قيس بن الربيع
قيس ( دتق ) ابن الربيع الإمام الحافظ المكثر أبو محمد الأسدي الكوفي الأحوال أحد أوعية العلم على ضعف فيه من قبل حفظه ولد في حدود سنة تسعين وروى عن عمرو بن مرة وزياد بن علاقة وعلقمة بن مرثد وزبيد اليامي ومحارب بن دثار وأبي إسحاق السبيعي وعدة وكان من المكثرين حدث عنه رفيقاه شعبة والثوري ويحيى بن آدم وإسحاق بن منصور السلولي وعلي بن الجعد ويحيى الحماني ومحمد بن بكار بن الريان وخلق سواهم وكان شعبه يثني عليه ووثقه عفان وغيره وقال ابن عدي عامة رواياته مستقيمه والقول فيه ما قاله شعبة وأنه لا بأس به وقال يعقوب بن شيبة هو عند جميع أصحابناصدوق وكتابة صالح ثم قال وهو رديء الحفظ جدا كثير الخطأ وقال محمد بن المثنى ما سمعت يحيى وعبد الرحمن يحدثان عن قيس شيئا قط وعن أبي بكر بن عياش قال كان قيس لا يفرق بين كره وبين لا بأس وقال الفلاس حدث عبد الرحمن عن قيس اولا ثم تركه وقال ابن معين ليس بشيء وقال مرة يضعف ولينه أحمد بن حنبل وقال النسائي متروك قلت لا ينبغي أن يترك فقد قال محمد بن المثنى سمعت محمد ابن عبيد يقول لم يكن قيس عندنا بدون سفيان لكنه ولي فأقام على رجل الحد فمات فطفئ أمره وقال محمود بن غيلان حدثنا محمد بن عبيد قال استعمل المنصور قيسا على المدائن فكان يعلق النساء بثديهن ويرسل عليهم الزنابير قال أبو الوليد حضر شريك جنازة قيس بن الربيع فقال ما ترك بعده مثله قال أبو الوليد كتبت عن قيس ستة آلاف حديث قال سلم بن قتيبة قال لي شعبة أدرك قيسا لا يفوتك وقال أبو داود سمعت شعبة يقول ألا تعجبون من هذا الأحول يقع في قيس بن الربيع يريد يحيى القطان وقال أبو حاتم لا يحتج به قال قراد سمعت شعبة يقول ما أتينا شيخا بالكوفة إلا وجدنا قيسا قد سبقنا إليه كنا نسميه قيسا الجوال وعن شريك قال ما نشأ بالكوفة اطلب للحديث من قيس بن الربيع قراد سمعت شعبة يقول جلست أنا وقيس في مسجد فلم يزل يقول حدثنا أبو حصين حتى تمنيت أن المسجد يقع علي وعليه قال ابن حبان قد سبرت أحاديث قيس وتتبعتها فرأيته صدوقا مأمونا حين كان شابا فلما كبر ساء حفظه وامتحن بابن سوء فكان يدخل عليه الحديث فوقع في أخباره مناكير قال عفان قدمت الكوفة فاتينا قيسا فجلسنا إليه فجعل ابنه يلقنه ويقول له حصين فيقول حصين ويقول رجل آخر ومغيره قال ابن حبان مات سنة سبع وستين ومئة وكذا أرخه أبو نعيم الملائي
مالك
مالك الإمام ( ع ) هو شيخ الإسلام حجة الأمة إمام دار الهجرة أبو عبد الله مالك ابن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث وهو ذو أصبح بن عوف بن مالك بن زيد بن شداد بن زرعة وهو حمير الأصغر الحميري ثم الأصبحي المدني حليف بن تيم من قريش فهم حلفاء عثمان أخي طلحة بن عبيد الله أحد العشرة وأمة هي عالية بنت شريك الأزدية وأعمامه هم أبو سهل نافع وأويس والربيع والنضر أولاد أبي عامر وقد روى الزهري عن والده أنس وعميه أويس وأبي سهيل وقال مولى التيميين وروى أبو أويس عبد الله عن عمه الربيع وكان أبوهم من كبار علماء التابعين أخذ عن عثمان وطائفه مولد مالك على الأصح في سنة ثلاث وتسعين عام موت أنس خادم رسول الله ونشأ في صون ورفاهية وتجمل وطلب العلم وهو حدث بعيد موت القاسم وسالم فأخذ عن نافع وسعيد المقبري وعامر بن عبد الله بن الزبير وابن المنكدر والزهري وعبد الله بن دينار وخلق سنذكرهم على المعجم والىجانب كل واحد منهم ماروى عنه في الموطأ كم عدده وهم إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أيوب بن أبي تميمة السختياني ع البصرة أيوب بن حبيب الجهني مولى سعد بن مالك إبراهيم بن عقبة إسماعيل بن أبي حكيم إسماعيل ابن محمد بن سعد ثور بن زيد الديلي جعفر بن محمد حميد الطويل حميد بن قيس الأعرج خبيب بن عبد الرحمن داود بن الحصين داود أبو ليلى بن عبد الله في القسامة ربيعة الرأي زيد بن أسلم زيد بن رباح زياد بن سعد زيد بن أبي أنيسة سالم أبو النضر سعيد بن أبي سعيد سمي مولى أبي بكر سلمة بن دينار أبو حازم سهيل بن أبي صالح سلمة بن صفوان الزرقي سعد بن إسحاق سعيد ابن عمرو بن شرحبيل شريك بن أبي نمر صالح بن كيسان صفوان بن سليم صيفي مولى ابن أفلح ضمرة بن سعيد طلحة بن عبد الملك عامر بن عبد الله بن الزبير عبد الله بن الفضل عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك عبد الله بن ابن بكر ابن حزم عبد الله بن يزيد مولى الاسود عبد الله بن دينار أبو الزناد عبد الله بن ذكوان عبد الرحمن بن القاسم عبد الرحمن بن أبي صعصعة عبد الله بن عبد الرحمن أبو طوالة عبيد الله بن سليمان الأغر عبيد الله بن عبد الرحمن عبد الرحمن بن حرملة عبد الرحمن بن أبي عمرة عبد المجيد بن سهيل عبد ربه سعيد عبد الكريم الجزري عطاء الخراساني عمرو بن الحارث عمرو بن أبي عمرو عمرو بن يحيى ابن عمار علقمة بن أبي علقمة العلاء بن عبد الرحمن فضيل بن أبي عبد الله قطن بن وهب الزهري ابن المنكدر أبو الزبير محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة محمد بن عمرو بن حلحله محمد بن عماره محمد بن أبي أمامه محمد بن عبد الله بن أبي صعصعة محمد بن أبي بكر الثقفي محمد بن عمرو بن علقمة محمد بن يحيى بن حبان محمد بن أبي بكر بن حزم أبو الرجال محمد موسى بن عقبة موسى بن ميسرة موسى بن أبي تميم مخرمة بن سليمان مسلم بن أبي مريم المسور بن رفاعة نافع أبو سهيل نافع بن مالك نعيم المجمر وهب بن كيسان هاشم ابن هاشم الوقاصي هلال بن أبي ميمونة هشام بن عروة يحيى بن سعيد الأنصاري يزيد بن خصيفة يزيد بن أبي زياد المدني يزيد بن عبد الله بن الهاد يزيد بن رومان يزيد بن عبد الله بن قسيط يونس بن يوسف بن حماس أبو بكر بن عمر العمري أبو بكر بن نافع الثقة عنده الثقة فعنهم كلهم ست مئة وستة وثلاثون حديثا وستة أحاديث عمن لم يسم واختلف في ذلك في أحد وسبعين حديثا وممن روى عنه مالك مقاطيع عبد الكريم بن أبي المخارق ومحمد بن عقبة وعمر بن حسين وكثير بن زيد وكثير بن فرقد ومحمد ابن عبيد الله بن أبي مريم وعثمان بن حفص بن خلده ومحمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ويعقوب بن يزيد بن طلحة ويحيى بن محمد ابن طحلاء وسعيد بن عبد الرحمن بن رقيش وعبد الرحمن بن المجبر والصلت بن زبيد وأبو عبيد حاجب سليمان ومحمد بن يوسف وعفيف بن عمرو ومحمد بن زيد بن قنفذ وأبو جعفر القارئ وعمر بن محمد بن زيد وصدقة بن يسار المكي وزياد بن أبي زياد وعمارة بن صياد وسعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت وسعيدبن عمرو بن سليم وعروة بن أذينة وأيوب بن موسى ومحمد بن أبي حرملة وأبو بكر بن عثمان وجميل بن عبد الرحمن المؤذن وعبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد وعمرو بن عبيد الله الأنصاري وإبراهيم بن أبي عبلةوعبد الله بن سعيد بن أبي هند ويزيد بن حفص وعاصم بن عبيد الله وثابت الأحنف وعبد الرحمن بن أبي حبيب وعمر بن أبي دلاف وعبد الملك ابن قريز والوليد بن عبد الله بن صياد وعائشة بنت سعد وفي الموطأ عدة مراسيل أيضا عن الزهري ويحيى الأنصاري وهشام بن عروة عمل الإمام الدارقطني اطراف جميع ذلك في جزء كبير فشفى وبين وقد كنت أفردت أسماء الرواة عنه في جزء كبير يقارب عددهم الفا وأربع مئة فلنذكر أعيانهم حدث عنه من شيوخه عمه أبو سهيل ويحيى بن أبي كثير والزهري ويحيى بن سعيد ويزيد بن الهاد وزيد بن أبي أنيسة وعمر ابن محمد بن زيد وغيرهم ومن أقرانه معمر وابن جريج وأبو حنيفة وعمرو بن الحارث والأوزاعي وشعبه والثوري وجويرية بن أسماء والليث وحماد بن زيد وخلق وإسماعيل بن جعفر وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك والدراوردي وابن أبي الزناد وابن عليه ويحيى بن أبي زائدة وأبو إسحاق الفزاري ومحمد بن الحسن الفقيه وعبد الرحمن بن القاسم وعبد الرحمن بن مهدي ومعن بن عيسى القزاز وعبد الله بن وهب وأبو قرة موسى بن طارق والنعمان بن عبد السلام ووكيع والوليد بن مسلم ويحيى القطان وإسحاق بن سليمان الرازي وانس بن عياض الليثي وضمره بن ربيعة وأمية بن خالد وبشر بن السري الأفوة وبقية بن الوليد وبكر بن الشرود الصنعاني وأبو أسامة وحجاج ابن محمد وروح بن عباده وأشهب بن عبد العزيز وأبو عبد الله الشافعي وعبد الله بن عبد الحكم وزياد بن عبد الرحمن شبطون الأندلسي وأبو داود الطيالسي وأبو كامل مظفر بن مدرك وأبو عاصم النبيل وعبد الرزاق وأبو عامر العقدي وأبو مسهر الدمشقي وعبد الله ابن نافع الصائغ وعبد الله بن عثمان المروزي عبدان ومروان بن محمد الطاطري وعبد الله بن يوسف التنيسي وعبد الله بن مسلمة القعنبي وأبو نعيم الفضل بن دكين ومعلى بن منصور الرازي ومنصور بن سلمة الخزاعي والهيثم بن جميل الأنطاكي وهشام بن عبيد الله الرازي واسد ابن موسى وآدم بن أبي إياس ومحمد بن عيسى بن الطباع وخالد بن مخلد القطواني ويحيى بن صالح الوحاظي وأبوبكر وإسماعيل ابنا أبي أويس وعلي بن الجعد وخلف بن هشام ويحيى بن يحيى التميمي ويحيى بن يحيى الليثي وسعيد بن منصور ويحيى بن بكير وأبو جعفر النفيلي وقتيبة بن سعيد ومصعب بن عبد الله الزبيري وأبو مصعب الزهري وأحمد بن يونس اليربوعي وسويد بن سعيد ومحمد ابن سليمان لوين وهشام بن عمار وأحمد بن حاتم الطويل وأحمد بن نصر الخزاعي الشهيد وأحمد بن محمدالأزرقي وإبراهيم بن يوسف البلخي الماكياني وإبراهيم بن سليمان الزيات البلخي وإسماعيل بن موسى الفزاري وإسحاق بن عيسى بن الطباع أخو محمد وإسحاق بن محمد الفروي وإسحاق بن الفرات وإسحاق بن إبراهيم الحنيني وبشر ابن الوليد الكندي وحبيب بن أبي كاتب مالك والحكم بن المبارك الخاشتي وخالد بن خداش المهلبي وخلف بن هشام البزار وزهير ابن عباد الرؤاسي وسعيد بن غفير المصري وسعيد بن داود الزبيري وسعيد بن أبي مريم وأبو الربيع سليمان بن داود الزهراني وصالح بن عبد الله الترمذي وعبد الله بن نافع بن ثابت الزبيري وعبد الله بن نافع الجمحي وعبد الرحمن بن عمروالبجلي الحراني وعبد الأعلى بن حماد النرسي وعبد العزيز بن يحيى المدني وأبو نعيم وعبيد بن هشام الحلبي وعلي بن عبد الحميد المعني وعتبة بن عبد الله اليحمدي المروزي وعمرو بن خالد الحراني وعاصم بن علي الواسطي وعباس بن الوليد النرسي وكامل بن طلحة ومحمد بن معاوية النيسابوري ومحمد بن عمر الواقدي وأبو الاحوص محمد بن حبان البغوي ومحمد بن جعفر الوركاني ومحمد بن إبراهيم بن أبي سكينةومنصور بن أبي مزاحم ومطرف بن عبد الله اليساري ومحرز بن سلمى العدني ومحرز بن عون والهيثم بن خارجة ويحيى بن قزعة المدني ويحيى بن سليمان بن نضلة المدني ويزيد بن صالح النيسابوري الفراء وآخر أصحابه موتا راوي الموطأ أبو حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي عاش بعد مالك ثمانين عاما وقد حج قديما ولحق عطاء بن أبي رباح فقال مصعب الزبيري سمعت ابن أبي الزبيريقول حدثنا مالك قال رأيت عطاء بن أبي رباح دخل المسجدوأخذ برمانة المنبر ثم استقبل القبلة
قال معن والواقدي ومحمد بن الضحاك حملت أم مالك بمالك ثلاث سنين وعن الواقدي قال حملت به سنتين وطلب مالك العلم وهو ابن بضع عشرة سنة وتأهل للفتيا وجلس للإفادة وله إحدى وعشرون سنة وحدث عنه جماعة وهو حي شاب طري وقصده طلبة العلم من الآفاق في آخر دولة أبي جعفر المنصور وما بعد ذلك وازدحموا عليه في خلافة الرشيد وإلى أن مات أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الغني المعدل أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف أخبرنا أحمد بن إسحاق أخبرنا محمد بن أبي القاسم الخطيب قالا أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي أخبرنا علي بن محمد بن محمد الأنباري أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي أخبرنا محمد ابن مخلد حدثنا أبو يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار حدثنا ابن عيينة عن ابن جريج عن أبي الزبير عن أبي صالح عن أبي هريرة يبلغ به النبي قال ليضربن الناس اكباد الإبل في طلب العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة وبه إلى ابن مخلد حدثنا ليث بن الفرج حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن ابن جريج عن أبي الزبير عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله يأتي علي الناس زمان يضربون أكباد الإبل فذكر الحديث هذا حديث نظيف الإسناد غريب المتن رواه عدة عن سفيان بن عيينة وفي لفظ يوشك أن يضرب الناس آباط الإبل يلتمسون العلم وفي لفظ من عالم بالمدينة وفي لفظ أفقه من عالم المدينة وقد رواه المحاربي عن ابن جريج موقوفا ويروى عن محمد بن عبد الله الأنصاري عن ابن جريج مرفوعا وقد رواه النسائي فقال حدثنا علي بن أحمد حدثنا محمد بن كثير عن سفيان عن أبي الزناد عن أبي صالح عن أبي هريرة قال النبي يضربون أكباد الإبل فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة قال النسائي هذا خطأ الصواب عن أبي الزبير عن أبي صالح معن بن عيسى عن أبي المنذر زهير التميمي قال قال عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي هند عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله يخرج ناس من المشرق والمغرب في طلب العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة ويروى عن ابن عيينة قال كنت أقول هو سعيد بن المسيب حتى قلت كان في زمانه سليمان بن يسار وسالم بن عبد الله وغيرهما ثم أصبحت اليوم أقول إنه مالك لم يبق له نظير بالمدينة قال القاضي عياض هذا هو الصحيح عن سفيان رواه عنه ابن مهدي وابن معين وذؤيب بن عمامه وابن المديني والزبير بن بكار وإسحاق بن أبي إسرائيل كلهم سمع سفيان يفسره بمالك أو يقول وأظنه أو أحسبه أو أرواه أو كانوا يرونه وذكر أبو المغيرة المخزومي أن معناه ما دام المسلمون يطلبون العلم لا يجدون أعلم من عالم بالمدينة فيكون على هذا سعيد بن المسيب ثم بعده من هو من شيوخ مالك ثم مالك ثم من قام بعده بعلمه وكان أعلم أصحابه قلت كان عالم المدينة في زمانه بعد رسول الله وصاحبيه زيد بن ثابت وعائشة ثم ابن عمر ثم سعيد بن المسيب ثم الزهري ثم عبيد الله بن عمر ثم مالك وعن ابن عيينة قال مالك عالم أهل الحجاز وهو حجة زمانة وقال الشافعي وصدق وبر إذا ذكر العلماء فمالك النجم قال الزبير بن بكار في حديث ليضربن الناس أكباد الإبل كان سفيان بن عيينة إذا حدث بهذا في حياة مالك يقول أراه مالكا فأقام على ذلك زمانا ثم رجع بعد فقال أراه عبد الله بن عبد العزيز العمري الزاهد قال ابن عبد البر وغير واحد ليس العمري ممن يلحق في العلم والفقه بمالك وإن كان شريفا سيدا عابدا قال أحمد بن أبي خيثمة حدثنا مصعب قال أخبرنا سفيان نرى هذا الحديث أنه هو مالك وكان سفيان يسألني عن أخبار مالك قلت قد كان لهذا العمري علم وفقه جيد وفضل وكان قوالا بالحق أمارا بالعرف منعزلا عن الناس وكان يحض مالكا إذا خلا به على الزهد والانقطاع والعزلة فرحمهما الله
ولم يكن بالمدينة عالم من بعد التابيعن يشبه مالكا في العلم والفقه والجلالة والحفظ فقد كان بها بعد الصحابة مثل سعيد بن المسيب والفقهاء السبعة والقاسم وسالم وعكرمة ونافع وطبقتهم ثم زيد بن أسلم وابن شهاب وأبي الزناد ويحيى بن سعيد وصفوان بن سليم وربيعة بن أبي عبد الرحمن وطبقتهم فلما تفانوا اشتهر ذكر مالك بها وابن أبي ذئب وعبد العزيز بن الماجشون وسليمان بن بلال وفليح بن سليمان والدراوردي وأقرانهم فكان مالك هو المقدم فيهم على الإطلاق والذي تضرب إليه آباط الإبل من الآفاق رحمه الله تعالى وقد وقع لي من عواليه موطأ أبي مصعب وفي الطريق إجازة ووقع لي من عالي حديثه بالاتصال أربعون حديثا من المئة الشريحية وجزء بيبي وجزء البانياسي والأجزاء المحامليات فمن ذلك أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق الهمداني قال أخبرنا أبو المحاسن محمد بن هبه الله بن عبد العزيز الدينوري ببغداد سنة عشرين وست مئة أخبرنا عمي أبو بكر محمد بن عبد العزيز في سنة تسع وثلاثين وخمس مئة أخبرنا عاصم بن الحسن أخبرنا عبد الواحد بن محمد الفارسي حدثنا الحسين بن إسماعيل القاضي حدثنا أحمد بن إسماعيل المدني حدثنا مالك عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري عن أبي يونس مولى عائشة عن عائشة أن رجلا قال لرسول الله وهو واقف على الباب وأنا أسمع يا رسول الله إني أصبح جنبا وأنا أريد الصيام أفأغتسل وأصوم ذلك اليوم فقال وأنا أصبح جنبا وأنا أريد الصيام فأغتسل وأصوم ذلك اليوم فقال له الرجل يا رسول الله إنك لست مثلنا قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فغضب رسول الله وقال والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقى هذا حديث صحيح أخرجه أبو داود عن القعنبي عن مالك ورواه النسائي في مسند مالك له عن محمد بن سلمه عن عبد الرحمن بن القاسم الفقيه عن مالك وروى النسائي هذا المتن بنحوه عن أحمد بن حفص النيسابوري عن أبيه عن إبراهيم بن طهمان عن حجاج بن حجاج عن قتادة عن عبد ربه عن أبي عياض عن عبد الرحمن بن الحارث عن نافع مولى أم سلمة عن أم سلمة عن النبي فهذا إسناد غريب عزيز قد توالى فيه خمسة تابعيون بعضهم عن بعض ومن حيث العدد كأنني صافحت فيه النسائي ورواه أيضا ابن أبي عروبة عن قتادة بإسناده لكنه لم يسم فيه نافعا بل قال عن مولى أم سلمة عنها وحديث عائشة هو في صحيح مسلم من طريق إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن عبد الرحمن وهو أبو طوالة ولم يخرج البخاري لأبي يونس شيئا فيما علمت والله أعلم قال أبو عبد الله الحاكم وذكر سادة من أئمة التابعين بالمدينة كأبن المسيب ومن بعده قال فما ضربت أكباد الإبل من النواحي إلى أحد منهم دون غيره حتى انقرضوا وخلا عصرهم ثم حدث مثل ابن شهاب وربيعة ويحيى بن سعيد وعبد الله بن يزيد بن هرمز وأبي الزناد وصفوان بن سليم وكلهم يفتي بالمدينة ولم ينفرد واحد منهم بأن ضربت إليه أكباد الإبل حتى خلا هذا العصر فلم يقع بهم التأويل في عالم أهل المدينة ثم حدث بعدهم مالك فكان مفتيها فضربت إليه أكباد الإبل من الآفاق واعترفوا له وروت الأئمة عنه ممن كان أقدم منه سنا كالليث عالم أهل مصر والمغرب وكالأوزاعي عالم أهل الشام ومفتيهم والثوري وهو المقدم بالكوفة وشعبة عالم أهل البصرة إلى أن قال وحمل عنه قبلهم يحيى بن سعيد الأنصاري حين ولاه أبو جعفر قضاء القضاة فسأل مالكا أن يكتب له مئة حديث حين خرج إلى العراق ومن قبل كان ابن جريج حمل عنه أبو مصعب سمعت مالكا يقول دخلت على بي جعفر أمير المؤمنين وقد نزل على مثال له يعني فرشه وإذا على بساطه دابتان ما ثروثان وتبولان وجاء صبي يخرج ثم يرجع فقال لي أتدري من هذا قلت لا قال هذا ابني وإنما يفزع من هيبتك ثم ساءلني عن اشياءمنها حلال ومنها حرام ثم قال لي أنت والله أعقل الناس وأعلم الناس قلت لا والله يا أمير المؤمنين قال بلى ولكنك تكتم ثم قال والله لئن بقيت لأكتبن قولك كما تكتب المصاحف ولأبعثن به إلى الآفاق فلأحملهنم عليه الحسن بن عبد العزيز الجروي حدثنا عبد الله بن يوسف عن خلف ابن عمر سمع مالكا يقول ما أجبت في الفتوى حتى سألت من هو أعلم مني هل تراني موضعا لذلك سألت ربيعه وسألت يحيى بن سعيد فأمراني بذلك فقلت فلو نهوك قال كنت أنتهي لا ينبغي للرجل أن يبذل نفسه حتى يسأل من هو أعلم منه قال خلف ودخلت عليه فقال ما ترى فإذا رؤيا بعثها بعض اخوانه يقول رأيت النبي في المنام في مسجد قد اجتمع الناس عليه فقال لهم إني قد خبأت تحت منبري طيبا أو علما وأمرت مالكا أن يفرقه على الناس فانصرف الناس وهم يقولون إذا ينفذ مالك ما أمره به رسول الله ثم بكى فقمت عنه أحمد بن صالح سمعت ابن وهب يقول قال مالك لقد سمعت من ابن شهاب أحاديث كثيرة ما حدثت بها قط ولااحدث بها ونصر بن علي الجهضمي حدثني حسين بن عروة قال عروة قال قدم المهدي فبعث إلى مالك بألفي دينار أو قال بثلاثة آلاف دينار ثم اتاه الربيع بعد ذلك فقال إن أمير المؤمنين يحب أن تعادله إلى مدينة السلام فقال قال النبي المدينة خير لهم ولو كانوا يعلمون والمال عندي على حاله ومحمد بن غيلان حدثنا إسماعيل بن داود المخراقي سمعت مالكا يقول أخذ ربيعة الرأي بيدي فقال ورب هذا المقام ما رأيت عراقيا تام العقل وسمعت مالكا يقول كان عطاء بن أبي رباح ضعيف العقل ياسين بن عبد الأحد حدثني عمر بن المحبر الرعيني قال قدم المهدي المدينة فبعث إلى مالك فأتاه فقال لهارون وموسى اسمعا منه فبعث إليه فلم يجبهما فأعلما المهدي فكلمة فقال يا أمير المؤمنين العلم يؤتى أهله فقال صدق مالك صيرا إليه فلما صارا إليه قال له مؤدبهما اقرأ علينا فقال إن أهل المدينة يقرؤون على العالم كما يقرأ الصبيان على المعلم فإذا أخطؤوا وأفتاهم فرجعوا إلى المهدي فبعث إلى مالك فكلمه فقال سمعت ابن شهاب يقول جمعنا هذا العلم في الروضة من رجال وهم يا أمير المؤمنين سعيد بن المسيب وأبو سلمة وعروة والقاسم وسالم وخارجه بن زيد وسليمان بن يسار ونافع وعبد الرحمن بن هرمز ومن بعدهم أبو الزناد وربيعه ويحيى بن سعيد وابن شهاب كل هؤلاء يقرأ عليهم ولا يقرؤون فقال في هؤلاء قدوة صيروا إليه فاقرؤوا عليه ففعلوا قتيبة حدثنا معن عن مالك قال قدم هارون يريد الحج ومعه يعقوب أبو يوسف فأتى مالك أمير المؤمنين فقربه وأكرمه فلما جلس أقبل إليه أبو يوسف فسأله عن مسألة فلم يجبه ثم عاد فسأله فلم يجبه ثم عاد فسأله فقال هارون يا أبا عبد الله هذا قاضينا يعقوب يسألك قال فأقبل عليه مالك فقال يا هذا إذا رأيتني جلست لأهل الباطل فتعال أجبك معهم السراج حدثنا قتيبه كنا إذا دخلنا على مالك خرج إلينا مزينا مكحلا مطيبا قد لبس من أحسن ثيابه وتصدر الحلقة ودعا بالمراوح فاعطى لكل منا مروحة محمد بن سعد حدثني محمد بن عمر قال كان مالك يأتي المسجد فيشهد الصلوات والجمعة والجنائز ويعود المرضى ويجلس في المسجد فيجتمع إليه أصحابه ثم ترك الجلوس فكان يصلي وينصرف وترك شهود الجنائز ثم ترك ذلك كله والجمعة واحتمل الناس ذلك كله وكانوا أرغب ما كانوا فيه وربما كلم في ذلك فيقول ليس كل أحد يقدر أن يتكلم بعذره وكان يجلس في منزله على ضجاع له ونمارق مطروحة في منزله يمنة ويسرة لمن يأتيه من قريش والأنصار والناس وكان مجلسه مجلس وقار وحلم قال وكان رجلا مهيبا نبيلا ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط ولا رفع صوت وكان الغرباء يسألونه عن الحديث فلا يجيب إلا في الحديث بعد الحديث وربما أذن لبعضهم يقرأ عليه وكان له كاتب قد نسخ كتبه يقال له حبيب يقرأ للجماعة ولا ينظر أحد في كتابه ولا يستفهم هيبة لمالك وإجلالا له وكان حبيب إذا قرأ فأخطأ فتح عليه مالك وكان ذلك قليلا ابن وهب سمعت مالكا يقول ما أكثر أحد قط فأفلح حرملة حدثنا ابن وهب قال لي مالك العلم ينقص ولا يزيد ولم يزل العلم ينقص بعد الأنبياء والكتب
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)