صفحة 3 من 14 الأولىالأولى 1234513 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 9 إلى 12 من 53

الموضوع: علم الملاحة في علم الفلاحة


  1. #9
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    واللوز يحب الأرض الرخوة وينمو فيها، والجزائر خير أرض له. ويغرس في الجبال لأنه يحب البرودة، وكذلك يغرس في الرمل ويمكن غرسه حبا وذلك بأن ينقع ثلاثة أيام في زبل مبلول ثم يخرج وتوضع كل واحدة في حفرة فيها تراب من وجه الأرض منكسة في الأرض على التراب المذكور، ويلقى الزبل المخلوط بالتراب عليها في عمق شبر بدعامة قائمة يصعد عليها. ولا يطمر اللوز على عمق أكثر من أربعة أصابع وإلا فإنه ينبت. وإذا نقع حبه ثلاثة أيام قبل غرسه في ماء وعسل حلا طعمه ولا بأس من وضع ثلاث حبات معا في كل حفرة، وينقل بعد عام إلى الأحواض، ثم ينقل بعد عامين إلى محل غرسه كما هو وزراعة اللوز تكون على أنواع فمنه ما يغرس أوتادا على السواقي، ومنه ما يزرع أغصانا تؤخذ من وسط الشجرة وقد تنزع قضبانه باليد جذبا، وتغرس الخلوف النابتة مه بأصولها في الخرفي لا الربيع أما حبه فيزرع في الفصلين. واللوز يورق ويزهر قبل الأشجار كلها، وإذا ربط رأس حمار ميت على شجرة اللوز لم تتناثر، والماء الكثير يضر باللوز وكذلك الأبنية ويركب في الخرفي في القراصيا والمشمش والخوخ، وفي ذوات الصموغ كلها، وإذا ركب الكمثري جاء كثيرا.
    والصنوبر ثلاثة أنواع منه أنثى، والذكر لا يثمر وهو الأرز. وقضم قريش يشبه السرو، وكله في العمل سواء، يزرع حبه بعد أن ينقع في الماء ثلاثة أيام، ثم يغرس في نصف آذار، وينقل بعد سنتين أو ثلاث، ويغرس كالبندق ولا زهر له، بل سنابل، ولا يزرع ملوخا ولا أوتادا بل حبا ويغرس في أوان من الفخار الجديد في تراب مأخوذ من وجه الأرض مخلوط بزبل ويغطى بطبقة سمكها إصبعان من الخليط المذكور ثم يسقى بالماء وتوضع كل ثلاث حبات في حفرة، وبعضهم ينقعه في أبوال الصبيان عشرة أيام وقيل خمسة وينقل بعد عام إلى الأحواض بترابه، ثم ينقل من الأحواض بعد عامين أو ثلاث فيقلع برفق حتى لا تتكسر جذوره أو يقطع منها شيء ويغرس في حفرة عمقها أربعة أشبار ويسقى يوميا مدة ثمانية أيام ثم يسقى يوما بعد يوم مدة ثمانية أيام ثم بعد شهر يسقى كل ثامن يوم ولا تزبل الأحواض وإلا فسدت الأغراس وتقلم أغصانه كل عام من أيام الربيع فينمو ويشتد. وقيل إن نثر مع حبه شعير عند غرسه أسرع في النمو والإنتاج وطال لما لا يطول غيره في ثلاث سنين. وقضم قريش يثمر ثمرا صغيرا يشبه الصنوبر.
    والجوز يحب الأرض الندية كما يحب الماء وينبت في الجبال إذا كانت هناك مياه ويغرس حبه في شباط وفي الخرفي ثم ينقل، كما يغرس من أغصان تنزع من الشجر، ومن قضبان أصول كما مر وبعض الحكماء كان يزرع اللب الصحيح لسالم، بعد أن يلف عليه صوفة منقوشة ليسلم من الهوام. وكذا فيعل في كل ذي لب له قشران من الثمار. والزبل يضر بالجوز ولكنه يحتاج أن ينبش أصله ويترك منبوشا يومين، ثم يعاد ترابه، والجوز يبطئ في الأرض اللينة ينتج. وقيل إذا نفع في أبوال الصبيان والتراب الخصب مدة خمسة أيام رق قشره. وكذا اللوز بعد أن يختار الجيد من ذلك، وإن نقع في ماء وعسل طاب وحلا وموعد زرعه وقت جمع ثمره. وإذا نقل الجوز ثلاث مرات بعد أن يقيم في كل مرة عاما في مكان حسن، جاد نباته وكثر حمله. وقال بعضهم: السقي بالماء يهلكه وفيسده، ويكفي سقيه في العام أربع مرات أو خمسا. ولا يقلم الجوز ولا يمس بحديد وهو يختلف عن جميع الأشجار ولا يشبه في طبيعته إلا التين، وهو لا يركب منه ولا فيه، ويعمر مائتي سنة، وتقشير عروقه يصلحه، وإذا غفل عنه فسد ثمره واسود وسوّس، لا سيما في الأرض الحارة التربة التي ليس فيها حجر ولا زبل، وطريقة تقشيره أن تقطع العروق التي في ساق الشجرة ولا يبقى منها شيء، لأن الباقي منها فيسد الشجرة وإذا عرض لها علة يرش عليها الماء الحار وتسقى من أصلها الدم - أي دم كان - ويوافقها دم الجمال مخلوطا بماء حار. والجوز مع التين والسداب ترياق لجميع السموم.
    والشاهبلوط وهو القسطل أعذب من البلوط وأفضل، وأقل يبسا، وهو لا ينبت في المروج ولا على الماء أنه من الأشجار الجبلية البرية التي تنبت وحدها وهو يحب الهواء البارد وخصوصا ريح الشمال. وقد يغرس حبه كما يغرس من فروعه أو قضبانه فتزرع على عمق اثني عشر إصبعا وتنقل بعد سنتين وتطعم بعد عامين. ولا يجود في البلاد الحارة. ينبت على الحجارة، وينقل من الجبال بعروقه وترابه، ويغرس في حفرة عمقها أربعة أشبار، ويجعل في أسفلها رمل أو حصى مخلوط بتراب جبلي مأخوذ من وجه الأرض، ويغرس ثمره بعد تناهي نضجه في فخار جديد، في رمل مخلوط كما ذكر، وذلك عند زيادة القمر، وينقل بعد عام إلى حوض، ثم بعد عامين إلى مكانه الذي سيستقر فبه. وبين كل غرستين عشرون ذراعا فأكثر، وهو كاللوز والجوز يسقى بالماء الكثير إلى وقت اجتناء ثمره. وإن اتفق أن جرى الماء على أصوله ليلا ونهارا فإنه يعظم حبه ويكثر لحمه، وتركه بلا سقي لا يضره، والبلوط ينفع من السموم ومن الاستطلاق، ويصنع منه خبز وذلك بعد أن يدق ويوضع في الشمس يوما ويجعل معه شيء من دهن ثم يطحن، ثم يخبز بخمير حنطة، وإذا جف خلط مع الشاهبلوط بمقدار نصفه أو ثلثه ثم يطحنان ويعجنا بخمير، فخبز البلوط وحده مضر جدا فليتجنب.
    والزعرور يسمى التفاح البري، ويؤخذ من بزره ونباته وملوخه الحمر نحو ستة أشبار ويزبل ويرمّد وهو بطيء الإثمار ولا يكون ذلك إلا بعد نحو عشرين سنة، ولا يركب في شيء ولا يركب فيه شيء إلا الكمثري فإنه يركب في الزعرور، يحتاج إلى الكسح كل سنة بحديد قاطع، والزبل لا يوافقه.
رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #10
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    والعناب والنبق قيل هما شجرة واحدة، والصحيح أنهما شجرتان، ويغرس العناب من خلوفه، وإن أخذ منه قضيب وغرس فإنه يعلق ولا يزرع نواه، والنبق طويل العمر، طويل العروق، وتمتد عروقه طلبا للماء حتى تحظى به ولو على الجبال وهو لا يركب في غيره ولا يركب منه غيره، ويتحمل الماء الكثير لكنه إن لم يسق لا يضره. وقيل يغرس يوم الخميس في نقصان الهلال في حفرة عمقها نحو ثلاثة أشبار ثم يرد عليها التراب بلا زبل، ويسقى كل ثامن يوم من الشهر، ويزرع نواه في الفخار ويسقى حتى ينبت، وينقل بعد عامين، والنبق والعناب في ذلك كله سواء. وفلاّحو بابل يتحدثون عن شجرة النبق بالعجائب وهو حديث خرافة، وذلك أن شجرات النبق يتحدثن بالليل فيما بينهن ويتسائلن عن الأخبار، ومن ذلك حكاية عجيبة طويلة نقلها ابن وحشية تقول أن رجلا أراد قطع شجرة نبق فقال لعماله: إذا كان نهار غد فاقطعوا شجرة النبق الفلانية، فاتفق أن واحدا منهم بات عند النبق، فلما طلع القمر سمع الرجل شجرة نبق مقابلة لتلك الشجرة المعينة للقطع تقول: يا أختي غمني ما سمعت، وساءني ما عزم عليه رب الضيعة، وعجبت ن جهله، فهل سمعت شيئا؟ فأجابتها الأخرى: نعم، قد سمعت أنه أمر بقطعي، وغمني أكثر فما حيلتي، وما عساني أن أصنع وأنا أعلم بأنه لا تدور عليه سنة بعد قطعه لي حتى يموت، لكن ما ينفعني موته إذا أماتني قبله. فأجابتها الأخرى: إني لأعجب من جهله، أما سمع أنه ما قطع أحد شجرة نبق إلا انقطعت حياته بعدها بأيام قلائل، فأجابتها المعينة للقطع أن جهله يضر به ويجلب له السوء، وأما أنا فإنه إذا قطعني وبقي أصلي فإني سأغيب عنكن عشر سنين، ثم أطلع مكاني أما هو فإنه إذا مات فلا رجعة له إلى هذا العالم أبدا. وقالت لها الأخرى، اعلمي أنه أنا وفلانة وفلانة - تعني شجرتين قريبتين منها - لا نزال نبكي عليك وننتحب إلى أن ترجعي. قال: وسمعت نحيبا وبكاء ظرفيا ليس كبكاء الناس. قال فزاد أرقي ولم أنم حتى آخر الليل وفي الصباح أخبرت أصحابي ما سمعت فعجبوا، ومضينا إلى رب الضيعة فأخبرناه الخبر.
    فقال إني لأحب أن أبيت الليلة في موضعك لأسمع ما سمعت فأنَّا لم نزل نسمع أن أشجار النبق يتزاورن ويتكلمن وكنت أكذب ذلك. قال: فبات تلك الليلة رب الضيعة، وبات القوم في ذلك الموضع، فلما جاء ذلك الوقت ابتدأت شجرة تقول للتي ستقطع: لقد سرني ما علمت من عدم قطعك اليوم، وليته يضرب عن ذلك. فقالت لها الأخرى، إن كفّ فهو مسعود، وسكتت الشجرتان، فلما أصبح الرجل، قام بازاء الشجرة ومعه الجماعة فأمرهم أن يرشوا على أغصانها وورقها الماء وأن ينبشوا أصلها ويطموه بتراب غريب، وأن يصبوا في أصلها الماء ففعلوا ذلك والله اعلم.
    وشجر الكمثري يحب الأماكن الباردة وكثرة الماء وتغور في الأرض عروقه حتى يبلغ الماء. ويغرس أما بفروع تنزع من الشجر وأما الأوتاد، ويكون ذلك في الخرفي. وتنقى حفرته من الحصى، ويوضع عليه التراب مغربلا. وتؤخذ القضبان النابتة عند أصوله بعد أن تقلع بعروقها وطول وتده ثلاثة أشبار ويغرس عند السواقي في كانون الأول ويجود إذا استمر عليه الماء دوما وغرسه في شباط أجود وإن غرس في اليوم الثالث من الشهر أثمر بعد ثلاثة أعوام، وإن غرس في العاشر أثمر بعد عشر سنين أو لعشر بقين من الشهر أثمر بعد عشرين سنة وكذا إلى ثلاثين فليتأكد الغارس من ثالث يوم من الشهر. ويركب في السفرجل والتفاح ويتعهد بالسقي والزبل، لكن التقصير في ذلك لا يضر. وهو يقبل التركيب بسرعة وأن ضربته الدولة عولج بزبل الناس والبقر عفنين مع ورق كمثري يطم به الزبل مخلوطا بمسحوق التراب ويجبل روث البقر بالماء ودردي الزيت ثم يطلى به ساق الشجرة وأصول أغصانها فذلك يطرد الدود ويبعد عن الشجرة الفساد. ولا يؤثر فيها ريح الشمال أول الربيع في آذار ونيسان، وكذا الفواكه كلها إنها إن عولجت كذلك سلمت كل السنة. ومتى كان الشتاء باردا حتى يجمد الماء وينزل الثلج فإن الثمار تجود وإن ألقي في أصل الشجرة قليل من الثلج فإنه يعين على مقاومة الفساد فإن هبت شمال عقب الثلج أيضا كان عونا على تجنب الكثير من الأمراض، وإذا خرج ثمره قليل الحلاوة يابسا قليل الماء يغلى له ماء عذب في قدر ويصب في أصوله ويرش عليه وعلى الأغصان والأوراق مدة ثلاثة أيام والقمر زائد الضوء ويكرر أربع مرات فإنه يحلو ويكثر ماؤه وقد جرب ذلك ونجح ويزبل بروث البقر والخيل وورق الكراث يخلط جميعه بأجزاء متساوية ويوضع الخليط في حفرة فيها بول ويرش عليها ماء عذب ويقلب في الحفرة يومين أو ثلاثة فإذا نهض فرش على وجه الأرض حتى يجف، ويزبل به الكمثري وغيره من الثمر بلا تغبير بل تطمر أصول الشجر ثم تنبش وتسقى الماء حتى ترتوي فإنه يزيد في مياه الفواكه كلها، ويرطبها ويطيب طعمها.
    والقنبيط يفعل العجب في حلاوة ثمر الكمثري والتين والعنب.
    والقراصيا وهو حب الملوك يغرس من ملوخه وخلوفه ومن نواه، ونباته لا ينبت من ساقه، بل من أسفله وينقل من الجبال بعروقه كاملة. وكذا نقل كل ما له صمغ يحافظ على عروقه ولا يقطع منها شيء، وإلا لم ينبت. وقضبانه التي تملخ، تغرس في حفرة عمقها نحو ثلاثة أشبار. ونواه يزرع في الفخار أيام تطعيمه، بعد نقعه في الماء عشرين يوما. ويكون في الفخار في الخرفي أو الشتاء، وينبت في آذار، وربما تأخر شهرا وينقل بعد عامين. والزبل يضره وفيسده. ويركب بعضه من بعض أو من الخوخ وقيل يركب من اللوز.
    والرمان منه الحامض ومنه الذكر وهو الجلنار. والعمل فيه كله سواء وهو يحب الماء كثيرا وبقدر ما يشرب منه بقدر ما يحلو. ويختار منه للفرس الحب الجاف لا ممتلئ فيحفر له بحافة مجرى الماء حفائر صغار، يجعل في كل


  • #11
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    حفرة بين سبع حبات وأربع عشرة ويسقى بالماء، ويزبل ويتعهد إلى أن ينمو نحو شبر، فيزاد في سقيه ثم ينقل بعروقه وطينه إلى حفائره رطبت بأبوال الناس أو الجمال أو البقر، وحياته تعتمد على كثرة سقيه، ولو كان ذلك كل يوم من حين يغرس، إلى أن ينبت بل إلى أن يحمل، وقيل يمضغ طرف القضيب الذي يغرس قبل غرسه فيحمل مثل حمل الأصل، ومما يزيد في مقداره أن يجعل مع قضبانه إذا غرست ومع حبه إذا زرع من الباقلي المدقوق بقشوره قدر ملء الكف أو يؤخذ حب الحمص ويدق ويبل باللبن الحليب ثم يجعل معه، وإذا طلي أسفل القضبان بالعسل الجيد مقدار أربع أصابع، أو صب على الحب المغروس عسل، فإن الرمان يخرج حلوا بلا نوى. وتغرس ملوخه وأوتاده منكسة، فلا يتشقق قشر حبها. والرمان سريع التجاوب مع محيطة مما يجعله عرضة للتغيير في طعمه. وطريقة زرعه قضبانا تكون كالآتي: تغرس في الحفرة الواحدة ثلاثة قضبان أو ستة أو تسعة أو اثنا عشر لا أكثر، ويكون ذلك في الثامن والعشرين من شباط إلى الرابع والعشرين من آذار، وتوضع القضبان في الحفرة وتطمر وتداس بالأرجل حتى يشد التراب أصولها ويسقى قليلا بعد ساعتين أو ثلاث من غرسه ثم يسقى كالعادة بعد ذلك. وإذا غرس معه الباقلي المدقوق أو دقيق الحمص باللبن كما مر ينقلب الحامض حلوا ويكون نوعه أجود من حيث كبر الحجم وصغر النوى. وإذا دق الجرجير وعصر وصب ماؤه في أصل شجرة الرمان انقلب حلوا، وإذا لطخ أصل شجرة الرمان الحامض بروث الخنزير انقلب حلوا أيضا، وكذا إذا نبش عن جذور الرمان وسقيت بأبوال الناس بعد تلطيخه بروث الخنزير. وقيل يجود الرمان إذا زرع حبه طريا عند استخراجه من الرمانة بلا تجففي شرط أن يصب عليه بعد وضعه في الأرض شيء من ماء الرمان المعصور باليد لا بهاون ونحوه وهي طريقة مجربة وناجحة. وإذا أردت أن يخرج الرمان بلا نوى شق القضيب الذي تغرسه نصفين من طرف إلى طرف بسكين حادة استخرج ما فيه من اللب والصوف ثم اجمع النصفين وشدهما في ثلاثة مواضع واغرسه فإن رمانه يخرج بلا نوى. وإن زرع حول شجرة الرمان عنصل أبعد عن ثمره التشقق، وقضبان الرمان متلفة للحيات والعقارب وسائر الهوام الضاريات، ولذلك يتخذها الطير في أعشاشها لتقي فراخها من الهوام وتهرب الحيَّات - ولا سيما الشجاع الأسود والأرقم - من دخانه خشبا وقشورا وأغصانا. وشجرة الرمان إذا قل حملها أو تساقط قبل أن يكبر تطوق بطوق من القلعي والأسرب مخلوطين بأجزاء متساوية فإنه يمسك حملها وبين شجر الرمان والآس مؤاخاة، فإذا غرسا معا كثر ثمرها، وإذا أردت أن تعلم كم رمانة تحمل الشجرة خذ أول جلنار تزهر عليها وعد حبها الصغار، فإنها تحمل تلك السنة بعدد ذلك الحب. والسفرجل يغرس أوتادا وملوخا، فإذا غرس ملوخا يمدد في الحفرة تمديدا وقد يغرس الحب فينجح ويكون ذلك في تشرين الأول وهو يحتاج للسقي كثيرا. أما غرس الأوتاد منه فيكون في كانون الأول وهو لا يتحمل بل ه سم له، والسفرجل يركب في جنسه وفي جميع أشجار الفاكهة. ويضيَّق ما بين أغراس السفرجل مخافة أن تصل الشمس إلى ثمره فتحرقه أو يضعف ويصبح خشنا.
    والتفاح تغرس خلوفه وملوخه وأصوله بعروقها وكذلك قضبانه. وقد يغرس وتده وبزر ثمره بعد أن يترك حتى يجف، ووقته الربيع والخرفي، ويزرع والقمر بدرا، وهو لا يقوى على الزبل ويركب فيه الكمثري فيجود جدا وهو مجرب. وإذا خرج زهر التفاح قبل ورقه فتلك سنة حمله.
    والخوخ من أنواع المشمش، إلا أن المشمش أطول عمرا. والخوخ يحمل أربع سنين وفي الخامسة ينقطع حمله. ويسميه أهل الشام الدراقن، ولا يسقى دائما وتكبر شجرته سريعا وإن طعم بشجر الأجاص أو اللوز عاش كثيرا. ويمن زرع نواه على أن ينقل بعد سنتين. ونقله يكون في كانون الآخر وزرع النوى من نصف آب إلى آخر شباط. وإن غرس الورد تحت شجر الخوخ احمر ثمره.
    والأجاص - وهو عيون البقر - يحب المواضع الباردة الرطبة، وتغرس خلوفه بأصولها أو ملوخه كما يزرع نواه ويكون ذلك في شباط ويزبل بروث البقر وغيره من الزبل مع تراب ناعم ويسقى مرتين في الأسبوع وثلاث مرات أيام الحر. ويمكن تركيبه في البرقوق والقراصيا وأمثالهما من ذوات الصموغ وهو لا يقوى على تحمل الزبل بل يسرع الزبل في إفساده، إلا إنه يحب الماء. وقيل إذا غرست أوتاده وتعهدت بالسقي وترعرعت، وهو يركب في اللوز والخوخ أي الدراقن.
    والمشمش إذا زرع نواه يكون أجود ويكون ذلك من شباط حتى آخر آذار وينقل بعد أن ينبت ويقوى وتنبش أصوله بعد شهر من نقله ويزبل مرة في الأسبوع. ويزرع والقمر بدرا.
    والتوت يزرع حبه فينبت وأجوده ما زرقته الطيور من البالغ غاية البلوغ على شطوط الأنهر والسواقي وهو إما أن يزرع من أغصانه الغلاظ كل قطعة بطول ثلاثة أشبار ويسقى أو يغرس من ملوخه الحمر الملس في طول أربعة أشبار، وكذلك من أوتاده بغلظ الذراع أو غلظ الساق. والتوت يحب الماء كثيرا وورقه في الثاني غذاء لدود الحرير. وينقى شجر التوت كل عام وينزع ما تعقد من أغصانه ففي ذلك صلاحه. وإذا هرمت شجرته تقطع من


  • #12
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    أعلاها في كانون الأول ويبقى الجذع بطول قامة ويطين موضع القطع بطين أبيض حلو فلا تلبث أن تعود قوية كما كانت. ووقت غرسه من عشرة من شباط إلى آخر آذار أو بعده بأيام وهو يقبل التركيب على ما يشبهه ويشاكله ويمكن خلطه بالطحين ثم يعجن ويخبز. وقيل لا يسقط أحد من شجرته ويسلم من الموت أو الكسر أو الخلع بخلاف السقوط من الزيتون. والتوت الحلو وكذلك التين، منه ما هو على أصول قديمة ومنه عن تركيب مع مثله لا غير، وغرسه في الخرفي والربيع، والإفراط في الماء وفي الزبل يضره ويمكن إنباته من ملوخه أو أوتاده أو قضبانه أو من بزره وتغرس أوتاده على السواقي قائمة أو مبسوطة أو منكوسة فتجود. ويترك من ملوخها فوق الأرض ثلثي شبر لا أكثر، وكذا وتدها، وينقل بعد عامين أو أكثر. ونقله من أول كانون الأول إلى نصف آذار. ويزرع حبه على أن يؤخذ من التين المختار الياس، وينقع في الماء حتى يرطب ثم يخلط بروث البقر ويلطخ حبل غليظ بهذا الخليط ثم يقطع ويوضع في التراب بمقدار نصف شبر ويتعهد بالسقي حتى ينبت، وغرس بصل العنصل معه ينفعه، وكلما تقادم كثر حمله. نزول الغيث الباكر يوقف نضج التين وإذا وضع الزيت في فم التينة أسرع نضجها واستعمل العسل بدل الزيت أحسن. وشوكة العوسج إذا دس منها واحدة في فم التينة لا يمضي عليها أكثر من يوم وليلة حتى تنضج. والتين قوت ويصنع منه خبز كما تقدم وأشعة الشمس والكواكب تنفعه أما القمر فيضره. والريح الشرقية تنعشه وتقويه.
    والجميز أشد حرارة من التين وشجره يكبر أكثر من التين.
    والنخل يغرس نواه في حفرة عمقها نحو ذراعين وكذلك عرضها، تملأ ترابا وزبلا بمقدار نصف ذراع ويوضع النوى في وسط التراب مضطجعا ثم يلقى عليه التراب المخلوط بالملح بمقدار أربعة أرطال لكل قفيزين من الرمل والتراب حتى يطمره. وتغطى الحفرة بحطب الكرم ويسقى كل يوم حتى ينبت، ثم ينقل وبعضهم لا ينقله. ومن يحب الأرض المالحة لذلك يحفر حوله كل سنة ويلقى عليه ملح وهذا مما يسرع نموه وحمله. ولا يزرع النخل أوتادا ولا ملوخا. أما غراسه فتنقل إلى حفر عمقها شبران ثم تطمر بالتراب والزبل والملح، وتسقى على الفور ثم تسقى كل رابع يوم ويذاب الملح بالماء ويلقى على أصولها مرة كل خمسة عشر يوما ثم يخفف سقيها فيصبح مرة كل ثمانية أيام. وينبغي أن يصب الماء في أصول النخل مرة في كل سنة مخلوطا بدردي الشراب العتيق. وقيل مرتين في العام إلا في الأرض المالحة فيستغنى عن ذلك بالملح في أصولها. ويقطع جريدها في الربيع أي في نصف آذار أو نحوه لا قبله ولا بعده. ويصنع من طلع النخل وجماره خبز وذلك كما يلي: يؤخذ الطلع إذا أخضر وتشقق قشره عنه فإن كان رطبا قطع مع قشره بالسكين قطعا صغارا ثم يجفف بالشمس، ثم يدق ويطحن ويعجن دقيقه بخمير وماء حار وملح ثم يؤكل، وإن سلق بالماء سلقتين أو ثلاثا كان أجود.
    أما الكرم فيغرس طولا في خنادق عرض الخندق قدمان وعمقه شبران ويحفر أسفل تلك الحفرة حفرة أخرى عمقها ثمان أصابع يوضع فيها من الزبل ما يكفي، ثم يطمر القضيب ويسوى ما حوله من الأرض، وبعد سنة يحفر حول الكرمة وتزال الجذور التي على وجه الأرض بمنجل من حديد فجذور الكرمة تمتد في كل اتجاه وتغرس الكرمة في الخرفي وتوجه أغصانها في البلاد القليلة الماء نحو الشرق والجنوب ما أمكن وتنحى ع الغرب والشمال ما أمكن ويترك لها عند التقليم والكسح أغصان بطول نحو ذراعين وتكون الفرجة بين الغرسة والغرسة خمس عشرة ذراعا وتسند إلى أشجار لا ثمار له أو على أشجار لها ثمار لكنها قليلة الجذور كالرمان والسفرجل والتفاح والزيتون إذا كان لا تفريع متباعدا، وبعضهم يغرس شجرة التين مع الكرمة لما بينهما من التجانس. وينبغي أن تكون قضبان شجرة الكرمة وسطا بين القديم والجديد أي أن يكون عمرها دون أربع سنين والأفضل أن لا يكون القضيب عريضا و خشنا ولا خفيفا ولا متباعد العقد بل يكون لينا رزينا، وإن قطع القضيب ولم يغرس بسرعة يدفن في أرض رطبة أو في إناء من خزف بين طبقتين من تراب خصب وكذا إذا حمل من بلد إلى بلد فإنه يصل سالما ولو بعد شهرين. وإذا نقعت القضبان في الماء يوم وليلة ثم غرست علقت، ولا ينبغي أن يترك غرس الكرمة بعد قطعه في تراب ندي أو في ماء فإنه ييبس ولا يعلق. وإذا نقلت الغرسات من مكان بعيد وضربها الريح نقعت يوما وليلة في ماء عذب ثم تغرس، وينبغي أن تغرس القضبان بين أول ليلة من الشهر القمري حتى خامس ليلة فإنه يكاد لا فيسد منه شيء ويجود حمله. وتقطع الغراس من الكرم في أول النهار حتى مضي ثلاث ساعات منه، وتغرس مائلة إلى جهة الشرق. ولا يجب أن يباعد بين القضبان في الحفرة ولا يجمع بين زرع الأسود والأبيض في حفرة واحدة، ولا يداس ترابه بالأرجل بل يسوى بالأيدي بلطف وتزال عيون قضيبه بالطمر إلا عينا

  • صفحة 3 من 14 الأولىالأولى 1234513 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. علم الملاحة في علم الفلاحة ( المؤلف: عبد الغني النابلسي )
      بواسطة SHARIEF FATTOUH في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 29
      آخر مشاركة: 07-26-2010, 01:06 AM
    2. أجهزة الملاحة
      بواسطة En.muhammed manla في المنتدى هندسة الاتصالات والالكترون
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 04-15-2010, 10:15 PM
    3. Nokia تشتري شركة ****Carta لخدمات الملاحة الجغرافية
      بواسطة ABDULLAH JANEM في المنتدى ملتقى أخبار الانترنت والكمبيوتر والعلوم الحيوية Internet and Computer Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 04-11-2010, 01:42 AM
    4. نوكيا تطرح خدمة الملاحة لهواتف e71 و e66 مجاناً
      بواسطة En.muhammed manla في المنتدى ملتقى أخبار الانترنت والكمبيوتر والعلوم الحيوية Internet and Computer Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 04-08-2010, 06:42 PM
    5. نوكيا تطرح خدمة الملاحة لهواتف e71 و e66 مجاناً
      بواسطة En.Khaled Alfaiomi في المنتدى ملتقى أخبار الانترنت والكمبيوتر والعلوم الحيوية Internet and Computer Forum
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 04-08-2010, 03:54 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1