صفحة 3 من 8 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 9 إلى 12 من 30

الموضوع: علم الملاحة في علم الفلاحة ( المؤلف: عبد الغني النابلسي )

العرض المتطور


  1. #1
    مغترب ذهبي
    الحالة : SHARIEF FATTOUH غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Mar 2010
    رقم العضوية: 96
    الإهتمامات: Jannat World
    السيرة الذاتية: محبوبتي دمشق
    العمل: مساعد مهندس ميكانيك
    المشاركات: 2,664
    الحالة الإجتماعية: أعذب
    معدل تقييم المستوى : 183
    Array

    الباب الخامس
    التركيب وأنواعه وهو المسمى بالتطعيم والإضافة والأنشاب


    وهو أنواع
    النوع الأول من أنواع التركيب وهو الذي ينشب في اللحاء والعود، ويسمى تركيب الشق، ويكون هذا في شجر الزيتون وطريقته أن يؤخذ بعد قص الشجرة بالمنشار عودا يابسا يبريه بري القلم فيدخله بين العود والقشر لئلا ينشق القشر وذلك بعد جري الماء في العود ليسهل فصل القشر عن العود، ثم يخرج العود اليابس المبري ويدخل القلم موضعه ويسد سريعا ويطين بطين أبيض لزج مخلوط بتبن كثير ويكون قشر القلم مما يلي القشر والعود والقلم ويبرى كبري الأقلام من جانب واحد. هكذا فيتح للبرية على قدرها وطولها وعرضها من جلد الشجرة ومن عودها في موضع المقطع، وتدخل تلك البرية فيه بواسطة حديدة ملساء أو بواسطة خشبة صلبة وطريقة ذلك أن يُدخل برفق بين القشر والعظم في الموضع الذي تريد غرس القلم فيه، ويُرفق بالقشر لئلا ينشق، ثم تسحب الحديدة أو الخشبة وتدخل برية القلم وتشد على القشرة في موضع نزول القلم بخيط صوف غليظ مفتول أو حاشية ثوب قوية يلف حوله لفا محكما لئلا ينشق القشر أو يتساقط عن العظم، وتغرس الأقلام حتى تغيب البرية كلها والقشر للقشر والعظم للعظم ولا باس إن خولف وتكون البرية على هيئة شفرة السكين التي حدها رقيق وقفاها غليظ، فيجعل الجانب الغليظ من جهة الخارج من الفرع، والرقيق إلى جهة داخله لينطبق الشق عليها انطباقا تاما وعند البري تجعل الأقلام في ماء عذب وإذا كان الفرع الذي سيركب فيه بغلظ الساعد وضع فيه قلمان، وإن كان أغلظ وضعت أربعة أو أكثر.
    النوع الثاني من أنواع التركيب، وهو الذي يكون من القشر ينزع وفيه العين قبل أن تتفتح، فيركب في غصن آخر يقشر ويوضع فيه بالأنبوب والرقعة ويكون في الفاكهة والزيتون والخروب والتين. فالشجرة الكبيرة يقطع أعلاها وتثبت فيها أغصان جديدة تركب فيها ويكون ذلك في شهر كانون الثاني وشباط ويزال ما في أصل الشجرة من نبات يخاف أن يلقح لترجع المادة التي أعلاها كلها، فإذا لقحت يزيلها في أول حزيران ويترك للشجرة الصغيرة أكثر من الكبيرة، وللقوية أكثر من الضعفية، ثم بعد ثمانية أيام أو عشرة تفحص تلك الأغصان فإن أحمرّ عند أسافل قشرها فالتركيب نجح وإن كانت خضراء كلها تركت إلى نصف آب وهو آخر وقت تركيبها، فإن احمرت قشرتها من جهة أصلها تركب في ذلك الوقت. وطريقة ذلك أن تقصد شجرة منتجة ويؤخذ من أغصانها ما هو قريب من الأرض من جهة الشرق أو الجنوب ويكون فيه عقدة أو عقد تسمى العين تقطع أطراف هذه الغصون وهي بعد في شجرها وذلك قبل أربعة أيام من موعد أخذ اللقاح ثم تقطع وتخرج تلك العين في أنبوب مع قشرها، أو يؤخذ الغصن الذي فيه الأعين ويقطع بسكين حادة من جهة طرفه الرقيق وبرفق وتقطع العين مع القشر حتى تبلغ السكين العظم فذلك هو الأنبوب، وتكون العين في وسطه، وطول الأنبوب، ما نصف إصبع أو أصبع، وقيل أنملة الإبهام، توضع بين القشر والعود ثم يلف حول القشرة التي هي الأنبوب حاشية ثوب أو خيط مفتول ون أن تصيبه مضرة من كسر أو نحوه ويتحرى أن يقع الأنبوب من الفرع المركب فيه على موضع قد احمرت قشرته ويسقى الأنبوب من أعلها ومن أسفله بلبن التبن، وذلك بأن يقطع غصن التين من الموضع الأخضر منه بحديد قاطع من أعلى الأنبوب ويكرر ذلك حتى ينعقد الأنبوب مع العود ومع قشره، ويظلل الأنبوب بورق الشجر ليستره من الشمس والريح، ويكون هذا العمل في يوم شديد الحر ساكن الريح وهذا شكل الأنبوب النقطة البيضاء داخله هي العين المذكورة أو الرقعة، وهي أنواع منها الطويلة والمربعة والمستديرة ويرقع بها التين والزيتون وغيرهما. فالرقعة الطويلة تقطع في كانون الثاني حتى تقوى ويصلب قشرها وتحمر، ثم تقطع أغصان فيها عيون من الشجرة التي سيركب فيها ثم يشق القشر بطرف سكين حادة ويزاح عن اللب برفق ثم تدخل الرقعة بلطف دون أن تنشق وتربط بالخيط غير المفتول، وتسقى بلبن التين قبل ربطها وبعده حتى تنعقد وكذلك الرقعة المربعة والمدورة وكل رقعة فيها عين.
    النوع الثالث من التركيب ويدعى الأعمى، وهو أن القضبان المعرضة للشمس في ناحية المشرق أو الجنوب مما كان مثمرا في العام الماضي، وتقطع مقدار شبر أو أكثر وتبرى من أسفلها مقدار نصف شبر وأربعة أصابع بريا لطيفا ثم توضع الأقلام في الماء لئلا يصيبها الهواء، ثم يعمد إلى الشجرة التي يريد التطعيم فيها فتقطع بالمنشار من فوق، ثم يشق فيها شقان، ويدخل القلم المبري ويوضع القشر من القلم على الشق بإحكام ويلصق العظم بالعظم، ثم يدخل قلم آخر في الشق الآخر، ثم يطين عليهما بطين معجون بتبن، وتشد عليه خرقة كتان تصونه من الهواء والماء، وذلك في أول جري الماء في العود، والتراب الأحمر لا يصلح لمثل هذه الأشياء، لأنه يحرقها إذا طينت به والتراب الأبيض أجود، وكذا طين الشاطئ الأنهار. ولا يحمد التطعيم في طرف الشجرة أو في وسط الساق إذ يحتاج زمانا أطول. ويؤخذ التطعيم من الشجرة قبل أن تنبت.
    وطريقة التطعيم الأعمى وغيره كما يلي: تنشر قطعة من الزيتون مثلا أو فرع منه نشرا مستويا، ويخرج موضع النشر من المنشورة، ثم تشق وتنزل الأقلام بإحكام ويضرب عليها برفق. وتكون فتحة الشق ثلاثة أصابع مضمومة، ويوضع إناء كبير من فخار على ذلك الغصن المشقوق ويثقب أسفله بمقدار غلظ ذلك الغصن المشقوق من غير زيادة ويلف عليه حبل كالخلخال ثم يوضع عليه الإناء أو نصفه ويطين ثقب الإناء بطين لزج من داخل وخارج حتى ينسدّ فلا يخرج من التراب والماء شيء. ثم يوضع فيه زبل قديم أو غائط آدمي وتربة سوداء ورمل، بمقادير متساوية ويخلط ثم يغربل ويملأ الإناء حتى ثلثه ليبقى متسع للماء ويكبس باليد الذي كبسا جيدا، أو يؤخذ بزر تفاح أو سفرجل أو توت أو أترج أو ورد أو رمان أو عنب أو آس وشبهها فيوزع في ذلك الشق ويغطى بالتراب الذي فيه كالعادة ويتعهد بالسقي اللطيف المتتابع حتى لا يجف التراب وإن ملئت الآنية بالماء فهو أجود، فينبت البزر في ذلك الشق وتغرس عروقها فيه فتلتحم معه حتى تقوى، وتغذي بذلك الفرع، وبزر التين ينبت في الحجارة والبناء والحيطان، فتقلع بعروقها وترابها بعد عام حين يكون قد أحمر وتغرس من وقتها في ذلك الشق وتتعهد بالسقي اللطيف بالماء العذب حتى لا يجف التراب مما يعجل في نموها وكذا يعمل بالنوى كاللوز والبرقوق والزيتون والرند والقراصيا وشبهها. يغرس النوى في الشق بعد أن يكر النوى برفق ويغطى بالتراب مقدار إصبعين أو ثلاثة، فينبت ويلتحم بالأصل في ذلك الشق ويتغذى من الشجرة، ثم يطعم ويجعل النوى اثنتين أو ثلاثا حتى إذا فشلت إحداها نبتت الأخرى أما إذا نبت الجميع فيقلع منه ما يستغنى عنه.
    والرابع تركيب الثقب، ويسمى القرطبي. وقال الحكماء: إنه ينشب في حبه وفي غيره سواء وافق أو لم يوافق وهو يستعمل في جميع الأشجار، المتنافرة والمتجانسة. وقال بعضهم إنما يستعمل في أشياء مخصوصة من الأشجار وهي العنب ينشب بالثقب في جنسه وفي عيون البقر والصفصاف والتفاح، والجوز في جنسه، وفي الفستق والبطم والتين والتوت والأترج في التفاح فيثمران معا وذلك من شهر تشرين الثاني إلى شباط. والخوخ ينشب في الصفصاف فيثمر خوخا بلا نوى، وفي اللوز والتفاح لذلك والتين ينبت في الفرصاد والقراصيا وذلك طوال أيام السنة باستثناء الشتاء ويكون في ذلك الأصل واحد والثمر مختلف، والرمان يضاف إلى غيره من الشجر حتى يلتصق وكذا قيل في السفرجل والورد ينشب في لحاء التفاح فيزهر عند حمله وفي اللوز كذلك. وطريقة انتساب في عيون البقر والصفصاف والآس ونحو ذلك، أن يعمد إليها إذا كانت قريبة فيؤخذ قضيب من العنب وهو على أصله غير مقطوع منه فيحفر من عند جذر الكرمة إلى جذر تلك الشجرة جورة في الأرض بعمق شبرين أو أكثر وبسط ذلك القضيب فيها حتى يصل إلى تلك الشجرة، ويثقب في أصلها ثقب بقدر غلظه، ويدخل طرفه فيها ويخرج من الجهة الأخرى ويجذب برفق حتى يبلغ موضعا غلظا من القضيب يقف عنده. ويطين ذلك الثقب بطين طيب لزج، ثم يرد التراب على الثقب ويتعهد بالسقي وحذار الأضرار بالقضيب أثناء العملية، ولا يمضي وقت طويل حتى يلتحم ذلك الثقب وبعد أن ينمو القضيب ويغلظ يقطع م جهة أصله، فإنه يثمر عنبا. وإن أريد أن ينشب في ساقها فيثقب فيه على قدر غلظ القضيب وبدخل طرف القضيب في ذلك الثقب ويجذب حتى يقف، ويطين من ترابي أبيض حلو، وتلف حوله الخرق، ويشد بالخيوط ويملأ بالتراب، ويبقى كذلكم من عامين إلى ثلاث حتى يغور القضيب في ساق الشجرة، فيقطع من جهة أصله ويمسح بالحديد القاطع فيسوى مع ساق الشجرة كأنه غرس فيها، عامين إلى ثلاثة حتى يغور القضيب في ساق الشجرة، كأنه غرسه فيها، أو يقطع أعلى الشجرة من فوق، ويوضع الأنشاب ويطعم كما كان يطعهم اولا، وترجع قوة الشجرة إلى ذلك القضيب. وإذا أنشب العنب في عيون البقر، يبقى على حلاوته ويبكر بالإطعام. وفي الصفصاف تنقص حلاوته، ويتغير طعمه وهو فيه أنجب من عيون البقر في الآس ويكتسب من طعمه ورائحته. أنشاب الجوز في الحور فبالثقب وفي شجرتين متجاورتين تجذب إحداهما إلى الأخرى فيعلقان. وينشب الجوز في الفستق والبطم إذا قربت إحدى الشجرتين من الأخرى وتجذب شجرة الجوز إلى الفستق إذا كانت رطبة. وأما أنشاب الخوخ في الصفصاف فيقوس أولا، وذلك بأن يدفن طرفه الأعلى تحت الأرض أو يجمع طرفاه عند غراسه فإذا علقت زرعت نواة خوخة أو نواتين أو شتلة من أي شجرة كانت تحت ذلك القوس، فإذا وصلت إلى التقويس شق في وسطه شق طويل بحيث يدخل منه غصن شتلة الخوخ حتى تخرج من أعلها ويجذب برفق حتى يستقيم ويشد عليها شد القوس بخيط صوف ونحوه، ويطين ويشد على الطين بالخرق ويربط. فإذا أتى العام الثاني والشتلة قد استغنت عن أصلها، فأقطعها، والنتيجة أثمار خوخ بلا نوى.
    وللأنشاب طريقة أخرى وذلك بأن يشق الصفصاف في الربيع مما يقرب من شجرة الخوخ ويدخل في كل غصن قضيب من الخوخ، ثم يعصب على الشق بخيط قنب بإحكام ثم يطين فيشمر خوخا بلا نوى وطريقة أخرى في أنشاب أغصان من شجرة إلى أخرى تجاورها من الخوخ إلى اللوز أو التفاح فيكون أصلها واحدا والثمر مختلفا. وينشب كذلك الكمثري في التفاح والسفرجل، والتين في التوت والفرصاد، ويثمر الشجر ثمرتين والأصل واحد. ويمكن إنشاب قضبان مختلفة في كرمة واحدة، فتكون عناقيد الكرمة أصنافا وألونا.
    عفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
    ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا))


    حمل toolbar alexa لتصفح أسرع و حماية أكبر


    يداً بيد نبني سورية الغد


رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #2
    مغترب ذهبي
    الحالة : SHARIEF FATTOUH غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Mar 2010
    رقم العضوية: 96
    الإهتمامات: Jannat World
    السيرة الذاتية: محبوبتي دمشق
    العمل: مساعد مهندس ميكانيك
    المشاركات: 2,664
    الحالة الإجتماعية: أعذب
    معدل تقييم المستوى : 183
    Array



    الباب السادس
    الأشجار المتحابة والمتشاكلة والمتنافرة والمتضادة، وعلاج أمراضها


    ودفع ما يضرها، وفي إزالة ضعفها وسقمها، ودفع الآفات عنها، إلى استيفاء أعمارها، فإن الموافقة تنعش الأشجار، ويقوى بعضها بموافقة بعض، والمخالفة والمضادة توهنها وتضعفها
    اعلم أن من بين الكروم والسدر مشاكلة، وكل يهوى الآخر فيقوى بقربه، وكذا بين الكرم والزيتون محبة ومشاكلة، الا أن الزيتونة تبعد عن الكرم قليلا لمنفعة الكرم، وكذا بين الكرم والقرع، وكل منعش لصاحبه، وكذا بين الكرم والميس موافقة والفة وكل ينفع صاحبه. والكرم المعلق عليه يسلم من الآفات ويكثر حمله. والتفاح والكمشري والأترج يألف بعضه بعضا، وتنفعه مجاورة بعضه لبعض. والآس والرمان متحابان مؤتلفان، يكثر حمل الرمان به، وكل ينفع الآخر. والجوز يألف التين والفرصاد وينفر مما عداهما من الأشجار، لأنه مفرط الحر واليبس فيهلك الشجر والنبات، إلا الخضر الشتوية والقصيل. والتفاح يحب الكرم والزيتون. وبصل الغاز إذا زرع عند أصل الزيتون نفعه وكثر حمله، وإذا علقت العرايش على الجوز ضعفت غاية الضعف. والكرم إذا جاور الكرنب اتجه إلى الجانب الآخر، وقيل أن زرع في كرم تلف، ولو حملت الريح رائحته إلى الكرم ضره، وإذا زرع قرب الكرم حلبة مات الكرم أو ضعفت وزبل وكذا تعمل الحلبة مع السلق، وكذا السلق إذا غرس بقرب الكرم أبطله وأيبسه. وقيل أنه عدو للتفاح.
    والترمس إذا زرع في كرم أيبسه وهو عدو للأشجار كلها، وكذا العدس والفول. وإذا غرس الصعتر بقرب النارنج وما له نفس حار أضره. وعداوة العرعر مع النخل معلومة مشهورة وكذلك القطران عدو للنخل، وشجر الغاز إذا كان قريبا من الكرمة أضر بها وكذلك النخل والتين فإنهما لا يتفقان، وللكرم سموم تقتله كالشبرم والقنبيط والكرنب خاصة. والتين يضر الكرم في البلاد الحارة، وفي الباردة ينفعه، والشلجم والفجل والجرجير يضر الكرم. وبين العنب الأبيض والأسود تنافر وتضاد فلا يغرسان معا ولا يتجاوران ولا يعصران معا فيفسد ذلك العصير بسرعة.
    واعلم أن الضعف في الأشجار إذا كان من هرم وقد يقطع ما ظهر هرمه، وربما تستأصل الشجرة كلها بأن تقطع من وجه الأرض ويكشف عن جذورها وتزيل بالزبل المخلوط بالتراب الخصب المأخوذ من وجه الأرض، ثلث والثلثان زبلا. وأما ضعف الكرم وانقطاع حمله بحيث أنه لا يثمر البتة أو يثمر عنبا كالسمسم ثم يجف، فعلاجه أن يجمع حطب الكرم المكسوح ويضاف إليه شيء من الورق المخلوط بمثله أو دلب ويوقد حتى يحترق، ويجمع رماده في إناء زجاج أو مزجج ويصب عليه ماء عذب ويخلط ويرش على ساق الكرم وأغصانها فهو دواؤه، أو يخلط الرماد بالخل القوي بدل الماء. وقيل ترش أبوال الناس على أصل الكرمة في الأرض ويتكرر ذلك مرارا فإنها تشتد أو تقطع ويبقى منها ذراع أو ذراعان، ويخلط تراب أصلها بالزبل ويرد عليها بلا كبس، ويسقى بالماء حتى ينبت، فيترك القوي ويقطع الضعيف باليد، أو تلطخ العناقيد برماد حطب الكرم المعجون بالخل، فإنه يمنع جفاف العنب، ويرش أصل الكرم نحو عشرين يوما عكر الزيت مع الخل ثم يسقى بعد ساعة. وأما مرض العصر - وهو إذا زبل الكرم خرجت منه عصارة فجة، أن بقيت أضرت به، وإن خرجت أضعفته وأضرت به، فعلاجه تسهيل خروج هذه العصارة الزائدة في الكرمة وذلك بأن يشرط ويحز حزوزا بين الأعين من سوقها وفيما غلظ من خشبها ووسط قضبانها الغلاظ، فتسيل منها تلك العصارة والرطوبة ولا تكسح بمنجل، ولا ينزع منها غصن نزعا، وتزيل بزبل طري غير جاف، وهو ما ليس بزبل الناس ولا زرق الحمام ونحو ذلك، بل مثل روث البقر المخلوط مناصفة بالتراب وبعد ثمانية وعشرين يوما من الشرط والحزّ يؤخذ دردي زيت مذاب بلب الجوز والفستق المقشر وشيء من دقيق الشعير، أو الدردي وحده يطبخ حتى يذهب بعضه فإذا برد لطخت مواضع الحزوز ونحوها ويتكرر ذلك أو يؤخذ رماد حطب الكرم ويخلط مع الدبق والوشق أجزاء متساوية أن يدق الدبق ويرش عليه خل ثم يضاف إليه الرماد والوشق قليلاً قليلا حتى يختلط ويصير له ثخانة، ثم تلطخ به تلك الحزوز ويحل بالماء ويصب على أصل الكرمة فينفها جدا ويكون ذلك في نيسان إلى نصف آذار. والزيت والمياه حياة الكروم الجافة اليابسة، وزبل الناس وزرق الحمام يدفع ضرر الريح الباردة وكذلك بعر الغنم وزرق الخفاش وعكر الزيت الغض وكذا الماء الحار مخلوطا بزيت يصب على أصولها، وكذا رماد الكرم إذا وضع في أصولها دفع عنها الآفات. ومن علاج سيلان الرطوبة الزائدة من عيون الكرم أن يقطع غصن من الأغصان المصابة به ويطبخ مع دردي الزيت مضافا إليه ورق النعناع ويلطخ بالخليط موضع السيلان أو القطع.
    وعلاج الأرض اليابسة التزبيل بروث البقر وبعر الغنم وكثرة السقي، ويرفع تراب الكرمة المريضة ويستبدل به تراب أحمر غريب أو قريب وإن خلط بزبل فهو أحسن. وعلاج الاسترخاء - وهو المرض الذي يصيب ورق الكرم فيبيض من ظهره - رماد الكرم مخلوطا بخل يلطخ به مكان المرض ثم يزاد على الخليط الماء ويصب على أصلها وتقطع عناقيدها وأغصانها الطرية والورق برفق ويبصق موضع العنقود. وأما اليرقان فإنه يصيب بعض الشجر وأكثر النبات والزروع، وعلامته في الكرم جفاف واسترخاء وسقوط ورق أو ثمر والامتناع عن امتصاص الماء. ويحدث اليرقان للنخل، وسببه الزبل الحار من الناس والحمام، وعلامته أن تصفر أصولها وتقل الخضرة من سعفها، وعلاجه أن يؤخذ قثاء الحمار وورقه فيدق ويخلط بالماء جيدا ويرش على الكروم وغيرها قبل طلوع الشمس وهو بليغ المنفعة، أو يؤخذ خشب التين وخشب البلوط فيحرقان ويطبخ الرماد في الماء العذب ساعة، ثم يرش فإنه يبرئه، أو تطعم أصول الكرم بروث البقر مخلوطا بتراب ناعم ثلاثة أيام، ورماد حطب التين والكرم يشفي من اليرقان.
    ويكون اليرقان في الحنطة بسبب ما يظهر في الهواء من حمرة في نواحي الأفق أو في الليل شبيه بالبرق أو الشعاع، متفرق في الهواء، أو يرى في النهار كأنه خيال يظهر ويشمحل، ويظهر من تاسع ليلة من الشهر إلى التاسع والعشرين. وحمرة السماء ليست بيرقان، وكذا الشعاعات الظاهرة في الهواء كحبات الماء في غير الأيام المذكورة. وهذه العلامات إذا دامت دلت على وباء يحدث بالناس. والضباب الكثير يؤذي الكرم جدا. وعلاجه إشعال قشر القصب والطواف بالليل بين الكروم فيزول ضرر الضباب وتعرضها على الأشجار العظام يدفع ضرر الضباب والكدورات والبخار العفن. وكذا التدخين بها على الأشجار يدفع الدود، والرماد يهلك الدود ويزيله من عروق الشجر، وكذا الكشف عن العروق في الخرفي. وإذا كان فساد الشجر من جفاف ويبس رطبت تربته. وإذا كان من نداوة وإفراط رطوية، يغير التراب بتربة يابسة حمراء أو بالرمل الذي على شاطئ الأنهار مخلوط بزبل عتيق.
    وعلاج الدود والأرضة يكون بالحفر عند العروق الراسخة في الأرض وطلائها بزبل الحمام مبلول بماء، وإذا علق على كرمة قدر شبر من جلد الضبع لم يقربها دود. وعلاج الدود في التفاح يكون بتقشير العروق وإخراج الدود منها وطلائها بروث البقر الرطب، وإن كان في التين دود فدواؤه أن يحفر في أصله حتى تبدو عروقه، فيوضع عليها الرماد ثم يردّ عليه التراب. وكذا التفاح إذا دوّد ونسج عليه العنكبوت، والدود الأحمر، فالرماد كما تقدم علاجه فإنه مجرب. وإذا ظهر في التين حب شبه الرمل، فاحفر أصله وأجعل عليه ترابا وزبلا طيبا، وأحسن سقيه. وكذا تبن الباقلاء وزبل الحمام يقلع الدود من كل الشجر. وأما احمرار ورق الكرم - ويسمى آفة النجوم - فعلاجه أن يطبخ الزيت والحمَّر بالماء طبخا جيدا ويلطخ به وهو حار. وقيل يثقب الساق الغليظ من الكرم ويدخل فيه وتد بلوط ويلصق بأصل الكرم ويوضع التراب فوقه، ويصب في أصله مريء مخلوط بماء جيد مدة ثمانية أيام ثم يؤخذ دبس التمر ويذاب بماء ويلطخ به ساق الكرمة. وقيل يذاب الدبس بالخل الشديد الحموضة، وتلطخ به الكرمة، وكذا حب البلوط، يحرق ويبل رماده ببول البقر، ويصب الحمًّر في أصلها أو يرشه عليها.
    وإذا احمر ورق الكرم يذاب الملح بالماء ويسقى به، أو بماء البحر، أو يشق أصل الكرمة ويوضع فيه أصل البلوط، ويغطى بالتراب كما مر. وأما عقد الثمر إذا قارب النضج ثم تحول لونه وأسود وظهرت أوراقها الصغيرة وأغصانها ما يشبه العرق فمعنى ذلك أن الشجرة مريضة وعلاجها أن تؤخذ البقلة البقلة الباردة اللينة ويعصر ماؤها ويخلط بسويق الشعير ويلطخ به ساق الكرمة وخشبها، أما العناقيد فتلطخ بالعصير دون سويق ويكرر حتى يبرأ ويرش عليها رماد الكرم مذابا بالماء، كما أن رماد الآس نافع جدا، وقد فيسد نصف العنقود مما يلي طرفه أو نصفه مما يلي المنبت، وذلك من رطوبة الأرض التي تشوبها الملموحة، وعلاجه أن ينقَّى ما حول العنقود من الورق، ومن الزوائد الطالعة من أغصان الكرم قرب العيون التي فيها العناقيد، فيصلحه الريح ويزول عارضه ويترك على كل عنقود ورقة، فإن لم يزل تؤخذ خمس قصبات مشتعلة في يد كل واحدة قصبة وتقرب من العناقيد التي دب فيها الفساد ويطرر ذلك كل أسبوع فيزول، ويمكن استعمال غير القصب أيضا. وقد فيسد العنب من المطر المتتابع في الخرفي، وعلاجه تفريق الورق المجاور للعناقيد لينفذ الريح أو تشعل النار حول الكرم برفق لئلا يصاب الكرم من حدتها، ويترك الرماد موضعه، ويسقى الكرم عقبه.
    وأما إفراط الرطوبة وكثرة نبات الفروع وسرعة طولها بسبب الحرارة أو الرطوبة الزائدة فعلاجه أن يكسح أطول أغصانها ثم ما يتلوه، وكذا تكسح القضبان الغلاظ بالمنجل، والرقاق باليد، ولا يبقى إلا اليسير. وإن زاد يؤخذ رمل من الأنهار ويخلط برماد، ويوضع حول أصول الكرم ويطمر وأحسن منه الحجارة البيض والحصى البيض المستخرجة من الماء توضع في أصوله. وأما وقد تجرح شجرة الكرمة عند منبتها القريب من سطح الأرض وعلاجه أن يوضع عليه تراب ناعم كالغبار مخلوط بمسحوق البقر المعجون بعكر الزيت والماء العذب ويطلى به، أو يحفر حول العضو المجروح حيث يوضع الخليط المذكور. وإن كان الجرح تحت التراب غطي بالتراب والزبل ثم يصب عليه كله بالماء والزيت والخل المطبوخ أو المخضوض في الأواني والطبخ أجود. وأما الجليد فعلاجه تأخير الكسح إلى وقت نبات الفروع وعند مظنته فتؤخذ عيدان الطرفا والآس فتحرق من موضع واحد ثم يؤخذ رمادها ويذر على الكرم ونحوه، فإنه يدفع مضرة ذلك، ويمكن أن يرفع الضرر أيضا برماد حطب الكرم مخلوطا بتراب ناعم معرض للشمس وينبش أصله ويجعل فيه قليلا من الخليط أو يزال ثمرها عنها ثم تكسح وتدخن بأرواث الدواب في ليلة الرابع من الشهر. وقيل إذا زرعت الباقلاء في الكرمة فقد دفعت ضرر الجليد عن الكرم.
    وأما السيل المفعم فلا شك أنه مضر لسائر الأشجار والنبات والبقول وربما أفسدها وغير طعم محصولها، فإن كان إفسادها يسيرا أمكن علاجه وإلا فلا دواء له إلا القلع وعلاج الفاسد قلبه أن يسقى الماء العذب بعد انحسار السيل شربة خفيفة مقدار نصف ساعة أو أقل حتى لحظة، وبعد يومين يسقى شربه أكثر وربما رش الماء على ورق الكرم والأشجار وفي أصول النخل، ثم بالفلاحة والحرث حوله. وأما التآكل في الغروس التي تنبت في الأرض المالحة أو يخالط ترابها زبل فعلاجه زرع القرع والقثاء والخيار والبقلة فإنه يدفع عنها ذلك التآكل والفساد. وأما النمل والجعلان والعفاية والدود - وهو أنواع - فعلاجها الذي يؤثر فيها كلها أن يؤخذ من الحنظل والشبرم وقثاء الحمار شيء ويجفف ويسحق ويطبخ بالماء والخل والملح حتى يتبخر الماء كله ثم يصب عليه ماء وخل وملح جريش ثم يطبخ ويعاد الماء والخل مرة ثالثة حتى يغمره ويكرر رابعا ويطبخ حتى يجف ويصير كالعسل، فيطلى به الساق الغليظ من الكرم فيطرد عنها تلك الآفات، وأن أضفي إليه مقدار ربعه قطران أو حرك ثم طلي به الساق طرد الدود والنمل والجعلان وغيرها. وإذا غرس إلى جانب الكرم من الحشيشة السمراء ثلاثة أصول أو أربعة، طرد عنها الهوام الطيارة والذباب.
    ويطرد النمل خليط الصعتر الجبلي والسداب البري والكبريت بعد أن يسحق ناعما ويذر حول جحر النمل فيهرب كله ورائحته قاتلة لسائر الهوام. وأما الذراريخ والعناكب التي تظهر في الربيع وأول الصفي فما يطردها ويطرد أشباهها قثاء الحمار والحنظل الذكر وروث البقر المخلوطة بكميات متساوية ومدقوقة ومعجونة بالماء يرش هذا الخليط ثلاثة أيام، فأن الذراريج تهلك مع جميع الهوام أو يبخر بروث البقر وجذور قثاء الحمار تهلك الزنابير والذراريج ونحوها، وتهرب أيضا من الورد والأشنة والقسط وشبهها مما له رائحة طيبة. والعناكب تهرب من مثل الكرنب، وكذا دخان روث البقر والزفت، تهرب منه الذرايخ. وأما البق - وهو الدويبة المنتة الرائحة - وهي تكون في الخشب وغيره فإنه يؤخذ بعضها فيضاف إلى عكر زيت ويدخن به، أو يعجن روث البقر بالزيت ويدخن به، فإنه يهلكها ويقتلها، وقثاء الحمار إذا دق ساقه وورقه وأصله مدة في الماء، ثم طبخ ورش به الخشب والشجر فإنه يقضي عليها، أو يؤخذ ماء بئر يلقى فيه قبضة من ملح ويطبخ ساعة ثم يرش عليها وهو حار فإنه يقتلها. والبق لا يقرب شجر الطرفا والسرو، وإذا بخر بالشونيز بيت لم يدخله بق، وكذا إذا بخر بنشارة الصنوبر أو دخن بورق الأترج اليابس أو بورق التين اليابس أو بحب المحلب وكذا بالعاج أو جلد الجاموس أو بالعلق، وكذا بأغصان شجر السرو، وإذا نقع سداب في خل ورش به البق هرب، وإذا دق بصل العنصل ومزج بخل خمر وطلي بع السرير أو الخشب أو نحوه لا يقربه البق، وإذا وضع في محله قطران طرده، وكذا دخان الكمون والآس ودخان الترمس. وإذا طبخ الأترج بدهن وخل وطلي به شيء لا يقربه البق.
    وأما علاج النمل الكائن في الشجر فيدلك ساق الشجرة الملساء بطول شبر بحجر أملس يدار به حوله حتى يتصل طرفاه وليكن دلكا جيدا حتى يملس ثم يطلى من فوقه ومن تحته بمغرة محلولة بالماء، فإن النمل لا يقربه وقيل تخلط المغرة بقطران وروث مدقوق ويطلى بها ساق الشجرة فلا يصعد عليها النمل. وإن طلي بذلك جرح في الشجرة التحم ذلك الجرح. وقيل إن دخن موضع فيه نمل بأصول الحنظل هلك من ذلك النمل كل ما شم رائحته. وإذا بخر مكان فيه نمل بنمل أو مكان فيه جراد بجراد أو عقارب بعقارب هرب ما تبقى منها. وقيل كذلك الأمر بالنسبة لسائر الهوام. وكذا الفوذج والكرنب إن سحقا ناعما وذر مسحوقهما على مداخل أحجارها بما في ذلك الزنابير والنمل وطردها.
    عفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
    ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا))


    حمل toolbar alexa لتصفح أسرع و حماية أكبر


    يداً بيد نبني سورية الغد




  • #3
    مغترب ذهبي
    الحالة : SHARIEF FATTOUH غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Mar 2010
    رقم العضوية: 96
    الإهتمامات: Jannat World
    السيرة الذاتية: محبوبتي دمشق
    العمل: مساعد مهندس ميكانيك
    المشاركات: 2,664
    الحالة الإجتماعية: أعذب
    معدل تقييم المستوى : 183
    Array

    وقد يعمق للغروس الحفر في أرض رقيقة فيسرع إليها الجفاف وعلاجها أن لا يعمق لها في الابتداء، فإذا أتى عليها خمس سنين برزت عروقها على وجه الأرض فيقطع منها مقدار ذراعين، وتحفر حفرة غير واسعة بقري الأصل بعمق ذراعين يوضع فيها طرف العرق المقطوع ويغرس مستقيما. وأما الجفاف من شدة العطش ونقص الثمر فعلاجه أن تؤخذ ثمرة الزيتون وهو أخضر صغير بحجم حبة اللوبيا ويدق في هاون من حجر ويرش عليها قليل من ماء مطر في إناء نظفي ويغطى ويترك أربعة عشر يوما، ثم يعصر ثم يعاد دقه وعصره بشدة ثم يدق ويعصر ويكرر ذلك حتى لا يبقى فيه الشيء من الماء، ويترك في إناء نظفي في موضع بارد ندي ثمانية وعشرين يوما ثم يستعمله، فإن له تأثيرا عجيبا في الأشجار والخضر وفي الإنسان أيضا، وإذا أراد الإنسان تركيب الأشجار، يقطع الغصن من الشجرة المركب عليها ويطلي موضع القطع بيسير من ماء هذا الخليط ثم يركب فإنه يخرج كما يريد، وإن خلط من هذا الماء خمسة دراهم في الماء الذي تسقى به البقول خرجت البقول غضة ناعمة سهلة المضغ والطعم، وإن خلطت خمسة دراهم منه برطل ماء عذب ورش به شجرة جافة كل يومين عشر مرات عاشت وكذا حين شدة العطش أو نقصان الثمر أو حين ارتفاع حرارة الشمس يخلط مثقالان منه بثلاثين أو خمسين رطلا من الماء العذب، ويصب في أصل الشجرة أو النبات فإنه ينفعه وما عاد تضره قلة الماء. وبول الناس ينفع الكرمة العتيقة منفعة عظيمة، وإذا احترق ورقها في الصفي، يكشف عن أصلها في كانون الأول ثم يحفر كل شهر ويسقى بالماء مرارا. وإذا سقط ورق التين يثقب أصله، ويدخل عود بلوط أو غيره، ويغطى بالتراب.
    وإن كشف عن أصل التين وصب عليه ماء نقع فيه ورق الزيتون نفعه من الدود والآفات وكثر حمله، وكذا ينفعه بصل الفار إذا غرس في أصله، وكذا الأمر بالنسبة للتوت. وزبل الناس والمعز وزبل الناس والمعز إذا خلط بالماء وسقي به مرات سلم. وكذا زرق الحمام إذا استعمل في البرد. ومما ينفر البهائم عن رعي الشجر دهن رأس الماعز وشحمه، وشحم الخنزير إذا طبخ وروث الكلب إذا خلط بأبوال الناس أو الماء ولطخ به الورق أو دهن به خرق وعلقت على الشجر، فإن البهائم تهرب من رائحته، وإذا صب عكر الخل في أصول التوت نفعها وأسرع في نضج ثمرها واستطاب دود القز ورقها، وإذا علق على الزيتون شيء من الحديد مشدود بخيط صوف أعان على نموه وتحسين فروعه ودفع الآفات عنه. وإذا بدأت الزيتونة بالحمل بعد عامين أو خمسة من غرسها يلقط حملها بأسره ويدفن في أصلها فإنه يعجل في نموها وتقويتها. وإذا ذبلت يشعل تحتها سراج كبير ليلة السبت وليلة الأحد وليلة الاثنين وليلة الثلاثاء ويرش عليها في هذه الأيام زيت مخلوط بماء، فإنها ترجع إلى حالها. وإذا اعتلَّت الزيتونة يطرح عند أصلها نوى الزيتون الرطب الجديد ويترك عاما، ثم ينزع، فذلك ينفعها. والعطش المفرط يهلكها ويهلك سائر الأشجار وشجر الزيتون يصيبه اليرقان لكنه يزول بالمطر الكثير، أو يسقى ماء عذبا من نهر جار أياما ويرش عليه الماء مخلوطا بزيت يوما فيوما.
    ودود التفاح يهلكه بول المعز وذلك إذا كشف عن أصله وصب عليه حتى يرتوي ثم يترك أربعة أيام ثم يسقى في الخامس والسادس عند غروب الشمس. وإن طليت عند الغروس بمرارة البقر لم يدوّد ثمره. وكذا إذا غرس بالقرب منه بصل الفار لا يدوّد ثمره. وكذا إذا غرب بالقرب منه بصل الفار لا يدّود ولا يسقط ورقه وأبوال الناس توافقه وبعر الغنم المنقوع في نبيذ عتيق إذا صب على أصوله يمنع الدود وزاد في حجم ثمره واحمراره، وكذا زرق الحمام المنقوع في الماء إذا صب عند أصلها، وكذا بعر المعز وجميع ما ذكر الكمثري، ومما يزيل جميع أمراض التفاح أن يؤخذ قشر اللوز وورقة والأجود لبَّه أو كلها معا وتسحق ناعما وتخلط بروث البقر ويلطخ بها شقوق شجر التفاح والغليض من أغصانه، ومما يحلي التفاح صب دردي الشراب العتيق على عروقه، ومما يداوي به الشجر بشكل عام إذا عرضت له آفة، أن يؤخذ روث حمار رطب ويجعل في إناء ويصب عليه الماء ويسقى به الشجر سبعة أيام بقدر جرة كل يوم ثم يسقى بالماء العذب بعد ذلك، يسلم من الآفات. واحمرار التفاح والخوخ يمكن الحصول عليه إذا جعل الشجرة في السنة الرابعة أربع مرات من أبوال الناس.
    ويعرض للموز ذبول وموتت، ودواؤه من جميع أوصابه أن تنبش أصوله ويصب عليها ماء مخلوط بمسحوق من ورق الموز مخلوط بزبل غنم، ويرش على أغصانها خمر ممزوج بماء، أو يرش ماء المطر ويغبر عليها بالتراب الناعم الخصب، وكذا دم شاة ممزوج بماء حار يكون أكثر من الدم، ويداوى بذلك أصل الزعرور والأزدرخت، ويزول دود المثري بأن يطلى أصلها بمرارة البقر، وكذا يزبل أصلها بزبل مركب من غائط الناس وروث البقر مع شيء من ورق الكمثري مخلوطا بتراب ناعم، وكذا إذا استعمل ورق السفرجل مبلولا بالماء وردي الزيت فانه إذا طلي به ساق الكمثري وأصلها نفعها جدا ودفع الدود والفار عنها وقد تكون علتها من تأخر امتداد جذورها في الأرض وعلاج ذلك الحفر عليها وإزاحة العوائق أو تنحيتها. وكذا علاج السفرجل إذا تعقد خشبها وظهر بها تآليل أو نحو لك فأنه يحفر عن أصولها في شهر كانون الثاني بخليط مصنوع من زبل عتيق ورماد زرق الحمام ثم يصب عليه الماء ثم يلقى عليه حمل من الحصا ويرد عليه التراب ثم يسقى بالماء العذب بعد أن يكون شذب قبل ذلك في آذار. والسفرجل لا يتحمل الزبل كما تقدم. والرمان ينفعه بصل الفار ولا يدعه يتشقق ويزيد من حمرة حبه وأن جعلت تحت الأرض حجارة حول أصله فإنه يتشقق، وقيل ان تنكيس قضبانه عند الغراسه يمنع تشققه بعد أن يسقى أصله بماء خلط برماد الحمام.
    وأما الأترج والنارنج والليمون ونحوها فإنها إذا اعتلت يكشف عن أصلها ويجعل عليها الرماد الأسود ورماد الحمام وشبهه، ثم يرد عليها التراب ويسقى بالماء والنارنج ينفعه دم المعز الحار أو دم الإنسان م فصاده أو حجامه، وقيل بل سائر الدماء توافقه فيجود ويثمر ويحمر ثمره، وقيل يترك مكشوفا أياما للهواء ثم يغطى بالتراب يمنع عنه اليرقان، ولا سيما الدم المذكور، وإذا حصل للأترج نكسة من برد أو حر، فعلاجه أن يسقى الماء البارد إن كان مرضه من حر والماء الفاتر إن كان من برد، ويزبل بزرق الحمام مخلوطا بتراب عفن وقد يضاف إليه ورق أترج حتى يعفن ثم يطمر به ويصب في الأصل الدم المختلط بالماء الساخن وغائط الإنسان اليابس فإنه يدفع عنه صفرة الورق. والليمون يجود بصب الماء الحار في أصله ثم أبوال الحمير. والعناب له دودة بيضاء كالقملة تلحس الورق، لا سيما الحلو منه، وعلاجه أن يطلى الساق بالقار، وعلاج السواد الحادث في ورقها والجفاف، لا سيما في الخرفي، أن يرش بالزيت والماء الحار بعد خلطها خلطا جيدا ويكون ذلك يوم الأحد بعد الغياب ويصب في الأصل ماء حار مختلط بزيت يوم الاثنين ويرش عليه الباقي يوم الثلاثاء وهكذا يوما فيوما أربعة عشر يوما، سبعة أيام رشا وسبعة أيام سقيا، فإنها تعود إلى حالها طرية ندية. وتمر النخل إذا صار ماويَّا يغبر بمسحوق الورد عند تلقيحها، ثم تحرك شماريخ الفحل فوقها حتى يقع غباره على الأرض، وإن لم يتيسر الورد فورق الآس المدقوق فإن لهما فعلا عجبا. وأما الورد إذا أبيض قضيبه فلا خير فيه وعلاجه قلعه، ويكون ذلك في كانون الثاني ثم تسوى أرضه ولا يزرع فيها شيء فبقايا جذوره تنبت في نيسان نباتا حسنا فإذا استوى في أيار ينبش وينقى عشبه ويترك نحو ثمانية أيام ثم يسقى فإنه ينمو ويندفع بسرعة، وله علاج آخر وهو أن يعطش حتى يجف ورقه وما حوله من عشب في كانون الثاني، ثم تلقى عليه النار في تشرين الأول ثم يسقيه المطر بعد ذلك فإنه يندفع في أول الربيع ويزهر بالورد. وإذا كان في ثمر الأجاص مثل الحصى، يكشف ن أصوله وينقى من الحصى، ثم يعاد إليه التراب، وصغر الثمر إن كان من إفراط الحمل فعلاجه التخفيف عنه قبل إدراكه، وإن كان من داء يكشف عن أصله بمقدار ثلاثة أشبار وتلقى فيه حجارة صغار حتى يرتدم الموضع ثم يعاد التراب عليه ويسقى كل أربعة أيام مرة فإنه يعظم ثمره. وقيل يثقب في أصله ويضرب في الثقب وتد صفصاف. وأما تحلية المر من اللوز، فيثقب في أصله فوق وجه الأرض ثقبا مربعا فإن ثمرته تحلو، ويحفر حول أصلها، ويلقى فيها زبل خنزير ويصب عليها بول ويغطى بالتراب ويسقى. وكل شجرة يقطع ساقها يتغير ثمرها، وإن أردت تليين قشره وترقيقه فأكشف حول الساق حتى تنتهي إلى الأصول على وجه الأرض، فاسقها دائما ماء حارا سقيا قبل أن تلقي زهرها واكشف عن أصولها عند الساق فإن ما لا يحمل إلا ورقا، يثقب في الساق مما يلي الأرض، ويجعل فيه من خشب الصنوبر ويضرب عليه، ثم يصب عليه بول إنسان، ثم يطمر. وشجر الجوز إذا اصفر، فعلاجه أن يسقى الماء الحار، ويرش منه على أغصانه وأوراقه ويصب في أصله الدم، ودم الجمال إذا خلط بماء حار وصب في أصله كان الأنفع. وقيل إن ثقب في أصل شجر الجوز بعد إطعامها بفولاذ لطفي حتى ينفذ من الجانب الآخر، وترك الفولاذ في أصلها، فإن ثمرها وجوزها يصير رقيق القشر سليما سهل الكسر، وعلاج سقوط ورقها يكون بالحفر عميقا والسقي بالماء وتشذيبها في العام القابل قبل أوانها. وإن اصفر من كثرة السقي فعلاجه منع الماء عنه، وعلاج البرد والجليد ونحو ذلك يكون بالزبل والسقي ولا يعالج إلا الفتي منها، وأما المسنّ فإذا كثر فيه الجفاف يقطع أو ينشر قرب موضع ليس فيه جفاف فذلك أجود ويكون في فصل الخرفي فإنها ترجع كالفتية.
    وإن خفي اليرقان على الشجر أو الزرع يؤخذ غصن من الغار وينصب وسط تلك الأرض فلا يصيب اليرقان شيئا في تلك الأرض. وإن شق الأصل من الشجر شقا غير نافذ ومليء ملحا مسحوقا وردّ عليه التراب مات الدود ويكون ذلك في شهر كانون الثاني والدود المسمى بالكلب وهو دود طويل أخضر يضر ظاهر الشجر وغيره من الدود يضر باطنه أو يأكل جوفه وييبسه، وعلاجه أن يؤخذ قير ويخلط بمقداره كبريت ويدخن به فإن الدود كله يموت ظاهرا وباطنا من ريحه. ورماد شجر التين يمنع الدود الكلب. وأما دود الزبل والرماد الأسود والذهبي ونحوها، فيقتلها كشف الأصول بالحفر وتنقية الدود، ويؤخذ رماد الحمامات الأسود التي تحرق فيها الأزبال ويلخط معه رمل وملح بمقدار السدس ويخلط به تراب مأخوذ من وجه الأرض ويجعل ذلك حول الأصول بعد تركها مكشوفة للهواء أسبوعا. ورماد الحمامات الأسود الحديث ينفع الخضر والبقول وأما التقبض الذي يصيب الأشجار فمرده سببان: أحدهما كثرة النمل الصغير ذي الرائحة النتنة فهذا يأكل العيون والعروق ويتولد منه مثل المن وهو لزج يلصق بالشجر ولا يزال يزداد حتى تفسد الشجرة وتيبس. والثاني يكون في مثل الخوخ والقراصيا والكمثري والسبب هنا حرارة الشمس فإنها إذا خرجت عن حد الاعتدال اجتمع عليه حران - حر الشمس وحر النمل -، وحينذاك ينقبض الورق ويلتف على بعضه. وعلاجه إذا ظهر النمل على الشجر أن يوضع حول الشجرة أناء فيه ماء فإن النمل إذا وصل إلى الماء لم يتجاوز إلى أعلاها فيرجع إلى أصلها حيث يكون موضوعا عظام مدهونة بالعسل فإذا تعلق النمل بها أخذت ورميت في الماء بعيدا عن الشجرة، ويتكرر ذلك حتى يقضي على ذلك الذر، وأما النمل الموجود على الأغصان فعلاجه أن يرش بمنقوع الافسنتين يوما وليله فأنه يفنى. وإن كان التقبض من حرارة الشمس تؤخذ حثالة تراب الفخار الأحمر مضافا إليه الجص العتيق المطفي وتغطى به العروق. والصوف الأبيض المنفوش لا يقربه نمل فإذا لفّ حول الشجرة أو الإناء منعه. وحجر المغناطيس إذا وضع على أبواب بيوت النمل لم يخرجن وهربن إلى غور الأرض.
    وجرح الشجرة يداوى بتلطيخها بالزفت والقطران، وأما الجراد والذباب ودود الأرض فيبعدها الخردل إذا زرع في ثلاث نواح من الأرض التي فيها الزرع أو الشجر. والسيكران إذا نقع في الماء يوما وليلة ثم خلط بالخل ونضح به الشجر قضى على البق والبراغيث الكائنة على الثمار والخضر. والماء الحار الشديد الحرارة إذا خلط برمان عيدان الكرم ونضحت به الشجرة في كل يوم مرة طرد الدود الأخضر الطويل المسمى بالكلب. والقنبيط تلحقه آفة في منبته وثمره، ومنها حيوانات تحدث في رؤوسه كالبق والبراغيث والقمل والوزغ. فالبق والقمل يقضى عليه بالدخنة بالحمَّر والكبريت حتى يمتلئ الموضع بالدخان، أو يؤخذ خل جيد ويذاب فيه كبريت ثم يرش المحلول على الأصول، فإنه يطرد تلك الآفات أو يقضي عليها. والدود الكبير يهلكه دردي الزيت مخلوطا بمرارة البقر إذا ما رش به على المنابت ومنابت الشبرم الذي ليس له لبن إذا قطع وطبخ وصبت عصارته في مدخل الماء الجاري إلى أصول القنبيط، أهلك الوزغ والدود الكبير وغيرها.
    عفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
    ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا))


    حمل toolbar alexa لتصفح أسرع و حماية أكبر


    يداً بيد نبني سورية الغد




  • #4
    مغترب ذهبي
    الحالة : SHARIEF FATTOUH غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Mar 2010
    رقم العضوية: 96
    الإهتمامات: Jannat World
    السيرة الذاتية: محبوبتي دمشق
    العمل: مساعد مهندس ميكانيك
    المشاركات: 2,664
    الحالة الإجتماعية: أعذب
    معدل تقييم المستوى : 183
    Array

    الباب السابع
    في تشكيل الفواكه وغيرها


    واكتسابها المنافع الغريبة والصفات العجيبة، وما يلحق بذلك من النوادر والملح واللطائف
    اعلم أن تشكيل الفواكه والأترج والعنب وغيرها، كالخيار والقثاء والقرع والبطيخ إلى أي شكل أردت، يكون بأن تدخل ما أردت تشكيله في قالب أعددته لذلك، غير خشن، ينطبع فيه شكل ذلك القالب كفي كان، وإن كان على صورة حيوان انطبع على صورته. وقيل إن ذلك لا يكون إلا في الأترج خاصة، والعنب إذا أردت أن يطول حبه فيضل من قصب الأقلام أنابيب بطول الخنصر أو أقل فيدخل كل حبة أنبوبة منها. ويربط في معلاق العنقود لئلا يخرج منها، فإذا نضج العنب انطبع حبه على صورة الأنبوب وقدره، ولا بأس ان كان الأنبوب من نحاس، وإن جعل فيها ثقوب جاءت الحبات فيها نتوءات ظاهرة بقدر تلك الثقوب وإن جعل العنقود وهو صغير في قالب خشن شكله صنوبري، أو في زير مثقوب أو نحو ذلك، فإن ذلك العنقود ينضغط ويصير كأنه حبة واحدة، فيكسر ذلك الظرف ويخرج منه العنقود وقد أخذ شكله. وكذا القرع والخيار نحوهما، يدخل كما أردت وهو صغير في قالب خشب أو فخار ويدفن تحت الأرض ولا يغطى بتراب كثير، ويكون طرفه الآخر خارجا غير مدفون ومفتوحا يدخله الهواء، فإنه يطول على طول القالب وشكله، وإن كان في القالب نقش أو صورة أو كتابة انطبع ذلك في الثمار. ويكون القالب قطعتين.
    أما طريقة جعل عنقود العنب المختلف الألوان من أبيض وأسود وأحمر وطويل ومدور وما أشبه ذلك فهي أن تأخذ من العنب قضبانا مختلفة مطعمة مثل قضيب عنب أبيض وأسود واحمر وطويل ومدور وهكذا وقت جري الماء في العود، يرضّ كل قضيب منها برفق بعود أملس على عود آخر مثله ويحذر أن يصيب ذلك الرض عيونها، ثم فيتل بعضها على بعض في موضع الرض ويربط بخيط ونحوه في مواضع كثيرة لئلا تنحل ضفائره. وقيل تقطع أطراف تلك القضبان وتسوى عقدها وتجعل عيونها بعضا مع بعض ويوثق رباطها ولم يذكر أنها ترضّ قبل ذلك، ويدخل المربوط من جهة الأطراف الغلاظ من القضبان في حلقة أو حلقات من قرن ثور أو عظم ويملأ بروث البقر الطري ويغرس في حفرة في تراب طيب، ويغيَّب القرن أو العظم في الأرض إلا مقدار إصبعين منه يترك خارجا، ويترك من الأطراف الرقاق من تلك القضبان خارجا قدر ثلاثة أصابع من كل قضيب منها، وليكن فيها تلقيح، ويكون تحت التراب منها أربعة أعين وتتعهد بالسقي، فإنها تلتحم كلها ويكشف عنها بعد ثلاث سنين، وقيل سنتين ويكسر ذلك العظم أو القرن، وقد أصبحت القضبان شيئا واحدا. فيقطع ما خرج من العظم منها كلها بحديد قاطع ناعم، ولا يبقى إلا الملتحم ويرد عليه التراب ويترك خارج التراب ما يلقح، فإذا خرج قضيب واحد يقطع سائرها فإن عنبه يكون ملونا.
    وطريقة أخرى وهي أن تشق أوساط القضبان ولا يصيب الشق كعوبها ولا مخ أجوافها، ثم يؤخذ واحداً واحدا ثم يلصق بالقضيب المشقوق وتقرب أنابيبها، ثم تشد ويغطى بروث البقر وورق العناب، ثم يطين بطين لزج أو بعنصل مدقوق، ويغرس. وقيل يشق كل قضيب برفق لئلا تفسد كعوبها، ثم يضم كل قضيب إلى الآخر، ويدخل بعضها في بعض ثم تشد ببردي أو بخيط حتى تصير كالقضيب الواحد، ثم تطلى بروث البقر وتطين وتغرس. وقيل يشق كل قضيب فيؤخذ من كل لون نصف قضيب وترض كلها برفق، ويضم بعضها إلى بعض وتربط كما تقدم، وتطلى بروث البقر وتغرس منحرفة في أرض طيبة، في حفرة عمقها ذراع ويترك فوق الأرض كعبان، وتسقى بالماء ثم ترش كل يوم بالماء حتى تنبت، فإنها تصير قضيبا واحدا وتثمر عنبا ملونا. وقيل ينقل بعد عامين إلى موضع آخر.
    وإن أردت أن تكون رائحة العنب كرائحة الآس، فلف قضيب العنب بقضيب الآس حين تغرسه، فإن رائحة العنب تكون كرائحة الآس وهو أخر أنواع العنب. وإن أردت أن يكون العنب طيب الطعم فادهن القضيب حين تغرسه بالزيت، أو انقع طرفه في الزيت، فإنه يطيب طعمه، وإن أردت أن تزيد في حلاوته فخذ من دبس النحل شيئا وذوبه بماء عذب وصب في أصله باستمرار قبيل القطاف بنحو خمسين يوما، فإن العنب تزداد حلاوته بشكل ملحوظ. أما شجرة التين المختلف الأولان فتفصيل ذلك أن تؤخذ قضبان من أصول مختلفة الأولان وتشق القشرة من كل قضيب من جهة واحدة وتسلخ عن العظم، ولا تفصل منه وتدخل تحت قشرة قضيب آخر، وتجمعها جميعا وتغرسها على نحو ما تقدم. وقيل يرضّ كل قضيب منها كما ذكر في العنب، ويفتل بعضها مع بعض، ويربط في مواضع كثيرة من موضع الفتل، ويطلى بروث البقر أو بعنصل مدقوق كما تقدم، ويغرس في أول كانون الثاني. وقيل يخلط ترابه بروث الحمير وتبن الفول ويسقى، فإذا نبت تفتل قضبانه برفق بعضها مع بعض حتى تكون كقضيب واحد، وتطلى بروث البقر وتكبس، فإنها تلتحم كالقضيب الواحد، وتنقل بعد عامين فيكون في الغصن حينئذ ألوان مختلفة. وقيل تفتل القضبان وهي صحاح غير مرضوضة، وتربط بإحكام في ثلاثة مواضع، وتدخل في قادوس مثقوب السفل ثم يملأ بالتراب ويغرس، فإنها تلتحم وتصير كعود واحد، فيقطع أعلاها بعد عام من حد الاتصال، فإنه يلقح، والذي يدرك منه يحمل في أعينه ثلاث تينات مختلفات الألوان. وقيل تدخل القضبان في حلقة من قرن ثور وشبهه لتنضغط فيه ويطين عليها وتغرس، فإذا التحمت بعد سنة أو سنتين نقلت، فتأتي بألوان مختلفة. أما طريقته في بروز التين فيؤخذ تين مختلف الألوان ويخلط بروث البقر اليابس أو غائط الآدمي، يوصر في خرقة كتان، وتطلى الصرة بروث البقر وتدفن في تراب خصب ويطرّى بالسقي كما يتعهد ببروز الفاكهة - وقد تقدم - حتى ينبت ويستقل ويصلب، فيفتل بعضه ببعض، ويربط ويطلى بروث البقر ويكبس كما تقدم، فإذا كبرت نقلت، ويغيَّب أكثرها تحت الأرض وتتعهد بالسقي فتطعم تينا ملونا ويصنع ببزر العنب مثل ذلك. وكذا إذا عرضت عيون من شجرات مختلفة في موضع واحد، فإذا استقلت يصنع بها كما تقدم. وكذا يعمل بالقضبا المتجاورة المختلفة الألوان وهي على الأشجار الأم دون أن تقطع، ثم تكبس وتنقل وهذه أكثر إنتاجا وأقوى على تحمل ما قد تتعرض له من الآفات وتغتذي من أصولها حتى تلتحم.
    وقيل يعمل من قضبان العنب مثل ذلك فيكون العنقود ذا ألوان مختلفة. وإن أردت أن يكون العنب بلا بزر فشق ما يوازي الأرض منه نصفين وانزع لبابه من جوفه برفق واحذر خدش ذلك الشق، ثم شد عليه ببردي أو خيط ثم أغرسه في الحفرة قائما وصب في أصله كل ثمانية أيام رُبَّا أو عصيرا ممزوجا بالماء حتى يعلق، فيخرج منه عنب بلا بزر. وإن أردت أن يخرج الخوخ - وهو الدراقن - بلا نوى وكذا الرمان، فيشق ما يوازي الأرض من ملخه على علو أقل من ذراع، ويخرج لبه برفق ويشد ببردي ونحوه ويغرس، فإذا علق وأورق يقطع من فوق ذلك المشقوق ويتعهد بالسقي حتى يلقح في ذلك المشقوق، فإنه إذا أطعم يكون بلا نوى ويترك في الشق فوق الأرض ما مقداره ثلاثة أصابع مضمومة. وكذا فيعل بالكمثري، فلا يكون فيها من داخل ثمرتها مثل الحجارة، وإن كشف عن أصل الخوخ وثقب فيه ثقب فاستخرج منه لبابه، ثم ضرب فيه عود صفصاف قلّ نواه.
    وأما دسّ أنواع الطيب والحلاوة والترياق والأدوية المسهلة فإنه يكون بطرق: منها أن يعمد إلى شجرة مطعمة من أي نوع كان في شهر تشرين الأول وما يقاربه حين انحدار الماء من أعلى الشجرة إلى عروقها عند سقوط الأوراق، فيشق في ذلك الوقت عرق الشجرة، التي يريد أن يعمل فيها ما يريد من ذلك الأرض بالنقار حتى يصل إلى المخ الذي في جوفها ويأخذ ما يريد من طيب أو مسهل أو ترياق أو حلو وما أشبه ذلك فيأخذ مثلا من المسك أو الاكفور للشجرة الكبيرة درهما ومن القرنفل خمسة دراهم ومن المسهل تسعة دراهم قدر ثلاث شربات. وللشجرة الصغيرة كالنقلة أو القضيب أقل فيؤخذ من أي هذه شئت أو غيرها أو نحو هذا المقدار فيسحق برفق غبارا ثم يلقى في ذلك ثلاثة أمثاله من القير ومثله من الشب الطيب ويجعل في صلاية نظيفة ويذوب القير بالنار ولا يصب عليه المسك مثلا وهو سخن فإنه فيسد المسك بل يسحق لئلا يجمد القير ويدعك في الصلاية بحجر ونحوه فإذا صار جسدا واحدا يعمل منه شكل فتيلة وتدخل في الشق الذي نقر في أصل الشجرة بالمنقار حتى يصل إلى مخها ويطبق عليه بقشر محكم من تلك الشجرة بعينها ويربط ربطا مستوثقا ويطين عليه بالطين الأحمر اللزج المعجون بالشعر فيفوح رائحة ذلك أو يظهر الحلو أو الدواء فيكون في ثمرة تلك الشجرة قوته أو طعمه، وكذا كل صنف إضافته إلى القير والشب ودسته في الشجر، ولا يعمل ذلك عند صعود المياه من أصول الشجر إلى أعلاها فإن ذلك الماء يخرجه من ذلك الشق فلا يوجد له أثر. وإذا فعل في تشرين الأول أو الثاني فإنه لا يأتي عليه الربيع إلا وقد التحم ذلك الشق فانسد فلا يخرج منه شيء من ذلك الذي يدس فيه فإذا نزل الماء أسفل تحدر إلى عروقها ونزل يقوي ذلك الطيب والحلاوة والدواء إلى أصولها وعروقها ويصعد مع المياه الصاعدة من العرق إلى أعلاها أرقه وأزكاه وقتا بعد وقت حتى يبرز الزهر وتعقبه الثمرة فيكون ذلك فيه. وأما دس ذلك في القضبان والنقلات حين غراسها فيؤخذ القضيب في شهر كانون الأول فيشق في وسط طرفه الذي يكون في الحفرة بمنقار لطفي ثقبا غير نافذ إلى الجهة الأخرى ويفتح ذلك الشق حتى يظهر المخ الذي في جوف ذلك القضيب إلى آخره وهو يشبه الصوف ويبدل مكانه الفتيل المذكور بعد أن فيتح بمنقار ثم يخرج ويسد على ذلك الشق ويربط عليه شريط أو لفي أو بردي من أول الشق إلى آخره ثم يطلى بطين أحمر لزج معجون بشعر ويلف عليه خرقة كتان صفيقة ويدخل القضيب المذكور في قادوس مثقب الأسفل حتى يجعل المربوط في وسطه ويزحم عليه بالطين الأبيض حتى يمتلئ القادوس ثم يغرس في حفرة يبسط فيها ويعمل في غراسه كما تقدم ويتعهد بالسقي قدر الكفاية ويدبر بما يوافقه فإنه إذا أثمر فاح من ثمره رائحة ما جعل فيه. وكذا يعمل بالغرسة المنقولة وبالكرمة، لكن الكرمة يشق قضيبها نصفين على طوله إلى آخر ما يوازي الأرض منه، وقيل قدر شبر، وقيل إلى آخره، ويحافظ على عقده لئلا تفسد، ويرمى ما في وسطه من المخ من الجهتين، ولا يترك منه شيء فيه ويجعل مكانه ما شاء كالسكر أو العسل أو اللوز المدقوق أو التمر الهندي أو المحمودة أو الصبر أو الترياق أو أي نوع شاء من الطيب كالمسك والكافور أو القرنفل أو البان ونحو ذلك، ثم يضم القسمان أحدهما إلى الآخر حتى يرجعا إلى هيئتهما الأولى فيربطان في مواضع عديدة بخيط صوف أو نحوه ويطليان بروث البقر الطري، ثم يطين بطين غير مخلوط وروث دواب مسحوق ومعجون بالطين، ثم يغرسان حيث كان ويسقيان حتى ينبتا شجرة واحدة يكون طعم ثمرها ورائحته كطعم ما وضع فيهما مما ذكر.
    وأما تلوين الورد وغيره فله طرق: منها تصفير الورد بأن يعمد إلى أصل الورد في شهر كانون الأول فيقشر القشر الأسود الذي على العروق دون إزالته ويشق بالطول ثم يرفع القشر بحديد رقيق من كل جهة عن العرق دون أن فيصل من الأعلى ولا من الأسفل، ويعمل ذلك والعرق وساق القضيب الذي فيه قائم على حاله ثابت في أرضه، ثم يؤخذ منه مسحوق الزعفران الطيب فيحشى به ذلك الخلل الذي بين القشر وعرق الورد، ثم تلف عليه خرقة كتان ويشد رباطه ثم يجعل عليه الطين ويترك مكانه ويرد عليه التراب، فإن ورده يخرج أصفر. منها أن يخرج الورد لا زورديا وذلك بالطريقة المذكورة في التصفير غير أنه يجعل بدل الزعفران من النيل الطيب فيأتي ورده لازورديا حسن المنظر. وقيل إذا حل النيل بالماء وسقي أصل الورد به من تشرين الأول إلى أن يورد، يخرج ورده لازورديا حسن المنظر. وإن أردت وجود الورد في غير أوانه بأن يقطف في الخرفي مثر يعطَّش إن كان سقي زمن الحر ولا يسقى بعد ذلك، ثم يسقى في آب تكرارا، فإنه يلقح لقحا جيدا ويورد في تشرين الأول وفي الربيع أيضا. وكذا إذا حرق الشارف منه في تشرين الأول وأريد استعجال ورده يسقى بالماء بعد إحراقه مدة ثمانية أيام ويقطع عنه الماء أربعة أيام ثم يسقى ثمانية أيام ثم يقطع وهكذا خمس مرات، فإنه يلقح ويورد في الخرفي. ومن أراد أن يجني الورد أي وقت أراد من العام يعمد إلى الورد في شهر أيار إذا فوّه للفتح وظهرت في أطرافه الحمرة، فيميل أغصانه إلى الأرض نزولا ولتكن رؤوس الورد مرتفعة من غير أن تمس الأرض فإنها إن مستها فسدت، ومتى أردت الورد عدت فأطلقت قضبانه وعرضتها الهواء فإنه فيتح ويجني في ذلك الوقت. وهناك طريقة أخرى وهي أن تقطع رؤوس الورد إذا فوّهت للفتح بعراجينها، وهي أغصان متصلة بها وتأخذ قلَّة جديدة وتجعل فيها قدر نصفها من الرمل الرقيق، وتغمس تلك العراجين في القير المذاب ثم تغرس في الرمل في تلك القلة وتطين وتدفن في التراب، فمتى أخرج وقطع، وغمس في القير ونقع في الماء ساعة ثم يعرّض وهو في الماء للشمس، فإن ذلك الورد فيتح ويظهر في حينه. ووسيلة أخرى يجنى فيها الورد في الخرفي وهي أن يعطش في آب وأيلول، فمتى أردت الورد في أي وقت أدخلت عليه الماء فسقيته مرة ثم أخرى ينبت ويلقح ويظهر الورد.
    وإذا أردت التفاح في غير وقته يعطش شجر التفاح طوال أيام الحر ثم تسقى في أول آب بالماء تكرارا فإنه يلقح تفاحا جيدا لا سيما إن كان في الخرفي رطبا. ومن ملح الفلاحة وظرائف الخواص إحراق أغصان بعض الأشجار في أصول أشجار أخر فتحمل في غير وقتها، منها إذا حرق السذاب في أصول الورد حتى يرتفع وهج الإحراق إلى الشجرة دون أن يقرب أصلها وذلك في أي وقت كان من السنة التي لا ورد فيها فتحت الورد بعد أيام قلائل، ويجمع رماد ذلك ويخلط بالتراب وينش أصل الورد ويوضع التراب فيه ثم يسقى كالعادة تأتي النتيجة كما ذكر. ومنها الكمثري والخوخ، إذا أحرق جزء من شجر الدلب، وجزء من شجر اللوز في أصل ما ذكر، أخرجت الحمل في غير زمانه بعد طمر التراب في أصل الشجر المذكور دون اقتراب النار منها. وكذلك شجرة الجوز تحمل في غير أوانها إذا أحرقت أغصان العناب في أصلها وتجود بحمل كثير في غير وقت حملها.
    وطريقة الكتابة على التفاح الأحمر وعلى الأترج والليمون أو البلح وما أشبه ذلك يكون عند تناهي تكوينه قبل أن يحمرّ أو يصفرّ، أو يكتب عليه أو ينقش أو يصور بحبر فجل أو بمداد أسود أو بصوص البيض أو بوشق محلول أو بجص محلول بماء أو بغراء محلول أو بقير مذاب أو بنحو ذلك بقلم غليظ وتغطى الحبة لئلا يغسل الندى أو المطر ما كتب عليها، ويترك كذلك في شجرته حتى يحمر أو يصفر ويمسح ما كتب عليه أو صور، أو يغسل بالماء، فإن موضع الكتابة يبدو أبيض أو أحمر أو أخضر أو أصفر بحسب لون الثمرة. ويصنع مثل ذلك في ثمار عيون البقر وهي خضراء قبل أن تسود أو تحمر. ورأيت في بعض الكتب أنه إذا كتب عليه وبخِّر بكبريت أصفر وزاج ظهرت الكتابة حمراء في التفاح الأبيض ونحوه. وإن أردت أن يكون زهر الخيري - الذي يسمى في مصر والشام منثورا - أبلق تؤخذ غرسه من خيري أحمر ومثلها من خيري أبيض أو غرستين من كل لون، فتفتلان مثل الحبل وتغرسان معا فيخرج زهره أبلق، وكذا إذا زرع البزر الأبيض والأحمر في موضع واحد، فإذا نبت فتل النبات بعضه ببعض وجمع في حلقة من قصب أو خشب أو غير ذلك، ثم يكبس تحت الأرض إلا أطرافه فتكون أزهاره بلقاء.
    وتأمل هذا وما ذكر في الآس وغيره وركِّب ما شئت وولِّد ونوّع ما أردت تحصل من ذلك على أشياء بديعة.
    وأما ملخ البقول الآتي ذكرها فإذا أردت أن يكون في أصل واحد منه ألوان شتى، فخذ بعرة جمل أو شبهها فجوّفها وضع فيها بزر خس وكرفس مثلا من كل منهما بزرتين أو ثلاثا ثم أدفنها في أرض مشغولة وغط ذلك بتراب طيب وزبل عفن مدقوق فينبت أصلا واحدا، وإن جعل بدل الخس بزر السلق ونحوه فإنه ينبت ومنهم من يرض بعرتين أو ثلاثا ويخلط بها البزر ويصرّ الجميع في خرقة ويطمها في الأرض كما ذكر. وإن أردت أن يعظم الشلجم والفجل فخذ قِدرا كبيرة مثقوبة واملأ نصفها تبنا واجعل فوقه ترابا طيبا وزبلا قديما، ثم ازرع فيه فجلا أو شلجما وادفن القدر في التراب حتى تكون مساوية لوجه الأرض، فإنه يخرج منها نبات عظيم بكميات كبيرة. ويمكن إنبات الكزبرة من لا شيء وذلك بأن يؤخذ تيس وترش خصيتاه بماء ثم يرش ذلك الماء على أرض مشغولة فإن الكزبرة تنبت من غير زرع بزرها وطريقة إنبات الشبث من دون زرع يكون بصب الماء الحار في أرض مشغولة فإذا مضى عليها سنة نبت في تلك الأرض الشبث. والعوسج ينبت من غير بزر إذا دفن قرن الحمل في زبل وترك حينا، فإنه ينبت عوسجا. والنعنع يمكن إنباته من الخيوط والحبال التي تحمل أوساخ الذباب في أرض عامرة. والهليون يمكن إنباته كما قال ابن زهر بقلع قرون الكباش ودفنها في التراب. ونقل أبو زكريا يحيى بن العوام في فلاحته أنه ينسب إلى بعضهم أنه أخذ قرني كبش وثقب طرفيهما الغليظين ودس فيهما قضبان الهليون وغرّق القرنين في زيت ومرغهما في رماد وطمرهما في الأرض وعمَّق لهما وأدام سقيهما بالماء فنبت الهليون بعد ثمانين يوما.
    عفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
    ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا))


    حمل toolbar alexa لتصفح أسرع و حماية أكبر


    يداً بيد نبني سورية الغد



  • صفحة 3 من 8 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. رثاء الخلافة المؤلف: أحمد شوقي
      بواسطة SHARIEF FATTOUH في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 05-29-2010, 02:44 PM
    2. كتاب الاعتبار ( المؤلف: أسامة بن المنقذ )
      بواسطة SHARIEF FATTOUH في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 28
      آخر مشاركة: 05-15-2010, 12:29 PM
    3. t3lm: الاسم الصيني لدهن العود هو تشن شيان
      بواسطة هل تعلم في المنتدى ملتقى هل تعلم Did you know
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 05-13-2010, 03:44 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1