الأشيب ع الإمام الفقيه الحافظ الثقة قاضي الموصل أبو علي الحسن ابن موسى البغدادي الأشيب ولد سنة نيف وثلاثين ومئة سمع ابن أبي ذئب وحريز بن عثمان وشعبة وشيبان وحماد ابن سلمة وزهير بن معاوية وحماد بن زيد وعدة حدث عنه أحمد بن حنبل وأبو خيثمة وأحمد بن منيع وحجاج بن الشاعر وعبد بن حميد وأبو إسحاق الجوزجاني ومحمد ابن أحمد بن أبي العوام والحارث بن أبي أسامة وبشر بن موسى وإسحاق بن الحسن الحربي وخلق كثير وثقه يحيى بن معين وغيره ولي قضاء حمص وقضاء طبرستان ثم ولي قضاء الموصل وكان من أوعية العلم لا يقلد أحدا قال محمد بن عبد اللة بن عمار الحافظ كان بالموصل بيعة قد خربت فاجتمع النصارى إلى الحسن الأشيب وجمعوا مئة ألف درهم على أن يحكم لهم بها حتى تبنى فقال ادفعوا المال إلى بعض الشهود فلما حضروا بالجامع قال اشهدوا علي بأني قد حكمت بأن لا تبنى فنفر النصارى ورد عليهم المال قال أبو حاتم مات الأشيب بالري فحضرت جنازته وقال ابن سعد ولي قضاء حمص والموصل لهارون الرشيد ثم قدم بغداد إلى أن ولاه المأمون قضاء طبرستان فتوجه إليها فمات بالري سنة تسع ومئتين في ربيع الأول
الأصم شيخ المعتزلة أبو بكر الأصم كان ثمامة بن أشرس يتغالى فيه ويطنب في وصفه وكان دينا وقورا صبورا على الفقر منقبضنا عن الدولة إلا أنه كان فيه ميل عن الإمام علي مات سنة إحدى ومئتين وله تفسير وكتاب خلق القرآن وكتاب الحجة والرسل وكتاب الحركات والرد على الملحدة والرد على المجوس والأسماء الحسنى وافتراق الأمة وأشياء عدة وكان يكون بالعراق
الأمين الخليفة أبو عبد الله محمد بن الرشيد هارون بن المهدي محمد ابن المنصور الهاشمي العباسي البغدادي وأمه زبيدة بنت الأمير جعفر بن المنصور. عقد له أبوه بالخلافة بعده وكان مليحا بديع الحسن أبيض وسيما طويلا ذا قوة وشجاعة وأدب وفصاحة ولكنه سيء التدبير مفرط التبذير أرعن لعابا مع صحة إسلام ودين يقال قتل مرة أسدا بيديه ويقال كتب بخطه رقعة إلى طاهر بن الحسين الذي قاتله يا طاهر ما قام لنا منذ قمنا قائم بحقنا فكان جزاؤه عندنا إلا السيف فانظر لنفسك أودع يلوح له بأبي مسلم وأمثاله قال المسعودي ما ولي للخلافة هاشمي ابن هاشمية سوى علي ومحمد الأمين وقد جعله أبوه ولي عهده وله خمس سنين وتسلم الأمر بعد موت أبيه ببغداد وكان اخوه الآخر وهو المأمون بمرو فأمر الأمين للناس برزق سنتين ووصل إليه البردة والقضيب والخاتم من خراسان في اثني عشر يوما في نصف الشهر وبايع المأمون لأخيه وأقام بخراسان وأهدى لأخيه تحفا ونفائس والحرب متصل بسمرقند بين رافع وهرثمة وأعان رافعا الترك وفيها قتل نقفور طاغية الروم في حرب برجان وفي سنة 194 أمر الأمين بالدعاء لابنه موسى بولاية العهد بعد ولي العهد المأمون والقاسم وأغرى الفضل بن الربيع الأمين بالمأمون وحثه على خلعه لعداوة بينهما وحسن له ذلك السندي وعلي بن عيسى بن ماهان ثم اصطلح هرثمة ورافع بن الليث بن نصر بن سيار وقدما على المأمون ومعه طاهر بن الحسين ثم بعث الأمين يطلب من المأمون تقديم موسى ولده على المأمون ولقبه الناطق بالحق فأبى ذلك المأمون واستمال المأمون الرسول فبايعه سرا وبقي يكاتبه وهو العباس بن موسى بن عيسى بن موسى وأما الأمين فبلغه خلاف المأمون فأسقطه من الدعاء وطلب كتبه الرشيد وعلقه بالكعبة من العهد بين الأخوين فمزقه فلامه الألباء فلم ينتصح حتى قال له خازم بن خزيمة لن ينصحك من كذبك ولن يغشك من صدقك لا تجسر القواد على الخلع فيخلعوك ولا تحملهم على النكث فالغادر مفلول والناكث مخذول فلم يلتفت وبايع لموسى بالعهد واستوزر له فلما عرف المأمون خلع أخاه وتسمى بأمير المؤمنين وأما ابن ماهان فجهزه الأمين وخصه بمئتي ألف دينار وأعطاه قيدا من فضة ليقيد به المأمون بزعمه وعرض الأمين جيشه بالنهروان وأقبل طاهر في أربعة آلاف فالتقوا فقتل ابن ماهان وتمزق جيشه هذا والأمين عاكف على اللهو واللعب فبعث جيشا آخر وندم على خلع المأمون وطمع فيه أمراؤه ثم التقى طاهر وعسكر الأمين على همذان وقتل خلق وعظم الخطب ودخل جيش الأمين إلى همذان فحاصرهم طاهر ثم نزل أميرهم إلى طاهر بالأمان في سنة 95 وفيها ظهر بدمشق السفياني وهو أبو العميطر علي بن عبد الله بن خالد ابن يزيد بن معاوية فدعا إلى نفسه وطرد عامل الأمين وتمكن وانضمت إليه اليمانية وأهل حمص وقنسرين والساحل إلا أن قيسا لم تتابعه وهربوا ثم هزم طاهر جيشا ثالثا للأمين ثم نزل حلوان وأنفق الأمين بيوت الأموال على الجند ولا ينفعون وجاءت أمداد المأمون مع هرثمة بن أعين والفضل بن سهل وضعف أمر الأمين وجبن جنده من الخراسانيين فجهز عبد الملك بن صالح العباسي إلى الشام ليجمع له جندا وبذل خزائن الذهب لهم فوقع ما بين العرب وبين الزواقيل فراح تحت السيف خلق منهم وأحاطت المأمونية ببغداد يحاصرون الأمين واشتد البلاء وعظم القتال وقاتلت العامة والرعاع عن الأمين قتال الموت واستمر الويل والحصار وجرت أمور لا توصف وتفاقم الأمر ودخلت سنة سبع وتسعين وفر القاسم الملقب بالمؤتمن وعمه منصور فلحقا بالمأمون ورمي بالمجانيق وأخذت النقوب ونفدت خزائن الأمين حتى باع الأمتعة وأنفق في المقاتلة وما زال أمره في سفال ودثرت محاسن بغداد واستأمن عدة إلى طاهر ودام الحصار والوبال خمسة عشر شهرا واستفحل أمر السفياني بالشام ثم وثب عليه مسلمة الأموي فقيده واستبد بالأمر فما بلع ريقه حتى حاصرهم ابن بيهس الكلابي مدة ثم نصب السلالم على السور وأخذ دمشق فهرب السفياني ومسلمة في زي النساء إلى المزة وخلع الأمين خزيمة بن خازم ومحمد بن ماهان وخامرا إلى طاهر ثم دخل طاهر بغداد عنوة ونادى من لزم بيته فهو آمن وحاصروا الأمين في قصوره أياما ثم رأى أن يخرج على حمية ليلا وفعل فظفروا به وهو في حراقة فشد عليه أصحاب طاهرفي الزواريق وتعلقوا بحراقته فنقبت وغرقت فرمى الأمين بنفسه في الماء فظفر به رجل وذهب به إلى طاهر فقتله وبعث برأسه إلى المأمون فإنا لله ولم يسر المأمون بمصرع أخيه وفي تاريخنا عجائب وأشعار لم أنشط هنا لاستيعابها قال أحمد بن حنبل إني لأرجو أن يرحم الله الأمين بإنكاره على ابن علية فإنه أدخل عليه فقال له يا ابن الفاعلة أنت الذي تقول كلام الله مخلوق قلت ولم يصرح بذلك ابن علية حاشاه بل قال عبارة تلزمه بعض ذلك وعاش الأمين سبعا وعشرين سنة وقتل في المحرم سنة ثمان وتسعين ومئة وخلافته دون الخمس سنين سامحه الله وغفر له وله من الولد عبد الله وموسى وإبراهيم لأمهات أولاد شتى
لأنصاري الأنصاري ع الإمام العلامة المحدث الثقة قاضي البصرة أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري الخزرجي ثم النجاري البصري سمعه محمد بن المثنى العنزي يقول ولدت سنة ثماني عشرة ومئة وطلب العلم وهو شاب فحدث عن سليمان التيمي وحميد الطويل وسعيد الجريري وابن عون وأشعث بن عبد الملك الحمراني وأشعث عبد الله بن الحداني وحبيب بن الشهيد وأبيه عبد الله بن المثنى وابن جريج وإسماعيل بن مسلم المكي وقرة بن خالد وهشام بن حسان ومحمد بن عمرو بن علقمة وسعيد بن أبي عروبة وأبي خلدة خالد بن دينار وحجاج بن أبي عثمان الصواف وعبيد الله بن الأخنس وعيينة بن عبد الرحمن بن جوشن وشعبة وهمام والمسعودي وخلق وينزل إلى زفر الفقيه وسعد بن الصلت القاضي حدث عنة أبو الوليد الطيالسي وأحمد وابن معين وبندار وأبو بكر بن أبي شبية وأحمد بن الأزهر والزعفراني والفلاس وعلي بن المديني وقتيبة ومحمد بن المثنى ومحمد بن يحيى ويحيى بن جعفر البيكندي وأبو قلابة ومحمد بن أحمد بن أبي الخناجر وأبو حاتم ومحمد بن عبد الله بن جعفر الأنصاري الصغير وأبو عمير عبد الكبير ولده وإسماعيل بن إسحاق القاضي وإسماعيل سمويه وعبد الله بن محمد بن أبي قريش ومحمد بن إسماعيل الترمذي وعبد العزيز بن معاوية وخلق كثير خاتمتهم أبو مسلم الكجي روى الأحوص بن المفضل عن يحيى بن معين ثقة وقال أبو حاتم صدوق وقال أيضا لم أر من الأئمة إلا ثلاثة أحمد بن حنبل وسليمان بن داود الهاشمي ومحمد بن عبد الله الأنصاري وقال النسائي ليس به بأس وأما أبو داود فقال تغير تغيرا شديدا وقال زكريا الساجي هو رجل جليل عالم لم يكن عندهم من فرسان الحديث مثل يحيى القطان ونظرائه غلب علية الرأي وعن ابن معين قال كان يليق به القضاء قيل يا أبا زكريا فالحديث فقال
إن للحرب أقواما لها خلقوا * وللدواوين كتاب وحساب
وقال أبو خيثمة أنكر يحيى بن سعيد حديث الأنصاري عن حبيب بن الشهيد عن ميمون عن ابن عباس احتجم النبي وهو محرم صائم وقيل وهم فيه الأنصاري رواه سفيان بن حبيب عن حبيب عن ميمون بن مهران عن يزيد بن الأصم أن رسول الله تزوج ميمونة وهو محرم لكن قد روى الأنصاري حديث يزيد بن الأصم هكذا وقال الأثرم سمعت أبا عبد الله يقول ما كان يضع الأنصاري عند أصحاب الحديث إلا النظر في الرأي وأما السماع فقد سمع ثم ذكر الحديث المذكور بضعفه وقال ذهبت للأنصاري كتب فكان بعد يحدث من كتب غلامه أبي حكيم وقال الفسوي سئل ابن المديني عن الحديث المذكور فقال ليس من ذا شيء إنما أراد حديث يزيد بن الأصم الرامهرمزي حدثني عبد الله بن محمد بن أبان الخياط من أهل رامهرمز حدثنا القاسم بن نصر المخرمي حدثنا سليمان بن داود المنقري قال وجه المأمون إلى الأنصاري خمسين ألف درهم يقسمها بين الفقهاء بالبصرة فكان هلال بن مسلم يتكلم عن أصحابه قال الأنصاري وكنت أتكلم عن أصحابي فقال هلال هي لنا وقلت بل هي لي ولأصحابي فاختلفنا فقلت لهلال كيف تتشهد فقال أو مثلي يسأل عن التشهد فتشهد على حديث ابن مسعود فقال من حدثك به ومن أين ثبت عندك فبقي هلال ولم يجبه فقال الأنصاري تصلي كل يوم وتردد هذا الكلام وأنت لا تدري من رواه عن نبيك باعد الله بينك وبين الفقه فقسمها الأنصاري في أصحابه البيان في صحة ذلك فإن المنقري واه وكان الأنصاري قد أخذ الفقه عن عثمان البتي وسوار بن عبد الله وعبيد الله بن الحسن العنبري وولي قضاء البصرة زمن الرشيد بعد معاذ بن معاذ ثم قدم بغداد وولي بها القضاء ثم رجع فعن ابن قتيبة أن الرشيد قلده القضاء بالجانب الشرقي بعد العوفي فلما ولي الأمين عزله واستعمله على المظالم بعد ابن علية قال ابن مثنى سمعت الأنصاري كان يأتي علي قبل اليوم عشرة أيام لا أشرب الماء واليوم أشرب كل يومين وما أتيت سلطانا قط إلا وأنا كاره وقيل تفقه بزفر وبأبي يوسف فالله أعلم قال ابن سعد وغيره مات الأنصاري بالبصرة في رجب سنة خمس عشرة ومئتين قلت عاش سبعا وتسعين سنة وكان أسند أهل زمانه وله جزء مشهور من العوالي تفرد به التاج الكندي وجزء آخر من رواية أبي حاتم الرازي عنه سمعناه من طريق السلفي وجزء رواه عنه أبو حاتم المهلب بن محمد بن المهلب المهلبي ويقع حديثه عاليا في الغيلانيات وما في شيوخ البخاري أحد أكبر منه ولا أعلى رواية بلى له عند البخاري نظراء منهم عبيد الله بن موسى وأبو عاصم ومكي بن إبراهيم رحمهم الله أخبرنا عبد الرحمن بن محمد وجماعة كتابة قالوا أخبرنا عمر ابن محمد أخبرنا هبة الله بن محمد أخبرنا محمد بن محمد بن غيلان أخبرنا أبو بكر الشافعي حدثنا إبراهيم بن عبد الله حدثنا الأنصاري حدثني سليمان التيمي أن أبا عاصم حدثهم عن أسامة بن زيد أن رسول الله قال قمت على باب الجنة فإذا عامة من يدخلها المساكين وقمت على باب النار فإذا عامة من يدخلها النساء أخرجه البخاري ومسلم من وجوه عن التيمي
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)