صفحة 22 من 22 الأولىالأولى ... 12202122
النتائج 85 إلى 88 من 88

الموضوع: تجارب الأمم


  1. #85
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    ما قاله علي لأصحابه

    فأما عليّ بن أبي طالب فإنّه قال لأصحابه: « لقد فعلتم فعلة ضعضعت قوة، وأسقطت منّة، وأورثت وهنا وذلّة. ولما كنتم الأعلين، وخاب عدوكم، ورأى الاجتياح، واستحرّ بهم القتل، ووجدوا ألم الجراح، رفعوا المصاحف، ودعوكم إلى ما فيها ليفتؤوكم عنها، ويقطعوا الحرب في ما بينكم وبينهم، ويتربّصوا ريب المنون، خديعة، ومكيدة، فأعطيتموهم ما سألوكموه، وأبيتم إلّا أن تدهنوا وتجوروا. وأيم الله، ما أظنّكم بعدها توافقون رشدا، ولا تصيبون باب حزم. »
    ذكر حيلة للمغيرة بن شعبة ليعلم أيجتمع الحكمان أم يفترقان

    كان الحكمان - وهما أبو موسى وعمرو بن العاص، اتفقا على أن يجتمعا بأذرح ويحضر وجوه أصحاب عليّ، ووجوه أصحاب معاوية، ويحضر عليّ ومعاوية في أربعمائة، ومدّة الأجل إلى أن يفصلا الحكم، ويرفعا ما رفع القرآن، وأن يختارا لأمّة محمد في ثمانية أشهر، أوّلها النصف من صفر، وآخرها انقضاء شهر رمضان.
    فلما اجتمع الحكمان، وافاهم المغيرة بن شعبة في من حضر، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، في رجال كثير ووافى معاوية في العدّة المذكورة، وأبي عليّ أن يوافى.
    فقال المغيرة بن شعبة لرجال من ذوي الرأي من قريش: « هل ترون أحدا من الناس برأى يبتدعه، يستطيع أن يعلم: أيجتمع الحكمان، أم يفترقان؟ » قالوا: « لا نرى أحدا يعلم ذلك. » قال: « فوالله، إني لأظنّ، [ أنّى ] سأعلمه منهما، [ حين ] أخلو بهما، وأراجعهما. » فدخل على عمرو بن العاص، وبدأ فقال: « يا أبا عبد الله، أخبرني عما أسألك عنه: كيف ترانا معشر المعتزلة؟ فإنّا قد شككنا في الأمر الذي تبيّن لكم من هذا القتال، ورأينا أن نستأنى ونثبّت، حتى تجتمع الأمة. » قال: « أراكم معشر المعتزلة خلف الأبرار، وأمام الفجار في سخط الله. » فانصرف المغيرة، ولم يسأله عن غير ذلك. حتى دخل على أبي موسى، فقال له مثل ما قال لعمرو.
    فقال أبو موسى: « أراكم أثبت الناس رأيا، فيكم بقية المسلمين. » فانصرف المغيرة، ولم يسأله عن غير ذلك. فلقى الذين قال لهم ما قال، من ذوي الرأي من قريش، فقال: « لا يجتمع هذان أبدا على أمر واحد. » فلما اجتمع الحكمان وتكلّما قال عمرو بن العاص: « يا با موسى، أرأيت أول ما تقضى به من الحقّ أن تقضى لأهل الوفاء بوفائهم، وعلى أهل الغدر بغدرهم. » قال أبو موسى: « وما ذاك؟ » قال عمرو: « ألست تعلم أنّ معاوية وفي، وقدم للموعد الذي واعدناه؟ » قال: « نعم. » قال: « أكتبها. » فكتبها أبو موسى.
    ذكر الخديعة التي خدع بها عمرو أبا موسى

    قال عمرو: « يا أبا موسى، أنت على أن تسمّي رجلا يلي أمر هذه الأمة، فسمّ لي، فإني أقدر أن أتابعك، منك، على أن تتابعني. » قال أبو موسى: « أسمّى لك عبد الله بن عمر. » وكان ابن عمر في من اعتزله. فقال عمرو: « فأنا أسمّي لك معاوية بن أبي سفيان. »
    رواية أخرى في ذلك

    وفي رواية أخرى: أنّ عمرا قال لأبي موسى: « ألست تعلم أنّ عثمان قتل مظلوما؟ » قال: « أشهد. » قال: « ألست تعلم أنّ معاوية وليّ دم عثمان؟ » فقال: « بلى. » قال: « فإنّ الله قال: ومن قتل مظلوما، فقد جعلنا لوليّه سلطانا. » فما يمنعك من معاوية وليّ دم عثمان، وهو من عرفت بيته في قريش، وهو الحسن السياسة، الصحيح التدبير، وهو أخو أمّ حبيبة، أمّ المؤمنين، وهو أحد الصحابة وكاتب الوحى. » فقال له أبو موسى: « أما ذكرت من شرفه وبيته، فإنّ هذا الأمر ليس بالشرف يولّاه أهله، ولو كان بالشرف، كان لآل أبرهة بن الصباح، إنما هو لأجل الدين والفضل. » قال: « فاخلع صاحبك، حتى أخلع صاحبي، ثم نتّفق. » فاجتمعا على ذلك، وخرجا إلى الناس، وقالا: قد اتّفقنا.
    فقال أبو موسى لعمرو: « تقدّم، فاخلع صاحبك بحضرة الناس. » فقال عمرو: « سبحان الله! أتقدّم عليك وأنت في موضعك وسنّك وفضلك؟ تقدّم أنت. » فقدّمه، فقال أبو موسى: « إنّا - والله، أيها الناس - قد اجتهدنا رأينا، ولم نأل الإسلام وأهله خيرا، ولم نر أصلح لهذه الأمة من خلع هذين الرجلين، وقد خلعت عليّا ومعاوية كخلع خاتمي هذا. » فقام عمرو، فقال: « لكني خلعت صاحبه عليّا كما خلع، وأثبتّ معاوية. » فلم يبرحا حتى استبّا.
    ذكر من خالف علي بن أبي طالب في رأيه وأشار بالحرب عليه وما كان من جوابه واعتذاره

    لما انصرف عليّ بن أبي طالب من صفّين، كثر خوض الناس، وخالفه القوم الذين صاروا خوارج، وكانوا طول طريقهم يتدافعون، ويتضاربون بالسياط. فلما صاروا إلى النّخيلة ورأوا سور الكوفة لقيه عبد الله بن وديعة الأنصاري، ودنا منه، وسلّم عليه، وسايره، فقال له: « ما سمعت الناس يقولون في أمرنا؟ »
    قال: « منهم المعجب به، ومنهم الكاره له، كما قال الله عز وجل: ولا يزالون مختلفين، إلّا من رحم ربّك. » فقال له: « فما قول ذي الرأي فيه. » فقال: « أما قول ذي الرأي فيه، فيقولون: إنّ عليّا كان له جمع عظيم ففرّقه، وكان له حصن حصين فهدمه. فحتى متى يبنى ما هدم، وحتى متى يجمع ما فرّق. فلو كان مضى بمن أطاعه إذ عصاه من عصاه، فقاتل حتى يظهر، أو يهلك، كان ذلك الحزم. » فقال عليّ: « أنا هدمت أم هدموا، أنا فرّقت أم فرّقوا؟ أما قولهم: إنّه لو كان مضى بمن أطاعه إذا عصاه من عصاه، فقاتل حتى يظهر، أو يهلك كان ذلك الحزم، فوالله ما غبي ذلك عليّ، وإني كنت سخيّا بنفسي عن الدنيا طيّب النفس بالموت. ولقد هممت بالإقدام على القوم، فنظرت إلى هذين قد ابتدرانى - يعنى الحسن والحسين - ونظرت إلى هذين قد استقدماني - يعنى محمد بن عليّ وعبد الله بن جعفر - فعلمت أنه إن هلكا انقطع نسل محمد، فكرهت ذلك، وأشفقت على هذين أن يهلكا. وأيم الله، لئن لقيتهم بعد يومي هذا لألقينّهم وليس معي أحد منهم. »
    بكاء النساء على القتلى وما قاله علي لابن شرحبيل

    ثم مضى غير بعيد، فمرّ بالشباميّين، فسمع رجّة شديدة وبكاءا كثيرا، فوقف، فخرج إليه حرب بن شرحبيل الشبامي، فقال له عليّ: « أيغلبكم نساؤكم؟ ألا تنهنهونهنّ عن هذا الرنين؟ » فقال: « يا أمير المؤمنين، لو كانت دارا أو دارين، قدرنا على ذلك، ولكنّه قتل من هذا الحيّ مائة وثمانون قتيلا، ليس دار إلّا فيها بكاء. فأما نحن معاشر الرجال، فإنّا لا نبكي، ولكننا نفرح، أمّا نفرح بالشهادة. » فقال: « رحم الله قتلاكم وموتاكم ».
    فأقبل يمشى معه وعليّ راكب. فوقف وقال له: « إرجع، فإنّ مشى مثلك معي فتنة للوالي، ومذلّة للمؤمن. »
    مروره بالناعطيين وما قاله فيهم

    ثم مضى، حتى مرّ بالناعطيّين، فسمع رجلا منهم يقال له: عبد الرحمن بن مزيد، يقول لآخر: « والله ما صنع عليّ شيئا: ذهب، ثم انصرف في غير شيء. » فلما نظروا إلى عليّ أبلسوا، فقال: « وجوه ما رأوا الشام. » ثم أقبل على أصحابه، فقال: « قوم فارقناهم آنفا، خير من هؤلاء. » ثم أنشد:
    أخوك الذي إن أجرضتك ملمّة ** من الدهر، لم يبرح لبثّك واجما
    وليس أخوك بالذي إن تشعّبت ** عليك أمور ظلّ يلحاك دائما
    ثم مضى، فلم يزل يذكر الله، حتى دخل القصر.
    تشاتم القوم واضطرابهم بالسياط

    ثم إنّ القوم الذين كانوا معه يتشاتمون طول طريقهم، ويضطربون بالسياط، ويقول بعضهم لبعض: « أدهنتم في أمر الله، وحكّمتم. » ويقول قوم: « فرّقتم جماعتنا، وفارقتم إمامنا. »
    مفارقة الخوارج عليا نزولهم بحرورى وعدم دخولهم الكوفة مع علي

    لم يدخلوا معه الكوفة حتى أتوا حروري، فنزل بها منهم اثنا عشر ألفا.
    فنادى مناديهم: « إنّ أمير القتال شبث بن ربعي، وأمير الصلاة عبد الله بن الكوّاء، والأمر شورى بعد الفتح، والبيعة لله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. »
    ما دار بين شيعة علي والخوارج عند دخوله الكوفة

    ولما دخل عليّ الكوفة، وفارقته الخوارج، وثبت إليه شيعته وقالوا: « في أعناقنا لك بيعة ثانية. نحن أولياء من واليت، وأعداء من عاديت. » فقال بقيّة الخوارج: « استبقتم أنتم وأهل الشام في الكفر، كفرسي رهان، بايع أهل الشام معاوية على ما أحبّوا وكرهوا، وبايعتم عليّا [ على ] أنكم أولياء من والى، وأعداء من عادى. » فقال لهم زياد بن النضر: « والله يا قوم، ما بسط عليّ يده فبايعناه قطّ، إلّا على كتاب الله وسنّة نبيه، ولكنّكم لما خالفتموه جاءته شيعته، فقالوا: نحن أولياء من واليت، وأعداء من عاديت. ونحن كذلك، وهو هاد، ومن خالفه ضالّ. »
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني

رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #86
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    ذكر احتجاج الخوارج مع علي

    أتى عليّ بن أبي طالب رجلان من الخوارج: زرعة بن البرج الطائي وحرقوص بن زهير السعدي، فدخلا عليه، فقالا له: « لا حكم إلّا لله. » فقال عليّ: « لا حكم إلّا لله. » فقال حرقوص: « فتب من خطيئتك، وارجع عن قضيّتك، واخرج بنا إلى عدوّنا نقاتلهم، حتى نلقى ربنا. » فقال عليّ: « قد أردتكم على ذلك فعصيتموني. وقد كتبنا بيننا وبين القوم كتابا وشروطا، وأعطينا عليها عهودنا ومواثيقنا، وقد قال الله تعالى: وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتهم، ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها، وقد جعلتم الله عليكم كفيلا، إنّ الله يعلم ما تفعلون » فقال له حرقوص: « ذلك ذنب ينبغي أن تتوب منه. » فقال عليّ: « ما هو ذنب، ولكنّه عجز من الرأي، وضعف في العقل، وقد تقدّمت فنهيتكم عنه. » فقال له زرعة: « أما والله، يا عليّ، لئن لم تدع تحكيم الرجال في كتاب الله، لأقاتلنّك. » فقال عليّ: « يوسى لك، ما أشقاك كأنّى بك قتيلا تسفى عليك الريح. » قال: « وددت أن قد كان ذاك. » فخرجا من عنده يحكّمان.
    صياح أثناء خطبته

    ثم إنّ عليّا خطب ذات يوم. فإنّه لفي خطبته، إذ صاح صائح من جانب المسجد: « يا عليّ، لا حكم إلّا لله. »
    فقال عليّ: « الله أكبر، كلمة حقّ يراد بها باطل. إن سكتوا غممناهم، وإن تكلّموا حججناهم، وإن خرجوا علينا قاتلناهم. » فوثب يزيد بن عاصم المحاربي، فقال: « الحمد لله، اللهمّ إنّا نعوذ بك من إعطاء الدنيّة في ديننا. يا عليّ، أبالقتل تخوّفنا؟ أما والله، إني لأرجو أن نضربكم بها عما قليل، غير مصفّحات، ثم لنعلم أيّنا أولى بها صليّا. » فقال عليّ: « أما إنّ لكم عندنا ثلاثا ما صحبتمونا لا نمنعكم: » « لا نمنعكم مساجد الله أن يذكر فيها اسمه. » « ولا نمنعكم الفيء، ما دامت أيديكم فيه مع أيدينا. » « ولا نقاتلكم حتى تبدأونا. » ثم رجع إلى مكانه الذي كان فيه من خطبته.
    وخرج الرجلان يحكّمان، واجتمع معهم قوم. فبعث عليّ عبد الله بن العباس، وقال له: « لا تعجل إلى جوابهم حتى آتيك. »
    ذكر ما جرى بينهم من الجدال ورجوعهم مع علي وهذه الدفعة الأولى من خروجهم

    فخرج ابن عباس إليهم، فأقبلوا يكلّمونه. فلم يصبر حتى راجعهم، فقال: « ما الذي نقمتم من الحكمين؟ وقد قال الله عز وجل: فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفّق الله بينهما، فكيف بأمّه محمد ؟ » فقالت الخوارج: « أمّا ما جعل حكمه إلى الناس وأمرهم بالنظر فيه والإصلاح له، فهو إليكم كما أمر به، وأمّا ما حكم فأمضاه، فليس للعباد أن ينظروا فيه، حكم في الزاني مائة جلدة، وفي السارق بقطع يده، وليس لأمثال هذا أن ينظر فيه مخلوق. » قال ابن عباس: « فإنّ الله يقول: يحكم به ذوا عدل منكم. » فقالوا له: « أو تجعل الحكم في الصيد والحدث يكون بين المرأة وزوجها، كالحكم في دماء المسلمين؟ » وقالت الخوارج: « قلنا له، فهذه الآية بيننا وبينك. أعدل عندك ابن العاص، وهو يقاتلنا، ويسفك دماءنا؟ فإن كان عدلا فلسنا عدلا، وقد حكّمتم في أمر الله الرجال، وقد أمضى الله حكمه في معاوية وحزبه أن يقتلوا. ثم كتبتم بينكم وبينهم كتابا جعلتم نيّتكم الموادعة والاستفاضة، وقد قطع الله تعالى الاستفاضة والموادعة بين المسلمين وأهل الحرب، إلّا من أقرّ بالجزية. »
    ثم خرج عليّ حتى انتهى إليهم وهم يخاصمون ابن عباس، فقال: « انته عن كلامهم! ألم أنهك - رحمك الله؟ » ثم تكلّم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: « اللهمّ، إنّ هذا مقام، من فلج فيه، كان أولى بالفلج يوم القيامة، ومن نطف فيه، أو وعث، فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلا. » ثم قال: « من زعيمكم؟ » قالوا: « ابن الكوّاء. » قال عليّ: « فمن أخرجكم علينا. » قالوا: « حكومتكم يوم صفّين. » قال: « أنشدكم الله، هل تعلمون أنهم حيث رفعوا المصاحف، فقلتم: نجيبكم إلى كتاب الله، قلت لكم: إني أعلم بالقوم منكم، إنّهم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، صحبتهم وعرفتهم أطفالا ورجالا. امضوا على حقكم وصدقكم. فلما رفع القوم لكم المصاحف خديعة ودهنا ومكيدة، فرددتم عليّ رأيي وقلتم: لا بل نقبل منهم، فقلت لكم: اذكروا قولي ومعصيتكم إيّاى. فلما أبيتم إلّا الكتاب اشترطت على الحكمين أن يحييا ما أحيى القرآن، وأن يميتا ما أمات القرآن. فإن حكما حكم القرآن فليس لنا أن نخالف حكمه، وإن أبينا، فنحن منه برءاء ».
    فقالوا له: « فخبّرنا: أتراه عدلا تحكيم الرجال في الدماء؟ » فقال: « إنّا لسنا الرجال حكّمنا، إنّما حكّمنا القرآن، وهذا القرآن إنّما هو خطّ مسطور بين دفّتين لا ينطق، إنما يتكلّم به الرجال. » قالوا: « فخبّرنا عن الأجل: لم جعلته في ما بينك وبينهم؟ »
    قال: « ليعلم الجاهل، ويثبت العالم. ولعلّ الله يصلح في هذه المدة هذه الأمة، ادخلوا مصركم، رحمكم الله. »
    فدخل القوم من عند آخرهم.
    ابتداء يوم النهر

    ثم اجتمعوا بالكوفة، وتذكروا أمرهم، وكاتبوا إخوانهم بالبصرة، وتواعدوا ليوم يخرجون فيه إلى المدائن، ومنها إلى النهر. ففعلوا ذلك، واستعرضوا الناس، وقتلوا عبد الله بن خبّاب بن الأرتّ، وبلغ ذلك عليّا، فسار إليهم. ثم لما اجتمعوا كلّمهم واستعطفهم. فأبوا إلّا قتاله، وجرت بينهم مخاطبات تركت ذكرها.
    ثم تنادوا أن: « دعوا مخاطبة عليّ وأصحابه، وبادروا إلى الجنة. » فصاحوا: « الرواح الرواح إلى الجنة! »
    علي يعبئ ويرفع راية أمان

    فعبّى عليّ أصحابه، ورفع راية أمان مع أبي أيوب الأنصاري، فناداهم أبو أيوب فقال: « من جاء هذه الراية منكم، ممن لا يقتل ولا يستعرض، فهو آمن، ومن انصرف منكم إلى الكوفة، أو المدائن، وخرج من هذه الجماعة، فهو آمن. إنه لا حاجة لنا - بعد أن نصيب قتلة إخواننا منكم - في سفك دمائكم. » فقال فروة بن نوفل الأشجعى: « والله ما أدري: على أيّ شيء، أقاتل عليّ بن أبي طالب. » فانصرف في خمسمائة فارس. وخرج إلى عليّ منهم نحو ذلك. وكانوا أربعة آلاف، ورئيسهم عبد الله بن وهب الراسبي.
    وكان عليّ قدّم الخيل دون الرجال، وصفّ الناس وراء الخيل صفّين، وصفّ المرامية أمام الصفّ الأول، وقال لأصحابه: « كفّوا عنهم حتى يبدءوكم، فإنّهم لو قد شدّوا عليكم وخلفهم رجال، لم ينتهوا إليكم إلّا لاغبين، وأنتم له قارّون حامّون. » فأقبل الخوارج وهم يتنادون: « الرواح الرواح إلى الجنّة. » وشدّوا، فلم تثبت خيل عليّ لشدّتهم، وافترقت الخيل فرقتين: فرقة نحو الميمنة، وفرقة نحو الميسرة. وأقبلوا نحو الرجال، فاستقبلت المرامية وجوههم بالنبل، وعطفت عليهم الخيل من الميمنة والميسرة، ونهض إليهم الرجال بالرماح والسيوف، فما لبّثوهم أن أناموهم عن آخرهم.
    قال حكيم بن سعد: ما هو إلّا أن لقينا أهل النهر، فما لبّثناهم، كأنّما قيل لهم: موتوا! فماتوا.
    ولم يقتل من أصحاب عليّ إلّا سبعة، واستخرج ذو الثديّة، على الحكاية المعروفة، وخبره مشهور. وانصرف عليّ إلى معكسره بالنخيلة من ظاهر الكوفة، وأمر الناس أن يسيروا على تعبئتهم إلى الشام.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #87
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    استبدال الشام بالنهر

    وقد كان عليّ همّ بالخروج إلى الشام قبل. فلما عظمت الشوكة من الخوارج، وأخذوا في الاستعراض، وقتلوا الصالحين، قال الناس: « يا أمير المؤمنين، علام تخلّف هؤلاء المارقة وراءنا، يخلفوننا في أبنائنا ونساءنا بالقتل، فنبدأ بهم.
    ولما انصرف إلى معسكره بالنخيلة، أمرهم أن يوطّنوا أنفسهم على الجهاد، وأن يسيروا إلى عدوهم. فتسلّلوا من معسكرهم، فدخلوا إلّا رجالا قليلا من وجوه الناس، وترك المعسكر.
    فلما رأى ذلك عليّ، دخل الكوفة، وانكسر عليه رأيه في المسير، وذلك في سنة ثمان وثلاثين.
    ثم جرت بين عليّ وأصحابه خطوب ومخاطبات يستنهضهم ويأبون، ويخطب فيهم ويستمدّهم، ويستدعى نصرهم، ويستبطئهم، فيتثاقلون، وخطبه مشهورة معروفة.
    إلى أن طمع معاوية في العراق، وبثّ دعاته سرّا وجهرا إلى البصرة يطلب دم عثمان، وسرّب خيله في أطراف عليّ فأنفذ النعمان بن بشير في ألفى رجل إلى عين التمر، وبها مالك بن كعب في ألف رجل من قبل عليّ. فلما سمع القوم به، تسلّلوا إلى الكوفة حتى بقي مالك في مائة رجل، وكتب إلى عليّ يخبره، واستمدّه.
    فخطب عليّ، وأمرهم بالخروج، فتثاقلوا. فواقعهم مالك في من تبعه، وأمر أصحابه أن يجعلوا حيطان المدينة في ظهورهم ويقاتلوا. وكتب إلى محنف بن سليم أن يمدّه وهو قريب منه وقاتلهم ابن كعب في العصابة التي معه أشدّ قتال يكون.
    اتفاق جيد وقع لمالك حتى هزم النعمان ومن معه

    ووجّه محنف ابنه إليه، عبد الرحمن، في خمسين رجلا. فانتهوا إلى مالك وأصحابه وقد كسروا جفون سيوفهم واستقتلوا. فلما رءاهم أهل الشام، وذلك عند المساء، ظنّوا أنّ لهم مددا، فانهزموا، واتبعهم مالك، فقتل منهم ثلاثة نفر، ومضوا على وجوههم. فأما غيره من سرايا معاوية، فإنّهم كانوا يظفرون ويقتلون ويغنمون وينصرفون.
    وأما من حصل من قبل بالبصرة لأجل التضريب بين الناس، فإنّه بلغ ما أراد، ووقعت الفتنة والعصبية، فطمع أهل فارس، وكرمان في عمّال عليّ، فغلب أهل كلّ ناحية على ما يليهم، فأخرجوا عمّالهم.
    فاستشار عليّ أصحابه في من يضبط به فارس وكرمان. فقال ابن عباس: « أدلّك على رجل صليب الرأي عالم بالسياسة، كاف، وليّ. » قال: « من هو؟ » قال: « زياد. » قال: « هو لها. » فتوجّه ابن عباس إلى عمله بالبصرة. وكان زياد يخلفه بها. فضمّ إليه أربعة آلاف رجل، وولّى فارس، فدوّخها حتى استقاموا.
    ذكر سياسة زياد لهذا الوجه

    حدّث قوم من أهل فارس قالوا: ورد زياد نواحي فارس، وهي تضطرم. فلم يزل يبعث إلى رؤسائها، يعد من نصره ويمنّيه، ويخوّف من خالفه ويوعده، ويضرّب بعضهم ببعض، ويدارى من يرى مداراته، حتى دلّ بعضهم على عورة بعض، وهربت طائفة، وأقامت طائفة، يقتل بعضها بعضا، حتى صفت له فارس، فلم يلق فيها جمعا، ولا حربا، ولم يقف موقفا واحدا للقتال. وفعل مثل ذلك بكرمان حتى صفت أيضا له.
    فقال الناس: « ما رأينا سيرة أشبه بسيرة كسرى أنوشروان، من سيرة هذا العربيّ، في اللين، والمداراة، والعلم بما يأتى. »
    دخول بسر بن أرطاة المدينة ومكة وهروب عمال علي

    ثم كثرت غارات معاوية على أطراف عليّ، ووجّه بسر بن أرطاة إلى الحجاز.
    فدخل المدينة ومكة، وهرب عمال عليّ، وقتل شيعة عليّ. ومضى نحو اليمن، وكان على اليمن عبيد الله بن العباس، فهرب إلى الكوفة، واستخلف عبد الله بن عبد المدان، فأتاه بسر، فقتله، ولحق ثقل عبد الله وفيه ابنان له صغيران، فقتلهما، وبلغ ذلك عليّا، فوجّه جارية بن قدامة في ألفين، ووهب بن مسعود في ألفين.
    فسار جارية حتى أتى نجران، وقتل خلقا من شيعة عثمان، وهرب بسر منه، وتبعه حتى دخل مكة والمدينة، وأرجف الناس بموت عليّ. فأخذ الناس ببيعة الحسن بن عليّ، فأبوا، ثم خافوه، فبايعوه، فأقام مدة، ثم انصرف إلى الكوفة.
    العراق لعلي والشام لمعاوية

    ثم جرت مكاتبات كثيرة بين عليّ وبين معاوية، استقرّ آخرها على وضع الحرب بينهما، ويكون لعليّ العراق، ولمعاوية الشام، لا يدخل أحدهما على صاحبه في عمله بجيش، [ ولا غارة ] ولا غزوة، وأن يضعا السيف، ولا يريقا دماء المسلمين، فتراضيا على ذلك.
    تحالف الخوارج لقتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص

    واجتمع بعد ذلك نفر ممن يرى رأى الخوارج، فتذاكروا أصحاب النهر، وترحّموا عليهم، وعابوا ولاتهم، وقالوا: « ما نصنع بالبقاء بعدهم؟ فلو قتلنا أئمة الضلال، لرجونا الأجر والثواب. » فتحالف عبد الرحمن بن ملجم، والبرك بن عبد الله، وعمرو بن بكر التميمي أن يأتى كلّ واحد منهم واحدا من الأئمة الثلاثة يعنون: عليّا، ومعاوية، وعمرو بن العاص، فيغتالونهم.
    فأمّا ابن ملجم فقال: « أنا أكفيكم عليّ بن أبي طالب. » وكان من أهل مصر. وقال البرك بن عبد الله: « أنا أكفيكم معاوية. » وقال عمرو بن بكر: « أنا أكفيكم عمرو بن العاص. » فتعاهدوا، وتواثقوا، وأخذوا أسيافهم وسمّوها، واتّعدوا لسبع عشرة من شهر رمضان، أن يثب كلّ واحد منهم على صاحبه الذي توجّه له.
    ما جرى بين ابن ملجم وقطام في الكوفة وتعاونهما على قتل علي

    فأما ابن ملجم، فإنّه دخل الكوفة، ورأى امرأة يقال لها: قطام، وكان عليّ قتل أباها وأخاها يوم النهر، وكانت فائقة الجمال، فالتبست بعقله، ونسي حاجته التي جاء لها، فخطبها، فقالت: « لا أتزوّجك حتى تشترط إليّ. » فقال: « ما شرطك؟ » قالت: « ثلاثة آلاف، وعبد، وقينة، وقتل عليّ! » قال: « هو لك، وو الله ما وردت إلّا لقتل عليّ. » قالت: « فأنا ألتمس لك من يساعدك على أمرك. » فطلبت له رجلا من قومها، والتمس عبد الرحمن آخر، فصاروا ثلاثة، وأخذوا أسيافهم في الليلة التي واعد عبد الرحمن بن ملجم أصحابه، وجلسوا مقابلي السدّة التي يخرج منها عليّ للصلاة.
    فلما خرج، ضربه ابن ملجم، وأقرنه، وهرب، وتصايح الناس، فأخذ ابن ملجم، وحمل إلى عليّ.
    فلما رءاه، قال: « أى عدوّ الله! ألم أحسن إليك؟ »
    قال: « بلى. » قال: « فما حملك على هذا؟ » قال: « شحذته أربعين صباحا، فسألت الله أن يقتل به شرّ خلقه. » فقال عليّ: « لا أراك إلّا مقتولا به، ولا أراك إلّا شرّ خلق الله. » ثم مات عليّ بن أبي طالب وذلك في شهر رمضان سنة أربعين.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #88
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    قتل ابن ملجم وحرقه

    وأحضر الحسن بن عليّ بن أبي طالب - عليهما السلام - ابن ملجم. فلما دخل عليه، قال: « هل لك في خصلة؟ إني والله ما أعطيت الله عهدا إلّا وفيت به، وكنت أعطيت الله عهدا عند الحطيم أن أقتل معاوية وعليّا، أو أموت دونهما، فإن شئت خلّيت بيني وبينه، ولك الله عليّ إن لم أقتله، أو قتلته ثم بقيت، أن آتيك حتى أضع يدي في يدك. »
    فقال له الحسن: « أما والله، حتى تعاين النار فلا! » ثم قدّمه، فضرب عنقه. ثم أخذه الناس، فأدرجوه في بواريّ، ثم أحرقوه بالنار.
    ما كان من أمر برك ومعاوية

    وأمّا البرك، فإنّه قعد لمعاوية، فلما خرج للصلاة، ضربه بالسيف، فوقع في أليته، فأخذ فقال: « إنّ عندي خبرا أسرّك به، فإن أخبرتك، أينفعنى ذلك؟ » قال: « نعم. » قال: « إنّ عليّا قتله أخ لي في هذه الليلة. » وحدّثه الحديث.
    قال: « فلعلّه لم يقدر على ذلك. » قال: « بلى، إنّ عليّا يخرج وحده، وليس معه من يحرسه. » فأمر به معاوية، فضربت عنقه.
    ما كان من أمر عمرو بن بكر وعمرو بن العاص

    وأمّا عمرو بن بكر، فجلس لعمرو بن العاص، وكان اشتكى بطنه، فأمر خارجة بن أبي حبيبة، وكان على شرطه، ليصلّى بالناس. فخرج، وشدّ عليه ابن بكر، وهو يرى أنه عمرو، فضربه فقتله. فأخذه الناس، فانطلقوا به إلى عمرو، وسلّموا عليه بالإمرة، فقال: « من هذا؟ » قالوا: « عمرو. » قال: « فمن قتلت؟ » قالوا: « خارجة. » قال: « والله يا فاسق، ما ظننته غيرك. » قال عمرو: « أردتنى، وأراد الله خارجة. » وقدّمه عمرو، وقتله.
    ما قالته عائشة في قتل علي

    ولما انتهى إلى عائشة قتل عليّ، قالت:
    فألقت عصاها واستقرّت بها النّوى ** كما قرّ عينا بالإياب المسافر
    وقالت: « من قتله؟ » قيل: « رجل من مراد. » قالت:
    فإن يك نائيا فلقد نعاه ** نعاة ليس في فيها التّراب
    أسماء كتاب علي بن أبي طالب صلوات الله عليه

    كتب له سعيد بن نمران الهمداني، وكان يكتب له عبد الله بن جعفر أيضا، وعبيد الله بن أبي رافع.
    وحكى عن عبيد الله أنه قال: كتبت بين يدي عليّ فقال: « ألق دواتك، وأطل سنّى قلمك، وفرّج بين السطور، وقرمط بين الحروف. » وكنّا ذكرنا أنه استكتب زيادا على خراج البصرة وديوانها لمّا استخلف ابن عباس عليها.
    ولزياد سياسات يصلح أن تذكر في هذا الكتاب، فإنّا إنما نذكر كتّاب الخلفاء لأجل ما عزمنا على ذكر سياستهم، ولم يمض إلى هذا الوقت أحد منهم عرفت له سياسة غير زياد، ونحن نذكر ذلك في آخر أيّام معاوية، إن شاء الله
    بيعة الحسن بن علي

    وبويع الحسن بالخلافة في سنة أربعين، وأوّل من بايعه قيس بن سعد، وكان قيس على مقدّمة أهل العراق، ويقال: إنّهم كانوا أربعين ألفا، بايعوا عليّا على الموت. »
    نزع قيس وتأمير عبيد الله بن عباس

    ولمّا قتل عليّ، واستخلف أهل العراق الحسن، كان الحسن لا يريد القتال، ولكنّه يريد أن يأخذ لنفسه ما استطاع من معاوية، ثم يدخل في الجماعة. وعرف الحسن أن قيس بن سعد لا يوافقه على رأيه، فنزعه، وأمر عبيد الله بن عبّاس، وعلم عبيد الله بالذي يريد الحسن أن يأخذ لنفسه. فكتب إلى معاوية يسأله الأمان ويشترط لنفسه على الأموال التي أصاب، فشرط له ذلك معاوية.
    ذكر مكيدة لمعاوية

    يقال: إنّ معاوية دسّ إلى عسكر الحسن بن عليّ، حين نزل المدائن، وعلى مقدمته قيس بن سعد في اثنى عشر ألفا، وذلك قبل أن ينزعه، وكان معاوية أقبل من الشام، فنزل مسكن، فدسّ معاوية من نادى في عسكر الحسن: « ألا إنّ قيس بن سعد قد قتل، فانفروا! » فنفروا بسرادق الحسن، حتى نازعوه بساطا كان تحته، وجرحوه، فخرج الحسن حتى نزل المقصورة البيضاء بالمدائن.
    كتاب كتبه الحسن إلى معاوية في الصلح

    وكتب حينئذ الحسن بن عليّ إلى معاوية يطلب الأمان، فقال الحسن للحسين وعبد الله بن جعفر: « إني كتبت إلى معاوية في الصلح. » فقال له الحسين: « أنشدك الله أن تصدّق أحدوثة معاوية، وتكذّب أحدوثة عليّ. » فقال الحسن: « اسكت، فإني أعلم بالأمر منك. » واشترط الحسن على معاوية: على أن يجعل له ما في بيت ماله. وخراج دارابجرد. وعلى أن لا يشتم عليّ وهو يسمع.
    وكان الذي في بيت المال بالكوفة خمسة آلاف ألف.
    ذكر حيلة واتفاق طريف في هذا الشرط

    كان معاوية أرسل قبل أن ترد عليه صحيفة الحسن بالشرط، بصحيفة بيضاء مختوم على أسفلها، وكتب إليه أن: « اشترط في هذه الصحيفة التي ختمت أسفلها ما شئت، فهو لك. » ولمّا أتت الحسن هذه الصحيفة، اشترط فيها أضعاف الشروط التي كان سألها قبل ذلك، وأمسكها عنده، وأمسك معاوية صحيفة الحسن التي كان كتبها. فلمّا التقى معاوية والحسن، سأله الحسن أن يعطيه الشروط التي في السجل الذي ختمه معاوية في أسفله، فأبى معاوية أن يعطيه، وقال: « ما لك إلّا ما سألتنيه بخطّك. » فاختلفا، وتنازعا، ولم ينفّذ للحسن من تلك الشروط شيئا.
    معاوية يكايد قيس بن سعد

    ثم إنّ الناس اجتمعوا إلى قيس بن سعد، وتعاقدوا على قتال معاوية.
    فلمّا فرغ معاوية من عبيد الله والحسن، خلص إلى مكايدة رجل هو أهمّ إليه، وأبلغ مكيدة، ومعه أربعون ألفا. فراسله يذكّره بالله، ويقول له: « على طاعة من تقاتل؟ قد بايعنى الذي أعطيته طاعتك. » وأبي قيس أن يلين له حتى بعث إليه معاوية بسجلّ ختم في أسفله، وقال: « أكتب ما شئت في هذا السجل، فهو لك. » واشترط قيس له ولشيعة عليّ الأمان، على ما أصابوا من الدماء، والأموال، ولم يسأل معاوية في سجلّه ذلك مالا، فأعطاه معاوية ذلك.
    الدهاة الخمسة

    وكان قيس يعدّ في الدهاة، وكانوا خمسة يومئذ، وهم: معاوية، وعمرو بن العاص، والمغيرة ابن شعبة، وقيس بن سعد، وعبد الله بن بديل. وكان قيس [ و ] عبد الله بن بديل مع عليّ، والمغيرة بن شعبة معتزلا بالطائف، حتى حكّم الحكمان.
    ما قاله الحسن بن علي في خطبته بعد الصلح وقبل أن يغادر الكوفة إلى المدينة

    ولمّا تمّ الصلح بين الحسن ومعاوية، قام الحسن في الناس خطيبا بالكوفة، فقال: « يا أهل العراق! إنّه سخّى بنفسي عنكم ثلاث: قتلكم أبي، وطعنكم إيّاى، وانتهابكم متاعي. » وبرأ الحسن من جراحته، فتحوّل إلى المدينة. وحال أهل البصرة بينه وبين خراج دارابجرد، وقالوا: « فيئنا. » ولمّا دخل المدينة، تلقّاه الناس، فصاحوا: « يا مذلّ العرب! »
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني


  • صفحة 22 من 22 الأولىالأولى ... 12202122

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. اختفاء 4 بحارة بنغلادشيين في طرطوس منذ أيام
      بواسطة Syria News في المنتدى أخــبار ســــــوريا Syria news 24/24
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 05-05-2010, 07:50 PM
    2. تجارب على شريان دم صناعي
      بواسطة سارة في المنتدى ملتقى أخبار الانترنت والكمبيوتر والعلوم الحيوية Internet and Computer Forum
      مشاركات: 1
      آخر مشاركة: 04-28-2010, 10:04 PM
    3. تجارب على مواد نانو مترية
      بواسطة سارة في المنتدى ملتقى أخبار الانترنت والكمبيوتر والعلوم الحيوية Internet and Computer Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 04-17-2010, 08:07 PM
    4. أطعمة خاصة بالمتزوجين تحارب العجز
      بواسطة Dr.Ibrahim في المنتدى ملتقى الطلاب السوريين المغتربين في مجال الطب Medical Students
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 04-07-2010, 10:46 PM
    5. أشعة الشمس تحارب مرض السرطان!
      بواسطة Dr.Ibrahim في المنتدى ملتقى الطلاب السوريين المغتربين في مجال الطب Medical Students
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 03-09-2010, 05:49 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1