وفتى خلا من ماله * ومن المروءة غير حال
أعطاك قبل سؤاله * وكفاك مكروه السؤال
وقال المسيب بن واضح أرسل ابن المبارك إلى أبي بكر بن عياش أربعة آلاف درهم فقال سد بها فتنة القوم عنك قال علي بن خشرم قلت لعيسى بن يونس كيف فضلكم ابن المبارك ولم يكن بأسن منكم قال كان يقدم ومعه الغلمة الخراسانية والبزة الحسنة فيصل العلماء ويعطيهم وكنا لا نقدر على هذا قال نعيم بن حماد قدم ابن المبارك أيله على يونس بن يزيد ومعه غلام مفرغ العمل الفالوذج يتخذه للمحدثين أخبرنا ابن أبي الخير في كتابه عن عبد الرحيم بن محمد أخبرنا الحسن بن أحمد أخبرنا أبو نعيم حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا نعيم بن حماد حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ابن المبارك عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله البركه مع أكابركم فقلت للوليد أين سمعت من ابن المبارك قال في الغزو عن ابن المبارك قال ليكن مجلسك مع المساكين واحذر أن تجلس مع صاحب بدعة قال الحسن بن الربيع لما احتضر ابن المبارك في السفر قال أشتهي سويقا فلم نجده إلا عند رجل كان يعمل للسلطان وكان معنا في السفينة فذكرنا ذلك لعبد الله فقال دعوه فمات ولم يشربه قال العلاء بن الأسود ذكر جهم عند ابن المبارك فقال
عجبت لشيطان أتى الناس داعيا * إلى النار وانشق اسمه من جهنم
أخبرنا إسحاق الأسدي أخبرنا ابن خليل أخبرنا عبد الرحيم بن محمد أخبرنا أخبرنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني حدثنا سعيد بن سليمان عن ابن المبارك عن معمر عن محمد بن حمزة عن عبد الله بن سلام قال كان النبي إذا نزل بأهله الضيق أمرهم بالصاة ثم قرأ " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك " هذا مرسل قد انقطع فيه ما بين محمد وجد أبيه عبد الله وقد كان ابن المبارك رحمه الله شاعرا محسنا قوالا بالحق قال أحمد بن جميل المروزي قيل لابن المبارك إن إسماعيل بن عليه قد ولي القضاء فكتب إليه
يا جاعل العلم له بازيا * يصطاد أموال المساكين
احتلت للدنيا ولذاتها * بحيلة تذهب بالدين
فصرت مجنونا بها بعدما * كنت دواء للمجانين
أين رواياتك في سردها * * عن ابن عون وابن سرين
أين رواياتك فيما مضى * * في ترك أبواب السلاطين
إن قلت أكرهت فما ذا كذا * زل حمار العلم في الطين
وروى عبد الله بن محمد قاضي نصيبين حدثنا محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة قال أملى علي ابن المبارك سنة سبع وسبعين ومئة وأنفذها معي إلى الفضل بن عياض من طرسوس
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا * لعلمت أنك في العبادة تلعب
من كان يخضب جيده بدموعه * فنحورنا بدائنا تتخضب
أو كان يتعب خيلة في باطل * فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا * رهج السنابك والغبار الأطيب
ولقد أتانا من مقال نبينا * قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوي وغبار خيل الله في * أنف امرئ ودخان نار تلهب
هذا كتاب الله ينطق بيننا * ليس الشهيد بميت لايكذب
فلقيت الفضيل بكتابه في الحرم فقرأه وبكى ثم قال صدق أبو عبد الرحمن ونصح
قال ابن سهم الأنطاكي سمعت ابن المبارك ينشد
فكيف قرت لأهل العلم أعينهم * أو استلذوا لذيذ النوم أو هجعوا
والنار ضاحية لابد موردها * وليس يدرون من ينجو ومن يقع
وطارت الصحف في الأيدي منشرة * فيها السرائر والجبار مطلع
إما نعيم وعيش لا انقضاء له * أو الجحيم فلا نبقي ولا تدع
تهوي بساكنها طورا وترفعه * إذا رجوا مخرجا من غمها قمعوا
لينفع العلم قبل الموت عالمه * قد سال قوم بها الرجعى فما رجعوا
وروى إسحاق بن سنين لابن المبارك
إني امرؤ ليس في ديني لغامره * لين ولست على الإسلام طعانا
فلا أسب أبا بكر ولا عمرا * ولن أسب معاذ الله عثمانا
ولا ابن عم رسول الله أشتمه * حتى ألبس تحت الترب أكفانا
ولا الزبير حواري الرسول ولا * أهدي لطلحة شتما عز أو هانا
ولا أقول علي في السحاب إذا * قد قلت والله ظلما ثم عدوانا
ولا أقول بقول الجهم إن له * قولا يضارع أهل الشرك أحيانا
ولا أقول تخلى من خليقته * رب العباد وولى الأمر شيطانا
ما قال فرعون هذا في تمرده * فرعون موسى ولا هامان طغيانا
الله يدفع بالسطان معضلة * عن ديننا رحمة منه ورضوانا
لولا الأئمة لم تأمن لنا سبل * وكان أضعفنا نهبا لأقوانا
فيقال إن الرشيد أعجبه هذا فلما أن بلغه موت ابن المبارك بهيت قال إنا لله وإنا أليه راجعون يا فضل إيذن للناس يعزونا في ابن المبارك وقال أما هو القائل الله يدفع بالسلطان معضلة فمن الذي يسمع هذا من ابن المبارك ولا يعرف حقنا
قال الكديمي حدثنا عبدة بن عبد الرحيم قال كنت عند فضيل ابن عياض وعنده ابن المبارك فقال قائل إن أهلك وعيالك قد احتاجوا مجهودين محتاجين إلة هذا المال فاتق الله وخذ من هؤلاء القوم فزجره ابن المبارك وأنشأ يقول
خذ من الجاروش وال * رز والخبز الشعير
واجعلن ذاك حلالا * تنج من حر السعير
وأنا ما اسطعت هدا * ك الله عن دار الأمير
لا تزرها واجتنبها * إنها شر مزور
توهن الدين وتد * نيك من الحواب الكبير
قبل أن تسقط * يا مغرور في حفرة بير
وارض يا ويحك من * دنياك بالقوت اليسير
إنها دار بلاء * وزوال وغرور
ماترى قد صرعت * قبلك أصحاب القصور
كم ببطن الأرض من * ثاو شريف ووزير
وصغير الشأن عبد * خامل الذكر حقير
لو تصفحت وجو * ه القوم في يوم نضير
لم تميزهم ولم * تعرف غنيا من فقير
خمدوا فالقوم صرعى * تحت أشقاق الصخور
واستووا عند مليك * بمساويهم خبير
احذر الصرعة يا * مسكين من دهر عثور
أين فرعون وها * مان ونمرود النسور
أو ما تخشاه أن * يرميك بالموت المبير
أو ما تحذر من * يوم عبوس قمطرير
اقمطر الشر فيه * بعذاب الزمهرير
قال فغشي على الفضيل فرد ذلك ولم يأخذه
ولابن المبارك
جربت نفسي فما وجدتها لها * من بعد تقوى الأله كالأدب
في كل حالاتها وإن كرهت * أفضل من صمتها عن الكذب
أو غيبة الناس إن عيبتهم * حرمها ذو الجلال في الكتب
قلت لها طائعا وأكرهها * الحلم والعلم زين ذي الحسب
إن كان من فضة كلامك يا * نفس فإن السكوت من ذهب
قال أبو العباس السراج أنشدني يعقوب بن محمد لابن المبارك
أبإذن نزلت بي يا مشيب * أي عيش وقد نزلت يطيب
وكفى الشيب واعظا غير أني * آمل العيش والممات قريب
وكم أنادي الشباب إذ بان * مني وندائي موليا ما يجيب
وبه
ياعائب الفقر ألا تزدجر * عيب الغنى أكثر لو تعتبر
من شرف الفقر ومن فضله * على الغنى لو صح منك النظر
أنك تعصي لتنال الغنى * وليس تعصي الله كي تفتقر
قال حبان بن موسى سمعت ابن المبارك ينشد
كيف القرار وكيف يهدأ مسلم * والمسلمات مع العدو المعتدي
الضاربات خدودهن برنة * الداعيات نبيهن محمد
القائلات إذا خشين فضيحة * جهد المقالة ليتنا لم نولد
ما تستطيع ومالها من حيلة * إلا التستر من أخيها باليد
قال ابوإسحاق الطالقاني كنا عند ابن المبارك فانهد القهندز فأتى بسنين فوجد وزن أحدهما منوان فقال عبد الله
أتيت بسنين قد رمتا * من الحصن لما أثاروا الدفينا
على وزن منوين إحداهما * تقل به الكف شيئا رزينا
ثلاثون سنا على قدرها * تباركت يا أحسن الخالقينا
فماذا يقوم لأفواهها * وما كان يملأ تلك البطونا
إذا ما تذكرت أجسامهم * تصاغرت النفس حتى تهونا
وكل على ذاك ذاق الردى * فبادوا جميعا فهم هامدونا
وجاء من طرق عن ابن المبارك ويقال بل هي لحميد النحوي
اغتنم ركعتين زلفى إلى الله * إذا كنت فارغا مستريحا
وإذا ما هممت بالنطق بالباطل * فاجعل مكانه تسبيحا
فاغتنام السكوت أفضل من * خوض وإن كنت بالكلام فصيحا
وسمع بعضهم ابن المبارك وهو ينشد على سور طرسوس
ومن البلاء وللبلاء علامة * أن لايرى لك عن هواك نزوع
العبد عبد النفس في شهواتها * والحر يشبع مرة ويجوع
قال أبو أمية الأسود سمعت ابن المبارك يقول أحب الصالحين ولست منهم وأبغض الطالحين وأنا شر منهم ثم أنشأ يقول
الصمت أزين بالفتى * من منطق في غير حينه
والصدق أجمل * بالفتى في القول عندي من يمينه
وعلى الفتى بوقاره * سمة تلوح على جبينه
فمن الذي يخفي علي * اذا نظرت إلى قرينه
رب امرئ متيقن * غلب الشقاء على يقينه
فأزاله عن رأيه * فابتاع دنياه بدينه
قال أحمد بن عبد الله العجلي حدثني أبي قال لما احتضر ابن المبارك جعل رجل يلقنه قل لا اله إلا الله فأكثر عليه فقال له لست تحسن وأخاف أن تؤذي مسلما بعدي إذا لقنتني فقلت لا اله الله ثم لم أحدث كلاما بعدها فدعني فإذا أحدثت كلاما فلقني حتى تكون آخر كلامي يقال إن الرشيد لما بلغه موت عبد الله قال مات اليوم سيد العلماء قال عبدان بن عثمان مات ابن المبارك بهيت وعانات في شهر رمضان سنة إحدى وثمانين ومئة قال حسن بن الربيع قال لي ابن المبارك قبل أن يموت أنا ابن ثلاث وستين سنة قال أحمد بن حنبل ذهبت لأسمع من ابن المبارك فلم أدركه وكان قد قدم بغداد فخرج إلى الثغر ولم أره
قال محمد بن الفضيل بن عياض رأيت ابن المبارك في النوم فقلت أي العمل أفضل قال الأمر الذي كنت فيه قلت الرباط والجهاد قال نعم قلت فما صنع بك ربك قال غفر لي مغفرة ما بعدها مغفرة رواها رجلان عن محمد وقال العباس بن محمد النسفي سمعت أبا حاتم الفربري يقول رأيت ابن المبارك واقفا على باب الجنة بيده مفتاح فقلت ما يوقفك ههنا قال هذا مفتاح الجنة دفعه الي رسول الله وقال حتى أزور الرب فكن أميني في السماء كما كنت أميني في الأرض وقال إسماعيل بن إبراهيم المصيصي رأيت الحارث بن عطية في النوم فسألته فقال غفرلي قلت فابن المبارك قال بخ بخ ذاك في علين ممن يلج على الله كل يوم مرتين وعن نوفل قال رأيت ابن المبارك في النوم فقلت ما فعل الله بك قال غفر لي برحلتي في الحديث عليك بالقرآن عليك بالقرآن قال علي بن أحمد السواق حدثنا زكريا بن عدي قال رأيت ابن المبارك في النوم فقلت ما فعل الله بك قال غفر لي برحلتي قال النسائي أثبت الناس في الأوزاعي عبد الله بن المبارك قال الفسوي في تاريخه سمعت الحسن بن الربيع يقول شهدت موت ابن المبارك مات لعشر مضى من رمضان سنة إحدى وثمانين ومئة ومات سحرا ودفناه بهيت
ولبعض الفضلاء
مررت بقبر ابن المبارك غدوة * فأوسعني وعظا وليس بناطق
وقد كنت الذي في جوانحي * غنيا وبالشيب الذي في مفارقي
ولكن أرى الذكرى تنبه عاقلا * ذا هي جاءت من رجال الحقائق
قرأت على أبي حفص عمر بن عبد المنعم الطائي أخبركم القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن مميل الشافعي سنة ثلاثين وست مئة بمنزله أخبرنا عبد الرحمن بن علي الخرقي أخبرنا نصر بن أحمد السوسي أخبرنا سهل بن بشر أخبرنا علي بن منير الخلال حدثني خالي أحمد بن عتيق الخشاب حدثنا أبو بكر محمد بن أبي الأصبغ حدثنا هاشم بن مرثد سمعت أبا صالح الفراء سمعت ابن المبارك يقول
المرء مثل هلال عند رؤيته * يبدو ضئيلا تراه ثم يتسق
حتى إذا ما تراه ثم اعقبه * كر الجديدن نقصا ثم يمحق
من تاريخ أبي عمر أحمد بن سعيد الصدفي محمد بن وضاح عن يحيى بن يحيى الليثي قال كنا عند مالك فاستؤذن لعبد الله بن المبارك بالدخول فإذن له فرأينا مالكا تزحزح له في مجلسه ثم أقعده بلصقه وما رأيت مالكا تزحزح لأحد في مجلسه غيره فكان القارئ يقرأ على مالك فربما مر بشيء فيسأله مالك ما مذهبكم في هذا أو عندكم في هذا فرأيت ابن المبارك يجاوبه ثم قام فخرج فأعجب مالك بأدبه ثم قال لنا مالك هذا ابن المبارك فقيه خراسان عن المسيب بن واضح قال أرسل ابن المبارك إلى أبي بكر بن عياش بأربعين ألف درهم وقال سد بهذه فتنة القوم عنك وسئل ابن المبارك بحضور سفيان بن عيينة عن مسألة فقال إنا نهينا أن نتكلم عند أكابرنا قال أحمد كان ابن المبارك يحدث من كتاب ومن حدث من كتاب لايكاد أن يكون له سقط كثير وكان وكيع يحدث من حفظه فكان يكون له سقط كم يكون حفظ الرجل
عبد الله بن لهيعة
عبد الله بن لهيعة ( دتق ) ابن عقبة بن فرعان بن ربيعة بن ثوبان
القاضي الإمام العلامة محدث ديار مصر مع الليث أبو عبد الرحمن الحضرمي الأعدولي ويقال الغافقي المصري ويقال يكنى أبا النضر ولم يصح ولد سنة خمس أو ست وتسعين وطلب العلم في صباه ولقي الكبار بمصر والحرمين وسمع من عبد الرحمن بن هرمز الأعرج صاحب أبي هريرة ومن موسى بن وردان وعطاء بن أبي رباح وعمرو بن شعيب وعمر بن دينار ويزيد بن أبي حبيب وأبي وهب الجيشاني ومشرح بن هاعان وعبيد الله ابن أبي جعفر وعكرمة مولى ابن عباس إن صح ذلك وكعب بن علقمة وقيس بن الحجاج وأبي الأسود محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة ومحمد بن المنكدر وأبي الزبير ويزيد بن عمرو المعافري وأبي يونس مولى أبي هريرة وأبي عشانة المعافري وأبي قبيل المعافري وأحمد بن خازم المعافري وبكر بن عمرو المعافري وشرحبيل بن شريك المعافري وعامر بن يحيى المعافري وبكير بن الأشج وجعفر بن ربيعة ودراج أبي السمح وعقيل بن خالد وعمرو بن جابر الحضرمي وخلق كثير وعنه حفيدة أحمد بن عيسى بن عبد الله وعمرو بن الحارث والأوزاعي وشعبة والثوري وماتوا قبله والليث بن سعد ومالك ولم يصرح باسمه وابن المبارك والوليد بن مسلم وابن وهب وأشهب وزيد بن الحباب وأبو عبد الرحمن المقرئ ومروان بن محمد وبشر بن عمر الزهراني والحسن بن موسى الأشب وأسد بن موسى وإسحاق بن عيسى بن الطباع وسعيد بن أبي مريم وسعيد بن عفير وعثمان بن صالح والنضر بن عبد الجبار ويحيى بن إسحاق ويحيى بن بكير وحسان بن عبد الله الواسطي وأبو صالح الكاتب والقعنبي وعمرو بن خالد وكامل طلحة وقتيبه بن سعيد ومحمد ابن رمح ومحمد بن الحارث صدره وخلق كثير خاتمتهم ابن رمح وكان من بحور العلم على لين في حديثه قال روح بن صلاح لقي ابن لهيعة اثنين وسبعين تابعيا قلت لقي جماعة من أصحاب أبي هريرة وعبد الله بن عمرو وعقبة بن عامر قال أحمد بن حنبل من كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه حدثني إسحاق بن عيسى أنه لقيه في سنة أربع وستين وأن كتبه احترقت سنة تسع وستين ومئة وقال أبو داود سمعت أحمد بن حنبل يقول ماكان محدث مصر إلا ابن لهيعة وقال أحمد بن صالح كان ابن لهيعة صحيح الكتاب طلابا للعلم وقال زيد بن الحباب قال سفيان الثوري عند ابن لهيعة الأصول وعندنا الفروع وقال عثمان بن صالح السهمي احترقت دار ابن لهيعة وكتبه وسلمت أصوله كتبت كتاب عمارة بن غزية من أصله ولما مات ابن لهيعة قال الليث ما خلف مثله لا ريب أن ابن لهيعة كان عالم الديار المصرية هو والليث معا كما كان الإمام مالك في ذلك العصر عالم المدينة والأوزاعي عالم الشام ومعمر عالم اليمن وشعبة والثوري عالما العراق وإبراهيم بن طهمان عالم خراسان ولكن ابن لهيعة تهاون بالإتقان وروى مناكير فانحط عن رتبة الاحتجاج به عندهم وبعض الحفاظ يروي حديثه ويذكره في الشواهد والاعتبارات والزهد والملاحم لا في الأصول وبعضهم يبالغ في وهنه ولا ينبغي إهداره وتتجنب تلك المناكير قإنه عدل في نفسه وقد ولي قضاء الإقليم في دولة المنصور دون السنة وصرف أعرض أصحاب الصحاح عن رواياته وأخرج له أبو داود والترمذي والقزويني وما رواه عنه ابن وهب والمقرئ والقدماء فهو أجود وقع لي من عوالي حديثه وكان يحيى بن سعيد القطان لا يراه شيئا قاله علي بن المديني ثم قال علي سمعت عبد الرحمن بن مهدي وقيل له تحمل عن عبد الله بن يزيد القصير عن ابن لهيعة فقال لا أحمل عن ابن لهيعة قليلا ولا كثيرا ثم قال عبد الرحمن كتب إلي ابن لهيعة كتابا فيه حدثنا عمرو بن شعيب فقرأته على ابن المبارك فأخرج إلي ابن المبارك من كتابه عن ابن لهيعة قال أخبرني إسحاق بن أبي فروة عن عمرو بن شعيب وقال نعيم بن حماد سمعت ابن مهدي يقول ما أعتد بشيء سمعت من حديث ابن لهيعة إلا سماع ابن المبارك ونحوه وقال أحمد بن حنبل كان ابن لهيعة كتب عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب وكان بعد يحدث بها عن عمرو نفسه وكان الليث أكبر منه بسنتين روى يعقوب الفسوي عن سعيد بن أبي مريم قال كان حيوة بن شريح أوصى إلى رجل وصارت كتبه عنده وكان لا يتقي الله يذهب فيكتب من كتب حيوة الشيوخ الذين شاركه فيهم ابن لهيعة ثم يحمل إليه فيقرأ عليهم وحضرت ابن لهيعة وقد جاءه قوم حجوا يسلمون عليه فقال هل كتبتم حديثا طريفا فجعلوا يذاكرونه حتى قال بعضهم حدثنا القاسم العمري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي قال إذا رأيتم الحريق فكبروا فإن التكبير يطفئه فقال هذا حديث طريف قال فكان يقول حدثنا به صاحبنا فلان فلما طال ذلك نسي الشيخ فكان يقرا عليه ويرويه عن عمرو بن شعيب ميمون بن إصبغ سمعت ابن أبي مريم يقول حدثنا القاسم بن عبد الله بن عمر عن عمرو بن شعيب بحديث الحريق ثم قال سعيد هذا سمعه ابن لهيعة من زياد بن يونس الحضرمي عن القاسم فكان ابن لهيعة يستحسنه ثم إنه بعد قال إنه يرويه عن عمرو بن شعيب وقال يحيى بن بكير قيل لابن لهيعة إن ابن وهب يزعم أنك لم تسمع هذه الأحاديث من عمرو بن شعيب فضاق ابن لهيعة وقال وما يدري ابن وهب سمعت هذه الأحاديث من عمرو قبل أن يلتقي ابواه قال حنبل سمعت أبا عبد الله يقول ما حديث ابن لهيعة بحجة وإني لأكتبه أعتبر به وهو يقوي بعضه ببعض أبو عبيد الآجري عن أبي داود قال لي ابن أبي مريم لم تحترق كتب ابن لهيعة ولا كتاب إنما أرادوا أن يعفو عليه أمير فأرسل إليه أمير بخمس مئة دينار وسمعت قتيبه يقول كنا لا نكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب ابن أخيه أو كتب ابن وهب إلا ما كان من حديث الأعرج جعفر الفريابي سمعت بعض أصحابنا يذكر أنه سمع قتيبة يقول قال لي أحمد بن حنبل أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح فقلت لأنا كنا نكتب من كتاب ابن وهب ثم نسمعه من ابن لهيعة قال أبو صالح الحراني قال لي ابن لهيعة ما تركت ليزيد بن أبي حبيب حرفا قال عثمان بن صالح السهمي عن إبراهيم بن إسحاق قاضي مصر قال أنا حملت رسالة الليث إلى مالك وأخذت جوابها فكان مالك يسألني عن ابن لهيعة فأخبره بحاله فقال ليس يذكر الحج فسبق إلى قلبي أنه يريد السماع منه قال الثوري حججت حججا لألقى ابن لهيعة وقال محمد بن معاوية سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول وددت أني سمعت من ابن لهيعة خمس مئة حديث وأني غرمت مودى كأنه يعني دية أبو الطاهر بن السرح سمعت ابن وهب يقول حدثني والله الصادق البار عبد الله بن لهيعة قال أبو الطاهر فما سمعته يحلف بهذا قط وروى حنبل عن أبي عبد الله قال ابن لهيعة أجود قراءة لكتبه من ابن وهب
قال أبو داود عن أحمد ما كان محدث مصر إلا ابن لهيعة
البخاري عن يحيى بن بكير احترق منزل ابن لهيعة وكتبه في سنة سبعين قلت الظاهر أنه لم يحترق إلا بعض أصوله يعقوب الفسوي سمعت أحمد بن صالح يقول ابن لهيعة صحيح الكتاب كان أخرج كتبه فأملى على الناس حتى كتبوا حديثه إملاء فمن ضبط كان حديثه حسنا صحيحا إلا أنه كان يحضر من يضبط ويحسن ويحضر قوم يكتبون ولا يضبطون ولايصححون وآخرون نظارة وآخرون سمعوا مع آخرين ثم لم يخرج ابن لهيعة بعد ذلك كتابا ولم ير له كتاب وكان من أراد السماع منه ذهب فاستنسخ ممن كتب عنه وجاءه فقرأه عليه فمن وقع على نسخة صحيحة فحديثه صحيح ومن كتب من نسخة لم تضبط جاء فيه خلل كثير ثم ذهب قوم فكل من روى عنه عن عطاء بن أبي رباح فإنه سمع من عطاء وروى عن رجل عنه وعن ثلاثة عن عطاء قال فتركوا من بينه وبين عطاء وجعلوه عن عطاء قال يعقوب كتبت عن ابن رمح كتابا عن ابن لهيعة وكان فيه نحو مما وصف أحمد بن صالح فقال هذا وقع على رجل ضبط إملاء ابن لهيعة فقلت له في حديث ابن لهيعة فقال لم تعرف مذهبي في الرجال إني أذهب إلى أنه لا يترك حديث محدث حتى يجتمع أهل مصره على ترك حديثه وسمعت أحمد بن صالح يقول كتبت حديث ابن لهيعة عن أبي الأسود في الرق وكنت أكتب عن أصحابنا في القراطيس وأستخير الله فيه فكتبت حديث النضر بن عبد الجبار في الرق قال فذكرت له سماع القديم وسماع الحديث فقال كان ابن لهيعة طلابا للعلم صحيح الكتاب قال وظننت أن أبا الأسود كتب من كتاب صحيح فحديثه صحيح يشبه حديث أهل العلم إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد سمعت يحيى بن معين يقول ابن لهيعة أمثل من رشدين بن سعد وقد كتبت حديث ابن لهيعة قال أهل مصر ما أحترق له كتاب قط وما زال ابن وهب يكتب عنه حتى مات وكان النضر بن عبد الجبار راوية عنه وكان شيخ صدق وكان ابن أبي مريم سيئ الرأي في ابن لهيعة فلما كتبوها عنه وسألوه عنها سكت عن ابن لهيعة قلت ليحيى فسماع القدماء والآخرين منه سواء قال نعم سواء واحد قال الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن في التاريخ قدم ابن لهيعة الشام غازيا مع صالح بن علي سنة ثمان وثلاثين ومئة واجتاز بساحل دمشق أو بها حكاه القطربلي عن الواقدي وقال ابن بكير ولد سنة ست وتسعين وتفرد نوح بن حبيب بأن كنيته أبو النضر وقال ابن سعد ابن لهيعة حضرمي من أنفسهم كان ضعيفا وعنده حديث كثير ومن سمع منه في أول أمره أحسن حالا وأما أهل مصر فيذكرون أنه لم يختلط لكنه كان يقرأ عليه ما ليس من حديثه فيسكت عليه فقيل له في ذلك فقال وما ذنبي إنما يجيئون بكتاب يقرؤونه ويقومون ولو سألوني لأخبرتهم أنه ليس من حديثي إلى أن قال ومات بمصر في نصف ربيع الأول سنة أربع وسبعين ومئة وقال مسلم بن الحجاج ابن لهيعة تركه وكيع ويحيى وابن مهدي وقال ابن يونس مولده سنة سبع وتسعين ورأيته في ديوان حضرموت بمصر فيمن دعى به سنة ست وعشرين ومئة في أربعين من العطاء قال ابن وهب حديث لو أن القرآن في إهاب ما مسته النار ما رفعه لنا ابن لهيعة في أول عمره قط وقال أبو حفص الفلاس من كتب عن ابن لهيعة قبل احتراق كتبه فهو أصح كابن المبارك والمقرئ وهو ضعيف الحديث وقال إسحاق بن عيسى ما احترقت أصوله إنما احترق بعض ما كان يقرأ منه يريد ما نسخ منها ابن عدي حدثنا موسى بن العباس حدثنا أبو حاتم سمعت سعيد بن أبي مريم يقول رأيت ابن لهيعة يعرض ناس عليه أحاديث من أحاديث العراقيين منصور وأبي إسحاق والأعمش وغيرهم فأجازه لهم فقلت يا أبا عبد الرحمن ليست هذه من حديثك قال هي أحاديث مرت على مسامعي ورواها ابن أبي حاتم عن أبيه وروى الفضل بن زياد عن أحمد بن حنبل قال من كتب عن ابن لهيعة قديما فسماعه صحيح قلت لأنه لم يكن بعد تساهل وكان أمره مضبوطا فأفسد نفسه وقال النسائي ليس بثقة وقال عبد الرحمن بن خراش لا يكتب حديثه وقال أبو زرعة لا يحتج به قيل فسماع القدماء قال أوله وآخره سواء إلا أن ابن وهب وابن المبارك كانا يتتبعان أصوله يكتبان منها عباس عن يحيى بن معين قال ابن لهيعة لا يحتج به قال ابن عدي أحاديثه أحاديث حسان مع ما قد ضعفوه فيكتب حديثه وقد حدث عنه مالك وشعبه والليث
وقال أحمد بن سعيد الدارمي سمعت قتيبه يقول حضرت موت ابن لهيعة فسمعت الليث يقول ما خلف بعده مثله محمد بن قدامة حدثنا زيد بن الحباب عن شعبه عن ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن القاسم وسالم في الأمة تصلي يدركها العتق قالا تقنع وتمضي في صلاتها وفي الموطأ بلغني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده نهى رسول الله عن بيع العربان قالو هذا ما رواه عن عمرو سوى ابن لهيعة عبد الملك بن شعيب بن الليث حدثنا أبي حدثني الليث حدثني ابن لهيعة عن الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله قال من أصبح صائما فنسي فأكل وشرب فالله أطعمه وسقاه قال أبو حاتم بن حبان البستي كان من أصحابنا يقولون سماع من سمع من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه مثل العبادلة ابن المبارك وابن وهب والمقرئ وعبد الله بن مسلمة القعنبي فسماعهم صحيح ومن سمع بعد احتراق كتبه فسماعه ليس بشيء وكان ابن لهيعة من الكتابين للحديث والجماعين للعلم والرحالين فيه ولقد حدثني شكر حدثنا يوسف بن مسلم عن بشر بن المنذر قال كان ابن لهيعة يكنى أبا خريطة كانت له خريطة معلقة في عنقه فكان يدور بمصر فكلما قدم قوم كان يدور عليهم فكان إذا رأى شيخا سأله من لقيت وعمن كتبت فإن وجد عنده شيئا كتب عنه فلذلك كان يكنى أبا خريطة قال ابن حبان قد سبرت أخبار ابن لهيعة من رواية المتقدمين والمتأخرين عنه فرأيت التخليط في رواية المتأخرين عنه موجودا وما لا أصل له في رواية المتقدمين كثيرا فرجعت إلى الاعتبار فرأيته كان يدلس عن أقوام ضعفي على أقوام رآهم هو ثقات فألزق تلك الموضوعات به وقال يحيى القطان قال لي بشر بن السري لو رأيت ابن لهيعة لم تحمل عنه حرفا وقال نعيم بن حماد سمعت يحيى بن حسان يقول جاء قوم ومعهم جزء فقالوا سمعناه ابن لهيعة فنظرت فيه فإذا ليس فيه حديث واحد من حديث ابن لهيعة فقمت إليه فقلت أي شيء هذا قال فما اصنع بهم يجيؤون بكتاب فيقولون هذا من حديثك فأحدثهم به ابن حبان حدثنا أبو يعلى حدثنا كامل بن طلحة حدثنا ابن لهيعة حدثني حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله ابن عمرو أن رسول الله قال في مرضه ادعو لي أخي فدعي له أبو بكر فأعرض عنه ثم قال ادعوا لي أخي فدعي له عثمان فأعرض عنه ثم دعي له علي فستره بثوبه وأكب عليه فلما خرج من عنده قيل له ما قال قال علمني ألف باب كل باب يفتح ألف باب هذا حديث منكر كأنه موضوع قال عثمان بن صالح لا أعلم أحدا أخبر بسبب علة ابن لهيعة مني اقبلت أنا وعثمان بن عتيق بعد انصرافنا من الصلاة يوم الجمعة فوافينا ابن لهيعة أمامنا راكبا على حمار يريد إلى منزله فأفلج وسقط عن حماره فبدرني ابن عتيق إليه فأجلسه وصرنا به إلى منزله قال عمرو بن خالد الحراني سمعت زهيرا يقول لمسكين بن بكير الحذاء يا أبا عبد الرحمن ما كتب إليك ابن لهيعة قال كتب إلى غيري أن عقيلا أخبره عن ابن شهاب أن رسول الله امر بصوم آخر اثنين من شعبان وقال العقيلي حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا خالد ابن خداش قال قال لي ابن وهب ورآني لا أكتب حديث ابن لهيعة إني لست كغيري في ابن لهيعة فاكتبها وقال سعيد بن أبي مريم لم يسمع ابن لهيعة من يحيى بن سعيد شيئا لكن كتب إليه هذا الحديث يعني حديث السائب بن يزيد ابن أخت نمر قال صحبت سعدا كذا وكذا سنة فلم أسمعه يحدث عن رسول الله إلا حديثا واحدا وكنت في عقبة على اثره لا يفرق بين مجتمع ولا يجمع بين متفرق في الصدقة فظن ابن لهيعة أنه من حديث سعد وإنما كان هذا كلاما مبتدأ من مسائل كتب بها إليه عفان حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن السائب بن يزيد أنه صحب سعدا من المدينة إلى مكة فلم يسمعه يحدث عن النبي حتى رجع ونقلوا أن عبد الله بن لهيعة ولاه أبو جعفر القضاء بمصر في سنة خمس وخمسين ومئة تسعة أشهر واجرى عليه في كل شهر ثلاثين دينارا فأما قول أبي أحمد بن عدي في الحديث الماضي علمني ألف باب يفتح كل باب ألف باب فلعل البلاء فيه من ابن لهيعة فإنه مفرط في التشيع فما سمعنا بهذا عن ابن لهيعة بل ولا علمت أنه غير مفرط في التشيع ولا الرجل متهم بالوضع بل لعله أدخل على كامل فإنه شيخ محله الصدق لعل بعض الرافضة أدخله في كتابه ولم يتفطن هو فالله أعلم قال قتيبة بن سعيد لما احترقت كتب ابن لهيعة بعث إليه الليث بن سعد من الغد بألف دينار وقال أبو سعيد بن يونس ذكر أبو عبد الرحمن النسائي يوما ابن لهيعة فقال ما أخرجت من حديثه شيئا قط إلا حديثا واحدا حديث عمرو ابن الحارث عن مشرح عن عقبة عن النبي قال في الحج سجدتان أخبرناه هلال بن العلاء عن معافي بن سليمان عن موسى ابن أعين عن عمرو بن الحارث أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا أخبرنا موسى بن عبد القادر أخبرنا سعيد بن أحمد أخبرنا علي بن أحمد البندار أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا محمد بن كثير مروان الفهري حدثني عبد الله بن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله من عطس أو تجشأ فقال الحمد لله على كل حال من الحال دفع عنه بها سبعون داء أهونها الجذام وهذا خبر منكر لا يحتمله ابن لهيعة ولا أتى به سوى الفهري وهو شيخ واه جدا أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق أخبرنا الفتح بن عبد السلام أخبرنا محمد بن عمر القاضي ومحمد بن أحمد الطرائفي وأبو غالب محمد بن علي قالوا أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري أخبرنا جعفر بن محمد الفرياني حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله أكثر منافقي أمتي قراؤها هذا حديث محفوط قد تابع فيه الوليد بن المغيرة ابن لهيعة عن مشرح وقد رواه عبد الله بن المبارك عن عبد الرحمن بن شريح المعافري عن شراحبيل بن يزيد عن محمد بن هدية الصدفي عن عبد الله بن عمرو بن العاص وبالإسناد إلى الفرياني حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة عن أبي يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة عن أبي هريرة أن النبي قال ويل للعرب من شر قد اقترب فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل المتمسك منهم يومئذ على دينه كالقابض على خبط الشوك أو جمر الغضا وبه قال حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران قال سمعت أبا أيوب الأنصاري يقول ليأتين على الرجل أحايين وما في جلده موضع إبرة من النفاق وإنه ليأتي عليه أحايين وما فيه موضع إبرة من إيمان رواه بنحوه ابن وهب عن حيوة بن شريح عن يزيد قرأت على أبي الفضل بن تاج الأمناء عن عبد المعز بن محمد البزاز أن محمد بن إسماعيل الهروي أخبره قال أخبرنا محلم بن إسماعيل الضبي أخبرنا أبو سعيد الخليل بن أحمد القاضي حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج حدثنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد الثقفي حدثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن رجل عن أبي هريرة عن النبي ص قال إن الله يقول من أظلم ممن صور صورتي أو شبه بها فليخلقوا حبة أو ذرة هذا حديث غريب جدا وفيه رجل مجهول أيضا وبه قال قتيبة حدثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة عن النبي ص قال أجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تجعلوها عليكم قبورا كما اتخذت اليهود والنصارى في بيوتهم قبور وإن البيت ليتلى فيه القرآن فيتراءى لأهل السماء كما تتراءى النجوم لأهل الأرض هذا حديث نظيف الإسناد حسن المتن فيه النهي عن الدفن في البيوت وله شاهد من طريق آخر وقد نهى عليه السلام أن يبنى على القبور ولو اندفن الناس في بيوتهم لصارت المقبرة والبيوت شيئا واحد والصلاة في المقبرة فمنهي عنها نهي كراهية أو نهي تحريم وقد قال عليه السلام أفضل صلاة الرحل في بيته إلا المكتوبة فناسب ذلك ألا تتخذ المساكن قبورا وأما دفنه في بيت عائشة صلوات الله عليه وسلامه فمختص به كما خص ببسط قطيفة تحته في لحده وكما خص بأن صلوا عليه فرادى بلا إمام فكان هو إمامهم حيا وميتا في الدنيا والآخرة وكما خص بتأخير دفنه يومين ويكره ةتأخير أمته لأنه هو أمن عليه التغير بخلافنا ثم إنهم أخروه حتى صلوا كلهم عليه داخل بيته فطال لذلك الأمر ولأنهم ترددوا شطر اليوم الأول في موته حتى قدم أبو بكر الصديق من السنح فهذا كان سبب التأخير قال أبو إسحاق الجوزجاني ابن لهيعة لا نور على حديثه ولا ينبغي أن يحتج به ولا أن يعتد به البخاري حدثني أحمد بن عبد الله أخبرنا صدقة بن عبد الرحمن حدثنا ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر سمعت رسول الله ص يقول لو تمت البقرة ثلاث مئة آية لتكلمت وعن أبي الوليد بن أبي الجارود عن يحيى بن معين قال يكتب عن ابن لهيعة ما كان قبل احتراق كتبه قلت عاش ثمانيا وسبعين سنة ومر أنه توفي سنة أربع وسبعين ومئة وكان من أوعية العلم ومن رؤساء أهل مصر ومحتشميهم أطلق المنصور بن عمار الواعظ أراضي له الرمادي في تاريخه حدثنا عمرو بن خالد حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن حديج بن أبي عمرو سمعت المستورد بن شداد يقول سمعت رسول الله ص يقول لكل أمة أجل وإن لأمتي مئة سنة فإذا مر عليها مئة سنة أتاها ما وعدها الله ابن لهيعة حدثنا يزيد بن عمرو المعافري عن ابن حجيرة قال استظل سبعون نفسا من قوم موسى تحت قحف رجل من العمالقة هذا من الإسرائيليات والقدرة صالحة ولو استظل بذلك القحف أربعة لكان عظيما
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 15 (0 من الأعضاء و 15 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)