وصايا الملوك وصية يزيد بن هاشم
من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
اذهب إلى: تصفح, البحث
وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن ذا الكلاع واسمه يزيد بن هاشم أقبل على بني عمه وإخوته وولده فقال لهم: معشر الجماعة من ولدي وإخوتي وبني عمي، لو كان الملك يدوم لأحد لدام لأسلافكم الذين ملكوا البلاد، فأحسنوا السيرة في أهلها وأخذوا للضعيف من القوي وأمنوا السبل وأذلوا الجبابرة، وأبادوا المفسدين، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، وعمروا الأرض شرقها وغربها، وعندكم مما أنا باثٌّ لكم شارح عليكم من أخبارهم ومآثرهم ومفاخرهم مما تجتزئون به عما بعده. ثم أنشأ يقول: " من المتقارب "
شهدتُ الملوكَ وعاشرتهمْ
وكنتُ وزيراً لَهُم وابن عمْ فحازُوا البلادَ ومن حلَّها
منَ النَّاسِ من عربٍ أو عجمْ وقد أخذُوا الخَرجَ في شرقها
وفي غربها من جميعِ الأممْ ودانتْ لهُم سُوقةُ العالمِين
وأهلُ العُلا والملوكُ القِدمْ بنيَّ وإخوتي الأقربين
ومن بينكُمْ لِيَ من ذي رحمْ عليكم من المجدِ
ما اسطعتُمُ والكرمْ فإنَّ النَّوالَ يُعزُّ الرِّجالَ
وينزِلُهُم في الذُّرى والقِمَمْ بهِ فُضِّلَ الأجودونَ الكرامْ
على كلِّ من حملتهُ القدمْ بهِ كملَ المالكُ المالكينَ
من أبناءِ قحطانَ قدماً وتمْ وصاتي ها، فبها فاعملُوا
وصونُوا بها المُلُكَ بعدَ النعمْ وإنَّ يزيداً لكمْ ذا الكلاعِ
لفي النُّصحِ والوُّدِ لا يُتَّهمْ ومهما قضى ربُّكُم كائنٌ
من الأمرِ فيهِ وجفَّ القَلمْ وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن سيف بن ذي يزن بن أسلم بن زيد بن الغوث الأصغر بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن شدد بن زرعه وهو حمير الأصغر بن كعب بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس لما وفد إليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمية بن عبد شمس القرشي وخويلد بن أسد بن عبد العزى في النفر الذين وفدوا بهم من قريش، فاستأذن عبد المطلب له ولمن معه بالوصول إلى سيف بن ذي يزن واسمه النعمان بن معد يكرب بن أسلم بن زيد بن الغوث الأصغر. قال: فأذن لهم بالدخول، فدخلوا عليه، فاستأذن عبد المطلب بن هاشم في الكلام، فقال له وزير سيف بن ذي يزن: إن كنت ممن يتكلم بين أيدي الملوك فقد أذنَّا لك. قال: فقام عبد المطلب بين يديه وحوله الملوك وأبناء الملوك، وعن يمينه وشماله الأقاول وأبناء الأقاول وسيفه مجرد بين يديه، وهو مضمخ بالعنبر، ووبيص المسك في مفرقه. فقال له عبد المطلب: إن الله قد أحلك أيها الملك محلاً رفيعاً صعباً منيعاً شامخاً باذخاً، وأنبتك منبتاً طابت أرومته وعزت جرثومته وثبت أصله وبسق فرعه في أكرم معدن وأطيب موطن، فأنت - أبيت اللعن - رأس العرب الذي تنقاد، وعمودها الذي عليه العماد، ومعقلها الذي تلجأ إليه العباد، وربيعها الذي تخضب منه البلاد، سلفك خير سلف، وأنت من بعدهم خير خلف، فلن يخمل ذكر من أنت سلفه ولن يهلك من أنت خلفه. أيها الملك نحن أهل حرم الله وسكنة بيته، أشخصنا إليك الذي أبهجنا من كشفك الكرب الذي فدحنا، فنحن وفد التهنئة لا وفد المرزئة.
قال: فلما سمع سيف بن ذي يزن هذا الكلام من عبد المطلب بن هاشم أقبل عليه بوجهه، فقال له: أيهم أنت أيها المتكلم؟ قال: أنا عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. قال: فقال سيف بن ذي يزن: ابن أختنا؟ قال: نعم. قال: فقال سيف بن ذي يزن: ادن إلي يا عبد المطلب بن هاشم. ثم أقبل عليهم جميعاً فقال لهم: مرحباً وأهلاً، وناقة ورحلاً، ومستناخاً سهلاً، وملكاً رِبحلاً يعطي عطاء جزلاً. قد سمع الملك مقالتكم، وعرف قرابتكم وقبل وسيلتكم، فأنتم أهل الليل والنهار، ولكم الكرامة ما أقمتم، والحباء إذا ظعنتم. ثم انهضوا إلى دار الضيافة والوفود. قال: فأقاموا شهراً لا يصلون إليه، ولا يؤذن لهم بالانصراف. قال: وأجريت عليهم الأنزال. فلما كان بعد فراغ ذلك الشهر انتبه لهم سيف بن ذي يزن انتباهة، فأرسل على عبد المطلب بن هاشم فأدناه وأخلى مجلسه. ثم قال له: يا عبد المطلب، إني مفضٍ إليك من سر علمي أثراً لو يكون غيرك لم أبُح له به، ولكني وجدتك معدنه، فأطلعتك عليه، فليكن ذلك عندك مطوياً حتى يأذن الله فيه، فإنه بالغ فيه أمره، فإني وجدت في الكتاب المكتوب والعلم المخزون الذي اخترناه لأنفسنا واحتجبناه دون غيرنا خبراً جسيماً وخطراً عظيماً، فيه شرف الحياة وفضل الممات، للناس عامة، ولرهطك كافة، ولك خاصة. فقال عبد المطلب: أيها الملك مثلك سر وبر، فما هو فداك أهل الوبر والمدر، زمراً بعد زمر؟ قال: فقال سيف بن ذي يزن: إذاً ولد بتهامة غلام به علامة، له الإمامة، ولكم به الزعامة إلى يوم القيامة. قال: فقال عبد المطلب بن هاشم: أبيت اللعن لقد أبت بخبر ما آب به وفد قوم، ولولا هابة الملك وإعظامه وجلالته لسألته من إشارة إياي ما أزداد به شرفاً، فإن رأى الملك أن يخبرني بإفصاح فقد وضح لي بعض الإيضاح. قال: فقال سيف بن ذي يزن: هذا حينه الذي يولد فيه، أو قد ولد، اسمه محمد، بين كتفيه شامة، يموت أبوه وأمه، ويكلفه جده وعمه، قد ولدناه مراراً، والله باعثه جهاراً، وجاعل له منا أنصاراً، تعز لهم أنصاره، وتذل بهم أعداؤه، ويضرب بهم الناس عن عرض، وتستفتح بهم كرائم الأرض، يعبد الرحمن، ويزجر الشيطان، ويكسر الأوثان، ويخمد النيران، قوله فصل، وحكمه عدل، يأمر بالمعروف ويفعله، وينهي عن المنكر ويبطله. قال: فخرَّ عبد المطلب ساجداً. فقال: له سيف بن ذي يزن: ارفع رأسك، فقد ثلج صدرك وعلا كعبك، فهل أحسست من أمره شيئاً؟ قال: نعم أيها الملك، كان لي ولد، وكنت به معجباً جذلاً، وعليه رفيقاً، فزوجته كريمة من كرائم قومي، يقال لها آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، فجاءت بغلام سميته محمداً، مات أبوه وأمه، وكفلته أنا وعمه، بين كتفيه شامة، وفيه كلُّ ما ذكرت من العلامة. قال: فقال سيف بن ذي يزن: والبيت ذي الحجب، والعلامات على النقب، إنك يا عبد المطلب لجده غير الكذب، وإن الذي قلت لك ما قلت فاحتفظ بابنك، واحذر عليه اليهود، فإنهم له عدو، ولن يجعل الله لهم عليه سبيلاً. واطوا ما ذكرت لك دون هؤلاء الرهط الذين معك، فإني لست آمن أن تدخلهم النفاسة من أن تكون لك الرئاسة، فيبغون لك الغوائل، وينصبون لك الحبائل، وهو فاعلون ذلك وأبناؤهم، ولولا أن الموت مجتاحي قبل مبعثه لسرت بخيلي ورجلي حتى أُصَّير يثرب دار مملكتي، فإني أجد في الكتاب الناطق والعلم السابق أن مدينة يثرب استحكام أمره فيها، وأهل نصره وموضع قبره. ولولا أني أقيه الآفات وأبقي عليه العاهات لأوطأت أسنان العرب كعبه ولأعلنت على حداثة سنه ذكره، ولكني صارف ذلك إليك بغير تقصير بمن معك.
ثم أمر لكل رجل منهم بمائة من الإبل وعشرة أعبد وعشر جوار وعشرة أرطال تبر وعشرة أرطال فضة وكرش مملوء عنبراً، وأمر لعبد المطلب بن هاشم بعشرة أضعاف ذلك. ثم قال له: ائتني بخبره وما يكون من أمره بعد رأس الحول.
قال: فمات سيف بن ذي يزن قبل أن يحول الحول. فكان عبد المطلب يقول: يا أيها الناس، لا يغبطني رجل منكم بجزيل عطاء الملك، فإنه إلى نفاد ولكن يغبطني بما يبقى لي ويعقبني من بعدي من شرفه وذكره وفخره. قال: فإذا قيل له ما ذلك؟ قال: ستبلغن ولو بعد حين،وفي ذلك يقول أمية بن عبد شمس القرشي: " من الوافر "
جَلَبْنَا المدحَ تحقبه المطايا
إلى أكوارِ أجمالٍ ونوقِ مُغلغلةً مَرَابعُها ثِقالاً
إلى صنعاءَ من فجٍّ عميقِ تؤمُّ بنا ابن ذي يزنٍ وتفري
ذوات بُطُونِها أُمَّ الطَّريقِ وترعى في مخايلِه بُرُوقاً
مُوافقةَ الوميضِ إلى بُروقِ فلمّا وافقتْ صنعاءَ صارتْ
بِدان المُلكِ والحسبِ العريقِ وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن ذا أصبح، واسمه الحارث بن زيد بن سعد بن عدي بن ملك بن مسدد بن أسد بن حنظلة بن زرعة، وهو حمير الأصغر بن كعب بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس لما اجتمعت حمير وكهلان أمرها على طاعتها له واتباعها إياه وقبولها منه عند الأمر والنهي والسلم والحرب أقبل على بنيه، فقال لهم: يا بني، إن حمير وكهلان لم تجمع أمرها على طاعتها لي واتباعها إياي وقبولها مني على أني أشرفها منصباً، ولا أني أحق بالملك فيها دون غيري منها، ولكنها وزنت رجالها المعدودة، فألفتني أرجحها عند الأمر والنهي، فقلدتني أمرها، وآثرتني بالملك على غيري منها. ثم أنشأ يقول: " من الرجز "
بنيَّ ما إن جهلتْ حميرٌ
والحيُّ من كهلانَ ذا أصبحِ إذ قلَّدوني أمرهُمْ واهتدوا
في طاعتي بالطائرِ الأفلحِ حتى اصطبحنا بالخُيُولِ العِدا
في كُلِّ ما هصت وما أفتح إنَّا لنا مُلكُ بني يعربٍ
وزانهُ الإصلاحُ للمُصلِح أما تروني فانياً شاحباً
أسمطَ مثلَ الوقع في صردحِ فقد حلبتُ الدَّهرَ أشطارهُ
ولم أردُّ الطرفَ عن مطمحِ بنيَّ سيرُوا سيرتي إنّهَا
كما علمتُمْ سيرةُ المُفلحِ واتخذُوا الإحسانَ ما بينكُم
تجارةَ الرَّابحِ والمربحِ بُثُّوا عطاياكُمْ وجُودُوا بها
للأعجمِ الضَّاوي وللمُفصِحِ بها لكُمْ يُفتحُ بابُ العلا
إذا العلا بالبأسِ لم يُفتحِ وصَّيتكُمُ فاغتنِمُوا نُصحَ من
عساهُ إن أَمسَى فلمْ يُصبِحِ
وصايا الملوك وصية كهلان بن سبأ
من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
اذهب إلى: تصفح, البحث
وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن حمير وكهلان لما قسم بينهما أبوهما سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ملكه، فجعل سياسة الملك لحمير، وجعل أعنة الخيل وملك الأطراف والثغور لكهلان - وقد تقدم شرح خبرهما في أول كتابنا هذا - قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن حمير وكهلان لم يزالا على ذلك، وكذلك أولادهما وأولاد أولادهما، لحمير على كهلان الطاعة، ولكهلان على حمير المال والنجدة، والملوك الراتبة في دار المملكة من حمير، والملوك في الأطراف والثغور من كهلان. ويقال: إن كهلان لما تقلد الأطراف وثغورها وأعمالها واستقام أمره وأمر أخيه حمير على ذلك قال لأخيه حمير: إني قد عزمت على أن أبعث العساكر إلى الأطراف والثغور، فأمر بالمصالح لذلك. قال: فأمر حمير بالمال والخيل والإبل والطعام والروايا وتقدم إلى أهل المملكة أن يمتثلوا ما يومئ إليهم به كهلان. قال: فجرّد كهلان إلى أرض الحجاز جرهماً ومن لف لفها، وولى عليهم رجلاً منهم يقال له هيّ بن بي بن جرهم بن سعد بن جرهم، وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا أمره، وقسم عليهم الخيل والعدد والسلاح والزاد والروايا وأعطاهم الأدلاء. وكتب لهيّ بن بي بن جرهم إلى ساكن الحجاز من العمالقة بالسمع والطاعة له ودفع الإتاوة إليه،وكان كتابه الذي كتب لهي بن بي بن جرهم:
ألائكُ من كهلانَ عن أمرِ حميرٍ
لعامِلِهِ هيِّ بن بيِّ بنِ جُرهُمِ إلى مَن بأعراضِ الحجازِ محلُّهُ
من الناسِ طُرَّاً من فصيح وأعجمِ على أنَّ هيَّأ ليسَ يُعصى وإنَّهُ
لديهم لذُو أمنٍ أثيرٍ مقدمِ وإلاَّ فلا يلحونَ إلا نفوسَهُمْ
إذا ما مُنُوا بالقسطلانِ العرمرمِ قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن هي بن بي بن جرهم خرج إلى الحجاز فيمن معه من قومه وتباعهم، فأقام بها والياً عليها، وغلب العمالقة عليها، وكتب كتاب ولايته على جبل من جبال مكة، وهي هذه الأبيات:
ألائك من كهلان عن أمر حمير
لعامله هيِّ بن بيِّ بن جرهم ويقال: إن كهلان لما فرغ من تجهيز هي بن بي بن جرهم وتجريده للحجاز، جرد إلى أرض نجد رجلاً يقال له: الهميم بن عاصم بن جلهمة الجديسي في جديس ومن لحقها من التباع، وولاه عليهم، وأمره لهم بالسمع والطاعة، وكتب إلى سكان نجد كتاباً، وهو: باسمك اللهم:
من ابن سَبَا كهلانَ عنْ أمرِ حِميرٍ
إلى أهل نجدٍ للهميم بن عاصمِ على أنه من ليسَ يُعصى وأنَّه
يُطاع ويُعطى الخرجَ خرجَ السَّوائمِ وإلا فلا يلحون إلا نُفُوسَهُم
إذا ما مُنُوا بالخَيل تحتَ الضَّراغمِ قال: فتجهز الهميم والياً على أهل نجد، وسار إليهم في جديس وتباعهم بالخيل والعدة من الروايا والأزواد وسارت الأدلاء بين يديه حتى توسط بلاد نجد وملكها، وأخذ الإتاوة من أهلها وأنفذها إلى كهلان.
ثم إن كهلان دعا عمرو بن جحدر جد ثمود، ويقال: إنه جد صالح النبي صلى الله عليه وسلم، فجرده إلى الوادي، وهو فيما بين الشام والحجاز، وعقد له الولاية على ساكن الوادي، وأمر قومه ثموداً له بالطاعة والسمع والمسير بين يديه، وكتب له كتاباً إلى ساكن الوادي، وكان شاكته قوم يقال لهم زهرة بن عملاق،وكان كتابه الذي كتبه لعمرو بن جحدر:
من ابن سَبَا كهلانَ عن أمرِ حِميرٍ
إلى ساكِنِ الوادي لعمرو بنِ جحدرِ على طاعةٍ مِنهُم لعمرو بن جحدرٍ
وللقيلِ كهلانٍ وللمَلكِ حميرِ ودفعِ الإتاواتِ الَّتي يُسألُونَهَا
إلى عامِلي مِنْ كُلِّ بدوٍ ومُحضِرِ وإلاّ فلا يلحونَ إلا نُفُوسهُم
إذا زارهُمْ بالبيضِ والسُّمرِ عسكري قال: فتجهز عمرو بن جحدر والياً على ساكن الوادي، وسار إليهم في قومه وعشيرته ثمود بالخيل والإبل والعدة، ومضى قاصداً حتى أتى الوادي، فخرج سكان الوادي منه إلا من سمع له وأطاع منهم.
ويقال: إن كهلان لما فرغ من تجهيز عمرو بن جحدر إلى الوادي الذي ذكر الله عز وجل في محكم كتابه: " وثمود الذين جابوا الصخر بالواد " أقبل على ابنه زيد بن كهلان، وقد مات أخوه حمير، وولي الملك من بعده ابنه الهميسع بن حمير فقال: بني، العم قد ولى، والأب على الأثر. ثم أنشأ يقول:
يا زَيدُ إنَّ أباكَ أصبحَ نَسرُهُ
لا يستطيعُ إلى النُهُوضِ سبيلا اليومَ عَمُّكَ خفَّ عنَّا آفِلا
وغداً ستشهَدُ من أبيكَ أُفُولا يا زيدُ لا تعصِ الهميسعَ وانتظِر
ما عُونَهُ لكَ بُكرةً وأَصِيلا يا زيدُ إنَّ لكَ الحجازَ ونجدَهَا
وإليكَ أصبحَ خَرجُهَا محمُولا وإليكَ يرفعُ عن ثمُود وغَيرِها
عمروُ بنُ جحدرَ خرجَهَا المسؤولا وإليكَ عُدَّتْ بالهميمِ رواحلٌ
بالخَرجِ تُعِلنُ بالمسِيْرِ ذميلا كُنْ للهَميسعِ طائِعاً كيما يَكُنْ
لكُمُ الهَمَيسعُ ناصِراً وكفِيلا قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن زيد بن كهلان حفظ وصية أبيه، وثبت عليها، وعمل بها، وتقلد للهميسع ما كان يتقلده كهلان لأخيه حمير.
ويقال: إن زيد بن كهلان أرسل إلى عمَّال أبيه في الأطراف والثغور بتجديد العهد منه لهم، فسمعوا وأطاعوا ودفعوا إليه الإتاوة التي كانوا يدفعونها إلى أبيه.
وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن زيد بن كهلان جرد ابنه عمرو بن زيد بن كهلان - وهو أبو جذام - إلى مدين وما حولها في الخيل والرجال، وعقد له الولاية على مدين، وأمرهم له بالسمع والطاعة ودفع الإتاوة إليه، وكتب كتاباً إلى أهل مدين يقول فيه:
لِعمرِو بن زيدٍ مِنْ أبيهِ وعَمِّهِ
ألوكٌ إلى الأحياءِ مِنْ أهلِ مدينِ بطاعتِهِمْ عَمراً وتسليمِ خرجِهِم
إليه جَهَاراً عن مُسِرٍّ ومُعلِنِ وإلا فإنّ الخيل تعبط مديناً
وتسرَحُ أُخرَاها بِلحجٍ وأَبينِ قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن عمرو بن زيد بن كهلان سار إلى مدين بالخيل والرجال والياً عليهم حتى نزل بها، وملكها، وأطاعه أهلها، وأخذ إتاوتها.
ويقال: إن شعيب النبي صلى الله عليه وسلم من نسله وذريته، وإنه جد بني جذام، ثم أحد بني وائل منها.
ويقال: إن زيد بن كهلان لما مات الهميسع بن حمير أقبل على ابنه مالك بن زيد بن كهلان وهو يقول: " من الوافر "
أتى يومُ الهَميسَعِ فاحتواهُ
وزَيدٌ يومُهُ لا بُدَّ آتِ وَكُلٌّ لا محالَةَ مُستقِلٌّ
يؤُولُ مِنَ الحياةِ إلى المماتِ وَكُلُّ جماعةٍ لا بُدَّ يوماً
تصِيرُ إلى التَّفرُّقِ والشَّتاتِ فمالِكُ سِرْ لأيمن في مسيري
لوالِدِهِ إذا حانَتْ وفاتِي أَطِعْهُ يُطِعكَ أيمنُ مِثلَ ما قَد
أطاعِنيَ الهميسعُ في هَنَاتِ هُوَ المَلِكُ العظِيمُ وأَنتَ فاعلَمْ
على أعمالِهِ وعلى الوُلاةِ إليكَ إتاوةُ الأطرافِ تُجبَى
وتأمُرُ في الجُيُوشِ المُعلَمَاتِ فيقال: إن مالك بن زيد بن كهلان حفظ وصية أبيه، وثبت عليها، وعمل بها، وولي بعد أبيه ما كان يتولاه أبوه زيد بن كهلان من الثغور والأطراف وتدبير العساكر في طاعة الملك أيمن بن الهميسع. وكتب إلى عمال أبيه، فأجابوه بالسمع والطاعة ودفع الإتاوة إلى ما قبله.
وصايا الملوك وصية زيد بن كهلان
من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
اذهب إلى: تصفح, البحث
وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن مالك بن زيد بن كهلان جرد ابنه ربيعة بن مالك - وهو جد همدان - في الخيل والرجال والعدد، وعقد له الولاية على من معه، وكتب له كتاباً إلى ساكن الأجواف أهل سهولها وجبالها، وهم بقية عاد الصغرى التي تعرف إلى اليوم قبورهم وآثارهم في الجبال والسهول بها. وكان كتابه لربيعة بن مالك:
باسمك اللهم،
إلى ساكِنِ الأجوافِ من أيمَن العُلا
ومِنْ مالك القيلِ بن زيدِ بنِ كهلانِ رَبيعةُ لا يُعصَى لديِهم ويُتَّقى
ربيعةُ ما غالى بِهِ الملوانِ وَيُجبَى إليهِ الخرجُ عِندَ وُجُوبِهِ
على طاعةٍ تُرضِيهِ مِنهُمْ وإذعانِ وإلاَّ فلا يلحونَ إلاَّ نُفُوسَهُمْ
إذا داسَتهُمُ رجلي هُناكَ وفُرساني قال: فلما فرغ من تجهيز ولده الربيعة بن مالك جرد ابنه أدد بن مالك إلى الأعراض والأسواد من نجران وتثليث والشَّروم وبيشة والحنو وما حولها من البلاد المسكونة في الخيل والعدد. وكتب له إلى ساكنها، وهم بقايا إرم بن حام بن نوح النبي صلى الله عليه وسلم، آثارهم بها إلى اليوم، وقبورهم تعرف بالإرميات، وذلك أنها مبنية على هيئة الآكام والقنان. وكان كتابه الذي كتب لأدد إليهم حيث يقول: " من الرمل "
باسمِكَ اللّهُمَّ مِنْ أيمنَها بنِ
مالكِ الخيلِ إلى الحَيِّ إرمْ لِسَاكنِ الأسوادِ والأعراضِ منْ
بطنِ نجرانٍ إلى ما حَيثُ هُمْ أن يُطيعُوا أُدداً بينهُم
ما نهارٌ لاحَ أو ليلٌ هَجَمْ ويُوفُّوا أُدداً مسألةً
من ثِمارِ النَّخل والخُور النَّعمْ أو فلا يلحَونَ يوماً غيرهُم
إنْ علاهُم قَسطلانٌ مُدْلَهِمْ قال: فسار أدد بن مالك بن زيد بن كهلان حتى نزل فيما بينهم والياً عليهم، فسمعوا له وأطاعوا، ودفعوا إليه إتاوتهم، وهو أبو مذحج،ثم إن مالك بن زيد بن كهلان توفي، وولي ابنه نبت بن مالك ما كان يتولاه أبوه مالك بن زيد بن كهلان في طاعة الملك أيمن بن الهميسع بن حمير.
قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن أيمن بن الهميسع رثى مالكاً بهذه الأبيات، وأنشأ يقول:
تولَّيتَ عَنَّي مالِك غَيرَ قافلِ
وإنِّي غَدَاً لا شَكَّ نحوكَ قافِلُ أواخِرُنَا لا شكَّ أنَّ مصيرَهُمْ
مصيرٌ إليهِ صَارَ مِنَّا الأوائلُ كَذلكُمُ تِلكَ النُّجُومُ إذا بدتْ
طَوالِعُهُنَّ التَّاليات الأوافلُ فَلَو كانَ يجدي اليومَ شيئاً بُكاؤُنا
لما رقأتْ مِنَّا الدُّمُوعُ الهواملُ سيَخلُفُكَ المأمُولُ نبتٌ وإنَّه
لما قد كُنتَ تَحمِلُ حاملُ شمائِلُهُ الحُسنى شَمَائلُكِ الَّتِي
إذا ذُكِرتْ لم تعلُهُنَّ شمائِلُ وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن نبت بن مالك جرد ابنه ثور بن نبت - وهو أبو كندة - إلى الأحقاف بالخيل والرجال، وعقد له الولاية على من بالأحقاف من سائر ولد هود النبي صلى الله عليه وسلم وعشيرته، وأمرهم بالسمع والطاعة له، وكتب إليهم كتاباً يقول فيه:
إلى ساكِنِ الأحقافِ من أيمنِ العُلا
لِثورِ بن نبتٍ عن أَبيهِ ابنِ مالِكِ على أنَّ ثوراً لا يُخَالفُ ما دَهَتْ
بظلمائِها ذاتُ النُّجُومِ الشَّوابِكِ وَأنَّ الإتاواتِ الَّتي يُسألُونَهَا
تُوفّى إلى ثوْرِ بنِ نبتِِ بن مالِكِ وإلاَّ فلا يَلحونَ إلاَّ نُفُوسَهُمْ
إذا رُمِيتْ هَامَاتُهُمْ بالسَّنابِكِ قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن ثور بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان خرج إلى الأحقاف، وملكها، وأخذ الإتاوة من أهلها، وكتب كتاب ولايته على جبل من جبالها. فيقال: إن ذلك الكتاب إلى اليوم بيّن ظاهر، يقرؤه من يجيد كتابة الأوائل. ويقال: إن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان لما توفي أيمن بن الهميسع وولي الأمر بعده ابنه زهير بن أيمن أقبل على ابنه الغوث بن نبت بن مالك، وكان كاملاً في كل أحواله من الشجاعة والفطنة والرأي الثاقب، فقال وهو يرثي أيمن بن الهميسع:
قضى نحبَهُ بعدَ الهميسعِ أيمنٌ
وأيمنُ فاعلَم خَيرُ حَيٍّ وهَالِكِ وُكُلُّ امرِئٍ لا شكَّ يُقضَى قَضَاؤهُ
ويُسقَى بكأسِ النازِلِ المُتداركِ فشِبهُ بنِي الدُّنيا إذا ما جهِلتهُم
كتِلك النُّجُومِ التَّالياتِ الشَّوابكِ فمَنْ بينِ بادٍ لاحَ عِندَ طُلُوعِهِ
ومِنْ آفلٍ دانٍ وهاوٍ وسامِكِ وكُلٌّ لهُ نُورٌ على قدرِ ذاتِهِ
وسُلطانِهِ عندَ اختلافِ المسالِكِ فيا غوثُ لا تَنسَ الوصايا الَّتي بِها
خَصَصتُكَ يا غوثَ بن نبتِ بن مالِكِ تُطِيعُ زُهيراً مثلَ ما كُنتُ لم أزَلْ
أُطيعُ أباهُ أيمنَ بنَ الملائِكِ أطعتُ ووافتِني الإتاوةُ جَهرةً
مُعَكَّمةً فوقَ المَطِيِّ الرَّواتِكِ بُنيَّ عرفتَ الرُّشدَ فاتبع ضياءَهُ
مَدَى الدَّهر واسلُكْ في الأُمورِ مسالِكي قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن الغوث بن نبت بن مالك حفظ وصية أبيه، وعمل بها وثبت عليها. ويقال: إنه كتب إلى عمال أبيه في الأطراف والثغور في طاعة زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير، فسمعوا له وأطاعوا، وحملوا إليه الإتاوة.
ويقال إن الغوث بن نبت بن مالك جرَّد ابنه الأزد بن الغوث إلى مأرب في الخيل والعدد، وعقد له الولاية على ساكني أرض مأرب، وأمرهم بالسمع والطاعة له. وكتب للأزد إليهم هذه الأبيات:
مِنَ الغوثِ عن أمرِ المليكِ زُهيرِهَا
إلى مأربٍ بالأمرِ والنَّهي للأزدِ على أنَّ بعدَ الغوثِ للأزدِ أمرُهُ
وتُجبَى له الأطرافُ في القُربِ والبُعدِ ولا تتعدَّى طاعةَ الأزدِ مأرِبٌ
مدى الدَّهرِ ما وَهمٌ براكبه يحدي وإلاَّ فلا يلحونَ إلا نُفُوسَهُمْ
إذا ما مُنُوا بالزَّاعِبيةِ والجُردِ قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن مأرب سمعت للأزد وأطاعت. ومأرب اسم قبيلة من قبائل عاد الصغرى. ويقال: إن الأزد تولى بعد أبيه الغوث جميع ما كان يتولاه لزهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير، وكذلك لابنه عريب بن زهير حين ولي الملك بعد أبيه زهير بن أيمن بن الهميسع.
ويقال: إن الأزد لم يزل والياً للأطراف والثغور للملك عريب بن زهير، تسمع له العمال، وترفع إليه ما يجب عليها لبيت مال الملك. وكان كلما مات في الأطراف والثغور عامل من عمالها تقلد عمله الأرشد من ولده أو من إخوته أو من بني عمه، يرفع الإتاوة ويسمع ويطيع، ويحيي رسم من مضى قبله في طاعة من تقلد الملك من حمير وطاعة من تقلد الأطراف والثغور من كهلان.
ويقال: إن مازن بن الأزد بن الغوث ولي بعد أبيه الأزد بن الغوث الأطراف والثغور للملك عريب بن زهير بن أيمن، وكذلك لابنه قطن بن عريب حين صار الملك إلى قطن بن عريب بعد أبيه.
ويقال: إن مازن بن الأزد رثى عريب بن زهير حين توفي في شعره الذي يقول فيه: " من البسيط "
أمسَى عَريبٌ عنِ المُلكِ اللَّقاحِ وعَنْ
رَعيَّة المُلكِ تحتَ التُّربِ مرمُوسا وكانَ فيما مَضَى المُلكُ اللَّقاحُ بهِ
مستوسِقُ العِزِّ في الآفاقِ مأنُوسا لولا أبُو وائِلٍ خَيرُ الورى قطنٌ
لأصبحَ المُلكُ ميَّاداً ومَنْكُوسا بهِ استقامَتْ لنا الدُّنيا وأسعَد من
بالأمسِ بعدَ عَرَيبٍ كانَ منحُوسا وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن مازن بن الأزد جرد أخاه نصر بن الأزد إلى الشحر في الخيل والعدد، وكتب له إليهم كتاباً يقول فيه: " من البسيط "
مِنْ مازنٍ مُهرقٌ فيهِ الألوكُ إلى
من حَلَّ بالشَّحرِ من عُجمٍ ومَن عربِ أن اسمعوا وادفعوا الخرج الوفي إلى
نصر ودينوا ولا تعصوه في سببِ يوماً وإلا فلُومُوا فيهِ أنفُسكُمْ
إذا مُنِيتُم لنا بالجحفلِ اللَّجبِ قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن نصر بن الأزد سار إلى الشحر حتى نزل بها، وسمع له من بالشحر وأطاع، ودفعوا إليه الإتاوة. ويقال: إن الجلندى بن كركر بن المستكبر بن مسعود الذي كان يأخذ كل سفينة غصباً من بني نصر بن الأزد، وذلك الملك ثابت إلى اليوم في آل الجلندى بن كركر، يجبى إليهم في دار مملكتهم ما كان يجبى إلى الجلندى من البر والبحر،وآل الجلندى هم الذين يقول فيهم الشاعر: " من الخفيف "
إنَّ خيرَ المُلوكِ آلُ الجُلُندي
عشيراً وَمَحتداً وجُدُودا مَلَكُوا البحرَ بعدَما ملكُوا البرَّ
إلى اليوم ... وسجودا وترى الكرد في الجموع وفي السيف
لها اليوم سُوَّقاً وعبيدا تلك أبناؤهم تحن لها الفر
س وسادُوا المُلُوك نُبلاً وجُودا غلبُوا النَّاس بالمكارِمِ والفض
لِ وعندَ اللِّقاء فاقُوا الأُسُودا
وصايا الملوك وصية مازن بن الأزد
من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
اذهب إلى: تصفح, البحث
وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن مازن بن الأزد وصى ابنه ثعلبة بن مازن، فقال:
أُوصِيكَ ثعلبةَ بن مازنَ مابِهِ
وصَّانِي الأزدُ الهُمامُ الأوحدُ أوصاني الأزدُ الأغرُّ بطاعتي
لمُلُوكِ حميرَ ما استنار الفرقدُ في مُلكِهِمْ لك نصفُ ما يحوونَهُ
من فيئِهِمْ وخَراجِهِم أو أزيدُ إن المُتوَّجَ بالعُلا قطنُ الَّذي
لكَ كاهِلٌ فاعلَمْ وأنتَ لهُ يدُ فأطِعهُ ثعلبُ كي تدُومَ مع العَلا
لك بعديَ العِزُّ اللَّقاحُ الأتلدُ قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن ثعلبة بن مازن بن الأزد حفظ وصيته أبيه، وثبت عليها، وعمل بها بعد وفاة أبيه، وسمع وأطاع الملك قطن بن عريب، وتقلد له الأعمال التي كان يتقلدها أبوه مازن بن الأزد، وكتب إلى عماله في الثغور والأطراف، فسمعوا له وأطاعوا، ودفعوا إليه الإتاوة التي كانوا يدفعونها إلى أبيه. ويقال: إن ثعلبة بن مازن بن الأزد جرّد أحمس بن عوف بن أنمار بن دارس بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان إلى الطود، وهي البلاد التي يقال لها السراة، وهي فيما بين الطائف وجرش، جرده إليها في قومه بني أنمار بن دارس بن عمرو بن الغوث وفيمن ضمهم إليه من سائر حمير وكهلان.
قال: وسألت أبا علي الهجري عمن خرج مع أحمس بن عوف بن أنمار من قومه بني أنمار، فقال: خرج معه بنو بجيله بن أنمار وبنو أقيل بن أنمار، وهم من بني عوف بن أنمار، فسألته عن أقيل، فقال: منهم شهران وكرد وناهس والأوس وأس، فسألته عن ولد أحمس فقال: من ولده بنو أمينه بن معاوية بن أسلم بن أحمس بن عوف بن أنمار. وهذه القبائل تعرف بخثعم وبجيلة وأسد بن الحميس القحافي، وقحافة بطن من شهران: " من البسيط "
نحنُ الذينَ وَرثنْا العِزَّ عن إرمٍ
أيَّامَ أحمَس وافاها بأنمَارِ أيَّامَ حِمير تعلُو نارُ عِزَّتها
ما أوقَدَ النَّاس في الآفاقِ من نارِ أيَّامَ كهلان قومي ضَارِبُونَ لهُم
ما ضمَّتِ الأرضُ منْ بدوٍ وأمصارِ تُجبَى إليهمْ إتاواتُ البِلادِ ولا
يَعصيهمُ من مُقيمٍ لا ولا سارِ وتِلكَ آثارُ آبائِيْ بمأرِبَ لا
يفُوقُهَا اليومَ من رسمٍ وآثارِ ويقال: إن ثعلبة بن مازن بن الأزد لم يزل للملك قطن بن عريب على ما كان عليه أبوه مازن بن الأزد لقطن بن عريب بن زهير، وكذلك لابنه الغوث بن قطن بن عريب.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)