فيما أقر العين من أكلائها ** عن عشب الأرض ومن ثمراتها
حتى إذا ماتم من إظمائها ** وعتك البول على أنسائها
تذكرت تقتد برد مائها ** فبدت الحاجز من رعائها
وصبحت أشعث من أبلائها وقال أبو الندى تقتد. قرية بالجاز بينها وبين قلهى جبل يقال له أديمة وبأعلى الوادي رياض تسمى الفلاج بالجيم جامعة للناس أيام الربيع ولها مسك كثير لماء السماء ويكتفون به صيفهم وربيعهم إذا مطروا وهي من ديار بني سليم عن نصر.
تقوع: بفتح أوله وضم ثانيه وسكون الواو والعين مهملة. من قرى بيت المقدس يضرب بجودة عسلها المثل.
تقيد: بالضم ثم الفتح وياء مكسورة مشددة ودال مهملة وقد يزاد في آخره هاء فيقولون تقيدة. ماء لبني ذهل بن ثعلبة، وقيل ماء بأعلى الحزن جامع لتيم الله وبني عجل و قيس بن ثعلبة ولها ذكر في الشعر.
تقيوس: بالفتح ثم السكون وياء مضمومة وواو ساكنة وسين مهملة. مدينة بإفريقية قريبة من توزر.
التقي: بالضم ثم الفتح وتشديد الياء بلفظ التصغير. موضع في قول الحسين بن مطير:
أقول لنفسي حين أشرفت واجفا ** ونفسي تد كاد الهوى يستطيرها
ألا حبذا ذات السلام وحبذا ** أجارع وعساء التقي فدورها باب التاء والكاف وما يليهما
تكاف: بالضم من قرى نيسابور، وقال أبو الحسن البيهقي تكاب بالباء وأصلها تك آب معناه منحدر الماء. كورة من كور نيسابور وقصبتها نوزاباذ تشتمل على اثنتين وثمانين قرية، وتكاب أيضا قرية بجوزجان.
تكت: بالضم وتشديد الكاف وآخره تاء مثناة من قرى إيلاق عن العمراني ويقال لها نكت أيضا بالنون.
تكتم: بالضم ثم السكون وفتح التاء. من أسماء زمزم سميت بذلك لأنها كانت مكتومة قد اندفنت منذ أيام جرهم حتى أظهرها عبد المطلب.
تكرور: براءين مهملتين. بلاد تنسب إلى قبيل من السودان في أقصى جنوب المغرب وأهلها أشبه الناس بالزنوج.
تكريت: بفتح التاء والعامة يكسرونها. بلدة مشهورة بين بغداد والموصل وهي إلى بغداد أقرب بينها وبين بغداد ثلاثون فرسخا ولها قلعة حصينة في طرفها الأعلى راكبة على دجلة وهي غربي دجلة، وفي كتاب الملحمة المنسوب إلى بطليموس مدينة تكريت طولها ثمان وتسعون درجة وأربعون دقيقة وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلاث دقائق، وقال غيره طولها تسع وستون درجة وثلث وعرضها خمس وثلاثون درجة ونصف وتعديل نهارها ثمان عشرة درجة وأطول نهارها أربع عشرة ساعة وثلث، وكان أول من بنى هذه القلعة سابور بن أردشير بن بابك لما نزل الهد وهو بلد قديم مقابل تكريت في البرية يذكر إن شاء الله تعالى إن انتهينا إلى موضعه، وقيل سميت بتكريت بنت وائل، وحدثني العباس بن يحيى التكريتي وهو معروف بالعلم والفضل في الموصل قال مستفيض عند المحصلين بتكريت أن بعض ملوك الفرس أول ما بنى قلعة تكريت على حجر عظيم من جص وحصى كان بارزا في وسط دجلة ولم يكن هناك بناة غيره بالقلعة وجعل بها مسالح وعيونا وربايا تكون بينهم وبين الروم لئلا يدهمهم من جهتهم أمر فجأة وكان بها مقدم على من بها قائد من قواد الفرس ومرزبان من مرازبتهم فخرج ذلك المرزبان يوما يتصيد في تلك الصحارى فرأى حيا من أحياء العرب نازلا في تلك البادية فدنا منهم فوجد الحي خلوفا وليس فيه غير النساء فجعل يتأمل النساء وهن يتصرفن في أشغالهن فأعجب بامرأة منهن وعشقها عشقا مبرحا فدنا من النساء وأخبرهن بأمره وعرفهن أنه مرزبان هذه القلعة وقال إنني قد هويت فتاتكم هذه وأحب أن تزوجونيها فقلن هذه بنت سيد هذا الحي ونحن قوم نصارى وأنت رجل مجوسي ولا يسوغ في ديننا أن نزوج بغير أهل ملتنا فقال أنا أدخل في دينكم فقلن له إنه خير إن فعلت ذلك ولم يبق إلا أن يحضر رجالنا وتخطب إليهم كريمتهم فإنهم لا يمنعونك فأقام إلى أن رجع رجالهن وخطب إليهم فزوجوه فنقلها إلى القلعة وانتقل معها عشيرتها إكراما لها فنزلوا حول القلعة فلما طال مقامهم بنوا هناك أبنية ومساكن وكان اسم المرأة تكريت فسمي الربض باسمها ثم قيل قلعة تكريت نسبوها إلى الربض، وقال عبيد الله بن الحر وكان قد وقع بينه وبين أصحاب مصعب وقعة بتكريت قتل بها أكثر أصحابه ونجا بنفسه. فقال:
فإن تك خيلي يوم تكريت أحجمت ** وقتل فرساني فما كنت وانيا
وما كنت وقافا ولكن مبارزا ** أقاتلهم وحدي فرادى وثانيا
دعاني الفتى الأزدي عمرو بن جندب ** فقلت له لبيك لما دعانيا
فعز على ابن الحر إن راح راجعا ** وخلفت في القتلى بتكريت ثاويا
ألا ليت شعري هل أرى بعد ما أرى ** جماعة قومي نصرة والمواليا
وهل أزجرن بالكوفة الخيل شزبا ** ضوامر تردى بالكمأة عواديا
فألقى عليها مصعبا وجنوده ** فأقتل أعدائي وأدرك ثأريا وقال عبيد الله بن قيس الرقيات:
أتقعد في تكريت لا في عشيرة ** شهود ولا السلطان منك قريب
وقد جعلت أبناؤنا ترتمي بنا ** بقتل بوار والحروب حروب
وأنت امرؤ للحزم عندك منزل ** وللدين والإسلام منك نصيب
فدع منزلا أصبحت فيه فإنه ** به جيف أودت بهن خطوب وافتتحها المسلمون في أيام عمر بن الخطاب في سنة 16 أرسل إليها سعد بن أبي وقاص جيشا عليه عبد الله بن المعتم فحاربهم حتى فتحها عنوة، وقال في ذلك:
ونحن قتلنا يوم تكريت جمعها ** فلله جمع يوم ذاك تتابعوا
ونحن أخذنا الحصن والحصن شامخ ** وليس لنا فيما هتكنا مشايع
وقال البلاذري وجه عتبة بن فرقد من الموصل بعد ما افتتحها في سنة عشرين مسعود بن حريث بن الأبجر أحد بني تيم بن شيبان إلى تكريت ففتح قلعتها صلحا وكانت لامرأة من الفرس شريفة فيهم يقال لها داري ثم نزل مسعود القلعة فولده بها وابتنى بتكريت مسجدا جامعا وجعله مرتفعا من الأرض لأنه أمنهم على خنازيرهم فكره أن تدخل المسجد، وينسب إليها من أهل العلم والرواية جماعة منهم أبو تمام كامل بن سالم بن الحسين بن محمد التكريتي الصوفي شيخ رباط الزوزني ببغداد سمع الحديث من أبي القاسم الحسين توفي في شوال سنة 548 وغيره.
[عدل] باب التاء واللام وما يليهما
تل أسقف: بلفظ واحد أساقف النصارى. قرية كبيرة من أعمال الموصل شرقي دجلتها.
تل أعرن: بفتح الألف وسكون العين المهملة وفتح الراء ونون. قرية كبيرة جامعة من نواحي حلب. ينسب إليها صنف من العنب الأحمر مدور وهي ذات كروم وبساتين و مز ا رع.
تل أعفر: بالفاء هكذا تقول عامة الناس، وأما خواصهم فيقولون تل يعفر، وقيل إنما أصله التل الأعفر للونه فغير بكثرة الإستعمال وطلب الخفة وهو اسم قلعة وربض بين سنجار والموصل في وسط واد فيه نهر جار وهي على جبل منفرد حصينة محكمة وفي ماء نهرها عذوبة وهو وبيء رديء وبها نخل كثير يجلب رطبه إلى الموصل، وينسب إليها شاعر عصري مجيد مدح الملك الأشرف موسى بن أبي بكر وتل أعفر أيضا بليدة قرب حصن مسلمة بن عبد الملك بين حصن مسلمة والرقة من نواحي الجزيرة وكان فيها بساتين وكروم هكذا وجدته في رسالة السرخسي.
التلاعة: بالفتح والتخفيف اسم ماء لبني كنانة بالحجاز ذكرها في كتاب هذيل. قال بديل بن عبد مناة الخزاعي:
ونحن صبحنا بالتلاعة داركم ** بأسيافنا يسبقن لوم العواذل وقال تأبط شرا:
أنهنه رحلي عنهم وأخالهم ** من الذل بغرا بالتلاعة أعفرا تل باشر: الشين معجمة. قلعة حصينة وكورة واسعة في شمالي حلب بينها وبين حلب يومان وأهلها نصارى أرمن ولها ربض وأسواق وهي عامرة آهلة.
تل بحرى: هو تل محرى يذكر بعد هذا إن شاء الله تعالى.
تل بشمة: بلد ذكر من نواحي ديار ربيعة ثم من ناحية شبختان.
تل بطريق: بلد كان بأرض الروم في الثغور خربه سيف الدولة بن حمدان، فقال المتنبي:
هندية أن تصغر معشرا صغروا ** بحدها أو تعظم معشرا عظموا
قاسمتها تل بطريق فكان لها ** أبطالها ولك الأطفال والحرم التلبع: بضم الباء الموحدة من قرى ذمار باليمن.
تل بلخ: قرية من قرى بلخ يقال لها التل. ينسب إليها إلياس بن محمد التلي و غيره وربما قيل له البلخي.
تل بني سيار: بليد بين رأس عين والرقة قرب تل مؤزن.
تل بليخ: بفتح الباء وكسر اللام وياء ساكنة وخاء معجمة وقيل هو تل بحرى وهو قرية على البليخ نهر بالرقة. ينسب إليه أيوب بن سليمان التلي الأعمدي سأل عطاء بن أبي رباح روى عنه عبد الملك بن وافد وقد ذكر في تل محرى بأتتم من ذلك.
تل بني صباح: بفتح الصاد وتشديد الباء. قرية كبيرة جامعة فيها سوق وجامع كبير من قرى نهر الملك بينها وبين بغداد عشرة أميال رأيتها.
تل بونا: بفتحتين وتشديد النون. من قرى الكوفة. قال مالك بن أسماء الفزاري:
حبذا ليلتي بتل بونا ** حيث نسقى شرابنا ونغنى
ومررنا بنسوة عطرات ** وسماع وقرقف فنزلنا
حيث ما دارت الزجاجة درنا ** يحسب الجاهلون أنا جننا حدثنا ابن كناسة أن عمر لما لقي مالكا استنشده شيئا من شعره فأنشده فقال له عمر ما أحسن شعرك لولا أسماء القرى التي تذكرها فيه قال مثل ماذا قال مثل قولك:
أشهدتني أم كنت غائبة ** عن ليلتي بحديثه القسب ومثل قولك:
حبذا ليلتي بتل بونا ** حين نسقى شرابنا ونغنى فقال مالك هي قرى البلد الذي أنا فيه وهي مثل ما تذكره أنت في شعرك من أرض بلادك قال مثل ماذا فقال مثل قولك هذا:
ماعلى الربع بالبليين لوب ** ين رجع السلام أو لو أجابا فأمسك ابن أبي ربيعة.
تلبين: بالضم ثم السكون وكسر الباء الموحدة وياء ساكنة ونون. موضع في غوطة دمشق. قال أحمد بن منير:
فالقصر فالمرج فالميدان فالشرف ال ** أ على فسطرا فجرمانا فتلبين تل التمر: موضع على دجلة بين تكريت والموصل له ذكر.
تل توبة: بفتح التاء فوقها نقطتان وسكون الواو وباء موحدة. موضع مقابل مدينة الموصل في شرقي دجلة متصل بنينوى وهو تل فيه مشهد يزار ويتفرج فيه أهل الموصل كل ليلة جمعة قيل إنه سمي تل توبة لأنه لما نزل بأهل نينوى العذاب وهم قوم يونس النبي عليه السلام اجتمعوا بذلك التل وأظهروا التوبة وسألوا الله العفو فتاب عليهم وكشف عنهم العذاب وكان عليه هيكل للأصنام فهدموه وكسروا صنمهم وبالقرب منه مشهد يزار قيل كان به عجل يعبدونه فلما رأوا إشارات العذاب الذي أنذرهم به يونس عليه السلام أحرقوا العجل وأخلصوا التوبة، وهناك الآن مشهد مبني محكم بناؤه بناه أحد المماليك من سلاطين آل سلجوق وكان من أمرا الموصل قبل البرسق وتنذر له النذور الكثيرة وفي زواياه الأربع أربع شمعات تحزر كلى واحدة بخمسمائة رطل مكتوب عليها اسم الذي عملها وأهداها إلى الموضع.
تل جبير: تصغير جبر بالجيم. بلد بينه وبين طرسوس أقل من عشرة أميال. منسوب إلى رجل من فرس أنطاكية كانت له عنده وقعة.
تل جحوش: بفتح الجيم وسكون الحاء المهملة وفتح الواو والشين معجمة. بلد في الجزيرة في قول عدي بن زيد حيث قال:
ماذا ترجون أن أودي ربيعكم ** بعد الإله ومن أذكى لكم نارا
كلآ يمينا بذات الورع لو حدثت ** فيكم وقابل قبر الماجد الزارا
بتل جحوش ما يدعو مؤذنهم ** لأمر دهر ولا يحتث أنفارا تل جزر: بفتحتين وتقديم الزاي. حصن من أعمال فلسطين.
تل حامد: بالحاء المهملة. حصن في ثغور المصيصة.
تل حران: قرية بالجزيرة. ينسب إليها منصور بن إسماعيل التلي الحراني سمع مالك بن أنس و غيره وابنه أحمد بن منصور التلي حدث أيضا عن مالك بن أنس وغيره روى عنه أبو شعيب الحراني.
تل حوم: حصن في ثغر المصيصة أيضا.
تل خالد: قلعة من نواحي حلب.
تل خوسا: بفتح الخاء وسكون الواو والسين مهملة. قرية قرب الزاب بين إربل والموصل كانت بها وقعة.
ت دحي: بالدال المهملة المضمومة وفتح الحاء المهملة أيضا وياء ساكنة وميم. من قرى نهر الملك من نواحي بغداد.
تل زادذن: بالزاي والذال المعجمة. موضع قرب الرقة من أرض الجزيرة عن نصر.
تل زنجدى: بفتح الزاي والباء موحدة ودال مهملة مقصورة. قرية من قرى الجزيرة.
تل الزبيبية: منسوب إلى امرأة منسوبة إلى الزبيب يبس العنب. محلة في طرف بغداد الشرقي من نهر معلى وهي محلة دنيئة يسكنها الأراذل. نسب إليها بعض المتأخرين.
تل السلطان: موضع بينه وبين حلب مرحلة نحو دمشق وفيه خان ومنزل للقوافل وهو المعروف بالفنيدق كانت به وقعة بين صلاح الدين يوسف بن أيوب وسيف الدين غازي بن مودود بن زنكي صاحب الموصل سنة 571 في عاش شوال.
تل الصافية: ضد الكدرة. حصن من أعمال فلسطين قرب بيت جبرين من نواحي الرملة.
تل عبدة: قرية من قرى حران بينها وبين الفرات تنزلها القوافل وبها خان مليح عمره المجد بن المهلب البهنسي وزير الملك الأشرف موسى بن العادل.
تل عبلة: قرية أخرى من قرى حران بينها وبين رأس عين.
تل عقرقوف: بفتح العين وسكون القاف وفتح الراء وضم القاف الثانية وسكون الواو وفاء. قرية من نواحي نهر عيسى ببغداد إلى جانبها تل عظيم يظهر للرائين من مسيرة يوم ذكروا أنها سميت بعقرقوف بن طهمورت الملك والظاهر أنه اسم مركب مثل حضرموت، وإليها عنى أبو نواس حيث قال:
رحلن بنا من عقرقوف وقد بدا ** من الصبح مفتوق الأديم شهير وذكر ابن الفقيه قال بنى الأكاسرة بين المدائن التي على عقبة همذان وقصر شيرين مقبرة آل ساسان وعقرقوف كانت مقبرة الكيانيين وهو أمة من النبط كانوا ملوكا بالعراق قبل الفرس.
تل عكبرا: بضم العين وقد ذكر في موضعه. موضع عند عكبرا يقال له التل. ينسب إليه أبو حفص عمر بن محمد التلعكبري يعرف بالتلي وكان ضريرا غير ثقة روى عن هلال بن العلاء الزقي و غيره روى عنه أبو سهل محمود بن عمر العكبري.
تلعة: بالفتح ثم السكون. ماء لبني سليط بن يربوع قرب اليمامة. قال جرير:
وقد كان في بقعاء ري لشائكم ** وتلعة والجوفاء يجري غديرها تلعة النعم: موضع بالبادية. قال سعية بن عريض اليهودي:
يا دار سعدى بمفضى تلعة النعم ** حييت ذكرا على الإقواء والقدم
عجنا فما كلمتنا الدار إذ سئلت ** وما بها عن جواب خلنت من صمم تلفياثا: بكسرالفاء وياء وألف وثاء مثلثة. من قرى غوطة دمشق ذكرها في حديث أبي العميطر علي السفياني الخارج بدمشق في أيام محمد الأمين.
تلفيتا: بالتاء المثناة من فوق قبل الألف. من قرى سنير من أعمال دمشق. منها كان قسام الحارثي من بني الحارث بن كعب باليمن المتغلب على دمشق في أيام الطائع وكان في أول عمره ينقل التراب على الدواب ثم اتصل برجل يعرف بأحمد الحطار من أحداث دمشق وكان من حزبه ثم غلب على دمشق مدة فلم يكن للولاة معه أمر واستبد بملكها إلى أن قدم من مصر يلتكين التركي فغلب قساما ودخل دمشق لثلاث عشرة ليلة بقيت من محرم سنة 376 فاستتر أياما ثم استأمن إلى يلتكين فقيده وحمله إلى مصر فعفا عنه وأطلقه وكان مدحه عبد المحسن الصوري قال ذلك الحافظ أبو القاسم.
تل قباسين: بفتح القاف وتشديد الباء الموحدة والسين مكسورة مهملة وياء ساكنة ونون، قرية من قرى العواصم من أعمال حلب له ذكر في التواريخ.
تل قراد: حصن مشهور في بلاد الأرمن من نواحي شبختان.
تلقم: جبل باليمن فيه ريدة والبير المعطلة والقصر المشيد، وقال علقمة ذو جدن:
وذا القوة المشهور من رأس تلقم ** أزلن وكان الليث حامي الحقائق تل كشفهان: بفتح الكاف وسكون الشين المعجمة وفتح الفاء وهاء وألف ونون، موضع بين اللاذقية وحلب نزله الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب معسكرا فيه مدة.
تل كيسان: الكاف مفتوحة وياء ساكنة، موضع في مرج عكا من سواحل الشام.
تل ماسح: بالسين المهملة والحاء المهملة، قرية من نواحي حلب، قال امرؤ القيس:
يذكرها أوطانها تل ماسح ** منازلها من بربعيص وميسرا ينسب إليه القاسم بن عبد الله المكفوف التقي يروي عن ثور بن يزيد.
تل محرى: بفتح الميم وسكون الحاء المهملة والراء والقصر وهو تل بحرى بالباء الموحدة وتل البليخ، وهي بليدة بين حصن مسلمة بن عبد الملك والرقة في وسطها حصن وكان فيها سوق وحوانيت، وذكر أحمد بن محمد الهمذاني عن خالد بن عمير بن بد الحباب السلمي قال: كنا مع مسلمة بن عبد الملك في غزوة القسطنطينية فخرج إلينا في بعض الأيام رجل من الروم يدعو إلى المبارزة فخرجت إليه فلم أر فارسا مثله فتجاولنا عامة يومنا فلم يظفر واحد منا بصاحبه ثم تداعينا إلى المصارعة فصارعت منه أشد البأس فصرعني وجلس على صدري ليذبحني وكان رسن دابته مشدودا في عاتقه فبقيت أعالجه دفعا عن روحي وهو يعالجني ليذبحني فبينما هو كذلك جاضت دابته جيضة جذبته عني ووقع من على صدري فبادرت وجلست على صدره ثم نفست به عن القتل وأخذته أسيرا وجئت به إلى مسلمة فسأله فلم يجب بحرف وكان أجسم الناس وأعظمهم وأراد مسلمة أن يبعث به إلى هشام وهو يومئذ بحران فقلت: وأين الوفادة فقال: أنك لأحق الناس بذلك فبعث به معي فأقبلت أكلمه وهو لا يكلمني حتى انتهيت إلى موضع عن ديار مضر يعرف بالجريش وتل بحرى فقال لي ماذا يقال لهذا المكان? فقلت: هذا الجريش وهذا تل بحرى فأنشأ يقول:
نوى بين الجريش وتل بحرى ** فوارس من نمارة غير ميل
فلا جزعون إن ضراء نابت ** ولا فرحون بالخير القليل
فإذا هو أفصح الناس ثم سكت فكلمناه فلم يجبنا فلما صرنا إلى الرها قال: دعوني أصلي في بيعتها قلنا افعل فصلى فلما صرنا إلى حران قال: أما إنها لأول مدينة بنيت بعد بابل ثم قال: دعوني أستحم في حمامها وأصلي فتركناه فخرج إلينا كأنه برطيل فضة بياضا وعظما فأدخلته إلى هشام وأخبرته جميع قصته فقال له: ممن أنت فقال: أنا رجل من إياد ثم أحد بني حذافة قال له: أراك غريبا لك جمال وفصاحة فأسلم نحقن دمك فقال: إن لي ببلاد الروم أولادا قال: ونفك أولادك ونحسن عطاءك قال: ما كنت لأرجع عن ديني فأقبل به وأدبر وهو يأبى فقال لي: اضر ب عنقه فضربت عنقه، وينسب إلى تل محرى أيوب بن سليمان الأسدي السلمي سأل عطاء بن أبي رباح عن رجل ذكرت له امرأة فقال: يوم أتزوجها هي طالقة البتة فقال: لاطلاق لمن لايملك عقدته ولا عتق لمن لايملك رقبته روى عنه أحمد بن عبد الملك بن وافد الحراني.
تل المخالي: جمع مخلاة الفرس، موضع بخوزستان..
تلمسان: بكسرتين وسكون الميم وسين مهملة وبعضهم يقول تنمسان بالنون عوض اللام بالمغرب، وهما مدينتان متجاورتان مسورتان بينهما رمية حجر إحداهما قديمة والأخرى حديثة والحديثة اختطها المسلمون ملوك المغرب واسمها تافرزت فيها يسكن الجند وأصحاب السلطان وأصناف من الناس واسم القديمة أقادير يسكنها الرعية فهما كالفسطاط والقاهرة من أرض مصر ويكون بتلمسان الخيل الراشدية لها فضل على سائر الخيل وتتخذ النساء بها من الصوف أنواعا من الكنابيش لا توجد في غيرها ومنها إلى وهران مرحلة ويزعم بعضهم أنه البلد الذي أقام به الخضر عليه السلام الجدار المذكور في القرآن سمعته ممن رأى هذه المدينة، وينسب إليها قوم، منهم أبو الحسين خطاب بن أحمد بن خطاب بن خليفة التلمساني ورد بغداد في حدود سنة 520 كان شاعرا جيد الشعر قاله أبو سعد.
التلمص: بفتحتين وتشديد الميم وضمها، حصن مشهور بناحية صعدة من أرض اليمن.
تل منس: بفتح الميم وتشديد النون وفتحها وسين مهملة، حصن قرب معرة النعمان بالشام، قال ابن مهذب المعري في تاريخه: قدم المتوكل إلى الشام في سنة 244 ونزل بتل منس في ذهابه وعودته، وقال الحافظ أبو القاسم تل منس، قرية من قرى حمص، وينسب إليها المسيب بن واضح بن صرحان أبو محمد السلمي التل منسي الحمصي حدث عن أبي إسحاق الفزاري ويوسف بن إسباط وعبد الله بن المبارك وسفيان بن عيينة وإسماعيل بن عباد ومعتمر بن سليمان وأبي البختري وهب بن وهب القاضي وهذه الطبقة روى عنه أبو الفيض ذو النون بن إبراهيم المصري الزاهد وأبو بكر الباغندي والحسن بن سفيان وابن أبي داود وأبو عروبة الحراني وغيرهم سئل عنه أبو علي صالح بن محمد فقال: لا يدرى أي طرفيه أطول ولا يدري أيش يقول: وقال أبو عبد الرحمن السلمي: سئل الدارقطني عن المسيب بن واضح فقال: ضعيف ومات سنة 246 وقيل: سنة 247 وقيل: سنة 248 عن تسع وثمانين سنة، وقال أبو غالب همام بن الفضل بن جعفر بن علي المهذب المعري في تاريخه سنة 247: فيها قتل المتوكل ومات المسيب بن واضح التلمنسي غرة محرم وعمره تسع وثمانون سنة ودفن في تل منس وكان مسندا وله عقب نحاس.
تل موزن: بفتح الميم وسكون الواو وفتح الزاي وآخره نون وقياسه في العربية كسر الزاي لأن كل ما كان فاؤه معتلا من فعل يفعل فالمفعل مكسور العين كالموعد والموقد والمورد وقد ذكر بأبسط من هذا في مورق، وهو بلد قديم بين رأس عين وسروج وبينه وبين رأس عين نحو عشرة أميال، وهو بلد قديم يزعم أن جالينوس كان به وهو مبني بحجارة عظيمة سود يذكر أهله أن ابن التمشكي الدمستق خربه وفتحه عياض بن غنم في سنة 17 على مثل صلح الرها، قال بعض الشعراء يهجو تل موزن:
بتل موزن أقوام لهم خطر ** لو لم يكن في حواشي جودهم قصر
يعاشرونك حتى ذقت أكلهم ** ثم النجاء فلا عين ولا أثر تل هراق: من حصون حلب الغربية.
تل هفتون: بالفتح وسكون الفاء والتاء فوقها نقطتان وواو ساكنة ونون، بليدة من نواحي إربل تنزلها القوافل في اليوم الثاني من إربل لمن يريد أذربيجان وهي في وسط الجبال وفيها سوق حسنة وخيرات واسعة وإلى جانبها تل عال عليه أكثر بيوت أهلها يظن أنه قلعة وبه نهر جار وأهله كلهم أكراد رأيته غير مرة.
تل هوارة: بفتح الهاء من قرى العراق، قال أبو سعد: وما سمعت بهذه المدينة إلا في كتاب النسوي، قال أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي: حدثنا أبوالحسين علي بن جامع الديباجي الخطيب بتل هوارة حدثنا إسماعيل بن محمد الوراق.
تليان: بالكسرتين وياء خفيفة وألف ونون، من قرى مرو، منها حامد بن آدم التلياني المروزي حدث عن عبد الله بن المبارك وغيره تكلموا فيه روى عنه محمد بن عصام المروزي وغيره توفي سنة 239.
التليان: بالضم ثم الفتح وياء مشددة وهو تثنية تلي، الموضع المذكور بعده ثناه الشاعر لإقامة الوزن على عادتهم، فقال:
ألاحبذا برد الخيام وظلها ** وقول على ما الثليين أمرش تل يعفر: هو تل أعفر وقد تقدم ذكره.
تليل: تصغير التل، جبل بين مكة والبحرين عن نصر.
تلي: بالضم ثم الفتح وتشديد الياء كأنه تصغير تلو الشيء وهو الذي يأتي بعده كما قيل: جرو وجري، اسم ما: في بلاد بني كلاب قريب من سجا، قال نصر: وبخط ابن مقلة الذي قرأه على أبي عبد الله اليزيدي يلي بالياء وهو تصحيف، والتلي أيضا موضع بنجد في ديار بني محارب بن خصفة، وقيل: هو ماء لهم.
[عدل] باب التاء والميم وما يليهما
تمار: مدينة في جبال طبرستان من جهة خراسان.
التماني: بفتحتين وبعد الألف نون مكسورة منقوص، هضبات أو جبال، قال بعضهم:
ولم تبق ألواء التماني بقية ** من الرطب إلا بطن واد وحاجر ألؤاء: جمع لوى الرمل: تمتر: بالضم ثم السكون وفتح التاء الثانية، من قرى بخارى.
تمرتاش: بضمتين وسكون الراء وتاء أخرى وألف وشين معجمة، من قرى خوارزم، قال بعض فضلائها:
حللنا تمرتاش يوم الخميس ** وبتنا هناك بدار الرئيس تمر: بالتحريك، قرية باليمامة لعدي التيم، وأنشد ثعلب قال: أنشدني ابن الأعرابي:
يا قبح الله وقيلا ذا الحذر ** وأمه ليلة بتنا بتمر
باتت تراعي ليلها ضوء القمر قال: تمر موضع معروف.
تمرة: بلفظ واحدة التمر، من نواحي اليمامة لبني عقيل وقيل: بفتح الميم وعقيق تمرة عن يمين الفرط.
تمسا: بالتحريك وتشديد السين المهملة والقصر، مدينة صغيرة من نواحي زويلة بينهما مرحلتان.
تمشكث: بضمتين وسكون الشين المعجمة وفتح الكاف والثاء مثلثة، من قرى بخارى، منها أحمد بن عبد الله المقري أبو بكر التمشكثي روى عن بحير بن الفضل روى عنه حامد بن بلال قاله ابن مندة: تمعق: بفتحتين وتشديد العين المهملة وضمها، جبل بالحجاز ليس هناك أعلى منه.
تمني: بفتحتين وتشديد النون وكسرها. قال ابن السكيت في تفسير قول كثير:
كأن دموع العين لما تخلقلت ** مخارم بيضا من تمني جمالها قال تمني أرض إذا انحدرت من ثنية هرشى تريد المدينة صرت في تمني وبها جبال يقال لها: البيض..تمير: تصغير تمر، قرية باليمامة من قرى تمر.
تميتمندان: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وتاء أخرى وكسر الميم وسكون النون والدال مهملة وألف ونون، مدينة بمكران عندها جبل يعمل فيه النوشادر خبرني بها رجل من أهلها.
تمي: بالضم ثم الفتح وياء مشددة، كورة بحوف مصر يقال لها: كورة تتا وتمي وهما كورة واحدة.
[عدل] باب التاء والنون وما يليهما
تناتضة: بالضم وبعد الألف تاء أخرى مكسورة والضاد معجمة، كذا هو في كتاب العمراني وقال: موضع.
تناصف: بالفتح وضم الصاد المهملة وفاء، موضع بالبادية في شعر جحدر اللص:
نظرت وأصحابي تغالى ركابهم ** وبالشر واد من تناصف أجمعا
بعين سقاها الشوق كحل صبابة ** مضيضا ترى إنسانها فيه منقعا
إلى بارق حاد اللوى من قراقر ** هنيئا له إن كان جد وأمرعا
إلى الثمد العذب الذي عن شماله ** وأجرعه سقيا لذلك أجرعا
التناضب: بالفتح وكسر الضاد المعجمة والباء موحدة، كذا وجدته بخط ابن أخي الشافعي وغيره يضمها في قول جرير:
بان الخليط فودعوا بسواد ** وغدا الخليط روافع الإصعاد
لا تسأليني ما الذي بي بعدما ** زوذتني بلوى التناضب زادي قال ابن إسحاق: في حديث هجرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: اتعدت لما أردت الهجرة إلى المدينة أنا وعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاصي بن وائل السهمي، التناضب من أضاة بني غفار فوق سرف وقلنا أينا لم يصبح عندها فقد حبس فليمض صاحباه قال: فأصبحت أنا وعياش بن أبي ربيعة عند التناضب وحبس هشام وفتن فافتتن وقدمنا المدينة وذكر الحديث.
تناضب: بالضم وكسر الضاد، كذا ضبطه نصر وذكره في قرينه الذي قبله وقال، هو شعبة من شعب الدوداء والدوداء واد يدفع في عقيق المدينة.
التنانير: جمع التنور الذي يخبز فيه ذات التنانير، عقبة بحذاء زبالة وقيل: ذات التنانير معشى بين زبالة والشقوق وهو، واد شجير فيه مزدرع ترعيه بنو سلامة وبنو غاضرة وفيه بركة للسلطان وكان الطريق عليه فصار المعشى بالرسم حياله، قال مضرس بن ربعي:
فلما تعالت بالمعاليق حلة ** لها سابق لايخفض الصوت سائره
تلاقين من ذات التنانير سربة ** على ظهر عادي كثير سوافره
تبينت أعناق المطي وصحبتي ** يقولون موقوف السعير وعامره قال الراعي من كتاب ثعلب المقروء عليه:
أسجم حنان من المرن ساقه ** طروقا إلى جنبي زبالة سائقه
فلما علا ذات التنانير صوبه ** تكشف عن برق قليل صواعقه التناهي: بالفتح، موضع بين بطان والثعلبية من طريق مكة على تسعة أميال من بطان فيه بركة عامرة وأخرى خراب وعلى ميلين من التناهي بركة أم جعفر وعلى ثلاثة أميال منها بركة للحسين الخادم وهو خادم الرشيد بن المهدي ومسجد الثعلبية منها على ثمانية أميال.
تنبغ: بالفتح ثم السكون وضم الباء الموحدة والغين معجمة، موضع غزا فيه كعب بن مزيقياء جد الأنصار بكر بن وائل.
تنب: بالكسر ثم الفتح والتشديد وباء موحدة، قرية كبيرة من قرى حلب، منها أبو محمد عبد الله بن شافع بن مروان بن القاسم المقري التنبي العابد سمع بحلب مشرف بن عبد الله الزاهد وأبا طاهر عبد الرزاق بن إبراهيم بن قاسم الرقي وأبا أحمد حامد بن يوسف بن الحسين التفليسي روى عنه أبو الحسن علي بن عبد الله بن جرادة الحلبي أفادنيه هكذا القاضي أبو القاسم عمر بن أحمد بن أبي جرادة، وينسب إلى هذه القرية غيره من الكتاب والأعيان بحلب ودمشق في أيا منا.
تنبوك: بالفتح ثم السكون وضم الباء الموحدة وسكون الواو وكاف، قال أبو سعد: وظني أنها، قرية بنواحي عكبراء، منها أبو القاسم نصر بن علي التنبوكي الواعظ العكبري سمع أبا علي الحسن بن شهاب العكبري وسمع منه هبة الله بن المبارك السقطي وقال نصر: تنبوك ناحية بين أرجان وشيراز.
تنتلة: التاء الثانية مفتوحة، موضع في بلاد غطفان عن نصر.
تنحيب: بالحاء المهملة المكسورة وياء ساكنة وباء موحدة. يوم تنحيب كان من أيام العرب.
تندة: الدال مهملة مفتوحة، قرية كبيرة في غربي النيل من الصعيد الأدنى.
تنس: بفتحتين والتخفيف والسين مهملة، قال أبو عبيد البكري: بين تنس والبحر ميلان وهي آخر إفريقية مما يلي المغرب بينها وبين وهران ثمانية مراحل وإلى مليانة في جهة الجنوب أربعة أيام وإلى تيهرت خمس مراحل أو ست، قال أبو عبيد:: هي مدينة مسورة حصينة داخلها قلعة صغيرة صعبة المرتقى ينفرد بسكناها العمال لحصانتها وبها مسجد جامع وأسواق كثيرة وهي على نهر يأتيها من جبال على مسيرة يوم من جهة القبلة ويستدير بها من جهة الشرق ويصب في البحر وتسمى تنس الحديثة وعلى البحر حصن ذكر أهل تنس أنه كان القديم المعمور قبل هذه الحديثة وتنس الحديثة أمسسها وبناها البحريون من أهل الأندلس منهم الكركدن وابن عائشة والصقر وصهيب و غيرهم وذلك في سنة 262 وسكنها فريقان من أهل الأندلس من أهل البيرة وأهل تدمير وأصحاب تنس من ولد إبراهيم بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وكان هؤلاء البحريون من أهل الأندلس يشتون هناك إذا سافروا من الأندلس في مرس على ساحل البحر فيجتمع إليهم بربر ذلك القطر ويرغبونهم في الانتقال إلى قلعة تنس ويسألونهم أن يتخذوها سوقا ويجعلوها سكنى ووعدوهم بالعون وحسن المجاورة فأجابوهم إلى ذلك وانتقلوا إلى القلعة وانتقل إليهم من جاورهم من أهل الأندلس فلما دخل عليهم الربيع اعتلوا واستوبؤوا الموضع فركب البحريون من أهل الأندلس مراكبهم وأظهروا لمن بقي منهم أنهم يمتارون لهم ويردون فحينئذ نزلوا قرية بجاية وتغلبوا عليها ولم يزل الباقون في تنس في تزايد وثروة وعدد ودخل إليهم أهل سوق إبراهيم وكانوا في أربعمائة بيت فوسع لهم أهل تنس في منازلهم وشاركوهم في أموالهم وتعاونوا على البنيان واتخذوا الحصن الذي فيها اليوم ولهم كيل يسمونه الصحفة وهي ثمانية وأربعون قادوسا والقادوس ثلاثة أمداد بمد النبي ورطل اللحم بها سبع وستون أوقية ورطل سائر الأشياء اثنتان وعشرون أوقية ووزن قيراطهم ثلت درهم عدل بوزن قرطبة وقال سعد بن أشكل التيهرتي في علته التي مات منها بتنس:
نأى النوم عني واضمحلت عرى الصبر ** وأصبحت عن دار الأحبة في أسر
وأصبحت عن تيهرت في دار غربة ** وأسلمني مر القضا، من القدر
إلى تنسى دار النحوس فإنها ** يساق إليها كلى منتقص العمر
هو الدهر والسياف والماء حاكم ** وطالعها المنحوس صمصامة الدهر
بلاد بها البرغوث يحمل راجلا ** ويأوي إليها الذئب في زمن الحشر
ويرجف فيها القلب في كل ساعة ** بجيش من السودان يغلب بالوفر
ترى أهلها صرعى دوى أم ملدم ** يروحون في سكر ويغدون في سكر وقال غيره:
أيها السائل عن أرض تنس ** مقعد اللوم المصفى والدنس
بلدة لا ينزل القطر بها ** والندى في أهلها حرف درس
فصحاء النطق في لا أبدا ** وهم في نعم بكم خرس
فمتى يلمم بها جاهلها ** يرتحل عن أهلها قبل الغلس
ماؤها من قبح ما خصت به ** نجس يجري على ترب نجس
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)