وقبض فارس المبلغ وعاد في المساء والقى النقود امام ياسمين وقال لها:ما في عندي اغلى منك فقفزت ياسمين من الفرح وحضنت فارس ونام فارس تلك الليلة وهو يشعر بتأنيب الضمير لما فعله وفي صباح اليوم التالي خرج هو وياسمين بناءا على طلبها للبحث عن مكان مناسب لاقامة الحفلة فتجولا في عدة مدن للبحث عن قاعة مناسبة تتسع لأكثر من الف شخص ولم يكن من السهولة ايجاد المكان المناسب الذي يرضي ياسمين وكان من المستحيل ان تتوفر القاعة التي تبحث عنها ياسمين الا في المناطق الاسرائيلية البعيدة عن منطقة الناصرة وامام اصرار ياسمين استطاعوا الوصول الى احدى القاعات الكبيرة ورفضت ياسمين ان يقوم فارس لوحده بحجز القاعة فرافقته لرؤية القاعة بنفسها لتثير الفضول والتساؤلات حول شخصها ولباسها الغريب وقامت ياسمين وفارس ومدير القاعة بالتجول في انحاء القاعة بعد ان تأكد لهم بانهم يستطيعوا حجزها بالتاريخ الذي حددوه واخذ مدير القاعة يشرح الامكانيات التي يستطيع ان يوفرها وكان فارس يترجم لياسمين كل كلمة يقولها مدير القاعة وياسمين تهز راسها..
وبعد ان انهيا جولتهما توجها الى المكتب للاتفاق على كل الاجراءات واتفق فارس وصاحب القاعة على كل التفاصيل وحتى المبلغ الذي يجب دفعه بحضور ياسمين ودون ان تبدي أي معارضة ..تم كل شيء..
ودفع فارس العربون الى مدير القاعة واستلم وصل بالمبلغ الذي دفعه وتنفس الصعداء لانتهاء الأمر بسلام وكانت ياسمين تجلس على المقعد لا تكترث بما يحدث ولا تعارض...
فنظر اليها صاحب القاعة وابتسم وقال بلغة عربية مكسرة وغير صحيحة:ان شاء الله مبسوطة انت واذا بدك اشي كمان احنا جاهزين...!!
فاعتدلت ياسمين بجلستها ووضعت ساق على ساق وقالت له بلغة عبرية سليمة وبطلاقة:انا بدي شوية اشياء صغيرة تسويها اذا ممكن..ذهل مدير القاعة لطلاقة اللغة العبرية التي تحدثت بها ياسمين وخاصة انه قبل ساعة كان فارس يترجم لها..
فساورت الشكوك مدير القاعة حول الشخصية التي يخفيها الخمار فاكد لها انه جاهز لاي شيء تطلبه...؟
فردت عليه ياسمين وقالت :
اول شيء اريده هو ان تقطع الكهرباء عن القاعة وعن كل شيء له علاقة بمبنى القاعة بدءا من المطبخ وانتهاءا بالحمام وان يتم ذلك يوم الحفل من لحظة غروب الشمس حتى نهاية الحفل وخروج اخر شخص من القاعة وهذا يشمل مدخل المبنى وموقف السيارات ...
وثانيا :ان يتم استبدال كل الستائر في القاعة بأخرى تكون قادرة على حجب النور من خارج القاعة الى داخلها أي انه لا يسمح بانعكاس أي ضوء من خارج القاعة حتى ولو كان مجرد ضوء سيارة قادم من الخارج...
ثالثا:اشعال شموع في كل انحاء القاعة ومرافقها بدءا من مدخل
القاعة ...أي ان الاضاءة التي ستكون في القاعة ومرافقها يجب ان تكون اضاءة الشموع فقط..
رابعا: ان يتم تزيين القاعة بكل مرافقها بالورود مهما تطلب ذلك من كميات.
خامسا:ان لا يتواجد بالقاعة تلك الليلة أيا كان وحتى على مقربة منها بمسافة عشرة امتار وهذا يعني ان يتم تحضير الحلوى والمشروبات والطعام بكافة انواعه ليكفي لألف شخص مسبقا ...
استمرت ياسمين بطرح الاشياء التي تريدها من مدير القاعة ان يحضرها ..وفارس مبهور مما يحدث ..اما مدير القاعة فلا يصدق ما يحدث امامه ولم يكن ليراوده شك ان التي تتحدث معه عاقلة وانما مجنونة ولكن الطريقة التي تتحدث بها ياسمين جعلته لا يجرؤ على مقاطعتها.
انهت ياسمين طلباتها ووقفت واقتربت من فارس وتناولت الحقيبة التي حملها فارس بناء على طلبها وفتحتها واخرجت منها مبلغ 70 الف دولار وضعتهم على الطاولة امام مدير القاعة ..وقالت له بالعبرية ايضا:بفكر انو المبلغ هذا بغطي المصاريف وزيادة وعلشان تؤخذ قد المبلغ هذا بعد الحفل لازم تكون حريص على توفير كل اللي انا طلبته بدون اخطاء وعلى فكرة خطأ واحد وبكون كل شيء ملغي...
واتذكر مليح ان واحد فكر ان يقترب من القاعة ويتلصص من باب الفضول انت الي حتخسر... واذا انا اجيت وجربت اضوي ضو واحد وقدرت انت حتخسر... واذا فعلا انت حاب تربح نفس المبلغ هذا بعد الحفلة ابدا اشتغل من اليوم ومفش داعي تحكي هالقصة هاي لحدا علشانك انت وعلشان الضرايب وبعدين علشان ما يصير عند حدا فضول وهلأ احنا رايحين ومش محتاجين وصل ومفش داعي نسجل المبلغ..
وخرجت ياسمين وفارس يسير خلفها ومدير القاعة لم يستطيع الوقوف او التحدث فما يحصل امامه شيء اشبه بالقصص الخيالية والمبلغ الكبير جعله يظن انه بحلم او ان النقود مزورة او ان هناك كاميرا خفية تصوره .
فارس بقي صامتا حتى استقلا السيارة وقال لياسمين:هل تعلمي انك دفعت نصف ثمن البيت فقط من اجل القاعة.
فردت عليه ساخرة:مش كثير لو بعرف ان ظروفك المالية بتساعدك كنت طلبت منو يضوي الشارع كلوا بالشمع بس انا مقدرة وضعك المادي..ومش معقول احملك اشي اكثر من قدرتك وهلأ لازم نروح ندور على احلى فستان فرح واذا ما لقينا لازم نفصل واحد تفصيل وانت بتعرف ما فيّ وقت...
فقال فارس: فستان فرح ولونه ابيض..
فقالت ياسمين:آه فستان فرح ولونه ابيض ومش اسود هو انا بدي اتجوز ولا بدي احِدْ
فقال فارس واخذ يشير بيديه ليعبر عما يريد قوله: يعني فستان ،فستان زي ...يعني مش عبايا وخمار ابيض...
ضحكت ياسمين وقالت : ايش يا حبيبي صحيح انت شفتني زمان مرة او مرتين بس مش معقول انك انسيت قديش انا حلوة وبؤخذ العقل كمان...وما في اشي اللي انا استحي منه علشان اخبيه ولا انت الك رأي ثاني.
فقال فارس: لا ابدا ..بس انا قصدت شروط العجوز انو ما حد يشوف وجهك ..؟
فقالت: هاي مشكلة صغيرة لا تشغل حالك فيها انت بس فكر انو الفلوس اللي معك ممكن ما يكفوا
فقال: ليش افكر انا ..فكري انت اذا في اشي كمان بقدر ابيعه.
فقالت: ما هاي هي المشكلة ما ظل عندك اشي تبيعه الا اذا في اشي وانت مخبيه عني يا فارس ..
عاد فارس وياسمين الى البيت وفي اليوم التالي خرجا للبحث عن فستان زفاف وبعد بحث طويل احتارت ياسمين بنوع الفستان ولحسم الموضوع قامت بشراء عشرة فساتين لتفكر لاحقا بأختيار احداهن واستمرت ياسمين بجولتها لشراء بقية الاغراض وكلما كانت تحتار كانت تقوم بشراء عشرة من النوع الواحد بأشكال مختلفة...ولم تترك ياسمين شيئا يخص الزفاف او له علاقة به من بعيد او قريب الا وكانت تشتري اضعافه......
وطلبت من فارس ان يعد قائمة باسماء المدعويين شريطة ان لا تقل عن الف شخص ولا يهم ان زادوا وشرطها الأهم هو ان تقوم هي بدعوتهم شخصيا وان لا يقوم فارس بدعوة أي شخص لتتأكد من حضورهم..فارس لم يستوعب كيف يمكن دعوة مثل هذا العدد وفي هذا الوقت القصير وكيف يمكن لياسمين ان تدعوهم فسألها عن ذلك فأجابته بأن لديها طرقها الخاصة وان لا يتدخل هو لتسير الامور على ما يرام وطلبت ان يقوم باعداد القائمة فورا وان عجز عن توفير العدد فستقوم هي بأنجاز ذلك...بدأ فارس باعداد القائمة بأسماء المدعويين واخذ يسجل اسماء من يعرف ومن لا يعرف حتى يستطيع ان يصل الى العدد المطلوب ولولا انه بدأ بدعوات عشوائية لكان استحال تدبير نصف العدد..
ياسمين لم تكتفي بذلك بل طلبت منه ان يوفر مواصلات لنقل المدعويين الى القاعة وخاصة انها بعيدة وحتى لا يتقاعسوا وهذا يعني ان فارس يجب ان يحجز مجموعة من السيارات والباصات ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل اصرت ان يقوم بشراء هدايا بمناسبة الزفاف لعدد كبير من القريبات بناء على عادات كانت فقط متداولة منذ عشرات السنين ولم يكن امام فارس الا ان ينفذ اوامر ياسمين بدقة وحرفية .
ولم يبقى على يوم الزفاف الا يوما واحدا ليجد فارس نفسه قد افلس من جديد وصرف كامل ثمن البيت في ملاحقة طلبات ياسمين اللامتناهية..
وفي ظل جو الضغوطات المتلاحقة لم يكن لدى فارس الوقت ليفكر بأي شيء مهما كان نوعه ..وكان من المتفق ان يتم عقد القران الرسمي في مساء اليوم وقد احضر فارس المأذون والشهود وبناءا على طلب ياسمين لن يحضر عقد القران الا من كان حضوره ضروريا من اجل الاوراق الرسمية..
وقبل عقد القران بساعة قالت ياسمين لفارس:فارس حبيب قلبي لا تنسي انو بوثيقة الزواج تسجل اسمك الحقيقي ..اسمك واسم ابوك واسم جدك واسم عيلتك مش الأسم اللي بالهوية يا روحي.
فقال فارس محاولا ان يثنيها عن هذا القرار الذي سبب له الكثير من الاحراج..:هذا مش ممكن ايش بدك احكي قدام الناس وقدام اخوي ...احكيلهم اني انا ابن الدهري واني انا مش من عيلتهم وابوي اللي مات هذا مش ابوي وابوي الحقيقي اصلو من الشام ..
ايش بدي اعمل ...فيهم ..انا والهوية والمكتوب فيها وامي اللي ما صدقت انك نسيتيها هاي القصة ..كيف يا ياسمين وبأي منطق..؟
فقالت: بمنطقي انا وكيف هاي مشكلتك والهوية بتقدر تزورها وامك اذا حاب ترجع بذكرياتها علشان ما تتفاجيء انها كانت متزوجة من منير الدهري لما خلفتك...برجعها.
صمت فارس ولم يدرِ ماذا يفعل فهذا اخر ما توقعه وما كان يريده ولكن ياسمين لم تكتفي بذلك وقالت: ومش بس هيك يا حبيبي بوثيقة الزواج حيتسجل اسمي ياسمين بنت لعنة بنت جورجيت ومش حيكون فيه اسم لأي ذكر .
فقال فارس: ولما المأذون يسالك شو اسم ابوك شو حتقولي له...!
فردت :ححكيلو ابوي واهلي كلهم اسمهم جورجيت او مش لازم يسأل.
فقال فارس: طيب شو رايك يا ياسمين تتنازلي عن هالموضوع هذا علشاني انا وعلشان مش راح يدخل عقلهم.
فقالت: لا يا حبيبي كل شيء الا هذا هاي وثيقة زواج راح تربطنا ببعض الى الابد ولازم ينكتب فيها الحقيقية وما تكون مزورة ..انت اسمك فارس منير سالم الدهري وانا اسمي ياسمين لعنة جورجيت ..صحيح انا ما بلومك انك ما بدك تكتب اسم عيلتك الحقيقة لانها عيلة وسخة كثير بس انا عيلتي بفتخر فيها كثير كثير..
ووثيقة الزواج لازم تكون حقيقية مية بالمية ومش ممكن يا حبيبي الدنيا تدور وتلف وفي يوم من الايام يحبوا بناتنا يدورا على وثيقة زواجنا وعيب كثير حيكون بحقنا لما يكتشفوا انها مزورة ...ضحك فارس ضحكة المغلوب على امره وقال:قالوا يا قرد بدنا نسخطك قال بعد هالسخط ما فيّ سخط وبعد اللي صار شو بدو يصير...
وفي ساعات المساء حضر الماذون وشرب القهوة وتعرف على الحضور...واخرج الاوراق مستعدا لكتابة المعلومات وبدأ بطلب هويات العريس والعروس والشهود ..اعطى الشهود هوايتهم الى الماذون ..وارتبك فارس قليلا ..ومن ثم ابتسم وتوجه الى الغرفة حيث ياسمين وقال لها:ياسمين تفضلي احكيلي شو اعمل ..؟
الماذون بدوا هويتي وهويتك ...
فقالت ياسمين:هاي المشكلة مشكلتك حلها بطريقتك انت...؟!
ارتبك فارس ولم يعد يدري ما يفعله ..وكيف سيطلب من الماذون ان يسجل بوثيقة الزواج المعلومات التي تريدها ياسمين ..
عاد فارس الى الغرفة وجلس بجوار الماذون وقال له ان العروس ليست من هذه البلاد ولا تحمل اية وثيقة فقال له الماذون لا بأس ما دام هناك من سيعرف شخصيتها ولكن لا بد من احضار اية وثيقة حتى يتم تسجيل هذا الزواج في الدوائر الرسمية والان قل لي ما اسم العروس فقال له فارس مرتبكا اسمها ياسمين ابنة لعنة ابنة جورجيت فقال....
فقال له الماذون اريد اسم الوالد والعائلة
فقال فارس هذا هو اسمها بالكامل ولا يوجد اسم اخر لاضيفه ابتسم الماذون ابتسامة ساخرة وهو ينظر بوجوه الشهود لعله يجد من يعطيه تفسيرا ولكن كان حال الشهود كحاله فقال لفارس بلهجة عدم رضا وما هو اسمك انت ...؟
التفت فارس باتجاه امه واخوه وبقية الحضور وصمت قليلا ولم يدر ماذا يقول فاعاد الماذون السؤال عليه مرة اخرى فقال سجل انا اسمي فارس منير سالم الدهري ذهل الحضور مما يقوله فارس ولم يفهموا لماذا غير فارس اسم عائلته الحقيقية ومن اين اتى بهذا الاسم ..ولاحظ الماذون الذهول والاستغراب والتساءل البادىء على وجوه الحضور وشعر بان شيئا ما لا يسير على ما يرام وطلب هوية فارس فرد فارس عليه بأنه سيحضرها فيما بعد...
توقف المأذون عن الكتابة وقال ساخرا :>وهل هناك عروس اقصد اين ياسمين لعنة جورجيت ..؟"
فقال فار س انها بالداخل فقال المأذون وهل من الممكن رؤيتها ..فرد فارس بعفوية مستحيل فرمقه المأذون بنظره ولكن فارس ادرك ما قاله وقال نعم ولم لا سأناديها بالحال..
توجه فارس الى ياسمين وقال لها: الامور مخربطة وباين على الماذون انو مش حيرضى يكتب الكتاب وهلا تفضلي الماذون حابب يشوفك .
فضحكت ياسمين وقالت بلهجة ساخرة :مالك يا حبيبي مرتبك زي اللي سارق اشي ،شو انت بتعمل اشي غلط والا انت عم تكذب.
فقال فارس:ياسمين مشان الله خلي اليوم يمشي على خير لا المأذون راح يقتنع في اللي بصير ولا اهلي ولا الناس اللي بره ..لو انت شفتي وجوههم لما قلت للمأذون شو اسمي واسمك.
فقاطعته ياسمين وقالت: انت ما حكيت اشي كذب والناس الي بره ما يهموني وعلى كل حال اذا مش عارف تمشي الامور اطلب مساعدتي وانا بساعدك...
فابتسم فارس بمرارة وقال : ساعديني يا ست ياسمين ..؟
فقالت :طيب روح نادي السيد المأذون لهون..خرج فارس وعاد بصحبة المأذون الى الغرفة حيث تجلس ياسمين وارتبك المأذون حينما رأى ياسمين وارتبك اكثر حينما حدثته ياسمين بلهجة الامر واخذت تملي عليه ما يفعل ولم تمر دقائق حتى خرج المأذون وجلس ونادى على الشهود وطلب توقيعهم على الوثيقة وتمت الامور وصافح الجميع ..وخرج من المنزل وهو يبتسم وكأن شيئا لم يحدث ..
وما ان خرج المأذون من بوابة البيت حتى انهال الحضور على فارس بالاسئلة واستطاع فارس ان يقنعهم ان كل ما قاله للمأذون هو مزح بمزح وانه قام بعد ذلك بتصحيح المعلومات للمأذون واعطائه الوثائق اللازمة ..وفي هذه الاثناء دخلت ياسمين الى الحضور فقالت لها ام فارس: شايفة يا ياسمين مزح الاستاذ فارس البايخ واللي عملو بالمأذون..!!؟
فقالت ياسمين: هذا فارس وبحب يمزح بس صعب تميزي مزحه من جده ..ومش بعيد يطلع فعلا اسم ابوه منير الدهري ..
فضحكت ام فارس والحضور ظانين ان ياسمين تسخر من فارس فيما قالته..
انتهي ذلك اليوم الذي لن ينساه فارس ولا الحضور بسلام.
وفي صباح يوم الزفاف لم تيقظ ياسمين فارس كعادتها كل يوم حتى استيقظ فارس لوحده وحين علم ان الساعة الحادية عشرة جن جنونه فهو بحاجة لكل دقيقة هذا اليوم...
فاستغرب ان ياسمين لم تيقظه وحينما خرج وجد ياسمين وامه يتبادلان الحديث والمزاح مع احدى قريبات فارس ..نظر فارس اليهن...وقال في سره سبحان الله كيف تحولت ياسمين الى اغلى واهم شيء في حياة امه فكل ما تفعله ياسمين وتقوله هو الصحيح ولم تعد امه على استعداد لابداء اية ملاحظة حتى ولو كانت صغيرة ما دام الأمر يتعلق بياسمين.
رأت ياسمين فارس واقفا فوقفت واقتربت منه وقالت له: شو يا حبيبي ليش فايق بكير طيب ما دمت صحيت خليني احضرلك الفطور..توجه فارس الى الحمام وهو يتمتم بصوت يكاد يكون مسموعا...هاي بدها تجنني ...هاي بدها تطير عقلي اليوم عرسنا ولا مش اليوم طيب ليش مش مهتمة يمكن بطلت ..يمكن غيرت رأيها ولا يمكن انا بفكر انو اليوم اليوم ..واليوم هو مبارح وبفكروا اليوم ويمكن الدنيا مش الصبح وانا بفكر الدنيا الصبح.
وعاد الى ياسمين وقال لها:ياسمين بدي اسألك سؤال هلأ الدنيا نهار ولا ليل ..فقالت ياسمين: لا يا حبيبي الدنيا الصبح وانا عم بحضرلك الفطور..!
فقال: طيب شكرا...
وعاد فارس ليغير ملابسه وهو ما زال يحدث نفسه ومن ثم توجه لتناول الافطار ليس لانه يريد ان يتناول الافطار بل لان ياسمين تريده ان يتناول الأفطار وبعد ان انتهت قال لها: احكيلي اليوم عرسنا ولا مش اليوم.
فقالت: شو هالحكي يا فارس في واحد في الدنيا بينسى يوم عرسه اكيد اليوم يا حبيبي ..
فقال: طيب ليش انت مش باين عليك انك مهتمة وليش ما فيقتيني بكير مثل كل يوم..
فقالت بدلع:معقول يا حبيبي ازعجك وعلشان شو ..علشان عرسنا ..ولو انا عندي ذوق ..
فقال: طيب ما ظل وقت وفي مية شغلة لازم نسويها...
فقالت:طيب انا جاهزة يالله نطلع ..
فسالها :على وين..
فقالت:نطلع نتجوز يا حبي ولا انت انسيت..!!
فقال:طيب امبارح احنا اتجوزنا..وكتبنا الكتاب
فقالت :صحيح امبارح كان على طريقتك وهلأ لازم نطلع نتجوز على طريقتي ..امبارح كان مأذون واليوم لازم نروح عند الخوري..
خرجت ياسمين وفارس وتوجها الى احدى الكنائس ولم يكن فارس يتوقع ان تسير الامور بهذه البساطة وهو يعلم انها غاية بالتعقيد ومليئة بالشكليات ولكن ياسمين تدبرت الامور بطريقة لا تصدق او انها اعدتها مسبقا بطرق غامضة وغريبة..
وتم الزواج ..وقاربت الساعة الرابعة بعد الظهر فقالت ياسمين: فارس حبيبي انت عريس اليوم ولا تزعج نفسك بأي اشي انت روح على الصالون ..
وهيّ ملابسك بالسيارة ورا وما في داعي ترجع على البيت وانا حرتب كل شيء المواصلات والسيارات وكيف سيصل المدعوون الى القاعة وكيف اهلك كمان ييجوا بدون غلبة وحروح كمان اتفقد امور القاعة واستقبل المدعويين مع اني رتبت كل شيء بس لازم اتأكد مرة ثانية..فقال فارس محتجا: ان هذا الامر لا يجوز فانت العروس ..كيف ستستقبل المدعويين..
ومن العيب ان تقومي بهذه الاجراءات وخاصة انه لم يتبق على الحفل الا ساعات قليلة..فارادت ياسمين ان تحسم الموضوع فتحدثت بطريقة حازمة ..
فارس الموضوع منتهي وما في مجال للنقاش انت بتروح ترتاح وبتغير اواعيك في أي مكان ولا تروح هون او هون والساعة سبعة بالضبط بتلاقيني على الباب الخلفي للقاعة اللي اتفقنا ندخل منه مع بعض ولا تخلي حد يشوفك وانت جاي علشان ندخل مع بعض انا حستناك الساعة سبعة بالضبط ولا تفكر تروح على البيت او تمر حتى من حارتكم..
وطلبت منه ياسمين ان يوقف السيارة وان يأخذ شنطة ملابسه التي اعدتها بنفسها ويستقل أي تكسي لتأخذ هي السيارة للتأكد من ان كافة الاستعدادات تسير كما رتبت لها..
اوقف فارس المغلوب على امره تاكسي واستقله وذهب ليفعل ما طلبته منه ياسمين ..
اما ياسمين فقادت السيارة وتوجهت مباشرة الى القاعة لتجد مدير القاعة في انتظارها على احر من الجمر وما ان رأها حتى هرع لاستقبالها ومجاملتها وكان على استعداد لان يبذل المستحيل لينال رضاها وبعد جولة تفقدية قام بها معها في انحاء القاعة لتتأكد ان كل شيء على ما يرام ...
داناااااااااا
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)