تبشع: بالفتح ثم السكون وشين معجمة، بلد بالحجاز في ديار فهم، قال قيس بن العيزارة الهذلي:
أبا عامر إنا بغينا دياركم ** وأوطانكم بين السفير وتبشع تبعة: بالتحريك، اسم هضبة بجلذان من أرض الطائف فيه نقب كل نقب قدر ساعة كانت تلتقط فيها السيوف العادية والخرز ويزعمون أن ثمة قبور عاد وكانوا يعظمون هذا الموضع وساكنه بنو نصر بن معاوية، وقال الزمخشري: تبعة موضع بنجد.
تبغر: بالفتح ثم السكون والغين معجمة مفتوحة وراء، قال محمود بن عمر: موضع.
. تبل: بالضم ثم الفتح والتشديد ولام. من قرى حلب ثم من ناحية عزاز بها سوق ومنبر.
تبل: بالتخفيف قال نصر: تبل، واد على أميال يسيرة من الكوفة وقصر بنى مقاتل أسفل تبل وأعلا. متصل بسماوة كلب، وتبل أيضا اسم مدينة فيما قيل: قال لبيد:
ولقد يعلم صحبي كلهم ** بعد أن السيف صبري ونقل
ولقد أغدو وما يعدمني ** صاحب غير طويل المحتبل
كل يوم منعوا حاملهم ** ومربات كارام تبل
قدموا إذ قال قيس قدموا ** واحفظوا المجد بأطراف الأسل تبنان: بسكون ثانية ونونين بينهما ألف، قال تبنان: واد باليمامة.
تبن: بوزن زفر، قال نصر: موضع يمان من مخلاف لحج وفيه، يقول السيد الحميري:
هلآ وقفت على الأجراع من تبن ** وما وقوف كبير السن في الدمن تبنين: بكسر أوله وتسكين ثانيه وكسر النون وياء ساكنة ونون أخرى، بلدة في جبال بني عامر المطلة على بلد بانياس بين دمشق وصور.
تبنى: بالضم ثم السكون وفتح النون والقصر، بلدة بحوران من أعمال دمشق، قال النابغة:
فلا زال قبر بين تبنى وجاسم ** عليه من الوسمي جود ووابل
فينبت حوذانا وعوفأ منورا ** سأهدي له من خير ما قال قائل قصد الشعراء بالاستسقاء للقبور وإن كان الميت لا ينتفع بذلك أن ينزله الناس فيمروا على ذلك القبر فيرحموا من فيه، وقال ابن حبيب: تبنى قرية من أرض البثنية لغسان قال ذلك في تفسير، قول كثير:
أكاريس حلت منهم مرج راهط ** فأكناف تبنى مرجها فتلالها
كأن القيان الغر وسط بيوتهم ** نعاج بجو من رماح حلالها تبوك: بالفتح ثم الضم وواو ساكنة وكاف، موضع بين وادى القرى والشام، وقيل: بركة لأبناء سعد من بني عذرة، وقال أبو زيد: تبوك بين الحجر وأول الشام على أربع مراحل من الحجر نحو نصف طريق الشام وهو حصن به عين ونخل وحائط ينسب إلى النبي ، ويقال: إن أصحاب الأيكة الذين بعث إليهم شعيب عليه السلام كانوا فيها ولم يكن شعيب منهم وإنما كان من مدين ومدين على بحر القلزم على ست مراحل من تبوك وتبوك بين جبل حسمى وجبل شرورى وحسمى غربيها وشرورى شرقيها، وقاله أحمد بن يحيى بن جابر: توجه النبي في سنة تسع للهجرة إلى تبوك من أرض الشام وهي آخر غزواته لغزو من انتهى إليه أنه قد تجمع من الروم وعاملة ولخم وجذام فوجدهم قد تفرقوا فلم يلق كيدا ونزلوا على عين فأمرهم رسول الله أن لا أحد يمس من مائها فسبق إليها رجلان وهي تبض بشيء من ماء فجعلا يدخلان فيها سهمين ليكثر ماؤها فقال لهما رسول الله : ما زلتما تبوكان منذ اليوم فسميت بذلك تبوك والبوك إدخال اليد في شيء وتحريكه ومنه باك الحمار الأتان إذا نزا عليها يبوكها بوكا وركز النبي عنزته فيها ثلاث ركزات فجاشت ثلاث أعين فى تهمي بالماء إلى الان، وأقام النبي بتبوك أياما حتى. صالحه أهلها وأنفذ خالد بن الوليد إلى دومة الجندل وقال له: ستجد صاحبها يصيد البقر فكان كما قال فأسره وقدم به على النبي فقال بجير بن بجرة الطائي يذكر ذلك:
تبارك سابي البقرات إني ** رأيت الله يهدي كل هاد
فمن يك حائدا عن ذي تبوك ** فإنا قد أمرنا بالجهاد وبين تبوك والمدينة اثنا عشرة مرحلة وكان ابن عريض اليهودي قد طوى بئر تبوك لأنها كانت تنطم في كل وقت وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمره بذلك.
تبيل: بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة ولام، كفر تبيل قرة في شرقي الفرات بين الرقة وبالس.
[عدل] باب التاء والتاء وما يليهما
تتا: كل واحد من التاءين مفتوح وفوق كل واحد نقطتان، بليد بمصر من أسفل الأرض وهي كورة يقال لها: كورة تمي وتتا، وبمصر أيضا بنا وببا وننا وسأذكر كل واحده في موضعها.
تتش: التاآان مضمومتان والشين معجمة وهو اسم رجل ينسب إليه مواضع ببغداد وهي مواضع قرب المدرسة النظامية يقال له: العقار التتشي ومدرسة بالقرب منه لأصحاب أبي حنيفة يقال لها: التتشية وبيمارستان بباب الأزج يقال له: التتشي والجميع منسوب إلى خادم يقال له: خمارتكين كان للملك تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان بن داود بن سلجوق قالوا: وكان ثمن خمارتكين هذا في أول شرائه حملأ ملحا وعظم قدره عند السلطان محمد بن ملك شاه ونفذ أمره وكثرت أمواله وبنى ما بناه مما ذكرناه في بغداد وبنى بين الري وسمنان رباطا عظيما لنفع الحاج والسابلة وغيرهم وأمضى السلطان محمد ذلك كله وجميع ما ذكرناه في بغداد موجود معمور الان جار على أحسن نظام عليه الوكلاء يجبون أمواله ويصرفرنها في وجوهها ومات خمارتكين هذا في رابع صفر 508.
[عدل] باب التاء والثاء وما يليهما
تثلث: بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح اللام وثاء مثلثة أخرى، موضع عن الزمخشري.
تثليث: بكسر اللام وياء ساكنة وثاء أخرى مثلثة موضع بالحجاز قرب مكة، ويوم تثليث من أيام العرب بين بني سليم ومراد. قال محمد بن صالح العلوي:
نظرت ودوني ماء دجلة موهنا ** بمطروقة الانسان محسورة جدا
لتونس لي نارا بتثليث أوقدت ** وتالله ما كلفتها منظرا قصدا وقال غيره:
بتثليث ما ناصيت بعدي الأحامسا وقال الأعشى:
وجاشت النفس لما جاء فلهم ** وراكب جاء من تثليث معتمر تثنيث: بوزن الذي قبله إلا أن عوض اللام نون وأما آخره فيروى بالتاء والثاء، موضع بالسراة من مساكن أزد شنوءة قريب من الذي قبله.
[عدل] باب التاء والجيم وما يليهما
تجنيه: بضم أوله وثانيه وسكون النون وياء مفتوحة وهاء. بلد بالأندلس. ينسب إليه قاسم بن أحمد بن أبي شجاع أبو محمد التجني له رحلة إلى المشرق كتب فيها عن أحمد بن سهل العطار وغيره حدث عنه أبو محمد بن ديني وقال: توفي في شهر ربيع الأول سنة 308 قاله ابن بشكوال.
تجيب: بالضم ثم الكسر وياء ساكنة وباء موحدة، اسم قبيلة من كندة وهم ولد عدي وسعد ابني أشرس بن شبيب بن السكون بن أضرس بن ثور بن مرثع وهر كندة وأمهما تجيب بنت ئوبان بن سليم بن رها من مذحج لهم خطة بمصر سميت بهم، نسب إليها قوم، منهم أبو سلمة أسامة بن أحمد التجيبي حدث عن مروان بن سعد وغيره من المصريين روى عنه عامة المصريين وغيرهم من الغرباء، وأبو عبد الله محمد بن رمح بن المهاجر التجيبي كان يسكن محلة التجيب بمصر وكان من أثبات المصريين ومتقنيهم سمع الليث بن سعد روى عنه البخاري والحسن بن سفيان الثوري ومحمد بن ريان بن حبيب المصري وغيرهم ومات في أول سنة 243.
[عدل] باب التاء والخاء وما يليهما
تخاران به: قال أبو سعد: أما حماد بن أحمد بن حماد بن رجاء العطاردي التخاري فكان يسكن سكة تخاران به، وهي بمرو على رأس الماجان يقال لها أيضا: طخاران به ويقال لها الان: تخاران ساد.
تخاوة: هكذا ضبطه الأمير بالفتح وضبطه أبو سعد بالضم وقال الأمير ابن ماكولا: أبو علي الحسن بن أبي طاهر عبد الأعلى بن أحمد السعدي سعد بن مالك التخاوي منسوب إلى قرية بين داروم غزة الشام شاعر أمي لقيته بالمحلة من ريف مصر وكان سريع الخاطر كثير الأصابع مرتجل الشعر.
تختم: يروى بضم التاء الأولى والتاء الثانية وكسرها، اسم جبل بالمدينة وقال نصر. تخنم، بالنون جبل في بلاد بلحرث بن كعب وقيل: بالمدينة، قال طفيل بن الحارث:
فرحت رواحا من أيا عشية ** إلى أن طرقت الحي في رأس تختم وليس في كلامهم خنم بالنون وفيه ختم بالتاء.
تخسانجكث: بالفتح ثم السكون وسين مهملة والألف والنون والجيم ساكنات والكاف مفتوحة والثاء مثلثة من قرى صغد سمرقند، منها أبو جعفر محمد التخسانجكثي يروي عن أبي نصر منصور بن شهرزاد المرزوي روى عنه زاهر بن عبد الله الصغدي.
تخسيج: بكسرالسين وياء ساكنة وجيم، قرية على خمسة فراسخ من سمرقند منها أبو يزيد خالد بن كردة السمرقندي التخسيجي كان عالما حافظا روى عن عبد الرحمن بن حبيب البغدادي روى عنه الحسين بن يوسف بن الخضر الطواوشي وكان يقول: حدثني خالد بن كردة بأبغر وهي بعض نواحي سمرقند وجماعة ينسبون إليها.
تخييم: بياءين، ناحية باليمامة.
[عدل] باب التاء والدال وما يليهما
تدليس: مدينة بالمغرب الأقصى على البحر المحيط.
تدمر: بالفتح ثم السكون وضم الميم، مدينة قديه شهورة في برية الشام بينها وبين حلب خمسة أيام قال بطليموس: مدينة تدمر طولها إحدى وسبعون درجة وثلاثون دقيقة داخلة في الاقليم الرابع بيت حياتها السماك الأعزل تسع درجات من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان، وقال صاحب الزيج: طول تدمر ثلاث وستون درجة وربع وعرضها أربع وثلاثون درجة وثلثان، قيل سميت بتدمر بنت حسان بن أذينة بن السميدع بن مزيد بن عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام وهي من عجائب الأدب موضوعة على العمد الرخام زعم قوم أنها مما بنته الجن لسليمان عليه السلام ونعم الشاهد على ذلك، قول الذبياني:
إلا سليمان إذ قال الإله له ** قم في البرية فاحددها عن الفند
وجيش الجن إني قد أمرتهم ** يبنون تدمر بالضفاح والعمد
وأهل تدمر يزعمون أن ذلك البناء قبل سليمان بن داود عليه السلام بأكثر مما بيننا وبين سليمان ولكن الناس إذا رأوا بناء عجيبا جهلوا بانيه أضافوه إلى سليمان وإلى الجن، وعن إسماعيل بن محمد بن خالد بن عبد الله القسري قال: كنت مع مروان بن محمد اخر ملوك بني أمية حين هدم حائط تدمر وكأنوا خالفوا عليه فقتلهم وفرق الخيل عليهم تدوسهم وهم قتلى فطارت لحومهم وعظامهم في سنابك الخيل وهدم حائط المدينة فأفضى به الهدم إلى جرف عظيم فكشفوا عنه صخرة فإذا بيت مجصص كأن اليد رفعت عنه تلك الساعة وإذا فيه سرير عليه امرأة مستلقية على ظهرها وعليها سبعون حلة وإذا لها سبع غدائر مشدودة بخلخالها قال: فذرعت قدمها فإذا ذراع من غير الأصابع وإذا في بعض غدائرها صحيفة ذهب فيها مكتوب باسمك اللهم أنا تدمر بنت حسان أدخل الله الذل على من يدخل بيتي هذا فأمر مروان بالجرف فأعيد كما كان ولم يأخذ مما كان عليها من الحلي شينا قال: فوالله ما مكثنا على ذلك إلا أياما حتى أقبل عبد الله بن علي فقتل مروان وفرق جيشه واستباحه وأزال الملك عنه وعن أهل بيته، وكان من جملة التصاوير التي بتدمر صورة جاريتين من حجارة من بقية صور كانت هناك فمر بها أوس بن ثعلبة التيمي صاحب قصر أوس الذي في البصرة فنظر إلى الصورتين فاستحسنهما، فقال:
فتاتي أهل تدمر خبراني ** ألما تسأما طول القيام
قيامكما على غير الحشايا ** على جبل أصم من الرخام
فكم قد مر من عدد الليالي ** لعصركما وعام بعد عام
وإنكما على مر الليالي ** لأبقى من فروع ابني شمام
فإن أهلك فرب مسومات ** ضوامر تحت فتيان كرام
فرائصها من الأقدام فزع ** وفي أرساغها قطع الخدام
هبطن بهن مجهولآ مخوفأ ** قليل الماء مصفر الجمام
فلما أن روين صدرن عنه ** وجئن فروع كاسية العظام
قال المدائني: فقدم أوس بن ثعلبة على يزيد بن معاوية فأنشده هذه الأبيات فقال يزيد: لله در أهل العراق هاتان الصورتان فيكم يا أهل الشام لم يذكرهما أحد منكم فمر بهما هذا العراقي مرة فقال ما قال، ويروى عن الحسن بن أبي سرح عن أبيه قال: دخلت مع أبي دلف إلى الشام فلما دخلنا تدمر وقف على هاتين الصورتين فأخبرته بخبر أوس بن ثعلبة وأنشدته شعره فيهما فأطرق قليلا ثم أنشد:
ما صورتان بتدمر قد راعتا ** أهل الحجى وجماعة العشاق
غبرا على طول الزمان ومره ** لم يسأما من ألفة وعناق
فليرمين الدهر من نكباته ** شخصيهما منه بسهم فراق
وليبليتهما الزمان بكرة ** وتعاقب الاظلام والاشراق
كي يعلم العلماء أن لا خالد ** غير الإله الواحد الخلاق
وقال محمد بن الحاجب يذكرهما:
أتدمر صورتاك هما لقلبي ** غرام ليس يشبهه غرام
أفكر فيكما فيطير نومي ** إذا أخذت مضاجعها النيام
أقول من التعجب أي شيء ** أقامهما فقد طال القيام
أملكتا قيام الدهر طبعا ** فذلك ليس يملكه الأنام
كأنهما معا قرنان قاما ** ألجهما لذي قاض خصام
يمر الدهر يوما بعد يوم ** ويمضي عامه يتلوه عام
ومكثهما يزيدهما جمالا ** جمال الدر زينه النظام
وما تعدوهما بكتاب دهر ** سجيته اصطلام واخترام
وقال أبو الحسن العجلي فيهما:
أرى بتدمر تمثالين زانهما ** تأنق الصانع المستغرق الفطن
هما اللتان يروق العين حسنهما ** يستعطفان قلوب الخلق بالفتن
وفتحت تدمر صلحا وذاك أن خالد بن الوليد رضي الله عنه مر بهم في طريقه من العراق إلى الشام- فتحصنوا منه فأحاط بهم من كل وجه فلم يقدر عليهم فلما أعجزه ذلك وأعجله الرحيل قال: يا أهل تدمر و الله لو كنتم في السحاب لاستنزلناكم ولأظهرنا الله عليكم ولئن أنتم لم تصالحوا لأرجعن إليكم إذا انصرفت من وجهي هذا ثم لأدخلن مدينتكم حتى أقتل مقاتليكم وأسبي ذراريكم، فلما ارتحل عنهم بعثوا إليه وصالحوه على ما أدوه له ورضي به.
تدملة: اسم واد بالبادية.
تدير: بالضم ثم السكون وكسر الميم وياء ساكنة وراء كورة بالأندلس تتصل بأحواز كورة جيان وهي شرقي قرطبة ولها معادن كثيرة ومعاقل ومدن ورساتيق تذكر في مواضعها وبينها وبين قرطبة سبعة أيام للراكب القاصد وتسير العساكر أربعة عشر يوما وتجاوز تدمير الجزيرتان وجزيرة يابسة، قال أبو عبد الله محمد بن الحداد الشاعر المفلق الأندلسي:
يا غائبا خطرات القلب محضره ** الصبر بعدك شي: ليس أقدره
تركت قلبي وأشواقي تفطره ** ودمع عيني اماقي تقطره
لو كنت تبصر في تدمير حالتنا ** إذا لأشفقت مما كنت تبصره
فالنفس بعدك لا تخلي للذتها ** والعيش بعدك لا يصفو مكدره
أخفي اشتياقي وما أطريه من أسف ** على البرية والأشواق تظهر. وقال الأديب أبو الحسن علي بن جودي الأندلسي:
لقد هيج النيران يا أم مالك ** بتدمير ذكرى ساعدتها المدامع
عشية لا أرجو لنأيك عندها ** ولا أنا إن تدنو مع الليل طامع وينسب إليها جماعة، منهم أبو القاسم طيب بن هارون بن عبد الرحمن التدميري الكناني مات بالأندلس سنة 328، وإبراهيم بن موسى بن جميل التدميري مولى بني أمية رحل إلى العراق ولقي ابن أبي خيثمة و غير ه وأقام بمصر إلى أن مات بها في سنة ثلاثمائة وكان من المكثرين.
تدورة: بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر واوه، اسم موضع، قال ابن جنى يقال: هو من الدوران، وقال شاعر يذكره:
بتنا بتدورة تضيء وجوهنا ** دسم السليط على فتيل ذبال وهو من أبيات الكتاب، قال الزبيدي: التدورة دارة بين جبال وهي من دار يدور دورانا.
تدوم: موضع في شعر لبيد حيث، قال:
بما قد تحل الوادينن كليهما ** زنانير منها مسكن فتدوم وقال الراعي:
خبرت أن الفتى مروان يوعدني ** فاستبق بعض وعيدي أيها الرجل
وفي تدوم إذ اغبرزت مناكبه ** أو دارة الكور عن مروان معتزل تديانة: بالفتح ثم السكون وياء وألف ونون وهاء من قرى نسف، منها أبو الفوارس أحمد بن محمد بن جمعة بن السكن النسفي التدياني يروي عن محمد بن إبراهيم البوشنجي روى عنه الأمير أبو أحمد خلف بن أحمد السجزي ملك سجستان مات في المحرم سنة 366.
[عدل] باب التاء والذال وما يليهما
تذرب: بالفتح ثم السكون وفتح الراء وباء موحدة، اسم مكان.
تذكر: بفتحتين وتشدديد الكاف وضمها، موضع قال فيه بعضهم:
تذكر قد عفا منها فمطلوب ** فالسقي من حرتي ميطان فاللوب باب التاء والراء وما يليهما
ترابة: بالضم بلفظ واحدة التراب، بلد باليمن، وقال الخارزنجي: ترا بة واد.
تراخة: الخاء معجمة وأوله مفتوح وقيل: تراخى، من قرى بخارى، منها أبو عبد الله محمد بن موسى بن حكيم بن عطية بن عبد الرحمن التراخي البخاري وروي عن أبي شعيب الحراني وغيره توفي في سلخ ذي الحجة سنة 350.
ترباع: بالكسر ثم السكرن والباء موحدة، وأنشد الفراء قال: أنشدني أبو ثروان:
ألمم على الربع بالترباع غيره ** ضرب الأهاضيب والنآجة العصف وهو في كتاب ابن القطاع ترنان بالنون ذكره في ألفاظ محصورة جاءت على تفعال بكسر أوله.
تربان: بالضم ثم السكون، قرية على خمسة فراسخ من سمرقند، منها أبو علي محمد بن يوسف بن إبراهيم الترزباني الفقيه المحدث يروي عن محمد بن إسحاق الصغاني توفي سنة 323 وتربان أيضا قال أبو زياد الكلابي: هو واد بين ذات الجيش وملل والسيالة على المحجة نفسها فيه مياه كثيرة مرتة نزلها رسول الله في غزوة بدر وبها كان منزل عروة بن أذينة الشاعر الكلابي، قال كثير:
ألم يحزنك يوم غدت حدوج ** لعزة قد أجد بها الخروج
يضاهي النقب حين ظهرن منه ** وخلف متون ساقيها الخليج
رأيت جمالها تعلو الثنايا ** كأن ذرى هوادجها البروج
وقد مرت على ترزبان تحدي ** بها بالجزع من ملل وسيج وقال في شرحة: تربان قرية من ملل على ليلة من المدينة قال ابن مقبل:
شقت قسيان وازورت وما علمت ** من أهل تربان من سوء ولا حسن وتربان أيضا في قول أبي الطيب المتنبي يخاطب ناقته حيث قال:
فقلت لها أين أرض العراق ** فقالت ونحن بتربان: ها
وهبت بحسمى هبوب الدبو ** ومستقبلات مهب الصبا قال شرزاح ديوان المتنبي: هو موضع من العراق غرهم قوله ها للإشارة وليس كذلك فإن شعره يدل على أنه قبل حسمى من جهة مصر وإنما أراد بقوله ها تقريبا للبعيد وهو كما يقول من بخراسان أين مصر أي هي بعيدة فكأن ناقته أجابته إني بسرعتي أجعلها منزلة ما تشير إليه وفي أخباره أنه رحل من ماء يقال له: البقع من ديار أبي بكر فصعد في النقب المعروف بتربان وبه ماء يعرف بعرندل فسار يومه وبعض ليلته ونزل وأصبح فدخل حسمى وحسمى فيما حكاه ابن السكيت بين أيلة وتيه بني إسرائيل الذي يلي أيلة وهذا قبل أرض الشام فكيف يقال: إنه قريب من العراق وبينهما مسيرة شهر وأكثر، وقال نصر: تربان صقع بين سماوة كلب والشام.
الترب: بالضم ثم السكون والباء موحدة، اسم جبل، تربل: يروى بفتح أوله وثالثه، عن العمراني، وعن غيره بضمهما وفي كتاب نصر بكسرهما، موضع.
تربولة: بالفتح، قلعة في جزيرة صقلية.
تربة: بالضم ثم الفتح، قال عرام: تربة، واد بالقرب من مكة على مسافة يومين منها يصب في بستان ابن عامر يسكنه بنو هلال وحواليه من الجبال السراة ويسوم وفرقد ومعدن البرم له ذكر في خبر عمر رضي الله عنه أنفذه رسول الله غازيا حتى بلغ تربة، وقال الأصمعي: تربة واد للضباب طوله ثلاث ليال فيه النخل والزرع والفواكه وشاركهم فيه هلال وعامر بن ربيعة، قال أحمد بن محمد الهمذاني: تربة وزبية وبيشة هذه الثلاثة أودية ضخام مسيرة كل واحد منها عشرون يومأ أسافلها في نجد وأعاليها في السراة وقال هشام: تربة واد يأخذ من السراة ويفرغ في نجران قال: ونزلت خثعم ما بين بيشة وتربة وما صاقب تلك البلاد إلى أن ظهر الاسلام وفي المثل عرف بطني بطن تربة قاله عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب أبو براء ملاعب الأسنة في قصة فيها طول غاب عن قومه فلما عاد إلى تربة وهي أرضه التي ولد بها ألصق بطنه بأرضها فوجد راحة فقال ذلك: وخبرني رجل من ساكني الجبلين أن تربة ماة في غربي سلمى.
ترج: بالفتح ثم السكون وجيم، جبل بالحجاز كثير الأسد، قال أبو أسامة الهذلي:
ألا يا بؤس للدهر الشعوب ** لقد أعيا على الصنع الطبيب
يحط الصخر من أركان ترج ** وينشعب المحب من الحبيب وهذا شاهد على أنه جبل وقيل: ترج وبيثة قريتان متقابلتان بين مكة واليمن في واد، قال أؤس بن مدرك:
يحدث من لاقيت أنك قاتلي ** قراقر أعلى بطن أمك أعلم
تبالة والعرضان ترج وبيشة ** وقومي تيم اللات والاسم خثعم وقالت أخت حاجز الأزدي ترثيه:
أحي حاجز أم ليس حي ** فيسلك بين خندف والبهيم
ويشرب شربة من ماء ترج ** فيصدر مشية السبع الكليم
وقيل: ترج واد إلى جنب تبالة على طريق اليمن وهناك أصيب بشر بن أبي خازم الشاعر في بعض غزواته فرماه. نعيم بن عبد مناف بن رياح الباهلي الذي قيل: فيه أجرأ من الماضي بترج فمات بالردة من بلاد قيس فدفن هناك ويحتمل أن يكون المراد بقولهم أجرأ من الماشي بترج الأسد لكثرتها فيه، قال:
وما من مخدر من أسد ترج ** ينازلهم لنابيه قبيب
يقال: قب الأسد قبيبا إذا صوت بأنيابه، ويوم ترج يوم مشهور من أيام العرب أسر فيه لقيط بن زرارة أسره الكميت بن حنظلة، فقال عند ذلك:
وأمكنني لساني من لقيط ** فراح القوم في حلق الحديد
ترجلة: بفتح الجيم واللام، قرية مشهورة بين أربل والموصل من أعمال الموصل كان بها وقعة بين عسكر زين الدين مسعود بن مودود بن زنكي بن أقسنقر وبين يوسف بن علي كوجك صاحب أربل في سنة 508 وكان الظفر فيها ليوسف وبترجلة عين كثيرة الماء كبريتية.
الترجمانية: محلة من محال بغداد الغربية متصلة بالمراوزة، تنسب إلى الترجمان بن صالح.
ترجيلة: بالضم ثم السكون وكسر الجيم وياء ساكنة ولام، مدينة بالأندلس من أعمال ماردة بينها وبين قرطبة ستة أيام غربأ وبينها وبين سمورة من بلاد الفرنج ستة أيام ملكها الفرنج سنة 560.
ترخم: بالفتح وضم الخاء المعجمة وقيل: بضم أوله وفتح الخاء، واد باليمن.
ترسخ: بالفتح وضم السين المهملة وخاء معجمة، قرية بين باكسايا والبندنيجين من أعمال البندنيجين وفيها ملاحة واسعة أكثر ملح أهل بغداد منها، منها أبو عبد الله عنان بن مردك الترسخي أقام ببغداد مؤذنا روى عن أبي بكر أحمد بن علي الطريثيثي وأبي منصور محمد بن أحمد بن علي الخياط المقري كتب عنه أبو سعد ومات بعد سنة 537.
ترسة: بفتح أوله وتشديد ثانيه وفتحه والسين مهملة، من قرى آلش من أعمال طليطلة بالأندلس، ينسب إليها ابن إدريس الترسي يعرف بابن القطاع، قال أبو طاهر: قال لي ذلك يوسف بن عبد الله بن أحمد الآليشي.
ترشيش: بالضم ثم السكون وكسر الشين الأولى معجمة وياء، ناحية من أعمال نيسابور وهي اليوم ييد الملاحدة وهي طريثيث وستذكر في حرف الطاء.
ترشيش: بالفتح، هو اسم مدينة تونس التي بإفريقية، قال الحسن بن رشيق القروي: ترشيش اسم مدينة تونس بالرومية، وقال أبو الحسن محمد بن أحمد بن خليفة التونسي الطريدي وكان قد خرج من تونس بسبب غلام هويه فكتبت إليه والدته:
وأنت امرؤ منا خلقت لغيرنا ** حياتك لا نفع وموتك فاجع قال: فتغفل أهله ودخل دارهم وكتب على حائطها:
سقيا لمن لم يكن ترشيش منزله ** ولا رأى دهره من أهلها أحدا
دارا إذا زرت أقواما أحبهم ** بها أزارتني الأحزان والكمدا
تالله إن أبصرت عيناي قرتها ** لا ملت عنها بوجه دونها أبدأ
فإن رضيت بها من بعده بلدا ** إذا فلا قيض الرحمن لي بلدا ترعب: بفتح العين والباء موحدة، موضع.
ترع عوز: العينان مهملتان والواو ساكنة وزاي، قرية مشهورة بحران من بناء الصابئة كان لهم بها هيكل وكانوا يبنون الهياكل على أسماء الكواكب وكان الهيكل الذي بهذه القرية باسم الزهرة ومعنى ترع عوز بلغة الصابئة باب الزهرة وأهل حران في أيامنا يسمونها ترعوز، وينسبون إليها نوعا من القثاء يزرعونه بها عذيا.
ترعة عامر: بالضم، موضع بالصعيد الأعلى على النيل يكثر فيه الصرايري وهو نوع من السمك صغار ليس في جوفه كثير أذى، وترعة أيضا موضع بالشام عن نصر ينسب إليه بعض الرواة.
ترف: مثال زفر، جبل لبني أسد، قال بعضهم:
أراحني الرحمن من قبل ترف ** أسفله جذدب وأعلاه قرف وضبطه الأصمعي بفتح أوله وثانيه.
أراحني الرحمن عن قبل ترف والقرف: داء يأخذ المغزى من أبوال الأروى إذا شمته ماتت ويقال لهذا الداء: الأباء.
ترفلأن: بفتح أوله وضم الفاء، موضع بالشام في شعر النعمان بن بشير الأنصاري حيث قال:
يا خليلي ودعا دار ليلى ** ليس مثلي يحل دار الهوان
إن قينية تحل حفيرا ** ومحبا فجتتي ترفلان
لا تؤاتيك في المغيب إذا ما ** حال من دونها فروع القنان
إن ليلى وإن كلفقت بليلى ** عاقها عنك عانق غير وان
ترقف: بضم القاف والفاء، قال الأزهري: بلد، قلت أنا وأظنه من نواحي البندنيجين من بلاد العراق. ينسب إليه أبو محمد العباس بن عبد الله بن أبي عيسى الترتفي الباكسائي أحد الأثمة الأعيان المكثرين ومن العباد المجتهدين كثير الحديث واسع الرواية ثقة صدوق حافظ رحل في طلب الحديث إلى الشام وسمع خلقا منهم محمد بن يوسف الفريابي روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا واسماعيل بن محمد الضفار النحوي مات في سنة 268 أو 267، وقيل: إن ترقف اسم امرأة نسبت إليها.
تركان: بالضم، من قرى مرو معروفة، ذكرها أبو سعد ولم ينسب إليها أحدا.
تركسشتان: هو اسم جامع لجميع بلاد الترك، وفي الحديث أن النبي قال: الترك أول من يسلب أمتي ما خولوا وعن ابن عباس أنه قال: ليكونن الملك أو قال: الخلافة في ولدي حتى يغلب على عزهم الحمر الوجوه الذين كأن وجوههم المجان المطرقة وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: لا تقوم الساعة حتى يجىء قوم عراض الوجوه صغار الأعين فطس الأنوف حتى يربطوا خيولهم بشاطىء دجلة وعن معاوية لا تبعث الرابضين اتركوهم ما تركوكم الترك والحبشة، وخبرآخر عن النبي أنه قال: اتركوا الترك ما تركوكم، وقيل: إن الشاة لا تضع في بلاد الترك أقل من أربعة وربما وضعت خمسة أو ستة كما تضع الكلاب وأما اثنين أو ثلاثة فإنما يكون نادرا وهي كبار جدا ولها ألايا كبار تجرها على الأرض، وأوسع بلاد الترك بلاد التغزغز وحدهم الصين والتبت والخزلج والكيماك والغز والجفر والبجناك والبذكش وأذكس وخفشاق وخرخيز وأول حدمم من جهة المسلمين فاراب قالوا ومدائنهم المشهورة ست عشرة مدينة والتغزغز في الترك كالبادية أصحاب عمد يرحلون ويحلون والبذكشية اهل بلاد وقرى، وكان هشام بن عبد الملك بعث إلى ملك الترك يدعوه إلى الإسلام، قال الرسول: فدخلت عليه وهو يتخذ سرجا نجيده فقال للترجمان: من هذا? فقال: رسول ملك العرب، قال: كلامي قال: نعم قال: فأمر بي إلى بيت كثير اللحم قليل الخبز ثم استدعاني وقال لي: ما بغيتك فتلطفت له وقلت: إن صاحبي يريد نصيحتك ويراك على ضلال ويحب لك الدخول في الاسلام، قال: وما الاسلام? فأخبرته بشرائطه وحظره وإباحته وفروضه وعبادته فتركني أياما ثم ركب ذات يوم في عشرة أنفس مع كل واحد منهم لواء وأمر بحملي معه فمضينا حتى صعد تلأ وحول التل غيضة فلما طلعت الشمس أمر واحدا من أولئك أن ينشر لواءه ويليح به ففعل فوافى عشرة الاف فارس مسلح كلهم يقول: جاه جاه حتى وقفوا تحت التل وصعد مقدمهم فكفر للملك فما زال يأمر واحدا واحدا أن ينشر لواءه ويليح به فإذا فعل ذلك وافى عشرة آلاف فارس مسلح فيقف تحت التل حتى نشر الألوية العشرة وصار تحت التل مائة ألف فارس مدجج ثم قال للترجمان: قل لهذا الرسول يعرف صاحبه أن ليس في هؤلاء حجام ولا إسكاف ولا خياط فإذا أسلموا والتزموا شروط الاسلام من أين يأكون، ومن ملوك الترك كيماك دون ألفين وهم بادية يتبعون الكلأ فإذا ولد للرجل ولد رباه وعاله وقام بأمره حتى يحتلم ثم يدفع إليه فرسا وسهاما ويخرجه من منزله ويقول له: احتل لنفسك ويصيره بمنزله الغريب الأجنبي، ومنهم من يبيع ذكور ولده لاناثهم بما ينفقونه، ومن سنتهم أن البنات البكور مكشفات الرؤوس فإذا أراد الرجل أن يتزوج ألقى على رأس إحداهن ثوبا فإذا فعل ذلك صارت زوجته لا يمنعها منه مانع، وذكر تميم بن بحر المطوعي أن بلدهم شديد البرد وإنما يسلك فيه ستة أشهر في السنة وأنه سلك في بلاد خاقان التغزغزي على بريد أنفذه خاقان إليه وأنه كان يسير في اليوم والليلة ثلاث سكك بأشد سير وأحثه فسار عشرين يوما في بواد فيها عيون وكلإ وليس فيها قرية ولا مدينة إلا أصحاب السكك وهم نزول في خيام وكان حمل معه زادا لعشرين يوما ثم سافر بعد ذلك عشرين يوما في قرى متصلة وعمارات كثيرة وأكثر أهلها عبدة نيران على مذهب المجوس ومنهم زنادقة على مذهب ماني وأنه بعد هذه الأيام وصل إلى مدينة الملك وذكر أنها مدينة حصينة عظيمة حولها رساتيق عامرة وقرى متصلة ولها اثنا عشر بابا من حديد مفرطة العظم، قال: وهي كثيرة الأهل والزحام والأسواق والتجارات والغالب على أهلها مذهب الزنادقة وذكر أنه حزر ما بعدها إلى بلاد الصين مسيرة ثلاثمائة فرسخ قال: وأظنه أكثر من ذلك، قال: وعن يمين بلدة التغزغز بلاد الترك لا يخالطها غيرهم وعن يسار التغزغز كيماك وأمامها بلاد الصين، وذكر أنه نظر قبل وصوله إلى المدينة خيمة الملك من ذهب وعلى رأس قصره تسعمائة رجل، وقد استفاض بين أهل المشرق أن مع الترك حصى يستمطرون به ويجيئهم الثلج حين أرادوا، وذكر أحمد بن محمد الهمذاني عن أبي العباس عيسى بن محمد المروزي قال: لم نزل نسمع في البلاد التي مر وراء النهر وغيرها من الكور الموازية لبلاد الترك الكفرة الغرية والتغزكزية والخزلجية وفيهم المملكة ولهم في أنفسهم شأن عظيم ونكاية في الأعداء شديدة أن مر الترك من يستمطر في السفارة وغيرها فيمطر ويحدث ما شاء من برد وثلج ونحو ذلك فكنا بين منكر ومصدق حتى رأيت داود بن منصور بن أبي علي الباذغيسي وكان رجلا صالحا قد تولى خراسان فحمد أمره بها وقد خلا بابن ملك الترك الغزية وكان يقال له: بالقيق بن حيويه فقال له: بلغنا عن الترك أنهم يجلبون المطر والثلج متى شاؤا فما عندك في ذلك فقال: الترك أحقر وأذل عند الله من أن يستطيعوا هذا الأمر والذي بلغك حق ولكن له خبر أحدثك به كان بعض أجدادي راغم أباه وكان الملك في ذلك العصر قد شذ عنه واتخذ لنفسه أصحابا من مواليه وغلمانه وغيرهم من يحب الصعلكة وتوجه نحو شرق البلاد يغير على الناصر ويصيد ما يظهر له ولأصحابه فانتهى به المسير إلى بلد ذكر أهله أن لا منفذ لأحد وراءهه وهناك جبل قالوا لأن الشمس تطلع من وراء هذا الجبل وهي قريبة من الأرض جدا فلا تقع على شيء إلا أحرقته، قال: أوليس هناك ساكن ولا وحش قالوا بلى قال: فكيف يتهيأ لي المقام على ما ذكرتم قالوا: أما الناس فلهم أسراب تحت الأرض و غير أن في الجبال فإذا طلعت الشمس بادروا إليها واستكنوا فيها حتى ترتفع الشمس عنهم فيخرجون وأما الوحوش فإنها تلتقط حصى هناك قد ألهمت معرفته فكل وخية تأخذ حصاة بفيها وترفع رأسها إلى السماء فتظللها وتبرز عند ذلك كمامة تحجب بينها وبين الشمس، قال: فقصد جدي تلك الناحية فوجد الأمر على ما بلغه فحمل هو وأصحابه على الوحوش حتى عرف الحصى والتقطه فحملوا منه ما قدروا عليه إلى بلادهم فهو معهم إلى الآن فإذا أرادوا المطر حركوا منه شيئا يسيرا فينشأ الغيم فيوافي المطر وإن أرادوا الثلج والبرد زادوا في تحريكه فيوافيهم الثلج والبرد فهذه قصتهم وليس ذلك من حيلة عندهم ولكنه من قدرة الله تعالى. قال أبو العباس: وسمعت إسماعيل بن أحمد الساماني أمير خراسان يقول: غزوت الترك في بعض السنين في نحو عشرين ألف رجل من المسلمين فخرج إلي منهم ستون ألفا في السلاح الشاك فواقعتهم أياما فإني ليوم في قتالهم إذ اجتمع إلي خلق من غلمان الأتراك و غيرهم من الأتراك المستأمنة فقالوا لي: إن لنا في عسكر الكفرة قرابات وإخوانا وقد أنذرونا بموافاة فلان، قال وكان هذا الذي ذكروه كالكاهن عندهم وكانوا يزعمون أنه ينشىء سحاب البرد والثلج و غير ذلك فيقصد بها من يريد هلاكه وقالوا: قد عزم يمطر على عسكرنا بردأ عظاما لا يصيب البرد إنسانا إلا قتله قال: فانتهرتهم وقلت لهم: ما خرج الكفر من قلوبكم بعد وهل يستطيع هذا أحد من البشر قالوا: قد أنذرناك وأنت أعلم غدا عند ارتفاع النهار، فلما كان من الغد وارتفع النهار نشأت سحابة عظيمة هائلة من رأس جبل كنت مستندا بعسكري إليه ثم لم تزل تتشر وتزيد حتى أظلت عسمكري كله فهالني سوادها وما رأيت منها وما سمعت فيها من الأصوات الهائلة وعلمت أنها فتنة فنزلت عن دابتي وصليت ركعتين وأهل العسكر يموج بعضهم في بعض وهم لا يشكون في البلاء فدعوت الله وعفرت وجهي في التراب وقلت: اللهم أغثنا فإن عبادك يضعفون عند محنتك وأنا أعلم أن القدرة لك وأنه لا يملك الضر والنفع إلا أنت اللهم إن هذه السحابة إن أمطرت علينا كانت فتنة للمسلمين وسطوة للمشركين فاصرف عنا شرها بحولك وقوتك يا ذا الجلال والحول والقوة، قال: وأكثرت الدعاء ووجهي على التراب رغبة ورهبة إلى الله تعالى وعلما أنه لا يأتي الخير إلا من عنده ولا يصرف السوء غيره فبينما أنا كذلك إذ تبادر إلي الغلمان وغيرهم من الجند يبشروني بالسلامة وأخذوا بعضدي ينهضوني من سجدتي ويقولون: انظر أيها الأمير فرفعت رأسي فإذا السحابة قد زالت عن عسكري وقصدت عسكر الترك. تمطر عليهم بردا عظاما لاذا هم يموجون وقد نفرت دوابهم وتقلعت خيامهم وما تقع بردة على واحد منهم إلا أوهنته أو قتلته فقال أصحابي: نحمل عليهم فقلت: لا لأن عذاب الله أدهى وأمر ولم يفلت منهم إلا القليل وتركوا عسكرهم بجميع ما فيه وهربوا فلما كان من الغد جئنا إلى معسكرهم فوجدنا فيه من الغنائم ما لا يوصف فحملنا ذلك وحمدنا الله على السلامة وعلمنا أنه هو الذي سهل لنا ذلك وملكناه، قلت: هذه أخبار سطرتها كما وجدتها و الله أعلم بصحتها.لأعداء شديدة أن مر الترك من يستمطر في السفارة وغيرها فيمطر ويحدث ما شاء من برد وثلج ونحو ذلك فكنا بين منكر ومصدق حتى رأيت داود بن منصور بن أبي علي الباذغيسي وكان رجلا صالحا قد تولى خراسان فحمد أمره بها وقد خلا بابن ملك الترك الغزية وكان يقال له: بالقيق بن حيويه فقال له: بلغنا عن الترك أنهم يجلبون المطر والثلج متى شاؤا فما عندك في ذلك فقال: الترك أحقر وأذل عند الله من أن يستطيعوا هذا الأمر والذي بلغك حق ولكن له خبر أحدثك به كان بعض أجدادي راغم أباه وكان الملك في ذلك العصر قد شذ عنه واتخذ لنفسه أصحابا من مواليه وغلمانه وغيرهم من يحب الصعلكة وتوجه نحو شرق البلاد يغير على الناصر ويصيد ما يظهر له ولأصحابه فانتهى به المسير إلى بلد ذكر أهله أن لا منفذ لأحد وراءهه وهناك جبل قالوا لأن الشمس تطلع من وراء هذا الجبل وهي قريبة من الأرض جدا فلا تقع على شيء إلا أحرقته، قال: أوليس هناك ساكن ولا وحش قالوا بلى قال: فكيف يتهيأ لي المقام على ما ذكرتم قالوا: أما الناس فلهم أسراب تحت الأرض و غير أن في الجبال فإذا طلعت الشمس بادروا إليها واستكنوا فيها حتى ترتفع الشمس عنهم فيخرجون وأما الوحوش فإنها تلتقط حصى هناك قد ألهمت معرفته فكل وخية تأخذ حصاة بفيها وترفع رأسها إلى السماء فتظللها وتبرز عند ذلك كمامة تحجب بينها وبين الشمس، قال: فقصد جدي تلك الناحية فوجد الأمر على ما بلغه فحمل هو وأصحابه على الوحوش حتى عرف الحصى والتقطه فحملوا منه ما قدروا عليه إلى بلادهم فهو معهم إلى الآن فإذا أرادوا المطر حركوا منه شيئا يسيرا فينشأ الغيم فيوافي المطر وإن أرادوا الثلج والبرد زادوا في تحريكه فيوافيهم الثلج والبرد فهذه قصتهم وليس ذلك من حيلة عندهم ولكنه من قدرة الله تعالى. قال أبو العباس: وسمعت إسماعيل بن أحمد الساماني أمير خراسان يقول: غزوت الترك في بعض السنين في نحو عشرين ألف رجل من المسلمين فخرج إلي منهم ستون ألفا في السلاح الشاك فواقعتهم أياما فإني ليوم في قتالهم إذ اجتمع إلي خلق من غلمان الأتراك و غيرهم من الأتراك المستأمنة فقالوا لي: إن لنا في عسكر الكفرة قرابات وإخوانا وقد أنذرونا بموافاة فلان، قال وكان هذا الذي ذكروه كالكاهن عندهم وكانوا يزعمون أنه ينشىء سحاب البرد والثلج و غير ذلك فيقصد بها من يريد هلاكه وقالوا: قد عزم يمطر على عسكرنا بردأ عظاما لا يصيب البرد إنسانا إلا قتله قال: فانتهرتهم وقلت لهم: ما خرج الكفر من قلوبكم بعد وهل يستطيع هذا أحد من البشر قالوا: قد أنذرناك وأنت أعلم غدا عند ارتفاع النهار، فلما كان من الغد وارتفع النهار نشأت سحابة عظيمة هائلة من رأس جبل كنت مستندا بعسكري إليه ثم لم تزل تتشر وتزيد حتى أظلت عسمكري كله فهالني سوادها وما رأيت منها وما سمعت فيها من الأصوات الهائلة وعلمت أنها فتنة فنزلت عن دابتي وصليت ركعتين وأهل العسكر يموج بعضهم في بعض وهم لا يشكون في البلاء فدعوت الله وعفرت وجهي في التراب وقلت: اللهم أغثنا فإن عبادك يضعفون عند محنتك وأنا أعلم أن القدرة لك وأنه لا يملك الضر والنفع إلا أنت اللهم إن هذه السحابة إن أمطرت علينا كانت فتنة للمسلمين وسطوة للمشركين فاصرف عنا شرها بحولك وقوتك يا ذا الجلال والحول والقوة، قال: وأكثرت الدعاء ووجهي على التراب رغبة ورهبة إلى الله تعالى وعلما أنه لا يأتي الخير إلا من عنده ولا يصرف السوء غيره فبينما أنا كذلك إذ تبادر إلي الغلمان وغيرهم من الجند يبشروني بالسلامة وأخذوا بعضدي ينهضوني من سجدتي ويقولون: انظر أيها الأمير فرفعت رأسي فإذا السحابة قد زالت عن عسكري وقصدت عسكر الترك. تمطر عليهم بردا عظاما لاذا هم يموجون وقد نفرت دوابهم وتقلعت خيامهم وما تقع بردة على واحد منهم إلا أوهنته أو قتلته فقال أصحابي: نحمل عليهم فقلت: لا لأن عذاب الله أدهى وأمر ولم يفلت منهم إلا القليل وتركوا عسكرهم بجميع ما فيه وهربوا فلما كان من الغد جئنا إلى معسكرهم فوجدنا فيه من الغنائم ما لا يوصف فحملنا ذلك وحمدنا الله على السلامة وعلمنا أنه هو الذي سهل لنا ذلك وملكناه، قلت: هذه أخبار سطرتها كما وجدتها و الله أعلم بصحتها.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)