صفحة 23 من 27 الأولىالأولى ... 132122232425 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 89 إلى 92 من 108

الموضوع: تاريخ الرسل والملوك(الجزء الخامس)

العرض المتطور

عاشق الوطنية تاريخ الرسل والملوك(الجزء... 08-05-2010, 07:23 PM
عاشق الوطنية تكتيب الكتائب وتعبئة الناس... 08-05-2010, 07:24 PM
عاشق الوطنية قال أبو مخنف: حدثني عبد... 08-05-2010, 07:28 PM
عاشق الوطنية وحمل عليهم حتى كشفهم، فألحقهم... 08-05-2010, 07:29 PM
عاشق الوطنية ثم حمل عبد الله بن الطفيل... 08-05-2010, 07:29 PM
عاشق الوطنية هشام، عن أبي مخنف، قال: حدثني... 08-05-2010, 07:32 PM
عاشق الوطنية قال أبو مخنف؛ عن عبد الرحمن... 08-05-2010, 07:32 PM
عاشق الوطنية قال ابن شهاب: فقام معاوية... 08-05-2010, 07:33 PM
عاشق الوطنية ذكر الخبر عن ذلك ذكر علي بن... 08-05-2010, 07:33 PM
عاشق الوطنية عمرو: خبرني ما رأيك؟ قال:... 08-05-2010, 07:34 PM
عاشق الوطنية إلا إن هذين الرجلين اللذين... 08-05-2010, 07:34 PM
عاشق الوطنية قال أبو مخنف: حدثني يوسف بن... 08-05-2010, 07:35 PM
عاشق الوطنية قال أبو مخنف: حدثني عمران بن... 08-05-2010, 07:36 PM
عاشق الوطنية قال: فخرج الأشتر من عند علي... 08-05-2010, 07:36 PM
عاشق الوطنية أما بعد، فقد جاءني كتابك تذكر... 08-05-2010, 07:37 PM
عاشق الوطنية قال هشام، عن أبي مخنف: قال:... 08-05-2010, 07:38 PM
عاشق الوطنية ينادي الخناق وخمانها ** وقد... 08-05-2010, 07:43 PM
عاشق الوطنية قال: ثم خرجنا حتى أتينا نفر،... 08-05-2010, 07:43 PM
عاشق الوطنية قال: فقدمت عليه بهذا الكتاب،... 08-05-2010, 07:44 PM
عاشق الوطنية قال: وكتب معقل بن قيس إلى... 08-05-2010, 07:48 PM
عاشق الوطنية ثم دخلت سنة تسع وثلاثين ... 08-05-2010, 07:49 PM
عاشق الوطنية ثم دخلت سنة أربعين ذكر ما... 08-05-2010, 07:50 PM
عاشق الوطنية لئن كان حجار بن أبجر مسلمًا... 08-05-2010, 07:50 PM
عاشق الوطنية ذكر الخبر عن قدر مدة خلافته ... 08-05-2010, 07:51 PM
عاشق الوطنية قال زياد بن عبد الله، عن... 08-05-2010, 07:51 PM
عاشق الوطنية ذكر خبرهم حدثت عن زياد، عن... 08-05-2010, 07:56 PM
عاشق الوطنية ثم دخلت سنة اثنتين وأربعين ... 08-05-2010, 07:59 PM
عاشق الوطنية فقال: يا أمير المؤمنين، إن... 08-05-2010, 08:01 PM
عاشق الوطنية فبلغ الخبر المغيرة بن شعبة أن... 08-05-2010, 08:03 PM
عاشق الوطنية مقتل عمار بن ياسر قال أبو... 08-05-2010, 07:31 PM
عاشق الوطنية فقال معقل بن قيس: سندعوهم... 08-05-2010, 08:04 PM
عاشق الوطنية قال: فاستجمع من أهل القوة... 08-05-2010, 08:06 PM
عاشق الوطنية ذكر ولاية عبد الله بن خازم... 08-05-2010, 08:08 PM
عاشق الوطنية قال: فرجعت إلى صاحبي فأخبرته... 08-05-2010, 08:08 PM
عاشق الوطنية بمثلي فافزعي يا أم عمرٍو **... 08-05-2010, 08:12 PM
عاشق الوطنية ثم دخلت سنة خمسين ذكر ما... 08-05-2010, 08:18 PM
عاشق الوطنية وذكر محمد بن عمر، أنه حدثه... 08-05-2010, 08:19 PM
عاشق الوطنية قال ابن سعد: قال أبو عبيدة:... 08-05-2010, 08:19 PM
عاشق الوطنية قال هشام بن محمد؛ عن أبي... 08-05-2010, 08:21 PM
عاشق الوطنية قال هشام، عن أبي مخنف، قال:... 08-05-2010, 08:22 PM
عاشق الوطنية قال هشام بن عروة: حدثني... 08-05-2010, 08:22 PM
عاشق الوطنية فأقبل يزيد بن حجية حتى مر بهم... 08-05-2010, 08:23 PM
عاشق الوطنية قال أبو مخنف: وحدثني عبد... 08-05-2010, 08:24 PM
عاشق الوطنية لحا الله قتل الحضرميين وائلا... 08-05-2010, 08:25 PM
عاشق الوطنية ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين ... 08-05-2010, 08:25 PM
عاشق الوطنية ذكر سبب ولاية ذلك حدثني... 08-05-2010, 08:26 PM
عاشق الوطنية قال عمر: حدثني علي بن محمد،... 08-05-2010, 08:26 PM
عاشق الوطنية ثم دخلت سنة سبع وخمسين ... 08-05-2010, 08:27 PM
عاشق الوطنية ثم دخلت سنة تسع وخمسين ... 08-05-2010, 08:28 PM
عاشق الوطنية الأبيات! لا تعودن إلى مثلها،... 08-05-2010, 08:28 PM
عاشق الوطنية إذا مت مات الجود وانقطع الندى... 08-05-2010, 08:29 PM
عاشق الوطنية حدثني عبد الله، قال: حدثني... 08-05-2010, 08:29 PM
عاشق الوطنية وأما ابن الزبير، فقال: الآن... 08-05-2010, 08:30 PM
عاشق الوطنية ذكر الخبر عن مراسلة الكوفيين... 08-05-2010, 08:30 PM
عاشق الوطنية وتلاقت الرسل كلها عنده، فقرأ... 08-05-2010, 08:31 PM
عاشق الوطنية أما بعد، فوالله ما تقرن بي... 08-05-2010, 08:32 PM
عاشق الوطنية اسقنيها وإن كانت فيها نفسي،... 08-05-2010, 08:33 PM
عاشق الوطنية قال أبو مخنف: فحدثني المجالد... 08-05-2010, 08:33 PM
عاشق الوطنية قال أبو مخنف: فحدثني قدامة بن... 08-05-2010, 08:34 PM
عاشق الوطنية قال أبو مخنف: عن أبي جناب... 08-05-2010, 08:35 PM
عاشق الوطنية قال: ثم إن الحسين أقبل حتى مر... 08-05-2010, 08:37 PM
عاشق الوطنية فقال له أبو برزة: ارفع قضيبك،... 08-05-2010, 08:38 PM
عاشق الوطنية وكان مسلم ابن عقيل قد كان كتب... 08-05-2010, 08:38 PM
عاشق الوطنية ثم دخلت سنة إحدى وستين ... 08-05-2010, 08:39 PM
عاشق الوطنية قال: فلما انتهوا إلى الحسين... 08-05-2010, 08:40 PM
عاشق الوطنية قال: فبعث عمر بن سعد إلى... 08-05-2010, 08:40 PM
عاشق الوطنية قال أبو مخنف: عن الحارث بن... 08-05-2010, 08:41 PM
عاشق الوطنية قال: وقال زهير بن القين:... 08-05-2010, 08:42 PM
عاشق الوطنية يسمع جل الناس: أيها الناس؛... 08-05-2010, 08:42 PM
عاشق الوطنية قال أبو مخنف: حدثني أبو جناب،... 08-05-2010, 08:43 PM
عاشق الوطنية قال أبو مخنف: عن ثابت بن... 08-05-2010, 08:43 PM
عاشق الوطنية أقسم لو كنا لكم أعدادا ** أو... 08-05-2010, 08:44 PM
عاشق الوطنية قال أبو مخنف: حدثني عبد الله... 08-05-2010, 08:45 PM
عاشق الوطنية قال: وزعموا أن العباس بن علي... 08-05-2010, 08:46 PM
عاشق الوطنية قال أبو مخنف، عن جعفر بن محمد... 08-05-2010, 08:46 PM
عاشق الوطنية قال أبو مخنف: وأما سليمان بن... 08-05-2010, 08:47 PM
عاشق الوطنية قال هشام: وأما عوانة بن الحكم... 08-05-2010, 08:47 PM
عاشق الوطنية ذكر أسماء من قتل من بني هاشم... 08-05-2010, 08:48 PM
عاشق الوطنية ذكر سبب توليته إياه حدثني... 08-05-2010, 08:49 PM
عاشق الوطنية قال: فلما بلغته الرسل الرسالة... 08-05-2010, 08:50 PM
عاشق الوطنية ثم دخلت سنة ثلاث وستين ... 08-05-2010, 08:51 PM
عاشق الوطنية ولما مضت الأيام الثلاثة قال:... 08-05-2010, 08:52 PM
عاشق الوطنية قال هشام، عن أبي مخنف: وخرج... 08-05-2010, 08:52 PM
عاشق الوطنية كيف ترى صنيع أم فروه **... 08-05-2010, 08:53 PM
عاشق الوطنية ذكر الخبر عما كان من أمر عبيد... 08-05-2010, 08:54 PM
عاشق الوطنية قال يونس: وكان في بيت مال... 08-05-2010, 08:54 PM
عاشق الوطنية قال: فحضر الناس، وحضرت معهم... 08-05-2010, 08:55 PM
عاشق الوطنية فحدثني زهير، قال: حدثنا أبو... 08-05-2010, 08:55 PM
عاشق الوطنية ذكر الخبر عن عزلهم عمرو بن... 08-05-2010, 08:56 PM
عاشق الوطنية حدثني عمر، قال: حدثني زهير بن... 08-05-2010, 08:57 PM
عاشق الوطنية وقد حدثت عن ابن سعد، عن محمد... 08-05-2010, 08:57 PM
عاشق الوطنية قال: ويقال: إنه لما قدم عبيد... 08-05-2010, 08:58 PM
عاشق الوطنية قال: وحدثنا أبو السري... 08-05-2010, 08:59 PM
عاشق الوطنية ثم إن هؤلاء النفر الخمسة... 08-05-2010, 09:00 PM
عاشق الوطنية قال أبو مخنف لوط بن يحيى، عن... 08-05-2010, 09:01 PM
عاشق الوطنية يا عبيدة بن هلال، صف لهذا... 08-05-2010, 09:02 PM
عاشق الوطنية فأقبل به زائدة حتى دفعه، فدعا... 08-05-2010, 09:02 PM
عاشق الوطنية قال: فخرج المختار، وخرجت معه،... 08-05-2010, 09:03 PM
عاشق الوطنية ثم دخلت سنة خمس وستين ذكر... 08-05-2010, 09:08 PM
عاشق الوطنية قال أبو مخنف: عن سعد بن مجاهد... 08-05-2010, 09:08 PM
عاشق الوطنية قال هشام: قال أبو مخنف، عن... 08-05-2010, 09:09 PM
عاشق الوطنية قال: فحمل علينا ربيعة بن... 08-05-2010, 09:09 PM
عاشق الوطنية ألم خيالٌ منك يا أم غالب **... 08-05-2010, 09:10 PM
عاشق الوطنية ذكر خبر حدوث الطاعون الجارف ... 08-05-2010, 09:11 PM
عاشق الوطنية وخرجت الخوارج على ميمنتهم... 08-05-2010, 09:11 PM
عاشق الوطنية ذكر خبر بناء عبد الله بن... 08-05-2010, 09:12 PM
عاشق الوطنية حدثني عمر قال: حدثنا علي قال:... 08-05-2010, 08:17 PM
عاشق الوطنية يؤم بها الموماة من لا يرى له... 08-05-2010, 08:21 PM

  1. #1
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 37
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 485
    Array

    ذكر الخبر عن عزلهم عمرو بن حريث وتأميرهم عامرا

    قال أبو جعفر: ذكر الهيثم بن عدي، قال: حدثنا ابن عياش، قال: كان أول من جمع له المصران: الكوفة والبصرة زيادًا وابنه، فقتلا من الخوارج ثلاثة عشر ألفًا، وحبس عبيد الله منهم أربعة آلاف، فلما هلك يزيد قام خطيبًا، فقال: إن الذي كنا نقاتل عن طاعته قد مات، فإن أمرتموني جبيت فيئكم، وقاتلت عدوكم. وبعث بذلك إلى أهل الكوفة مقاتل ابن مسمع وسعيد بن قرحا، أحد بني مازن، وخليفته على الكوفة عمرو بن حريث، فقاما بذلك، فقام يزيد بن الحارث بن رويم الشيباني فقال: الحمد لله الذي أراحنا من ابن سمية، لا ولا كرامة! فأمر به عمرو فلبب ومضي به إلى السجن، فحالت بكر بينهم وبينه، فانطلق يزيد إلى أهله خائفًا، فأرسل إليه محمد بن الأشعث: إنك على رأيك، وتتابعت عليه الرسل بذلك، وصعد عمرو المنبر فحصبوه، فدخل داره، واجتمع الناس في المسجد فقالوا: نؤمر رجلًا إلى أن يجتمع الناس على خليفة، فأجمعوا على عمر بن سعد، فجاءت نساء همدان يبكين حسينًا، ورجالهم متقلدو السيوف، فأطافوا بالمنبر، فقال محمد بن الأشعث: جاء أمرٌ غير ما كنا فيه، وكانت كندة تقوم بأمر عمر بن سعد لأنهم أخواله، فاجتمعوا على عامر ابن مسعود، وكتبوا بذلك إلى ابن الزبير، فأقره.
    وأما عوانة بن الحكم؛ فإنه قال فيما ذكر هشام بن محمد عنه: لما بايع أهل البصرة عبيد الله بن زياد بعث وافدين من قبله إلى الكوفة: عمرو بن مسمع، وسعد بن القرحا التميمي، ليعلم أهل الكوفة ما صنع أهل البصرة، ويسألانهم البيعة لعبيد الله بن زياد، حتى يصطلح الناس، فجمع الناس عمرو بن حريث، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن هذين الرجلين قد أتياكم من قبل أميركم يدعوانكم إلى أمر يجمع الله به كلمتكم، ويصلح به ذات بينكم، فاسمعوا منهما، واقبلوا عنهما، فإنهما برشدٍ ما أتياكم.
    فقام عمرو بن مسمع، فحمد الله وأثنى عليه، وذكر أهل البصرة واجتماع رأيهم على تأمير عبيد الله بن زياد حتى يرى الناس رأيهم فيمن يولون عليهم؛ وقد جئناكم لنجمع أمرنا وأمركم فيكون أميرنا وأميركم واحدًا، فإنما الكوفة من البصرة والبصرة من الكوفة، وقام ابن القرحا فتكلم نحوًا من كلام صاحبه. قال: فقام يزيد بن الحارث بن يزيد الشيباني - وهو ابن رويم - فحصبهما أول الناس، ثم حصبهما الناس بعد، ثم قال: أنحن نبايع لابن مرجانة! لا ولا كرامة؛ فشرفت تلك الفعلة يزيد في المصر ورفعته، ورجع الوفد إلى البصرة فأعلم الناس الخبر فقالوا: أهل الكوفة يخلعونه، وأنتم تولونه وتبايعونه! فوثب به الناس، وقال: ما كان في ابن زياد وصمةٌ إلا استجارته بالأزد.
    قال: فلما نابذه الناس استجار بمسعود بن عمرو الأزدي، فأجاره ومنعه، فمكث تسعين يومًا بعد موت يزيد، ثم خرج إلى الشأم، وبعثت الأزد وبكر ابن وائل رجالًا منهم معه حتى أوردوه الشأم، فاستخلف حين توجه إلى الشأم مسعود بن عمرو على البصرة، فقالت بنو تميم وقيس: لا نرضى ولا نجيز ولا نولي إلا رجلًا ترضاه جماعتنا، فقال مسعود: فقد استخلفني فلا أدع ذلك أبدًا؛ فخرج في قومه حتى انتهى إلى القصر فدخله، واجتمعت تميم إلى الأحنف بن قيس فقالوا له: إن الأزد قد دخلوا المسجد؛ قال: ودخل المسجد فمه! إنما هو لكم ولهم، وأنتم تدخلونه؛ قالوا: فإنه قد دخل القصر، فصعد المنبر. وكانت خوارج قد خرجوا، فنزلوا بنهر الأساورة حين خرج عبيد الله بن زياد إلى الشأم، فزعم الناس أن الأحنف بعث إليهم أن هذا الرجل الذي قد دخل البصر لنا ولكم عدو، فما يمنعكم من أن تبدءوا به! فجاءت عصابةٌ منهم حتى دخلوا المسجد، ومسعود بن عمرو على المنبر يبايع من أتاه، فيرميه علج يقال له: مسلم من أهل فارس، دخل البصرة فأسلم ثم دخل في الخوارج، فأصاب قلبه فقتله وخرج، وجال الناس بعضهم في بعض فقالوا: قتل مسعود بن عمرو، قتلته الخوارج، فخرجت الأزد إلى تلك الخوارج فقالوا لهم: تعلمون أن بني تميم يزعمون أنهم قتلوا مسعود بن عمرو، فبعثت الأزد تسأل عن ذلك؛ فإذا أناسٌ منهم يقولونه، فاجتمعت الأزد عند ذلك فرأسوا عليهم زياد بن عمرو العتكي، ثم ازدلفوا إلى بني تميم وخرجت مع بني تميم قيس، وخرج مع الأزد مالك بن مسمع وبكر بن وائل فأقبلوا نحو بني تميم. وأقبلت تميم إلى الأحنف يقولون: قد جاء القوم، اخرج. وهو متمكث، إذ جاءته امرأةٌ من قومه بمجمر فقالت: يا أحنف اجلس على هذا، أي إنما أنت امرأة؛ فقال: استك أحق بها، فما سمع منه بعد كلمةٌ كانت أرفث منها، وكان يعرف بالحلم. ثم إنه دعا برايته فقال: اللهم انصرها ولا تذللها، وإن نصرتها ألا يظهر بها ولا يظهر عليها؛ اللهم احقن دماءنا، وأصلح ذات بيننا. ثم سار وسار ابن أخيه إياس بن معاوية بين يديه، فالتقى القوم فاقتتلوا أشد القتال، فقتل من الفريقين قتلى كثرة، فقالت لهم بنو تميم: الله الله يا معشر الأزد في دائنا ودمائكم! بيننا وبينكم القرآن ومن شئتم من أهل الإسلام، فإن كانت لكم علينا بينةٌ أنا قتلنا صاحبكم، فاختاروا أفضل رجل فينا فاقتلوه بصاحبكم، وإن لم تكن لكم بينة فإنا نحلف بالله ما قتلنا ولا أمرنا، ولا نعلم لصاحبكم قاتلًا، وإن لم تريدوا ذلك فنحن ندي صاحبكم بمائة ألف درهم. فاصطلحوا، فأتاهم الأحنف بن قيس في وجوه مضر إلى زياد بن عمرو العتكي، فقال: يا معشر الأزد، أنتم جيرتنا في الدار، وإخوتنا عند القتال، وقد أتيناكم في رحالكم لإطفاء حشيشتكم، وسل سخيمتمك، ولكم الحكم مرسلًا، فقولوا على أحلامنا وأموالنا، فإنه لا يتعاظمنا ذهاب شيء من أموالنا كان فيه صلاح بيننا، فقالوا: أتدون صاحبنا عشر ديات؟ قال: هي لكم؛ فانصرف الناس واصطلحوا؛ فقال الهيثم بن الأسود:
    أعلى بمسعودٍ الناعي فقلت له ** نعم اليماني تجروا على الناعي
    أوفى ثمانين ما يسطيعه أحدٌ ** فتىً دعاه لرأس العدة الداعي
    آوى ابن حرب وقد سدت مذاهبه ** فأوسع السرب منه أي إيساع
    حتى توارت به أرضٌ وعامرها ** وكان ذا ناصرٍ فيها وأشياع
    وقال عبيد الله بن الحر:
    ما زلت أرجو الأزد حتى رأيتها ** تقصر عن بنيانها المتطاول
    أيقتل مسعودٌ ولم يثأروا به ** وصارت سيوف الأزد مثل المناجل
    وما خير عقلٍ أورث الأزد ذلةً ** تسب به أحياؤهم في المحافل
    على أنهم شمطٌ كأن لحاهم ** ثعالب في أعناقها كالجلاجل
    واجتمع أهل البصرة على أن يجعلوا عليهم منهم أميرًا يصلي بهم حتى يجتمع الناس على إمام، فجعلوا عبد الملك بن عبد الله بن عامر شهرًا، ثم جعلوا ببة - وهو عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب - فصلى بهم شهرين، ثم قدم عليهم عمر بن عبيد الله بن معمر من قبل ابن الزبير، فمكث شهرًا، ثم قدم الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي بعزله، فوليها الحارث وهو القباع.
    قال أبو جعفر: وأما عمر بن شبة؛ فإنه حدثني في أمر عبد الملك بن عبد الله بن عامر بن كريز وأمر ببة ومسعود وقتله، وأمر عمر بن عبيد الله غير ما قال هشام عن عوانة. والذي حدثني عمر بن شبة في ذلك أنه قال: حدثني علي بن محمد، عن أبي مقرن عبيد الله الدهني، قال: لما بايع الناس ببة ولى ببة شرطته هميان بن عدي، وقدم على ببة بعض أهل المدينة، وأمر هميان بن عدي بإنزاله قريبًا منه، فأتى هميان دارًا للفيل مولى زياد التي في بني سليم وهم بتفريغها لينزلها إياه، وقد كان هرب وأقبل أبوابه، فمنعت بنو سليم هميان حتى قاتلوه، واستصرخوا عبد الملك بن عبد الله بن عامر بن كريز، فأرسل بخاريته ومواليه في السلاح حتى طردوا هميان ومنعوه الدار، وغدا عبد الملك من الغد إلى دار الإمارة ليسلم على ببة، فلقيه على الباب رجلٌ من بني قيس بن ثعلبة، فقال: أنت المعين علينا بالأمس! فرفع يده فلطمه، فضرب قوم من البخارية يد القيسي فأطارها؛ ويقال: بل سلم القيسي، وغضب ابن عامر فرجع، وغضبت له مضر فاجتمعت وأتت بكر بن وائل أشيم بن شقيق بن ثور فاستصرخوه، فأقبل ومعه مالك بن مسمع حتى صعد المنبر فقال: أي مضري وجدتموه فاسلبوه. وزعم بنو مسمع أن مالكًا جاء يومئذ متفضلًا في غير سلاح ليرد أشيم عن رأيه. ثم انصرفت بكر وقد تحاجزوا هم والمضرية، واغتنمت الأزد ذلك، فحالفوا بكرًا، وأقبلوا مع مسعود إلى المسجد الجامع، وفزعت تميم إلى الأحنف، فعقد عمامته على قناة، ودفعها إلى سلمة بن ذؤيب الرياحي، فأقبل بين يديه الأساورة حتى دخل المسجد ومسعود يخطب، فاستنزلوه فقتلوه، وزعمت الأزد أن الأزارقة قتلوه، فكانت الفتنة، وسفر بينهم عمر بن عبيد الله بن معمر وعبد الرحمن ابن الحارث بن هشام حتى رضيت الأزد من مسعود بعشر ديات، ولزم عبد الله بن الحارث بيته، وكان يتدين، وقال: ما كنت لأصلح الناس بفساد نفسي.
    قال عمر: قال أبو الحسن: فكتب أهل البصرة إلى ابن الزبير، فكتب إلى أنس بن مالك يأمره بالصلاة بالناس، فصلى بهم أربعين يومًا.
    حدثني عمر، قال: حدثنا علي بن محمد، قال: كتب ابن الزبير إلى عمر ابن عبيد الله بن معمر التيمي بعهده على البصرة، ووجه به إليه، فوافقه وهم متوجه يريد العمرة، فكتب إلى عبيد الله يأمره أن يصلي بالناس، فصلى بهم حتى قدم عمر.
رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #2
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 37
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 485
    Array

    حدثني عمر، قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثني أبي، قال: سمعت محمد بن الزبير، قال: كان الناس اصطلحوا على عبد الله بن الحارث الهاشمي، فولي أمرهم أربعة أشهر، وخرج نافع بن الأزرق إلى الأهواز، فقال الناس لعبد الله: إن الناس قد أكل بعضهم بعضًا؛ تؤخذ المرأة من الطريق فلا يمنعها أحد حتى تفضح؛ قال: فتريدون ماذا؟ قالوا: تضع سيفك، وتشد على الناس؛ قال: ما كنت لأصلحهم بفساد نفسي، يا غلام، ناولني نعلي، فانتعل ثم لحق بأهله، وأمر الناس عليهم عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي؛ قال أبي، عن الصعب بن زيد: إن الجارف وقع وعبد الله على البصرة، فماتت أمه في الجارف، فما وجدوا لها من يحملها حتى استأجروا لها أربعة أعلاج فحملوها إلى حفرتها، وهو الأمير يومئذ.
    حدثني عمر، قال: حدثني علي بن محمد، قال: كان ببة قد تناول في عمله على البصرة أربعين ألفًا من بيت المال، فاستودعها رجلًا، فلما قدم عمر بن عبيد الله أميرًا أخذ عبد الله بن الحارث فحبسه، وعذب مولىً له في ذلك المال حتى أغرمه إياه.
    حدثني عمر قال: حدثني علي بن محمد، عن القافلاني، عن يزيد ابن عبد الله بن الشخير، قال: قلت لعبد الله بن الحارث بن نوفل: رأيتك زمان استعملت علينا أصبت من المال، واتقيت الدم، فقال: إن تبعة المال أهون من تبعة الدم.
    ذكر الخبر عن ولاية عامر بن مسعود على الكوفة

    وفي هذه السنة ولى أهل الكوفة عامر بن مسعود أمرهم، فذكر هشام ابن محمد الكلبي، عن عوانة بن الحكم، أنهم لما ردوا وافدي أهل البصرة اجتمع أشراف أهل الكوفة، فاصطلحوا على أن يصلي بهم عامر بن مسعود - وهو عامر بن مسعود بن خلف القرشي، وهو دحروجة الجعل الذي يقول فيه عبد الله بن همام السلولي:
    اشدد يديك بزيدٍ إن ظفرت به ** واشف الأرامل من دحروجة الجعل
    وكان قصيرًا - حتى يرى الناس رأيهم، فمكث ثلاثة أشهر من مهلك يزيد بن معاوية، ثم قدم عليهم عبد الله بن يزيد الأنصاري ثم الخطمي على الصلاة، وإبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله على الخراج، فاجتمع لابن الزبير أهل الكوفة وأهل البصرة ومن بالقبلة من العرب وأهل الشأم، وأهل الجزيرة إلا أهل الأردن.
    خلافة مروان بن الحكم

    وفي هذه السنة بويع لمروان بن الحكم بالخلافة بالشأم.
    ذكر السبب في البيعة له
    حدثني الحارث، قال: حدثنا ابن سعد، قال: حدثنا محمد بن عمر، قال: لما بويع عبد الله بن الزبير ولى المدينة عبيدة بن الزبير، وعبد الرحمن بن جحدم الفهري مصر، وأخرج بني أمية ومروان بن الحكم إلى الشأم - وعبد الملك يومئذ ابن ثمان وعشرين - فلما قدم حصين بن نمير ومن معه إلى الشأم أخبر مروان بما خلف عليه ابن الزبير، وأنه دعاه إلى البيعة، فأبى فقال له ولبين أمية: نراكم في اختلاط شديد، فأقموا أمركم قبل أن يدخل عليكم شأمكم، فتكون فتنة عمياء صماء؛ فكان من رأي مروان أن يرحل فينطلق إلى ابن الزبير فيبايعه، فقدم عبيد الله بن زياد واجتمعت عنده بنو أمية، وكان قد بلغ عبيد الله ما يريد مروان، فقال له: استحييت لك مما تريد! أنت كبير قريش وسيدها، تصنع ما تصنعه! فقال: ما فات شيءٌ بعد؛ فقام معه بنو أمية ومواليهم، وتجمع إليه أهل اليمن، فسار وهو يقول: ما فات شيءٌ بعد؛ فقدم دمشق ومن معه، والضحاك بن قيس الفهري قد بايعه أهل دمشق على أن يصلي بهم؛ ويقيم لهم أمرهم حتى يجتمع أمر أمة محمد.
    وأما عوانة فإنه قال - فيما ذكر هشام عنه - إن يزيد بن معاوية لما مات وابنه معاوية من بعده، وكان معاوية بن يزيد بن معاوية - فيما بلغني - أمر بعد ولايته فنودي بالشأم: الصلاة جامعة! فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، فإني قد نظرت في أمركم فضعفت عنه، فابتغيت لكم رجلًا مثل عمر بن الخطاب رحمة الله عليه حين فزع إليه أبو بكر فلم أجده، فابتغيت لكم ستةً في الشورى مثل ستة عمر، فلم أجدها، فأنتم أولى بأمركم، فاختاروا له من أحببتم. ثم دخل منزله ولم يخرج إلى الناس، وتغيب حتى مات. فقال بعض الناس: دس إليه فسقي سمًا، وقال بعضهم: طعن.
    رجع الحديث إلى حديث عوانة. ثم قدم عبيد الله بن زياد دمشق وعليها الضحاك ابن قيس الفهري، فثار زفر بن الحارث الكلابي بقنسرين يبايع لعبد الله بن الزبير، وبايع النعمان بن بشير الأنصاري بحمص لابن الزبير، وكان حسان ابن مالك بن بحدل الكلبي بفلسطين عاملًا لمعاوية بن أبي سفيان، ثم ليزيد ابن معاوية بعده، وكان يهوى هوى بني أمية، وكان سيد أهل فلسطين، فدعا حسان بن مالك بن بحدل الكلبي روح بن زنباع الجذامي، فقال: إني مستخلفك على فلسطين، وأدخل هذا الحي من لخم وجذام، ولست بدون رجل إذ كنت عينهم قاتلت بمن معك من قومك. وخرج حسان بن مالك إلى الأردن واستخلف روح بن زنباع على فلسطين، فثار ناتل بن قيس بروح بن زنباع فأخرجه، فاستولى على فلسطين، وبايع لابن الزبير، وقد كان عبد الله بن الزبير كتب إلى عامله بالمدينة أن ينفي بني أمية من المدينة، فنفوا بعيالاتهم ونسائهم إلى الشأم، فقدمت بنو أمية دمشق وفيها مروان بن الحكم، فكان الناس فريقين: حسان بن مالك بالأردن يهوى هوى بني أمية، ويدعو إليهم؛ والضحاك ابن قيس الفهري بدمشق يهوى هوى عبد الله بن الزبير، ويدعو إليه. قال: فقام حسان بن مالك بالأردن، فقال: يا أهل الأردن، ما شهادتكم على ابن الزبير وعلى قتلي أهل الحرة؟ قالوا: نشهد أن ابن الزبير منافق وأن قتلى أهل الحرة في النار؛ قال: فما شهادتكم على يزيد بن معاوية وقتلاكم بالحرة؟ قالوا: نشهد أن يزيد على الحق، وأن قتلانا في الجنة؛ قال: وأنا أشهد لئن كان دين يزيد بن معاوية وهي حي حقًا يومئذ إنه اليوم وشيعته على حق؛ وإن كان ابن الزبير يومئذ وشيعته على باطل إنه اليوم على باطل وشيعته؛ قالوا له: قد صدقت، نحن نيايعك على أن نقاتل من خالفك من الناس، وأطاع ابن الزبير، على أن تجنبنا هذين الغلامين، فإنا نكره ذلك - يعنون ابني يزيد بن معاوية عبد الله وخالدًا - فإنهما حديثةٌ أسنانهما، ونحن نكره أن يأتينا الناس بشيخ ونأتيهم بصبي. وقد كان الضحاك ابن قيس بدمشق يهوى هوى ابن الزبير؛ وكان يمنعه من إظهار ذلك أن بني أمية كانوا بحضرته، وكان يعمل في ذلك سرًا، فبلغ ذلك حسان بن مالك ابن بحدل، فكتب إلى الضحاك كتابًا يعظم فيه حق بني أمية، ويذكر الطاعة والجماعة وحسن بلاء بني أمية عنده وصنيعهم إليه، ويدعوه إلى طاعتهم، ويذكر ابن الزبير ويقع فيه ويشتمه، ويذكر أنه منافق، قد خلع خليفتين، وأمره أن يقرأ كتابه على الناس. ودعا رجلًا من كلب يدعى ناغضة فسرح بالكتاب معه إلى الضحاك بن قيس، وكتب حسان بن مالك نسخة ذلك الكتاب، ودفعه إلى ناغضة، وقال: إن قرأ الضحاك كتابي على الناس وإلا فقم فاقرأ هذا الكتاب على الناس؛ وكتب حسان إلى بني أمية يأمرهم أن يحضروا ذلك، فقدم ناغضة بالكتاب على الضحاك فدفعه إليه ودفع كتاب بني أمية إليهم، فلما كان يوم الجمعة صعد الضحاك المنبر فقام إليه ناغضة، فقال: أصلح الله الأمير! ادع بكتاب حسان فاقرأه على الناس، فقال له الضحاك: اجلس، فجلس؛ ثم قام إليه الثانية فقال له: اجلس؛ ثم قام إليه الثالثة فقال له: اجلس، فلما رآه ناغضة لا يفعل أخرج الكتاب الذي معه فقرأه على الناس، فقام الوليد بن عتبة بن أبي سفيان فصدق حسانًا وكذب ابن الزبير وشتمه، وقام يزيد بن أبي النمس الغساني. فصدق مقالة حسان وكتابه، وشتم ابن الزبير، وقام سفيان بن الأبرد الكلبي فصدق مقالة حسان وكتابه، وشتم ابن الزبير.
    وقام عمرو بن يزيد الحكمي فشتم حسان وأثنى على ابن الزبير، واضطرب الناس تبعًا لهم، ثم أمر الضحاك بالوليد بن عتبة ويزيد بن أبي النمس وسفيان ابن الأبرد الذين كانوا صدقوا مقالة حسان وشتموا ابن الزبير فحبسوا، وجال الناس بعضهم في بعض، ووثبت كلب على عمرو بن يزيد الحكمي فضربوه وحرقوه بالنار، وخرقوا ثيابه.
    وقام خالج بن يزيد بن معاوية فصعد مرقاتين من المنبر وهو يومئذ غلام، والضحاك بن قيس على المنبر، فتكلم خالد بن يزيد بكلام أوجز فيه لم يسمع مثله، وسكن الناس ونزل الضحاك فصلى بالناس الجمعة، ثم دخل فجاءت كلب فأخرجوا سفيان بن الأبرد، وجاءت غسان فأخرجوا يزيد بن أبي النمس، فقال الوليد بن عتبة: لو كنت من كلب أو غسان أخرجت.
    قال: فجاء ابنا يزيد بن معاوية: خالج وعبد الله؛ معهما أخوالهما من كلب فأخرجوه من السجن، فكان ذلك اليوم يسميه أهل الشأم يوم جيرون الأول. وأقام الناس بدمشق، وخرج الضحاك إلى مسجد دمشق، فجلس فيه فذكر يزيد بن معاوية، فوقع فيه، فقام إليه شابٌّ من كلب بعصًا معه فضربه بها، والناس جلوس في الحلق متقلدي السيوف، فقام بعضهم إلى بعض في المسجد، فاقتتلوا؛ قيس تدعو إلى ابن الزبير ونصرة الضحاك، وكلب تدعو إلى بني أمية ثم إلى خالد بن يزيد، ويتعصبون ليزيد، ودخل الضحاك دار الإمارة، وأصبح الناس فلم يخرج إلى صلاة الفجر، وكان من الأجناد ناس يهوون هوى بني أمية، وناس يهوون هوى ابن الزبير، فبعث الضحاك إلى بني أمية فدخلوا عليه من الغد، فاعتذر إليهم، وذر حسن بلائهم عند مواليه وعنده، وأنه ليس يريد شيئًا يكرهونه.
    قال: فتكتبون إلى حسان ونكتب، فيسير من الأردن حتى ينزل الجابية، ونسير نحن وأنتم حتى نوافيه بها فنبايع لرجل منكم، فرضيت بذلك بنو أمية، وكتبوا إلى حسان، وكتب إليه الضحاك، وخرج الناس وخرجت بنو أمية واستقبلت الرايات، وتوجهوا يريدون الجابية، فجاء ثور بن معن بن يزيد ابن الأخنس السلمي إلى الضحاك، فقال: دعوتنا إلى طاعة ابن الزبير فبايعناك على ذلك، وأنت تسير إلى هذا الأعرابي من كلب تستخلف ابن أخيه خالد ابن يزيد! فقال له الضحاك: فما الرأي؟ قال: الرأي أن نظهر ما كنا نسر وندعو إلى طاعة ابن الزبير، ونقاتل عليها، فمال الضحاك بمن معه من الناس فعطفهم، ثم أقبل يسير حتى نزل بمرج راهط.
    واختلف في الوقعة التي كانت بمرج راهط بين الضحاك بن قيس ومروان ابن الحكم، فقال محمد بن عمر الواقدي: بويع مروان بن الحكم في المحرم سنة خمس وستين، وكان مروان بالشأم لا يحدث نفسه بهذا الأمر حتى أطمعه فيه عبيد الله بن زياد حين قدم عليه من العراق، فقال له: أنت كبير قريش ورئيسها، يلي عليك الضحاك بن قيس! فذلك حين كان ما كان، فخرج إلى الضحاك في جيش، فقتلهم مروان والضحاك يومئذ في طاعة ابن الزبير، وقتلت قيس بمرج راهط مقتلةً لم يقتل مثلها في موطن قط.
    قال محمد بن عمر: حدثني ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، قال: قتل الضحاك يوم مرج راهط على أنه يدعو إلى عبد الله بن الزبير، وكتب به إلى عبد الله لما ذكر عنه من طاعته وحسن رأيه.
    وقال غير واحد: كانت الوقعة بمرج راهط بين الضحاك ومروان في سنة أربع وستين.


  • #3
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 37
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 485
    Array

    وقد حدثت عن ابن سعد، عن محمد بن عمر، قال: حدثني موسى ابن يعقوب، عن أبي الحويرث، قال: قال أهل الأردن وغيرهم لمروان: أنت شيخٌ كبير، وابن يزيد غلام وابن الزبير كهل، وإنما يقرع الحديد بعضه ببعض، فلا تباره بهذا الغلام، وارم بنحرك في نحره، ونحن نبايعك، ابسط يدك، فبسطها، فبايعوه بالجابية يوم الأربعاء لثلاث خلون من ذي القعدة سنة أربع وستين.
    قال محمد بن عمر: وحدثني مصعب بن ثابت، عن عامر بن عبد الله أن الضحاك لما بلغه أن مروان قد بايعه من بايعه على الخلافة، بايع من معه لابن الزبير، ثم سار كل واحد منهما إلى صاحبه، فاقتتلوا قتالًا شديدًا، فقتل الضحاك وأصحابه.
    قال محمد بن عمر: وحدثني ابن أبي الزناد، عن أبيه؛ قال: لما ولي المدينة عبد الرحمن بن الضحاك كان فتىً شابًا، فقال: إن الضحاك ابن قيس قد كان دعا قيسًا وغيرها إلى البيعة لنفسه، فبايعهم يومئذ على الخلافة، فقال له زفر بن عقيل الفهري: هذا الذي كنا نعرف ونسمع، وإن بني الزبير يقولون: إنما كان بايع لعبد الله بن الزبير، وخرج في طاعته حتى قتل، الباطل والله يقولون؛ كان أول ذاك أن قريشًا دعته إليها، فأبى عليها حتى دخل فيها كارهًا.
    ذكر الخبر عن الوقعة بمرج راهط بين الضحاك بن قيس ومروان بن الحكم وتمام الخبر عن الكائن من جليل الأخبار والأحداث في سنة أربع وستين
    قال أبو جعفر: حدثنا نوح بن حبيب، قال: حدثنا هشام بن محمد، عن عوانة بن الحكم الكلبي، قال: مال الضحاك بن قيس بمن معه من الناس حين سار يريد الجابية للقاء حسان بن مالك، فعطفهم، ثم أقبل يسير حتى نزل بمرج راهط، وأظهر البيعة لابن الزبير وخلع بين أمية، وبايعه على ذلك جل أهل دمشق من أهل اليمن وغيرهم.
    قال: وسارت بنو أمية ومن تبعهم حتى وافوا حسان بالجابية، فصلى بهم حسان أريعن يومًا، والناس يتشاورون، وكتب الضحاك إلى النعمان بن بشير وهو على حمص، وإلى زفر بن الحارث وهو على قنسرين، وإلى ناتل ابن قيس وهو على فلسطين يستمدهم، وكانوا على طاعة ابن الزبير، فأمده النعمان بشرحبيل بن ذي الكلاع، وأمده زفر بأهل قنسرين، وأمده ناتل بأهل فلسطين، فاجتمعت الأجناد إلى الضحاك بالمرج.
    وكان الناس بالجابية لهم أهواء مختلفة، فأما مالك بن هبيرة السكوني فكان يهوى هوى بني يزيد بن معاوية، ويحب أن تكون الخلافة فيهم، وأما الحصين بن نمير السكوني فكان يهوى أن تكون الخلافة لمروان بن الحكم، فقال مالك بن هبيرة لحصين بن نمير: هلم فلنبايع لهذا الغلام الذي نحن ولدنا أباه، وهو ابن أختنا، فقد عرفت منزلتنا كانت من أبيه، فإنه يحملنا على رقاب العرب غدًا - يعني خالد بن يزيد - فقال الحصين: لا، لعمر الله، لا تأتينا العرب بشيخ ونأتيهم بصبي؛ فقال مالك: هذا ولم تردى تهامة ولما يبلغ الحزام الطبيين؛ فقالوا: مهلًا يا أبا سليمان! فقال له مالك: والله لئن استخلفت مروان وآل مروان ليحسدنك على سوطك وشراك نعلك وظل شجرة تستظل بها؛ إن مروان أبو عشيرة، وأخو عشيرة، وعم عشيرة، فإن بايعتموه كنتم عبيدًا لهم، ولكن عليكم بابن أختكم خالد، فقال حصين: إني رأيت في المنام قنديلًا معلقًا من السماء، وإن من يمد عنقه إلى الخلافة تناوله فلم ينله، وتناوله مروان فناله، والله لنستخلفنه؛ فقال له مالك: ويحك يا حصين! أتبايع لمروان وآل مروان وأنت تعلم أنهم أهل بيت من قيس! فلما اجتمع رأيهم للبيعة لمروان بن الحكم قام روح بن زنباع الجذامي، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس، إنكم تذكرون عبد الله بن عمر ابن الخطاب وصحبته من رسول الله ، وقدمه في الإسلام، وهو كما تذكرون؛ ولكن ابن عمر رجلٌ ضعيفٌ، وليس بصاحب أمة محمد الضعيف، وأما ما يذكر الناس من عبد الله بن الزبير ويدعون إليه من أمره فهو والله كما يذكرون بأنه لابن الزبير حواري رسول الله وابن أسماء ابنة أبي بكر الصديق ذات النطاقين، وهو بعد كما تذكرون في قدمه وفضله؛ ولكن ابن الزبير منافق، قد خلع خليفتين: يزيد وابنه معاوية ابن يزيد، وسفك الدماء، وشق عصا المسلمين، وليس صاحب أمر أمة محمد المنافق؛ وأما مروان بن الحكم؛ فوالله ما كان في الإسلام صدعٌ قط إلا كان مروان ممن يشعب ذلك الصدع، وهو الذي قاتل عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان يوم الدار، والذي قاتل علي بن أبي طالب يوم الجمل، وإنا نرى للناس أن يبايعوا الكبير ويستشبوا الصغير - يعني بالكبير مروان بن الحكم، وبالصغير خالد بن يزيد بن معاوية. قال: فأجمع رأي الناس على البيعة لمروان، ثم لخالد بن يزيد من بعده، ثم لعمرو ابن سعيد بن العاص من بعد خالد، على أن إمارة دمشق لعمرو بن سعيد ابن العاص، وإمارة حمص لخالد بن يزيد بن معاوية. قال: فدعا حسان ابن مالك بن بجدل خالد بن يزيد فقال: ابني أختي، إن الناس قد أبوك لحداثة سنك، وإني والله ما أريد هذا الأمر إلا لك ولأهل بيتك، وما أبايع مروان إلا نظرًا لكم؛ فقال له خالد بن يزيد: بل عجزت عنا، قال: لا والله ما عجزت عنك، ولكن الرأي لك ما رأيت. ثم دعا حسان بمروان فقال: يا مروان، إن الناس والله ما كلهم يرضى بك، فقال له مروان: إن يرد الله أن يعطينها لا يمنعني إياها أحدٌ من خلقه، وإن يرد أن يمنعنيها لا يعطنيها أحدٌ من خلقه. قال: فقال له حسان: صدقت، وصعد حسان المنبر يوم الاثنين، فقال: يأيها الناس، إنا نستخلف يوم الخميس إن شاء الله؛ فلما كان يوم الخميس بايع لمروان، وبايع الناس له، وسار مروان إلى الجابية في الناس حتى نزل مرج راهط على الضحاك في أهل الأردن من كلب، وأتته السكاسك والسكون وغسان، وربع حسان بن مالك بن بحدل إلى الأردن. قال: وعلى ميمنته - أعني مروان - عمرو بن سعيد بن العاص، وعلى ميسرته عبيد الله بن زياد، وعلى ميمنة الضحاك زياد بن عمرو بن معاوية العقيلي وعلى ميسرته رجل آخر لم أحفظ اسمه، وكان يزيد بن أبي النمس الغساني لم يشهد الجابية؛ وكان مختبئًا بدمشق، فلما نزل مروان مرج راهط ثار يزيد ابن أبي نمس بأهل دمشق في عبيدها، فغلب عليها، وأخرج عامل الضحاك منها، وغلب على الخزائن وبيت المال، وبايع لمروان وأمده بالأموال والرجال والسلاح، فكان أول فتح فتح على بني أمية. قال: وقاتل مروان الضحاك عشرين ليلةً كان، ثم هزم أهل المرج، وقتلوا وقتل الضحاك، وقتل يومئذ من أشراف الناس من أهل الشام ممن كان مع الضحاك ثمانون رجلًا كلهم كان يأخذ القطيفة، والذي كان يأخذ القطيفة يأخذ ألفين في العطاء، وقتل أهل الشأم يومئذ مقتلةً عظيمةً
    لم يقتلوا مثلها قط من القبائل كلها، وقتل مع الضحاك يومئذ رجل من كلب من بني عليم يقال له مالك بن يزيد بن مالك بن كعب، وقتل يومئذ صاحب لواء قضاعة حيث دخلت قضاعة الشأم، وهو جد مدلج ابن المقدام بن زمل بن عمرو بن ربيعة بن عمرو الجرشي، وقتل ثور بن معن بن يزيد السلمي، وهو الذي كان رد الضحاك عن رأيه. قال: وجاء برأس الضحاك رجلٌ من كلب؛ وذكروا أن مروان حين أتى برأسه ساءه ذلك وقال: الآن حين كبرت سني ودق عظمي وصرت في مثل ظمء الحمار، أقبلت بالكتائب أضرب بعضها ببعض! م يقتلوا مثلها قط من القبائل كلها، وقتل مع الضحاك يومئذ رجل من كلب من بني عليم يقال له مالك بن يزيد بن مالك بن كعب، وقتل يومئذ صاحب لواء قضاعة حيث دخلت قضاعة الشأم، وهو جد مدلج ابن المقدام بن زمل بن عمرو بن ربيعة بن عمرو الجرشي، وقتل ثور بن معن بن يزيد السلمي، وهو الذي كان رد الضحاك عن رأيه. قال: وجاء برأس الضحاك رجلٌ من كلب؛ وذكروا أن مروان حين أتى برأسه ساءه ذلك وقال: الآن حين كبرت سني ودق عظمي وصرت في مثل ظمء الحمار، أقبلت بالكتائب أضرب بعضها ببعض! قال: وذكروا أنه مر يومئذ برجل قتيل فقال:
    وما ضرهم غير حين النفو ** س أي أميري قريش غلب
    وقال مروان حين بويع له ودعا إلى نفسه:
    لما رأيت الأمر أمرًا نهبا ** سيرت غسان لهم وكلبا
    والسكسكيين رجالًا غلبا ** وطيئًا تأباه إلا ضربنا
    والفين تمشي في الحديد نكبا ** ومن تنوخ مشمخرًا صعبا
    لا يأخذون الملك إلا غصبا ** وإن دنت قيسٌ فقل لا قربا
    قال هشام بن محمد: حدثني أبو مخنف لوط بن يحيى، قال: حدثني رجل من بني عبيد ود من أهل الشأم، قال: حدثني من شهد مقتل الضحاك ابن قيس، قال: مر بنا رجلٌ من كلب يقال له زحنة بن عبد الله، كأنما يرمى بالرجال الجداء، ما يطعن رجلًا إلا صرعه، ولا يضرب رجلًا إلى قتله، فجعلت أنظر إليه أتعجب من فعله ومن قتله الرجال، إذ حمل عليه رجل فصرعه زحنة وتركه، فأتيته فنظرت إلى المقتول فإذا هو الضحاك بن قيس، فأخذت رأسه فأتيت به إلى مروان، فقال: أنت قتلته؟ فقلت: لا، ولن قتله زحنة بن عبد الله الكلب، فأعجبه صدقي إياه، وتركي ادعاءه، فأمر لي بمعروف، وأحسن إلى زحنة.
    قال أبو مخنف: وحدثني عبد الملك بن نوفل بن مساحق، عن حبيب بن كرة، قال: والله إن راية مروان يومئذ لمعي، وإنه ليدفع بنعل سيفه في ظهري، وقال: ادن برايتك لا أبا لك! إن هؤلاء لو قد وجدوا لهم حد السيوف انفرجوا انفراج الرأس، وانفراج الغنم عن راعيها. قال: وكان مروان في ستة آلاف، وكان على خيله عبيد الله بن زياد، وكان على الرجال مالك ابن هبيرة؛ قال عبد الملك بن نوفل: وذكروا أن بشر بن مروان كانت معه يومئذ رايةٌ يقاتل بها وهو يقول:
    إن على الرئيس حقًا حقا ** أن يخضب الصعدة أو تندقا
    قال: وصرع يومئذ عبد العزيز بن مروان؛ قال: ومر مروان يومئذ برجل من محارب وهو في نفر يسيرٍ تحت راية يقات عن مروان، فقال مروان: يرحمك الله! لو أنك انضممت بأصحابك، فإني أراك في قلة! فقال: إن معنا يا أمير المؤمنين من الملائكة مدادًا أضعافًا من تأمرنا ننضم إليه، قال: فسر بذلك مروان وضحك، وضم أناسًا إليه ممن كان حوله؛ قال: وخرج الناس منهزمين من المرج إلى أجنادهم، فانتهى أهل حمص إلى حمص والنعمان بن بشير عليها، فلما بلغ النعمان الخبر خرج هاربًا ليلًا ومعه امرأته نائلة بنت عمارة الكلبية، ومع ثقله وولده، فتحير ليلته كلها، وأصبح أهل حمص فطلبوه؛ وكان الذي طلبه رجل من الكلاعيين يقال له عمرو بن الخلي فقتله، وأقبل برأس النعمان بن بشير وبنائلة امرأته وولدها، فألقى الرأس في حجر أم أبان ابنة النعمان التي كانت تحت الحجاج بن يوسف بعد. قال: فقالت نائلة: ألقوا الرأس إلي فأنا أحق به منها، فألقي الرأس في حجرها، ثم أقبلوا بهم وبالرأس حتى انتهوا بهم إلى حمص، فجاءت كلب من أهل حمص فأخذوا نائلة وولدها؛ قال: وخرج زفر بن الحارث من قنسرين هاربًا فلحق بقرقيسيا، فلما انتهى إليها وعليها عياضٌ الجرشي وهو ابن أسلم بن كعب بن مالك بن لغز بن أسود بن كعب بن حدس بن أسلم - وكان يزيد بن معاوية ولاه قرقيسيا، فحال عياض بين زفر وبين دخول قرقيسيا، فقال له زفر: أوثق لك بالطلاق والعتاق إذا أنا دخلت حمامها أن أخرج منها؛ فلما انتهى إليها ودخلها لم يدخل حمامها وأقام بها، وأخرج عياضًا منها، وتحصن زفر بها وثابت إليه قيس. قال: وخرج ناتل بن قيس الجذامي صاحب فلسطين هاربًا، فلحق بابن الزبير بمكة، وأطبق أهل الشأم على مروان، واستوثقوا له، واستعمل عليها عماله.
    قال أبو مخنف: حدثني رجل من بني عبد ود من أهل الشأم - يعني الشرقي - قال: وخرج مروان حتى أتى مصر بعد ما اجتمع له أمر الشأم، فقدم مصر وعليها عبد الرحمن بن جحدم القرشي يدعو إلى ابن الزبير، فخرج إليه فيمن معه من بني فهر، وبعث مروان عمرو بن سعيد الأشدق من ورائه حتى دخل مصر، وقام على منبرها يخطب الناس، وقيل لهم: قد دخل عمرو مصر، فرجعوا، وأمر الناس مروان وبايعوه، ثم أقبل راجعًا نحو دمشق، حتى إذا دنا منها بلغه أن ابن الزبير قد بعث أخاه مصعب بن الزبير نحو فلسطين، فسرح إليه مروان عمرو بن سعيد بن العاص في جيش، واستقبله قبل أن يدخل الشأم، فقاتله فهزم أصحاب مصعب، وكان معه رجلٌ من بني عذرة يقال له محمد بن حريث بن سليم، وهو خال بني الأشدق، فقال: والله ما رأيت مثل مصعب بن الزبير رجلًا قط أشد قتالًا فارسًا وراجلًا، ولقد رأيته في الطريق يترجل فيطرد بأصحابه، ويشد على رجليه، حتى رأيتهما قد دميتا. قال: وانصرف مروان حتى استقرت به دمشق، ورجع إليه عمرو بن سعيد.


  • #4
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 37
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 485
    Array

    قال: ويقال: إنه لما قدم عبيد الله بن زياد من العراق، فنزل الشأم أصاب بن أمية بتدمر، قد نفاهم ابن الزبير من المدينة ومكة، ومن الحجاز كله، فنزلوا بتدمر، وأصابوا الضحاك بن قيس أميرًا على الشأم لعبد الله بن الزبير، فقدم ابن زياد حين قدم ومروان يريد أن يركب إلى ابن الزبير فيبايعه بالخلافة، فيأخذ منه الأمان لبني أمية؛ فقال له ابن زياد: أنشدك الله ألا تفعل، ليس هذا برأي أن تنطلق وأنت شيخ قريش إلى أبي خبيب بالخلافة، ولكن ادع أهل تدمر فبايعهم، ثم سر بهم وبمن معك من بني أمية إلى الضحاك بن قيس حتى تخرجه من الشأم؛ فقال عمرو بن سعيد بن العاص: صدق والله عبيد الله بن زياد، ثم أنت سيد قريش وفرعها، وأنت أحق الناس بالقيام بهذا الأمر، إنما ينظر الناس إلى هذا الغلام - يعني خالد بن يزيد بن معاوية - فتزوج أمه فيكون في حجرك؛ قال: ففعل مروان ذلك، فتزوج أم خالد بن يزيد، وهي فاختة ابنة أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس. ثم جمع بني أمية فبايعوه بالإمارة عليهم، وبايعه أهل تدمر ثم سار في جمع عظيم إلى الضحاك بن قيس، وهو يومئذ بدمشق، فلما بلغ الضحاك ما صنع بنو أمية ومسيرتهم إليه، خرج بمن تبعه من أهل دمشق وغيرهم، فيهم زفر بن الحارث، فالتقوا بمرج راهط، فاقتتلوا قتالًا شديدًا فقتل الضحاك بن قيس الفهري وعامة أصحابه، وانهزم بقيتهم، فتفرقوا، وأخذ زفر بن الحارث وجهًا من تلك الوجوه، هو وشابان من بني سليم فجاءت خيل مروان تطلبهم، فلما خاف السلميان أن تلحقهم خيل مروان قالا لزفر: يا هذا، انج بنفسك، فأما نحن فمقتولان، فمضى زفر وتركهما حتى أتى قرقيسيا، فاجتمعت إليه قيس، فرأسوه عليهم، فذلك حيث يقول زفر بن الحارث:
    أريني سلاحي لا أبا لك إنني ** أرى الحرب لا تزداد إلا تماديا
    أتاني عن مروان بالغيب أنه ** مقيدٌ دمي أو قاطعٌ من لسانيا
    ففي العيس منجاةٌ في الأرض مهرب ** إذا نحن رفعنا لهن المثانيا
    فلا تحسبوني إن تغيبت غافلًا ** ولا تفرحوا إن جئتكم بلقائيا
    فقد ينبت المرعى على دمن الثرى ** وتبقى حزازات النفوس كما هيا
    أتذهب كلبٌ لم تنلها رماحنا ** وتترك قتلى راهط هي ما هيا!
    لعمري لقد أبقت وقيعة راهطٍ ** لحسان صدعًا بينًا متنائيا
    أبعد ابن عمرٍو وابن معنٍ تتابعا ** ومقتل همامٍ أمني الأمانيا!
    فلم تر مني نبوةٌ قبل هذه ** فراري وتركي صاحبي ورائيا
    عشية أعدو بالقران فلا أرى ** من الناس إلا من علي ولا ليا
    أيذهب يومٌ واحدٌ إن أسأته ** بصالح أيامي وحسن بلائيا!
    فلا صلح حتى تنحط الخيل بالقنا ** وتثأر من نسوان كلب نسائيا
    ألا ليت شعري هل تصيبن غارتي ** تنوخًا وحيي طيىءٍ من شفائيا
    فأجابه جواس بن قعطل:
    لعمري لقد أبقت وقيعة راهطٍ ** على زفرٍ داءً من الداء باقيا
    مقيمًا ثوى بين الضلوع محله ** وبين الحشا أعيا الطبيب المداويا
    تبكي على قتلي سليم وعامرٍ ** وذبيان معذورًا وتبكي البواكيا
    دعا بسلاحٍ ثم أحجم إذ رأى ** سيوف جنابٍ والطوال المذاكيا
    عليها كأسد الغاب فتيان نجدةٍ ** إذا شرعوا نحو الطعان العواليا
    فأجابه عمر بن المخلا الكلبي من تيم اللات بن رفيدة، فقال:
    بكى زفر القيسي من هلك قومه ** بعبرة عينٍ ما يجف سجومها
    يبكي على قتلى أصيبت براهطٍ ** تجاوبه هام القفار وبومها
    أبحنا حمىً للحي قيسٍ براهط ** وولت شلالًا واستبيح حريمها
    يبكيهم حران تجري دموعه ** يرجي نزارًا أن تئوب حلومها
    فمت كمدًا أو عش ذليلًا مهضمًا ** بحسرة نفس لا تنام همومها
    إذا خطرت حولي قضاعة بالقنا ** تخبط فعل المصعبات قرومها
    خبطت بهم من كادني من قبيلة ** فمن ذا إذا عز الخطوب يرومها
    وقال زفر بن الحارث أيضًا:
    أفي الله أما بحدلٌ وابن بحدل ** فيحيا وأما ابن الزبير فيقتل!
    كذبتم وبيت الله لا تقتلونه ** ولما يكن يومٌ أغر محجل
    ولما يكن للمشرفية فوقكم ** شعاعٌ كقرن الشمس حين ترجل
    فأجابه عبد الرحمن بن الحكم، أخو مروان بن الحكم، فقال:
    أتذهب كلب قد حمتها رماحها ** وتترك قتلى راهطٍ ما أجنت!
    لحا الله قيسًا قيس عيلان إنها ** أضاعت ثغور المسلمين وولت
    فباه بقيسٍ في الرخاء ولا تكن ** أخاها إذا ما المشرفية سلت
    قال أبو جعفر: ولما بايع حصين بن نمير مروان بن الحكم وعصا مالك بن هبيرة فيما أشار به عليه من بيعة خالد بن يزيد بن معاوية، واستقر لمروان بن الحكم الملك، وقد كان الحصين بن نمير اشترط على مروان أن ينزل البلقاء من كان بالشأم من كندة، وأن يجعلها لهم مأكلةً، فأعطاه ذلك؛ وإن بني الحكم لما استوثق الأمر لمروان، وقد كانوا اشترطوا لخالد بن يزيد بن معاوية شروطًا؛ قال مروان ذات يوم وهو جالسٌ في مجلسه ومالك بن هبيرة جالس عنده: إن قومًا يدعون شروطًا منهم عطارة مكحلة - يعني مالك بن هبيرة وكان رجلًا يتطيب ويكتحل - فقال مالك بن هبيرة: هذا ولما تردى تهامة، ولما يبلغ الحزام الطبيين؛ فقال مروان: مهلًا يا أبا سليمان، إنما داعبناك؛ فقال مالك: هو ذاك. وقال عويج الطائي يمتدح كلبًا وحميد بن بحدل:
    لقد علم الأقوام وقع ابن بحدلٍ ** وأخرى عليهم إن بقي سيعيدها
    يقودون أولاد الوجيه ولاحقٍ ** من الريف شهرًا ما يني من يقودها
    فهذا لهذا ثم إني لنافضٌ ** على الناس أقوامًا كثيرًا حدودها
    فلولا أمير المؤمنين لأصبحت ** قضاعة أربابًا وقيس عبيدها
    وفي هذه السنة بايع جند خراسان لسلم بن زياد بعد موت يزيد بن معاوية، على أن يقوم بأمرهم حتى يجتمع الناس على خليفة.
    ذكر الخبر عن فتنة عبد الله بن خازم وبيعة سلم بن زياد

    وفيها كانت فتنة عبد الله بن خازم بخراسان.
    ذكر الخبر عن ذلك
    حدثني عمر بن شبة، قال: حدثنا علي بن محمد، قال: أخبرنا مسلمة ابن محارب، قال: بعث سلم بن زياد بما أصاب من هدايا سمرقند وخوارزم إلى يزيد بن معاوية مع عبد الله بن خازم، وأقام سلم واليًا على خراسان حتى مات يزيد بن معاوية ومعاوية بن يزيد، فبلغ سلمًا موته، وأتاه مقتل يزيد بن زياد في سجستان وأسر أبي عبيدة بن زياد، وكتم الخبر سلم، فقال ابن عرادة:
    يأيها الملك المغلق بابه ** حدثت أمورٌ شأنهن عظيم
    قتلى بجنزة والذين بكابلٍ ** ويزيد أعلن شأنه المكتوم
    أبني أمية إن آخر ملككم ** جسدٌ بحوارين ثم مقيم
    طرقت منيته وعند وساده ** كوبٌ وزقٌّ راعفٌ مرثوم
    ومرنةٌ تبكي على نشوانه ** بالصنج تقعد تارةً وتقوم
    قال مسلمة: فلما ظهر شعر ابن عرادة أظهر سلمٌ موت يزيد بن معاوية ومعاوية بن يزيد، ودعا الناس إلى البيعة على الرضا حتى يستقيم أمر الناس على خليفة، فبايعوه، ثم مكثوا بذلك شهرين، ثم نكثوا به.
    قال علي بن محمد: وحدثنا شيخٌ من أهل خراسان، قال: لم يحب أهل خراسان أميرًا قط حبهم سلم بن زياد، فسمي في تلك السنين التي كان بها سلم أكثر من عشرين ألف مولود بسلم، من حبهم سلما.
    قال: وأخبرنا أبو حفص الأزدي، عن عمه قال: لما اختلف الناس بخراسان ونكثوا بيعة سلم، خرج سلم عن خراسان وخلف عليها المهلب بن أبي صفرة، فلما كان بسرخس لقيه سليمان بن مرثد أحد بني قيس بن ثعلبة، فقال له: من خلفت على خراسان؟ قال: المهلب؛ فقال: ضاقت عليك نزارٌ حتى وليت رجلًا من أهل اليمن! فولاه مرو الروذ والفارياب والطالقان والجوزجان، وولي أوس بن ثعلبة بن زفر - وهو صاحب قصر أوس بالبصرة - هراة، ومضى فلما صار بنيسابور لقيه عبد الله بن خازم فقال: من وليت خراسان؟ فأخبره، فقال: أما وجدت في مضر رجلًا تستعمله حتى فرقت خراسان بين بكر بن وائل ومزون عمان! وقال له: اكتب لي عهدًا على خراسان؛ قال: أوالي خراسان أنا! قال: اكتب لي عهدًا وخلاك ذم. قال: فكتب له عهدًا على خراسان؛ قال: فأعني الآن بمائة ألف درهم فأمر له بها، وأقبل إلى مرو، وبلغ الخبر المهلب بن أبي صفرة، فأقبل واستخلف رجلًا من بني جشم بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
    قال: وأخبرنا المفضل بن محمد الضبي، عن أبيه، قال: لما صار عبد الله بن خازم إلى مرو بعهد سلم بن زياد، منعه الجشمي، فكانت بينهما مناوشة، فأصابت الجشمي رميةٌ بحجر في جبهته، وتحاجزوا وخلى الجشمي بين مرو الروذ وبينه، فدخلها ابن خازم، ومات الجشمي بعد ذلك بيومين.
    قال علي بن محمد المدائني: حدثنا الحسن بن رشيد الجوزجاني، عن أبيه، قال: لما مات يزيد بن معاوية ومعاوية بن يزيد وثب أهل خراسان بعمالهم فأخرجوهم، وغلب كل قوم على ناحية، ووقعت الفتنة، وغلب ابن خازم على خراسان، ووقعت الحرب.
    قال أبو جعفر: وأخبرنا أبو الذيال زهير بن هنيد، عن أبي نعامة، قال: أقبل عبد الله بن خازم فغلب على مرو، ثم سار إلى سليمان بن مرثد فلقيه بمرو الروذ، فقاتله أيامًا، فقتل سليمان بن مرثد، ثم سار عبد الله بن خازم إلى عمرو بن مرثد وهو بالطالقان في سبعمائة، وبلغ عمرًا إقبال عبد الله إليه وقتله أخاه سليمان، فأقبل إليه، فالتقوا على نهر قبل أن يتوافى إلى ابن خازم أصحابه، فأمر عبد الله من كان معه فنزلوا، فنزل وسأل عن زهير بن ذؤيب العدوي، فقالوا: لم يجيء حتى أقبل وهو على حاله، فلما أقبل قيل له: هذا زهير قد جاء؛ فقال له عبد الله: تقدم، فالتقوا فاقتتلوا طويلًا، فقتل عمرو بن مرثد، وانهزم أصحابه، فلحقوا بهراة بأوس بن ثعلبة، ورجع عبد الله ابن خازم إلى مرو.
    قال: وكان الذي ولي قتل عمرو بن مرثد زهير بن حيان العدوي فيما يروون فقال الشاعر:
    أتذهب أيام الحروب ولم تبىء ** زهير بن حيانٍ بعمرو بن مرثد!

  • صفحة 23 من 27 الأولىالأولى ... 132122232425 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. تاريخ الرسل والملوك(تكملة الجزء الرابع)
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 50
      آخر مشاركة: 08-05-2010, 06:18 PM
    2. تاريخ الرسل والملوك(تكملة الجزء الرابع)
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 30
      آخر مشاركة: 08-05-2010, 05:57 PM
    3. تاريخ الرسل والملوك(الجزء الرابع)
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 49
      آخر مشاركة: 08-05-2010, 05:26 PM
    4. تاريخ الرسل والملوك(الجزء الثالث)
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى الطلاب السوريين المغتربين في مجال الطب Medical Students
      مشاركات: 124
      آخر مشاركة: 07-26-2010, 01:16 AM
    5. تاريخ الرسل والملوك(الجزء الثاني)
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى الطلاب السوريين المغتربين في مجال الطب Medical Students
      مشاركات: 130
      آخر مشاركة: 07-25-2010, 03:00 AM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1