صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 9 إلى 12 من 13

الموضوع: شيء من الأدوية والأغذية المفردة التي جاءت على لسانه ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرتبة بالحروف


  1. #9
    الحالة : ماهرالفيزو غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Oct 2010
    رقم العضوية: 3776
    الدولة: الســــــــــــــــعودية
    السيرة الذاتية: الله يحميكي ياشام
    العمل: تجارة
    المشاركات: 11,216
    الحالة الإجتماعية: عـــــــــــــــــازب
    معدل تقييم المستوى : 1635
    Array

    حرف الطاء

    طيب
    ثبت عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ‏(‏حبب إلي من دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة‏)‏‏.‏
    وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يكثر التطيب، وتشتد عليه الرائحة الكريهة، وتشق عليه، والطيب غذاء الروح التي هي مطية القوى تتضاعف وتزيد بالطيب، كما تزيد بالغذاء والشراب، والدعة والسرور، ومعاشرة الأحبة، وحدوث الأمور المحبوبة، وغيبة من تسر غيبته، ويثقل على الروح مشاهدته، كالثقلاء والبغضاء، فإن معاشرتهم توهن القوى، وتجلب الهم والغم، وهي للروح بمنزلة الحمى للبدن، وبمنزلة الرائحة الكريهة، ولهذا كان مما حبب الله سبحانه الصحابة بنهيهم عن التخلق بهذا الخلق في معاشرة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لتأذيه بذلك، فقال‏:‏ ‏{‏إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق‏}‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏53‏]‏‏.‏
    والمقصود أن الطيب كان من أحب الأشياء إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وله تأثير في حفظ الصحة، ودفع كثير من الآلام، وأسبابها بسبب قوة الطبيعة به‏.‏
    طين
    ورد في أحاديث موضوعة لا يصح منها شيء مثل حديث ‏(‏من أكل الطين، فقد أعان على قتل نفسه‏)‏‏.‏ ومثل حديث ‏(‏يا حميراء لا تأكلي الطين فإنه يعصم البطن، ويصفر اللون، ويذهب بهاء الوجه‏)‏‏.‏
    وكل حديث في الطين فإنه لا يصح، ولا أصل له عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا أنه رديء مؤذ، يسد مجاري العروق، وهو بارد يابس، قوي التجفيف، ويمنع استطلاق البطن، ويوجب نفث الدم وقروح الفم‏.‏
    طلح
    قال تعالى‏:‏ ‏{‏وطلح منضود‏}‏ ‏[‏الواقعة‏:‏29‏]‏، قال أكثر المفسرين، هو الموز‏.‏ والمنضود هو الذي قد نضد بعضه على بعض، كالمشط‏.‏ وقيل الطلح الشجر ذو الشوك، نضد مكان كل شوكة ثمرة، فثمره قد نضد بعضه إلى بعض، فهو مثل الموز، وهذا القول أصح، ويكون من ذكر الموز من السلف أراد التمثيل لا التخصيص والله أعلم‏.‏
    وهو حار رطب، أجوده النضيج الحلو، ينفع من خشونة الصدر والرئة والسعال، وقروح الكليتين، والمثانة، ويدر البول، ويزيد في المني، ويحرك الشهوة للجماع، ويلين البطن، ويؤكل قبل الطعام، ويضر المعدة، ويزيد في الصفراء والبلغم، ودفع ضرره بالسكر أو العسل‏.‏
    طلع
    قال تعالى‏:‏ ‏{‏والنخل باسقات لها طلع نضيد‏}‏ ‏[‏ق‏:‏ 10‏]‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ونخل طلعها هضيم‏}‏ ‏[‏الشعراء‏:‏148‏]‏‏.‏
    طلع النخل ما يبدو من ثمرته في أول ظهوره، وقشره يسمى الكفرى، والنضيد المنضود الذي قد نضد بعضه على بعض، وإنما يقال له نضيد ما دام في كفراه، فإذا انفتح فليس بنضيد‏.‏
    وأما الهضيم فهو المنضم بعضه إلى بعض، فهو كالنضيد أيضًا، وذلك يكون قبل تشقق الكفرى منه‏.‏
    والطلع نوعان ذكر وأنثى، والتلقيح هو أن يؤخذ من الذكر، وهو مثل دقيق الحنطة، فيجعل في الأنثى، وهو التأبير، فيكون ذلك بمنزلة اللقاح بين الذكر والأنثى، وقد روى مسلم في صحيحه عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، قال مررت مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في نخل، فرأى قومًا يلقحون، فقال‏:‏ ‏(‏ما يصنع هؤلاء‏؟‏ قالوا‏:‏ يأخذون من الذكر فيجعلونه في الأنثى، قال ما أظن ذلك يغني شيئًا، فبلغهم، فتركوه، فلم يصلح، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنما هو ظن، فإن كان يغني شيئًا، فاصنعوه، فإنما أنا بشر مثلكم، وإن الظن يخطئ ويصيب، ولكن ما قلت لكم عن الله عز وجل‏.‏ فلن أكذب على الله ‏)‏‏.‏ انتهى‏.‏
    طلع النخل
    ينفع من الباه، ويزيد في المباضعة، ودقيق طلعه إذا تحملت به المرأة قبل الجماع أعان على الحبل إعانة بالغة، وهو في البرودة واليبوسة في الدرجة الثانية، يقوي المعدة ويجففها، ويسكن ثائرة الدم مع غلظة وبطء هضم‏.‏ ولا يحتمله إلا أصحاب الأمزجة الحارة، ومن أكثر منه فإنه ينبغي أن يأخذ عليه شيئًا من الجوارشات الحارة، وهو يعقل الطبع، ويقوي الأحشاء، والجمار يجري مجراه، وكذلك البلح، والبسر، والإكثار منه يضر بالمعدة والصدر، وربما أورث القولنج، وإصلاحه بالسمن، أو بما تقدم ذكره‏.‏


    حرف العين

    عنب
    في الغيلانيات من حديث حبيب بن يسار، عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال‏:‏ ‏(‏رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأكل العنب خرطًا‏)‏‏.‏ قال أبو جعفر العقيلي لا أصل لهذا الحديث، قلت وفيه داود ابن عبد الجبار أبو سليم الكوفي، قال يحيى بن معين كان يكذب‏.‏
    ويذكر عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه كان يحب العنب والبطيخ‏.‏
    وقد ذكر الله سبحانه العنب في ستة مواضع من كتابه في جملة نعمه التي أنعم بها على عباده في هذه الدار وفي الجنة، وهو من أفضل الفواكه وأكثرها منافع، وهو يؤكل رطبًا ويابسًا، وأخضر ويانعًا، وهو فاكهة مع الفواكه، وقوت مع الأقوات، وأدم مع الإدام، ودواء مع الأدوية، وشراب مع الأشربة، وطبعه طبع الحبات الحرارة والرطوبة، وجيده الكبار المائي، والأبيض أحمد من الأسود إذا تساويا في الحلاوة، والمتروك بعد قطفه يومين أو ثلاثة أحمد من المقطوف في يومه، فإنه منفخ مطلق للبطن، والمعلق حتى يضمر قشره جيد للغذاء، مقو للبدن، وغذاؤه كغذاء التين والزبيب، وإذا ألقي عجم العنب كان أكثر تليينًا للطبيعة، والإكثار منه مصدع للرأس، ودفع مضرته بالرمان المز‏.‏
    ومنفعة العنب يسهل الطبع، ويسمن، ويغذو جيده غذاء حسنًا، وهو أحد الفواكه الثلاث التي هي ملوك الفواكه، هو والرطب والتين‏.‏
    عسل
    قد تقدم ذكر منافعه‏.‏ قال ابن جريج قال الزهري عليك بالعسل، فإنه جيد للحفظ، وأجوده أصفاه وأبيضه، وألينه حدة، وأصدقه حلاوة، وما يؤخذ من الجبال والشجر له فضل على ما يؤخذ من الخلايا، وهو بحسب مرعى نحله‏.‏
    عجوة
    في الصحيحين من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ‏(‏من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر‏)‏‏.‏
    وفي سنن النسائي وابن ماجه من حديث جابر، وأبي سعيد ـ رضي الله عنهما ـ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏(‏العجوة من الجنة، وهي شفاء من السم، والكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين‏)‏‏.‏
    وقد قيل إن هذا في عجوة المدينة، وفي أحد أصناف التمر بها، ومن أنفع تمر الحجاز على الإطلاق، وهو صنف كريم، ملذذ، متين للجسم والقوة، من ألين التمر وأطيبه وألذه، وقد تقدم ذكر التمر وطبعه ومنافعه في حرف التاء، والكلام على دفع العجوة للسم والسحر، فلا حاجة لإعادته‏.‏
    عنبر
    تقدم في الصحيحين من حديث جابر، في قصة أبي عبيدة وأكلهم من العنبر شهرًا، وأنهم تزودوا لحمه وشائق إلى المدينة، وأرسلوا منه إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو أحد ما يدل على أن إباحة ما في البحر لا يختص بالسمك، وعلى أن ميتته حلال، واعترض على ذلك بأن البحر ألقاه حيًا، ثم جزر عنه الماء، فمات، وهذا حلال، فإن موته بسبب مفارقته للماء، وهذا لا يصح، فإنهم إنما وجدوه ميتًا بالساحل، ولم يشاهدوه قد خرج عنه حيًا، ثم جزر عنه الماء‏.‏ وأيضًا فلو كان حيًا لما ألقاه البحر إلى ساحله، فإنه من المعلوم أن البحر إنما يقذف إلى ساحله الميت من حيواناته لا الحي منها‏.‏
    وأيضًا فلو قدر احتمال ما ذكروه لم يجز أن يكون شرطًا في الإباحة، فإنه لا يباح الشيء مع الشك في سبب إباحته، ولهذا منع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أكل الصيد إذا وجده الصائد غريقًا في الماء للشك في سبب موته، هل هو الآلة أم الماء ‏؟‏‏.‏
    وأما العنبر الذي هو أحد أنواع الطيب، فهو من أفخر أنواعه بعد المسك، وأخطأ من قدمه على المسك، وجعله سيد أنواع الطيب، وقد ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال في المسك ‏(‏هو أطيب الطيب‏)‏، وسيأتي إن شاء الله تعالى ذكر الخصائص والمنافع التي خص بها المسك، حتى إنه طيب الجنة، والكثبان التي هي مقاعد الصديقين هناك من مسك لا من عنبر‏.‏ والذي غير هذا القائل أنه لا يدخله التغير على طول الزمان، فهو كالذهب، وهذا يدل على أنه أفضل من المسك، فإنه بهذه الخاصية الواحدة لا يقاوم ما في المسك من الخواص‏.‏
    وبعد فضروبه كثيرة، وألوانه مختلفة، فمنه الأبيض، والأشهب، والأحمر، والأصفر، والأخضر، والأزرق، والأسود، وذو الألوان وأجوده الأشهب، ثم الأزرق، ثم الأصفر، وأردؤه الأسود‏.‏ وقد اختلف الناس في عنصره، فقالت طائفة هو نبات ينبت في قعر البحر، فيبتلعه بعض دوابه، فإذا ثملت منه قذفته رجيعًا، فيقذفه البحر إلى ساحله‏.‏ وقيل طل ينزل من السماء في جزائر البحر، فتلقيه الأمواج إلى الساحل، وقيل روث دابة بحرية تشبه البقرة‏.‏ وقيل بل هو جفاء من جفاء البحر، أي زبد‏.‏
    قال صاحب القانون هو فيما يظن ينبع من عين في البحر، والذي يقال إنه زبد البحر، أو روث دابة بعيد انتهى‏.‏
    ومزاجه حار يابس، مقو للقلب، والدماغ، والحواس، وأعضاء البدن، نافع من الفالج واللقوة، والأمراض البلغمية، وأوجاع المعدة الباردة، والرياح الغليظة، ومن السدد إذا شرب، أو طلي به من خارج، وإذا تبخر به، نفع من الزكام والصداع، والشقيقة الباردة‏.‏
    ينفع من الباه، ويزيد في المباضعة، ودقيق طلعه إذا تحملت به المرأة قبل الجماع أعان على الحبل إعانة بالغة، وهو في البرودة واليبوسة في الدرجة الثانية، يقوي المعدة ويجففها، ويسكن ثائرة الدم مع غلظة وبطء هضم‏.‏
    عود
    العود الهندي نوعان، أحدهما يستعمل في الأدوية وهو الكست، ويقال له القسط، وسيأتي في حرف القاف‏.‏ الثاني يستعمل في الطيب، ويقال له الألوة‏.‏ وقد روى مسلم في صحيحه عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ، أنه كان يستجمر بالألوة غير مطراة، وبكافور يطرح معها، ويقول هكذا كان يستجمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وثبت عنه في صفة نعيم أهل الجنة ‏(‏مجامرهم الألوة‏)‏‏.‏ والمجامر جمع مجمر وهو ما يتجمر به من عود وغيره، وهو أنواع أجودها الهندي، ثم الصيني، ثم القماري، ثم المندلي، وأجوده الأسود والأزرق الصلب الرزين الدسم، وأقله جودة ما خف وطفا على الماء، ويقال إنه شجر يقطع ويدفن في الأرض سنة، فتأكل الأرض منه ما لا ينفع، ويبقى عود الطيب، لا تعمل فيه الأرض شيئًا، ويتعفن منه قشره وما لا طيب فيه‏.‏
    وهو حار يابس في الثالثة، يفتح السدد، ويكسر الرياح، ويذهب بفضل الرطوبة، ويقوي الأحشاء والقلب ويفرحه، وينفع الدماغ، ويقوي الحواس، ويحبس البطن، وينفع من سلس البول الحادث عن برد المثانة‏.‏
    قال ابن سمجون العود ضروب كثيرة يجمعها اسم الألوة، ويستعمل من داخل وخارج، ويتجمر به مفردًا ومع غيره، وفي الخلط للكافور به عند التجمير معنى طبي، وهو إصلاح كل منهما بالآخر، وفي التجمر مراعاة جوهر الهواء وإصلاحه، فإنه أحد الأشياء الستة الضرورية التى في صلاحها صلاح الأبدان‏.‏
    عدس
    قد ورد في أحاديث كلها باطلة على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يقل شيئًا منها، كحديث ‏(‏إنه قدس على لسان سبعين نبيًا‏)‏ وحديث ‏(‏إنه يرق القلب، ويغزر الدمعة، وإنه مأكول الصالحين‏)‏، وأرفع شيء جاء فيه، وأصحه أنه شهوة اليهود التي قدموها على المن والسلوى، وهو قرين الثوم والبصل في الذكر‏.‏
    وطبعه طبع المؤنث، بارد يابس، وفيه قوتان متضادتان‏.‏ إحداهما يعقل الطبيعة‏.‏ والأخرى يطلق، وقشره حار يابس في الثالثة، حريف مطلق للبطن، وترياقه في قشره، ولهذا كان صحاحه أنفع من مطحونه، وأخف على المعدة، وأقل ضررًا، فإن لبه بطيء الهضم لبرودته ويبوسته، وهو مولد للسوداء، ويضر بالماليخوليا ضررًا بينًا، ويضر بالأعصاب والبصر‏.‏
    وهو غليظ الدم، وينبغي أن يتجنبه أصحاب السوداء، وإكثارهم منه يولد لهم أدواء رديئة، كالوسواس والجذام، وحمى الربع، ويقلل ضرره السلق والإسفاناخ، واكثار الدهن‏.‏ وأردأ ما أكل بالنمكسود وليتجنب خلط الحلاوة به، فإنه يورث سددًا كبدية، وإدمانه يظلم البصر لشدة تجفيفه، ويعسر البول، ويوجب الأورام الباردة، والرياح الغليظة‏.‏ وأجوده الأبيض السمين، السريع النضج‏.‏
    وأما ما يظنه الجهال أنه كان سماط الخليل الذي يقدمه لأضيافه، فكذب مفترى، وإنما حكى الله عنه الضيافة بالشواء، وهو العجل الحنيذ‏.‏
    وذكر البيهقي، عن إسحاق قال سئل ابن المبارك عن الحديث الذي جاء في العدس، أنه قدس على لسان سبعين نبيًا، فقال ولا على لسان نبي واحد، وإنه لمؤذ منفخ، من حدثكم به‏؟‏ قالوا سلم بن سالم، فقال عمن ‏؟‏ قالوا عنك‏.‏ قال وعني أيضًا ‏!‏‏!‏‏؟‏‏.‏
    غيث
    مذكور في القرآن في عدة مواضع، وهو لذيذ الإسم على السمع، والمسمى على الروح والبدن، تبتهج الأسماع بذكره، والقلوب بوروده، وماؤه أفضل المياه، وألطفها وأنفعها وأعظمها بركة، ولا سيما إذا كان من سحاب راعد، واجتمع في مستنقعات الجبال، وهو أرطب من سائر المياه، لأنه لم تطل مدته على الأرض، فيكتسب من يبوستها، ولم يخالطه جوهر يابس، ولذلك يتغير ويتعفن سريعًا للطافته وسرعة انفعاله، وهل الغيث الربيعي ألطف من الشتوي أو بالعكس‏؟‏ فيه قولان‏.‏
    قال من رجح الغيث الشتوي حرارة الشمس تكون حينئذ أقل فلا تجتذب من ماء البحر إلا ألطفه، والجو صاف وهو خال من الأبخرة الدخانية، الغبار المخالط للماء، وكل هذا يوجب لطفه وصفاءه، وخلوه من مخالط‏.‏
    قال من رجح الربيعي الحرارة توجب تحلل الأبخرة الغليظة، وتوجب رقة الهواء ولطافته، فيخف بذلك الماء، وتقل أجزاؤه الأرضية، وتصادف وقت حياة النبات والأشجار وطيب الهواء‏.‏
    وذكر الشافعي رحمه الله عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنهما ـ، قال كنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأصابنا مطر، فحسر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثوبه، وقال‏:‏ ‏(‏إنه حديث عهد بربه‏)‏، وقد تقدم في هديه في الإستسقاء ذكر استمطاره ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتبركه بماء الغيث عند أول مجيئه‏.‏



    متـــــــــى
    الزفاف ياعروس الربيع


رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #10
    الحالة : ماهرالفيزو غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Oct 2010
    رقم العضوية: 3776
    الدولة: الســــــــــــــــعودية
    السيرة الذاتية: الله يحميكي ياشام
    العمل: تجارة
    المشاركات: 11,216
    الحالة الإجتماعية: عـــــــــــــــــازب
    معدل تقييم المستوى : 1635
    Array

    حرف الفاء

    فاتحة الكتاب
    وأم القرآن، والسبع المثاني، والشفاء التام، والدواء النافع والرقية التامة، ومفتاح الغنى والفلاح، وحافظة القوة، ودافعة الهم والغم والخوف والحزن لمن عرف مقدارها وأعطاها حقها، وأحسن تنزيلها على دائه، وعرف وجه الاستشفاء والتداوي بها، والسر الذي لأجله كانت كذلك‏.‏
    ولما وقع بعض الصحابة على ذلك، رقى بها اللديغ، فبرأ لوقته، فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏(‏وما أدراك أنها رقية‏)‏‏.‏
    ومن ساعده التوفيق، وأعين بنور البصيرة حتى وقف على أسرار هذه السورة، وما اشتملت عليه من التوحيد، ومعرفة الذات والأسماء والصفات والأفعال، وإثبات الشرع والقدر والمعاد، وتجريد توحيد الربوبية والإلهية، وكمال التوكل والتفويض إلى من له الأمر كله، وله الحمد كله، وبيده الخير كله، وإليه يرجع الأمر كله، والإفتقار إليه في طلب الهداية التي هي أصل سعادة الدارين، وعلم ارتباط معانيها بجلب مصالحهما، ودفع مفاسدهما، وأن العاقبة المطلقة التامة،والنعمة الكاملة منوطة بها، موقوفة على التحقق بها، أغنته عن كثير من الأدوية والرقى، واستفتح بها من الخير أبوابه، ودفع بها من الشر أسبابه‏.‏ وهذا أمر يحتاج استحداث فطرة أخرى، وعقل آخر، وإيمان آخر، وتالله لا تجد مقالة فاسدة، ولا بدعة باطلة إلا وفاتحة الكتاب متضمنة لردها وإبطالها بأقرب الطرق، وأصحها وأوضحها، ولا تجد بابًا من أبواب المعارف الإلهية، وأعمال القلوب وأدويتها من عللها وأسقامها إلا وفي فاتحة الكتاب مفتاحه، وموضع الدلالة عليه، ولا منزلًا من منازل السائرين إلى رب العالمين إلا وبدايته ونهايته فيها‏.‏
    ولعمر الله إن شأنها لأعظم من ذلك، وهي فوق ذلك‏.‏ وما تحقق عبد بها، واعتصم بها، وعقل عمن تكلم بها، وأنزلها شفاء تامًا، وعصمة بالغة، ونورًا مبينًا، وفهمها وفهم لوازمها كما ينبغى ووقع في بدعة ولا شرك، ولا أصابه مرض من أمراض القلوب إلا لمامًا، غير مستقر‏.‏
    هذا، وإنما المفتاح الأعظم لكنوز الأرض، كما أنها المفتاح لكنوز الجنة، ولكن ليس كل واحد يحسن الفتح بهذا المفتاح، ولو أن طلاب الكنوز وقفوا على سر هذه السورة، وتحققوا بمعانيها، وركبوا لهذا المفتاح أسنانًا، وأحسنوا الفتح به، لوصلوا إلى تناول الكنوز من غير معاوق، ولا ممانع‏.‏ ولم نقل هذا مجازفة ولا استعارة، بل حقيقة، ولكن لله تعالى حكمة بالغة في إخفاء هذا السر عن نفوس أكثر العالمين، كما له حكمة بالغة في إخفاء كنوز الأرض عنهم، والكنوز المحجوبة قد استخدم عليها أرواح خبيثة شيطانية تحول بين الإنس وبينها، ولا تقهرها إلا أرواح علوية شريفة غالبة لها بحالها الإيماني، معها أسلحة لا تقوم لها الشياطين، وأكثر نفوس الناس ليست بهذه المثابة، فلا تقاوم تلك الأرواح ولا يقهرها، ولا ينال من سلبها شيئًا، فإن من قتل قتيلًا فله سلبه‏.‏
    فاغية
    هي نور الحناء، وهي من أطيب الرياحين، وقد روى البيهقي في كتابه شعب الإيمان من حديث عبد الله بن بريدة، عن أبيه رضي الله عنه يرفعه ‏(‏سيد الرياحين في الدنيا والآخرة الفاغية‏)‏ وروى فيه أيضًا، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال‏:‏ ‏(‏كان أحب الرياحين إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الفاغية‏)‏‏.‏ والله أعلم بحال هذين الحديثين، فلا نشهد على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما لا نعلم صحته‏.‏
    وهي معتدلة في الحر واليبس، فيها بعض القبض، وإذا وضعت بين طي ثياب الصوف حفظها من السوس، وتدخل في مراهم الفالج والتصدد، ودهنها يحلل الأعضاء، ويلين العصب‏.‏
    فضة
    ثبت أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان خاتمه من فضة، وفصه منه، وكانت قبيعة سيفه فضة، ولم يصح عنه في المنع من لباس الفضة والتحلي بها شيء البتة، كما صح عنه المنع من الشرب في آنيتها، وباب الآنية أضيق من باب اللباس والتحلي، ولهذا تباح للنساء لباسًا، وحلية ما يحرم عليهن استعمال آنية، فلا يلزم من تحريم الآنية تحريم اللباس والحلية‏.‏
    وفي السنن عنه‏:‏ ‏(‏وأما الفضة فالعبوا بها لعبًا‏)‏‏.‏ فالمنع يحتاج إلى دليل يبينه، إما نص أو إجماع، فإن ثبت أحدهما، وإلا ففي القلب من تحريم ذلك على الرجال شيء، والنبي صلى ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمسك بيده ذهبًا، وبالأخرى حريرًا، وقال ‏(‏هذان حرام على ذكور أمتي، حل لإناثهم‏)‏‏.‏
    والفضة سر من أسرار الله في الأرض، وطلسم الحاجات، وإحسان أهل الدنيا بينهم، وصاحبها مرموق بالعيون بينهم، معظم في النفوس، مصدر في المجالس، لا تغلق دونه الأبواب، ولا تمل مجالسته، ولا معاشرته، ولا يستثقل مكانه، تشير الأصابع إليه، وتعقد العيون نطاقها عليه، إن قال، سمع قوله، وإن شفع، قبلت شفاعته، وإن شهد، زكيت شهادته، وإن خطب فكفء لا يعاب، وإن كان ذا شيبة بيضاء، فهي أجمل عليه من حلية الشباب‏.‏
    وهي من الأدوية المفرحة النافعة من الهم والغم والحزن، وضعف القلب وخفقانه، وتدخل في المعاجين الكبار، وتجتذب بخاصيتها ما يتولد في القلب من الأخلاط الفاسدة، خصوصًا إذا أضيفت إلى العسل المصفى، والزعفران‏.‏
    ومزاجها إلى اليبوسة والبرودة، ويتولد عنها من الحرارة والرطوبة ما يتولد، والجنان التي أعدها الله عز وجل لأوليائه يوم يلقونه أربع جنتان من ذهب، وجنتان من فضة، آنيتهما وحليتهما وما فيهما‏.‏ وقد ثبت عنه في الصحيح من حديث أم سلمة أنه قال‏:‏ ‏(‏الذي يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم‏)‏‏.‏
    وصح عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ‏(‏لا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا في صحافهما، فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة‏)‏‏.‏
    فقيل علة التحريم تضييق النقود، فإنها إذا اتخذت أواني فاتت الحكمة التي وضعت لأجلها من قيام مصالح بني آدم، وقيل العلة الفخر والخيلاء‏.‏ وقيل العلة كسر قلوب الفقراء والمساكين إذا رأوها وعاينوها‏.‏ وهذه العلل فيها ما فيها، فإن التعليل بتضييق النقود يمنع من التحلي بها وجعلها سبائك ونحوها مما ليس بآنية ولا نقد، والفخر والخيلاء حرام بأي شيء كان، وكسر قلوب المساكين لا ضابط له، فإن قلوبهم تنكسر بالدور الواسعة والحدائق المعجبة، والمراكب الفارهة، والملابس الفاخرة، والأطعمة اللذيذة، وغير ذلك من المباحات، وكل هذه علل منتقضة، إذ توجد العلة، ويتخلف معلولها‏.‏
    فالصواب أن العلة ـ والله أعلم ـ ما يكسب استعمالها القلب من الهيئة، والحالة المنافية للعبودية منافاة ظاهرة، ولهذا علل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأنها للكفار في الدنيا، إذ ليس لهم نصيب من العبودية التي ينالون بها في الآخرة نعيمها، فلا يصلح استعمالها لعبيد الله في الدنيا، وإنما يستعملها من خرج عن عبوديته، ورضي بالدنيا وعاجلها من الآخرة‏.‏

    حرف القاف

    قرآن
    قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين‏}‏‏.‏ ‏[‏الإسراء‏:‏82 ‏]‏، والصحيح أن من ها هنا، لبيان الجنس لا للتبعيض، وقال تعالى ‏{‏يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور‏}‏ ‏[‏يونس‏:‏57‏]‏‏.‏
    فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للإستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به، ووضعه على دائه بصدق وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه، لم يقاومه الداء أبدًا‏.‏ وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال، لصدعها، أو على الأرض، لقطعها، فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه، والحمية منه لمن رزقه الله فهمًا في كتابه، وقد تقدم في أول الكلام على الطب بيان إرشاد القرآن العظيم إلى أصوله ومجامعه التي هي حفظ الصحة والحمية، واستفراغ المؤذي، والإستدلال بذلك على سائر أفراد هذه الأنواع‏.‏ وأما الأدوية القلبية، فإنه يذكرها مفصلة، ويذكر أسباب أدوائها وعلاجها‏.‏ قال‏:‏ ‏{‏أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم‏}‏ ‏[‏العنكبوت‏:‏51‏]‏، فمن لم يشفه القرآن، فلا شفاه الله، ومن لم يكفه، فلا كفاه الله‏.‏
    قثاء
    في السنن من حديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنه، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يأكل القثاء بالرطب، ورواه الترمذي وغيره‏.‏
    القثاء بارد رطب في الدرجة الثانية، مطفئ لحرارة المعدة الملتهبة، بطيء الفساد فيها، نافع من وجع المثانة، ورائحته تنفع من الغشي، وبزره يدر البول، وورقه إذا اتخذ ضمادًا، نفع من عضة الكلب، وهو بطيء الانحدار عن المعدة، وبرده مضر ببعضها، فينبغي أن يستعمل معه ما يصلحه ويكسر برودته ورطوبته، كما فعل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ أكله بالرطب، فإذا أكل بتمر أو زبيب أو عسل عدله‏.‏
    قسط وكست بمعنى واحد‏.‏ وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏(‏خير ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري‏)‏‏.‏
    وفي المسند من حديث أم قيس، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏(‏عليكم بهذا العود الهندي، فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب‏)‏‏.‏

    متـــــــــى
    الزفاف ياعروس الربيع




  • #11
    الحالة : nano غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Feb 2010
    رقم العضوية: 42
    الدولة: بلاد الله الواسعة
    الإهتمامات: التصوير االرسم,المطالعة
    السيرة الذاتية: انا بحب اوبموت بالمتنبي خاصة بعد ما قرات سيرته الذاتية طلعت متلو يمكن انا وهو من نفس البرج ههههه
    العمل: خريجة أدب عربي
    المشاركات: 3,543
    الحالة الإجتماعية: عازبة
    معدل تقييم المستوى : 910
    Array

    يسلمو ايديك ابو الريم واحلى تقييم علموضوع المفيد
    اذا غامرت في شرف مروم فلا تقتع بما دون النجوم



    فطعم الموت في امر حقير كطعم الموت في امر عظيم


  • #12
    الحالة : ماهرالفيزو غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Oct 2010
    رقم العضوية: 3776
    الدولة: الســــــــــــــــعودية
    السيرة الذاتية: الله يحميكي ياشام
    العمل: تجارة
    المشاركات: 11,216
    الحالة الإجتماعية: عـــــــــــــــــازب
    معدل تقييم المستوى : 1635
    Array

    هلا نانو حياكي الله نورتي

    متـــــــــى
    الزفاف ياعروس الربيع



  • صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. قصة الاعرابي صاحب الضب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
      بواسطة ibrahem706 في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 8
      آخر مشاركة: 03-18-2011, 04:31 PM
    2. فضل الشام وأهلها في أحاديث رسول الله _محمد_ صلى الله عليه وسلم
      بواسطة ms.lonley في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 16
      آخر مشاركة: 12-17-2010, 12:33 AM
    3. رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم (الجزء الثاني)...
      بواسطة monther في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 10-25-2010, 09:45 PM
    4. رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم (الجزء الاول)...
      بواسطة monther في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 10-21-2010, 02:02 PM
    5. الصخرة التي عرج منها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء
      بواسطة ريماس في المنتدى مكتبــة صــــور المنتدى
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 07-29-2010, 06:41 PM

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1