الباب الخامسالتركيب وأنواعه وهو المسمى بالتطعيم والإضافة والأنشاب
وهو أنواع
النوع الأول من أنواع التركيب وهو الذي ينشب في اللحاء والعود، ويسمى تركيب الشق، ويكون هذا في شجر الزيتون وطريقته أن يؤخذ بعد قص الشجرة بالمنشار عودا يابسا يبريه بري القلم فيدخله بين العود والقشر لئلا ينشق القشر وذلك بعد جري الماء في العود ليسهل فصل القشر عن العود، ثم يخرج العود اليابس المبري ويدخل القلم موضعه ويسد سريعا ويطين بطين أبيض لزج مخلوط بتبن كثير ويكون قشر القلم مما يلي القشر والعود والقلم ويبرى كبري الأقلام من جانب واحد. هكذا فيتح للبرية على قدرها وطولها وعرضها من جلد الشجرة ومن عودها في موضع المقطع، وتدخل تلك البرية فيه بواسطة حديدة ملساء أو بواسطة خشبة صلبة وطريقة ذلك أن يُدخل برفق بين القشر والعظم في الموضع الذي تريد غرس القلم فيه، ويُرفق بالقشر لئلا ينشق، ثم تسحب الحديدة أو الخشبة وتدخل برية القلم وتشد على القشرة في موضع نزول القلم بخيط صوف غليظ مفتول أو حاشية ثوب قوية يلف حوله لفا محكما لئلا ينشق القشر أو يتساقط عن العظم، وتغرس الأقلام حتى تغيب البرية كلها والقشر للقشر والعظم للعظم ولا باس إن خولف وتكون البرية على هيئة شفرة السكين التي حدها رقيق وقفاها غليظ، فيجعل الجانب الغليظ من جهة الخارج من الفرع، والرقيق إلى جهة داخله لينطبق الشق عليها انطباقا تاما وعند البري تجعل الأقلام في ماء عذب وإذا كان الفرع الذي سيركب فيه بغلظ الساعد وضع فيه قلمان، وإن كان أغلظ وضعت أربعة أو أكثر.
النوع الثاني من أنواع التركيب، وهو الذي يكون من القشر ينزع وفيه العين قبل أن تتفتح، فيركب في غصن آخر يقشر ويوضع فيه بالأنبوب والرقعة ويكون في الفاكهة والزيتون والخروب والتين. فالشجرة الكبيرة يقطع أعلاها وتثبت فيها أغصان جديدة تركب فيها ويكون ذلك في شهر كانون الثاني وشباط ويزال ما في أصل الشجرة من نبات يخاف أن يلقح لترجع المادة التي أعلاها كلها، فإذا لقحت يزيلها في أول حزيران ويترك للشجرة الصغيرة أكثر من الكبيرة، وللقوية أكثر من الضعفية، ثم بعد ثمانية أيام أو عشرة تفحص تلك الأغصان فإن أحمرّ عند أسافل قشرها فالتركيب نجح وإن كانت خضراء كلها تركت إلى نصف آب وهو آخر وقت تركيبها، فإن احمرت قشرتها من جهة أصلها تركب في ذلك الوقت. وطريقة ذلك أن تقصد شجرة منتجة ويؤخذ من أغصانها ما هو قريب من الأرض من جهة الشرق أو الجنوب ويكون فيه عقدة أو عقد تسمى العين تقطع أطراف هذه الغصون وهي بعد في شجرها وذلك قبل أربعة أيام من موعد أخذ اللقاح ثم تقطع وتخرج تلك العين في أنبوب مع قشرها، أو يؤخذ الغصن الذي فيه الأعين ويقطع بسكين حادة من جهة طرفه الرقيق وبرفق وتقطع العين مع القشر حتى تبلغ السكين العظم فذلك هو الأنبوب، وتكون العين في وسطه، وطول الأنبوب، ما نصف إصبع أو أصبع، وقيل أنملة الإبهام، توضع بين القشر والعود ثم يلف حول القشرة التي هي الأنبوب حاشية ثوب أو خيط مفتول ون أن تصيبه مضرة من كسر أو نحوه ويتحرى أن يقع الأنبوب من الفرع المركب فيه على موضع قد احمرت قشرته ويسقى الأنبوب من أعلها ومن أسفله بلبن التبن، وذلك بأن يقطع غصن التين من الموضع الأخضر منه بحديد قاطع من أعلى الأنبوب ويكرر ذلك حتى ينعقد الأنبوب مع العود ومع قشره، ويظلل الأنبوب بورق الشجر ليستره من الشمس والريح، ويكون هذا العمل في يوم شديد الحر ساكن الريح وهذا شكل الأنبوب النقطة البيضاء داخله هي العين المذكورة أو الرقعة، وهي أنواع منها الطويلة والمربعة والمستديرة ويرقع بها التين والزيتون وغيرهما. فالرقعة الطويلة تقطع في كانون الثاني حتى تقوى ويصلب قشرها وتحمر، ثم تقطع أغصان فيها عيون من الشجرة التي سيركب فيها ثم يشق القشر بطرف سكين حادة ويزاح عن اللب برفق ثم تدخل الرقعة بلطف دون أن تنشق وتربط بالخيط غير المفتول، وتسقى بلبن التين قبل ربطها وبعده حتى تنعقد وكذلك الرقعة المربعة والمدورة وكل رقعة فيها عين.
النوع الثالث من التركيب ويدعى الأعمى، وهو أن القضبان المعرضة للشمس في ناحية المشرق أو الجنوب مما كان مثمرا في العام الماضي، وتقطع مقدار شبر أو أكثر وتبرى من أسفلها مقدار نصف شبر وأربعة أصابع بريا لطيفا ثم توضع الأقلام في الماء لئلا يصيبها الهواء، ثم يعمد إلى الشجرة التي يريد التطعيم فيها فتقطع بالمنشار من فوق، ثم يشق فيها شقان، ويدخل القلم المبري ويوضع القشر من القلم على الشق بإحكام ويلصق العظم بالعظم، ثم يدخل قلم آخر في الشق الآخر، ثم يطين عليهما بطين معجون بتبن، وتشد عليه خرقة كتان تصونه من الهواء والماء، وذلك في أول جري الماء في العود، والتراب الأحمر لا يصلح لمثل هذه الأشياء، لأنه يحرقها إذا طينت به والتراب الأبيض أجود، وكذا طين الشاطئ الأنهار. ولا يحمد التطعيم في طرف الشجرة أو في وسط الساق إذ يحتاج زمانا أطول. ويؤخذ التطعيم من الشجرة قبل أن تنبت.
وطريقة التطعيم الأعمى وغيره كما يلي: تنشر قطعة من الزيتون مثلا أو فرع منه نشرا مستويا، ويخرج موضع النشر من المنشورة، ثم تشق وتنزل الأقلام بإحكام ويضرب عليها برفق. وتكون فتحة الشق ثلاثة أصابع مضمومة، ويوضع إناء كبير من فخار على ذلك الغصن المشقوق ويثقب أسفله بمقدار غلظ ذلك الغصن المشقوق من غير زيادة ويلف عليه حبل كالخلخال ثم يوضع عليه الإناء أو نصفه ويطين ثقب الإناء بطين لزج من داخل وخارج حتى ينسدّ فلا يخرج من التراب والماء شيء. ثم يوضع فيه زبل قديم أو غائط آدمي وتربة سوداء ورمل، بمقادير متساوية ويخلط ثم يغربل ويملأ الإناء حتى ثلثه ليبقى متسع للماء ويكبس باليد الذي كبسا جيدا، أو يؤخذ بزر تفاح أو سفرجل أو توت أو أترج أو ورد أو رمان أو عنب أو آس وشبهها فيوزع في ذلك الشق ويغطى بالتراب الذي فيه كالعادة ويتعهد بالسقي اللطيف المتتابع حتى لا يجف التراب وإن ملئت الآنية بالماء فهو أجود، فينبت البزر في ذلك الشق وتغرس عروقها فيه فتلتحم معه حتى تقوى، وتغذي بذلك الفرع، وبزر التين ينبت في الحجارة والبناء والحيطان، فتقلع بعروقها وترابها بعد عام حين يكون قد أحمر وتغرس من وقتها في ذلك الشق وتتعهد بالسقي اللطيف بالماء العذب حتى لا يجف التراب مما يعجل في نموها وكذا يعمل بالنوى كاللوز والبرقوق والزيتون والرند والقراصيا وشبهها. يغرس النوى في الشق بعد أن يكر النوى برفق ويغطى بالتراب مقدار إصبعين أو ثلاثة، فينبت ويلتحم بالأصل في ذلك الشق ويتغذى من الشجرة، ثم يطعم ويجعل النوى اثنتين أو ثلاثا حتى إذا فشلت إحداها نبتت الأخرى أما إذا نبت الجميع فيقلع منه ما يستغنى عنه.
والرابع تركيب الثقب، ويسمى القرطبي. وقال الحكماء: إنه ينشب في حبه وفي غيره سواء وافق أو لم يوافق وهو يستعمل في جميع الأشجار، المتنافرة والمتجانسة. وقال بعضهم إنما يستعمل في أشياء مخصوصة من الأشجار وهي العنب ينشب بالثقب في جنسه وفي عيون البقر والصفصاف والتفاح، والجوز في جنسه، وفي الفستق والبطم والتين والتوت والأترج في التفاح فيثمران معا وذلك من شهر تشرين الثاني إلى شباط. والخوخ ينشب في الصفصاف فيثمر خوخا بلا نوى، وفي اللوز والتفاح لذلك والتين ينبت في الفرصاد والقراصيا وذلك طوال أيام السنة باستثناء الشتاء ويكون في ذلك الأصل واحد والثمر مختلف، والرمان يضاف إلى غيره من الشجر حتى يلتصق وكذا قيل في السفرجل والورد ينشب في لحاء التفاح فيزهر عند حمله وفي اللوز كذلك. وطريقة انتساب في عيون البقر والصفصاف والآس ونحو ذلك، أن يعمد إليها إذا كانت قريبة فيؤخذ قضيب من العنب وهو على أصله غير مقطوع منه فيحفر من عند جذر الكرمة إلى جذر تلك الشجرة جورة في الأرض بعمق شبرين أو أكثر وبسط ذلك القضيب فيها حتى يصل إلى تلك الشجرة، ويثقب في أصلها ثقب بقدر غلظه، ويدخل طرفه فيها ويخرج من الجهة الأخرى ويجذب برفق حتى يبلغ موضعا غلظا من القضيب يقف عنده. ويطين ذلك الثقب بطين طيب لزج، ثم يرد التراب على الثقب ويتعهد بالسقي وحذار الأضرار بالقضيب أثناء العملية، ولا يمضي وقت طويل حتى يلتحم ذلك الثقب وبعد أن ينمو القضيب ويغلظ يقطع م جهة أصله، فإنه يثمر عنبا. وإن أريد أن ينشب في ساقها فيثقب فيه على قدر غلظ القضيب وبدخل طرف القضيب في ذلك الثقب ويجذب حتى يقف، ويطين من ترابي أبيض حلو، وتلف حوله الخرق، ويشد بالخيوط ويملأ بالتراب، ويبقى كذلكم من عامين إلى ثلاث حتى يغور القضيب في ساق الشجرة، فيقطع من جهة أصله ويمسح بالحديد القاطع فيسوى مع ساق الشجرة كأنه غرس فيها، عامين إلى ثلاثة حتى يغور القضيب في ساق الشجرة، كأنه غرسه فيها، أو يقطع أعلى الشجرة من فوق، ويوضع الأنشاب ويطعم كما كان يطعهم اولا، وترجع قوة الشجرة إلى ذلك القضيب. وإذا أنشب العنب في عيون البقر، يبقى على حلاوته ويبكر بالإطعام. وفي الصفصاف تنقص حلاوته، ويتغير طعمه وهو فيه أنجب من عيون البقر في الآس ويكتسب من طعمه ورائحته. أنشاب الجوز في الحور فبالثقب وفي شجرتين متجاورتين تجذب إحداهما إلى الأخرى فيعلقان. وينشب الجوز في الفستق والبطم إذا قربت إحدى الشجرتين من الأخرى وتجذب شجرة الجوز إلى الفستق إذا كانت رطبة. وأما أنشاب الخوخ في الصفصاف فيقوس أولا، وذلك بأن يدفن طرفه الأعلى تحت الأرض أو يجمع طرفاه عند غراسه فإذا علقت زرعت نواة خوخة أو نواتين أو شتلة من أي شجرة كانت تحت ذلك القوس، فإذا وصلت إلى التقويس شق في وسطه شق طويل بحيث يدخل منه غصن شتلة الخوخ حتى تخرج من أعلها ويجذب برفق حتى يستقيم ويشد عليها شد القوس بخيط صوف ونحوه، ويطين ويشد على الطين بالخرق ويربط. فإذا أتى العام الثاني والشتلة قد استغنت عن أصلها، فأقطعها، والنتيجة أثمار خوخ بلا نوى.
وللأنشاب طريقة أخرى وذلك بأن يشق الصفصاف في الربيع مما يقرب من شجرة الخوخ ويدخل في كل غصن قضيب من الخوخ، ثم يعصب على الشق بخيط قنب بإحكام ثم يطين فيشمر خوخا بلا نوى وطريقة أخرى في أنشاب أغصان من شجرة إلى أخرى تجاورها من الخوخ إلى اللوز أو التفاح فيكون أصلها واحدا والثمر مختلفا. وينشب كذلك الكمثري في التفاح والسفرجل، والتين في التوت والفرصاد، ويثمر الشجر ثمرتين والأصل واحد. ويمكن إنشاب قضبان مختلفة في كرمة واحدة، فتكون عناقيد الكرمة أصنافا وألونا.
عفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا))
حمل toolbar alexa لتصفح أسرع و حماية أكبر
يداً بيد نبني سورية الغد
النوع الخامس من أنواع التركيب تلقيح النوى والحبوب في أنواع المنابت كالفرصاد والعنصل والعوسج والخطمي والتين والسوسن والنخل وشبهها. فمن ذلك أن تقصد أصلا منها قوي النبات فيكشف التراب عن أصله ويؤخذ حب البطيخ والخيار والقثاء ويدخل منها في الشق حبة بعد نقعها في الماء العذب ليلة، ويرد التراب الطيب الناعم إلى أصل الشجرة ويغطى به موضع الحب بسماكة إصبعين ويزبل ان تيسر. ويركب القرع في العنصل بأن يقلع من بصله وتقطع من أعلى البصلة نحو ثلثها وتشق على شكل صليب ويدخل في حاشية كل شق منها حبة قرع بعد نقعها في الماء ليلة، ويكون طرف الحبة الرقيق إلى فوق ويجعل فوقها رمل وتراب بمقدار ثلاثة أصابع ويصب الماء بقربها لا عليها فينبت القرع فيها ويثمر قرعا كبيرا ثقيلا مائلا إلى الخضرة طيبا لا طعم للعنصل فيه البتة، وهو مجرب ويستغنى عن كثرة السقي آنذاك وحين زراعة حبه. ويركب القرع أيضا كما تقدم في القطن، وكذلك يركب الباذنجان في القطن. ويركب في أصول القرع البطيخ، ويركب بزره كذلك في العوسج والخطمي والتين والتوت كما ذكر. ويركب الياسمين الأبيض في الأصفر، ويركب في الخيزران ويركب في الرند، ويركب الدردار في الأزادرخت، ووقت ووقت هذا التركيب بالنسبة لأكثر الأشجار من منتصف شباط إلى عشرة أيام من آذار، وقيل إلى نصفه، وقيل إلى جري الماء في العود من الشجرة المقصودة، وذلك فيما يسقط ورقه من الأشجار. وأما التي لا يسقط فتركيبها من منتصف آذار حتى آخر أبار. وإن أردت أن تنبت القرع والقثاء بغير ماء فاعمد إلى أرض فيها جذور قديمة أو أصول من النبات المسمى بالجناح، وهو اسم الشوك العاقول أو الباقول، فاحفر عند أصله حفرة واسعة بعمق ثلاثة أذرع، ثم شق الأصل بعود طرفا شقا غير نافذ بقدر ما يسع حبتين من قرع أو قثاء، واجعلهما فيه، فإذا لعقا فيه فضع في أسفل الحفرة ترابا مبتلا حتى يصل إلى ذلك الموضع، ورد على موضع الحب تراب وجه الأرض الناعم حتى يرتفع ثلاثة أصابع، وكلما كبرت الحبتان شبرا زاد في التراب حتى تستوي الحفرة بالأرض فيصير أصلا ويطعم بغير ماء، ويعمل على السروج فيكون ما ينبت منوّما وعلى قثاء الحمار فيكون شديد المرارة مسهلا. ومن هذا التركيب يعمل نوى التمر في أصول القلقاس فيثمر موزا، وكذلك البطيخ يعمل في العوسج الخطمي والتين والسوس فيثمر. وكذلك يركب في التوت ويصب على الأصل ماء حار شديد الحرارة، فيحمل حملا كثيرا طيبا. وفي التوت يخرج بطيخا لذيذا أحلى من كل البطيخ بعيدا عن الآفات والتغيرات، وعلى السوسن يخرج بطيخا كبيرا حلوا، والذي على الخطمي يأتي له طعم طيب عجيب والذي على التين يخرج منه لا يقوى أحد على أكله فكأنه ثوم أو خردل، وإذا ركب الشجر المطعم في الشجر المطعم يكبر حمله ويزيد إنتاجه وإذا ركب في المطعم غير المطعم فإنه يحمل كثيرا، ولا يركب في شجرة ضعيفة ولا في شجرة هرمة، ولا يركب إلا في الفتية السالمة من الآفات.
ووقت التركيب يكون على العموم عند اشتداد الحر بعد آيار، ومثل هذا التركيب يعجل بالفائدة والمنفعة أكثر من الغراس فهو أسرع ثمرة وأكثر حملا وأكبر حجما. وينبغي أن يكون التركيب من شيء في شيء يناسبه ويجانسه ويشاكله في أكثر وجوهه، وكلما تشابه كان أجود. وقد قسموا الأشجار أربعة أقسام: ذوات الأدهان، كالزيتون والسرو والكتم والحبة الخضراء وشبهها، وذوات الصموغ كالخوخ والمشمش والأجاص واللوز والقراصيا والفستق وشبهها، وذوات المياه الخفاف وهي الأشجار التي يسقط ورقها في البرد كالتفاح والسفرجل والكمثري والعنب والرمان وشبهها، وذوات المياه الثقال وهي الأشجار التي لا يسقط ورقها كالزيتون والرند والآس والسرو والأترج ونحوها. وهذه الأربعة هي أمهات الأجناس.
واعلم ان كل نوع ينافر الآخر لا يركب إلا في الثقب أو بطريقة التركيب الأعمى. وقد ركب بعض ذوات الأدهان في بعض ذوات الصموغ فأنتجت، وإن جعلت التراكيب كلها في الأواني المملوءة بالتراب الطيب. وكان ذلك أحسن وأنفع. وأما ما يركب بعضه في بعض مما يظهر له أثر، كالرمان، فإنه يجود في الرمان قطعا، والأترج في الكرم، والتوت في الأترج، والأترج في التفاح والعكس بالعكس ويحمر التفاح، ويركب في الدلب والقراصيا فيجود والأترج في الفرصاد فيثمر ثمرا أحمر، والأترج يطعم في الرمان فتحمر ثمرته، والآجاص الأصفر في الأترج وفي التفاح والخوخ لكنه يهرم سريعا وإن طعم في الأجاص واللوز طالت حياته. والخوخ أن ركب في الأجاص عظم ثمره، والأجاص يطعم في الكمشري، والسفرجل يقبل كل ما يركب فيه من شجر، وجميع الأشجار تألف السفرجل، والتفاح ينشب في الكمثري والسفرجل، والتفاح في الرمان، ويثمر الكرم في الأجاص الأسود، والتين ينشب في الفرصاد، والشاهبلوط، والبندق، والتفاح، والكمثري هذه كلها يطعم بعضها في بعض. وقد يركب في اللحاء دون الأصل.
وما يضاف من الكمثري إلى الفرصاذ يكون ثمره أحمر. والتفاح يألف الكمثري والسفرجل. وكذا يركب التفاح بالأجاص فيثمر تفاحا أحمر، والخوخ يألف الأجاص واللوز والكمثري والتفاح والسفرجل، والشاهبلوط يألف الجوز والبندق والبلوط، والسفرجل يألف الكمثري، والمشمش يألف الأجاص وإن أضفيت الكرمة إلى القراصيا أثمرت في الربيع.
وشجرة الزيتون تألف الكرم، والكمثري يألف التفاح والسفرجل ويعلق الرمان بالآس، وأجود الفرصاد ما تركب على البلوط، والأجاص يركب في التفاح، والأترج يطعم في السنة مرتين، وتطعم القراصيا في الآجاص، والسفرجل في الرمان، والورد ينشب في اللوز فيعلق، ويزهر في الخرفي، وهو كثير بأشبيلية وغيرها. وإذا ركب التفاح في الرمان اكتسب من الرمان كثرة الحلاوة وشيئا من طعمه. وإن ركب الأترج في الكمثري اكتسب رائحة الأترج ولونه، والنبق في التفاح تبقى النبقة قدر التفاحة في حلاوتها، والكمثري في التوت يخرج كمثري صغيرة حلوة ويسرع في حمله. والزيتون في الكرمة يثمر مع العنب زيتونا، وإن أضفي قضيب الزيتون إلى أصل شجرة العنب في ثقب على وجه الأرض حلي الزيتون وبحلاوة العنب، وإن أضفي قضيب العنب لشجرة الزيتون جاء عنبه كأنه مخلوط بالزيت وإذا ركب العنب في الحامض جاء طعمه مزيجا من الحلو والحامض والتفاح في الأترج والأجاص يحمل في السنة مرتين شتاء وصفيا. ويركب البرقوق في اللوز فيكون طعم نواه كطعم اللوز. والتطعيم إذا كسر باليد من غير حديد أحسن ويكون ذلك في يوم ساكن الريح عند بدء النهار، ويحفظ من الريح. والمطر لا يضر التطعيم بل ينفعه، إلا ما كان في اللحاء فإنه يضره، وتوضع أغصان التطعيم في التراب عند اشتداد الهواء مدة ثمانية أيام لا أكثر، وإذا أخرجت نقعت في الماء يوما أو يومين وإلا فسدت إلا العنب فلا يضره الماء. وقد تنقل الأقلام من بلد إلى بلد في عدة أيام وذلك بأن تخزن في آنية من فخار ضيقة الفم كان فيها ماء عذب ولم تتعرض لدهن ويسد فمها بخرقة سدا محكما وتدفن في الأرض، وهكذا تنقل من بلد إلى بلد.
والورد إذا أضفي إلى التفاح أو اللوز أو العنب يؤخذ لعروقه التي تحت الأرض وذلك بإزاحة التراب عنها وتقطع من الموضع الصلب وتنقل فتعيش. والأشجار إذا ركبت بالشق فأكثر ما يستعمل في هذه العملية أواني الفخار الجديدة المثقوبة بمقدار ما يتسع للغصن والتراب الذي فيها يؤخذ من وجه الأرض، ويلف حول الغصن حبل ويشد عليه، فيكون شبه خلخال ليمنع نزوله من الفخارة ويعامل بلطف وحذر ولا يهمل التراب من ترطيبه بالماء حتى لا يجف. وقيل يجعل عليه اسفنجة أو صوفة منقوعة بالماء من أول الليل، أو يعلق على التركيب كوز ماء عذب في أسفله ثقب يقطر منه الماء، أو يعلق على التركيب كوز ماء عذب في أسفله ثقب يقطر منه الماء، وكلما نقص الماء زيد، ولا بد للورد إذا ركب في اللوز والعنب والتين من ذلك. ولا يربط التطعيم بخيط كتان أو قنب مضفور أو مفتول ولا بحبل صلب مفتول، فإنه يؤثر في القشر ويقطعه ويؤذي التركيب وفيسده، بل يستعمل خيط صوف أو ما يشبهه، وإذا طالت أغصان التركيب دعمت بدعائم خشب غليظ يركز في أصل الشجرة ويربط من أسفل موضع التركيب برفق وذلك حفظا لها من الريح والطير ثم تزال الدعائم عند الاستغناء عنها. وكذا يجعل حوله شباك تمنع حتى نزول الطير عليها. وإن احتيج إلى تخففي شيء من أغصانه كسرت باليد برفق دون أن يمسها حديد. وإذا ظهر في التركيب ضعف فيفتش عن سببه فإن كان الجفاف سقي بالماء وإن كان من زوال الطين أو التشقق أو النمل طين بطين آخر.
واعلم أن الشجر على اختلاف أنواعه له أعمار فالزيتون يعمر ثلاثة آلاف عام، والنخل يعمر خمسمائة عام، والبلوط أربعمائة عام، والخروب ثلاثمائة عام، والعناب والجوز والتين والتوت والميس والدردار والبشم تعمر مائتي عام، والعنب مائة وخمسين عاما حتى يجف، والنبق يعمر مائة سنة، والخوخ من أربع سنين إلى ست سنين، والكمثري والزعرور والمشتهى والرمان والسفرجل والقراصيا والمشمش والبندق والأترج والنارنج والسرو مائة عام، والأجاص والسبستان والدلب والدفلى والأزادرخت تعمر خمسين عاما. والورد يعمر ثلاثين عاما، والخيري يعمر عامين أو ثلاثة أعوام، والقصب الحلو يعمر ثلاثة أعوام، والمردوش ستة أعوام، والماميتا أربعة أعوام، والصفصاف عشرين عاما.
عفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا))
حمل toolbar alexa لتصفح أسرع و حماية أكبر
يداً بيد نبني سورية الغد
الباب السادسالأشجار المتحابة والمتشاكلة والمتنافرة والمتضادة، وعلاج أمراضها
ودفع ما يضرها، وفي إزالة ضعفها وسقمها، ودفع الآفات عنها، إلى استيفاء أعمارها، فإن الموافقة تنعش الأشجار، ويقوى بعضها بموافقة بعض، والمخالفة والمضادة توهنها وتضعفها
اعلم أن من بين الكروم والسدر مشاكلة، وكل يهوى الآخر فيقوى بقربه، وكذا بين الكرم والزيتون محبة ومشاكلة، الا أن الزيتونة تبعد عن الكرم قليلا لمنفعة الكرم، وكذا بين الكرم والقرع، وكل منعش لصاحبه، وكذا بين الكرم والميس موافقة والفة وكل ينفع صاحبه. والكرم المعلق عليه يسلم من الآفات ويكثر حمله. والتفاح والكمشري والأترج يألف بعضه بعضا، وتنفعه مجاورة بعضه لبعض. والآس والرمان متحابان مؤتلفان، يكثر حمل الرمان به، وكل ينفع الآخر. والجوز يألف التين والفرصاد وينفر مما عداهما من الأشجار، لأنه مفرط الحر واليبس فيهلك الشجر والنبات، إلا الخضر الشتوية والقصيل. والتفاح يحب الكرم والزيتون. وبصل الغاز إذا زرع عند أصل الزيتون نفعه وكثر حمله، وإذا علقت العرايش على الجوز ضعفت غاية الضعف. والكرم إذا جاور الكرنب اتجه إلى الجانب الآخر، وقيل أن زرع في كرم تلف، ولو حملت الريح رائحته إلى الكرم ضره، وإذا زرع قرب الكرم حلبة مات الكرم أو ضعفت وزبل وكذا تعمل الحلبة مع السلق، وكذا السلق إذا غرس بقرب الكرم أبطله وأيبسه. وقيل أنه عدو للتفاح.
والترمس إذا زرع في كرم أيبسه وهو عدو للأشجار كلها، وكذا العدس والفول. وإذا غرس الصعتر بقرب النارنج وما له نفس حار أضره. وعداوة العرعر مع النخل معلومة مشهورة وكذلك القطران عدو للنخل، وشجر الغاز إذا كان قريبا من الكرمة أضر بها وكذلك النخل والتين فإنهما لا يتفقان، وللكرم سموم تقتله كالشبرم والقنبيط والكرنب خاصة. والتين يضر الكرم في البلاد الحارة، وفي الباردة ينفعه، والشلجم والفجل والجرجير يضر الكرم. وبين العنب الأبيض والأسود تنافر وتضاد فلا يغرسان معا ولا يتجاوران ولا يعصران معا فيفسد ذلك العصير بسرعة.
واعلم أن الضعف في الأشجار إذا كان من هرم وقد يقطع ما ظهر هرمه، وربما تستأصل الشجرة كلها بأن تقطع من وجه الأرض ويكشف عن جذورها وتزيل بالزبل المخلوط بالتراب الخصب المأخوذ من وجه الأرض، ثلث والثلثان زبلا. وأما ضعف الكرم وانقطاع حمله بحيث أنه لا يثمر البتة أو يثمر عنبا كالسمسم ثم يجف، فعلاجه أن يجمع حطب الكرم المكسوح ويضاف إليه شيء من الورق المخلوط بمثله أو دلب ويوقد حتى يحترق، ويجمع رماده في إناء زجاج أو مزجج ويصب عليه ماء عذب ويخلط ويرش على ساق الكرم وأغصانها فهو دواؤه، أو يخلط الرماد بالخل القوي بدل الماء. وقيل ترش أبوال الناس على أصل الكرمة في الأرض ويتكرر ذلك مرارا فإنها تشتد أو تقطع ويبقى منها ذراع أو ذراعان، ويخلط تراب أصلها بالزبل ويرد عليها بلا كبس، ويسقى بالماء حتى ينبت، فيترك القوي ويقطع الضعيف باليد، أو تلطخ العناقيد برماد حطب الكرم المعجون بالخل، فإنه يمنع جفاف العنب، ويرش أصل الكرم نحو عشرين يوما عكر الزيت مع الخل ثم يسقى بعد ساعة. وأما مرض العصر - وهو إذا زبل الكرم خرجت منه عصارة فجة، أن بقيت أضرت به، وإن خرجت أضعفته وأضرت به، فعلاجه تسهيل خروج هذه العصارة الزائدة في الكرمة وذلك بأن يشرط ويحز حزوزا بين الأعين من سوقها وفيما غلظ من خشبها ووسط قضبانها الغلاظ، فتسيل منها تلك العصارة والرطوبة ولا تكسح بمنجل، ولا ينزع منها غصن نزعا، وتزيل بزبل طري غير جاف، وهو ما ليس بزبل الناس ولا زرق الحمام ونحو ذلك، بل مثل روث البقر المخلوط مناصفة بالتراب وبعد ثمانية وعشرين يوما من الشرط والحزّ يؤخذ دردي زيت مذاب بلب الجوز والفستق المقشر وشيء من دقيق الشعير، أو الدردي وحده يطبخ حتى يذهب بعضه فإذا برد لطخت مواضع الحزوز ونحوها ويتكرر ذلك أو يؤخذ رماد حطب الكرم ويخلط مع الدبق والوشق أجزاء متساوية أن يدق الدبق ويرش عليه خل ثم يضاف إليه الرماد والوشق قليلاً قليلا حتى يختلط ويصير له ثخانة، ثم تلطخ به تلك الحزوز ويحل بالماء ويصب على أصل الكرمة فينفها جدا ويكون ذلك في نيسان إلى نصف آذار. والزيت والمياه حياة الكروم الجافة اليابسة، وزبل الناس وزرق الحمام يدفع ضرر الريح الباردة وكذلك بعر الغنم وزرق الخفاش وعكر الزيت الغض وكذا الماء الحار مخلوطا بزيت يصب على أصولها، وكذا رماد الكرم إذا وضع في أصولها دفع عنها الآفات. ومن علاج سيلان الرطوبة الزائدة من عيون الكرم أن يقطع غصن من الأغصان المصابة به ويطبخ مع دردي الزيت مضافا إليه ورق النعناع ويلطخ بالخليط موضع السيلان أو القطع.
وعلاج الأرض اليابسة التزبيل بروث البقر وبعر الغنم وكثرة السقي، ويرفع تراب الكرمة المريضة ويستبدل به تراب أحمر غريب أو قريب وإن خلط بزبل فهو أحسن. وعلاج الاسترخاء - وهو المرض الذي يصيب ورق الكرم فيبيض من ظهره - رماد الكرم مخلوطا بخل يلطخ به مكان المرض ثم يزاد على الخليط الماء ويصب على أصلها وتقطع عناقيدها وأغصانها الطرية والورق برفق ويبصق موضع العنقود. وأما اليرقان فإنه يصيب بعض الشجر وأكثر النبات والزروع، وعلامته في الكرم جفاف واسترخاء وسقوط ورق أو ثمر والامتناع عن امتصاص الماء. ويحدث اليرقان للنخل، وسببه الزبل الحار من الناس والحمام، وعلامته أن تصفر أصولها وتقل الخضرة من سعفها، وعلاجه أن يؤخذ قثاء الحمار وورقه فيدق ويخلط بالماء جيدا ويرش على الكروم وغيرها قبل طلوع الشمس وهو بليغ المنفعة، أو يؤخذ خشب التين وخشب البلوط فيحرقان ويطبخ الرماد في الماء العذب ساعة، ثم يرش فإنه يبرئه، أو تطعم أصول الكرم بروث البقر مخلوطا بتراب ناعم ثلاثة أيام، ورماد حطب التين والكرم يشفي من اليرقان.
ويكون اليرقان في الحنطة بسبب ما يظهر في الهواء من حمرة في نواحي الأفق أو في الليل شبيه بالبرق أو الشعاع، متفرق في الهواء، أو يرى في النهار كأنه خيال يظهر ويشمحل، ويظهر من تاسع ليلة من الشهر إلى التاسع والعشرين. وحمرة السماء ليست بيرقان، وكذا الشعاعات الظاهرة في الهواء كحبات الماء في غير الأيام المذكورة. وهذه العلامات إذا دامت دلت على وباء يحدث بالناس. والضباب الكثير يؤذي الكرم جدا. وعلاجه إشعال قشر القصب والطواف بالليل بين الكروم فيزول ضرر الضباب وتعرضها على الأشجار العظام يدفع ضرر الضباب والكدورات والبخار العفن. وكذا التدخين بها على الأشجار يدفع الدود، والرماد يهلك الدود ويزيله من عروق الشجر، وكذا الكشف عن العروق في الخرفي. وإذا كان فساد الشجر من جفاف ويبس رطبت تربته. وإذا كان من نداوة وإفراط رطوية، يغير التراب بتربة يابسة حمراء أو بالرمل الذي على شاطئ الأنهار مخلوط بزبل عتيق.
وعلاج الدود والأرضة يكون بالحفر عند العروق الراسخة في الأرض وطلائها بزبل الحمام مبلول بماء، وإذا علق على كرمة قدر شبر من جلد الضبع لم يقربها دود. وعلاج الدود في التفاح يكون بتقشير العروق وإخراج الدود منها وطلائها بروث البقر الرطب، وإن كان في التين دود فدواؤه أن يحفر في أصله حتى تبدو عروقه، فيوضع عليها الرماد ثم يردّ عليه التراب. وكذا التفاح إذا دوّد ونسج عليه العنكبوت، والدود الأحمر، فالرماد كما تقدم علاجه فإنه مجرب. وإذا ظهر في التين حب شبه الرمل، فاحفر أصله وأجعل عليه ترابا وزبلا طيبا، وأحسن سقيه. وكذا تبن الباقلاء وزبل الحمام يقلع الدود من كل الشجر. وأما احمرار ورق الكرم - ويسمى آفة النجوم - فعلاجه أن يطبخ الزيت والحمَّر بالماء طبخا جيدا ويلطخ به وهو حار. وقيل يثقب الساق الغليظ من الكرم ويدخل فيه وتد بلوط ويلصق بأصل الكرم ويوضع التراب فوقه، ويصب في أصله مريء مخلوط بماء جيد مدة ثمانية أيام ثم يؤخذ دبس التمر ويذاب بماء ويلطخ به ساق الكرمة. وقيل يذاب الدبس بالخل الشديد الحموضة، وتلطخ به الكرمة، وكذا حب البلوط، يحرق ويبل رماده ببول البقر، ويصب الحمًّر في أصلها أو يرشه عليها.
وإذا احمر ورق الكرم يذاب الملح بالماء ويسقى به، أو بماء البحر، أو يشق أصل الكرمة ويوضع فيه أصل البلوط، ويغطى بالتراب كما مر. وأما عقد الثمر إذا قارب النضج ثم تحول لونه وأسود وظهرت أوراقها الصغيرة وأغصانها ما يشبه العرق فمعنى ذلك أن الشجرة مريضة وعلاجها أن تؤخذ البقلة البقلة الباردة اللينة ويعصر ماؤها ويخلط بسويق الشعير ويلطخ به ساق الكرمة وخشبها، أما العناقيد فتلطخ بالعصير دون سويق ويكرر حتى يبرأ ويرش عليها رماد الكرم مذابا بالماء، كما أن رماد الآس نافع جدا، وقد فيسد نصف العنقود مما يلي طرفه أو نصفه مما يلي المنبت، وذلك من رطوبة الأرض التي تشوبها الملموحة، وعلاجه أن ينقَّى ما حول العنقود من الورق، ومن الزوائد الطالعة من أغصان الكرم قرب العيون التي فيها العناقيد، فيصلحه الريح ويزول عارضه ويترك على كل عنقود ورقة، فإن لم يزل تؤخذ خمس قصبات مشتعلة في يد كل واحدة قصبة وتقرب من العناقيد التي دب فيها الفساد ويطرر ذلك كل أسبوع فيزول، ويمكن استعمال غير القصب أيضا. وقد فيسد العنب من المطر المتتابع في الخرفي، وعلاجه تفريق الورق المجاور للعناقيد لينفذ الريح أو تشعل النار حول الكرم برفق لئلا يصاب الكرم من حدتها، ويترك الرماد موضعه، ويسقى الكرم عقبه.
وأما إفراط الرطوبة وكثرة نبات الفروع وسرعة طولها بسبب الحرارة أو الرطوبة الزائدة فعلاجه أن يكسح أطول أغصانها ثم ما يتلوه، وكذا تكسح القضبان الغلاظ بالمنجل، والرقاق باليد، ولا يبقى إلا اليسير. وإن زاد يؤخذ رمل من الأنهار ويخلط برماد، ويوضع حول أصول الكرم ويطمر وأحسن منه الحجارة البيض والحصى البيض المستخرجة من الماء توضع في أصوله. وأما وقد تجرح شجرة الكرمة عند منبتها القريب من سطح الأرض وعلاجه أن يوضع عليه تراب ناعم كالغبار مخلوط بمسحوق البقر المعجون بعكر الزيت والماء العذب ويطلى به، أو يحفر حول العضو المجروح حيث يوضع الخليط المذكور. وإن كان الجرح تحت التراب غطي بالتراب والزبل ثم يصب عليه كله بالماء والزيت والخل المطبوخ أو المخضوض في الأواني والطبخ أجود. وأما الجليد فعلاجه تأخير الكسح إلى وقت نبات الفروع وعند مظنته فتؤخذ عيدان الطرفا والآس فتحرق من موضع واحد ثم يؤخذ رمادها ويذر على الكرم ونحوه، فإنه يدفع مضرة ذلك، ويمكن أن يرفع الضرر أيضا برماد حطب الكرم مخلوطا بتراب ناعم معرض للشمس وينبش أصله ويجعل فيه قليلا من الخليط أو يزال ثمرها عنها ثم تكسح وتدخن بأرواث الدواب في ليلة الرابع من الشهر. وقيل إذا زرعت الباقلاء في الكرمة فقد دفعت ضرر الجليد عن الكرم.
وأما السيل المفعم فلا شك أنه مضر لسائر الأشجار والنبات والبقول وربما أفسدها وغير طعم محصولها، فإن كان إفسادها يسيرا أمكن علاجه وإلا فلا دواء له إلا القلع وعلاج الفاسد قلبه أن يسقى الماء العذب بعد انحسار السيل شربة خفيفة مقدار نصف ساعة أو أقل حتى لحظة، وبعد يومين يسقى شربه أكثر وربما رش الماء على ورق الكرم والأشجار وفي أصول النخل، ثم بالفلاحة والحرث حوله. وأما التآكل في الغروس التي تنبت في الأرض المالحة أو يخالط ترابها زبل فعلاجه زرع القرع والقثاء والخيار والبقلة فإنه يدفع عنها ذلك التآكل والفساد. وأما النمل والجعلان والعفاية والدود - وهو أنواع - فعلاجها الذي يؤثر فيها كلها أن يؤخذ من الحنظل والشبرم وقثاء الحمار شيء ويجفف ويسحق ويطبخ بالماء والخل والملح حتى يتبخر الماء كله ثم يصب عليه ماء وخل وملح جريش ثم يطبخ ويعاد الماء والخل مرة ثالثة حتى يغمره ويكرر رابعا ويطبخ حتى يجف ويصير كالعسل، فيطلى به الساق الغليظ من الكرم فيطرد عنها تلك الآفات، وأن أضفي إليه مقدار ربعه قطران أو حرك ثم طلي به الساق طرد الدود والنمل والجعلان وغيرها. وإذا غرس إلى جانب الكرم من الحشيشة السمراء ثلاثة أصول أو أربعة، طرد عنها الهوام الطيارة والذباب.
ويطرد النمل خليط الصعتر الجبلي والسداب البري والكبريت بعد أن يسحق ناعما ويذر حول جحر النمل فيهرب كله ورائحته قاتلة لسائر الهوام. وأما الذراريخ والعناكب التي تظهر في الربيع وأول الصفي فما يطردها ويطرد أشباهها قثاء الحمار والحنظل الذكر وروث البقر المخلوطة بكميات متساوية ومدقوقة ومعجونة بالماء يرش هذا الخليط ثلاثة أيام، فأن الذراريج تهلك مع جميع الهوام أو يبخر بروث البقر وجذور قثاء الحمار تهلك الزنابير والذراريج ونحوها، وتهرب أيضا من الورد والأشنة والقسط وشبهها مما له رائحة طيبة. والعناكب تهرب من مثل الكرنب، وكذا دخان روث البقر والزفت، تهرب منه الذرايخ. وأما البق - وهو الدويبة المنتة الرائحة - وهي تكون في الخشب وغيره فإنه يؤخذ بعضها فيضاف إلى عكر زيت ويدخن به، أو يعجن روث البقر بالزيت ويدخن به، فإنه يهلكها ويقتلها، وقثاء الحمار إذا دق ساقه وورقه وأصله مدة في الماء، ثم طبخ ورش به الخشب والشجر فإنه يقضي عليها، أو يؤخذ ماء بئر يلقى فيه قبضة من ملح ويطبخ ساعة ثم يرش عليها وهو حار فإنه يقتلها. والبق لا يقرب شجر الطرفا والسرو، وإذا بخر بالشونيز بيت لم يدخله بق، وكذا إذا بخر بنشارة الصنوبر أو دخن بورق الأترج اليابس أو بورق التين اليابس أو بحب المحلب وكذا بالعاج أو جلد الجاموس أو بالعلق، وكذا بأغصان شجر السرو، وإذا نقع سداب في خل ورش به البق هرب، وإذا دق بصل العنصل ومزج بخل خمر وطلي بع السرير أو الخشب أو نحوه لا يقربه البق، وإذا وضع في محله قطران طرده، وكذا دخان الكمون والآس ودخان الترمس. وإذا طبخ الأترج بدهن وخل وطلي به شيء لا يقربه البق.
وأما علاج النمل الكائن في الشجر فيدلك ساق الشجرة الملساء بطول شبر بحجر أملس يدار به حوله حتى يتصل طرفاه وليكن دلكا جيدا حتى يملس ثم يطلى من فوقه ومن تحته بمغرة محلولة بالماء، فإن النمل لا يقربه وقيل تخلط المغرة بقطران وروث مدقوق ويطلى بها ساق الشجرة فلا يصعد عليها النمل. وإن طلي بذلك جرح في الشجرة التحم ذلك الجرح. وقيل إن دخن موضع فيه نمل بأصول الحنظل هلك من ذلك النمل كل ما شم رائحته. وإذا بخر مكان فيه نمل بنمل أو مكان فيه جراد بجراد أو عقارب بعقارب هرب ما تبقى منها. وقيل كذلك الأمر بالنسبة لسائر الهوام. وكذا الفوذج والكرنب إن سحقا ناعما وذر مسحوقهما على مداخل أحجارها بما في ذلك الزنابير والنمل وطردها.
عفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا))
حمل toolbar alexa لتصفح أسرع و حماية أكبر
يداً بيد نبني سورية الغد
وقد يعمق للغروس الحفر في أرض رقيقة فيسرع إليها الجفاف وعلاجها أن لا يعمق لها في الابتداء، فإذا أتى عليها خمس سنين برزت عروقها على وجه الأرض فيقطع منها مقدار ذراعين، وتحفر حفرة غير واسعة بقري الأصل بعمق ذراعين يوضع فيها طرف العرق المقطوع ويغرس مستقيما. وأما الجفاف من شدة العطش ونقص الثمر فعلاجه أن تؤخذ ثمرة الزيتون وهو أخضر صغير بحجم حبة اللوبيا ويدق في هاون من حجر ويرش عليها قليل من ماء مطر في إناء نظفي ويغطى ويترك أربعة عشر يوما، ثم يعصر ثم يعاد دقه وعصره بشدة ثم يدق ويعصر ويكرر ذلك حتى لا يبقى فيه الشيء من الماء، ويترك في إناء نظفي في موضع بارد ندي ثمانية وعشرين يوما ثم يستعمله، فإن له تأثيرا عجيبا في الأشجار والخضر وفي الإنسان أيضا، وإذا أراد الإنسان تركيب الأشجار، يقطع الغصن من الشجرة المركب عليها ويطلي موضع القطع بيسير من ماء هذا الخليط ثم يركب فإنه يخرج كما يريد، وإن خلط من هذا الماء خمسة دراهم في الماء الذي تسقى به البقول خرجت البقول غضة ناعمة سهلة المضغ والطعم، وإن خلطت خمسة دراهم منه برطل ماء عذب ورش به شجرة جافة كل يومين عشر مرات عاشت وكذا حين شدة العطش أو نقصان الثمر أو حين ارتفاع حرارة الشمس يخلط مثقالان منه بثلاثين أو خمسين رطلا من الماء العذب، ويصب في أصل الشجرة أو النبات فإنه ينفعه وما عاد تضره قلة الماء. وبول الناس ينفع الكرمة العتيقة منفعة عظيمة، وإذا احترق ورقها في الصفي، يكشف عن أصلها في كانون الأول ثم يحفر كل شهر ويسقى بالماء مرارا. وإذا سقط ورق التين يثقب أصله، ويدخل عود بلوط أو غيره، ويغطى بالتراب.
وإن كشف عن أصل التين وصب عليه ماء نقع فيه ورق الزيتون نفعه من الدود والآفات وكثر حمله، وكذا ينفعه بصل الفار إذا غرس في أصله، وكذا الأمر بالنسبة للتوت. وزبل الناس والمعز وزبل الناس والمعز إذا خلط بالماء وسقي به مرات سلم. وكذا زرق الحمام إذا استعمل في البرد. ومما ينفر البهائم عن رعي الشجر دهن رأس الماعز وشحمه، وشحم الخنزير إذا طبخ وروث الكلب إذا خلط بأبوال الناس أو الماء ولطخ به الورق أو دهن به خرق وعلقت على الشجر، فإن البهائم تهرب من رائحته، وإذا صب عكر الخل في أصول التوت نفعها وأسرع في نضج ثمرها واستطاب دود القز ورقها، وإذا علق على الزيتون شيء من الحديد مشدود بخيط صوف أعان على نموه وتحسين فروعه ودفع الآفات عنه. وإذا بدأت الزيتونة بالحمل بعد عامين أو خمسة من غرسها يلقط حملها بأسره ويدفن في أصلها فإنه يعجل في نموها وتقويتها. وإذا ذبلت يشعل تحتها سراج كبير ليلة السبت وليلة الأحد وليلة الاثنين وليلة الثلاثاء ويرش عليها في هذه الأيام زيت مخلوط بماء، فإنها ترجع إلى حالها. وإذا اعتلَّت الزيتونة يطرح عند أصلها نوى الزيتون الرطب الجديد ويترك عاما، ثم ينزع، فذلك ينفعها. والعطش المفرط يهلكها ويهلك سائر الأشجار وشجر الزيتون يصيبه اليرقان لكنه يزول بالمطر الكثير، أو يسقى ماء عذبا من نهر جار أياما ويرش عليه الماء مخلوطا بزيت يوما فيوما.
ودود التفاح يهلكه بول المعز وذلك إذا كشف عن أصله وصب عليه حتى يرتوي ثم يترك أربعة أيام ثم يسقى في الخامس والسادس عند غروب الشمس. وإن طليت عند الغروس بمرارة البقر لم يدوّد ثمره. وكذا إذا غرس بالقرب منه بصل الفار لا يدوّد ثمره. وكذا إذا غرب بالقرب منه بصل الفار لا يدّود ولا يسقط ورقه وأبوال الناس توافقه وبعر الغنم المنقوع في نبيذ عتيق إذا صب على أصوله يمنع الدود وزاد في حجم ثمره واحمراره، وكذا زرق الحمام المنقوع في الماء إذا صب عند أصلها، وكذا بعر المعز وجميع ما ذكر الكمثري، ومما يزيل جميع أمراض التفاح أن يؤخذ قشر اللوز وورقة والأجود لبَّه أو كلها معا وتسحق ناعما وتخلط بروث البقر ويلطخ بها شقوق شجر التفاح والغليض من أغصانه، ومما يحلي التفاح صب دردي الشراب العتيق على عروقه، ومما يداوي به الشجر بشكل عام إذا عرضت له آفة، أن يؤخذ روث حمار رطب ويجعل في إناء ويصب عليه الماء ويسقى به الشجر سبعة أيام بقدر جرة كل يوم ثم يسقى بالماء العذب بعد ذلك، يسلم من الآفات. واحمرار التفاح والخوخ يمكن الحصول عليه إذا جعل الشجرة في السنة الرابعة أربع مرات من أبوال الناس.
ويعرض للموز ذبول وموتت، ودواؤه من جميع أوصابه أن تنبش أصوله ويصب عليها ماء مخلوط بمسحوق من ورق الموز مخلوط بزبل غنم، ويرش على أغصانها خمر ممزوج بماء، أو يرش ماء المطر ويغبر عليها بالتراب الناعم الخصب، وكذا دم شاة ممزوج بماء حار يكون أكثر من الدم، ويداوى بذلك أصل الزعرور والأزدرخت، ويزول دود المثري بأن يطلى أصلها بمرارة البقر، وكذا يزبل أصلها بزبل مركب من غائط الناس وروث البقر مع شيء من ورق الكمثري مخلوطا بتراب ناعم، وكذا إذا استعمل ورق السفرجل مبلولا بالماء وردي الزيت فانه إذا طلي به ساق الكمثري وأصلها نفعها جدا ودفع الدود والفار عنها وقد تكون علتها من تأخر امتداد جذورها في الأرض وعلاج ذلك الحفر عليها وإزاحة العوائق أو تنحيتها. وكذا علاج السفرجل إذا تعقد خشبها وظهر بها تآليل أو نحو لك فأنه يحفر عن أصولها في شهر كانون الثاني بخليط مصنوع من زبل عتيق ورماد زرق الحمام ثم يصب عليه الماء ثم يلقى عليه حمل من الحصا ويرد عليه التراب ثم يسقى بالماء العذب بعد أن يكون شذب قبل ذلك في آذار. والسفرجل لا يتحمل الزبل كما تقدم. والرمان ينفعه بصل الفار ولا يدعه يتشقق ويزيد من حمرة حبه وأن جعلت تحت الأرض حجارة حول أصله فإنه يتشقق، وقيل ان تنكيس قضبانه عند الغراسه يمنع تشققه بعد أن يسقى أصله بماء خلط برماد الحمام.
وأما الأترج والنارنج والليمون ونحوها فإنها إذا اعتلت يكشف عن أصلها ويجعل عليها الرماد الأسود ورماد الحمام وشبهه، ثم يرد عليها التراب ويسقى بالماء والنارنج ينفعه دم المعز الحار أو دم الإنسان م فصاده أو حجامه، وقيل بل سائر الدماء توافقه فيجود ويثمر ويحمر ثمره، وقيل يترك مكشوفا أياما للهواء ثم يغطى بالتراب يمنع عنه اليرقان، ولا سيما الدم المذكور، وإذا حصل للأترج نكسة من برد أو حر، فعلاجه أن يسقى الماء البارد إن كان مرضه من حر والماء الفاتر إن كان من برد، ويزبل بزرق الحمام مخلوطا بتراب عفن وقد يضاف إليه ورق أترج حتى يعفن ثم يطمر به ويصب في الأصل الدم المختلط بالماء الساخن وغائط الإنسان اليابس فإنه يدفع عنه صفرة الورق. والليمون يجود بصب الماء الحار في أصله ثم أبوال الحمير. والعناب له دودة بيضاء كالقملة تلحس الورق، لا سيما الحلو منه، وعلاجه أن يطلى الساق بالقار، وعلاج السواد الحادث في ورقها والجفاف، لا سيما في الخرفي، أن يرش بالزيت والماء الحار بعد خلطها خلطا جيدا ويكون ذلك يوم الأحد بعد الغياب ويصب في الأصل ماء حار مختلط بزيت يوم الاثنين ويرش عليه الباقي يوم الثلاثاء وهكذا يوما فيوما أربعة عشر يوما، سبعة أيام رشا وسبعة أيام سقيا، فإنها تعود إلى حالها طرية ندية. وتمر النخل إذا صار ماويَّا يغبر بمسحوق الورد عند تلقيحها، ثم تحرك شماريخ الفحل فوقها حتى يقع غباره على الأرض، وإن لم يتيسر الورد فورق الآس المدقوق فإن لهما فعلا عجبا. وأما الورد إذا أبيض قضيبه فلا خير فيه وعلاجه قلعه، ويكون ذلك في كانون الثاني ثم تسوى أرضه ولا يزرع فيها شيء فبقايا جذوره تنبت في نيسان نباتا حسنا فإذا استوى في أيار ينبش وينقى عشبه ويترك نحو ثمانية أيام ثم يسقى فإنه ينمو ويندفع بسرعة، وله علاج آخر وهو أن يعطش حتى يجف ورقه وما حوله من عشب في كانون الثاني، ثم تلقى عليه النار في تشرين الأول ثم يسقيه المطر بعد ذلك فإنه يندفع في أول الربيع ويزهر بالورد. وإذا كان في ثمر الأجاص مثل الحصى، يكشف ن أصوله وينقى من الحصى، ثم يعاد إليه التراب، وصغر الثمر إن كان من إفراط الحمل فعلاجه التخفيف عنه قبل إدراكه، وإن كان من داء يكشف عن أصله بمقدار ثلاثة أشبار وتلقى فيه حجارة صغار حتى يرتدم الموضع ثم يعاد التراب عليه ويسقى كل أربعة أيام مرة فإنه يعظم ثمره. وقيل يثقب في أصله ويضرب في الثقب وتد صفصاف. وأما تحلية المر من اللوز، فيثقب في أصله فوق وجه الأرض ثقبا مربعا فإن ثمرته تحلو، ويحفر حول أصلها، ويلقى فيها زبل خنزير ويصب عليها بول ويغطى بالتراب ويسقى. وكل شجرة يقطع ساقها يتغير ثمرها، وإن أردت تليين قشره وترقيقه فأكشف حول الساق حتى تنتهي إلى الأصول على وجه الأرض، فاسقها دائما ماء حارا سقيا قبل أن تلقي زهرها واكشف عن أصولها عند الساق فإن ما لا يحمل إلا ورقا، يثقب في الساق مما يلي الأرض، ويجعل فيه من خشب الصنوبر ويضرب عليه، ثم يصب عليه بول إنسان، ثم يطمر. وشجر الجوز إذا اصفر، فعلاجه أن يسقى الماء الحار، ويرش منه على أغصانه وأوراقه ويصب في أصله الدم، ودم الجمال إذا خلط بماء حار وصب في أصله كان الأنفع. وقيل إن ثقب في أصل شجر الجوز بعد إطعامها بفولاذ لطفي حتى ينفذ من الجانب الآخر، وترك الفولاذ في أصلها، فإن ثمرها وجوزها يصير رقيق القشر سليما سهل الكسر، وعلاج سقوط ورقها يكون بالحفر عميقا والسقي بالماء وتشذيبها في العام القابل قبل أوانها. وإن اصفر من كثرة السقي فعلاجه منع الماء عنه، وعلاج البرد والجليد ونحو ذلك يكون بالزبل والسقي ولا يعالج إلا الفتي منها، وأما المسنّ فإذا كثر فيه الجفاف يقطع أو ينشر قرب موضع ليس فيه جفاف فذلك أجود ويكون في فصل الخرفي فإنها ترجع كالفتية.
وإن خفي اليرقان على الشجر أو الزرع يؤخذ غصن من الغار وينصب وسط تلك الأرض فلا يصيب اليرقان شيئا في تلك الأرض. وإن شق الأصل من الشجر شقا غير نافذ ومليء ملحا مسحوقا وردّ عليه التراب مات الدود ويكون ذلك في شهر كانون الثاني والدود المسمى بالكلب وهو دود طويل أخضر يضر ظاهر الشجر وغيره من الدود يضر باطنه أو يأكل جوفه وييبسه، وعلاجه أن يؤخذ قير ويخلط بمقداره كبريت ويدخن به فإن الدود كله يموت ظاهرا وباطنا من ريحه. ورماد شجر التين يمنع الدود الكلب. وأما دود الزبل والرماد الأسود والذهبي ونحوها، فيقتلها كشف الأصول بالحفر وتنقية الدود، ويؤخذ رماد الحمامات الأسود التي تحرق فيها الأزبال ويلخط معه رمل وملح بمقدار السدس ويخلط به تراب مأخوذ من وجه الأرض ويجعل ذلك حول الأصول بعد تركها مكشوفة للهواء أسبوعا. ورماد الحمامات الأسود الحديث ينفع الخضر والبقول وأما التقبض الذي يصيب الأشجار فمرده سببان: أحدهما كثرة النمل الصغير ذي الرائحة النتنة فهذا يأكل العيون والعروق ويتولد منه مثل المن وهو لزج يلصق بالشجر ولا يزال يزداد حتى تفسد الشجرة وتيبس. والثاني يكون في مثل الخوخ والقراصيا والكمثري والسبب هنا حرارة الشمس فإنها إذا خرجت عن حد الاعتدال اجتمع عليه حران - حر الشمس وحر النمل -، وحينذاك ينقبض الورق ويلتف على بعضه. وعلاجه إذا ظهر النمل على الشجر أن يوضع حول الشجرة أناء فيه ماء فإن النمل إذا وصل إلى الماء لم يتجاوز إلى أعلاها فيرجع إلى أصلها حيث يكون موضوعا عظام مدهونة بالعسل فإذا تعلق النمل بها أخذت ورميت في الماء بعيدا عن الشجرة، ويتكرر ذلك حتى يقضي على ذلك الذر، وأما النمل الموجود على الأغصان فعلاجه أن يرش بمنقوع الافسنتين يوما وليله فأنه يفنى. وإن كان التقبض من حرارة الشمس تؤخذ حثالة تراب الفخار الأحمر مضافا إليه الجص العتيق المطفي وتغطى به العروق. والصوف الأبيض المنفوش لا يقربه نمل فإذا لفّ حول الشجرة أو الإناء منعه. وحجر المغناطيس إذا وضع على أبواب بيوت النمل لم يخرجن وهربن إلى غور الأرض.
وجرح الشجرة يداوى بتلطيخها بالزفت والقطران، وأما الجراد والذباب ودود الأرض فيبعدها الخردل إذا زرع في ثلاث نواح من الأرض التي فيها الزرع أو الشجر. والسيكران إذا نقع في الماء يوما وليلة ثم خلط بالخل ونضح به الشجر قضى على البق والبراغيث الكائنة على الثمار والخضر. والماء الحار الشديد الحرارة إذا خلط برمان عيدان الكرم ونضحت به الشجرة في كل يوم مرة طرد الدود الأخضر الطويل المسمى بالكلب. والقنبيط تلحقه آفة في منبته وثمره، ومنها حيوانات تحدث في رؤوسه كالبق والبراغيث والقمل والوزغ. فالبق والقمل يقضى عليه بالدخنة بالحمَّر والكبريت حتى يمتلئ الموضع بالدخان، أو يؤخذ خل جيد ويذاب فيه كبريت ثم يرش المحلول على الأصول، فإنه يطرد تلك الآفات أو يقضي عليها. والدود الكبير يهلكه دردي الزيت مخلوطا بمرارة البقر إذا ما رش به على المنابت ومنابت الشبرم الذي ليس له لبن إذا قطع وطبخ وصبت عصارته في مدخل الماء الجاري إلى أصول القنبيط، أهلك الوزغ والدود الكبير وغيرها.
عفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا))
حمل toolbar alexa لتصفح أسرع و حماية أكبر
يداً بيد نبني سورية الغد
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)