ورأى ص جماعة من اليهود مع عبد الله بن أبيّ يريدون الخروج فقال: «أوَقد أسلموا؟» قالوا: لا يا رسول الله، قال: «مروهم فليرجعوا، فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين»، وكان المسلمون الخارجون معه ص 1000 ثم انخذل عبد الله بن أبيّ ورجع هو ومن معه من المنافقين وكانوا 300 فبقي المسلمون 700 وكان عدد المشركين 3000 ولم يكن مع المسلمين يومئذ إلا فرسان: فرس لرسول الله وفرس لأبي بردة.
وقال ابن أبيّ حين أراد الرجوع: عصاني وأطاع الولدان ومن لا رأي به، علامَ نقتل أنفسنا؟ ارجعوا أيها الناس.
لما انخذل ابن أبيّ ومن معه سقط في أيدي طائفتين من المسلمين وهمّتا أن تفشلا وهما: بنو حارثة من الخزرج وبنو سلمة من الأوس.
ثم مضى رسول الله حتى نزل الشعب من أُحد في عدوة الوادي في الجبل فجعل ظهره وعسكره إلى أُحد وصلى الصبح بأصحابه صفوفا، ثم اصطف المسلمون بالسبخة وكان على ميمنة خيل المشركين خالد بن الوليد وعلى مسيرتها عكرمة بن أبي جهل وعلى المشاة صفوان بن أمية، وقيل: عمرو بن العاص.
وقال النبي ص للزبير بن العوام: «استقبل خالدا وكن بإزائه»، وأمر جماعة آخرين أن يكونوا بإزاء خيل أخرى للمشركين ولم يكن مع المسلمين إلا فرس أو فرسان، وجعل النبي ص على الرماة عبد الله بن جبير بن النعمان الأوسي وهو أخو خوات بن جبير، وكان الرماة خمسين رجلا، فأقامهم النبي ص على جبل صغير مرتفع، وقال لهم:
«احموا ظهورنا، لا يأتونا من خلفنا، وارشقوهم بالنبل فإن الخيل لا تقدم على النبل، إنا لا نزال غالبين ما ثبتم مكانكم، اللهم إني أشهدك عليهم».
وفي رواية قال لهم رسول الله:
«إن رأيتمونا تخطفنا الطير، فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم أو ظاهرناهم وهم قتلى فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم».
ثم عرض رسول الله ص سيفا وقال: «من يأخذ هذا السيف بحقه»؟ فقام رجل وبسطوا أيديهم كل إنسان منهم يقول: أنا يا رسول الله، منهم أبو بكر الصديق وعمر وعليّ والزبير، فأمسكه عنهم ولم يعطه لهم حتى قام إليه - أبو دجانة - فقال: وما حقه يا رسول الله؟ قال: أن تضرب في وجه العدو حتى ينحني، قال: أنا آخذه يا رسول الله، قال: لعلك إن أعطيتكه تقاتل في الكيّول - مؤخر الصفوف -، قال: لا يا رسول الله، فأعطاه إياه وكان رجلا شجاعا يختال عند الحرب، فلما رآه ص يتبختر قال: إنها لمشية يبغضها الله تعالى إلا في مثل هذا الموطن، فحمل أبو دجانة لا يلقى أحدا من المشركين إلا قتله، وكان إذا كلّ السيف شحذه بالحجارة ثم يضرب به العدو.
ولما اصطف القوم نادى أبو سفيان: يا معشر الأوس والخزرج خلوا بيننا وبين عمنا وننصرف عنكم، فشتموه أقبح شتم ولعنوه أشد اللعن.
وخرج طلحة بن أبي طلحة وكان بيده لواء المشركين فطلب المبارزة مرارا فلم يخرج إليه أحد، فخرج إليه عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فضربه فقطع رجليه فوقع على الأرض وبدت عورته فرجع عنه ولم يجهز عليه، فأخذ لواء المشركين أخو طلحة وهو عثمان بن أبي طلحة فحمل عليه حمزة فقطع يده وكتفه، فأخذه أخو عثمان وأخو طلحة وهو أبو سعيد بن أبي طلحة فرماه سعد بن أبي وقاص فأصاب حنجرته فقتله، فحمله مسافع بن طلحة ابن أبي طلحة الذي قتله عليّ رضي الله عنه فرماه عاصم أيضا فقتله، ثم حمل اللواء كلاب بن طلحة فقتله الزبير فحمله جلاس بن طلحة فقتله طلحة بن عبيد الله ثم حمله أرطأة بن شرحبيل فقتله عليّ رضي الله عنه ثم حمله أبو زيد بن عمرو فقتله قزمان، فحمله ولد لشرحبيل بن هاشم فقتله قزمان أيضا، ثم حمله صواب غلامهم وكان عبدا حبشيا فقتله عليٌّ، ثم لم يزل اللواء طريحا حتى أخذته عمرة بنت علقمة الحارثية فرفعته لقريش فاستداروا حوله.
قد كان لواء المشركين شؤما عليهم، فكلما حمله أحد قُتل وهكذا قُتل أحد عشر رجلا حملوا اللواء بالتوالي وكان اهتمام المسلمين موجها إلى حامل العلم بنوع خاص لأنه كبش الكتيبة، ونكب بحمل العلم كل من مسافع والحارث وكلاب وجلاس وهؤلاء الأربعة أولاد طلحة بن أبي طلحة فكلهم قُتلوا كأبيهم وعمهم وهما عثمان وأبو سعيد.
ولما قُتل أصحاب اللواء صاروا كتائب متفرقة فجاش المسلمون فيهم ضربا حتى أجهضوهم وأزالوهم عن أمكنتهم وكان شعار المسلمين يومئذ: - أمت أمت - وشعار الكفار: - يا للعزى يا لهبل -.
الكرة على المسلمين
انهزم المشركون ووقع المسلمون ينتهبون المعسكر ويأخذون ما فيه من الغنائم واشتغلوا عن الحرب، فقال أصحاب عبد الله بن جبير وهم الرماة الذين أمرهم النبي ص بالبقاء بمكانهم «الغنيمة» أي قوم قد غلب أصحابكم، فما تنتظرون؟ ومعنى ذلك: أن الرماة طمعوا في الغنيمة ناسين أمر القائد العام وهو رسول الله فإنه أمرهم بالثبات في مراكزهم إذ قال لهم: إنا لا نزال غالبين ما ثبتم مكانكم، فقال لهم قائدهم عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله ص يعني قوله: لا تبرحوا، فأبوا أن يطيعوه، وقالوا: والله لنأتين الناس ولنصيبن من الغنيمة فإن المشركين قد انهزموا فما مقامنا ها هنا؟ وقد ظن هؤلاء أن الحرب قد انتهت وأن قريشا قد هُزمت وقد ثبت عبد الله بن جبير في مكانه وثبت معه دون العشرة.
فلما توجه الرماة إلى محل الغنيمة، كرّ المشركون راجعين، ونظر خالد بن الوليد إلى خلاء الجبل الذي كان فيه الرماة وقلة أهله التف بالخيل من وراء الجبل وتبعه عكرمة بن أبي جهل فحملوا على من بقي من الرماة فقتلوهم وقتلوا أميرهم عبد الله بن جبير ومثلوا به ووقعت الهزيمة في المسلمين بعد مدة وجيزة لأنهم خالفوا ما نهاهم عنه رسول الله فعوقبوا لمخالفته.
ووقع الاختلاط في جيش المسلمين وارتبكوا وصار يضرب بعضهم بعضا.
ثبات رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثبت رسول الله ولم يفارق مكانه الذي وصل إليه وقت انهزام المشركين ولم تزل قدمه شبرا واحدا عن موقفه مع أن الاختلاط كان شديدا حتى فقد المسلمون التمييز بينهم وبين أعدائهم وترك المسلمون شعارهم الذي يتعارفون به وهو: (أمت أمت) فوقع القتل في المسلمين بعضهم في بعض، وحافظ المشركون على شعارهم، ومما زاد في ارتباك المسلمين أن رجلا اسمه ابنُ قمئة الليثي قتل مصعب بن عمير وكان يشبه النبي ص إذا لبس لأمته فظن أنه قتل رسول الله فأذاع ذلك وكان مصعب يذب عن رسول الله وكان عدة الشهداء من المسلمين 70 رجلا وعدة القتلى من المشركين 23 رجلا، وكان بين القتلى حنظلة بن أبي سفيان، ووصل العدو إلى رسول الله وأصابته حجارتهم حتى وقع وأُغمي عليه وخدشت ركبتاه، فأخذ عليّ بيده ورفعه طلحة بن عبيد الله حتى استوى قائما، وأصيبت رباعيته اليمنى السفلى وشُج في وجهه وكلمت شفته السفلى وكُسرت الخوذة على رأسه، وامتصّ مالك بن سنان الخدري دم رسول الله ثم ازدرده.
ثم أراد رسول الله أن يعلو الصخرة التي في الشعب، فلما ذهب لينهض لم يستطع لأنه ضعف لكثرة ما خرج من دم رأسه الشريف ووجهه مع كونه عليه درعان فجلس تحته طلحة بن عبيد الله فنهض به حتى استوى عليها، وعطش ص عطشا شديدا، فخرج محمد بن مسلمة رضي الله عنه يطلب له ماء فلم يجد، فذهب إلى مياه فأتى منها بماء عذب، فشرب رسول الله ص ودعا له بخير.
وفي بعض الروايات: أن نساء المدينة خرجن وفيهن فاطمة بنت رسول الله، فلما لقيت رسول الله اعتنقته وجعلت تغسل جراحاته وعليّ رضي الله عنه يسكب الماء فتزايد الدم، فلما رأت ذلك أخذت شيئا من حصير مصنوع من البردى فأحرقته بالنار حتى صار رمادا، فأخذت ذلك الرماد وكمدته حتى لصق بالجرح فاستمسك الدم.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
المنهزمون من المسلمين
وصار المسلمون ثلاث فرق: فرقة استمروا في الهزيمة إلى قرب المدينة فما رجعوا حتى انفض القتال، وهم الذين نزل فيهم قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَنُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} (آل عمران: 155).
وفرقة صاروا حيارى لما سمعوا أن النبي ص قد قُتل، فصارت غاية الواحد منهم أن يدافع عن نفسه أو يواصل القتال إلى أن يُقتل وهم أكثر الصحابة.
وفرقة ثبتت مع النبي ص ثم تراجعت إليه الفرقة الثانية شيئا فشيئا لما عرفوا أنه حيّ، وكان في جملة من انهزم عثمان بن عفان، والوليد بن عقبة، وخارجة بن زيد، ورفاعة بن معلى، فأقاموا ثلاثة أيام ثم رجعوا إلى رسول الله.
قال موسى بن عقبة: لما غاب النبي ص عن أعين بعض القوم واختلط بعضهم ببعض وسمعوا الصارخ، قال رجال من المنافقين: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا، وقال بعض منهم: لو كان نبيا ما قُتل فارجعوا إلى دينكم الأول، وفي ذلك أنزل الله: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَبِكُمْ} (آل عمران: 144)، وقال رجل منهم: ليت لنا رسولا إلى عبد الله بن أُبي ليستأمن لنا من أبي سفيان، يا قوم إن محمدا قد قُتل فارجعوا إلى قومكم ليؤمنوكم قبل أن يأتيكم الكفار فيقتلوكم فإنهم يدخلون البيوت، فقال أنس بن النضر عم أنس بن مالك رضي الله عنهما: يا قوم إن كان محمد قد قُتل فإن رب محمد لم يُقتل، فقاتلوا عليه، وشهد له بهذه المقالة عند النبي ص سعد بن معاذ رضي الله عنه ووافق أنس بن النضر جماعة كثيرون على هذه المقالة وهم المؤمنون أهل الصدق واليقين الذين تمكن الإيمان من قلوبهم.
وروى ابن إسحاق أن أنس بن النضر، عم أنس بن مالك رضي الله عنهما جاء إلى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم، فقال: إن كان قد قُتل - يعني محمدا - فما تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه.ثم استقبل العدو فقاتل حتى قُتل رضي الله عنه، قال أنس: ولقد وجدنا بأنس بن النضر يومئذ سبعين ضربة، فما عرفه إلا أخته، عرفته ببنانه - أي بأصابعه -.
وفي البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال: يا رسول الله غبت عن أول قتال ليرين الله ما أصنع، فلما كان يوم أُحد وانكشف المسلمون، قال: «اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني - المشركين» ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: «يا سعد الجنة ورب النضر إني أجد ريحها دون أحد»، قال سعد: فما أستطيع أن أصف ما صنع.
وقد مثل به المشركون، وما أفظع التمثل بالقتلى لكن هؤلاء قد أعماهم حب الانتقام.
وممن قال مثل مقالة أنس بن النضر، ثابت بن الدحداح رضي الله عنه فإنه قال: يا معشر الأنصار، إن كان محمد قد قُتل فإن الله حيٌّ لا يموت قاتلوا عن دينكم فإن الله مظفركم وناصركم، فنهض إليه نفر من الأنصار فحمل بهم على كتيبة فيها خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعكرمة بن أبي جهل وضرار بن الخطاب، فحمل عليه خالد بن الوليد بالرمح فقتله وقتل من كان معه من الأنصار.
رسول الله ومن ثبت معه
ذكرنا أن رسول الله قد ثبت ولم يتزحزح عن موقفه عندما انهزم المسلمون واختلطوا وقتلوا وفرّ من فرّ منهم، قال ابن سعد: ما زال ص يرمي عن قوسه حتى صارت شظايا ويرمي بالحجر، وكان أقرب الناس إلى القوم، وهذا ما يؤيد أنه ص كان أشجعهم وأثبتهم، وجاء عن عليّ رضي الله عنه وغيره: كنا إذا اشتد البأس - أي حمى القتال - اتقينا برسول الله ص أي فيجعلونه في وجه القوم ويكونون خلفه.
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: لما جال الناس عن رسول الله ص تلك الجولة يوم أُحد، قلت: أذود عن نفسي، فإما أن أستشهد وإما أن ألحق حتى ألقى رسول الله ص فبينا أنا كذلك إذا برجل محمّر وجهه ما أدري من هو، فأَقبل المشركون حتى قلت قد ركبوه فملأ يده من الحصى ثم رمى به في وجوههم فتنكبوا على أعقابهم القهقرى حتى أتوا الجبل، ففعل ذلك مرارا ولا أدري من هو، وبيني وبينه المقداد، فبينا أنا أريد أن أسأل المقداد عنه إذ قال المقداد: يا سعد هذا هو رسول الله ص يدعوك، فقلت: وأين هو؟ فأَشار إليه فقمت وكأنه لم يصبني شيء من الأذى وأجلسني أمامه وأقول: اللهم سهمك فارم به عدوك ورسول الله ص يقول: «اللهم استجب لسعد، اللهم سدد رميته وأجب دعوته» - فكان سعد مجاب الدعوة - حتى إذا فرغ النبل من كنانتي، نثر ص لي ما كان في كنانته وانكشف الناس عنه ص
وعن سعد رضي الله عنه قال: لقد رأيتني والنبي ص يناولني النبل ويقول: «إرم فداك أبي وأمي» حتى إنه ليناولني السهم ما له نصل فيقول: «إرم به»، وجاء أن سعدا رمى يوم أُحُد ألف سهم ما فيها سهم إلا ورسول الله ص يقول: «إرم فداك أبي وأمي»، ففداه ذلك اليوم ألف مرة، وعن علي رضي الله عنه قال: ما سمعت رسول الله ص قال: «فداك أبي وأمي» إلا لسعد رضي الله عنه - يعني يوم أُحد فلا ينافي أن النبي ص قال مثل ذلك للزبير رضي الله عنه يوم الخندق.
وثبت معه أربعة عشر: سبعة من المهاجرين وهم:
1 - أبو بكر الصديق.
2 - عمر بن الخطاب.
3 - عبد الرحمن بن عوف.
4 - سعد بن أبي وقاص.
5 - طلحة بن عبيد الله.
6 - الزبير بن العوام.
7 - أبو عبيدة بن الجراح.
أما عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فقد صحت الأحاديث بأنه ممن ثبت، وبعض الرواة لم يذكر لأنه كان حامل اللواء بعد مصعب.
وسبعة من الأنصار وهم:
1 - أبو دجانة.
2 - الحباب بن المنذر.
3 - عاصم بن ثابت.
4 - الحارث بن الصمة.
5 - سهل بن حنيف.
6 - سعد بن معاذ.
7 - أسيد بن حضير.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
وما زال النبي ص يرمي عن قوسه حتى اندقت سِيَتُها - والسية ما انعطف من طرفي القوس اللذين هما محل الوتر -، وفي رواية: حتى تقطع الوتر وبقي في يده قطعة قدر شبر.
شجاعة امرأة وثباتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما انكشف المسلمون واختلط أمرهم، ثبتت أم عمارة المازنية واسمها نسيبة وهي زوج زيد بن عاصم قالت: خرجت يوم أُحد لأنظر ما يصنع الناس ومعي سقاء فيه ماء أسقي به الجرحى فانتهيت إلى رسول الله ص وهو في أصحابه والريح للمسلمين، فلما انهزم المسلمون، انحزت إلى رسول الله ص فقمت أباشر القتال دونه وأذب عنه بالسيف وأرمي عن القوس حتى خلصت الجراحة إليّ، رُويَ أنه كان على عاتقها جرح أجوف له غور فقيل لها: من أصابك بهذا؟ قالت: ابن قمئة لما ولي الناس عن رسول الله ص أقبل ابن قمئة يقول: دلوني على محمد فلا نجوت إن نجا فاعترضت له أنا ومصعب بن عمير رضي الله عنه فضربني هذه الضربة وضربته ضربات ولكن عدو الله كان عليه درعان.
وجاء في رواية: خرجت نسيبة يوم أُحد وزوجها زيد بن عاصم وابناها حبيب وعبد الله وقال لهم رسول الله ص بارك الله عليكم أهل بيت، فقالت له نسيبة رضي الله عنها: ادع الله أن نرافقك في الجنة، فقال: اللهم اجعلم رفقائي في الجنة، وعند ذلك قالت رضي الله عنها: ما أبالي ما أصابني من أمر الدنيا.
وقال ص في حقها: «ما التفت يمينا وشمالا يوم أُحد إلا ورأيتها تقاتل دوني»، وقد جُرحت رضي الله عنها اثني عشر جرحا ما بين طعنة برمح وضربة بسيف.
فهذه حقا شجاعة مدهشة لامرأة وقد تحملت ما أصابها من الجراح في سبيل الجهاد، وهو ما يعجز عن تحمله الرجال فضلا عن النساء، مع العلم بأن كثيرا قد فروا من القتال، لما أصابهم من الفزع والاختلاط، ويلاحظ أن المسلمين في قتالهم المشركين كانوا يرجون الاستشهاد كي يفوزوا بجنة الخلد، فما كانوا يبالون بحياتهم الدنيوية لأنها زائلة مشوبة بالأحزان والآلام، أما الآخرة فإنها دار بقاء ينعم فيها أهل الشهادة والصالحون، وكان النساء يحاربن مع الرجال ويضمدون الجراح.
وجاء في أسد الغابة: أن أم عمارة شهدت بيعة العقبة وشهدت أُحدا مع زوجها وابنيها وشهدت بيعة الرضوان وشهدت اليمامة فقاتلت حتى أصيبت يدها وجرحت يومئذ اثنتي عشرة جراحة، روى عنها عكرمة مولى ابن عباس أنها قالت للنبي ص أرى كل شيء للرجال، ما أرى النساء يذكرن بشيء، فنزل قوله تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَتِ} (الأحزاب: 35)، وبمثل هذه الروح انتصر المسلمون في جميع حروبهم وانتشر الإسلام.
إحدى المعجزات
لرسول الله ص معجزات كثيرة سيأتي ذكرها في كتابنا هذا، ومن هذه المعجزات المعجزة الآتية:
أصيبت عين قتادة بن النعمان من بني ظفر وقد تدلت على وجنتيه فردها عليه رسول الله فصحت وكانت أحسن عينيه - الطبري -، وقال ابن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن رسول الله ص رمى عن قوسه حتى اندقت سيتها فأخذها قتادة بن النعمان، فكانت عنده وأصيبت يومئذ عين قتادة حتى وقعت على وجنته.
قال ابن إسحاق: فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن رسول الله ص ردها بيده فكانت أحسن عينيه وأحدّهما وكانت لا ترمد إذا رمدت الأخرى.
قتل أبي بن خلف
أقبل أبيّ بن خلف يوم أُحد نحو النبي ص وهو يقول: أين محمد؟ لا نجوت إن نجا، فاستقبله مصعب بن عمير رضي الله عنه فقتل مصعبا فاستقبله رجال من المسلمين فأمرهم رسول الله ص أن يخلوا طريقه فأقبل وهو يقول: يا كذاب أين تفر فتناول النبي ص الحربة من الحارث بن الصمة أو من الزبير بن العوّام رضي الله عنه فرماه ص بها فأصابت عنقه وخدشته خدشا غير كبير واحتقن الدم بذلك الخدش، فرجع وهو يقول: قتلني والله محمد، فقالوا له: ذهب والله فؤادك، إنا لنأخذ السهام من أضلاعنا فنرمي بها، فما بك والله من بأس، ما أجزعك إنما هو خدش، ولو كان هذا الذي بك بعين أحدنا ما ضره، فقال: واللات والعزى، لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المجاز - سوق من أسواق الجاهلية عند عرفة - لماتوا أجمعون، إنه قال لي بمكة أنا أقتلك، فوالله لو بصق عليّ لقتلني، وكان أبيّ يقول بمكة للنبي ص يا محمد إن عندي العوذ - يعني فرسا له - أعلفه كل يوم فرقا (مكيال) من ذرة أقتلك عليها، فيقول رسول الله ص «أنا أقتلك إن شاء الله».
ولم يقتل رسول الله بيده الشريفة أحدا إلا أبيّ بن خلف لا قبل ولا بعد، ثم مات أبيّ وهم راجعون إلى مكة بسَرِف، وقيل: ببطن رابغ.
إصابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وصل العدو إلى رسول الله كما قدمنا فأصابته حجارتهم حتى وقع وأصيبت رباعيته اليمنى السفلى وشج في وجهه وكلمت شفته السفلى وكان الذي أصاب رسول الله عتبة بن أبي وقاص أخو سعد بن أبي وقاص والدم يسيل على وجهه وهو يقول: «كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيّهم وهو يدعوهم إلى ربهم»، فنزل في ذلك قوله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الاْمْرِ شَىْء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَلِمُونَ}ـ (آل عمران: 128).
ودخلت حلقتان من المغفر في وجنته ص وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه ورموه بالحجارة حتى سقط لشقه في حفرة واحتضنه طلحة بن عبيد الله، حتى استوى قائما، وانتزع أبو عبيدة عامر بن الجراح الحلقتين اللتين كانتا غاصتا في وجنته ص وعض عليهما حتى سقطت ثنيتاه فكان ساقط الثنيتين. وامتص مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الدم من وجنته ص ثم ازدرده فقال عليه الصلاة والسلام: «من مس دمه دمي لم تصبه النار» فاستشهد في هذه الغزوة.
وكان سبب وقوع رسول الله ص أن ابن قمئة علاه بالسيف فلم يؤثر السيف فيه إلا أن ثقل السيف أثر في عاتقه فشكا ص منه شهرا وقُذف رسول الله بالحجارة حتى وقع لشقه.
ولما أصيب رسول الله قالوا: لو دعوت عليهم، فقال: «إني لم أبعث لعانا ولكن بعثت داعيا ورحمة، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون» فاعتذر عنهم وتضرع إلى الله أن يمهلهم حتى يكون منهم أو من ذريتهم من يؤمن وهذا غاية الحلم.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
المثلة بالمسلمين وبحمزة رضي الله عنه
اشتغل المشركون ذكورا وإناثا بقتلى المسلمين يمثلون بهم يقطعون الآذان والأنوف والفروج ويبقرون البطون وهم يظنون أنهم أصابوا رسول الله وأشراف الصحابة.
واتخذت هند بنت عتبة زوج أبي سفيان من آذان الرجال وأنوفهم خدما - أي خلاخل - وقلائد وأعطت خدمها وقلائدها وقرطها وحشيا غلام جبير وبقرت عن كبد حمزة فلاكتها - مضغتها - فلم تستطع أن تستسيغها فلفظتها لأنها كانت نذرت إن قدرت على حمزة لتأكل من كبده، وهند هذه هي زوج أبي سفيان وأم معاوية وقد أسلمت في فتح مكة بعد زوجها كما سيأتي، وممن مُثّل به عبد الله بن جحش ودُفن هو وخاله حمزة في قبر واحد، ونهى الإسلام عن المثلة لأنها تدل على الوحشية وتنافي الإنسانية وقد قاتل حمزة ذلك اليوم قتالا شديدا وكان يقاتل بسيفين وآخر قتيل قتله رضي الله عنه سباع بن عبد العزى الخزاعي، فلما أكب عليه ليأخذ درعه قتله وحشيٌّ غلام جبير بن مطعم ثم أسلم بعد ذلك وكان قد استأجرته هند لقتل حمزة.
والتمس رسول الله عمه حمزة فوجده مبقور البطن ومجدوع الأنف والأذنين فساءه التمثيل به، فقال: لئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلا منهم، ولما رأى المسلمون حزن رسول الله وغيظه على من فعل بعمه ما فعل، قالوا: والله لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر لنمثلنَّ بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب، فالمثلة كانت تقترفها العرب في الجاهلية في الحرب انتقاما من أعدائهم إذا بلغ منهم الغيظ مبلغه، لكن الإسلام حرمها لشناعتها، فعن ابن عباس: إن الله عز وجل أنزل في قول رسول الله ص وقول أصحابه: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لّلصَّبِرينَ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِى ضَيْقٍ مّمَّا يَمْكُرُونَ} (النحل: 126، 127).
فعفا رسول الله ص ونهى عن المثلة وقال: «أصبر وأحتسب».
هذا ما نهى عنه الدين الإسلامي الحنيف ونهى عنه قواد الجيوش الإسلامية جيوشهم، لكنا نرى بعض جيوش الدول المتمدنة في القرن العشرين تقترف المثلة بأعدائها وهم يزعمون أن الدين الإسلامي دين همجية ووحشية.، وتلك الوحشية تُرتكب في زمن المدنية.
وبينا رسول الله في الشعب مع أصحابه إذ علت طائفة من قريش الجبل معهم خالد بن الوليد، فقال رسول الله: «اللهم إنهم لا ينبغي لهم أن يعلونا، اللهم لا قوة لنا إلا بك» فقاتلهم عمر بن الخطاب وجماعة من المهاجرين حتى أهبطوا من الجبل.
اسباب انهزام المسلمين في وقعة أحد
كان أبو سفيان بن حرب هو الذي قاد قريشا كلها يوم أُحد ولم يكن بأعلم من رسول الله بقيادة الجيش وتنظيمه بل كان رجلا تاجرا لكنه استطاع أن يجند عددا كبيرا من قريش فكانت عدتهم 3000 فيهم 700 دارع ومعهم 200 فرس، ومجموع الذين خرجوا للقتال مع رسول الله 700 منهم 100 دارع ولم يكن فيهم سوى فرسين لأن عبد الله بن أبيّ انخذل عن رسول الله بثلث الناس وعاد بهم إلى المدينة.
ثم إن رسول الله ص بعد أن صف المسلمين بأصل أحد وجعل الرماة على جبل صغير وأمرهم بألا يبرحوا مكانهم قائلا لهم: «احموا ظهورنا حتى لا يأتونا من خلفنا» طمعوا في الغنيمة وهبطوا تاركين مركزهم، وبذلك تمكن خالد بن الوليد من الكرّ على المسلمين بالخيل من الخلف فانكشفوا ووقع الاختلاط بينهم وذاع في الجيش أن محمدا قُتل فازداد ارتباك المسلمين وفروا منهزمين وفرّ بعضهم إلى المدينة.
نعم إن رسول الله ص لم يتزحزح عن مركزه وشاهده بعض الصحابة فالتفوا حوله وثبتوا معه وقاتلوا قتالا شديدا حتى إن سعد بن أبي وقاص وحده رمى يومئذ بألف سهم ورمى رسول الله عن قوسه حتى اندقَّت سيتها واستطاع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يهبط الطائفة التي علت الجبل من قريش، لكن هذا كله كان بعد أن وقعت الهزيمة بالمسلمين بسبب مخالفتهم أمر رسول الله فقد كانوا منتصرين في بدء الموقعة، وقد قُتل في هذه الموقعة 74 من المسلمين و 20 من المشركين.
نداء أبي سفيان
أشرف أبو سفيان على القوم بعد الواقعة فقال: أفي القوم محمد؟ فقال رسول الله ص «لا تجيبوه» مرتين، ثم قال: أفي القوم ابن أبي قحافة ثلاثا، فقال رسول الله ص «لا تجيبوه»، ثم قال: أفي القوم ابن الخطاب ثلاثا، فقال رسول الله ص «لا تجيبوه»، ثم التفت إلى أصحابه فقال: أما هؤلاء فقد قُتلوا، لو كانوا في الأحياء لأجابوا فلم يملك عمر بن الخطاب نفسه أن قال: كذبت يا عدو الله فقد أبقى الله لك ما يخزيك، فقال: أعل هُبَل، أعل هُبَل، وقيل: إنه صرخ بأعلى صوته وقال: «أنعمت فعال إن الحرب سجال يوم أُحُد بيوم بدر أعل هُبَل»، وسبب ذلك أنه حين أراد الخروج كتب على سهم «نعم» وعلى الآخر «لا» وأجالهما عند هُبَل فخرج بهم «نعم» فتوجه إلى أحد فقال: أعل هبل أي زد علوا، فقال رسول الله ص «أجيبوه»، فقالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: «الله أعلى وأجل»، فقال أبو سفيان: ألا لنا العزى ولا عزى لكم، فقال رسول الله: «أجيبوه»، قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: «الله مولانا ولا مولى لكم».
ولما أجاب عمر أبا سفيان قال له أبو سفيان: هلم يا عمر، فقال رسول الله: «ائته فانظر ما شأنه»، فجاءه فقال له أبو سفيان: أنشدك يا عمر أقتلنا محمدا؟ فقال عمر: «اللهم لا، وإنه ليسمع كلامك الآن»، فقال: أنت أصدق عندي من ابن قمئة وأبر لقول ابن قمئة له إني قتلت محمدا.
ثم نادى أبو سفيان: إنه قد كان في قتلاكم مُثُل، والله ما رضيت وما سخطت وما نهيت وما أمرت، وقد كان الحليس بن زبان أخو بني الحارث بن عبد مناة وهو يومئذ سيد الأحابيش قد مرّ بأبي سفيان بن حرب وهو يضرب شدق حمزة بن عبد المطلب بزج الرمح ويقول: ذق عقق، فقال الحليس: يا بني كنانة هذا سيد قريش يصنع بابن عمه ما ترون، فقال: ويحك اكتمها عني فإنه كانت زلة، وهذا اعتراف منه بأنه ارتكب شططا وأتى أمرا منكرا.
ولما انصرف أبو سفيان ومن معه نادى: إن موعدكم بدر للعام القابل، فقال رسول الله ص لرجل من أصحابه: «قل نعم هو بيننا وبينك موعد».
ثم بعث رسول الله ص عليّ بن أبي طالب فقال: «أخرج في آثار القوم فانظر ماذا يصنعون وما يريدون، فإن كانوا قد جنبوا الخيل وساقوا الإبل فإنهم يريدون المدينة، والذي نفسي بيده لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها ثم لأناجزنّهم»، قال عليّ: «فخرجت في آثارهم أنظر ماذا يصنعون، فجنبوا الخيل وامتطوا الإبل وتوجهوا إلى مكة» بعد أن تشاورا في نهب المدينة، فأشار عليهم صفوان بن أمية ألا تفعلوا.
من هذا يتضح أن أبا سفيان قد خشي عاقبة ما فعله من ضرب شدق حمزة، فقال للحليس: اكتمها عني فإنها كانت زلة وبرأ نفسه في ندائه قائلا والله ما رضيت وما سخطت وما نهيت وما أمرت أما نداؤه: «إن موعدكم بدر للعام القابل» فخطأ منه لأن هذا الإنذار يعطي المسلمين مهلة للاستعداد لمحاربته والتغلب عليه ومع أن جيش مكة تغلبوا على المسلمين في هذه الواقعة فإنهم اكتفوا بذلك ولم يجنوا ثمار انتصارهم، فلم يحاولوا الهجوم على المدينة بل قفلوا راجعين إلى مكة، والظاهر أن أبا سفيان تخوَّف أن يقتفي أثر المسلمين إلى المدينة.
[ استشهاد سعد بن الربيع الأنصاري
قال رسول الله ص من رجل ينظر: «ما فعل سعد بن الربيع؟ أفي الأحياء هو أم في الأموات؟» لأن النبي ص رأى الأسنة قد أشرعت إليه.
فقال رجل من الأنصار - هو أبي بن كعب رضي الله عنه -: أنا أنظر إليك يا رسول الله ما فعل سعد فنظر فوجده جريحا في القتلى وبه رمق وقد طعن اثنتي عشرة طعنة فقال له: إن رسول الله ص أمرني أن أنظر أفي الأحياء أنت أم في الأموات، قال: أنا في الأموات، أبلغ رسول الله ص عني السلام وقل له: إن سعد بن الربيع يقول لك جزاك الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته، وأبلغ قومك عني السلام وقل لهم إن سعد بن الربيع يقول لكم إنه لا عذر لكم عند الله أن يخلص إلى نبيكم ص وفيكم عين تطرف، قال: ثم لم أبرح أن مات فجئت رسول الله ص فأخبرته خبره، فقال رسول الله ص «رحمه الله، نصح الله والرسول حيا وميتا»، وخلف سعد بنتين فأعطاهما رسول الله من ميراثه الثلثين.
كان سعد بن الربيع كاتبا في الجاهلية ومن النقباء يوم العقبة وشهد بدرا واستشهد يوم أُحد، إن سؤال رسول الله عن سعد بن الربيع في مثل هذا المأزق الحرج هو من شدة عطفه ومحبته لأصحابه وهذا خلق عظيم فقد كان يسأل عنهم في الحرب وفي السلم ويهتم بشؤونهم وكانوا يحبونه حبا شديدا يفوق كل حب ويدافعون عنه إلى آخر رمق من حياتهم ويخشون أن يصل إليه أي أذى وإن نصيحة سعد بن الربيع لقومه بالمحافظة على رسول الله ص وهو يلفظ النفس الأخير من أبلغ الأدلة على فرط محبة أصحابه ص له لسمو مكانته في نفوسهم وقد كان قتادة بن النعمان يتقي السهام بوجهه دون وجه رسول الله ص فكان آخرها سهما ندرت منه حدقته فأخذها بيده وسعى بها إلى رسول الله ص فردها ص وكانت أحسن عينيه فانظر كيف بلغت محبة الصحابة لرسول الله ص
[قتل مخيريق
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)