صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 5 إلى 8 من 10

الموضوع: العقد الفريد/الجزء الأول/23


  1. #5
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    البلاغة وصفتها

    قيل لعمرو بن عُبيد‏:‏ ما البلاغة قال‏:‏ ما بَلَّغك الجنَّة وعَدَل بِك عن النار قال السائل‏:‏ ليس هذا أُريد قال‏:‏ فما بَصَّرك مواضعَ رُشْدك وعواقبَ غَيِّك قال‏:‏ ليس هذا أريد قال‏:‏ مَن لم يحسن أن يسكت لم يُحسن أن يَسمع ومَن لم يُحسن أن يَسمع لم يحسن أن يسأل ومَن لم يُحسن أن يَسأل لم يُحسن أن يقول‏:‏ قال‏:‏ ليس هذا أُريد قال قال النبي ‏:‏ إنّا معشر ‏"‏ النبيين ‏"‏ بِكَاء - أي قليلو الكلام وهو جمع بكىء - وكانوا يكرهون أن يَزيد مَنْطق الرجل على عَقْله قال السائل‏:‏ ليس هذا أريد قال‏:‏ فكأنك تُريد تَخَيُّر الألفاظ في حُسْن إفهام قال‏:‏ نعم قال‏:‏ إنك إن أردتَ تَقْرير حُجَّة اللهّ في عُقول المُكَلَّفين وتخفيف المَؤونة على المُسْتمعين وتَزيين المعاني في قُلوب المستفهمين بالألفاظ الحَسنة رغبةً في سُرعة استجابتهمِ ونفْي الشواغل عن قلوبهم بالمَوْعظة الناطقة عن الكتَاب والسُّنَّة كُنت قد أُوتيت فَصْلَ الخِطاب‏.‏ وقيل لبعضهم‏:‏ ما البلاغة قال‏:‏ مَعْرفة الوَصْل من الفَصل‏.‏ وقيل لآخر‏:‏ ما البلاغة قال‏:‏ إيجاز الكلام وحَذْف الفُضُول وتَقْرِيب البعيد‏.‏ وقيل لبعضهم‏:‏ ما البلاغة قال‏:‏ أن لا يُؤتى القائل من سُوء فَهْم السامع ولا يُؤتى السّامع من وقال مُعاوية لصُحارٍ العَبْديّ‏:‏ ما البلاغة قال‏:‏ أن تُجيب فلا تُبطئ وتُصيب فلا تُخْطئ‏.‏ ثمّ قال‏:‏ أَقِلْني يا أمير المؤمنين قال‏:‏ قد أَقَلْتكَ‏.‏ قال‏:‏ لا تُبْطئ ولا تُخطئ‏.‏ قال أبو حاتم‏:‏ استطال الكلامَ الأوّل فاستقَال وتَكلّم بأوجزَ منه‏.‏ وسمع خالدُ بن صَفْوان رجلاً يتكلّم ويُكثْر فقال اعلم رحمك الله أن البلاغة ليست بحِفّة اللسان وكَثْرة الهَذَيان ولكنها بإصابَة المَعْنى والقَصْدِ إلى الحُجَّة‏.‏ فقال له‏:‏ أبا صَفْوان ما من ذَنْب أعظم من اتْفاق الصَّنعة‏.‏ وتكلّم رَبيعة الرَّأي يوماً فأكثر ‏"‏ وأُعجب بالذي كان منه ‏"‏ وإلى جَنْبه أعرابيٌّ فالتفتَ إليه فقال‏:‏ ما تَعُدّون البلاغةَ يا أعرابيّ قال‏:‏ قِلّة الكلام وإيجاز الصواب قال‏:‏ فما تَعُدّون العِيّ قال‏:‏ ما كًنت فيه منذُ اليوم‏.‏ فكأنما أَلْقمه حَجراً‏.‏ ومن أمثالهم في البلاغة قولُهم‏:‏ يُقِلّ الحزّ ويُطبِّق اْلمِفْصل‏.‏ وذلك أنّهم شَبّهوا البَلِيغ المُوجز الذي يُقل الكلام ويُصيب الفُصول والمَعاني بالجزَّار الرَّفيق يًقل حَزّ اللَّحم ويُصيب مَفاصله‏.‏ ومثله قولُهم‏:‏ يَضع الهِناء مواضع النُّقبِ أي لا يتكلّم إلا فيما يجب فيه الكلامُ مِثْل الَطالِي الرَّفيق الذي يضع الْهناء مواضع النُّقب‏.‏ وقولهم‏:‏ قَرْطَس فلان فأصاب الثغرة وأصاب عَيْن القِرْطاس‏.‏ كل هذا مَثل للمُصيب في كلامه الموجز في لَفْظه‏.‏ ‏"‏ قيل للعَتّابي‏:‏ ما البلاغة قال‏:‏ إظهار ما غمَض من الحقّ وتَصْوير الباطل في صورة الحق‏.‏ وقيل لأعرابيّ‏:‏ مَن أَبلغ الناس قال‏:‏ أَسْهَلهم لَفظاً وأحسنهم بَدِيهة‏.‏ وقيل لآخر‏:‏ ما البلاغة فقال‏:‏ نشر الكلام بمعانيه إذا قَصُر وحُسْن التأليف له إذا طال‏.‏ وقيل لآخر‏:‏ ما البلاغة فقال‏:‏ قَرْع الحجَّةِ ودُنُوّ الحاجة‏.‏ وقيل لآخر‏:‏ ما البلاغة قال‏:‏ الإيجاز في غَيْر عَجْز والإطناب في غَيْر خَطَل‏.‏ وقيل لغيره‏:‏ ما البلاغة قال‏:‏ إقلال في إيجاز وصَواب مع سُرعة جواب‏.‏ قيل لليُونانيّ‏:‏ ما البلاغة قال‏:‏ تَصْحيح الأقسام واختيار الكلام‏.‏ وقيل لبعضهم‏:‏ مَن أبلغ الناس قال‏:‏ مَن ترك الفُضُول واقتصر على الإيجاز‏.‏ وكان يقال‏:‏ رسولُ الرجل مكان رَأْيه وكِتَابه مكان عَقله‏.‏ وقال جَعفر بن محمد عليه السلام‏:‏ سُمِّي البليغ بليغاً لأنه يَبلغ حاجتَه بأَهْون سعيه‏.‏ وسُئل بعضُ الحكماء عن البلاغة فقال‏:‏ مَن أخذ مَعاني كثيرة فأدَاها بألفاظ قليلة وأخذ معاني قليلة فولّد منها لفظاً كثيراً فهوِ بَليغ‏.‏ وقالوا‏:‏ البلاغة ما كان من الكلام حَسناً عند استماعه مُوجزاً عند بَدِيهته‏.‏ وقيل‏:‏ البلاغة‏:‏ لَمْحة دالّة على ما في الضَّمير‏.‏ وقال بعضُهم‏:‏ إذا كفاك الإيجاز فالإكثار عِيّ وإنما يَحْسن الإيجاز إذا كان هو البَيان‏:‏ ولبعضهم‏:‏ خَيْر الكلامٍ قَليلُ على كَثير دَلِيلُ والعِيُّ مَعنى قَصِيرُ يَحويه لفظٌ طَويلُ وقال بعضُ الكتَّاب‏:‏ البلاغةُ مَعْرفة الفَصْل من الوَصْل‏.‏ وأَحْسن الكلام القَصْد وإصابة المعنى‏.‏ قال الشاعر‏:‏ وإذا نَطقتَ فلا تكًن أَشِراً وآقصِدْ فخيرُ الناس مَن قصَدَا وقال آخر‏:‏ وما أحدٌ يكون له مَقالٌ فيَسْلَم من مَلامٍ أو أثامِ وقال‏:‏ الدَّهرُ ينقص تارةً ويَطولُ والمَرْءُ يَصْمت مَرَّةً ويَقُول والقولُ مخْتلف إذا حصَّلته بَعْضٌ يرَدّ وبعضُه مَقبول إذا وَضَح الصواب فلا تَدَعْه فإنّك كلّمكا ذُقْت الصَّوابَا وجدتَ له على اللهوات بَرْداً كبَرْد الماء حين صَفا وطابا وقال آخر‏:‏ ليس شَأْنُ البليغ إرسالَه القو لَ بطُول



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!





رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #6
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    الإسهاب والإكثار إنما شأنُهُ التَّلطُّف لِلْمَع - نىَ بحُسْنِ الإيراد والإصدْارِ وجوه البلاغة البلاغة تكون على أَرْبعة أَوْجه‏:‏ تكون باللّفظ والخطّ والإشارة والدِّلالة وكلٌّ منها له حظّ من البلاغة والبَيَان ومَوْضع لا يجوز فيه غيرُه ومنه قولُهم‏:‏ لكل مَقام مَقال ولكل كلام جَواب ورُبّ إشارة أبلغً من لفظ‏.‏ فأمّا الخطّ والإشارة فمفْهومان عند الخاصة أو أكثر العامة‏.‏ وأمّا الدِّلالة‏:‏ فكل شيء دلَّك على شيء فقد أخبرك به كما قال الحكيم‏:‏ أشهد أنّ السمواتِ والأرضَ آيات دالاّت وشَواهد قائمات كلٌّ يُؤدّي عنك الحجَّة ويَشهد لك بالرُّبوبية‏.‏ وقال آخر‏:‏ سَل الأرضِ ‏"‏ فقُل ‏"‏‏:‏ مَن شَقَّ أنهارَكِ وغَرَس أشجارَكِ وجَنَى ثمارك فإن لم تُجِبك إخباراَ أجابتك اعتباراً‏.‏ لقد جِئْتُ أبغِي لِنَفْسي مُجيراً فَجِئْت الْجبَالَ وجِئْتُ البُحُورَا فقال ليَ البحرُ إذ جِئْتُه وكيف يُجير ضريرٌ ضَريرا وقال آَخر‏:‏ نَطقتْ عَيْنُه بما في الضَّمير وقال نُصِيب بن رَباح‏:‏ فَعاجُوا فأَثْنَوْا بالذي أنت أهلُه ولو سَكتُوا أثنت عليك الحَقَائِبُ يُرِيد‏:‏ لو سكتوا لأثنت عليك حقائبُ الإبل التي يَحْتقبها الرَّكب من هِباتك‏.‏ وهذا الثَّناء إنما هو بالدَّلالة لا باللفظ‏.‏ وقال حَبِيب‏.‏ الدار ناطَقةٌ وليست تَنْطقُ بدُثورها أنَّ الجديد سَيخْلُقُ وهذا في قديم الشعرِ وحَديثه وطارفِ الكلام وتَليده أكثر من أن يُحيط به وَصْف أو يأتَي من ورائه نعْت‏.‏ وقال رجل للعتّابي‏:‏ ما البلاغة قال‏:‏ كل من بلّغك حاجته وأَفهمك معناه بلا إعادة ولا حُبْسة ولا استعانة فهو بَليغ‏.‏ قالوا‏:‏ قد فَهمنا الإعادة والحُبسة فما معنى الاستعانة قال‏.‏ أن يقول عند مَقاطع كلامه‏:‏ اْسمع منِّي وافهم عنِّي أو يمسح عُثْنونه أو يَفْتِل أصابعه أو يُكْثر التفاته من غير مُوجب أو يتساءل من غير سُعلة أو يَنبهر في كلامه‏.‏ وقال الشاعر‏:‏ مَليْء ببُهر والتفاتٍ وسُعْلة ومَسْحِة عُثْنون وفَتْل الأصابع وهذَا كلُّه من العيّ‏.‏ وقال أبْرويز لكاتبه‏:‏ اعلم أنَّ دعائم المَقالات أربع إن التُمس لها خامسة لم تُوجد وإن نَقصت منها واحدة لم تتمّ وهي‏:‏ سُؤالك الشيء وسُؤالك عن الشيء وأمْركِ بالشيء وإخبارك عن الشيء‏.‏ فإذا طلبت فأسجح وإذا سألتَ فأَوْضح وإِذا أمرت فأحكم وإِذا أَخبرت فحقِّق‏.‏ وأجمع الكَثِير مما تريد في القَليل مما تقول‏.‏ يريد الكلام الذي تَقِل حروفه وتَكثر معانيه‏.‏ وقال ربيعة الرِّأي‏:‏ إني لأسمع الحديثَ عُطْلاً فأًشنِّفه وأُقرّطه فيَحْسُن وما زِدْت فيه شيئاً ولا غيرت له معنى‏.‏ وقالوا‏:‏ خيرُ الكلام ما لم يحْتج بعدَه إلى كلام‏.‏ ‏"‏ وقال يحيى‏:‏ الكلامُ ذُو فنون وخيره ما وفق له القائل وانتفع به السامع وللحسن بن جَعفر‏:‏ وفي الصمْتِ سَترٌ للعَيِّ وإِنما صَحِيفة لُبِّ المرء أن يتكلما وصف أعرابي بليغاً فقال‏:‏ كأنّ الألْسن رِيضَتْ فما تَنْعَقِد إِلا على وُده ولا تَنطق إلا ببَيانه‏.‏ وَصف أبو الوَجيه بلاغةَ رجل فقال‏:‏ كان والله يَشُول بلسانه شولان البَرُوق ويتخلّل به تخلًل الحيّة ‏"‏‏.‏ وللعرب من مُوجز اللّفظ ولَطِيف المعنى فًصول عَجيبة وبدائع غريبة وسنأتي على صَدْر منها إن شاء الله تعالى‏.‏



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!







  • #7
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    فصول من البلاغة

    قدم قُتيبة بن مُسلم خُراسانَ والياً عليها فقال‏:‏ مَن كان في يده شيء من مال عبد الله بن خازم فَلْيَنْبِذْه وإن كان في فيه فَليَلْفِظه وإن كان في صَدْره فَلْيَنْفُثْه‏.‏ فَعَجب الناس من حُسن ما فصّل‏.‏ وقيل لأبي السَّمًال الأسديّ أيامَ مُعاوية‏:‏ كيف تركتَ الناس قال‏:‏ تركتُهم بين مظلوم لا يَنْتَصف وظالم لا يَنتهي‏.‏ وقيل لشَبيب بن شَيْبة عند باب الرَّشيد‏:‏ كيف رأيتَ الناس قال‏:‏ رأيت الداخلَ راجياً والخارج راضياً‏.‏ وقال حسّان بن ثابت في عبد الله بن عبّاس‏:‏ إذا قال لم يَتْرك مَقالا لقائلٍ بمْلْتَقطات لا نَرَى بينها فَضْلا كَفي وَشَفي ما في النُّفوس ولم يَدَعْ لذي إِرْبة في القَوْل جِدّاً ولا هَزْلا ولَقي الحُسين بن عليّ رضوان الله عليهما الفرزدقَ في مَسيره إلى العراق فسأله عن الناس فقال‏:‏ القُلوب معك والسُّيوِف عليك والنَّصر في السماء‏.‏ وقيل لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام‏:‏ كم بين المَشرق والمَغرب فقال‏:‏ مَسيرة يوم للشمس قيل له‏:‏ فكم بين السماء والأرض قال‏:‏ مَسيرة ساعة لدَعْوة مُستجابة‏.‏ وقيل لأعْرابي‏:‏ كم بين مَوْضع كذا وموضع كذا قال‏:‏ بَياضُ يوم وسَواد ليلة‏.‏ وشكا قوم إلى المَسيح عليه السلام ذنوبهم فقال‏:‏ اتركوها تُغفَر لكم‏.‏ وقال عليُّ بنُ أبي طالب رضي الله عنه‏:‏ قِيمة كلِّ إنسان ما يحسن‏.‏ وقيل لخالد بن يَزيد بن مُعاوية‏:‏ ما أقربُ شيء قال‏:‏ الأجل قيل له‏:‏ فما أبعدُ شيء قال‏:‏ الأمل قيل له‏:‏ فما أوْحش شيء قال‏:‏ الميّت قيل له‏:‏ فما آنس شيء قال‏:‏ الصاحب المُواتي‏.‏ مَرّ عمرو بن عُبيد بسارق يُقْطع فقال‏:‏ سارق السَّريرة يَقطع سارق العلانية‏.‏ وقيل للخليل بن أحمد‏:‏ مالك تَرْوي الشِّعر ولا تَقُوله قال‏:‏ لأني كالمِسَنّ أشْحذ ولا أقْطع‏.‏ وقيل لعَقِيل بن عًلَّفةَ‏:‏ ما لَك لا تًطيل الهجاء قال‏:‏ يَكْفيك من القِلادة ما أَحاط بالعُنق‏.‏ ومَرِّ خالد بن صَفْوان برجل صَلَبه الخَلِيفة فقال‏:‏ أَنْبتته الطاعة وحَصَدته المَعْصية‏.‏ ومرَّ أَعرابيّ برجل صَلبه السلطان فقال‏:‏ مَن طَلّق الدنيا فالآخرة صاحبتُه ومن فارق الحق ومن النطق بالدِّلالة ما حدّث به العبَّاس بن الفرج الرِّياشي قال‏:‏ نزل النعمان بن المنذر ومعه عديّ بن زيد العِبَاديّ في ظل شَجرة مُورقة ليلهوَ النعمان هناك فقال له عَدِيّ‏:‏ أبيتَ اللعنَ أتدري ما تقول هذه الشجرة قال‏:‏ ما تقول قال تقول‏:‏ رب شَرْبٍ قد أناخُوا حولَنا يَمْزُجون الخمرَ بالماء الزُّلالْ ثم أضحَوْا عَصَف الدهرُ بهم وكذاك الدهرُ حال بعد حال فتَنغّص على النعمان ما هو فيه‏.‏ ‏"‏ وقال ابن الأعرابي‏:‏ قلت للفضل‏:‏ ما الإيجاز عندك قال‏:‏ حذف الفضول وتقريب البعيد ‏"‏‏.‏ وقال رجلٌ لخالد بن صَفْوان‏:‏ إنك لتًكْثر قال‏:‏ أكثر لضَرْبين أحدهما فيما لا تُغني فيه القِلْة والآخر لتمرين اللّسان فإنَّ حَبْسه يُورِث العُقلة‏.‏ وكان خالدُ بن صَفْوان يقول‏:‏ لا تكونُ بليغاً حتى تُكلِّم أمَتك السَّوداء في اللّيلة الظَّلماء في الحاجة المُهِمَة بما تَتكلَّم به في نادي قَومك‏.‏ وإنما اللّسان عُضو إذا مَرّنته مَرَن وإذا تَركته لَكِنَ كاليد تُخَشِّنها بِالمُمَارسة والبَدنِ الذي تُقوِّيه برَفّع الحجر وما أشبهه والرِّجْل إذا عُوِّدت المشي مشت‏.‏ وكان نوفلُ بن مُساحق إذا دخل على امرأته صَمت فإذا خرج عنها تكلّم فقالت له‏:‏ إذا كنتَ وذكر شَبِيبُ بن شيبة خالدَ بن صَفْوان فقال‏:‏ ليس له صَدِيق في السِّر ولا عدوٌّ في العَلاَنية‏.‏ وهذا كلام لا يَعرف قَدْره إلا أهلُ صناعته‏.‏ ‏"‏ وَوَصف رجلٌ آخرَ فقال‏:‏ أتَيناه فأخرج لسانَه كأنّه مِخْراق لاعب‏.‏ ودَخل مَعن بن زائدة على المَنْصُور يُقارب خَطْوه فقال المنصور‏:‏ لقد كَبرتْ سنّك قال‏:‏ في طاعتك قال‏:‏ وإنك لَجلْد قال‏:‏ على أعدائك قال‏:‏ أرى فيك بقية



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!







  • #8
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    قال‏:‏ هي لك‏.‏ وكان عبد الله بن عبَّاس بليغاً فقال فيه مُعاوية‏:‏ إذا قال لم يَتْرك مقالاً ولم يَقِفْ لعِيّ وِلم يَثْنِ اللسانَ على هُجْر يُصَرِّفُ بالقول اللسانَ إذا انتحَى ويَنظُر في أعْطافه نَظَر الصَّقر وتكلّم صَعْصَعَةُ بن صُوحان عند مُعاوية فَعَرِق فقال له مُعاوية‏:‏ بَهرك القولُ قال‏:‏ الجياد نَضَّاحة بالعَرَق‏.‏ وكتب ابن سَيَابة إلى عمرو بن بانة‏:‏ إنَّ الدهر قد كَلَحَ فَجَرح وطَمحَ فجَمح وأفسد ما صَلَح فإن لم تُعِنْ عليه فَضَح‏.‏ ومَدح رجل من طَيئ كلامَ رجل فقال‏:‏ هذا الكلامُ يُكْتَفي بأُولاه ويُشْتَفي بأًخْراه‏.‏ ووَصف أعرابيّ رجلاً فقال‏:‏ إنَّ رِفْدَك لَنجيح وإن خيرك لصَرِيح وإن مَنْعك لمُرِيح‏.‏ ودخل إياسُ بنُ معاويةَ الشامَ وهو غلام فقدِّم خصماً له إلى قاضٍ لعبد الملك ‏"‏ وكان خَصْمه شيخاً كبيراً ‏"‏‏.‏ فقال له القاضي‏:‏ أتقدِّم شيخاً كبيرأً فقَال له إياس‏:‏ الحقُّ أكبرُ منه قال له‏:‏ اسكت قال‏.‏ فمن يَنْطق بحُجَّتي قال‏:‏ ما أظنّك تقُول حقّاً حتى تقُوم قال‏:‏ أشهد أن لا إله إلا الله‏.‏ فقام القاضي فدخل على عبد الملك فأَخبره بالخبر فقال‏:‏ اقض حاجتَه الساعة وأَخْرجه من الشام لا يُفْسِد عليّ الناسَ‏.‏ ومن الأسْجاع قولُ ابن القِرِّيّة وقد دُعي لكلام فاحتبَسٍ القولُ عليه فقال‏:‏ قد طال السَّمر وسَقَط القَمر واشتَدّ المَطر فما أنتظر‏.‏ فأجابه فتى من عبد القيس‏:‏ قد طال الأَرَق وسقَط الشَفق فَلْينطق من نَطَق‏.‏ قال أحمد بنُ يوسف الكاتب‏:‏ دخلتُ على المأمون وبيده كتابٌ لعمرو بن مَسْعدة وهو يُصَعِّد في ذُراه ويقوم مَرَّة ويَقْعد أخرى ففعل ذلك مراراً ثم التفت إليَّ فقال‏:‏ أَحْسَبك مُفكِّراً فيما رأيتَ قلتُ‏:‏ نعمٍ وَقَى الله عزّ وجلّ أميرَ المؤمنين المَكاره فقال‏:‏ ليس بَمكْروه ولكن قرأتُ كلاما نَظِير خَبرٍ خَبّرني به الرشيدُ سمعتُه يقول‏:‏ إنَّ البَلاغة لتَقاربٌ من المَعنى البَعيد وتَباعدٌ من حَشْو الكلام ودَلالة بالقَلِيل على الكثير‏.‏ فلم أتوَهّمٍ أنّ هذا الكلامَ يَسْتَتِبّ على هذه الصِّفة حتى قرأتُ هذا الكتابَ فكان استعطافاً على الجُنْد وهو‏:‏ كتابي إلى أمير المؤمنين أَيَّدَه الله ومَن قِبَلي من أجناده وقُوّاده في الطاعة والانقياد على أفضل ما تكون عليه طاعةُ جًنْد تأخّرت أرزاقُهم واختّلت أحوالُهم‏.‏ فأَمر بإعطائهم ثمانيةَ أشهر‏.‏ ووَقع جَعْفر البرمكيّ إلى كُتَّابه‏:‏ إن اْستطعتُم أن تكون كُتًبكم تَوْقيعات فافعلوا‏.‏ وأمره هارون الرشيد أن يَعْزل أخاه الفضلَ عن الخاتَم ويأخذَه إليه عَزْلاً لَطيفاً‏.‏ فكتب إليه‏:‏ قد رَأَى أميرُ المؤمنين أن يَنْقُل خاتَم خِلافته من يمينك إلى شِمالك فكَتب إليه الفضلُ‏:‏ ما انتقلتْ عني نِعمة صارت إليك ولا خَصَّتك دوني‏.‏ ووَقع جعفرٌ في رُقْعة رجل تنَصل إليه من ذَنب‏:‏ تقدمت لك طاعة وظَهرت منك نَصيحة كانت بينهما نَبْوة ولن تَغْلِب سيَئة حسَنَتين‏.‏ قال الفضْل بن يحيى لأبيه‏:‏ ما لنا نُسْدِي إلى الناس المَعروف فلا نرى من السُّرور في وُجوههم عند انصرافهم ببِرنا ما نراه في وُجوههم عند آنصرافِهم ببِرَ غيرنا فقال له يَحيى‏:‏ إن آمال الناس فينا أطولُ منها في غيرنا وإنما يُسَر الإنسانُ بما بَلِّغه أملَه‏.‏ قيل ليحيى‏:‏ ما الكرمُ قال‏:‏ مَلِك في زِيّ مِسكين قيل‏:‏ فما الفَرْعنة قال‏:‏ مِسكين في بَطْش عِفريت قيل‏:‏ فما الجودُ قال‏:‏ عَفْو بعد قُدرة‏.‏ أُتي المأمونُ برجل قد وَجَب عليه الحدُّ فقال وهو يُضرب‏:‏ قَتَلتني يا أميرَ المؤمنين قال‏:‏ الحقَّ قَتَلك قال‏:‏ ارحَمني قال‏:‏ لستُ أرْحمَ بك ممن أوجبَ عليك الحدَ‏.‏ وسأل المأمون عبد الله بن طاهر في شيء فأسرع يفي ذلك فقال له المأمون‏:‏ فإنّ الله عزّ وجلّ قد قَطع عُذْر العَجول بما مكَّنه من التثبُّت وأَوْجب الْحُجَّة على القَلِق بما بَصَّره من فضْل الأناة‏.‏ قال‏:‏ أتأذن لي يا أميرَ المؤمنين أن أكتُبه قال‏:‏ نعم فكَتبه‏.‏ قال إبراهيمُ بن المهديّ قال لي المأمونُ‏:‏ أنت الخليفة الأسْود قلت‏:‏ يا أميرَ المؤمنين أنت مَنَنت عليّ بالعَفو وقد قال عبدُ بني الْحَسْحاس‏:‏ أشعارُ عَبْد بنيِ الْحَسْحاس قُمْنَ له عند الفَخار مَقامَ الأصل والوَرقِ إن كنتُ عبداَ فنَفْسي حُرِّة كَرَماً أَو أَسْودَ الْجلْد إني أَبْيضُ الخُلُقِ فقال المأمون‏:‏ يا عمُّ خرّجك الهَزْل إلى الجد ثم أنشأ يقول‏:‏ ليس يُزْرِي السواد بالرَّجلِ الشَّهم ولا بَالفتى الأديب الأريبِ إن يكُن للسّواد مِنك نصِيبٌ فبَيَاض الأخلاق منك نَصيبي قال المأمون‏:‏ أسْتحسن من قول



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!






  • صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. العقد الفريد/الجزء الأول/12
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 08-02-2010, 06:03 PM
    2. العقد الفريد/الجزء الأول/11
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 08-02-2010, 05:57 PM
    3. العقد الفريد/الجزء الأول/10
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 08-02-2010, 05:38 PM
    4. العقد الفريد/الجزء الأول/9
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 08-02-2010, 05:32 PM
    5. العقد الفريد/الجزء الأول/8
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 5
      آخر مشاركة: 08-02-2010, 05:26 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1