صفحة 39 من 60 الأولىالأولى ... 29373839404149 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 153 إلى 156 من 239

الموضوع: العقد الفريد/الجزء الثاني/7


  1. #153
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    وفيهم أعرابي أخِذ وهو يبول في أصل سُور مدينة واسط فكان فيمن أطلق فانشأ يقول‏:‏ إذا ما خرَجنا من مدينة وَاسطٍ خَرِينا وبُلْنا لا نَخَاف عِقَابَا ذُكر عند أعرابي الأولادُ والانتفاع بهم فقال‏:‏ زوِّجوني امرأةً أولدها ولداً أعَلِّمه الفُروسية حتى يحوى الرِّهان والنَّزْعَ عن القوس حتى يُصيب الحَدق وروايةَ الشِّعْر حتى يُفْحِم الفًحُول‏.‏ فزوَجوه امرأة فولدت له ابنةً فقال فيها‏:‏ قد كنتُ أرْجو أن تكوني ذكرَا فَشَقَّك الرحمنُ شَقًّا مُنكَرَا شَقًّا أبى اللهّ له أن يُجْبَرَا مثلِ الذي لامها أو أكْبَرَا ثم حَمَلت حَمْلا آخرً فدخل عليها وهي في الطَلق وكانت تسَمَّى رَباباً فقال‏:‏ أَيا رَبابى طَرِّقى بخَيْر وطَرِّقى بخصيه وأيْرِ ولا ترِيناَ طَرَف البُظَيْر ثم ولدت له أخرى فَهَجَر فِراشَها‏.‏ وكان يأتى جارةً لها فقالت فيه وكان يُكنى أبا حَمْزة‏:‏ ما لأبى حمزة لا يأتينا يَظَلّ في البيت الذي يَلِينَا غضْبانَ أن لا نَلِدَ البنينا وإنما نَأخُذ ما أعْطِينا فألانَهً قولها ورَجع إليها‏.‏ وقال سعيد بن أبي الفرج‏:‏ سَمِعتً أعرابياً يطوف بالبيت وٍ هو يقول‏:‏ لا هًمَّ ربَّ النِّاس حين لَبَّبُوا وحين راحوا من مِنى وَحَصَّبُوا فقلت‏:‏ يا أعرابي ما لهذه المَوَاضع تَدْعو عليها في هذا الموضع فنَظر إليِّ كالغَضْبان وقال‏:‏ من أجل حُمّاهنَ ماتت زَيْنَبُ قولهم في التلصص أبو حاتم قال‏:‏ أنشدنا أبو زَيد لأعرابيّ وكان لصّاً‏:‏ ثلاثُ خلال لستُ عنهنّ تائباً وإن لاَمَني فيهنَّ كُلُّ خَلِيل فمنهن أني لا أزال مُعَانِقاً حمائلَ ماضي الشفْرتين صَقِيل به كنتُ أستَعْدي وأعْدى صَحابتي إذا صَرَخ الزَحْفانِ باسم قتِيل ومنهنّ سَوْق النًهب في ليلة الدُّجى يَحَارُ بها في اللَيل كُلًّ مَمِيل وهذا المعنى سبقه إليه الأوَّل‏:‏ فلولا ثلاثٌ هُن عِيشة الفَتى وَجدِّك لم أحْفِلْ متى قام رامِس فمنهنَّ سَبْقي العاذلات بشربة كأنّ أخاها مَطْلَعَ الشمْس ناعِس ومنهنّ تَقْريطُ الجَرَاد عِنَانَه إذا ابتدر الشَخْص الصَّفِيَّ االَفوَارس ومنهنَّ تَجْرِيدُ الكوَاعب كالدُّمَى إذا ابتز عن أكفالهنَّ الملابس وأوَّل من قال هذا المعنى طَرفة حيث يقول‏:‏ فلولا ثلاثٌ هُنَّ من عِيشة الفَتى وجدِّك لم أَحْفِل متى قام عًوَدِي وكَرِّي إذا نادى المُضَافُ مُحنَّباً كَسِيد الغَضىَ نَبَهْتَهُ المًتَوَرِّد وتَقْصيرُ يوم الدَجن والدَجْنُ مُعْجَب بِبَهْكَنَة تحت الخِبَاء المُعَمّد قولهم في الطعام الأصمعي قال‏:‏ اصطحب شَيخ وحَدَث في سَفَر وكان لهما قُرْص في كلّ يوم وكان الشيخُ مًنْخلع الأضراس بَطيء الأكل‏.‏ وكان الحَدَث يَبْطِش بالقُرْص ثم يجلس يَشْتكي العِشْق ويتضوّر الشيخُ جُوعاً وكان الحَدَث يُسَمَى جَعْفَرا فقال الشيخ‏:‏ لقد رابني من جعفر أنِّ جعفراً بَطِيشٌ بقرْصي ثم يَبْكي على جُمْل فقلتُ له لو مًسَك الحرب لم تَبِت بَطِينًاَ ونَسّاكَ الهوى شِدَّةَ الأكْل الأصمعي قال‏:‏ أنشدني أعرابي لنفسه‏:‏ ألا ليت لي خُبْزاً تسَربل رائباً وخَيْلاً مِن البر في فُرْسانها الزُّبْدُ فاطْلُب فيما بينهنَّ شهادةً بِمَوْت كَرِيم لا يُعَدُّ له لَحْد الشِّيباني عن العُتبيّ عن أبيه قال‏:‏ قال أعرابي‏:‏ كنت أشْتهي ثريدة دَكْناء من الفُلفُل رَقْطَاء من الحِمص ذات حِفَافين من اللَّحْم لها جَناحان من العُراق أضْرب فيها كما يَضْرب وَلي السُّوء في مال اليتيم‏.‏ وقال رجل لأعرابيّ‏:‏ ما يسرّني لو بِتُ ضيفاً لك فقال له الأعرابي‏:‏ لو بِتّ ضيفاً لي لأصبحتَ أبطنَ من أمك لبل أن تَلدك بساعة‏.‏ حضر أعرابي سُفرة سُليمان بن عبد الملك فجعل يمرِّ إلى ما بين يديه فقال له الحاجب‏:‏ مما يَلِيك فكُلْ يا أعرابي



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!







  • #154
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    فقال‏:‏ مَن أجْدَب انتجع‏.‏ فَشَقَّ ذلك على سُليمان فقال للحاجب‏:‏ إذا خرج عَنَّا فلا يَعُد إلينا‏.‏ وشهد بعد هذا سُفْرته أعرابيّ آخرً فمر إلى ما بين يديه أيضاًً فقال له الحاجب‏:‏ مما يَليك فكُلْ يا أعرابيّ قال‏:‏ مَن أخصَبَ تَخيَّر‏.‏ فأعجب ذلك سليمانَ فقرَّبه وأكرمه وقَضى حوائجه‏.‏ مرَّ أعرابي بقوم من الكَتَبة في مُتَنزه لهم وهم يأكلون فسلم ثم وَضع يده يأكل معهم فقالوا‏:‏ أعرفت فينا أحداً قال‏:‏ بلى عرفتُ هذا وأشار إلى الطّعام‏.‏ فقال بعض الكُتَاب يَصِف أكله‏:‏ لم أرَ مِثْلَ سرطه ومَطّه قال الثاني‏:‏ وأكله دَجاجة بِبطّه قال الثالث‏:‏ ولَفّه رُقاقه بإقْطِه‏.‏ قال الرابع‏:‏ كأنّ جالينوس تحت إبْطه‏.‏ فقالوا للرابع‏:‏ أما الذي وَصفنا من فِعْله فمعلومِ فما يصنع جالينوس من تحت إبطه قال‏:‏ يًلْقِمه الجَوارش كلما خاف عليه التّخمة يهْضم بها طعامه‏.‏ وقال رجل من أهل المدينة لأعرابي‏:‏ ما تأكلون وما تَعافون قال له الأعرابي‏:‏ نأكُل كل ما دَبّ وهَبّ إلا أمّ حُبَين‏.‏ قال المَدني‏:‏ تَهْنيء أمً حُبَين العافية‏.‏ قال رجل من الأعراب لولده‏:‏ اشتروا لي لَحْماً فاشتَرَوْا وطَبَخه حتى تَهَرَأ فأكلَ منه حتىِ انتهت نفسه ولم يبُق إلا عَظْمه وشرَعت إليه عيون ولده فقال‏:‏ ما‏.‏ أنا مُطْعمه أحداً منكم إلّا من أحْسن أكله‏.‏ فقال له الأكبر‏:‏ ألوكه يا أبَتِ حتى لا أدَعَ فيه للذرة مَقِيلاً قال‏:‏ لستَ بصاحبه قال الآخرً‏:‏ ألوكه حتى لا تَدْري ألعامه هو أم لعام أول قال‏:‏ لستَ بصاحبه‏.‏ قال له الأصغر‏:‏ أدقّه يا أبت وأجعل إدامه المخ قال‏:‏ أنت صاحبه وهو لك‏.‏ بلغنيِ عن محمد بن يزيد بن مُعاوية أنه كان نازلاً بحلب على الهَيْثم بن عديِّ فَبَعث إلى ضيف له من عُذْرة أعرابي فقال له‏:‏ حَدِّث أبا عبد اللهّ بما رَأيْتَ في حَضر المسلمين من الأعاجيب قال‏:‏ نعم رأيتُ أمُوراً مًعْجبة منها‏:‏ أنني دخلتُ قرْية بكر بن عاصم الهلاليّ وإذا أنا بدُورٍ متباينة وإذا خِصَاص بِيض بعضها إلى بعض وإذا بها ناسٌ كثير مُقْبلون ومُدْبرون وعليهم ثياب حَكَوْا بها أنواعَ الزَّهر فقلت لِنَفْسي‏:‏ هذا أحد العِيدين الفِطْر أوِ الأضْحَى ثم رَجع إليَ ما عَزُبَ من عقلي فقلت‏:‏ خرجتُ من أهلي في عَقِب صَفر وقد مضىِ العِيدان قبل ذلك‏.‏ فبينا أنا واقفٌ أتعجب إذ أتاني رجلٌ‏:‏ فأخذ بيدي فأدْخلني بيتاً قد نُجِّد وفي وَجهه فُرُش مُمَهَّدَة وعليها شابّ ينال فَرْعُ شَعره كتفيه والناسُ حولَه سماطين فقلت في نفسي‏:‏ هذا الأميرُ الذي يُحكى لنا جلوسُه وجلوسُ الناس حولَه فقلتُ وأنا ماثلُ بين يديه‏:‏ السلامُ عليك أيها الأمير ورحمة الله قال‏:‏ فجَذب رجلٌ بيدي وقال‏:‏ ليس بالأمير اجلِس قلتُ‏:‏ فمن هو قال‏:‏ عَرُوس قلت‏:‏ واثُكْل أمّاه‏!‏ لرُبَّ عَرُوس بالبادية قد رأيتُه أهون على أصحابه من هَن أمه‏.‏ فلم ألبث أن أدْخلَت الرجالُ علينا هَنَات مُدوّرات من خَشب أمّا ما خَف منها فتُحْمل حَمْلاً وأما ما ثقُل فَيُدَحْرج فوُضعت أمامنا وحًلّق القوم عليها حَلَقاً ثم أتينا بِخِرَق بيض فألْقيت عليها فهممتُ والله أن أسأل القومَ خِرْقة منها أرْقع بها قميصي وذلك أني رأيتُ لها نَسْجاً مُتلاحماً لا تتبين له سَدى ولا لحْمة فلما بَسَط القومُ أيديهم إذا هو يتمزق سريعاً وإذا صِنْف من الخُبْز لا أعرفه‏.‏ ثم أتِينا بطعام كثير من حُلو وحامض وحار وبارد فأكثرتُ منه وأنا لا أعلم ما في عَقِبه من التُّخم والبَشم‏.‏ ثم أتينا بشراب أحْمر في عِسَاس بِيض فلما نظرتُ إليه قلتُ‏:‏ لا حاجة لي به لأني أخاف أن يَقْتلني وكان إلى جانبي رجلٌ ناصح لي أحْسن الله عني جَزاءه كان يَنْصحني بين أهل المَجلس فقال لي‏:‏ يا أعرابي إنك قد كثرت من الطعام فإن لضربتَ الماء هَمى بطنك‏.‏ فلما ذَكر البطنَ ذكرتُ شيئاً أوصاني به الأشْياخ قالوا‏:‏ لا تزال حيًّا ما دام بَطْنُك شديداً فإذا اختلف فأوْصِ فلم أزل أتداوى بذلك الشرَّاب ولا أملّه حتى داخلني به صَلف لا أعرفه من نفسي ولا عهْد لي به ولا اقتدار على أمري وكان إلى جانبي الرجلِ الناصح لي فجعلتْ نفسي مُحدّثني بهَتْم أسنانه مرة وَهَشْم أنفه أخرى وأهُمّ أحياناً أن أقول له‏:‏ يا بن الزَّانية‏.‏ فبينا نحن كذلك إذ هَجَم علينا شياطين أرْبعة‏:‏ أحدُهم قد عَلَّق جُعْبة فارسيّة مُفَتَّحة الطّرفين قد شُبِّكت بالخُيوط وقد ألْبست قطعة فَرْو كأنهم يخافون عليهِا القُر ثم بَدَا الثاني فاستخرج من كفه هنة كفَيْشلة الحِمار فوَضعٍ طَرفها في فِيه فضرًط فيها ثم جَسَّ على حُجْزَتها فاستخرج منها صوتاً مُشاكِلاً بعضهُ بعضاً ثم بدا الثالثُ وعليه قميصٌ وَسخ وقد غَرَّق رأسه بالدهن معه مرآتان فجعل يُمر إحداهما على الأخرى ثم بَدَا الرًابع عليه قَميص قَصِير وسَرَاويل قصيرة‏.‏



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!







  • #155
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    العقد الفريد/الجزء الثاني/28

    فجعل يَقْفِزِ صُلْبه ويهزُ كَتِفيه ثم التَبط بالأرض فقلتُ‏:‏ مَعْتوه وربِّ الكعبة ثم ما بَرح مكانه حتى كان أغبط القوم عندي‏.‏ ثم أرسلت إلينا النساء أن أمْتعونا من لَهْوكم فبَعثوا بهم إليهنَّ وبقيتْ الأصواتُ تَدور في آذاننا‏.‏ وكان مَعنا في البيت شابّ لا آبه له فعَلَت الأصوات له بالدُّعاء فخرج فجاء بِخَشبة في يده عينُها في صَدْرها فيها خُيُوط أربعة فاستخرج من جوانبها عُوداً فوضَعه على آذنه ثم زَمّ الخيوط الظاهرة فلما أحْكمها عرَك أذنها فنطق فُوها فإذا هي أحسن قَيْنة رأيتُها قط فاستخفَّني حتى قُمتُ - من مجلسي فجلستُ إليه فقلتُ‏:‏ بأبي أنتَ وأمّي ما هذه الدَّابة قال‏:‏ يا أعرابيّ هذا البَرْبط قلت‏:‏ ما هذه الخُيُوط قال‏:‏ أما الأسفل فزير والذي يَليه مثنى والذي يليه مثلث والذي يليه بَمّ فقلتُ‏:‏ آمنت باللهّ‏.‏ وقال أعرابيّ‏:‏ تَمْرنا خُرس فُطْس يغيب فيهنَ الضِّرْس كأنّ فاها ألسن الطَّير تقع التمرة منها في فيك فتجد حَلَاوَتها في كَعْبِك‏.‏ وحضر أعرابيّ سُفْرة سُليمان بن عبد الملك فلما أتي بالفالوذج جَعَل يُسْرع فيه فقال سليمان‏:‏ أتَدْري ما تأكْل يا أعرابي فقال‏:‏ بلى يا أمير المؤمنين إني لأجد رِيقاً هنيئاً ومُزْدَرَداً ليناً وأظنه الصراطَ المُستقيم الذي ذَكره الله في كتابه‏.‏ قال‏:‏ فَضَحك سليمان وقال‏:‏ أريدك منه يا أعرابي فإنهم يذكرون أنّه يزيد في الدَماغ قال‏:‏ كذَبوك يا أمير المؤمنين لو كان كذلك لكان رأسك مثلَ رأس البَغْل‏.‏ قال‏:‏ ومررت بأعرابي يأكل في رَمضان فقلت له‏:‏ ألا تَصُوم يا أعرابي فقال‏:‏ وصائمٍ هب يَلْحَاني فقلتُ له أعْمِد لِصَوْمِك واتْرُكْني وإفطاري واظمأ فإني سأرْوى ثم سوف تَرى من ذا يصير إذا مِتْنا إلى النار وحَضر سُفْرةَ سليمان أعرابيّ فنظر إلى شَعرة في لُقْمة الأعرابي فقال‏:‏ أرى شعرة في لُقْمتك يا أعرابي قال‏:‏ وإنك لَتُراعيني مُرَاعاة من يُبْصِرُ الشَّعرة في لُقمتي واللهّ لا واكلتُك أبداً فقال اسْترها عليٌ يا أعرابي فإنها زلّة ولا أعود إلى مثلها أبداً‏.‏ ‏===أخبار أبي مهدية الأعرابي ‏=== أبو عثمان المازني قال‏:‏ قال أبو مَهْدئة‏:‏ بلغنيِ أن الأعراب والأعزاب هجاؤها واحد قلت‏:‏ نعم قال‏:‏ فاقرأ الأعزاب أشدّ كُفْراً ونفاقاً ولا تقرأ‏:‏ الأعراب ولا يَغُرُّك العَزَب وإن صام وصلَّى‏.‏ وتُوفّي بُني لأبي مهدية صغير فقيل له‏:‏ أبشر أبا مَهدية فإنا نرجو أن يكون شَفِيع صِدْق يومَ القيامة قال‏:‏ لا وَكلنا الله إلى شَفاعته إذاً والله يَكون أعيانا لساناً وأضعَفَنا حُجة ليته المِسْكينَ كَفَانا نَفْسه‏.‏ وقيل لأبي مهديّة‏:‏ أكُنتم تتوضئون بالبادية قال‏:‏ نعم والله لقد كُنا نتوضّأ فتكفي التَوْضئة الرجل منّا الثلاثة الأيام والأربعة حتى دخلتْ علينا هذه الحمراء - يعني الموالي - فجعلت تُليق أستاهها كما تُلاق الدَّواة‏.‏ وقيل لأبي مَهديّة‏:‏ أتقرأ من كتاب اللهّ تعالى شيئاً قال‏:‏ نعمِ ثم افتتح يقرأ‏:‏ ‏"‏ والضُّحَى واللَيْل إذا سَجَى ‏"‏ حتى انتهى إلى ‏"‏ وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فهَدَى ‏"‏ فالتفت إلى صاحب له فقال‏:‏ إنَ هؤلاء العُلوج يقولون‏:‏ وَوَجدك ضَالاً فهدى والله لا أقولها أبداً‏.‏ ولما أسَن أبو مهديّة وَلي جانباً من اليمامة وكان به قَوْمٌ من اليهود أهلُ عَطاء وجِدَة فأرسل إليهم فقال‏:‏ مَا عندكم في المَسِيح قالوا‏:‏ قَتلناه وصَلَبْناه قال‏:‏ فهل غَرِمْتُم دِيَته قالوا‏:‏ لا قال‏:‏ إذاً واللهّ لا تَبْرحوا حتى تَغْرموا دِيتَه فأرْضوه حتى كَف عنهم‏.‏ وقيل لأبي مهدية ما أصْبَرَكم معشرَ العرب على البَدْو قال‏:‏ كيف لا يَصْبر على البدو مَن طعامُه الشمس وشرابه الرٌيح‏.‏ ونظر أبو مَهْديّة إلى رجل يسْتَنجي ويُكثر من الماء فقال له‏:‏ إلى كم تَغْسلها ويحك‏!‏ أتريد أن تَشرَب فيها سَويقاً‏.‏ ومات طفل لأبي مهدية فقيل له‏:‏ اصبر يا أبا مهديّة فإنه فَرَط افترطته وخير قدَمته وذُخْر أحْرزته فقال‏:‏ بل وَلد دفنته وثُكل تُعجِّلته والله لئن لمِ أجْزع للنَّقص لا أفْرَح بالمَزيد‏.‏ قال أبو عُبيدة‏:‏ سمع أبو مَهْدِيَّة رجلاً يقول بالفارسيَّة‏:‏ ذود ذود فقال‏:‏ ما يقول هذا فقيل له‏:‏ يقول عَجِّل عَجِّل فقال‏:‏ أفلا يقول‏:‏ حَيّهَلاَ خبر أبي الزهراء المُعلى بن المُثَنَّى الشّيبانيّ قال‏:‏ حَدّثنا سُويد بن مَنْجوف قال‏:‏ أقبل أعرابيّ من بنى تميم حتى دخل الكوفة من ناحية جَيّانة السُّبيع تحته أتان له تَخُبّ وعليه ذلاذل وأطمار من سَحْق صُوف وقد اعتمّ بما يًشْبه ذلك من أشْوه الناس مَنْظراً وأقْبحهم شَكلاً وهو يَهْدر كما يَهْدر البعيرُ وهو يقوله‏:‏ ألا سَبَد ألا لَبَد ألا مُؤْوٍ ألا سَعْديّ ألا يَربوعي ألا دارمي هَيهات هَيهات وما يُغْنى أصْلُ حَوْض



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!







  • #156
    << صديق الدرب >>
    الحالة : الصقرالحنون غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 990
    الدولة: ليبيا
    الإهتمامات: كرة القدم والسباحة والجودو
    العمل: مقاولات في مجال البناء
    المشاركات: 9,840
    معدل تقييم المستوى : 670
    Array

    الماء صادياً مُعَنّى قال سُويد‏:‏ فَدَخل علينا في دَرْب الكُنَاسة فلم يجد مَنْفذاً وقد تَبعه صِبْيان كثيرون وسَواد من سَواد الحيّ فسمعتُ سوادياً يقول له‏:‏ يا عَماه يا إبليس متى أذن لك بالظِّهور فالتفت إليهم فقال‏:‏ منذ سَرَق آباؤكم وفَسَقت أمهاتكم‏.‏ قال‏:‏ وكانَ معنا أبو حمَاد الخيَّاط وكانَ من أطلب الناس لكلام الأعراب وأصبرهم على الإنفاق على أعرابي يدخل علينا وكان مع ذلك مَوْلى لبني تميمٍ فأتيتُه فأخبرته فخرج مبَادراً كأنّي قد أفدتُه فائدة عظيمة وقد نَزل الأعرابي عن الأتان واستند إلى بعض الحِيطان وأخذ قَوْسَه بيده فتارة يُشير بها إلى الصبيان وتارةً يَذُب بها الشَذا عن الأتان وهو يقول لأتانه‏:‏ قد كُنتِ بالأمْعَز في خِصْب خَصِبْ ما شِئْتِ من حَمْض وماء مُنْسَكِبْ فرَبُّكِ اليومَ ذليل قد نَصِب يَرَى وجوهاً حوله ما تُرْتَقب ولا عليها نُورُ إشراق الحَسَب كأنها الزَنج وعُبْدان العَرَب إلى عُجَيْل كان كالرَّغْل السرَّب ولو أمنْتُ اليومَ من هذا اللَجَبْ رَمَيْتُ أفواقاً قَوِيماتِ النصُب الريشُ أولاها وأخراها العَقَب قال‏:‏ فلم يزل أبو حمّاد يُلْطِفه ويتَلطَف به ويُبخله إلى أن أدخله منزله فمهَّد له وحطَه عن أتانه ودعا بالعَلَف فجعل الأعرابيّ يقول‏:‏ أين اللَيف والنَّئِيف والوِساد والنِّجاد‏.‏ يعني باللِّيف‏:‏ الحَصير وبالنَّئِيف‏:‏ عُشبَة عندهم يقال لها البُهْمَى‏.‏ وبالوِساد‏:‏ جِلْد عَنْز يُسْلخ ولا يُشَق ويُحْشى وَبراً وشَعراً ويُتّكأ عليه وبالنِّجَاد مِسْح شَعر يستظل تحته‏.‏ قال‏:‏ فلما نَزَع القَتب عن إن تُنْحَضي أو تَدْبَرِي أو تَزْحَرِي فذاك من دُؤوب ليل مُسْهِرِ أنا أبو الزهراء من آل السري مُشَمَّخ الأنْفِ كريم العُنْصُرِ إذا أتيت خُطَة لم أفسَرِ وكان يُسَمى الأعرابيّ صَلَتان بن عَوْسجة من بني سَعْد بن دارم ويُكْنَى بأبي الزَهرِاء‏.‏ وما رأيتُ أعرابياً أعجبَ منه كان أكثر كلامه شِعْراً وأمْثَلَ أعرابي سمعتُه كلاماً إلا أنه ربما جاء باللَفظة بعد الأخرى لا نَفهمها وكان من أضْجَر الناس وأسْوأهم خُلقاً وإذا نحن سألناه عن الشيء قال رُدوا عليّ القَوس والأتان يظُنّ أنا نَتلاعب به وكُنّا نجتمع معه في مجلس أبي حمّاد وما مِنا إلا من يأتيه بما يشتهيه فلا يُعْجبه ذلك حتى أتيناه يوماً بخِرْبِز وكانت أمامه فلما أبصرها تأمّلها طويلاً وجعل يقول‏.‏ بُدِّلْتً والدَهْرُ قديماً بَدّلَا من قَيْض بَيْض القفْر فَقْعاً حَنْظلا أخْبَثُ ما تُنْبت أرْضٌ مأكلا فكنا نقول له‏:‏ يا أبا الزًهراء إنه ليس بحَنْظَل ولكنه طعام هنيء مريء ونحن نَبْدؤك فيه إنْ شئتَ قال‏:‏ فخُذوا منه حتىِ أرى‏.‏ فبدأنا نأكل وهو يَنظر لا يَطْرف فلما رأى ذلك بَسَط يده فأخذ واحدةً فنزع أعلاها وقوَّر أسْفَلها فقُلنا لها‏:‏ ما تُريد أن تَصْنع يا أبا الزهراء فقال‏:‏ إن كان السم يا بنِ أخي ففيما تَرَوْن‏.‏ فلما طَعِمه استخفّه واستعذبه واستَحلاه فلم يكن يُؤْثِرُ عليه شيئاً وما كنا نأتيه بعدُ بغَيره وجَعل في خِلال ذلك يقول‏:‏ هذا طَعام طَيِّب يَلينُ في الجَوْف والحَلْق لهُ سُكُونُ الشَّهدُ والزّبد به مَعْجُونُ فلما كان إلى أيام قلتُ له‏:‏ يا أبا الزهراء هل لك في الحَمّام دال‏:‏ وما الحمام يا بن أخي قلنا له‏:‏ دارٌ فيها أبيات حارّ وفاتر وبارد تكون في أيها شئت تُذْهب عنك قَشَفَ السَّفَر ويَسْقط عنك هذا الشَّعر‏.‏ قال‏:‏ فلم نَزل به حتى أجابنا فأتينا به الحمَّام وأمرنا صاحب الحمّام أن لا يُدْخل علينا أحداً فَدَخل وهو خائف مترقّب لا يَنزع يده من يد أحدنا حتى صار في داخل الحمَّام فأمرنا مَن طَلاه بالنّورة وكان جِلْده



    سأكِونكالِوُرد


    كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!






  • صفحة 39 من 60 الأولىالأولى ... 29373839404149 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 8 (0 من الأعضاء و 8 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. العقد الفريد/الجزء الثاني/2
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 08-04-2010, 01:12 AM
    2. العقد الفريد/الجزء الثاني/1
      بواسطة الصقرالحنون في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 08-04-2010, 01:08 AM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1