صفحة 35 من 60 الأولىالأولى ... 25333435363745 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 137 إلى 140 من 239

الموضوع: العقد الفريد/الجزء الثاني/7


  1. #137
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    ظَلاماً وِأَقبلنا إليكم يَصرعنا الوَعْر ويَنكُبنا السَّهل وهذه آثار مَصائبنا لائحة في سِمَاتنا فرَحم الله مُتصدِّقاً مِن كَثير ومُواسياً من قَلِيل فلقد عَظُمت الحاجة وكَسَف البال وبَلَغ المجهود واللهّ يَجْزي المًتصدِّقين‏.‏ الأصمعي قال‏:‏ كنتُ في حَلْقة بالبَصرة إذ وَقف علينا أعرابي سائلاً فقال‏:‏ أيها الناس إنّ الفَقْر يَهْتِك الحِجاب ويُبْرز الكَعاب وقد حَمَلتنا سِنُو المَصائب ونَكَبات الدهور على مَرْكبها الوَعْر فَواسُوا أيا أيتام ونضْو زمان وطَريد فاقة وطَرِيح هَلكة رَحمكم الله‏.‏ أتي أعرابيّ عُمَرَ بن عبد العزيز فقال‏:‏ رجلٌ من أهل البادية سَاقَتْه إليك الحاجة وبَلغت به الغاية والله سائلك عن مَقامي هذا‏.‏ فقال عمر‏:‏ ما سمعتُ أبلغ مِن قائل ولا أَوْعظ لمُقول له من كلامك هذا‏.‏ سَمِع عديّ بن حاتم رجلاً من الأعراب وهو يقول‏:‏ يا قوم تَصدَقوا على شَيْخ مُعِيل وعابر سَبِيل شَهِد له ظاهرهُ وسَمِع شَكْواه خَالِقُه بَدنه مَطْلوب وثوْبُه مَسْلوب فقال له‏:‏ مَن أنت قال‏:‏ رجلٌ من بني سعد سْعَى في دِيَة لَزمَتْني قال‏:‏ فَكم هي قال‏:‏ مائةُ بَعير قال‏:‏ دُونكها في بَطن الوادي‏.‏ سأل أعرابيّ رجلاً فأعطاه فقال‏:‏ جَعل الله للمَعْروف إليك سَبِيلاً وللخَيْر عليك دَليَلاً ولا جَعلِ حَظّ السائل منك عِذْرة صادقة‏.‏ وقف أعرابي بقوم فقال‏:‏ أَشْكو إليكم أيها الملأ زَماناً كَلَح لي وجهُه وأَناخ عليّ كَلْكلُه بعد نَعْمة من البال وثَرْوة من المال وغِبْطة من الحال اعْتَورتْني شدائدُه بِنَبْل مصائبه عن قسِيّ نَوائبه فما تَرَك لي ثاغية أَجْتدى ضَرْعَها ولا راغية أَرْتجى نَفْعها فهل فيكم من مُعين على صرَفة أو مُعْدٍ على حَيْفه فَرَدّه القومُ ولم يُنيلوه شيئاً‏.‏ فأنشأ يقول‏:‏ قد ضَاع مَن‏.‏ يَأْمُل مِن أَمثالكم جُوداً وليس الجُود من فَعالكمْ لا بارك الله لكم في مالكم ولا أَزاح السُّوء عن عِيَالكم فالفقرُ خَيرٌ مِن صلاح حالكم الأصمعي قال‏:‏ سأل أعرابي فلم يُعْطَ شَيئاً فرفع يديه إلى السماء وقال‏:‏ يا ربّ أنتَ ثِقَتي وذخْري لصِبْيةٍ مثل صغار الذَرّ جاءهمُ البَرْدُ وهُمْ بِشرَ بغير لُحْفٍ وبغير أزْرِ وكلّهم مُلْتَصِق بصدْري فاسْمَع دُعائي وتَوَلّ أَجْري سأل أعرابيّ ومعه ابنتان له فلم يُعْطَ شيئاً فأنشأ يقول‏:‏ أيَا ابنتيّ صابِرَا أباكما إنكما بِعين من يَراكما الله مَوْلاي وهُو مَوْلاكما فأَخْلِصا لله مِن نَجْواكما تَضرَّعَا لا تَذْخَرا بُكاكما لعلّه يرْحَم مَن أَوَاكما إِنْ تَبْكِيا فالدَّهرُ قد أبكاكما العُتبي قال‏:‏ كانت الأعراب تنتجع هِشامَ بن عبد الملك بالخُطَب كلَّ عام فتقدَّم إليهم الحاجبُ يأمرهم بالإيجاز فقام أعرابيّ فَحَمِد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏ ياِ أميرَ المؤمنين إنَّ الله تبارك وتعالى جعل العَطاء مَحبَّة والمَنْع مَبْغضة فَلأن نُحبك خيْر من أن نُبغضك‏.‏ فأعطاه وأجزل له‏.‏ الأصمعي قال‏:‏ وَقف أعرابيّ غَنويّ على قوم فقال بعد التَّسليم‏:‏ أيها الناس ذهب النَّيْل وعَجُف الحَيْل وبُخِس الكَيْل فمن يرحم نضْو سفر وفَلّ سَنَة ويُقْرض الله قَرْضاً حسَناً‏.‏ لا يَسْتقرض الله من عُدْم ولكن ليبلوكم فيما آتاكم ثم أنشأ يقول‏:‏ هَل من فَتًى مُقْتدر مُعِين على فَقير بائس مِسْكين أبي بناتٍ وأبي بَنينٍ جَزاه ربِّي بالذي يُعْطِينيَ الأصمعي قال‏:‏ سمعتُ أعرابياً يقول لرجل‏:‏ أطعمك الله الذي أطعمتَني له فقد أحييتني بقَتل جُوعي ودفعت عنّى سُوء ظَنّي بيومي فحفظك الله على كل جَنْب وفَرِّج عنك كل كَرْب وغَفَر لك كل ذَنب‏.‏ وسأل أعرابيّ رجلاً فاعتلّ عليه فقال‏:‏ إنْ كنتَ كاذباً فجعلك الله صادقاً‏.‏ وقال أعرابيّ للمأمون‏:‏ قلْ للِإمام الذي ترجَى فَضائُله رأس الأنام وما الأذْنابُ كالرّاس إنّي أعوذ بهارونٍ وخفْرِته وبابن عَمّ رَسول الله عبّاس مِن أن تُشد رِحالُ العِيس راجعةَ إلى اليمامة بالحِرْمان واليَاس الأصمعي قال‏:‏ أصابت الأعرابَ مَجاعةٌ فمررتُ برجل منهم قاعدٍ مع زَوْجته بقارعة الطريق وهو يقول‏:‏ يا ربّ إنّي قاعدٌ كما تَرَى وزَوْجتي قاعِدةٌ كما تَرَى والبَطن منّي جائع كما ترى فَمَا ترى يا ربَّنا فيما تَرَى الأصمعي قال‏:‏ حَدّثني بعضُ الأعراب قال‏:‏ أصابتنا سَنة وعِنْدنا رجلٌ من غَني وله كَلْب فَجَعل كلبُه يَعْوي جُوعاً



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!







  • #138
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    فأنشأ يقول‏:‏ تَشَكَّى إليّ الكْلبُ شِدَّةَ جُوعه وبي مِثلُ ما بالكلب أو بيَ أكثَرُ كأنّي أميرُ المُؤمنين من الغِنَىِ وأنتَ من النُّعْمى كأنّكَ جَعْفر الأصمعي قال‏:‏ سأل أعرابيّ رجلاً يقال له عمرو فأعطاه دِرْهمين فردّهما عليه وقال‏:‏ تَركتُ لعمرو درهميه ولم يكن لِيُغنِيَ عنّي فاقَتي دِرْهما عَمْرِو وقلتُ لعمرو خُذْهما فاصْطَرِفهما سرَيعين في نَقْص المروءة والأجْر أبو الحسنِ قال‏:‏ وقف علينا أعرابي فقال‏:‏ أخٌ في كِتاب الله وجارٌ في بلاد الله وطالبُ خيْر من رِزْق الله فهل فيكم من مُواسٍ في الله الأصمعي قال‏:‏ ضَجِر أعرابيّ بكثرة العِيَال والوَلد وبَلغه أنّ الوَباء بِخَيْبر شَدِيد فَخَرج إليها يُعرِّضهم للموت وأنشأ يقول‏:‏ قلتُ لحُمّى خَيْبرَ استعدي هاكِ عِيالي فاجْهَدِي وجِدِّي وباكِري بصالبٍ ووِردِ أعانك الله على ذِي الجُنْد فأخذته الحُمى فمات هو وبَقي عيالُه‏.‏ سأل أعرابي شيخاً من بني مَرْوان وحوله قوم جُلوس فقال‏:‏ أَصابتنا سَنة ولي بِضيم عَشرَة بِنْتاً فقال الشيخُ‏:‏ أما السّنة فَوَدِدْت والله أنّ بينكم وبين السماء صَفائحَ مِن حديد ويكون مَسِيلها مما يلي البحر فلا تَقْطر عليكم قطرة وأمّا البنات فليت الله أَضْعفهنّ لك أضْعافاً كثيرة وجَعلك بينهن مَقْطوع اليدين والرّجلين ليس لهن كاسب غيرك قال‏:‏ فنظر إليه الأعرابي ثم قال‏:‏ والله ما أَدْري ما أَقول لك ولكن أَراك قبيحَ المنظر سيء الخُلق فأعَضك الله ببُظور أمهات هؤلاء الجلوس حولك‏.‏ وقف أعرابيّ على رجل شيخ منِ أهل الطائف فذكرَ لهٍ سنة وسأله فقال‏:‏ وَدِدْتُ والله أن الأرض لا تُنبت شيئاً قال‏:‏ ذلك أيْبَس لجَعْر أمك في آسْتها‏.‏ قولهم في المواعظ والزهد أبو حاتم عن الأصمعي قال‏:‏ دَخل أعرابيّ على هِشام بن عبد الملك فقال له‏:‏ عِظْني يا أعرابيّ فقال‏:‏ كَفى بالقرآن وَاعظاً أَعُوذ بالله السميع العَليم من الشيطان الرَّجيم بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ‏"‏ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِين الذين إذا اكْتَالًوا على النَّاس يَسْتَوْفُون‏.‏ وإذا كالًوهم أَوْ وَزَنُوهم يُخْسِرُون أَلَا يَظُنّ أولئك أنَّهُمْ مَبْعُوثون لِيَوْم عَظِيم‏.‏ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَاَلمِين ‏"‏ ثم قال‏:‏ يا أمير المؤمنين هذا جزاء من يُطّفف في الكَيْل والمِيزان فما ظَنُّك بمن أخذه كلّه‏.‏ وقال أعرابيّ لأخيه‏:‏ يا أخي أَنت طالب ومَطلوب يَطلبك مَن لا تَفُوته وتَطلب ما قد كُفِيته فكأن ما غاب عنك قد كُشف لك وما أنت فيه قد نُقلت عنه فأمْهَدْ لِنَفْسِك وأعِدّ زادك وخُذْ في جِهَازكَ‏.‏ وَوَعظ أعرابي أخاً له أَفسد مالَه في الشّراب فقال‏:‏ لا الدَّهر يَعظك ولا الأيام تُنْذِرك ولا الشّيب يَزْجُرُك والساعاتُ تُحصى عليك والأنْفاس تُعَدّ منك والمَنَايا تُقَادُ إليك وأحبّ الأمور إليك أعْوَدها بالمَضرَة عليك‏.‏ وقيل لأعرابيّ‏:‏ ما لك لا تَشْرب النَّبيذ قال‏:‏ لثلاث خِلال فيه لأنه مُتْلف للمال مُذْهِبٌ للعقل مُسْقِط للمروءة‏.‏ وقال أعرابي لرجل‏:‏ أيّ أخي إنّ يَسَار النَّفس أفضل من يَسار المال فإن لم ترْزَق غِنىًِ فلا تُحْرَم تَقْوى فرُب شَبْعان من النِّعم غَرْثان من الكَرم واعلم أنَّ المؤمن على خيْر تُرَحِّب به الأرض وتَسْتبشر به السماء ولنِ يُسَاء إليه في بَطْنها وقد أحْسَن على ظَهْرها‏.‏ وقال أعرابيّ‏:‏ الدّرَاهم مَيَاسمِ تَسِم حَمْداً أو ذَمّاً فمن حَبَسها كان لها ومن أنفقها كانت له ما كان من أعطى مالاً أُعْطِي حَمْداً ولا كلُّ عَديم ذَميم‏.‏ أخذ هذا المعنى الشاعر فقال‏:‏ أنت للمال إذا أَمْسَكْتَه فإذا أنْفَقْتَهُ فالمالُ لَكْ وهذا نظير قول ابن عبّاس ونظر إلى دِرْهم في يد رجل فقال‏:‏ إنّه ليس لك حتَّى يَخْرج من يدك‏.‏ وقال أعرابي لأخٍ له‏:‏ يا أخي إِنَّ مالَك إن لم يَكُن لك كنتَ له وإن لم تُفْنه أفناك فكُلْهُ قبل أن يَأْكُلك‏.‏ وقال أعرابيّ‏:‏ مَضى لنا سَلف أهْلُ تواصل اعتقدوا مِنَناً واتخذوا الأيادي ذَخيرة لمن بَعدهم يَرَوْن اصطناع المَعْرُوف عليهم فَرْضاً لازماً وإظهارَ البر واجباً ثم جاء الزَّمان ببنين اتخذُوا مِنَنَهم



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!







  • #139
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    بضاعةً وبِرَّهم مُرَابحة وأياديهم تجارة واصطناع المعروف مُقارضة كنقد السوق خُذ منيِ وهات‏.‏ وقال أعرابيّ لولده‏:‏ يا بُنّي لا تكُن رأْساً ولا تكن ذَنَباً فإن كنت رأساً فتهيَّأْ للنطاح وإن كنت ذنَبا فتهيَّأ للنِّكاح‏.‏ قال‏:‏ وسمعتُ أعرابياً يقول لابن عمّه‏:‏ سأتخطَّى ذَنْبَك إلى عُذرك وإن كنتُ من أحدهما على شَكّ ومن الآخر على يَقين ولكن ليَتمّ المعروفُ منِّي إليك ولتقوم الحُجَّةُ لي عليك‏.‏ قال‏:‏ وسمعتُ أعرابياً يقول‏:‏ إنَّ المُوفَّق مَن تَرك أَرْفق الحالات به لأصلحها لدينه نظَراً لنفسه إذا لم تنظر نفسُه لها‏.‏ قال‏:‏ وسمعتُ أعرابياً يقول‏:‏ الله مُخْلف ما أتلف الناس والدهر مُتْلِف ما اخْلفوا وكم من مِيتة عِلَّتها طَلب الحياة وكم من حياة سَببها التعرُّض للموت‏.‏ وقال أعرابيّ‏:‏ إنّ الآمال قطعت أعناق الرِّجال كالسرَاب غَر من رآه وأخْلَف مَن رَجاه‏.‏ وقال أعرابيّ‏:‏ لا تَسْأَل مَن يِفِرّ من أن تسأله ولكن سَل مَن أمرك أن تَسأله وهو الله تعالى‏.‏ وقيل لأعرابيّ في مَرضه‏:‏ ما تشتكي قال‏:‏ تَمام العدّة وانقضاء المُدَّة‏.‏ ونظَر أعرابي إلى رجل يَشْكو ما هو فيه من الضِّيق والضر فقال‏:‏ يا هذا أتشكو مَن يَرْحمك إلى مَن لا يَرْحمك‏.‏ وقالت أعرابيّة لابنها‏:‏ يا بُنَيَّ إن سُؤالك الناس ما في أيديهم مِن أشدِّ الإفتقار إليهم ومن افتقرتَ إليه هُنت عليه ولا تزال تُحْفظ وتُكرم حتى تَسْأل وتَرْغب فإذا ألحّت عليك الحاجةُ وَلَزِمك سُوء الحال فأجعل سُؤالك إلى من إليه حاجةُ السائل والمَسْئول فإنه يُغنيِ السائل ويَكفي العائل‏.‏ وقالت أعرابيَّة تُوصي ابناً لها أراد سفراً‏:‏ يا بُنيَّ عليك بتقْوى الله فإنها أجْدَى عليك من كثير عَقْلك وإياك والنَّمائم فإنها تُورث الضغائن وتُفَرِّق بين المُحبين ومَثَل لنفسِك مثالاً تَسْتَحْسِنه من غيرك فاحْذُ عليه واتخذه إماماً واعلم أنَّه مَن جَمَع بين السَّخاء والْحَياء فقد أجاد الحُلّة إزارها ورداءها‏.‏ قال الأصمعي‏:‏ لا تكون الْحلة إلا ثوبين‏:‏ إزاراً ورِداء‏.‏ أنشد الحسن لأعرابيّ كان يَطوف بأمه على عاتقه حول الكعبة‏:‏ في بَطْنك المُطَهَرَ المُطَيَّب كم بين هذاك وهذا المَرْكَبَ وأنشد لآخر كان يَطوف بأمه‏:‏ ما حجَّ عَبْد حَجَّةً بأمِّه فكان فيها منْفِقاً من كَدّه إلاّ استَتم الأجْرَ عند ربِّه وقال‏:‏ وسمعتُ أعرابياً يقول‏:‏ ما بَقاء عُمْر تَقْطعه الساعات وسلامة بَدَنٍ مُعَرَّض لِلآفات‏.‏ ولقد عجِبتُ من المُؤمن كيف يكْره الموت وهو يَنقله إلى الثّواب الذي أحيا له لَيْلَهُ وأظمأ له نهارَه‏.‏ وذُكر أهلُ السّلطان عند أعرابيّ فقال‏:‏ أما والله لئن عَزُّوا في الدنيا بالجَوْر فقد ذَلّوا في الآخرًة بالعَدْل ولقد رَضُوا بقليل فإن عوضاً عن كثير باقٍ وإنما تَزلّ القدم حيثُ لا يَنْفع الندم‏.‏ ووصف أعرابيّ الدنيا فقال‏:‏ هي رَنقِة المشارب جمَّة المصائب لا تُمَتِّعك الدهرَ بصاحب‏.‏ وقال أعرابيّ‏:‏ مَن كانت مطيَّتاه الليلَ والنهار سارَا به وإن لم يَسِرْ وبَلَغا به وإن لم يَبْلُغ‏.‏ قال‏:‏ وسمعتُ أعرابياً يقول‏:‏ الزِّهادة في الدنيا مِفتاح الرَّغبة في الآخرة والزَّهادة في الآخرة مِفْتاح الرغبة في الدُّنيا‏.‏ وقيل لأعرابيّ وقد مَرِض‏:‏ إنك تموت قال‏:‏ وإذا مِتّ فإلى أين يُذهب بي قالوا‏:‏ إلى الله قال‏:‏ فَما كراهتي أن يُذهَب بي إلى مَن لم أرَ الخير إلّا منه‏.‏ وقال أعرابِي‏:‏ مَن خاف الموت بادر الفَوْت ومن لم يُنَحِّ النّفس عن الشهوات أسرعت به إلى الهَلَكات والجنَّة والنار أمامك‏.‏ وقال أعرابي لصاحب له‏:‏ والله لئِن هَمْلَجْتَ إلى الباطل إنك لَعطُوف عن الحق ولئن أبطأت ليُسر عنَّ إليك وقد خسِر أقوام وهم يَظنُّون أنهم رابحون فلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنيا فإن الآخرًة من ورائك‏.‏ وقال أعرابيُّ‏:‏ خَيْرٌ من الحياة ما إذا فقدتَه أبغَضْتَ له الحياة وشرُّ من الموت ما إذا نَزَلَ بك أحببتَ له الموت‏.‏ وقال أعرابي‏:‏ حَسْبك مِن فساد أنَّكَ تَرَى أسْنِمَة تُوضع وأخفافاً تُرْفع والخَيْرَ يُطْلَبُ عند غير أهله والفقيرَ قد حَلَّ غيرَ مَحلّه‏.‏ وقُدَم أعرابي إلى السلطان فقال له‏:‏ قُل الحق وإلا أوجعتُك ضربا قال له‏:‏ وأنت فاعمل به فوالله لَمَا أوعدك الله على تَرْكه أعظم مما توعِدني به‏.‏



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!







  • #140
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    العقد الفريد/الجزء الثاني/25

    وقيل لأعرابي‏:‏ من أحَقُّ الناس بالرحمة قال‏:‏ الكريمُ يُسَلّط عليه اللئيم والعاقلُ يُسلط عليه الجاهل‏.‏ وقيل له‏:‏ أيّ الداعِين أحقّ بالإجابة قال‏:‏ المَظلوم الذي لا ناصرَ له إلا الله قيل له‏:‏ فأيّ الناس أَغْنَى عن الناس قال‏:‏ مَن أفرد الله بحاجته‏.‏ ونَظر عُثمان إلى أعرابي في شَمْلة غائر العَيْنين مُشْرف الحاجبين ناتيء الجَبْهة فقال له‏:‏ يا أعرابي‏.‏ أين ربُّك قال‏:‏ بالمرصاد‏.‏ الأصمعي قال‏:‏ سمعتُ أعرابياً يقول‏:‏ إذا أَشْكل عليك أمْران فانظر أيّهما أقربً مِن هواك فخالِفْه فإنَّ أَكثر ما يكونُ الخطأ عليك مع مُتابعة الهوى‏.‏ قال‏:‏ وِسمعتُ أعرابياً يقول‏:‏ منِ نَتَجِ الخير أنْتَج له فِرَاخاً تَطِير بأجْنِحَة السُّرُور ومَن غرَس الشر أنْبت له نَبَاتاً مُرّاً مَذاقه قُضْبَانه الغَيْظ وثَمرته النَّدَم‏.‏ وقال أعرابيّ‏:‏ الهَوَى عاجلُه لذيذ وأجلُه وَخيم‏.‏ وقيل لأعرابيّ‏:‏ إنك لَحَسن الشَّارة قال‏:‏ ذلك عُنوان نِعمة الله عندي‏.‏ قال الأصمعي‏:‏ ورأيتُ أعرابياً أمامه شاءٌ فقلت له لمن هذا الشاء قال‏:‏ هي لله عندي‏.‏ وقيل لأعْرابيّ‏:‏ كيف أنت في دِينك قال‏:‏ أخرقه بالمَعاصي وأرقَعه بالاستغفار‏.‏ وقال أعرابيّ‏:‏ مَن كَساه الحياءُ ثوبَه خَفِيَ على الناس عَيْبُه‏.‏ وقال‏:‏ بِئْس الزادُ التعدِّي على العِباد‏.‏ وقال‏:‏ التلطف بالحِيلة أنْفَع من الوَسيلة‏.‏ وقال‏:‏ مَنْ ثَقُل على صديقه خَفَّ على عَدوّه ومَن أسرع إلى الناس بما يَكْرهون قالوا فيه بما لا يَعْلَمون‏.‏ قال‏:‏ وسمعتُ أعرابياً يقول لابنه وهو يُعاتبه‏:‏ لا تَتَوهمنَّ على مَن يَستدلّى على غائب الأمور يشاهدها الغَفْلَة عن أمُور يُعاينها فَتكونَ بنفسك بدأت وحظًك أخطأتَ‏.‏ ونَظر أعرابي إلى رجُلٍ حَسَن الوَجْه بَضّه فقال‏:‏ إنّي أرَى وجهاً ما عَلقَه بَرْد وضُوء السحر ولا هو بالذي قال فيه الشاعر‏:‏ مِنْ كلِّ مًجتهدٍ يَرَى أَوْصالَه صَوْمُ النَّهَارِ وسَجْدة الأسْحَارِ الأصمعي قال‏:‏ سمعتً أعرابياً يُنْشد‏:‏ وإذا أظْهَرْت أمراً حَسَناً فَليَكُنْ أَحْسَنَ منه ما تسِرّ فَمُسرُ الخَيْر مَوْسُوم به ومُسِرُّ الشَّرّ مَرسُوم بِشرّ وقَوْل الَأعرابيّ هذا علىِ ما جاء في حديث رسول الله ما أسر امرؤ سريرةً إلا ألبسه اللهّ رداءَها إنْ خيراً فخير وإن شراً فشر قال‏:‏ وأنشدني أعرابيِّ‏:‏ فإنّكَ لا تَدْرِي بأيِّة بلدةٍ تَمُوتُ ولا ما يُحْدِثُ الله في غَد يقولون لا تَبْعَد ومَنْ يَكُ مُسْدَلاًَ على وَجْهه سِتْرٌ من الأرض يَبْعُد وقال أعرابي‏:‏ أعجز الناس مَنْ قَصَرَ في طلب الإخوان وأعجز منه مَنْ ضَيع مَنْ ظفرِ به منهم‏.‏ وقال أعرابي لإبنه‏:‏ لا يَسُرّك أن تَغلب بالشرّ فإن الغالب بالشرّ هو المغلوب‏.‏ وقال أعرابي لأخ له‏:‏ لقد نَهيتُكَ أن تُرِيق ماءَ وجهك عند من لا ماء في وَجْهه فإنّ حَظَّكَ من عَطِيَّته السؤال‏.‏ قال‏:‏ وسمعتُ أعرابياً يقول‏:‏ إنّ حُبَّ الخيْر خير وإن عجزتْ عنه المَقْدِرة وبُغْضَ الشرِّ خير وإن فعلتَ أكثرَه‏.‏ وشهد أعرابي عند سَوَّار القاضي بشهادة فقال له‏:‏ يا أعرِابي‏:‏ إِنّ ميْداننا لا يَجْري من العِتاق فيه إلا الجياد قال‏:‏ لئن كشفتَ عني لتجدَني عَثوراً فسأل عنه سَوار فأخْبر بفضل وصَلاح فَقال له‏:‏ يا أعرابي إنك ممنْ يَجري في ميْداننا قال‏:‏ ذلك بستْر الله‏.‏ وقال أعرابي‏:‏ والله لولا أن المُرُوءَة ثَقِيل مَحْمَلها شديدة مؤونتها ما تَرك اللئام للكِرام شيئاً‏.‏ احتُضر أعرابي فقال له بَنوه‏:‏ عِظْنا يا أبانا فقال‏:‏ عاشِرُوا الناس مُعاشرة إن غِبْتم حنُّوا إليك وِإن مُتُّم بَكَوْا عليكم‏.‏ ودخل أعرابي على بعض الملوك في شَمْلة شَعَر فلما رآه أعرض عنه فقال له‏:‏ إن الشَّملة لا تُكلِّمك هانما يُكلِّمك مَنْ هو فيها‏.‏ ومرَّ أعرابي بقوم يَدْفِنون جاريةً فقال‏:‏ نِعم الصِّهْرُ ما صاهرتم وأنشد‏:‏ وقال أعرابي‏:‏ رُبَّ رَجل سِرّه مَنْشور على لسانه وآخرً قد التَحَف عليه قَلبَه التحافَ الْجَنَاح على الخَوَافي‏.‏ ومرَّ أعرابيان برجل صَلَبه بعضُ الخُلفاء فقال أحدُهما‏:‏ أنْبَتته الطاعةُ وحَصَدتَه المَعْصِية‏.‏ وقال الآخرً‏:‏ من طلَّق الدُّنيا فالآخرًةُ صاحبته ومَن فارق الحقّ فالْجذْع راحلتُه‏.‏ العُتْبيُّ عَن زَيد بن عُمارة قال‏:‏ سمعت أعرابياً يقول لأخيه وهو يَبْتني منزلًا‏:‏ يا أخي أنتَ في دار شَتَاتٍ فتأهَّبْ لِشَتاتِكْ واجعل الدُّنيا كَيَومْ صمته عن شَهَوَاتك واطْلُب الفَوزَ بِعَيْش الزُّ هْد من طُول حَياتك ثم أطرق حيناً ورَفع رأسَه وهو يقول‏:‏ قائِدُ الغَفْلة الأمَلْ والهَوَى قائدُ الزَللْ قَتَلَ الجَهْل أهْلَه ونَجَا كل مَنْ عَقَل فاغْتنِم دَولة السَّلا مة واسْتَانِف العمَل أيُّها المُبْتَني القُصوِرَ وقد شابَ وَاكْتَهَلْ أخبر الشيب عَنْك أن ك في آخرً الأجَل فَعَلامَ الوُقُوفُ في عَرْصة العَجْز والكَسَل مَنزلٌ لم يزَلْ يَضِي قُ وَينْبو بِمَنْ نَزَل فتأهَّب لِرِحْلةٍ ليس يَسْعَى بها جمل رِحْلةٍ لم تَزل على الدّهْر مَكْرُوهةَ القَفَل وقيل لأعرابي‏:‏ كيف كِتْمانك للسر قال‏:‏ ما جَوْفي له إلا قَبْر‏.‏ وقال أعرابيِّ‏:‏ إذا أردتَ أنْ تَعْرف وَفاءَ الرَّجل ودَوَام عَهْدِه فانظُر إلى حَنِينه إلى أوْطانِه وشَوْقه إلى إخوانه وبُكائه على ما مضى من زَمانه‏.‏ وقال أعرابيّ‏:‏ إذا كان الرأي عند مَن لا يُقْبَل منه والسِّلاح عند من لا يَسْتعمله والمالُ عند مَن لا يُنفِقه ضاعت الأمور‏.‏ وسُئل أعرابي عن القَدَر فقال‏:‏ الناظرُ في قَدَر الله كالناظر في عَيْن الشّمس يَعْرِف ضَوْءها ولا يَقِف على حدُودها‏.‏ وسُئل آخرً عن القَدر فقال‏:‏ عِلْم اختصمت فيه العُقول وتَقاوَل فيه المُخْتلفون وحق علينا أن نَرُدما التَبس علينا من حُكْمِه إلى ما سَبَق من عِلمه‏.‏ وقال أعرابيّ‏:‏ تَكْوير اللَيل والنَّهار لا تَبْقى عليه الأعمار ولا لأحَد فيه الخِيار‏.‏ أبو حاتم عن الأصمعي قال‏:‏ خَرج الَحَجّاج ذات يوم فأصحر وحَضَر غَداؤه فقال‏:‏ اطلُبوا من يَتَغدَّى مَعَنا فَطلبوا فلم يَجدُوا إلا أعرابياً في شَمْلة فأتَوْه به فقال له‏:‏ هَلُمّ قال له‏:‏ قد دعاني من هو أكرمُ مَنك فأجَبتُه قال‏:‏ ومَن هو قال‏:‏ الله تبارك وتعالى دعاني



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!






  • صفحة 35 من 60 الأولىالأولى ... 25333435363745 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. العقد الفريد/الجزء الثاني/2
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 08-04-2010, 01:12 AM
    2. العقد الفريد/الجزء الثاني/1
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 08-04-2010, 01:08 AM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1