صفحة 22 من 60 الأولىالأولى ... 12202122232432 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 85 إلى 88 من 239

الموضوع: العقد الفريد/الجزء الثاني/7


  1. #85
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    رأيت أشدَّ كَمَداً من آمرأة من بني شَيبان قُتِل ابنها وأبوها وزَوجُها وأمّها وعَمَّتها وخالتُها معِ الضَّحّاك الحَرُورِيّ فما رأيتُها قطُّ ضاحكةً ولا مُتَبَسِّمَةَ حتى فارقت الدنيا وقالت ترثيهم‏:‏ مَنْ لِقَلْبٍ شَفَّه الحَزَنُ ولنَفْس ما لها سَكَن مَعْشر قضَوْا نُحوبهم كل ما قد قدَّموا حَسَن صَبَرُوا عند السّيُوف فلم يَنْكلُوا عنها ولا جَبُنُوا فِتْيةٌ باعُوا نًفوسَهُم لا وَرَبِّ البَيْتِ ما غُبِنُوا فأصاب القومُ ما طَلَبوا مِنَّةً ما بعدها مِنَن وقال عبدُ الله بن ثَعلبة يَرْثي ولداً له‏:‏ أأخْضِب رَأسي أم أطَيِّبُ مَفْرِقي ورَأْسُك مَرْموسٌ وأنتَ سلِيبُ نَسِيبُك من أمْسى يُناجِيك طَرْفُه وليس لمن تحت التراب نَسِيب غَرِيبٌ وأطْرافُ البُيوت تُكِنّه ألاَ كلّ مَن تحت التراب غريب قال العُتْبِيّ - محمدُ بن عُبيد الله - يرثِي ابنا له‏:‏ أَضْحَتْ بخدي للدُّموع رُسُومُ أسَفاً عليك وفي الفؤاد كُلُومُ والصَّبْر يُحمد في المَوَاطن كلِّها إلاّ عليك فإنّه مَذْمُوم خَرج أعرابيّ هارباً من الطاعون فبينما هو سائر إذْ لدغته أفعَى فمات فقال أبوه يَرْثيه‏:‏ طافَ يَبْغِي نَجْوَة مِنْ هَلاَكٍ فَهَلَكْ كلُّ شيءٍ قاتِلٌ حين تَلْقى أجلَك لما قَتل عبد الله المأمون أخاه محمدَ بنَ زبيدة أرسلت أمه زُبيدة بنت جَعْفر إلى أبي العَتاهية أن يقول أبياتاً على لسانها للمأمون فقال‏:‏ ألا إن رَيْبَ الدّهر يُدْنىِ ويًبْعِد وللدَّهْرِ أيَّام تُذَمّ وتُحْمَدُ أَقول لرَحيب الدَّهر إن ذَهبتْ يدٌ فقد بَقِيتْ والحمدُ للهّ لِي يَد إذا بَقِيَ المأمونُ لِي فالرَّشِيدُ لِي وليِ جَعْفَرٌ لم يَهْلِكَا ومحمّد وكَتبت إليه من قوله‏:‏ لخير إمام مِن خَير مَعْشَر وأكرم بَسَّام على عُودِ مِنْبَرِ كَتبتُ وَعينىِ تستهلُّ دُموعُها إليْك ابن يَعْلي من دمُوعي ومحْجري فُجِعْنا بأدنىَ الناس مِنك قَرَابةً ومَن زلَّ عن كِبْدي فقَلّ تَصبُّري أتىَ طاهرٌ لا طهَّر الله طاهراً وما طاهرٌ في فِعْله بمُطَهَّر فأبْرزَني مَكْشوفَة الوَجْه حاسِراً وأنْهَب أمْوالِي وخَرَّب أدْوُرِي وعَزَّ على هارونَ ما قد لَقِيتُه وما نابني مِن ناقِص الخَلْق أعْوَرِ ذلك الوقت وقَبِلتْ منه ما وجّه ‏"‏ به ‏"‏ إليها‏.‏ فلما صارتْ إليه بعد ذلك قال لها‏:‏ مَن قائل الأبيات قالت‏:‏ أبو العَتاهية قال‏:‏ وبكم أمرْتِ له فقالت‏:‏ بعشرين ألفَ دِرْهم قال المأمون‏:‏ وقد أمرنا له بمثل ذلك‏.‏ واعتذر إليها من قَتْل أخيه محمد وقال ‏"‏ لها ‏"‏‏:‏ لستُ صاحبَه ولا قاتِلَه‏.‏ فقالت‏:‏ يا أميرَ المؤمنين إنّ لكما يوماً تَجْتمعان فيه وأرْجو أنْ يَغْفِر اللهّ لكما إن شاء الله‏.‏ أبُو شَأس يَرثي ابنه شأسا‏:‏ ورَبيَّتُ شأساً لِرَيْب الزمان فلله تَرْبيتي والنَّصبْ فلَيتَك يا شأسُ فيمن بَقِي وكنتُ مكانَك فيمنْ ذَهَب ‏"‏ من رثى إخوته الرِّياشي قال‏:‏ صَلَّى مُتَمِّم بن نوَيْرة الصُّبح مع أبي بكر الصِّدِّيق رضي الله تعالى عنه ثم أنشد‏:‏ نِعْم القَتِيلُ - إذا الرِّياحُ تَنَاوَحَتْ بين البيُوت - قَتَلْت يا بنَ الأزْور أدعَوْتَه بالله - ثم قَتَلْتَه لو هو دَعاكَ بِذِمَّة لم يَغْدِر لا يُضْمِر الفَحْشاءَ تحت رِدَائه حلْوٌ شمائلُه عَفِيفٌ المِئزَر قال‏:‏ ثمّ بكى حتى سالت عَينُه العَوْراء‏.‏ قال أبو بَكر‏:‏ مَا دعوتُه ولا قتلتُه‏.‏ وقال مُتَمِّم‏:‏ ومُسْتَضْحِكٍ منّي أدّعى كَمصيبتي وليس أخو الشَّجْو الحَزِين بضاحكِ يَقُول أتَبكي مِن قُبُور رأيتَها لِقَبْر بأطْراف المَلاَ فالدَّكادك فقلتُ له إنّ الأسى يَبْعَث الأسىَ فَدَعني فَهذِي كلُّها قَبْرُ مالك وقال مُتَمّم يَرْثي أخاه مالكاً وهي التي تُسمَّى أمَّ المَراثي‏:‏ لَعَمْرِي وما دَهْرِي بتأبين هالكٍ ولا جَزَع ممّا أَلمّ فَأوْجَعَا لقد غَيَّب اْلمِنْهَالُ تحت رِدَائه فَتىً غَيرَ مبطَانِ العَشِيّات أَرْوعَا تَراه كنَصْل السّيف يهتز للنَّدَى إذا لم تَجد عند امرىء السَّوء مَطْمَعا فَعَيْنىّ هلا تَبْكيان لمالكٍ إذا هَزَّت الرِّيحْ الكَنِيفَ المُرفَّعا وأرملَة تَمْشي بأَشْعَثَ مُحْثَل كَفَرْخ الحُبَاري ريشهُ قد تَمَزَّعا وما كان وَقّافا إذا الْخَيْل



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!







  • #86
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    أحْجَمت ولا طالباً من خَشْية اْلمَوِت مَفْزَعا ولا بكهامٍ سَيْفُه عَن عدوّه إذا هو لاقَى حاسراً أو مُقَنَّعا أبى الصَّبرً آياتٌ أراها وأنّني أرى كُلَّ حَبْل بعد حَبْلِك أقْطَعَا وأنّي متى ما أدْعُ باسمك لم تُجب وكُنت حَرِيًّا أن تُجيب وتسمعا تَحِيَّتَه منّي وإن كان نائيَاً وأمسى تُراباً فوِقهَ الأرضُ بَلْقَعا فإن تَكُنِ الأيّام فَرقْن بَيْننا فقَد بان مَحْموداً أخِي حِين وَدَّعا فَعِشْنا بِخيْر في الحَياة وقَبْلَنا أصاب المَنايا رَهْطَ كِسْرَى وتُبَّعا وكُنَا كَنَدْمَاًني جَدِيمة حِقْبَةً من الدَهر حتى قِيل لن يَتَصَدًعا فلمّا تَفَرَّقْنا كأنِّي ومالِكا لِطُول اجتماع لم نَبِت ليلةً معا سَقى الله أرضاً حَلَّها قَبْرُ مالك ذِهابُ الغَوَادي المُدْجنات فأمْرَعا قيل لعمرو بن بَحْر الجاحظ‏:‏ إنّ الأصمعيّ كان يُسَمِّي هذا الشعرَ أمَّ المَراثي فقال‏:‏ لم يَسمع الأصمعيًّ‏:‏ أي القلوب عليكم ليس يَنْصَدعُ وأي نَوْم عليكم ليس يَمْتَنعً وقال الأصمعيُّ‏:‏ لم يَبْتدى أحدٌ مَرْثِية بأحسنَ من ابتداء أوس بن حَجَر‏:‏ أيتُها النَّفْسً أجملِي جَزَعا إِنّ الذي تَحْذرين قد وَقَعا وبعدها قولُ زُمَيل‏:‏ أجارتَنَا مَن يجتمع يَتَفَرَّقِ ومَن يَكُ رَهْنَاً للحوادث يَعْلَقِ قال ابن إسحاق صاحبُ المغازي‏:‏ لما نزل رسول الله الصَّفْراء - وقال ابن هشام‏:‏ الأثيل - أمَر عليَّ بن أبي طالب بضَرْب عُنق النضر بن الحارث بن كَلَدَة بن عَلْقمة بن عبد مَناف صَبْراً بين يدي رسول الله فقالت أُخته قُتَيْلة بنت الحارث تَرْثيه‏:‏ يا راكباً إنّ الأثَيل مَظَّنَة من صُبْح خامسةٍ وأنت مُوَفَّقُ أبْلغْ بها مَيْتاً بأنْ تَحيَّةً ما إن تَزال بها النَّجائِبُ تَخْفِقً هل يَسْمَعنِّي النَضْر إن ناديتُه أم كيف يَسْمع مَيِّتٌ لا يَنْطِق أمحمدٌ يا خير ضِنْء كريمةٍ في قومها والفَحْلُ فَحْلٌ مُعْرِق ما كان ضَرَّك لو مَنَنْتَ وربما مَنَّ الفتى وهو المَغِيظُ المُحْنِق فالنَّضر أَقْرَبُ مَنْ أسَرْتَ قَرَابَةً وأحقُّهم إن كان عِتْقٌ يُعْتَقُ ظَلَّت سُيوف بني أبيه تَنْوشه لله أرحام هُناك تشقَّق صَبْراً يًقَاد إلى المنيَّة مُتْعَباً رَسْفَ المُقَيد وهو فانِ مُوثَق قال ابن هشام‏:‏ قال النبي الصلاُة والسلام لما بلغه هذا الشًّعر‏:‏ لو بلغني قبلَ قَتْله ما قتلتُه‏.‏ الأصمعيًّ قال‏:‏ نَظر عمرُ بن الخَطاب إلى الخَنساء وبها نًدوب في وَجْهها فقال‏:‏ ما هذه النُدوب يا خَنْساء قالت‏:‏ من طُول البُكاء على أخَوَيّ قال لها‏:‏ أخَواك في النار قالت‏:‏ ذلك أطْول لِحُزني عليهما إني كنتُ أشْفِق عليهما من النار وأنا اليوم أبْكي لهما من النار وأنشدتْ‏:‏ وقائلةٍ والنَّعشُ قد فات خَطْوَها لِتًدْرِكه‏:‏ يا لَهْفَ نفسي عَلَى صَخْرِ ألا ثَكِلت أُمُ الذين غَدَوْا به إلى القَبرِ ماذا يَحْمِلون إلى القَبر دخلت خَنساء على عائشة أمّ المؤمنين رضي اللهّ تعالى عنها وعليها صِدَار من شَعَر قد استشعرته إلى جِلْدِها فقالت لها‏:‏ ما هذا يا خَنساء فوالله لقد تُوفي رسول الله فما لَبِسْتُه قالت‏:‏ إنّ له مَعْنى دَعاني إلى لِباسه وذلك أنّ أبي زَوَجني سيّد قومه وكان رجلاً مِتْلافاً فأسْرف في ماله حتى أنْفده ثم رَجِع في مالي فأنْفده أيضاً ثم التفت إليّ فقال‏:‏ إلى أين يا خَنْساء قلتُ‏:‏ إلى أخي صَخر‏.‏ قالتَ‏:‏ فأتيناه فَقَسَّم مالَه شَطْرَين ثم خَيَّرنا في أحْسن الشَّطْرين فَرَجْعنا من عنده فلم يَزَل زَوْجي حتى أذْهَبَ جَمِيعَه‏.‏ ثم التفت إليّ فقال لي‏:‏ إلى أينِ يا خَنْساء قلت‏:‏ إلى أخي صَخْر‏.‏ قالت‏:‏ فَرَحَلْنا إليه ثمٍ قَسَّم ماله شَطْرين وخيَّرنا في أفضل الشَّطْرين‏.‏ فقالت له زوجتُه‏:‏ أما تَرْضى أن تشَاطِرهَم مالك حتى تُخَيِّرهم بين الشَطرين فقال‏:‏ والله لا أمْنَحها شِرَارَها فلو هَلَكْت قَدَّدَتْ خِمَارَها واتخذَتْ من شَعَر صِدَارَها ‏"‏ وهي حَصَان قد كَفتْني عارها ‏"‏ فآليت أن لا يُفارق الصِّدارُ جَسَدي ما بَقِيت‏.‏ قيل للخَنْساء‏:‏ صِفِي لنا أخَوَيك صَخْراً ومُعاوية قالت‏:‏ كان صَخْرٌ والله جُنةَ الزمان الأَغْبر وزُعافَ الخَميس الأحمر وكان والله مُعاوية القائلَ والفاعل‏.‏ قيل لها‏:‏ فأيهما كان أسْنَى وأفْخَر قالت‏:‏ أمّا صَخْر فَحَرُّ الشِّتاءِ وأما مُعاوية فَبَرْد الهواء‏.‏ قيل لها‏:‏ فأيهما أوْجع وأفْجَع قالت‏:‏ أسَدان مُحْمَرَّا المَخالب نَجْدَةً بَحْران في الزَمن الغَضُوب الأمْمرٍ قمرَان في النَّادِي رَفِيعا مَحْتدٍ في المَجْدِ فَرْعا سُودَدٍ مُتَخَير وقالت الْخنساء تَرْثِي أخاها ‏"‏ صَخْر بن الشرِيد ‏"‏‏:‏ قَذىً بعَيْنِك أمْ بالْعَينْ عُوَّارُ أم أقْفَرت إذ خَلَتْ من أهْلها الدًارُ كأنَّ عَيْني لذِكْراه إذا خًطَرتْ فَيْضٌ يَسِيلُ على الخَدَّين مِدْرار فالعَينْ تَبكِي على صَخْر وحُق لها ودُونه من جَديد الأرض أسْتار بُكاءَ والهةٍ ضَلَّت أليفَتها لها حَنينان إصْغار وإكبار ترعى إذا نسيت حتى إذا ذكرت فإنما هي إقبالٌ وإدبار وإن صخرا لتأتم الهداة به كأنه علمٌ في رأسه نار حامي الحقيقة محمود الخليقة مه ديُّ الطريقة نفاع ضرار وقالت أيضاً‏:‏ ألا ما لعيني ألا مالها لقد أخضل الدمع سربالها أمن بعد صخرٍ من آل الشريد حلت به الأرض أثقالها سأحمل نفسي على خطة فإما عليها وإما لها وقالت أيضاً‏:‏ أعيني جودا ولا تجمدا ألا تبكيان لصخر الندى ألا تبكيان



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!







  • #87
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    العقد الفريد/الجزء الثاني/17

    فقلتُ‏:‏ هل رأيتَ أعجَب من هذه قال‏:‏ لا والله ولا أحسَبني أراه‏.‏ ثم قلتُ لها‏:‏ يا هذه إني أراك حَزِينة وما عليك زِيّ الحُزْن‏:‏ فانشأت تقول‏:‏ فإن تَسْألاني فِيم حُزْني فإننّي رَهِينةُ هَذا القَبْر يا فَتَيانِ وإني لأسْتَحْييه والترْب بيننا كما كنْتُ أستَحْييه حين يَرَاني أهابُك إجلالاً وان كُنتَ في الثرى مَخافَة يومٍ أن يَسُوك لِسَاني ثم اندفعت في البُكاء وجعلت تقول‏:‏ يا صاحبَ القَبْر يا مَنْ كان يَنْعَم بي بالاً ويُكثر في الدًنْيا مُوَاساتِي أردْتُ آتِيكَ فيما كنت أعرفُه انْ قد تُسَرُ به من بَعض هَيْئَاتي فمَن رَآني رأى عَبْرى مُوَلَهَةً عَجيبةَ الزِّيِّ تَبْكي بَينَ أمْوات وقال‏:‏ رأيتُ بصحراء جاريةً قد ألْصقت خدَّهَا بقَبْر وهي تَبْكي وتقول‏:‏ خدَي تَقيك خشُونةَ اللَّحْدِ وقَلِيلةٌ لك سَيِّدي خَدِّي يا ساكنَ القَبر الذي بوَفاته عَمِيتْ عَليَّ مسالِكُ الرُّشد اسْمَع أبثك علَتي فلعلَّني أطْفِي بذلك حُرْقَة الوَجْد من رثى جاريته كان لمُعلّى الطائِي جارية يُقال لها وَصْف وكانت أديبةً شاعرة فأخبرني محمد بن وَضّاح قال‏:‏ أدركتُ معلَّى الطائي بمصر وأعْطِي بجاريته وَصْف أربعةَ الآف دينار فباعها‏.‏ فلما دَخل عليها قالت له‏:‏ بِعْتني يا مُعلى‏!‏ قال نعم قالت‏:‏ والله لو مَلَكْتً منك مثلَ ما تَمْلك مني ما بِعْتك بالدُّنيا وما فيها‏.‏ فَردَ الدَّنانير واستقال صاحبَه فأصيب بها إلى ثمانية أيام فقال يَرْثيها‏:‏ يا موتُ كيفَ سَلَبْتَنيِ وَصْفَا قَدَّمْتها وتَرَكْتَني خَلْفَا هَلا ذَهَبْتَ بنا معاً فَلَقد ظَفِرَتْ يَدَاك فسُمْتَني خَسْفا فَعَلَيك بالباقي بلا أجَل فالموتُ بعد وفاتها أعفي يا موتُ ما بَقّيت لي أحداً لما زَفَفْت إلى البِلَى وَصْفا هَلاّ رَحِمْت شَبَابَ غَانِيةٍ رَيَّا العِظام وشَعْرَها الوَحْفا ورَحِمْت عَيْني ظَبْية جَعَلت بين الرّياض تُناظِر الخِشْفا تُغْفي إذا انتصبت فرائصه ولَظَلُّ تَرْعاه إذا أغفى فإذا مَشىِ اختلفت قوائمهُ وَقْت الرَّضاع فَيَنْطَوِي ضعْفا متحيراً في المَشيْ مُرْتَعِشاً يَخْطو فَيَضْرِب ظِلْفُه الظّلْفا فكأَنها وَصْفٌ إذا جَعَلت نحوي تُدِير مَحَاجِراً وُطْفا يا مَوْتُ أنت كذا لكلِّ أخِي إلفٍ يَصُون ببرِّه الإلْفا خَلَّيتني فَرْداً وبِنْت بها ما كنتُ قَبْلَك حافلا وكفا فَتَرَكْتُها بالرَّغْم في جَدَث للرّيح يَنْسِف تُرْبَه نَسْفا دون المُقَطَّم لا ألبسها من زينةٍ قُرْطاً ولا شَنْفا فكأَنّها والنفسُ زاهِقةٌ غُصْن من الرَّيْحانِ قد جَفّا يا قبرُ أبْقِ على محاسنها فلقد حويت النور والظرْفا لما هُزِم مَرْوان بن محمد وخَرج نحو مِصرْ كتب إلى جارية له خَلَّفها بالرَّمْلة‏:‏ وما زَال يَدْعُوِني إلى الصَّبر ما أَرى فآبى ويَثْنِيني الذي لكِ في صَدْري وكانَ عزيزاَ أنّ بَيْني وبينها حِجاباً فقد أَمسيتُ منك على عَشر وأنْكاهما لِلْقَلْب والله فاعلمي إذا ازددتُ مِثلَيها فَصِرْتُ على شَهْر وأعظمُ من هَذَينِ والله أنني أخاف بأن لا نَلْتَقي آخرَ الدَّهر سأَبْكِيك لا مُستَبْقِياَ فَيْض عَبْرة ولا طالباً بالصبر عاقبةَ الصَّبر وَجدوا على قبر جارية إلى جَنب قَبر أبي نُواس أبياتاً ذكروا أنَ أبا نُواس قالها وهى‏:‏ أَقُولُ لقبْرٍ زُرْتُه مُتَلَثِّما سَقَي اللهّ بَرْدَ العَفْو صاحبَة القَبْر لقد غيَّبوا تَحت الثّرَى قَمر الدُّجَى وشَمْس الضًّحَى بين الصَّفائح والعَفر عَجِبتُ لِعَينْ بَعدها مَلَت البُكا وقلْب عَلْيها يَرْتَجي راحَة الصَّبر وقال حَبِيب الطائي يَرثِي جارِية أصِيب بها‏:‏ وألبسنى ثوباً من الحُزْن والأسيَ هِلاَلٌ عليه نَسْجُ ثَوْب من التُّرب وكنتُ أرَجِّي القُرْبَ وهي بعيدة فقد ثقُلَت بَعْدي عن الًبُعدِ والقُرْب أقول وقد قالوا استراح بموتها من الكرب رَوْح المَوْت شَرٌّ من الكَرْب لها مَنزل تحت الثَّرَى وعَهدتُها لها منزلٌ بين الجَوانِح والقَلْب وقال يرْثيها‏:‏ ألم تَرَني خَلَيتُ نَفْسي وشانَها ولم أحفِل الدُّنيا ولا حَدَثانَها لقد خوَفَتْني النائباتُ صُرُوفَها ولو أَمَّنَتْني ما قِبِلتُ أمانَها وكيف على نارِ اللًيالي مُعرَّسي إذا كان شَيْبُ العارِضَين دُخانَها أُصِبْتُ بِخَوْد سوف أَعْبُر بعدها حليفَ أسى أبكى زماناً زمانَها عِنَانٌ من اللَذَّات قد كان في يَدِي فلما قَضىَ الإلْفُ استردت عِنَانَهَا مَنَحْتُ المَهَاهَجْرِي فَلاَ مُحْسِناتها أَوَدُّ ولا يَهْوىَ فُؤَادِي حِسانَها يقولون هَلْ يبكي الفَتَىِ لِخَريدةٍ إذا ما أراد اعتاض عَشْراً مَكانَها أمُنْفَصِلٌ عن ثَدْي أم كريمةٍ أم العاشقُ النَّابي به كلُّ مَضْجَع وقال محمود الورّاق يَرْثي جاريتَه نَشْو‏:‏ ومنتصح يُرَدِّد ذِكْر نَشْوٍ على عَمْدٍ لِيَبْعَثَ لي اْكتئاباً أقول - وَعَدَّ - ما كانت تُسَاوي سَيَحْسُبُ ذاك مَن خَلَقَ الْحِسابا عَطِيَّته إذا أعطَى سُرور وإن أخذ الذي أعطَى أَثَابَا فأيُ النِّعمتينْ أعمُّ نَفْعاً وأحسَنُ في عَواقِبها إيابا أنعِمْته التي أهْدت سروراً أم الأًخْرى التي أهدت ثَوَابا بل الأخرى وَإِنْ نَزَلَت بحُزْن أحَقُ بِشُكْرِ مَن صَبَرَ احتسابا أبو جَعفر البغداديّ قال‏:‏ كان لنا جارٌ وكانت له جاريةٌ جَميلة وكان شَديد المحبَّة لها



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!







  • #88
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    فماتت فَوَجد عليها وَجْداً شديداً فبينا هو ذاتَ لَيْلة نائمٌ إذ أتتْه الجاريةُ في نَوْمه فأنشدتْه هذه الأبيات‏:‏ جاءت تَزور وسادِي بعدما دُفِنتْ في النَّوْم ألْثِمُ خَدًّا زَانَه الجيدُ فقلتُ قُرَّةَ عيني قد نُعيتِ لنا فكيفَ ذا وطَريقُ القبر مسدود فانتبه وقد حَفِظها وكان يحدّث الناس بذلك ويُنشدهم‏.‏ فما بَقي بعدَها إلا أيَّاماً يَسيرة حتى لَحِق بها‏.‏ ‏===من رثى ابنه‏=== قال البُحْتريّ في رثاء ابنة لأحد بَني حُمَيد‏:‏ ظَلَم الدَّهْرُ فِيكم وأساءَ فَعَزاءَ بَني حُمَيْد عَزَاءَ أنفْسٌ ما تَزَالُ تَفْقِدُ فَقْداً وصُدُورٌ ما تَبْرَح البُرَحَاءَ أصْبَحَ السيفُ دَاءَكم وهو الدَّاء الّذِي ما يزال يُعْي الدَّوَاءَ وانتحى القَتْلَ فيكم فَبَكَيْنا بِدمَاء الدُّمُوع تلك الدِّماء يا أبَا القاسم المُقَسَّم في النَّج دِة والجُودِ والنًّدَى أجزاء والهزَبْر الذي إذا دارت الحَر بُ به صرًف الرَّدىَ كيف شَاء الأسىَ واجبٌ على الحُرّ إمّا نِيَّةً حُرَّةً وإما رِياء وسَفَاها أن يَجْزَع الحُرّ مما كان حَتماً على العِبَاد قَضَاء أتُبكّى من لا يُنازل بالسَّيْفِ مُشيحاً ولا يَهُزّ اللِّوَاء والفَتى مَن رأى القُبورَ لمن طاب به مِر بَناته أكفَاء لَسْنَ مِن زينة الْحَياة لعِدّ اللَّ ه منها الأموال والأبناء لم يَئِدِتِرْ بهَنّ قَيْسُ تَمِيم عَيْلةً بل حَمِيَّةً وإبَاء وتَغَشى مُهلهلَ الذلُّ فيه ن وقد أعْطَى الأديم حِبَاء وشقيق بنُ فاتكٍ حَذَرَ العار عليهنّ فارَقَ الدَّهْناء وعَلَى غَيْرهنّ أحْزِن يَعْقو بُ وقد جاءَه بَنوه عِشاء وشعَيْب من أجلهنّ رَأَي الوُح دة ضعْفاً فاستَأجر الأَنبياء وَتَلَفَّتْ إلى القبائِل فانظُرْ أمهات ينسبن أَمْ أباء واستْزَلَّ الشَّيطانُ آدَم في الجنَّ ة لما أَغْرَى به حَوَّاء ولعمْري ما العَجْز عِندِيَ إلا أن تَبيتَ الرجالُ تَبْكي النِّساء مراثي الأشراف قال حَسّان بنُ ثابت يَرْثي رسول الله وأبا بَكر وعمر رضوانُ اللهّ عليهم‏:‏ ثَلاثَةٌ بَرَزُوا بِسَبْقِهمُ نَضرَهم ربُّهم إذا نُشرُوا عاشُوا بلا فُرْقة حَياتَهم واجْتَمعوا في المَمات إذ قُبِروا فَلَيْس مِن مُسْلِمٍ له بَصرٌ يُنْكِرهم فَضْلَهم إذا ذُكِروا إذا تَذَكرتَ شَجْواً من أخي ثِقَةٍ فاذْكُر أخاكَ أبا بكْرٍ بما فَعَلا خَيْرَ البرّية أتقَاها وأعْدَلها بعد النبي وأوفاها بما حَمَلا الثّانيَ اثنينِ والمَحْمُودَ مَشْهَدُه وأوّل الناس طُرا صَدَّق الرُّسُلا وكان حب رسول الله قد عَلِموا مِن البرية لم يَعْدِلْ به رَجُلا وقال يَرْثِي عُمر بن الخطّاب رضي الله عنه‏:‏ عليك سَلامٌ من أمير وبارَكَتْ يَدُ اللهّ في ذَاك الأدِيم المُمَزَّقِ فمَن يَجْرِ أو يَرْكَبْ جَناحَيْ نَعامةٍ لِيُدْرِكَ ما قَدَّمْتَ بالأمْس يُسْبَق قَضَيْتَ أُموراً ثم غادرتَ بعدها نَوَافِجَ في أكمامِها لم تُفَتَّق وما كنتُ أخْشى أن تكونَ وفاتُه بَكَفَّيْ سَبَنْتي أَزْرَقِ العَينْ مُطْرِق وقال يَرْثي عثمان بنِ عفّان رضي الله عنه‏:‏ مَن سَرَّه الموتُ صِرْفاَ لا مِزَاج له فَلْيأْتِ ما سَرَّه في دار عُثْمانَا إنّي لمنهُمْ وإن غابوا وإن شَهِدُوا ما دمتُ حيًّا وما سُمِّيت حَسَّانَا يا ليت شِعْري وليت الطّيرِ تُخْبرني ما كان شَأْنُ علّيِ وابن عفّانَا وقال الفرزدق في قَتْل عثمان رضي الله تعالى عنه‏:‏ إنَّ الخِلاَفَةَ لما أظْعِنت ظَعَنتْ مِن أهْل يَثْربَ إذ غَيرَ الهُدَى سَلَكوا صارتْ إلى أهْلها منهم ووارثِها لما رأى الله في عثمانَ ما انتَهكوا السافِكي دَمِه ظُلْماً ومَعْصيةً أيَّ دَم لا هُدُوا من غَيهِمْ سفَكوا وقال السيّد الْحِميريّ يَرْثي عليَّ بن أبي طالب كًرَّم الله وَجْهه ويَذكر يومَ صِفِّين‏:‏ إنّي أدين بما دان الوَصي به وشاركتْ كفُه كَفِّي بصِفِّينا في سفْكِ ما سَفكَتْ فيها إذا احتُضِروا وأبرز الله للقِسطِ المَوازِينا تلك الدِّماء معاً يا ربّ في عُنقي ثم اسْقِني مثلَها آمينَ آمينا آمين من مِثْلهم في مِثْل حالِهمُ في فِتْيَة هاجَرُوا للهّ سارينا لَيْسُوا يريدون غيرَ اللهّ رَبِّهم نعم المُراد تَوَخَّاه المُرِيدونَا أنشد الرِّياشي لرجل مِن أهل الشام يرثي عمرَ بن عبد



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!






  • صفحة 22 من 60 الأولىالأولى ... 12202122232432 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. العقد الفريد/الجزء الثاني/2
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 08-04-2010, 01:12 AM
    2. العقد الفريد/الجزء الثاني/1
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 08-04-2010, 01:08 AM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1