تذكرت إخوان الصفاء تيمموا ** فرارس سعد واستبد بهم جهلا
ودارت رحى الملحاء فيها عليهم ** فعادوا خيالا لم يطيقوا لها ثقلا
عشية أرماث ونحن نذودهم ** ذياد الهوافي عن مشاربها عكلا وقال عاصم بن عمرو التميمي:
حمينا يوم آرماث حمانا ** وبعض القوم أولى بالجمال أرمام: اسم جبل في ديار باهلة بن أعصر وقيل أرمام واد يصب في الثلبوت من ديار بني أسد وقيل أرمام واد بين الحاجر وفيد، ويوم أرمام من أيام العرب. قال الراعي:
تبصر خليلي هل ترى من ظعائن ** تجاوزن ملحوبا فقلن متالعا
جواعل أرمام شمالأ وصارة ** يمينأ فقطعن الوهاد الدوافعا وفي كتاب متعة الأديب أرمام موضع وراء فيد بين الحاجر وفيد وهو واد، وقال نصر أزمام بالزاي المعجمة واد بين فيد والمدينة على طريق الجادة بينه وبين فيد دون أربعين ميلا.
أرمائيل: ذكر في أرمئيل لأنه لغة فيه.
أرم خاست: بضم أوله وفتح ثانيه ورواه بعضهم بسكون ثانيه وخاست بالخاء المعجمة وسين مهملة ساكنة يلتقي معها ساكنان والتاء فوقها نقطتان. أرم خاست الأعلى وأرم خاست الأسفل كررتان بطبرستان، وقال أبو سعد. أبو الفتح خسرو بن حمزة بن وندرين بن أبي جعفرالأرمي القزويني سكن أرم بلدة عند سارية مازندران له معرفة بالأدب.
إرم: بالكسر ثم الفتح والإرم في أصل اللغة حجارة تنصب في المفازة علما والجمع آرام وأرم مثل ضلع وأضلاع، وضلوع وهو اسم علم لجبل من جبال حسمى من ديار جذام يين أيلة وتيه بني إسرائيل وهو جبل عال عظيم العلو يزعم أهل البادية أن فيه كروما وصنوبرا، وكان النبي عليه السلام قد كتب لبني جعال بن ربيعة بن زيد الجذاميين أن لهم إرم لا يحلها أحد عليهم لغلبهم ولا يحاقهم فمن حاقهم فلاحق له وحقهم حق إرم ذات العماد: وهي إرم عاد يضاف ولا يضاف أعني في قوله عز وجل: ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد الفجر: 6، 7، فمن أضات لم يصرف إرم لأنه يجعله اسم أمهم أو اسم بلدة ومن لم يضف جعل إرم اسمه ولم يصرفه لأنه جعل عادا اسم أبيهم وإرم اسم القبيلة وجعله بدلا منه، وقال بعضهم إرم لا ينصرف للتعريف والتأنيث لأنه اسم قبيلة فعلى هذا يكون التقدير إرم صاحب ذات العماد لأن ذات العماد مدينة وقيل ذات العماد وصف كما تقول المدينة ذات الملك، وقيل إرم مدينة فعلى هذا يكون القدير بعاد صاحب إرم ويقرأ بعاد أرم ذات العماد الجرعلى الإضافة فهذا إعرابها ثم اختلف فيها من جعلها مدينة. فمنهم من قال: هي أرض كانت واندرست فهي لا تعرف، ومنهم من قال هي الإسكندرية وأكثرهم يقولون هي دمشق، وكذلك قال شبب بن يزيد بن النعمان بن بشر:
لولا التي علقتني من علائقها ** لم تمس لي إرم داراولاوطنا قالوا أراد دمشق، وإياها أراد البحتري بقوله:
إليك رحلنا العيس من أرض بابل ** يجور بها سمت الدبور ويهتدي
فكم جزعت من وفدة بعد وفدة ** وكم قطعت من فدفد بعد فدفد
طلبنك من أم العراق نوازعا ** بناوقصورالشام منك بمرصد
إلى إرم ذات العمادوإنها ** لموضع قصدي موجفاوتعمدي
وحكى الزمخشري أن إرم بلد منه الإسكندرية، وروى اخرون أن إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد باليمن بين حضرموت وصنعاء من بناء شداد بن عاد ورووا أن شداد بن عاد كان جئارا ولما سمع بالجنة وما أعد الله فيها لأوليائه من قصور الذهب والفضة والمساكن التي تجري من تحتها الأنهار والغرف التي من فوقها غرف قال لكبرائه أني متخذ في الأرض مدينة على صفة الجنة فوكل بذلك مائة رجل من وكلائه وقهارمته تحت يد كل رجل منهم ألف من الأعوان وأمرهم أن يطلبوا فضاء فلاة من أرض اليمن ويختاروا أطيها تربة ومكنهم من الأموال ومثل لهم كيف يعملون وكتب إلى عماله الثلاثة غانم بن عفوان والضحاك بن علوان والوليد بن الريان يأمرهم أن يكتبوا الى عمالهم في افاق بلدانهم أن يجمعوا جميع ما في أرضهم من الذهب والفضة والدر والياقوت والمسك والعنبر والزعفران فيوجهوا به إليه ثم وجه إلى جميع المعادن فاستخرج ما فيها من الذهب والفضة ثم وجه عماله الثلاثة إلى الغواصين الى البحار فاستخرجوا الجواهر فجمعوا منها أمثال الجبال وحمل جميع ذلك إلى شداد ثم وجهوا الحفارين إلى معادن الياقوت والزبرجد وسائر الجواهر فاستخرجوا منها أمرا عظيما فأمر بالذهب فضرب أمثال اللبن ثم بنى بذلك تلك المدينة وأمر بالدر والياقوت والجزع والزبرجد والعقيق ففضض به حيطانها وجعل لها غرفا من فوقها غرف معمد جميع ذلك بأساطين الزبرجد والجزع والياقوت ثم أجرى تحت المدينة واديا ساقه إليها من تحت الأرض أربعين فرسخا كهيئة القناة العظيمة ثم أمر فأجرى من ذلك الوادي سواق في تلك السكك والشوارع والأزقة تجري بالماء الصافي وأمر بحافتي ذلك النهر وجميع السواقي فطليت بالذهب الأحمر وجعل حصاه أنواع الجواهر الأحمر والأصفر والأخضر فنصب على حافتي النهر والسواقي أشجارا من الذهب مثمرة وجعل ثمرها من تلك اليواقيت والجواهر وجعل طول المدينة اثني عشر فرسخا وعرضها مثل ذلك وصير سورها عاليا مشرفا وبنى فيها ثلانمائة ألف قصر مفضضا بواطنها وظواهرهابأصناف الجواهر ثم بنى لنفسه في وسط المدينة على شاطىء ذلك النهر قصرا منيفا عاليا يشرف على تلك القصور كلها وجعل بابها يشرع إلى الوادي بمكان رحيب واسع ونصب عليه مصراعين من ذهب مفضضين بأنواع اليواقيت وأمر باتخاذ بنادق من مسك وزعفران فألقيت في تلك الشوارع والطرقات وجعل ارتفاع تلك البيوت في جميع المدينة ثلاثمائة ذراع في الهواء وجعل السور مرتفعا ثلاثمائة ذراع مفضضا خارجه وداخله بأنواع اليواقيت وظرائف الجواهر ثم بنى خارج صور المدينة كما يدور ثلانمائة ألف منظرة بلبن الذهب والفضة عالية مرتفعة في السماء محدقة بسور المدينة لينزلها جنوده ومكث في بنائها خمسمائة عام وإن الله تعالى أحب أن يتخذ الحجة عليه وعلى جنوده بالرسالة والدعاء إلى التوبة والإنابة فانتجب لرسالته إليه هودا عليه السلام وكان من صميم قومه وأشرافهم، وهو في رواية بعض أهل الأثر هود بن خالد بن الخلودبن العاص بن عمليق بن عاد بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام وقال أبو المنذر هو هود بن الخلود بن عاد بن إرم بن سام بن نوح عليه
السلام وقيل غير ذلك ولسنا بصدده، ثم إن هودا عليه السلام أتاه فدعاه إلى الله تعالى وأمره بالإيمان والإقرار بربوبية الله عز وجل ووحدانيته فتمادى في الكفر والطغيان وذلك حين تم لملكه سبعمائة سنة فأننره هود بالعذاب وحذره وخوفه زوال ملكه فلم يرتدع عما كان عليه ولم يجب هودا إلى ما دعاه إليه ووافاه الموكلون ببناء المدينة وأخبروه بالفراغ منها فعزم على الخروج إليها في جنوده فخرج في ثلاثمائة ألف من حرسه وشاكريته ومواليه وسار نحوها وخلف على ملكه بحضرموت وسائر أرض العرب ابنه مرثد بن شداد وكان مرثد فيما يقال مؤمنا بهود عليه السلام فلما قرب شداد من المدينة وانتهى إلى مرحلة منها جاءت صيحة من السماء فمات هو وأصحابه أجمعون حتى لم يبق منهم مخبر ومات جميع من كان بالمدينة من الفعلة والصناع والوكلاء والقهارمة وبقيت خلاء لا أتيس بها وساخت المدينة في الأرض فلم يدخلها بعد ذلك أحد إلا رجل واحد في أيام معاوية يقال له عبد الله بن قلابة فإنه ذكر في قصة طويلة. تلخيصها أنه خرج من صنعاء في بغاء إبل له ضلت فأفضى به السير إلى مدينة صفتها كما ذكرنا وأخذ منها شينا من بنادق المسك والكافور وشيئا من الياقوت وقصد إلى معاوية بالشام وأخبره بذلك وأراه الجواهر والبنادق وكان قد اصفز وغيرته الأزمنة فأرسل معاوية إلى كعب الأحبار وسأله عن ذلك فقال هذه إرم ذات العماد التي ذكرها الله عز وجل في كتابه بناها شداد بن عاد وقيل: شداد بن عمليق بن عويج بن عامر بن إرم وقيل في نسبه غير ذلك ولا سبيل إلى دخولها ولا يدخلها إلا رجل واحد صفته كذا ووصف صفة عبد الله بن قلابة فقال معاوية: يا عبد الله أما أنت فقد أحستت في نصحنا ولكن ما لا سبيل إليه لا حيلة فيه وأمر له بجائزة فانصرف، ويقال: أنهم وقعوا على حفيرة شداد بحضرموت فإذا بيت في الجبل منقور مائة ذراع في أربعين ذراعا وفي صدره سريران عظيمان من ذهب على أحدهما رجل عظيم الجسم وعند رأسه لوح مكتوب فيه.غاء إبل له ضلت فأفضى به السير إلى مدينة صفتها كما ذكرنا وأخذ منها شينا من بنادق المسك والكافور وشيئا من الياقوت وقصد إلى معاوية بالشام وأخبره بذلك وأراه الجواهر والبنادق وكان قد اصفز وغيرته الأزمنة فأرسل معاوية إلى كعب الأحبار وسأله عن ذلك فقال هذه إرم ذات العماد التي ذكرها الله عز وجل في كتابه بناها شداد بن عاد وقيل: شداد بن عمليق بن عويج بن عامر بن إرم وقيل في نسبه غير ذلك ولا سبيل إلى دخولها ولا يدخلها إلا رجل واحد صفته كذا ووصف صفة عبد الله بن قلابة فقال معاوية: يا عبد الله أما أنت فقد أحستت في نصحنا ولكن ما لا سبيل إليه لا حيلة فيه وأمر له بجائزة فانصرف، ويقال: أنهم وقعوا على حفيرة شداد بحضرموت فإذا بيت في الجبل منقور مائة ذراع في أربعين ذراعا وفي صدره سريران عظيمان من ذهب على أحدهما رجل عظيم الجسم وعند رأسه لوح مكتوب فيه. اعتبر يا أيها المغ ** رو ر بالعمر المديد
أنا شداد بن عاد ** صاحب الحصن المشيد
وأخو القوة والبأ ** ساء والملك الحشيد
دان أهل الأرض طرا ** لي من خوف وعيدي
فأتى هود وكنا ** في ضلال قبل هود
فدعانا لو أجبنا ** 5إلى الأمر الرشيد
فعصيناه ونادا ** نا مالكم هل من محيد
فأتتنا صيحة ته ** سوي من الأفق البعيد
قلت هذه القصة مما قدمنا البراءة من صحتها وظننا أنها من أخبار القصاص المنمقة وأوضاعها المزوقة.
إرم الكلبة: بلفظ الأنثى من الكلاب. وإرم مثل الذي قبله موضع قريب من النباج بين البصرة والحجاز والكلبة اسم امرأة ماتت ودفنت هناك فنسب إليها الإرم وهو العلم، ويوم إرم الكلبة من أيام العرب قتل فيه بجير بن عبد الله بن سلمة بن قشير القشيري قتله قعنب الرياحي في هذا المكان. قال أبو عبيدة هذا اليوم يعرف بأمكنة قرب بعضها من بعض فإذا لم يستقم الشعر بذكر موضع ذكروا موضعا آخر قريبامنه يقوم به الشعر أرم:بالضم ثم الفتح جرذ وزفر ويروى بسكون ثانيه بلدة قرب سارية من ناحية طبرستان أهلها شيعة قال الإصطخري: وحبال قاذوسيان من بلاد الديلم وهي مملكة رئيسهم يسكن قرية تسمى أرم وليس بجبال قاذوسيان مبنر بينها وبين سارية مرحلة. ينسب إليهاأبوالفتح خسرو بن وندرين بن أبي جعفربن أبي حسين بن المحسن بن قيس بن مسعود بن معن بن الحارث بن ذفل بن شيبان الشيباني المؤدب القزويني ذكره أبو سعد في التحبير وقال سكن أرم وكان له معرفة بالأدب وقد ذكرناه في أرم خاست وأظن الموضعين واحدأ والله أعلم، ورأيت في بعض النسخ عن أبي سعد آرم بزنة أفعل بضم العين في معجم البلدان وقال: آرم بليدة من سارية مازندران وآرم برات من قرى سواحل بحر آبسكون.
أرم: بالضم ثم السكون، صقع بأذربيجان. اجتمع فيه خلق من الأرمن وغيرهم لقتال سعيد بن العاص لما غزااها فبعث إليهم سعيد جريربن عبد الله البجلي قهزمهم وصلب زعيمهم.
أرم: يالتحريك وتشديد الميم قيل: موضع عن نصر.
أرملو ل: بلامين بينهما واو. مدينة في طرف إفريقية من جهة المغرب قرب طبنة.
أرمنأز: بالفتح ثم السكون وفتح الميم والنون وألف وزاي. بليدة قديمة من نواحي حلب بينهما نحو خمسة فراسخ يعمل بها قدور وشربات جيدة حمرطيبة وقال أبو سعد أرمنار من قروى بلدة صور وصور من بلاد ساحل الشام، ومن هذه القرية أبو الحسن علي بن عبد السلام الأرمنازي كان من الفضلاء المشهورين والشعراء وابنه أبوالفرج غيث بن علي كان ممن سمع الحديث وأنس به وجمع فيه وسمع من أبي الحسن الأرمنازي أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ قال أبو سعد وروى لنا عن ابنه غيث صاحبنا أبو الحسن علي بن الحسن الدمشقي الحافظ. قال عبيد الله المستجير به لا شك في أنه من أرمناز التي من نواحي حلب فإن لم يكن أبو سعد رحمه الله اغتر بسماع محمد بن طاهر من أبي الحسن بصور ولم ينعم النظر والإفأرمناز قرية أخرى بصور والله أعلم على أن الحافظ أبا القاسم ذكر في ترجمة علي بن عبد السلام بن محمد بن جعفر الأرمنازي أبي الحسن فقال والد غيث الصوري الكاتب أصله من أرمناز قرية من ناحية إنطاكية بالشام وله شعر مطبوع. قال قرأت بخط غيث الصوري سألت والدي عن مولده فقال في جمادى الأولى سنة 396 وتوفي في ثامن شهر ربيع الآخر سنة 478 وقال الحافظ أبو القاسم غيث بن علي بن عبد السلام بن محمد بن جعفر أبو الفرج بن أبي الحسن المعروف بابن الأرمنازي الكاتب خطيب صور قدم دمشق قديما في طلب الحديث فسمع به أبا الحسن أحمد وأبا أحمد عبيد الله ابني أبي الحديد وأبا نصر بن طلاب وأبا عبد الله بن الرضا وأبا العباس بن قبيس وأبا إسحاق إبراهيم بن عقيل الكبري وأبا الحسين الأكفاني ونجا بن أحمد العطار وأبا عبد الله بن أبي الحديد وأبا القاسم بن أيي العلاء وسمع بصور أبا بكر الخطيب وأبا الحسن علي بن عبيد الله الهاشمي ونصر بن إبراهيم المقدسي وسهل بن بشر الإسفرا يني وبتنيس رمضان بن علي وسمع بمصر والإسكندرية وغيرهما من البلاد وسمع الكثير وكتب الكثير بخطه الحسن وجمع تاريخا لصور إلا أنه لم يتمه وكان ثقة ثبتأ ررى عنه شيخه أبو بكر الخطيب بيتن من شعره، وقدم علينا بآخره فأقام عندنا إلى أن مات سمعت منه ومن جملة شعره:
عجبت قد حان توديعنا ** وحادي الركائب في إثرها
ونار توقد في أضلعي ** ودمع تصعد من قعرها
فلا النار تطفئها أدمعي ** ولا الدمع ينشف من حرها وكان مولده في تاسع عشر شعبان سنة 443 وتوفي يوم الأحد الثالث والعشرين من صفر سنة 509ودفن بالباب الصغير.
أرمنت: بالفتح والسكون وفتح الميم وسكون النون وتاء فوقها نقطتان. كورة بصعيد مصر بينها ويين قوص في سمت الجنوب مرحلتان ومنهاإلى مدينة أسوان مرحلتان.
أرمتيل: بالفتح ثم السكون وفتح الميم وهمزة مكسورة وياء خالصة ساكنة ولام. مدينة كبيرة بين مكران والذيبل من أرض السند بينها وبين البحر نصف فرسخ في الإقليم الثاني طولها اثنتان وتسعون درجة وخمس عشرة دقيقة وعرضها من جهة الجنوب خمس وعشرون د رجة وست وأربعون دقيقة.
إرميم: بالكسر ثم السكون وياة ساكنة بين الميمين الأولى مكسورة. مو ضع.
أرمية: بالضم ثم السكون وياء مفتوحة خفيفة وهاء. قال الفارسي: أما قولهم في اسم بلدة أرمية فيجوز في قياس العربية تخفيف الياء وتشديدها فمن خففها كانت الهمزة على قوله أصلا وكان حكم الياء أن تكون واوا للإتحاق بيبرين ونحوه إلا أن الكلمة لما لم تجيء على التأنيث كعنصوة أبدلت ياء كما أبدلت في جمع عرقوة إذا قالوا: عرق وقال:
حتى تفضي عرقي الذلي
ويجوز في الشعر أن تكون الياء للنسبة وتخفف كما قال ابن الخواري العالي الذكر ومن شدد الياء احتملت الهمزة وجهين أحدهما أن تكون زائدة إذا جعلتها أفعولة من رميت والآخر أن تكون فعلية إذا جعلتها من إرم وأروم فتكون الهمزة فاء وأما قولهم في اسم الرجل إرميا فلا يكون في قياس العربية إفعلا ولا يتجه فيه ما يتجه في أريية من كون الياء منقلبة عن الواو ألا ترى أن ما جاء وفيه الألف من المؤنث لا يكون إلأ مبنيا عليها وليست مثل الياء التي تبنى مرة على التأنيث ومرة على التذ كير وأرمية اسم مدينة عظيمة قديمة بأذربيجان بينها وبين البحيرة نحو ثلاثة أميال أو أربعة وهي فيما يزعمون مدينة زرادشت نبي المجوس. رأيتها في سنة 617 وهي مدينة حسنة كثيرة الخيرات واسعة الفواكه والبساتين صحيحة الهواء كثيرة الماء إلا أنها غير مرعية في جهة السلطان لضعفه وهو أزبك بن البهلوان بن إلدكز وبينها وبين تبريز ثلاثة أيام وبينها وبين إربل سبعة أيام، وأما بحيرة أرمية فتذكر إن شاء الله في بحيرة أرمية والنسبة إلى أرمية أرموي وأرمي، وينسب إليها جماعة. منهم أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن الشويخ الأرموي نزل مصر وتوفي بها سنة 460، وأبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي البغدادي سمع أبا الحسين محمد بن علي بن المهتدي القاضي وأحمد بن محمد بن أحمد بن النفور البزاز وأبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وأبا القاسم علي بن أحمد بن محمدبن اليسر وأبابكر أحمدبن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وأبا القاسم يوسف بن محمد المهرواني وغيرهم وكان قد تفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وولي القضاء بمدينة العاقول ومات في رجب سنة 547ومولده في سنة 459 وكان شافعي المذهب، ومظفر بن يوسف الأرموي المؤدب حدث عن أبي القاسم الحصين وأمثاله، وابنه يوسف كان كاتبأ فاضلا من حذاق كتاب الديوان وولي إشراف الديوان ببغداد للناصر لدين الله.
إرمينية: بكسر أوله ويفتح وسكون ثانيه وكسر الميم وياء ساكنة وكسر النون وياء خفيفة مفتوحة. اسم لصقع عظيم واسع في جهة الشمال والنسبة إليها أرمني على غير قياس بفتح الهمزة وكسر الميم وينشد بعضهم:
ولو شهدت أم القديد طعاننا ** بمرعش خيل الأرمني أرنت
وحكى إسماعيل بن حماد فتحهما معا. قال أبو علي أرمينية إذا أجرينا عليها حكم العريي كان القياس في همزتها أن تكون زائدة وحكمها أن تكسر لتكون مثل إنجفيل وإخريط وإطريح ونحو ذلك ثم ألحقت ياء النسبة ثم ألحق بعدها تاء التأنيث وكان القياس في النسبة إليها أرميني الأ أنها لما وافق بعد الراء منها مابعد الحاء في حنيفة حذفت الياء كما حذفت من حنيفة في النسب وأجريت ياء النسبة مجرى تاء التأنيث في حنيفة كما أجرينا مجراها في رومي وروم وسندي وسند أو يكون مثل بدوي ونحو مما غير فى النسب، قال أهل السير سميت أرمينية بأرمينا بن لنطا بن أومر بن يافث بن نوح عليه السلام وكان أول من نزلها وسكنها. وقيل هما أرمينيتان الكبرى والصغرى، وحدهما من برذعة إلى باب الأبواب من الجهة الأخرى إ لى بلاد الروم وجبل القبق وصاحب السرير وقيل إرمينية الكبرى خلاط ونواحيها وإرمينية الصغرى تفليس ونواحيها وقيل هي ثلاث أرمينيات وقيل أربع، فالأولى بيلقان وقبلة وشروان وما انضم إليها عد منها، والثانية جردان وصغدبيل وباب فيروز قباذ واللكز والثالثة البسفزجان ودبيل وسراج طير وبغروند والنشوى، والرابعة وبها قبر صفوان بن المعاطل صاحب رسول الله وهو قرب حصن زياد عليه شجرة نابتة لا يعرف أحد من الناس ما ير ولها حمل يشبه اللوز يؤكل بقشره وهو طيب جدا فمن الرابعة شمشاط وقاليقلا وأرجيش وبأجنيس وكانت كور أران والسيسجان ودبيل والنشوى وسراج طير وبغروند وخلاط وبأجنيس في مملكة الروم فافتتحها الروم وضموها إلى ملك شروان التي فيها صخرة موسى عليه السلام التي بقرب عين الحيوان، ووجدت في كتاب الملحمة المنسوب إلى بطليموس طول أرمينية العظمى ثمان وسبعون درجة وعرضها ثمان وثلاثون درجة وعشرون دقيقة داخلة في الاقليم الخامس طالعها تسع عشرة درجة من السرطان يقابلها خمس عشرة درجة من الجدي ووسط سمائها خمس عشرة درجة من الحمل بيت حياتها خمس عشرة درجة من الميزان، قال ومدينة أرمينية الصغرى طولها خمس وسبعون درجة وخمسون دقيقة وعرضها خمس وأربعون درجة طالعها عشرون درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان ولها شركة في العواء وفي الدب الأكبر ولها شركة في كوكب هوذ وهو كوكب الحكماء وما يولد مولود قط وكان طالعه كوكب هوذ الأ وكان حكيما وبه ولد بطليموس وبقراط وأوقليدس وهذه المدينة مقابلة لمدينة الحكماء يدور عليها من كل بنات نعش أربعة أجزاء وهي صحيحة الهواء وكل من سكنهاطال عمره بإذن الله تعالى هذا كله من كتاب الملحمة، وفي كتب الفرس أن جرزان وأران كانت في أيدي الخزر وسائر أرمينية في أيدي الروم يتولاها صاحبها أرقيناس وسمته العرب أرميناق فكانت الخزر تخرج فتغير فربما بلغت الدينور فوجه قباذ بن فيروز الملك قائدا عظماء قواده في اثني عشر ألفا فوطىء بلاد أران فففتح ما بين النهر الذي يعرف بالرس إلى شروان ثم إن قباذ لحق به فبنى بأران مدينة البيققان ومدينة برذعة وهي مدينة الثغر كله ومدينة قتلة ونفى الخزر ثم بنى سد اللبن في ما بين شروان واللان وبنى على سد اللبن ثلائمائة وستين مدينة خربت بعد بناء باب الأبواب ملك بعد قباذ ابنه أنوشروان فبنى مدينة الشابران ومدينة مسقط ثم بنى باب الأبواب وإنما سميت أبوابا لأنها بنيت على طرق في الجبل وأسكن مابني من هذه المواضع قوما سماهم السياسجين وبنى بأرض أران أبواب شكي والقميران وأبواب الدودانية وهم أمة يزعمون أنهم من بني دودان بن أسد بن خزيمة مدركة بن إلياس بن مضربن معد بن عدنان وبنى الدودانية وهي اثنا عشر بابا على كل باب منها قصر من حجارة وبنى بأرض جرزان مدينة يقال لها صغدبيل وأنزلها قوما من الصعد وأبناء فارس وجعلها مسلحة وبنى مما يلي الروم في بلاد جرزان قصرا يقال له باب فيروز قباذ وقصرا يقال له باب لازقة وقصرا يقال له باب بارقة وهو على بحر طرابزندة وبنى باب اللان وباب سمسخي وبنى قلعة الجزدمان وقلعة سمشلدى وفتح جميع ما كان بأيدي الروم من أرمينية وغير مدينة دبيل ومدينة النشوى وهي نقجوان وهي مدينة كورة البسفرجان وبنى حصن ويص وقلاعا بأرض السيسجان منها قلعة الكلاب والشاهبوش وأسكن هذه القلاع والحصون ذوي البأس والنجدة ولم تزل أرمينية بأيدي الروم حتى جاء الإسلام، وقد ذكرت في فتوخ أرب في مواضعه من كل بلد، وذكر ابن واضح الأصبهاني أنه كتب لعدة من ملوكها وأطال المقام بأرمينية ولم ير بلدا أوسع منه ولا أكثر عمارة وذكر أن عدة ممالكها مائة وثمان عشرة مملكة منهاصاحب السرير ومملكته من اللان وباب الأبواب وليس إليها إلا مسلكان مسلك إلى بلاد الخزر ومسلك إلى أرمينية وهي ثمانية عشر ألف قرية وأران أول مملكته بأرمينية فيها أربعة الاف قرية وأكثرها لصاحب السرير وسائر الممالك فيما بين ذلك تزيد على أربعة الآف وتنقص عن مملكة صاحب السرير ومنها شروان وملكها يقال له شروان شاه. وسئل بعض علماء الفرس عن الأحرار الذين بأرمينية لم سموا بذلك فقال هم الذين كانوا نبلاء بأرض أرمينية قبل أن تملكها الفرس ثم إن الفرس أعتقوهم لما ملكوا وأقروهم على ولايتهم وهم بخلاف الأحرار من الفرس الذين كانوا باليمن وبفارس فإنهم لم ينلكوا قط قبل الاسلام فسموا أحرارا لشرفهم. وقد نسب بهذه التسبة قوم من أهل العلم. منهم أبو عبد الله عيسى بن مالك بن شمر الأرمني سافر إلى مصر والمغرب.
أرمى: بالضم ثم الفتح والقصر. موضع قالوا وليس في كلامهم على فعلى الأ أرمى وشعبى موضعان وأربى اسم للداهية.
أرمي: بالضم ثم السكون وكسر الميم. هي أرمية التي قدمنا ذكرها وهذا لفظ الأعاجم.
إرمي: بالكسر ثم الفتح وكسر الميم وياء مشددة. إرمي الكلبة وهو إرم الكلبة الذي قدمنا ذكره وهو رمل قرب النباج وهناك قتل قغنب الرياحي بجنربن عبد الله القشيري هكذا حكاه أبو بكر بن موسى يقال ما بهذه الأرض أرمي أي علم يهتدى به.
أرنبوية: بفتح أوله وثانيه وسكون النون وضم الباء الموحدة وسكون الواو وياء مفتوحة وهاء مضمومة في حال الرفع وليس كنفطوله وسيبويه. من قرى الري. مات بها أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي النحوي المقري، ومحمد بن الحسن الشباني الفقيه صاحب أبي حنيفة في يوم واحد سنة 189 ودفن بهذه القرية وكافا قد خرجا مع الرشيد فصلى عليهما وقال اليوم دفنت علم العربية والفقه ويقال لهذه القرية رنبوية يسقوط الهمزة أيضأ وقد ذكرت.
الأرند: بضمتين وسكون النون ودال مهملة. اسم لنهر إنطاكية وهو نهر الرستن المعروف بالعاصي يقال له في أوله الميماس، فإذا مر بحماه قيل له العاصي فإذا انتهى الى إنطاكية قيل له الأرند وله أسماء أخرفي مواضع أخر، وقال أبو علي الهمزة في أرند اسم هذا النهر ينبغي أن تكون فاء والنون زائدة لا يجوز أن يكون على غير هذا لأنه لم يجىء في شيء وقدحكى سيبويه عرند فهو مثله قال:
والقوس فيها وتر عرند إرن: بالكسر ثم الفتح والنون. موضع في ديار بني سليم بين الأتم والسوارقية على جادة الطريق بين منازل بني سليم وبين المدينة، قال العمراني هو إرن بكسرتين على وزن إبل.
أرن: بفتحتين. أرن وشرز بلدان بطبرستان.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)