صفحة 29 من 69 الأولىالأولى ... 19272829303139 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 113 إلى 116 من 273

الموضوع: السيرة النبوية


  1. #113
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    مسير الجيشين ونزول المطر

    مضت قريش حتى نزلت بالعدوة القصوى من الوادي.
    ونزل المسلمون على كثيب أعفر تسوخ فيه الأقدام وحوافر الدواب، وسبقهم المشركون إلى ماء بدر فأحرزوه وحفروا القلُب لأنفسهم ليجعلوا فيها الماء من الآبار المعينة فيشربوا منها ويسقوا دوابهم.
    وأدرك المسلمون النعاس وأصبحوا لا يصلون إلى الماء للشرب والغسل والوضوء، فأرسل الله عليهم مطرا سال منه الوادي فشرب المسلمون واتخذوا الحياض على عدوة الوادي واغتسلوا وتوضأوا وسقوا الركاب وملأوا الأسقية وأطفأت المطر الغبار ولبد الأرض حتى ثبتت عليهم الأقدام والحوافر وضر ذلك بالمشركين لكون أرضهم كانت سهلة لينة وأصابهم ما لا يقدرون معه على الارتحال وقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى ذلك بقوله: {إِذْ يُغَشّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مّنْهُ وَيُنَزّلُ عَلَيْكُم مّن السَّمَآء مَآء لّيُطَهّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَنِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبّتَ بِهِ الاْقْدَامَ} (الأنفال: 11).
    وبات رسول الله ص يدعو ربه، يصلي تحت شجرة ويكثر في سجوده: «يا حي يا قيّوم» يكرر ذلك حتى أصبح.
    قال علي رضي الله عنه فلما أن طلع الفجر نادى رسول الله ص للصلاة - عباد الله - فجاء الناس من تحت الشجرة والحجف فصلى بنا رسول الله ص ثم خطب وحضَّ على القتال.
    بناء حوض على القليب

    قال ابن إسحاق: خرج رسول الله ص يبادرهم إلى الماء حتى جاء أدنى ماء من بدر فنزل به فقال الحباب بن المنذر بن الجموح رضي الله عنه: يا رسول الله هذا منزل أنزلكه الله تعالى لا تتقدمه ولا تتأخر عنه أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال: «بل الرأي والحرب والمكيدة»، قال: فإن هذا ليس بمنزل فانهض بالناس حتى تأتي أدنى ماء من القوم فإني أعرف غزارة مائه فننزل به ثم نغور ما وراءه من القلب ثم نبني عليه حوضا فنملؤه ماء فنشرب ولا يشربون، فقال ص «أشرت بالرأي»، فنهضص ومن معه من الناس حتى أتى أدنى ماء من القوم فنزل عليه ثم أمر بالقلُب فغورت وبنى حوضا على القليب الذي نزل عليه فملىء ماء ثم قذفوا فيه الآنية وقد كان الحباب خبيرا بالآبار في تلك الجهة، وقد قبل رسول الله ص مشورته وهي فكرة سديدة لها أهمية حربية فإن الجيش يكون على اتصال دائم بالماء الذي لا غنى عنه، ومن يومئذ قيل للحباب: «ذو الرأي».
    بناء العريش

    وبعد ذلك قال سعد بن معاذ رضي الله عنه: يا رسول الله ألا نبني لك عريشا تكون فيه ونعد عندك ركائبك ثم نلقي عدونا فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا كان ذلك ما أحببنا وإن كانت الأخرى، جلست على ركائبك فلحقت بمن وراءنا فقد تخلف عنك أقوام يا نبي الله ما نحن بأشد لك حبا منهم ولو ظنوا أنك تلقى حربا لما تخلفوا عنك إنما ظنوا أنها العير يمنعك الله بهم يناصحونك ويجاهدون معك فأثنى عليه ص خيرا ودعا له الخير وقال: «يقضي الله خيرا من ذلك يا سعد»، ثم بُنِيَ له العريش فوق تلّ مشرف على المعركة فدخله النبي ص وأبو بكر الصديق وقام سعد بن معاذ متوشحا بالسيف.
    وعن عليّ رضي الله عنه أنه قال: أخبروني من أشجع الناس؟ قالوا: أنت، قال: أشجع الناس أبو بكر رضي الله عنه لما كان يوم بدر جعلنا لرسول الله ص عريشا فقلنا: من يكون مع رسول الله ص لئلا يهوي إليه أحد من المشركين؟ فكان أبو بكر رضي الله عنه مع رسول الله ص فوالله ما دنا منه أحد إلا وأبو بكر رضي الله عنه شاهر بالسيف على رأس رسول الله ص لا يهوي أحد إليه إلا أهوى إليه أبو بكر رضي الله عنه، وجاء أنه لما التحم القتال وقف أيضا على باب العريش سعد بن معاذ رضي الله عنه وجماعة من الأنصار، والعريش شيء يشبه الخيمة يستظل به وكان من جريد، قال السيد السمهودي: ومكان - العريش - عند مسجد بدر وهو معروف عند النخيل والعين قريبة منه.
    عتبة بن ربيعة ينصح قريشا بالرجوع

    تقدم قبل ذلك أن أبا سفيان كان من رأيه الرجوع لنجاة عير قريش وأموالها وأن أبا جهل كان مصمما على الحرب، فلما اطمأنت قريش بالجهة التي نزلوا فيها أرسلوا عمير بن وهب الجمحي يستطلع، فجال بفرسه حول عسكر النبي ص فوجد أنهم يبلغون ثلاثمائة رجل يزيدون أو ينقصون وقال لهم: لقد رأيت يا معشر قريش البلايا تحمل المنايا، رجال يثرب تحمل الموت الناقع، ألا ترونهم خرسا لا يتكلمون يتلمظون تلمظ الأفاعي لا يريدون أن يقبلوا إلى أهليهم، زرق العيون كأنهم الحصى تحت الجحف قوم ليس لهم منعة إلا سيوفهم، والله ما نرى أن نقتل منهم رجلا حي يقتل رجل منكم فإذا أصابوا منكم عدادهم فما خير العيش بعد ذلك فروا رأيكم، فلما سمع حكيم بن حزام ذلك مشى في الناس فأتى عتبة بن ربيعة، فقال: يا أبا الوليد إنك كبير قريش والمطاع فيها هل لك أن تذكر بخير إلى آخر الدهر؟ فقال: وما ذاك يا حكيم؟ قال: ترجع بالناس، فقام عتبة خطيبا، فقال: يا معشر قريش والله ما تصنعون شيئا أن تلقوا محمدا وأصحابه والله لئن أصبتموه لا يزال الرجل ينظر في وجه رجل يكره النظر إليه قد قتل ابن عمه أو ابن خاله أو رجلا من عشيرته، فارجعوا وخلوا بين محمد وسائر العرب فإن أصابه غيركم فذاك إذا أردتم وإن كان غير ذلك ألفاكم ولم تعدموا منه ما تريدون، يا قوم اعصبوها اليوم برأسي - أي اجعلوها عارا متعلقا بي - وقولوا جبن عتبة وأنتم تعلمون أني لست بأجبنكم.
    فلما بلغ أبا جهل هذا الكلام عن عتبة رماه بالجبن، وقال: - والله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمد - فأفسدَ أبو جهل على الناس رأي عتبة وتشبث بضرورة قتال المسلمين.
    [تعديل صفوف المسلمين ودعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم

    لما أصبح المسلمون، عدل النبي ص صفوف أصحابه وأقبلت قريش ورآها ص فقال:
    «اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادّك وتكذّب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني».
    اقتحام الحوض

    خرج الأسود المخزومي وكان شرسا سيّىء الخلق، فقال: أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهدمنّه أو لأموتنّ دونه، فلما أقبل قصده حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه عنه فضربه دون الحوض فوقع على ظهره تشخب - تسيل - رجله دما ثم اقتحم الحوض زاعما أن تبرّ يمينه فقتله حمزة في الحوض، والأسود هذا هو الأسود بن عبد الأسد المخزومي أخو عبد الله بن عبد الأسد المخزومي رضي الله عنه زوج أم سلمة رضي الله عنها، وهو أول قتيل قُتل يوم بدر من المشركين وهو أول من يأخذ كتابه بشماله يوم القيامة، وأما أخوه عبد الله بن عبد الأسد فهو أول من يأخذ كتابه بيمينه كما جاء ذلك في أحاديث متعددة.
    المبارزة

    التمس عتبة بن ربيعة بيضة، أي خوذة يدخلها في رأسه، فما وجد في الجيش بيضة تسع رأسه لعظمها فتعمم ببرد له وخرج بعد أن تعمم بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة حتى انفصل من الصف ودعا إلى المبارزة فخرج إليه فتية من الأنصار وهم عوف ومعاذ ابنا الحارث الأنصاريان وعبد الله بن رواحة الأنصاري، فقالوا لهم: من أنتم؟ قالوا: رهط من الأنصار، قالوا: ما لنا بكم من حاجة إنما نريد قومنا ونادى مناديهم: يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا، فناداهم: أن ارجعوا إلى مصافكم وليقم إليهم بنو عمهم، ثم قال ص «قم يا عبيدة بن الحارث، قم يا حمزة، قم يا عليّ». فبارز عبيدة - وكان أسن المسلمين - عتبة وكان أسن الثلاثة، وبارز حمزة شيبة، وبارز عليّ الوليد بن عتبة، فقتل حمزة شيبة وعليّ الوليد واختلف عبيدة وعتبة ضربتين كلاهما أثبت صاحبه، وكر حمزة وعليّ بأسيافهما على عتبة فذففا عليه واحتملا عبيدة فحاذياه إلى أصحابه، وكانت الضربة التي أصابت عبيدة في ركبته فمات منها لمّا رجعوا بالصفراء، قيل: وهذه المبارزة أول مبارزة وقعت في الإسلام.
    تعديل صفوف المسلمين والحث على الجهاد
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني

رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #114
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    قال ابن إسحاق: لما قتل المبارزون خرج ص من العريش لتعديل الصفوف فعدلهم بقدح في يده فمر ص بسواد بن غزية حليف النجار وهو خارج من الصف فطعنه رسول الله ص في بطنه بالقدح وقال: «استو يا سواد»، فقال: يا رسول الله أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني من نفسك، فكشف رسول الله ص عن بطنه وقال: «استقد» فاعتنق سواد النبي ص وقبل بطنه، فقال: «ما حملك على هذا يا سواد»؟ فقال: يا رسول الله حضر ما ترى، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك، فدعا له رسول الله ص بخير ثم لما عدل الصفوف قال لهم: «إن دنا القوم منكم فانضحوهم واستبقوا نبلكم ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم» وخطبهم خطبة حثهم فيها على الجهاد والمصابرة ثم عاد إلى العريش فدخله ومعه أبو بكر ليس معه غيره وسعد بن معاذ قائم على باب العريش موشح بسيفه مع نفر من الأنصار يحرسون رسول الله ويخافون عليه كرة العدو.
    ألوية المسلمين والمشركين

    كان لواء رسول الله الأعظم - لواء المهاجرين - مع مصعب بن عمير ولواء الخزرج مع الحباب بن المنذر ولواء الأوس مع سعد بن معاذ، وجعل رسول الله ص شعار المهاجرين: «يا بني عبد الرحمن»، وشعار الخزرج: «يا بني عبد الله»، وشعار الأوس: «يا بني عبيد الله»، ويقال: بل كان شعار المسلمين جميعا يومئذ: «يا منصور أمت».
    وكان مع المشركين ثلاثة ألوية: لواء مع أبي عزيز بن عمير، ولواء مع النضر بن الحارث، ولواء مع طلحة بن أبي طلحة وكلهم من بني عبد الله.
    تزاحم الناس والتحام القتال

    بعد أن عاد رسول الله ص تزاحف الناس ودنا بعضهم من بعض وأقبل نفر من قريش حتى وردوا حوضه ص فقال: «دعوهم» فما شرب منه رجل يومئذ إلا قتل إلا حكيم بن حزام فإنه أسلم وأمر رسول الله ص أن لا يحملوا على المشركين حتى يأمرهم وكان ص قد أخذته سنة من النوم فاستيقظ وقد أراه الله إياهم في منامه قليلا فأخبر أصحابه فكان تثبيتا لهم، ثم خرج رسول الله ص يحرض المؤمنين وأخذ حفنة من الحصباء فاستقبل بها قريشا وقال: «شاهت الوجوه» - أي قبحت الوجوه - ونفحهم بها ثم أمر أصحابه فقال: «شدوا» فكانت الهزيمة.
    عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ص قال وهو في العريش يوم بدر: «اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم فلا تُعبد»، وفي رواية: «إن تهلك هذه العصابة من أهل الإيمان اليوم فلا تُعبد في الأرض».
    وروى النسائي والحاكم عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قاتلت يوم بدر شيئا من قتال، ثم جئت لاستكشاف حال النبي ص فإذا رسول الله ص يقول في سجوده: «يا حي يا قيُّوم» لا يزيد على ذلك فرجعت فقاتلت ثم جئته فوجدته كذلك، فعل ذلك أربع مرات وقال في الرابعة ففتح عليه، وهذا يدل على عظم هذا الاسم.
    لما رمى رسول الله المشركين بالحصا، لم يبق من المشركين رجل إلا امتلأت عينه وأنفه وفمه لا يدري أين يتوجه يعالج التراب لينزعه من عينيه فانهزموا وردفهم المسلمون يقتلون ويأسرون، وإلى هذا أشار الله تعالى بقوله: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} (الأنفال: 17)، وهذه إحدى معجزات رسول الله ص
    خرج رسول الله ص وهو يقول: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} (القمر: 45)، وقال: «والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر إلا أدخله الله الجنة»، فقال عمير بن الحمام الأنصاري - وبيده تمرات يأكلهن -: «بخ بخ ما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء»، ثم ألقى التمرات من يده وقاتل حتى قُتل، ورُمي مِهْجَع مولى عمر بن الخطاب بسهم فقتل فكان أول قتيل، ثم رُمِي حارثة بن سراقة الأنصاري فقُتل، وقاتل عوف بن عفراء حتى قتل، واقتتل الناس اقتتالا شديدا فانهزم المشركون فقتل من قُتل منهم وأسر من أسر، كان بدء القتال في الصباح، وكانت الهزيمة في الظهر، وبلغ عدد القتلى من المشركين سبعين والأسرى أربعة وسبعين وعدد القتلى من المسلمين أربعة عشر: ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار.
    وفي يوم بدر دعا أبو بكر الصدّيق ابنه عبد الرحمن إلى المبارزة وكان أسن أولاده فقال له النبي ص «متعنا بنفسك أما علمت أنك مني بمنزلة سمعي وبصري»، ثم أسلم عبد الرحمن في هدنة الحديبية وكان اسمه قبل الإسلام عبد الكعبة وقيل: عبد العزى فسماه رسول الله عبدالرحمن وكان من أشجع قريش وأرماهم.
    وقتل أبو عبيدة بن الجراح أباه وكان مشركا.
    قتل بلالٌ أمية بن خلف الجمحي صديق عبد الرحمن بن عوف في الجاهلية لأنه كان يعذبه بمكة على أن يترك الإسلام، وكان ابن عفراء ضرب أبا جهل حتى أثبته وقطع ابن الجموح رجله، فلما أمر رسول الله ص الناس بأن يلتمسوا أبا جهل في القتلى خرج معهم عبد الله بن مسعود فوجده وهو بآخر رمق، فوضع رجله على عنقه وحز رأسه وحمل رأسه إلى رسول الله ص ثم إن النبي ص بعد إلقاء الرأس بين يديه خرج يمشي مع ابن مسعود حتى أوقفه على أبي جهل، فقال: الحمد لله الذي أخزاك يا عدو رسول الله، هذا كان فرعون هذه الأمة ورأس قاعدة الكفر، قال ابن مسعود: ونفلني سيفه وكان قصيرا عريضا فيه قبائع فضة وحلق فضة.
    إمداد المسلمين بالملائكة يوم بدر

    وردت الآيات والأحاديث على أن الله تعالى أمد المسلمين بالملائكة يوم بدر فقاتلوا معهم، فلما انقضى أمر بدر أنزل الله عز وجل فيه من القرآن سورة الأنفال فممّا أنزل خاصا بالملائكة قوله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مّنَ الْمَلَئِكَةِ مُرْدِفِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (الأنفال: 9، 10).
    وقوله تعالى: {إِذْ يُوحِى رَبُّكَ إِلَى الْمَلَئِكَةِ أَنّي مَعَكُمْ فَثَبّتُواْ الَّذِينَ ءامَنُواْ سَأُلْقِى فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الاعْنَقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} (الأنفال: 12).
    وقال تعالى في سورة آل عمران: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاَثَةِ ءالاَفٍ مّنَ الْمَلَئِكَةِ مُنزَلِينَ بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُمْ مّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءالآفٍ مّنَ الْمَلَئِكَةِ مُسَوّمِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} (آل عمران: 123 - 126).
    وجاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي ص يوم بدر: «هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب».
    إن إمداد المسلمين بالملائكة من معجزات رسول الله التي نص عليها القرآن الكريم ولا سبيل إلى إنكارها.
    رُوِي عن سهل بن حنيف عن أبيه رضي الله عنه قال: لقد رأيتنا يوم بدر وإن أحدنا ليشير بسيفه إلى المشرك فيقع رأسه عن جسده قبل أن يصل إليه السيف.
    سيما الملائكة يوم بدر

    كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيضا قد أرسلوها خلف ظهورهم إلا جبريل عليه السلام فإنه كان عليه عمامة صفراء، وقيل: حمراء، وقيل: بعض الملائكة كانوا بعمائم صفر، وبعضهم بعمائم بيض، وبعضهم بعمائم سود، وبعضهم بعمائم حمر.
    وعن ابن مسعود رضي الله عنه: كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم قد أرخوها بين أكتافهم خضرا وصفرا وحمرا.
    وكان الزبير بن العوام رضي الله عنه يوم بدر متعمما بعمامة صفراء، وكانت خيل الملائكة بلقا مسومة.
    وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن الغمام الذي ظلل بني إسرائيل في التيه هو الذي جاءت فيه الملائكة يوم بدر.
    إلقاء القتلى في القليب

    أمر رسول الله ص بالقتلى من المشركين أن ينقلوا من مصارعهم وأن يطرحوا في القليب فطرحوا فيه إلا ما كان من أمية بن خلف فإنه انتفخ في درعه فملأه فذهبوا ليحركوه فتقطعت أوصاله فألقوا عليه ما غيبه من التراب والحجارة، والسبب في إلقاء قتلى المشركين في القليب كثرة جيفهم، فكان جرهم إلى القليب أيسر من دفنهم.
    ثم جاء رسول الله ص حتى وقف على شفير القليب بعد ثلاثة أيام من إلقائهم فيه وكان ذلك ليلا ومعه أصحابه وقال: «يا أهل القليب بئس عشيرة النبي كنتم، أمنتكم فكذبتموني وصدقني الناس، ثم قال: يا عتبة، يا شيبة، يا أمية بن خلف، يا أبا جهل بن هشام - وعدد من كان في القليب - هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فإني وجدت ما وعدني ربي حقا؟» فقال عمر رضي الله عنه: يا رسول الله كيف تُكلم أجسادا لا أرواح فيها؟ فقال: «ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوني».
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #115
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    الأسرى وفداؤهم




    كان فداء الأسرى أربعة آلاف إلى ما دون ذلك، فكان يفادي بهم على قدر أموالهم. وكان أهل مكة يكتبون وأهل المدينة لا يكتبون فمن لم يكن له فداء دفع إليه عشرة غلمان من غلمان المدينة فعلمهم فإذا حذقوا فهو فداؤه، فكان زيد بن ثابت ممن علم.
    وكان من بين الأسرى العباس عم النبي ص وصنو أبيه يكنى أبا الفضل بابنه الفضل، وكان أسن من رسول الله بسنتين، وقيل: بثلاث سنين، وكان في الجاهلية رئيسا في قريش وإليه كانت عمارة المسجد الحرام والسقاية في الجاهلية، خرج مع المشركين يوم بدر فأُسِر وشُدّ وثاقه فسهر النبي ص تلك الليلة ولم ينم، فقال له بعض أصحابه: ما يسهرك يا نبي الله؟ فقال: «أسهر لأنين العباس» فقام رجل من القوم فأرخى وثاقه فقال له رسول الله ص «ما لي لا أسمع أنين العباس»، فقال الرجل: أنا أرخيت من وثاقه، فقال رسول الله ص «فافعل ذلك بالأسرى كلهم»، قال له رسول الله ص «افد نفسك يا عباس وابني أخويك عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب وحليفك عتبة بن عمرو بمائة أوقية وكل واحد بأربعين أوقية»، فقال للنبي ص تركتني فقير قريش ما بقيت، فقال له رسول الله ص «فأين المال الذي دفعته لأم الفضل وقلت لها إن أصبت فهذا لبنيّ الفضل وعبد الله وقثم؟»، فقال: والله إني أشهد أنك رسول الله، إن هذا شيء ما علمه إلا أنا وأم الفضل، أشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله.
    وفي رواية قال للنبي ص «لقد تركتني فقير قريش ما بقيت»، فقال له: «كيف تكون فقير قريش وقد استودعت بنادق الذهب أم الفضل - زوجته - وقلت لها: إن قتلت فقد تركتك غنية ما بقيت»، فقال: أشهد أن الذي تقوله قد كان وما اطلع عليه إلا الله، ونطق بالشهادتين، بحضرة رسول الله ص
    وقد قيل: إن العباس كان قد أسلم، وكان يكتم إسلامه لديون له كانت متفرقة في قريش، وكان يخشى إن أظهر إسلامه ضاعت عندهم، وقد جاء في بعض الروايات: أن العباس رضي الله عنه قال: علامَ يؤخذ منا الفداء وكنا مسلمين؟ وفي رواية: وكنت مسلما ولكن القوم استكرهوني، فقال النبي ص «الله أعلم بما تقول إن يك حقا فإن الله يجزيك»، ولكن ظاهر أمرك أنك كنت علينا، وقد أنزل الله تعالى في العباس رضي الله عنه: {يَأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لّمَن فِى أَيْدِيكُم مّنَ الاْسْرَى إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرا يُؤْتِكُمْ خَيْرا مّمَّآ أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (الأنفال: 70)، وعند نزول هذه الآية قال العباس للنبي ص وددت أنك كنت أخذت مني أضعاف ما أخذت، وقد صدق الله وعده له فأعطاه الله مالا عظيما حتى كان عنده مائة عبد في يد كل عبد مال يتجر فيه، وبلغ ما دفعته قريش فداء للأسرى أكثر من 20.000 درهم.
    وكان من الأسرى: النضر بن الحارث العبدري وكان من أشد الناس عداوة للنبي ص وكان يقول في القرآن إنه أساطير الأولين، ويقول: لو نشاء لقلنا مثل هذا وغير ذلك من الأقاويل. فأمر النبي ص عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فضرب عنقه، فلما بلغ الخبر أخته قتيلة، وقيل: إنما هي بنته، رثته بأبيات ثم أسلمت، في «أسد الغابة» أنها قتيلة بنت النضر، قال الواقدي: هي التي قالت الأبيات التالية في رسول الله ص لما قتل أباها النضر بن الحارث يوم بدر وهي:
    يا راكبا إن الأثيل مظنة ** من صبح خامسة وأنت موفق
    أبلغ بها ميتا بأن تحية ** ما إن تزالُ بها النجائب تخفقُ
    مني إليك وعبرة مسفوحة ** جادت بواكفها وأخرى تخنق
    ظلت سيوف بني أبيه تنوشه ** لله أرحام هناك تشقق
    قسرا يقاد إلى المنية معتبا ** رسف المقيَّد وهو عان موثَق
    أمحمد أو لست صفوَ نجيبة ** من قومها والفحلُ فحلٌ معرِق
    ما كان ضرك لو مننت وربما ** منّ الفتى وهو المغيظ المحنق
    فالنضر أقرب من أسرت قرابة ** وأحقهم إن كان عتق يعتق
    وحين سمع ذلك ص بكى وقال: «لو بلغنى هذا الشعر قبل قتله لمننت عليه».
    وكان من الأسرى أيضا عقبة بن أبي معيط بن ذكوان المكنى بأَبي عمرو بن أمية بن عبد شمس وكان من أشد الناس عداوة للنبي ص ومن المستهزئين به، جاء عن ابن عباس أن عقبة لما قدم للقتل نادى: يا معشر قريش ما لي أُقتل بينكم صبرا؟ فقال له النبي ص «بكفرك واجترائك على الله ورسوله»، وعقبة هذا هو الذي وضع سلا الجزور على ظهر النبي ص وهو ساجد بمكة.
    فالنضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط هما الأسيران اللذان أمر ص بقتلهما، أما سائر الأسرى فقد استشار رسول الله ص في أمرهم، فاستشار أبا بكر وعمر وعليّا رضي الله عنهم فيما هو الأصلح من الأمرين القتل أو أخذ
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #116
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    الفداء. [عدل] رأي أبي بكر رضي الله عنه في الأسرى

    قال أبو بكر: «يا رسول الله، أهلك وقومك»، وفي رواية: «هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان قد أعطاك الله الظفر بهم ونصرك عليهم أرى أن تستبقيهم وتأخذ الفداء منهم فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على الكفار وعسى الله أن يهديهم بك فيكونوا لنا عضدا» وقد وافق الصحابة أبا بكر على أخذ الفداء.
    [عدل] رأي عمر بن الخطاب رضي الله عنه قتل الأسرى

    قال: يا رسول الله قد كذبوك وأخرجوك وقاتلوك، ما أرى ما رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تمكنني من - فلان - قريب لعمر فأضرب عنقه، وتمكن عليّا من عقيل أخيه فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من أخيه العباس فيضرب عنقه حتى يُعلم أنه ليس في قلوبنا مودة للمشركين، ما أرى أن تكون لك أسرى فاضرب أعناقهم، هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم، فأعرض عنه رسول الله ص وقال سعد بن معاذ: - الإثخان في القتل أحب إليّ من إبقاء الرجال -.
    أما عليّ رضي الله عنه فلم يذكر عنه جواب مع أنه أحد الثلاثة المستشارين، قال العلامة الزرقاني لأنه لما رأى تغيّر المصطفى ص حين اختلف الشيخان، لم يجب أو لم تظهر له مصلحة حتى يذكرها.
    وكان رأي عبد الله بن رواحة إحراقهم في واد كثير الحطب.
    لكن رسول الله أخذ برأي أبي بكر رضي الله عنه، وقال: «لا يفلتن أحد منهم إلا بفداء أو ضرب عنق»، وأنزل الله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِىٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الاْخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ لَّوْلاَ كِتَبٌ مّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَآ أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَلا طَيّبا وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (الأنفال: 67 - 69)، فبكى النبي ص وأبو بكر رضي الله عنه، وقال رسول الله ص «إن كاد ليمسنا في خلاف ابن الخطاب عذاب عظيم، ولو نزل العذاب ما أفلت منه إلا ابن الخطاب»، ولم يقل وابن رواحة لأنه أشار بإضرام النار وليس بشرع.
    وهذه الآية موافقة لرأي عمر رضي الله عنه، وهي من المواضع التي جاء القرآن فيها موافقا لقول عمر رضي الله عنه، وهي كثيرة نحو بضعة وثلاثين أفردت بالتأليف.
    ولما استقر الأمر على الفداء فرق رسول الله ص الأسرى في أصحابه، وكان أول أسيرا فُديَ أبو وداعة الحارث فداه ابنه المطلب - وكان كيسا تاجرا - بأربعة آلاف درهم ثم أسلم وقد عده بعضهم من الصحابة، وعند ذلك بعثت قريش في فداء الأسارى، وكان الفداء فيهم على قدر أموالهم وكان من أربعة آلاف درهم إلى ثلاثة إلى ألفين إلى ألف، ومن لم يكن معه فداء وهو يحسن الكتابة دفع إليه عشرة غلمان من غلمان المدينة يعلمهم الكتابة فإذا تعلموا كان ذلك فداءه كما تقدم.
    وكان من الأسرى أبو العاص بن الربيع فإنه أسلم بعد ذلك وهو زوج زينب بنت النبي ص ورضي عنها وهو ابن خالتها هالة بنت خويلد أخت خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها، ولم يكن في ذلك الوقت تزوُّج الكافر بالمسلمة محرما، وإنما حرّم ذلك بعد لأن الأحكام إنما شرعت بالتدريج.
    وقدمت زينب المدينة بعد شهر من بدر، وقد جاء بها زيد بن حارثة بأمر رسول الله ص ثم أسلم زوجها وهاجر وردها إليه ص بغير عقد بل بالنكاح الأول، وقيل: عقد عليها عقدا آخر وولدت له - أمامة - التي كان يحملها ص على ظهره وهو يصلي، ثم لما كبرت تزوجها عليّ رضي الله عنه بعد خالتها فاطمة رضي الله عنها بوصية من فاطمة لعلي بذلك.
    وكان في الأسارى وهب بن عُمَيْر رضي الله عنه فإنه أسلم بعد ذلك وأسره رفاعة بن رافع، وكان عُمَيْر شيطانا من شياطين قريش وكان ممن يؤذي رسول الله وأصحابه بمكة فجلس يوما مع صفوان بن أمية وكان جلوسه معه في الحجر فتذاكرا أصحاب القليب ومصابهم، فقال صفوان: ما في العيش خير بعدهم، فقال عُمَيْر: والله صدقت، أما والله لولا دَيْنٌ عليّ ليس له عندي قضاء وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي، كنت آتي محمدا حتى أقتله فإن لي فيهم علة، ابني أسير في أيديهم. فاغتنمها صفوان وقال: عليّ دينك أنا أقضيه عنك، وعيالك مع عيالي أُواسيهم ما بقوا، قال عُمَيْر: فاكتم عني شأني وشأنك، قال: أفعل، ثم إن عميرا أخذ سيفه وشحذه وسمّه ثم انطلق حتى قدم المدينة فبينا عمر بن الخطاب في نفر من والمسلمين يتحدثون عن يوم بدر، إذ نظر إلى عمير حين أناخ راحلته على باب المسجد متوشحا السيف، فقال: هذا الكلب عدو الله عمير، ما جاء إلا بشرّ. فدخل عمر على رسول الله، فقال: يا نبي الله هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء متوشحا سيفه، قال رسول الله: «فأدخله عليّ»، فأقبل عمر رضي الله عنه حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فأمسكه بها وقال لرجال ممن كانوا معه من الأنصار: ادخلوا على رسول الله فاجلسوا عنده، فإن هذا الخبيث غير مأمون.
    ثم دخل به على رسول الله، فلما رآه وعمر آخذ بحمالة سيفه في عنقه، قال: «أرسله يا عمر، أدن يا عُمَيْر»، فدنا، ثم قال عمير: أنعموا صباحا، وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم، فقال رسول الله: قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك، يا عمير بالسلام تحية أهل الجنة، ما جاء بك يا عمير؟ قال: جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم - يعني ولده وهبا - فأحسنوا فيه، قال: فما بال السيف؟ قال: قبحها الله من سيوف، وهل أغنت عنا شيئا؟ قال رسول الله: «اصدقني ما الذي جئت له»؟ قال: ما جئت إلا لذلك، قال ص «بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت لولا دين عليّ وعيالي لخرجت حتى أقتل محمدا، فتحمل لك صفوان بدينك وعيالك على أن تقتلني له، والله حائل بينك وبين ذلك»، قال عمير: أشهد أنك رسول الله، قد كنا يا رسول الله نكذبك بما تأتي به من خبر السماء ما ينزل عليك من الوحي، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان، فوالله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله تعالى، فالحمد لله الذي هدانا للإسلام وساقني هذا المساق.
    ثم شهد شهادة الحق.
    ثم قال رسول الله: «فَقِّهوا أخاكم في دينه وأقرئوه القرآن وأطلقوا أسيره» ففعلوا ذلك.
    ومرّ رسول الله ص على نفر من الأسرى بغير فداء منهم أبو عزة عمرو الجمحي الشاعر، وقد كان يؤذي النبي ص والمسلمين بشعره، فقال: يا رسول الله إني فقير وذو عيال وحاجة قد عرفتها فامنن عليّ. فمن عليه رسول الله ص وأطلقه وأخذ عليه عهدا أن لا يظاهر عليه أحدا، ولما وصل إلى مكة قال: سحرت محمدا ورجع لما كان عليه من الإيذاء بشعره، ولما كان يومُ أُحد خرج مع المشركين يحرّض على قتال المسلمين بشعره فأسر فأمر النبي ص بضرب عنقه، فقال: أعتقني وأطلقني فإني تائب، فقال ص «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين». فضربت عنقه وحمل رأسه إلى المدينة وأنزل الله فيه: {وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ} (الأنفال:
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني


  • صفحة 29 من 69 الأولىالأولى ... 19272829303139 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 12 (0 من الأعضاء و 12 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. كيف تقدم السيرة الذاتية
      بواسطة أحمد فرحات في المنتدى ملتقى هل تعلم Did you know
      مشاركات: 9
      آخر مشاركة: 05-27-2010, 06:33 AM
    2. t3lm: يدعى الجزء الأعلى من الشجرة بالتاج
      بواسطة هل تعلم في المنتدى ملتقى هل تعلم Did you know
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 05-13-2010, 04:09 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1