كذبتان كشفتهما الثورة السورية(الحاق الكذاب لورا الباب)
كذبتان كبيرتان كشفتهما الثورة السورية اليوم. الأولى تم ترويجها بعد مجزرة حماة الشهيرة عام 1982 والتي راح ضحيتها أكثر من خمسين ألف شهيد معظمهم من المدنيين على يد جنود النظام السوري (قاتل شعبه). وقد طرحها النظام حينها على شكل إشاعات مفادها أن الأسد الأب لم يكن من أصدر الأوامر لتنفيذ تلك المجزرة، بل أصدرها شقيقه قائد ميليشيا سرايا الدفاع وأيضاً قائد الوحدات الخاصة وقادة بعض الفرق ورؤساء الأفرع الأمنية مثل المخابرات الجوية وغيرها. وقد أشارت هذه الاشاعة إلى أن الأسد الأب قد حزن حينها (بقلبه الرقيق) على ضحايا المجزرة ولام منفذيها، ولكنه أدرك أن ماحصل قد حصل وماعاد بالامكان فعل شئ. فأصابه الاكتئاب وتعرض لجلطة قلبية كادت تودي بحياته (لولا لطف الله به وبالشعب) والدليل على ذلك أنه اختفى عن الأنظار لعدة أشهر حتى ظن البعض أنه قد مات. ولكنه وما أن تعافى حتى عاقب الفاعلين بالابعاد خارج البلد وعلى رأسهم أخيه.
ما أثبتته الثورة السورية اليوم أن هذه الأسرة ليس في قلبها رحمة ولاشفقة، وإلا لكنا رأينا شيئاً منها اليوم بعد سنة ونصف من المجازر التي يندى لها الجبين. فها هي نفس الأسرة مازالت تتعامل مع الشعب السوري وكأنه عدو لها. أما جلطة الأسد الأب حينها فكانت، حسب مقربين، بسبب الأرق الذي أصابه وخوفه الحقيقي حينها من السقوط وانتصار الثورة المسلحة ضده، حتى أنه أمر بتحضير طائرة الهرب إذا دعت الحاجة. وهو لذلك وكمحاولة أخيرة، أطلق يد الجهات السابق ذكرها لفعل ماتراه مناسباً للقضاء على الثورة واعداً إياها بعدم المسائلة، فحصل ماحصل. أما بالنسبة لأخيه، فالكل يعرف أن لاعلاقة لإبعاده بتلك المجزرة لامن قريب ولامن بعيد، بل بمحاولة الأخ الانقلاب عليه والاستئثار بالحكم. أما إبعاده للآخرين فكان سببه شكه واهتزاز ثقته بهم، والشك عادة مرض يصيب كل الحكام المستبدين.أما الكذبة الثانية التي كشفتها الثورة اليوم، فهي تلك التي أطلقها المجتمع الدولي حينها، وخاصة ذلك الذي يسمي نفسه بالحر، من أنه لم يعاقب الأسد الأب على تلك المجزرة لأنه، أي الغرب، لم يتمكن من جمع (الأدلة) القانونية والدامغة عليها. وتحجج بعدم وجود شهود ومراقبين ليوثقوا المجزرة من جهة، وعدم وجود صور وأفلام تؤكد حجمها وعدد ضحاياها من جهة ثانية. وبالتالي فقد اعتبر العالم كله أن الأمر كان مجرد مجموعة من (الأحداث المؤسفة) ولكنها مضت، ونصيحتهم كانت (عدم النظر إلى الوراء) بل التركيز على المستقبل من مبدأ (الحي خير من الميت).ما أثبتته الثورة اليوم أن هذا أيضاً كان كذباًً، والدليل أن المجازر تحصل الآن على مرأى ومسمع من العالم كله، شرقي وغربي، حر وغير حر، و****عل شيئاً. فالحقيقة هي أن المجتمع الدولي لم يكن لديه النية حينها، كما ليست لديه النية الآن، للتفريط بهذا النظام بسهولة. أما عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء، فليس لهم وزن يذكر لافي ميزان أمن إسرائيل من جهة ولا في ميزان المصالح الدولية من جهة ثانية، أما قيمة هؤلاء الضحايا بالنسبة لتلك المصالح فلا تختلف كثيراً عما عبر عنه ابن خالة الأسد الابن لأهالي أطفال درعا حين حثهم أن لايضيعوا الوقت وأن يذهبوا إلى بيوتهم كي (ينجبوا غيرهم) وأن لايترددوا بطلب مساعدته إذا احتاجوها!يقول المثل العامي (الحاق الكذاب لورا الباب) وقد لحق الشعب السوري المجتمع الدولي لخلف كل الأبواب، فلم يجد سوى مزيداً من الكذب والكذب والكذب.
بقلم: طريف يوسف آغا
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 4 (0 من الأعضاء و 4 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)