسب الإمعان في جهتي الشمال والجنوب فقط إنا متى لزمنا نحو المشرق والمغرب مدارا واحدا لا يقربنا سلوكه من شمال أو جنوب لم يختلف علينا شيء ما وجوده بالاضافة إلى الافاق بتة اللهم إلا انتقال من صرود إلى جروم أو عكسه مما لا يوجبه ذلك السمت إنما يتفق من جهة الأنجاد والأغوار وأوضاع أحدهما من الآخر فيه وتقدم الطلوع والغروب وتأخرهما إلا أنه ليس بمعلوم بالاحساص وإنما يتوصل إليه بالنظر والقياس فإذا قسمنا المعمورة عرضا بحسب الاختلاف والتغاير على أقسام متوازية في طول الأرض ليتفق كل قسم في المشارق والمغارب على حال واحدة بالتقريب كان أصوب من أن نقسمهما بغير ذلك من الخطوط. ثم تأمل النهار الأطول والأقصر فإن النظر فيهما لتكافئهما واحد فوجده من جهة الشمال حيث الناس متمدنون وعلى قضايا الاعتدال خلقا وخلقا مجتمعون دون المتوحشين المختفين في الغياض والقفار الذين يفترسون من وجدوه من الناس ويكلونه ثلاث عشرة ساعة فجعل الحد الجنوبي وسط الاقليم الأول ثم الحد الشمالي في وسط الاقليم السابع وسائر الأقاليم تتزايد نصف ساعة في النهار الأطول في أوساط الإفليم. وأما ما وراء الاقليم السابع منها فأرضون يعرض البرد في قيظها ويهلك من شتائها الذي هو أطول فصول السنة فيها فيقل قاطنوها وتنزر عقولهم حتى ربما اجتووا ببهيميتهم مخالطة الناس كما يراها من وراء الإقليم السابع بسبعيتهم، فاذا قسمت المعمور بالأقاليم على هذه الجهة فصورتها تكون قريبا من الصورة الرابعة التالية.
الاقليم الأول
أوله حيث يكون الظل نصف النهار إذا استوى الليل والنهار قدما واحدة ونصفا وعشرا وسدس عشر قدم وآخره حيث يكون ظل الاستواه فيه نصف النهار قدمين وثلاثة أخماس قدم
فهو من المشرق يبتدىء من أقصى بلاد الصين ويمر على ما يلي الجنوب من الصين وفيه جزيرة سرنديب وعلى سواحل البحر في جنوب بلاد السند ثم يقطع البحر إلى جزيرة العرب وأرض اليمن ويقطع بحر القلزم إلى بلاد الحبشة ويقطع نيل مصر وينتهي إلى بحر المغرب فوقع وسطه قريبا من أرض صنعاء وحضرموت ووقع طرفه الذي يلي الجنوب قريبا من أرض عدن ووقع طرفه الذي يلي الشمال بتهامة قريبا من مكة ووقع فيه من المدن المعمورة مدينة ملك الصين وجنوب السند وجزيرة الكرك وجنوب الهند ومن اليمن صنعاء وعدن وحضرموت ونجران وجرش وجيشان وصعدة وسبأ وظفار ومهرة وعمان ومن بلاد المغرب تبالة ومدينة صاحب الحبشة جرمي ومدينة النبوة دمقلة وجنوب البرابر وغانة من بلاد سودان المغرب إلى البحر الأخضر ويكون أطول نهار لهؤلاء الذين ذكرناهم اثنتي عشرة ساعة ونصفا في ابتدائه وفي وسطه ثلاث عشرة ساعة وفي اخره ثلاث عشرة ساعة وربع وطوله من المشرق إلى المغرب تسعة الاف ميل وسبعمائة واثنان وسبعون ميلا واحدى وأربعون دقيقة وعرضه أربعمائة ميل واثنتن وأريعون ميلا واثنتان وعشرون دقيقة وأربعون ثانية ومساحته بها مكسرا أربعة الاف ألف وثلاثماثة وعشرون ألف ميل وثمانمانة وسبعة وسبعون ميلا واحدى وعشرون دقيقة وهو إظيم زحل باتفاق من الفرس والروم ويقال له بالفارسية كيوان وله من البروج الجدي والدلو.
لاقليم الثاني
حيث يكون ظل الاستواء في أوله نصف النهار إذا استوى الليل والنها قدمين وثلاثة أخماس قدم وآخره حيث يكون ظل الاستواء فيه نصف النهار ثلاثة أقدام ونصفا وعشر سدس قدم ويبتدىء في المشرق فيمر على بلاد الصين وبلاد الهند وعلى شماليها جبال قامرون وكنوج والسند ويمر بملتقى البحر الأخضر وبحرا لبصرة ويقطع جزيرة العرب في أرض نجد وتهامة والبحرين ثم يقطع بحر القلزم ونيل مصر إلى أرض المغرب وفيه من المدن مدن بلاد الصين والهند ومن السند المنصورة وبلاد التتر والديبل ويقطع البحر إلى أرض العرب إلى عمان فيقع في وسطه مدينة الرسول يثرب ووقع في أقصاه الذي يلي الجنوب وراء مكة قليلا ووقع في طرفه الأدنى الذي يلي الشمال بقرب الثعلبية وكل واحد من مكة والثعلبية من إقليمين وكذلك كل ما كان في سمتهما ووقع في هذا الاقليم من مشهور المدن مكة والمدينة وفيد والثعلبية واليمامة وهجر وتبالة والطانف وجدة ومملكة لحبشة وأرض البجة ومن أرض النيل قوص وأخميم وأنصنا وأسوان ومن المغرب إفريقية وجبال من البربر إلى أرض المغرب ويكون أطول نهار هؤلاء في أول الاقليم ثلاث عشرة ساعة وربعا واخره ثلاث عشرة ساعة وثلاثة أرباع الساعة وأوسطه ثلاث عشرة ساعة ونصف وطوله من المشرق إلى المغرب تسعة الاف وثلاثمائة واثنا عثر ميلا وإثننتان وأربعون دقيقة وعرضه أربعمائة ميل وميلان وإحدى وخمسون دقيقة ومساحتها مكسرة ثلاثة آلاف ألف وستمائة ألف وتسعون ألف ميل وثلاثمائة وأربعون ميلا وأربع وخمسون دقيقة وهو للمشتري في قول الفرس وللشمس في قول الروم واسمه بالفارسية هرمز رله من البروج القوس والحوت وكل ما كان على خطه شرقا وغربا فهو داخل فيه.
الإقليم الثالث
أوله حيث يكون الظل نصف النهار إذا استوى الليل والنهار ثلاثة أقدام ونصفا وعشرأ وسدس عشر قدم وآخره حيث يكون ظل الاستواء فيه نصف النهار أربعة أقدام ونصفا وثلث عشر قدم فيبلغ النهار في وسطه أربع عشرة ساعة
وهو يبتدىء من المشرق فيمر على شمال بلاد الصين ثم الهند ثم السند ثم كابل وكرمان وسجستان وفرس والأهواز والعراقين والشام ومصر والاسكندرية وفيه من المدن بعد بلاد الصين في وسطه بالقرب من مدين في شق الشام واقصة في شق العراق وصارت الثعلبية وما كان في سمتها شرقا وغربا في طرفه الأقصر الذي يلي الجنوب وصارت مدينة السلام وفارس وقندهار والهند ومن أرض السند الملتان ونهاية وكرور وجبالي الأفغانية وصور الام وطبرية وبيروت في حده الأدنى مما يلي الشمال وكذلك كل ما كان في سمت ذلك شرقا وغريا بين إقليمين ووقع في هذا الاقليم من المدن المعروفة غزنة وكابل والرخج وجبال زبلسان وسجستاز وأصفهان وبست وزرنج وكرمان ومن فارس اصطخر وجور وفسا وسابور وشيراز وسيرات وجتابة وسينيز ومهروبان وكور الأهواز كلها ومن العراق البصرة وواسط والكوفة ويغداد والأنبار وهيت والجزيرة ومن الشام حمص في بعض الروايات ودمشق وصور وعكا وطبرية وقيسارية وأرسوف والرملة والبيت المقدس وعسقلان، وغزة ومدين والقلزم ومن أرض مصر فرما وتنيس ودمياط والفسطاط والاسكندرية والفيوم ومن المغرب برقه وإفريقية والقيروان وقبائل البربر في أرض الغرب وتاهرت والسوس ويلاد طنجة وبنتهي إلى البحر المحيط. وأطول نهار هؤلاء في أول الاقليم ثلاث عشرة ساعة ونصف وربع وفي أوسطه أربع عشرة ساعة وفي اخره أربع عشرة ساعة وربع وطوله من المشرق إلى المغرب ثمانمائة ألف وسبعمائة وأربعة وسبعون ميلا وثلاث وعشرون دقيقة وعرضه ثلاثمائة وثمانية وأربعون ميلا وخمس وأربعرون دقيقة وتكسيره مساحة ثلاثمائة ألف ألف وستة الاف وأربعمائة وثمانية وخمسون ميلا وتسع وعشرون دقيقة. وهو في قول الفرس للمريخ في قول الروم لعطارد واسمه بالفارسية بهرام وله من البروج الحمل والعقرب وكل ما كان في سمت ذلك فهو داخل فيه الله الموفق للصواب.
الاقليم الرابع
وهو حيث يكون الظل إذا استوى الليل والنهار في أذار نصف النهار أربعة أقدام وثلاثة أخماس قدم وثلث خمس قدم وآخره حيث يكون الظل نصف النهار في الاستواء خمسة أقدام وثلاثة أخماس قد وثلث خمس قدم ويبتدىء من أرض الصين والتبت والختن وما بينهما من المدن ويمر على جبال كشمير وبلور وبرجان وبذخشان وكابل وغور وهراة وبلخ وطخارستان ومرو وقوهستان ونيسابور وقومس وجرجان وطبرستان والري وقم وقاشان وهمذان وأذربيجان وال موسى ل وحران وعزاز والثغور وجزيرة قبرس ورودس وصقلية الى البحر المحيط على الزقاق بين الأندلس وبلاد المغرب فوقع طرف هذا الاقليم الأدنى الذي يلي العراق بالقرب من بغداد وما كان على سمتها شرقا وغربا وقع طرفه الأدنى الذي يلي الشمال بالقرب من قاليقلا وساحل طبرستان إلى أردبيل وجرجان وما كان في هذا السمت وفيه من مشاهير المدن غير ما ذكر نصيبين ودارا والرفتان ورأس عين وسميساط والرهاء ومنبج وحلب وقنسرين وأنطاكية وحمص في رواية والمصيصة وأذنة وطرسوس وسرمن رأى وحلوان وشهرزور وماسبذان والدينور ونهاوند وأصفهان ومراغة وزنجان وقزوين والكرخ وسرخس واصطخروطوس ومرو الروذ وصيدا والكنيسة السوداء وعمورية واللاذقية وأطول نهار هؤلاء في أول الإقليم أربع عشرة ساعة وربع وأوسطه أربع عشرة ساعة ونصف وآخره أربع عشرة ساعة ونصف وربع وطوله من المشرق إلي المغرب ثمانية الاف ومائتان وأربعة عشر ميلا وأربع عشرة دقيقة وعرضه مائتان وتسعة وتسعون ميلا وأربع دقائق وتكسيره ألف ألف وأربعمائة ألف وثلاثة وسبعون ألفا واثنان وسبعون ميلا وأ8ثنتان وعشرون دقيقة وهو للشمس على رأي الفرس وللمشتري على رأي الروم واسمه بالفارسية خزشاذ وله من البروج الأسد الله ولي الاعانة.
الاقليم الخامس
أوله حيث يكون الظل نصف النهار إذا استوى الليل والنهار خمسة أقدام وثلاثة أخماس قدم وسدس خمس قدم وأوسطه حيث يكون الظل نصف النهار إذا استوى الليل والنهار ستة أقدام واخره حيث يكون الظل نصف النهار شرقا أو غربا ستة أقدام ونصف عشر وسدس عشر قدم والذي بين طرفيه عرضا نحو مائة وثلاثين ميلا في رواية،
ويبتدىء من أرض الترك المشرقين ويأجوج المسدودين ويمر على أجناس الترك المعروفين بقبائلهم إلى كاشغر والإ سيف ون وزاشت وفرغانة واسبيجاب وشاش وأشروسنة وسمرقند وبخارى وخوارزم وبحر الخزر إلى باب الأبواب ويردعة وميافارقين وأرمينية ودروب الروم وبلادهم وعلى رومية الكبرى وأرض الجلالقة وبلاد الأندلس وينتهي إلى البحر المحيط ووقع في وسطه بالقرب من أرض تفليس من بلاد إرمينة ومن جرجان وكل ما كان في هذا السمت من البلدان شرقا وغربا ووقع طرفه الذي يلي الجنوب بالقرب من خلاط ودبيل وسميساط وملطية وعمورية وما كان في سمت هذا من البلدان شرقا وغربا ووقع طرفه الأقصى الذي يلي الشمال بالقرب من دبيل وفي سمته بلدان يأجوج ومأجوج وأطول نهار هؤلاء في أول الاقليم أربع عشرة ساعة ونصف وربع وفي أوسطه خمس عشرة ساعة وفي آخره خمس عشرة ساعة وربع وطول وسطه من المشرق إلى المغرب سبعة آلاف ميل وستمائة وسبعون ميلا وبضع عشرة دقيقة وعرضه مائتان وأربعة وثمانون ميلا وثلاثون دقيقة ومساحته مكسرا ألف ألف وثمانية وأربعون ألفا وخمسائة وأربعة وثمانون ميلا واثنتا عشرة دقيقة وهو للزهر باتفاق من الفرس والروم واسمه بالفارسية أناهيد وله من البروج الثور والميزان.
الاقليم السادس
أوله حيث يكون الظل نصف النهار في الاستواء سبعة أقدام وستة أعشار وسدس عشر قدم يفضل آخره على أوله بقدم واحد فقط يبتدىء من مساكن ترك المشرق من قانى وقون وخرخيز وكيماك والتغزغز وأرض التركمانية وفاراب وبلاد الخزر وشمال بحرهم واللان والسرير بين هذا البحر وبحر طرابزندة ويمر علي القسطنطينية وأرض فر نجة وشمال الأندلس حتى ينتهى إلى بحر المغرب وعرض هذا الاقليم في بعض الروايات نحو من مائتي ميل ونيف طرفه الأدنى الذي يلي الجنوب حيث وقع طرف الأقصى الذي يلي الشمال فوقع بالقرب عن أرض خوارزم ووراءها من طرابزندة الشاش مما يلي الترك ووقع وسطه بالقرب من القسطنطينية ومن آمل خراسان وفرغانة وقد وقع في هذا الاقليم في رواية بعضهم كثير من المدن المذكورة في الاقليم الخامس وغيرها منها سمرقند وباب الخزر والجبل وأطراف بلاد الأندلس التي تلي الشمال وأطراف بلاد الصقالبة التي تلي الجنوب وهرقلة وأطول نهار هؤلاء في أول الاقليم خمس عشرة ساعة ونصف وآخره خمس عشرة ساعة ونصف وربع وطول وسطه من المشرق إلى المغرب سبعة الاف ميل ومائة وخمسة وسبعون ميلا وثلاث وستون دقيقة وعرضه مائتا ميل وخمسة عشر ميلا وتسع وثلاثون دقيقة وتكسيره ألف ألف ميل وستة وأربعون ألف ميل وسبعمائة واحد وعشرون ميلا وكذا دقيقة وهو على رأي الفرس لعطارد وعلى رأي الروم للقمر واسمه بالفارسية تير وله من البروج الجوزاء والسنبلة.
لاقليم السابع
أوله حيث يكون النهار في الاستواء سبعة أقدام ونصفا وعشر وسدس عشر قدم كما هو في الاقليم السادس لأن اخره أول هذا وآخره حيث يكون الظل نصف النهار في الاستواء ثمانية أقدام ونصفا ونصف عشر قدم
وليس فيه كثير عمران إنما هو في المشرق غياض وجبال يأوي إليها فرق من الترك كالمستوحشين ويمر على جبال باشغرد وحدود البجناكية وبلد سرار وبلغار والروس والصقالبة والبلغرية وينتهي إلى البحر المحيط وقليل من وراء هذا الاقليم من الأمم مثل أيسو وورانك ويوره وأمثالهم ووقع في طرفه الأدنى الذي يلي الجنوب حيث وقع الطرف الأقصى الشمالي في الاقليم السادس الذي يليه وذلك سمت خوارزم وطرابزندة شرقا وغربا ووقع في طرفه الأقصى الذي يلي الشمال في أقاصي أراضي الصقالبة شرقا وأطراف الترك الذين يلون خوارزم في الشمال ووقع في وسطه في اللان ولم يقع فيه مدن معروفة فتذكر وأطول نهار هؤلاء في أول الاقليم خمس عشرة ساعة ونصف وربع ساعة وأوسطه ست عشرة ساعة وآخره ست عشرة ساعة وربع وطول وسطه من المشرق إلى المغرب ستة الاف ميل وسبعمائة وثمانون ميلا وأربع وخمسون دقيقة وعرضه مائة وخمسة وثمانون ميلا وعشرون دقيقة وتكسيره ألف ألف ميل ومئتان ألف ميل وأربعة وعشرون ألف ميل وثمانمائة وأربعة وعشرون ميلا وتسع وأريعون دقيقة وهو على رأي الفرس للقمر وعلى رأي الروم للمريخ واسمه بالفارسية ماه وله من البروج السرطان واخره هذا الاقليم هوآخر العمارة ليس وراءه إلاقوم لا يعبأ بهم وهم في ضيق العيش وقلة الرياضة بالوحش أشبه الله المرفق للصواب.
ذكر ما لكل واحد من البروج الإثني عشر من البلدان
أما الحمل فله بابل وفارس وأذربيجان واللان وفلسطين.
الثور: له الماهان وهمذان والاكراد الجبليون ومدين وجزيرة قبرس والإسكندرية والقسطنطينية وعمان والري وفرغانة وله شركة في هراة وسجستان.
الجوزاء: له جرجان وجيلان وأرمينية وقومان ومصر وبرقة وبرجبان وله شركة في أصفهان وكرمان.
. السرطان: له إرمينية الصغرى وشرقي خراسان وبعض إفريقية وهجر والبحرين والديبل ومرو الروذ وله شركة في أذربيجان وبلخ.
الأسد: له الترك إلى يأجوج ومأجوج ونهاية العمران التي تليها وعسقلان والبيت المقدس ونصيبين وملطية وميسان ومكران والديلم وايرانشهر وطوس والصعيد وترمذ.
السنبلة: له الأندلر وجزيرة أقريطش ودار مملكة الحبشة والجرامقة والشام والفرات والجزيرة وديار بكر وصنعاء والكوفة وما بين كرمان من بلاد فارس وسجستان إلى تخوم السند.
الميزان: له الروم وما بين تخومها إلى إفريقية وسجستان وكابل وقشمير وصعيد مصر إلى تخوم الحبشة وبلخ وهراة وانطاكية وطرسوس ومكة والطالقان وطخارستان والصين.
العقرب: له الحجاز والمدينة وبادية العرب ونواحيها إلى اليمن وقومس والري وطنجة والخزر وآمل وسار ونهاوند والنهروان وله شركة في الصغد.
القوس: له الجبال والدينور وأصفهان وبغداد ودنباوند وباب الأبواب وجندي سابور وله شركة في بخاى وجرجان وشواطىء بحر إرمينية وبربر إلى المغرب.
الجدي: له مكران والسند ونهر مهران ووسط بحر عمان إلى الهند والصين وشرقي أرض الروم والأهوز واصطخر.
الدلو: له السواد إلى ناحية الجيل والكوفة وناحتها وظهر الحجاز وأرض القبط من مصر وغربي أرض السند وله شركة في فارس.
الحوت: له طبرستان وناحية اشمال من أرض جرجان وبخارى وسمرقند وقاليقلا إلى الشام والجزير ومصر والاسكندرية وبحراليمن وشرقي أرض الهند وله شركة في الروم.
هكذا وجدت هذا في بعض الأزياج وفيه تكرار باختلات اللفظ في عدة مواضع نحو قوله بابل والعراق والسوادن وبغداد والنهروان والكوفة كل هذا من السواد وكل هذا من أرض بابل وكل هذا من العراق وبغداد والنهروان والكوفة مضمومة إلى ذلك وفيما تقدم أمثال لهذا الله أعلم بحقيقة ذلك. وفي الصورة الخامسة في الأعلى رسم بسيط الأرض وهيئة البيت الحرام واستقبال الناس إياه من جميع جهات الأرض على وجه التقرب وفيه نظر.
الباب الثالث في تفسير الألفاظ التي يتكرر ذكرها في هذا الكتاب
فان فسرناها في كل موضع تجيء فيه أطننا ان ذكرناها في موضع دون الاخر بخسنا أحدهما حقه ويبهم على المستفيد موضعها لان ألقيناها جملة أحوجنا الناظر في هذا الكتاب إلى غيره فجئنا بها ههنا مفسرة مبينة مسهلة على الطالب أمرها وهي البريد والفرسخ والميل والكورة والاقليم والمخلاف والاستان والطسوج والجند والسكة والمصر وأباذ والطول والعرض والدرجة والدقيقة والصلح والسلم والعنوة والخراج والفيء والغنيمة والقطيعة.
فأما البريد. ففيه خلاف وذهب قوم إلى أنه بالبادية اثنا عشر ميلا وبالشام وخراسان ستة أميال. وقال أبو منصور البريد الرسول وابراده إرساله. وقال بعض العرب الحمى بريد الموت أي أنها رسول الموت تنذر به. والسفر الذي يجوز فيه قصر الصلاة أربعة برد ثمانية وأربعرن ميلا بالأميال الهاشمية التي في طريق مكة وقيل لدابة البريد بريد لسيرها في البريد. قال الشاعر:
واني أنص العيش حتى كأنني ** عليها بأجواز الفلاة
بريد وقال ابن الأعرابي كل ما بين المنزلين بريد، وحكى بعضهم ما خالف به من تقدم ذكره فقال من بغداد إلى مكة مائتان وخمسة وسبعون فرسخا وميلان ويكون أميالا ثمانمائة وسبعة وعشرين ميلا وهذه عدة ثمانية وخمسين بريدا وأربعة أميال ومن البريد عشرون ميلا هذه حكاية قوله الله أعلم، وخبرني بعض من لا يوثق به لكنه صحيح النظر والقياس أنه إنما سميت خيل البريد بهذا الاسم لأن بعض ملوك الفرس اعتاق عنه رسل بعض جهات مملكته فلما جاءته الرسل سألها عن سبب بطئها فشكوا من مروا به من الولاة وأنهم لم يحسنوا معونتهم فأحضرهم الملك وأراد عقوبتهم فاحتجوا بأنهم لم يعلموا أنهم رسل الملك فأمر أن تكون أذناب خيل الرسل وأعرافها مقطوعة لتكون علامة لمن يمرون به ليزيحوا عللهم في سيرهم فقيل بريد أي قطع فعرب فقيل خيل البريد الله أعلم. وأما الفرسخ، فقد اختلف فيه أيضا فقال قوم هو فارسي معرب وأصله فرسنك. وقال اللغويون الفرسخ عربي محض يقال انتظرتك فرسخا من النهار أي طويلا. رقال الأزهري أرى أن الفرسخ أخذ من هذا. وروى ثعلب عن ابن الأعربي قال سمي الفرسخ فرسخا لأنه إذا مشى صاحبه استراح وجلس. قلت كذا قال وهذا كلا لا معنى له والله أعلم. وقد روي في حديث حذيفة ما بينكم وبين أن يصب عليكم الشر فراسخ إلا موت رجل فلو قيل قد مات صب عليكم الشر فراسخ. قال ابن شميل في تفسيره: وكل شيء دائم كثير فرسخ. قلت أنا أرى الفرسخ من هذا أخذ لأن المشي يستطيله ويستديمه ويجوز في رأي أن يكون تأويل حديث حذيفة أنه يصب عليكم الشر طويلا بطول الفراسخ ولم يرد به نفس الطول وانما يراد به مقدار طول الفرسخ الذي هو علم لهذه المسافة المحدودة والله أعلم. وقالت الكلابية فراسخ الليل والنهار ساعاتهما وأوقاتهما ولعله من الأول وان كان هذا هو الأصل فالفرسخ مشتق منه كأنه يراد سير ساعة أو ساعات هذا إن كان عربيا. وأما حد ه ومعناه فلا بد من بسط يتحقق به معناه ومعنى الميل معا. قالت الحكماء اسدارة الأرض في موضع خط الاستواء ثلاثمائة وستون درجة والدرجة خمسة وعشرون فرسخا والفرسخ ثلاثة أميال والميل أربعة الاف ذراع فالفرسخ اثنا عشر ألف ذراع والذراع أربعة وعشروق إصبعا والاصبع ست حبات شعير مصفوفة بطون بعضها إلى بعض: وقيل الفرسخ اثنا عشر ألف ذراع بالذراع المرسلة تكون بذراع المساحة وهي الذراع الهاشسمية وهي ذراع وربع بالمرسل تسعة الاف ذراع وستمائة ذراع. وقال قوم الفرسخ سبعة الاف خطوة ولم أرلهم خلافا في أن الفرسخ ثلاثة أميال وأما الميل. فقال بطليموس في المجسطي الميل ثلاثة الاف ذراع بذراع الملك والذراع ثلاثة أشبار والشبر ستة وثلاثون إصبعا والاصبع خمس شعيرات مضمومات بطون بعضها إلى بعض قال والميل جزء من ثلاثة أجزاء من الفرسخ، وقيل الميل ألفا خطوة وثلاثمائة وثلاث وثلاثون خطوة. وأمام أهل اللغة فالميل عندهم مدى البصر ومنتهاه. قال ابن السكيت وقيل للاعلام المبنية في طريق مكة أميال لأنها بنيت على مقادير مدى البصر من الميل إلى الميل ولا نعني بمدى البصر كل مرأ فانا نرى الجبل من مسيرة أيام إتما نعني أن ينظر الصحيح البصر ما مقداره ميل وهي بنية ارتفاعها عشرة أذرع أو قريب من ذلك وغلظها مناسب لطولها وهذا عندي أحسن ما قيل فيه
وأما الاقليم، فقد تقدم من القول فيه اشتقاقا واحدا واختلافا في الباب الثاني ما أغنانا عن إعادة ذكره وانما ترجمناه ههنا لأنه حري بأن يكون فيه فلما تقدم ما تقدم من أمره دللنا على موضعه ليطلب.
عفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا))
حمل toolbar alexa لتصفح أسرع و حماية أكبر
يداً بيد نبني سورية الغد
وأما الكورة، فقد ذكر حمزة الأصفهاني الكورة اسم فارسي بحت يقع على قسم من أقسام الاستان وا استعارتها العرب وجعلتها اسما للأستان كما استعارت الاقليم من اليونانيين فجعلته اسما للكشخر فالكورة والإستان واحد، قلت أنا الكورة كل صقع يشتمل على عدة قرى ولا بد لتلك القرى من قصبة أو مدينة أونهر يجمع اسمها ذلك اسم الكورة كقولهم دارا بجرد مدينة بفارس لها عمل واسع يسمى ذلك العمل بجملته كورة دارا بجرد ونحو نهر الملك فانه نهر عظيم مخرجه من الفرات ويصب في دجلة عليه نحو ثلاثمائة قرية ويقال لذلك جميعه نهر الملك وكذلك ما أشبه ذلك.
وأما المخلاف، فاكثر ما يقع في كلام أهل اليمن وقد يقع في كلام غيرهم على جهة التبم والانتقال لهم وهو واحد مخاليف اليمن وهي كورها، ولكل مخلاف منها اسم يعرف به رهو قبيلة من قبائل اليمن أقامت به وعمرته فغلب عليه اسمها. وفي حديث معاذ من تحول من مخلاف إلى مخلاف فعشره وصدقته إلى مخلاف عشيرته الأول إذا حال عليه الحول. وقال أبو عمرو: يقال استعمل فلان على مخاليف الطائف وعلى الأطرا ف والنواحي. وقال خالد بن جنبة في كل بلد مخلاف بمكة مخلاف والمدينة والبصرة والكوفة. قلت وهذا كما ذكرنا بالعادة والإلف إذا انتقل اليماني إلى هذه النواحي سمى الكورة بما الله من لغة قومه وفي الحقيقة إنما هي لغة اهل اليمن خاصة. وقال بعضهم مخلاف البلد سلطانه. وحكى عن بعض العرب قال كنا نلقى بني نمير ونحن في مخلاف المدينة وهم في مخلاف اليمامة. وقال أبو معاذ المخلاف البنكرد وهو أن يكون لكل قوم صدقة على حدة فذاك بنكرده يودي إلى عشيرته التى كان يؤدى اليها. وفي كتاب العين يقال فلان من مخلاف كذا وكذا وهوعند أهل اليمن كالرستاق والجمع مخاليف. قالت هذا الذي بلغني فيه ولم أسمع في اشتقاقه شيئا وعندي فيه ما أذكره وهو أن ولد قحطان لما اتخذوا أرض اليمن مسكنأ وكثروا فيها لم يسعهم المقام في موضع واحد فجمعوا رأيهم على أن يسيروا في نواحي اليمن ليختار كل بني أب موضعا يعمرونه ويسكنونه وكانوا إذا صاروا إلى ناحية واختارها بعضهم تخلف بها عن سائر القبائل وسماها باسم أبي تلك القبيلة المتخلفة فيه فسموها مخلافا لتخلف بعضهم عن بعض فيها ألا تراهم سموها مخلاف زبيد ومخلاف سنحان ومخلاف همدان لا بد من إضافته إلى قبيلة الله أعلم.
وأما الاستان، فقد ذكرنا عن حمزة أنه قال إن الاستان والكورة واحد ثم قال شهرستان وطبرستان وخوزستان مأخوذ من الاستان فخفف بحذف الألف. ومثال ذلك أن رقعة فارس خمسة أساتين أحدها إستان دار بجرد ثم ينقسم الاستان إلى الرساتيق وينقسم الرستاق إلى الطساسيج وينقسم كل طسوج إلى عدة من القرى مثال ذلك اصطخراستان من أساتين فارس ويزد رستاق من رساتيق اسطخر ونائين وقرى معها طسوج من طساسيج رستاق يزد ونياستانه قرية من قرى طسوج نائين، وزعم مؤيد الرأي أن معنى الاستان المأوى ومنه يقال وهما إستان كرفت إذا أصاب موضعا ياوي إليه.
وأما الرستاق، فهو فيما ذكره حمزة بن الحسن مشتق من روذه فستا وروذه اسم للسطر والصف والسماط وفستا اسم للحال والمعنى أنه على التسطير والنظام. قلت الذي عرفناه وشاهدناه في زماننا في بلاد الفرس أنهم يعنون بالرستاق كل موضع فيه مزارع وقرى ولا يقال ذلك للمدن كالبصرة وبغداد فهو عند الفرس بمنزلة السواد عندص أهل بغداد وهو أخص من الكورة والاستان.
وأما الطسوج. بوزن سبوح وقدوس فهو أخص وأقل من الكورة والرستاق والاستان كأنه جزء من أجزاء الكورة كما أن الطسوج جزء من أربعة وعشرين جزأ من الدينار لأن الكورة قد تشتمل على عدة طساسيج وهي لفظة فارسية أصلها تسو فعربت بقلب التاء طاء وزيادة الجيم في اخرها وزيد في تعريبها بجمعها على طساسيج وكثر ما تستعمل هذه اللفظة في سواد العراق وقد قسموا سواد العراق على ستين طسوجا أضيف كل طسوج إلى اسم وقد ذكرت في مواضعها من كتابنا ياسقاط طسوج.
وأما الجند، فيجيء في قولهم جند قنسرين وجند فلسطين وجند حمص وجند دمشق وجند الأردن فهي خمسة أجناد وكلها بالشام ولم يبلغني أنهم استعملوا ذلك في غير أرض الشام. قال الفرزدق.
فقلت ما هو إلا الشئام تركبه ** كأنما الموت في أجناده البغر
قال أحمد بن يحيى بن جابر اختلفوا في الأجناد فقيل سمى المسلمون كل واحد من أجناد الشام جندا لأنه جمع كورا والتجند على هذا التجمع وجندت جندا أي جمعت جمعا. وقيل سمى المسلمون لكل صقع جندا بجند عينوا له يقبضون أعطياتهم فيه منه فكانوا يقولون هؤلاء جند كذا حتى غلب عليهم وعلى الناحية.
وأما أباذ: فيكثر مجيئه في أسماء بلدان وقرى ورساتيق في هذا الكتاب كقولهم أسداباذ ورستماباذ وحصناباذ فأسد اسم رجل وأباذ اسم العمارة بالفارسية فمعناه عمارة أسد وكذلك كل ما يجيء في معناه وهو كثير جدا.
وأما السكة: في الطريق المسلوكة التي تمر فيها القوافل من بلد إلى آخر فإذا قيل في الكتب من بلد كذا إلى بلد كذا كذا سكة إنما يعنون الطريق مثال ذلك أن يقال من بغداد إلى ال موسى ل خمسة سكك يعنون أن القاصد من بغداد الى ال موسى ل يمكنه أن يأتيها من خمس طرق. وحكي عن بعضهم أن قولهم سكك البريد يريدون منازل البريد في كل يوم والأول أظهر وأصح الله أعلم.
وأما المصر. فيجيء في قولهم مصرت مدينة كذا في زمن كذا وفي قولهم مدينة كذا مصر من الأمصار والمصر في الأصل الحذ بين الشيئين وأهل هجر يكتبون في شروطهم اشترى فلان من فلان هذه الدار بمصورها أي بحدودها. قال عدي بن زيد:
وجاعل الشمس مصرالاخفاء لها ** بين النهار وبين الليل قد فصلا
وأما الطول. فيجيء في قولنا عرض البلد كذا وطوله كذا وهو من ألفاظ المنجمين. وفسروه فقالوا معنى قولنا طوله أي بعده عن أقصى العمارة سوى اخذه في معدل النهار أو في خط الاستواء الموازي لهما وذلك لتشابه بينهما يقيم أحدهما مقام الاخر ولأن ما يستعمل من هذه الصناعة إنما هو مستنبط من اراء اليونانيين وهم ابتدؤا العمارة من أقرب نهاية العمارة إليهم وهي الغربية فطول البلد على ذا هو بعده عن المغرب. إلا أن في هذه النهاية بينهم اختلافا فإن بعضهم يبتدىء بالطول من ساحل بحر أوقيانوس الغربي وهو البحر المحيط وبعضهم يبتدى به من سمت الجزائر الواغلة في البحر المحيط قريبا من مائتي فرسخ تسمى جزائر السعادات والجزائر الخالدات وهي بحيال بلاد المغرب ولهذا ربما يوجد للبلد الواحد في الكتب نوعان من الطول بينهما عشر درج فيحتاج في تميز ذلك إلى فطنة ودربة. هذا كله عن أبي الريحان.
وأما العرض. فان عرض البلد مقابل لطوله الذي ذكر قبل، ومعناه عند المنجمين هو بعده الأقصى عن خط الاستواء نحو الشمال لأن البلد والعمارة في هذه الناحية وتحاذيه من السماء قوس عظيمة شبيهة به واقفة بين سمت الراس وبين معدل النهار ويساويه ارتفاع القطب الشمالي فلذلك يعبر عنه به وانحطاط القطب الجنوبي وان ساواه أيضا فانه خفي لا يشعر به، وهذا كلام صاحب التفهيم.
وأما الدرجة والدقيقة، في أيضا من نصيب المنجمين يجيء ذكرها في هذا الكتاب في تحديد الطول والعرض. وقالوا الدرجة قدر ما تقطعه الشمس في يوم وليلة من الفلك وفي مساحة الأرض خمسة وعشرون فرسخا وتنقسم الدرجة إلى ستين دقيقة والدقيقة إلى ستين ثانية والثانية إلى ثالثة وترقى كذلك.
وأما الصلح. فيجيء في قولنا فتح بلد كذا صلحا أو عنوة ومعنى الصلح من الصلاح وهو ضد الفساد والصلح في هذه المواضع ضد الخلف. ومعناه أن المسلمين كانوا إذا نزلوا على حصن أو مدينة وخافهم اهله فخرجوا إلى المسلمين وبذلوا لهم عن ناحيتهم مالا أو خراجا أو وظيفة يوظفونها عليهم ويؤدونها في كل عام على رؤوسهم وأرضهم أو مالا يعجلونه لهم أي أنها لم تفتح عن غلبة كما كان العنوة بمعنى الغلبة.
وأما السلم. في قوله تعالى: ادخلوا في السلم كافة البقرة: 208، فقالوا أعني به الإسلام وشرائعه والسلم الصلح. والسلم بالتحريك الاستسلام والقاء المقادة إلى إرادة المسلمين فكأنه والصلح متقاربان. وعندي انه من السلامة أي أنه إذا اتفق الفريقان واصطلحا سلم بعضهم من بعض الله أعلم.
وأما العنوة. فيجيء في قولنا فتح بلد كذا عنوة وهو ضد الصلح. قالوا العنوة أخذ الشيء بالغلبة. قالوا وقد يكون عن تسليم وطاعة مما يوخذ منه الشيء وأنشد الفراء:
فما أخذوها عنوة عن مودة ** ولكن بحد المشرفي استقالها
قالوا وهذا على معنى التسليم والطاعة بلا قتال. قلت وهذا تأويل في هذا البيت على أن العنوة بمعنى الطاعة ويمكن أن يؤول تأويلا يخرجه عن أن يكون بمعنى الغصب والغلبة فيقال ان معناه فما أخذوها غلبة و هناك مودة القتال أخذها عنوة كما تقول ما أساء إليك زيد عن محبة أي بغضة كما تقول ما صدر هذا الفعل عن قلب صاف وهناك قلب صاف أي كدر ويكون قريبا في المعنى من فوله تعالى: وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم المائدة: 18، ويصلح أن يجعل قوله أخذوها دليلا على الغلبة والقهر ولولا ذلك لقال فما سلموها فان قائلا لو قال أخذ الأمير حصن كذا لسبق الوهم وكان مفهومه أنه أخذوه قهرا ولو قال أن أهل حصن كذا سلموه لكان مفهومه أنهم أذعنوا به عن إرادة واختيار وهذا ظاهر والإجماع أن العنوة الغلبة ومنه العاني وهو الأسير يقال أخذته عنوة أي قسرا وقهرا وفتحت هذه المدينة عنوة أي بالقتال قوتل أهلها حتى غلبوا عليها أو عجزوا عن حفظها فتركوها وجلوا من غير أن يجري بينهم وبين المسلمين فيها عقد صلح.
وأما الخراج. فان الخراج والخرج بمعنى واحد وهو أن يؤدي العبد إليك خراجه أي غلته. والرعية تؤدي الخراج إلى الولاة وأصله عن قوله تعالى: أم تسألهم خرجا المؤمنون: 172 وقرىء خراجا معناه أم تسألهم أجرا على ما جئت به فأجر ربك وثوابه خير. وأما الخراج الذي وظفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه على السواد فأراضي الفىء فانه معناه الغلة ومنه قوله عليه الصلاة والسلام الخراج بالضمان قالوا هو غلة العبد يشتريه الرجل فيستغله زمانا ثم يعثر منه على عيب دلسه البائع ولم يطلعه عليه فله رد العبد على البائع والرجوع عليه بجميع الثمن والغلة التي استغلها المشتري من العبد طيبة له لأنه كان في ضمانه ولو هلك هلك من ماله وكان عمر رضي الله عنه أمر بمسح السواد ودفعه إلى الفلاحين الذين كانوا فيه على غلة كل سنة ولذلك سمي خراجا ثم بعد ذلك قيل للبلاد التي فتحت صلحا ووظف ما صولحوا عليه على أرضهم خراجية لأن تلك الوظيفة أشبهت الخراج الذي لزم الفلاحين وهو الغلة لأن جملة معنى الخراج الغلة، وفي الحديث أن أبا طيبة لما حجم النبي أمر له بصاعين من طعام وكلم أهله فوضعوا عنه من خراجه أي من غلته.
وأما الفيء والغنيمة، فان أصل الفيء في اللغة الرجوع ومنه الفيء وهو عقيب الظل الذي للشجرة وغيرها بالغداة والفيء بالعشي كما قال حميد بن ثور:
فلا الظل من بردالضحى تستطيعه ** ولا الفيء من برد العشي تذوق
وقال أبو عبيدة كلما كانت الثممس عليه وزالت فهو فيء وظل وما لم تكن الشمس عليه فهو ظل ومنه قوله تعالى في قتال أهل البغي حتى تفيء إلى أمر الله الحجرات: 9، الآية أي ترجع وسمى هذا المال فيئا لأنه رجع الى المسلمين من أملاك الكفار. وقال أبو منصور الأزهري في قوله تعالى: إما أفاء الله على رسوله من أهل القرى الحشر: 7، الاية أي ما رد الله على أهل دينه من أموال من خالف أهل ملته بلا قتال أما أن يجلوا عن أوطانهم ويخلوها للمسلمين أو يصالحوا على جزية يؤدونها عن رؤوسهبم أو مال غير الجزية يفتدون به من سفك دمائهم فهذا المال هو الفيء في كتاب الله قال الله تعالى: أوما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب الحشر: 6، أي لم توجفوا عليه خيلا ولا ركابا أنزلت في أموال بني النضير حين نقضوا العهد وجلوا عن أوطانهم إلى الشام فقسم رسول الله أموالهم من النخيل وغيرها في الوجوه التي أراد الله أن يقسمها فيها وقسمة الفيء غير قسمة الغنيمة التي أوجف عليها بالخيل والركاب. قلت هذه حكاية قول الأزهري وهو مذهب الامام الشافعي رضي الله عنه اذا كان الفيء كما قلنا الرجوع فلا فرق بين أن يرجع إلى المسلمين بالايجاف أو غير الإيجاف ولا فرق أن يفيء على رسول الله خاصة أو على المسلمين عامة وأما الاية فانما هي حكاية الحال الواقعة في قصة بني النضير لا دليل فيها على أن الفيء يكون بايجاف أو بغير إيجاف لأن الحال هكذا وقعت ولو فاء هذا المال بالايجاف وكان للمسلمين عامة لجاز أن يجيء في الاية ما أفاء الله على المؤمنين من اهل القرى ففي رجوع الفيء إلى رسول الله بنفي الايجاف دليل على أنه يفيء على غيره بوجود الايجاف لو أنهما واحد لاستغنى عن النفي واكتفى بقوله عز وجل: أما أفاء الله على رسوله من أهل القرى الحشر: 7، اذا كان الكلام بدون نافيه مفهوما. وقد عكس قدامة قول الأزهري فقال إن الفيء اسم لما غلب عليه المسلمون من بلاد العدو قسرا بالقتال والحرب ثم جعل موقوفا عليهم لأن الذي يجتبى عنه راجع إليهم في كل سنة. فتخصيص قدامة لمال الفيء بأنه لا يكون إلا ما غلب عليه قسرا بالقتال غلط فان الذي سماه فيئا في قوله تعالى: وما أفاء الله على رسوله منهم الحشر: 6 والذي يعتمد عليه أن الفيء كلما استقر للمسلمين وفاء إليهم من الكفار ثم رجعت إليهم أمواله في كل عام مثل مال الخراج وجزية الرؤوس كأموال بني النضير ووادي القرى وفدك التي فتحت صلحا لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب وكأموال السواد التي فتحت عنوة ثم أقرت بأيدي أهلها يؤدون خراجها في كل عام. ولا اختلاف بين أهل التحصيل أن الذي افتتح صلحا كأموال بني النضير وغيرهم يسمىفيئا وأن الذي افتتح من أراضي السواد وغيرها عنوة وأقر بأيدي أهله أنه يسمى فيئأ لكن الفرق بينهما أن ما فتح كان فيئا للمسلمين الذين شهدوا الفتح يقسم بينهم كما فعل رسول الله بأموال خيبر ويسمى غنيمة أيضا واما الذين رغبوا في الصلح مثل وادي القرى وفدك أو جلوا عن أوطانهم من غير أن يأتيهم أحد من المسلمين كأموال بني النضير فأمره إلى رسول الله والأثمة من بعده يقسمرن أمواله على من يريدون كما يرون رسول الله بأموال هؤلاء.
وأما الغنيمة. فهي ما غنم من أموال المشركين من الأراضي كأرض خيبر فإن النبي قسمها بين اصحابه بعد إفراز الخمس وصارت كل أرض لقوم مخصوصين وليست كأموال السواد التي فتحت أيضا عنوة لكن رأي عمر رضي الله عنه أن يجعلها لعامة المسلمين ولم تقسم فصارت فيئا يرجع إلى المسلمين في كل عام، ومن الغنيمة الأموال الصامتة التي يؤخذ خمسها ويقسم باقيها على من حضر القتال للفارس ثلاثة أسهم وللراجل سهم شيء استنبطته أنا بالقياس من غير أن أقف على نص هذا حكايته ثم بعد وقفت على كتاب الأموال لأبي عبيد القاسم بن سلام فوجدته مطابقا لما كنت قلته ومؤيدا له فانه قال الأموال التي تتولاها أئمة المسلمين ثلاثة وتأولها من كتاب الله الصدقة والفيء والخمس وهي أسماء مجملة يجمع كل واحد منها أنواعا من المال.
فأما الصدقة. فزكاة أموال المسلمين من الذهب والورق والابل والبقر رالغنم والحب والثمر فهذه الأصناف الثمانية التي سماها الله تعالى لا حق لأحد من الناس فيها سواهم. وقال عمر رضي الله عنه هذه لهولاء وأما مال الفيء فما اجتبى من أموال أهل الذمة من جزية رؤوسهم التي بها حقنت دماؤهم وحرمت أموالهم صولحوا عليه من جزية ومنه خراج الأرضين التي افتتحت عنوة ثم أقرها الامام بأيدي أهل الذمة على قسط يؤدونه في كل عام ومنه وظيفة أرض الصلح التي منعها أهلها حتى صولحوا عنها على خراج مسمى. ومنه ما يأخذه العاشر من أموال أهل الذمة التي يمرون بها عليه في تجارتهم. ومنه ما يؤخذ من أهل الحرب إذا دخلوا الاسلام للتجارات فكل هذا من الفيء وهذا الذي يعم المسلين غنيهم وفقيرهم فيكون في أعطية المقاتلة وأرزاق الذرية وما ينوب الامام من أمور الناس بحسن النظر للاسلام وأهله.
وأما الخمس. فخمس غنانم أهل الحرب والركاز العادي وما كان من عرض أو معدن فهو الذي اختلف فيه اهل العلم. فقال بعضهم هو للاصناف الخمسة المسمين في الكتاب لما قال عمر رضي الله عنه وهذه لهؤلاء وقال بعضهم سبيل الخمس سبيل الفيء يكون حكمه إلى الامام إن رأى أن يجعله فيمن سمى الله جعله وان أن الأفضل للمسلمين والأوفر لحظهم أن يضعه في بيت مالهم لنائبة تنوبهم ومصلحة تعن لهم مثل سد ثغرواعداد سلاح وخيل وأرزاق أهلى الفيء من المقاتلين والقضاة وغيرهم ممن يجري مجراهم فعل.
وأما القطيعة. فلها معنيان أحدهما أن يعمد الإمام الجائز الأمر والطاعة إلى قطعة من الأرض يفرزها عما جماورها ويهبها ممن يرى ليعمرها وينتفع بها إما أن يجعلها منازل يسكنها ويسكنها من يشاء واما أن يجعلها مذدرعا ينتفع بما يحصل من غلتها ولا خراج عليه فيها وربما جعل على مزدرعها خراج وهذه حال قطائع المنصور ولده بعده ببغداد في محالها فمن ذلك قطيعة الربغ وقطيعة أم جعفر وقطيعة فلان وقد ذكرت في مواضعها من الكتاب. وأما القطيعة الأخرى فهي أن يقطع السلطان من يشاء من قواده وغيرهم القرى والنواحي ويقطع عليهم عنها شيئا معلوما يؤدونه في كل عام قل أو كثر توفر محصولها أو نزر لا مدخل للسلطان معه في اكثر من ذلك.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)