صفحة 35 من 69 الأولىالأولى ... 25333435363745 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 137 إلى 140 من 273

الموضوع: السيرة النبوية


  1. #137
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    قال ابن إسحاق: وكان ممن قتل يوم أُحد مُخيريق، وكان أحد بني ثعلبة بن الفِطيون، قال: لما كان يوم أُحد قال: يا معشر يهود الله لقد علمتم إن نصر محمد عليكم لحق، قالوا: إن اليوم يوم السبت، قال: لا سبت لكم، فأخذ سيفه وعدته وقال: إن أصبت فمالي لمحمد يصنع فيه ما شاء، ثم غدا إلى رسول الله ص فقاتل معه حتى قُتل، فقال رسول الله ص فيما بلغنا: «مخيريق خير يهود».
    وكان مخيريق أحد بني النضير، حبرا عالما غنيا كثير الأموال من النخل وكا يعرف رسول الله ص بصفته وما يجد في علمه، وخالف قومه اليهود واشترك في موقعة أُحد التي لم يشترك فيها أحد من اليهود غيره فلما قتل قبض رسول الله ص أمواله وتصدق بها، وقيل لمّا حضرته الوفاة قال: أموالي إلى محمد يضعها حيث شاء، وكان ذا مال كثير، ففرقها رسول الله.
    انتحار قزمان

    قال ابن إسحاق: وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال: كان فينا رجل أتيٌّ لا يُدرى من أين هو يقال له قزمان، وكان رسول الله ص يقول - إذا ذكر له - إنه لمن أهل النار، فلما كان يوم أُحد قاتل قتالا شديدا فقتل وحده ثمانية أو سبعة من المشركين وكان ذا بأس فأثبتته الجراحة فاحتمل إلى دار بني ظفر، فجعل رجال من المسلمين يقولون له: والله لقد أبليت اليوم يا قزمان فأبشر، قال: بماذا أبشر فوالله إن قاتلت إلا عن أحساب قومي ولولا ذلك ما قاتلت، فلما اشتدت عليه جراحته أخذ سهما من كنانته فقطع رواهشه فنزفه الدم فمات، فأخبر به رسول الله ص فقال: «أشهد أني رسول الله حقا» وذلك لأنه مات منتحرا.
    دفن قتلى أحد

    كثرت القتلى يوم أُحد فكان الرجل والرجلان والثلاثة يكفنون في الثوب الواحد ثم يدفنون في القبر الواحد بدمائهم وأمر النبي ص بدفن شهداء أُحد ولم يصلِّ على أحد منهم ولم يغسلهم، وحمل أناس موتاهم ليدفنوهم بالمدينة فجاءهم منادي رسول الله ص يقول: ردوا القتلى إلى مضاجعهم، فأدرك المنادي واحدا وهو شماس بن عثمان المخزومي فإنه قل وحمل إلى المدينة وبه رمق فقال رسول الله: «احملوه إلى أم سلمة»، فحمل إليها فمات عندها فأمر رسول الله أن يرد إلى أُحد فيدفن هناك ولم يكن قد دُفن بالمدينة أما من دُفن فأبقوه.
    وقال رسول الله ص «انظروا عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو حرام فإنهما كانا متصافين في الدنيا فاجعلوهما في قبر واحد».
    رجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة

    لما أراد رسول الله الرجوع إلى المدينة ركب فرسه وخرج المسلمون حوله وعامتهم جرحى ومعه أربع عشرة امرأة، فلما كانوا بأصل أُحد قال: «اصطفوا حتى أثني على ربي عز وجل» - فكان عليه الصلاة والسلام يحب النظام -، فاصطف الرجال خلفه صفوفا وخلفهم النساء فقال:
    «اللهم لك الحمد كله، لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لمن أضللت ولا مضل لمن هديت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت ولا مقرب لما أبعدت ولا مبعد لما قربت» الحديث، ثم عاد إلى المدينة يهدّىء روع نساء القتلى ويدعو لهن وقد نهاهن عن اللطم وحلق الرؤوس وتخميش الوجوه وشق الجيوب.
    ولم يخاطب رسول الله الذين انهزموا وعادوا إلى المدينة بالتغليظ والتشديد وإنما خاطبهم بالكلام اللين وعفا عنهم فزاد في الفضل والإحسان، قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} (آل عمران: 159) وهذا اللين والعفو من حسن خلق الرسول ص
    وباتت وجوه الأوس والخزرج تلك الليلة على بابه ص بالمسجد يحرسونه خوفا من قريش أن تعود إلى المدينة، لكنهم لم يعودوا.
    شماتة اليهود والمنافقين

    لما وصل ص المدينة، أظهر المنافقون واليهود الشماتة والشرور وصاروا يظهرون أقبح القول ومنه ما محمد إلا طالب ملك، ما أصيب بمثل هذا نبيّ قط، أصيب في بدنه وأصيب في أصحابه ويقولون، لو كان من قتل منكم عندنا ما قتل وصار ابن أُبيّ يوبخ ابنه عبد الله الذي جرح في موقعة أُحد، فقال له ابنه: الذي صنع الله لرسوله خير، وهكذا كان اليهود ينتهزون الفرص لتخذيل المسلمين وتثبيط هممهم.
    نزول الملائكة يوم أحد

    قال عبيد بن عمير: لم تقاتل الملائكة يوم أُحد، وقال الواقدي: وحدثني ابن أبي سبرة عن عبد الحميد بن سهيل عن عمر بن الحكم، قال: لم يمر رسول الله ص يوم أُحد بملك واحد وإنما كانوا يوم بدر، قال ومثله عن عكرمة، قال: وقال مجاهد: حضرت الملائكة يوم أُحد ولم تقاتل وإنما قاتلت يوم بدر، قال: ورُوي عن أبي هريرة أنه قال: وعدهم الله أن يمدهم لو صبروا فلما انكشفوا لم تقاتل الملائكة يومئذ إنما الثابت بنص القرآن ورواية الصحابة أنهم نزلوا وقاتلوا في غزوة بدر.
    ذكر غزوة أحد في القرآن

    أنزل الله تعالى من القرآن في غزوة أُحد ستين آية في سورة آل عمران، قال تعالى:
    {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوّىء الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ إِذْ هَمَّتْ طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (آل عمران: 121، 122).
    قال أكثر العلماء بالمغازي: إن هذه الآية نزلت في وقعة أُحد، وقد كان المسلمون يومئذ كثيرين فلما انشقوا وخالفوا أمر الرسول انهزموا، وقال جل شأنه:
    {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (آل عمران: 123): إنه تعالى لما ذكر قصة أُحد أتبعها بذكر قصة بدر لأن المسلمين كانوا في غاية الضعف والكفار في غاية القوة، ولكن لما كان الله ناصرا لهم قهروا خصومهم، ثم قال تعالى:
    {إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاَثَةِ ءالاَفٍ مّنَ الْمَلَئِكَةِ مُنزَلِينَ} (آل عمران: 124)، إن هذا الوعد كان يوم بدر وهو قول أكثر المفسرين، وقد قالوا: إن الملائكة حاربوا يوم بدر ولم يقاتلوا في سائر الأيام وهذا المدد من المعجزات.
    {بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُمْ مّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءالآفٍ مّنَ الْمَلَئِكَةِ مُسَوّمِينَ} (آل عمران: 125).
    فجعل مجيء خمسة آلاف من الملائكة مشروطا بثلاثة أمور: الصبر، والتقوى، ومجيء الكفار على الفور فلما لم توجد هذه الشرائط لا جرم لم يوجد المشروط.
    {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِيَقْطَعَ طَرَفا مّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ} (آل عمران: 126، 127)، والمراد بالكبت الإخزاء والإهلاك والهزيمة والغيظ والإذلال، فكل ذلك ذكره المفسرون في تفسير الكبت.
    {لَيْسَ لَكَ مِنَ الاْمْرِ شَىْء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَلِمُونَ} - (آل عمران: 128).
    نزلت هذه الآية في قصة أُحد لأن النبي ص لما شجه عتبة بن أبي وقاص وكسر رباعيته جعل يمسح الدم عن وجهه وهو يقول: «كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم» فنزلت هذه الآية وقيل: إنه لعن أقواما فنزلت هذه الآية.
    إلى أن قال تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَبِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئا وَسَيَجْزِى اللَّهُ الشَّكِرِينَ} (آل عمران: 144).
    ولما وقع الصراخ بأن محمدا قتل كما تقدم ذكره في غزوة أُحد، قال بعضهم: لو كان نبيا لما قُتل، ارجعوا إلى إخوانكم وإلى دينكم، فقال أنس بن النضر عم أنس بن مالك: «يا قوم إن كان قد قُتل محمد فإن رب محمد حيٌّ لا يموت، وما تصنعون بالحياة بعد رسول الله ص قاتلوا على ما قاتل عليه وموتوا على ما مات عليه»، ثم قال: «اللهم إني أعتذر إليك مما يقول هؤلاء» ثم سلَّ سيفه فقاتل حتى قُتل، ولما شج وجه رسول الله ص وكسرت رباعيته احتمله طلحة بن عبيد الله ودافع عنه أبو بكر وعليّ رضي الله عنه ونفر آخرون معهم، ثم إن رسول الله ص جعل ينادي ويقول: «إليّ عباد الله» حتى انحازت إليه طائفة من أصحابه فلامهم على هزيمتهم، فقالوا: يا رسول الله فديناك بآبائنا وأمهاتنا أتانا خبر قتلك فاستولى الرعب على قلوبنا فولينا مدبرين.
    وقد ذكر الله تعالى الحكمة في ما أصاب المؤمنين بمخالفتهم أمر النبي ص وعرفهم سوء عاقبة المعصية وشؤم ارتكاب المخالفة بما وقع من ترك الرماة موقفهم الذي أمرهم رسول الله ص ألا يبرحوا عنه بقوله تعالى:
    {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَزَعْتُمْ فِى الاْمْرِ وَعَصَيْتُمْ مّن بَعْدِ مَآ أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الاْخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} (آل عمران: 152).
    وقال تعالى تعزية لأصحاب رسول الله على ما أصابهم من الجراح والقتل بأُحد: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الاْعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ لله} (آل عمران: 139)، يعني لا تضعفوا بالذي نالكم من عدوكم بأُحد من القتل والقروح عن جهاد عدوكم وحربهم ولا تحزنوا ولا تأسوا فتجزوا على ما أصابكم من المصيبة يومئذ فأنتم الأعلون، أي الظاهرون عليهم ولكم العقبى في الظفر والنصرة عليهم إن كنتم مؤمنين.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني

رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #138
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    غزوة حمراء الأسد




    حمراء الأسد موضع على ثمانية أميال من المدينة، وكانت الغزوة صبيحة أحد، إذ وقعت أُحد يوم السبت والغزوة المذكورة يوم الأحد لستّ عشرة مضت من شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة، وكانت لطلب العدو الذين كانوا بالأمس.
    قال الواقدي: باتت وجوه الأنصار على بابه ص فلما طلع الفجر وأذن بلال بالصلاة جاء عبد الله بن عمرو المزني فأخبر النبي ص أنه أقبل من عند أهله بملل - اسم موضع قرب المدينة - إذا قريش قد نزلوا فسمعهم يقولون ما صنعتم شيئا، أصبتم شوكة القوم وحدهم ثم تركتموهم ولم تبيدوهم، قد بقي منهم رؤوس يجمعون لكم فارجعوا نستأصل من بقي، وصفوان بن أمية يأبى ذلك عليهم ويقول: لا تفعلوا فإن القوم قد غضبوا وأخاف أن يجتمع عليكم من تخلف من الخزرج، فارجعوا والدولة لكم فإني لا آمن إن رجعتم أن تكون الدولة عليكم، فقال ص «أرشدهم صفوان وما كان برشيد، والذي نفسي بيده لقد سوّمت لهم الحجارة ولو رجعوا لكانوا كالأمس الذاهب».
    ولما صلى رسول الله ص الصبح ندب الناس وأذن مؤذن رسول الله ص بالخروج، أي أمر بلالا أن ينادي أن رسول الله ص يأمركم بطلب العدو وألا يخرج معنا أحد إلا من خرج معنا أمس، يعني من شهد أُحدا، وأراد بذلك إظهار الشدة بالعدو والزيادة في تعظيم من شهد أُحدا ومنع بذلك اختلاط المنافقين ولم يشهد هذه الغزوة إلا من شهد أُحدا عدا جابر بن عبدالله فإنه قال لرسول الله ص إن أبي خلفني يوم أُحد على أخوات لي سبع فلم أشهد الحرب فأذن لي أن أسير معك، فأذن له رسول الله ص فلم يخرج معه أحد لم يشهد القتال غيره.
    وبعث رسول الله ص ثلاثة نفر من أسلم طليعة في آثار القوم فلحق اثنان منهم القوم بحمراء الأسد فبصروا بالرجلين فقتلوهما: ومضى رسول الله ص ودليله ثابت بن الضحاك بن ثعلبة بن الخزرج حتى عسكر بحمراء الأسد فوجد الرجلين فدفنهما، وكان رسول الله ص مجروحا وفي وجهه الحلقتين فقال رسول الله ص لطلحة: «يا طلحة لن ينالوا منا مثلها حتى يفتح الله علينا مكة»، وقال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: «يا ابن الخطاب إن قريشا لن ينالوا منا مثل هذا حتى نستلم الركن».
    أقام رسول الله ص بحمراء الأسد الاثنين والثلاثاء والأربعاء، وكان المسلمون يوقدون تلك الليالي خمسمائة نار حتى تُرى من المكان البعيد وذهب صوت معسكرهم ونيراهم في كل وجه فكبت الله بذلك عدوهم.
    وكان اللواء بيد عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، واستعمل ص على المدينة ابن أم مكتوم.
    وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن الله قذف في قلب أبي سفيان الرعب بعد الذي كان منه يوم أُحد، فرجع إلى مكة.
    وظفر ص في حمراء الأسد بأبي عزة الشاعر الذي منّ عليه وقد أسر ببدر من غير فداء لأجل بناته وأخذ عليه عهدا ألا يقاتله ولا يكثر عليه جمعا ولا يظاهر عليه أحدا فنقض العهد وخرج مع قريش لأُحد وصار يستنفر الناس ويحرّضهم على قتاله ص بأشعاره، فدعا رسول الله ألا يفلت فأسر فقال: يا محمد أقلني وامنن عليّ ودعني لبناتي وأعطيك عهدا ألا أعود لمثل ما فعلت، فقال رسول الله: «لا والله لا تمسح عارضيك بمكة تجلس بالحجر تقول خدعت محمدا، اضرب يا زيد عنقه لا يلدغ المؤمن جحر مرتين». فضرب عنقه وحمل رأسه إلى المدينة وهذا المثل الذي ضربه رسول الله لم يسمع من غيره.
    ثم رجع رسول الله ص بأصحابه ووصلوا المدينة يوم الجمعة وقد غاب خمسا وظفر ص عند رجوعه إلى المدينة بمعاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس وهو جد عبد الملك بن مروان فأمر بقتله.
    قال الطبري: «وفيها - أي في السنة الثالثة من الهجرة - علقت فاطمة بالحسين صلوات الله عليهما وقيل: لم يكن بين ولادتها الحسن وحملها بالحسين إلا خمسون ليلة - وفيها - حملت - فيما قيل - جميلة بنت عبد الله بن أُبيّ بعبد الله بن حنظلة بن أبي عامر في شوال».
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #139
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    بعث الرجيع صفر سنة 4 هـ




    مايو سنة 625 م
    الرجيع ماء لهذيل، وقال ابن إسحاق والواقدي: الرجيع ماء لهذيل قرب الهدأة بين مكة والطائف.
    وإنما أُضيف البعث إلى اسم ذلك الماء لأن الوقعة كانت بالقرب منه.
    وبعث الرجيع هي سرية عاصم بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه، وكان بعثه في صفر من السنة الرابعة - مايو سنة 625م -.
    وسبب هذا أن بني لحيان من هذيل مشوا إلى عضل والقارة وهما قبيلتان من بني الهون بن خزيمة بن مدركة فجعلوا لهم إبلا على أن يكلموا رسول الله أن يخرج إليهم نفرا من أصحابه فقدم سبعة نفر مظهرين الإسلام، فقالوا: يا رسول الله إن فينا إسلاما فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهونا في الدين ويقرئونا القرآن ويعلمونا شرائع الإسلام، وقيل: إنه أراد أن يبعث عيونا إلى مكة ليأتوه بخبر قريش، فلما جاء هؤلاء النفر يطلبون من يفقههم، بعث معهم ستة من أصحابه للأمرين جميعا وهذه البعثة مؤلفة من - عاصم بن ثابت، مرثد بن أبي مرثد الغنوي، وخبيب بن عدي الأوسي البدري، وزيد بن الدَّثِنة، وعبد الله بن طارق، وخالد بن البكير.
    خرج هؤلاء حتى أتوا الرجيع فغدروا بهم واستصرخوا عليهم هذيلا ليعينوهم على قتلهم، فلم يرع القوم وهم في رحالهم إلا الرجال بأيديهم السيوف، فأخذ عاصم ومن معه أسيافهم ليقاتلوا القوم، فقالوا: إنا والله لا نريد قتلكم ولكم عهد الله وميثاقه ألا نقتلكم، وقالوا ذلك لأنهم يريدون أن يسلموهم لكفار قريش ويأخذوا في مقابلتهم أجرا لعلمهم أنه لا شيء أحب إلى قريش من أن يأتوا بأحد من أصحاب محمد يمثلون به ويقتلونه بمن قُتل منهم ببدر وأُحد، فأبوا أن يقبلوا منهم.
    فأما مرثد وخالد بن البكير وعاصم بن ثابت فقالوا: والله لا نقبل من مشرك عهدا، وقاتلوا حتى قُتلوا، وأما زيد وخبيب وعبد الله بن طارق فلانوا ورقوا ورغبوا في الحياة فأعطوا بأيديهم فأسروهم ثم خرجوا بهم إلى مكة ليبيعوهم بها حتى إذا كانوا بالظهران انتزع عبد الله بن طارق يده من القرآن ثم أخذ واستأخر عنه القوم فرموه بالحجارة حتى قتلوه، فقبره بالظهران، وأما خبيب بن عدي وزيد بن عدي وزيد بن الدثنة فقدموا بهما مكة فباعوهما فابتاع خبيبا حُجير بن أبي إهاب التميمي حليف بني نوفل لعقبة بن عامر بن نوفل وكان حجير أخا الحارث بن عامر لأمه ليقتله بأبيه، وأما زيد بن الدثنة فابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه أمية بن خلف وكان شراؤهما في ذي القعدة فحبسوهما حتى خرجت الأشهر الحرام فقتلوا زيدا، وأما خبيب فقد مكث أسيرا حتى خرجت الأشهر الحرام ثم أجمعوا على قتله، وكانوا في أول الأمر أساءوا إليه في حبسه فقال لهم: ما يصنع القوم الكرام هكذا بأسيرهم، فأحسنوا إليه بعد ذلك وجعلوه عند امرأة تحرسه وهي ماوية مولاة حجير وقد قالت ماوية: كان خبيب يتهجد بالقرآن فإذا سمعه النساء بكين ورققن عليه، فقلت له: هل لك من حاجة؟ قال: لا إلا أن تسقيني العذب ولا تطعميني ما ذُبح على النصب وتخبريني إذا أرادوا قتلي، فلما أرادوا ذلك أخبرته فوالله ما اكترث بذلك ولما خرجوا بخبيب من الحرم ليقتلوه قال: ذروني أصلِّ ركعتين، فتركوه فصلى سجدتين فجرت سُنَّة لمن قُتل صبرا أن يصلي ركعتين ثم قال خبيب: لولا أن يقولوا جزعَ لزدت وما أبالي على أي شِقَّي كان لله مصرعي ثم قال:
    وذلك في ذات الإله وإن يشأ ** يبارك على أوصال شلو ممزع
    «اللهم أحصهم عددا وخذهم بددا»، ثم خرج به أبو سروعة بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف فضربه فقتله، رحمه الله تعالى.
    وعن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال: لما أرادوا قتل خبيب ووضعوا فيه السلاح والرماح والحراب وهو مصلوب نادوه وناشدوه: أتحبّ أنّ محمدا مكانك؟ قال: والله ما أحب أن يفديني بشوكة في قدمه، وقيل: إن زيد بن الدثنة قالوا له ذلك أيضا عند قتله فأجابهم بمثل ذلك، فقال أبو سفيان رضي الله عنه: ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمدا محمدا، وقد قتل زيدا نسطاس.
    وقد كانت هذيل حين قتل عاصم بن ثابت قد أرادوا رأسه ليبيعوه من سلافة بنت سعد بن شهيد وكانت قد نذرت حين أصاب ابنها يوم أُحد لئن قدرت على رأس عاصم لتشربن في قحف رأسه الخمر فمنعه الدبر - الزنابير - فلما حالت بينهم وبينه قالوا: دعوه حتى يمسي فتذهب عنه فنأخذه فبعث الله سيلا فاحتمل عاصما فذهب به، وكان عاصم قد أعطى الله عهدا ألا يمسه مشرك أبدا ولا يمس مشركا أبدا تنجسا منه، فكان عمر بن الخطاب يقول حين بلغه أن الدبر منعته: «عجبا لحفظ الله العبد المؤمن كان عاصم نذر ألا يمسه مشرك ولا يمس مشركا أبدا في حياته فمنعه الله بعد وفاته كما امتنع منه في حياته».
    ولما قتل مَن وجَّهه النبي إلى عضل والقارة من أهل الرجيع وبلغ خبرهم رسول الله بعث عمرو بن أمية الضمري إلى مكة مع رجل من الأنصار وأمرهما بقتل أبي سفيان بن حرب، وكان عمرو بن أمية الضمري عالما بمكة جريئا، فلما وصلا مكة طافا بالبيت أسبوعا فعرف عمرا رجل منهم فصاح بأعلى صوته: هذا عمرو بن أمية، ففر هو وصاحبه ووصلا إلى المدينة ناجين.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني



  • #140
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    سرية بئر معونة صفر سنة 4هـ




    مايو سنة 625م
    وتسمى هذه السرية سرية المنذر بن عمرو الخزرجي، وتسمى أيضا بسرية القراء وكانت هذه السرية في شهر صفر في السنة الرابعة من الهجرة (مايو سنة 625 م) على رأس أربعة أشهر من أُحد، وكان من أمرها كما قاله ابن إسحاق عن شيوخه أنه قدم على رسول الله ص أبو براء عامر بن مالك بن جعفر العامري، ويعرف بمُلاَعِب الأَسِنَّة، فعرض النبي ص عليه الإسلام فلم يسلم ولم يبعد وقال له: يا محمد إني أرى أمرك هذا حسنا شريفا وقومي خلفي، فلو أنك بعثت معي نفرا من أصحابك لرجوت أن يتبعوا أمرك فإن هم اتبعوك فما أعز أمرك، فقال: إني أخشى أهل نجد عليهم، فقال: أنا لهم جار، فبعث ص المنذر بن عمرو ومعه القراء وهم سبعون، فلما وصلوا إلى بئر معونة بعثوا حرام بن ملحان أخا أم سليم خال أنس بن مالك رضي الله عنه بكتابه ص إلى عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر الكلابي العامري وهو ابن أخي أبي براء فلم ينظر في الكتاب بل وثب على حرام فقتله واستصرخ بني عامر قومه فأبوا وقالوا: لا يخفر جوار أبي براء، فاستصرخ عليهم قبائل من سليم عصية ورعلا وذكوان، فنفروا معه ورأسوه واستبطأ المسلمون حراما فأقبلوا في أثره فلقيهم القوم فأحاطوا بهم فكاثروهم فتقاتلوا فقتلوا أصحاب رسول الله ص وجاء رسول الله ص خبر أهل بئر معونة فقال: «هذا سببه عمل أبي براء حيث أخذهم في جواره، قد كنت لهذا كارها متخوفا»، فبلغ ذلك أبا براء فمات عقب ذلك أسفا على ما صنع ابن أخيه عامر بن الطفيل، ومات عامر بن الطفيل.
    قال حسان بن ثابت يرثي قتلى معونة:
    على قتلى معونة فاستهلي ** بدمع العين سحَّا غير نزر
    على خيل الرسول غداة لاَقوْا ** ولاقتهم مناياهم بقدر
    ولم يجد رسول الله ص على قتلى ما وجد على قتلى بئر معونة لكونه لم يرسلهم لقتال إنما هم مبلغون رسالته وقد جرت عادة العرب قديما بأن الرسل لا تقتل لكنهم مع ذلك غدروا بهم.
    قال العلامة الزرقاني: وإنما لم يخبره سبحانه وتعالى بما ترتب على ذهاب القراء وأهل الرجيع قبل خروجهم كما أخبره بنظير ذلك من الأشياء لأنه سبق في علمه تعالى إكرامهم بالشهادة وأراد حصول ذلك بمجيء أبي براء ومن جاء في طلب أصحاب الرجيع.
    وكان مع هذه السرية عمرو بن أمية الضمري وقد قتلوا جميعا غيره وقد كان أسيرا في أيديهم فقال له عامر بن الطفيل: قد كان على أمي نسمةٌ فأنت حرٌّ عنها وجزّ ناصيته فأعتقه عن رقبة زعم أنها كانت على أمه فلما قدم على رسول الله ص قال: أبت من بينهم؟ وكان عمرو لما خرج إلى المدينة صادف بمحل يسمى القرقرة رجلين من بني عامر ثم من بني كلاب فنزلا معه في ظل كان هو فيه وكان معهما عقد وعهد من رسول الله ص لم يشعر به عمرو، فقال لهما عمرو: ومن أنتما فذكرا له أنهما من بني عامر فتركهما حتى ناما فقتلهما وظن أنه ظفر بثأر بعض أصحابه الذين قتلوا ببئر معونة، وجاء وأخبر رسول الله ص بذلك فقال: بئس ما صنعت قد كان لهما مني أمان وجوار، لأدِينّهما فبعث بديتهما إلى قومهما.
    ومن جملة القراء الذين قتلوا ببئر معونة عامر بن فهيرة مولى أبي بكر رضي الله عنه وهو الذي عُذِّبَ في الله فاشتراه أبو بكر فأعتقه، واستشهد في هذه الموقعة وهو ابن أربعين سنة.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني


  • صفحة 35 من 69 الأولىالأولى ... 25333435363745 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 12 (0 من الأعضاء و 12 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. كيف تقدم السيرة الذاتية
      بواسطة أحمد فرحات في المنتدى ملتقى هل تعلم Did you know
      مشاركات: 9
      آخر مشاركة: 05-27-2010, 06:33 AM
    2. t3lm: يدعى الجزء الأعلى من الشجرة بالتاج
      بواسطة هل تعلم في المنتدى ملتقى هل تعلم Did you know
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 05-13-2010, 04:09 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1