الباب السابعفي تشكيل الفواكه وغيرها
واكتسابها المنافع الغريبة والصفات العجيبة، وما يلحق بذلك من النوادر والملح واللطائف
اعلم أن تشكيل الفواكه والأترج والعنب وغيرها، كالخيار والقثاء والقرع والبطيخ إلى أي شكل أردت، يكون بأن تدخل ما أردت تشكيله في قالب أعددته لذلك، غير خشن، ينطبع فيه شكل ذلك القالب كفي كان، وإن كان على صورة حيوان انطبع على صورته. وقيل إن ذلك لا يكون إلا في الأترج خاصة، والعنب إذا أردت أن يطول حبه فيضل من قصب الأقلام أنابيب بطول الخنصر أو أقل فيدخل كل حبة أنبوبة منها. ويربط في معلاق العنقود لئلا يخرج منها، فإذا نضج العنب انطبع حبه على صورة الأنبوب وقدره، ولا بأس ان كان الأنبوب من نحاس، وإن جعل فيها ثقوب جاءت الحبات فيها نتوءات ظاهرة بقدر تلك الثقوب وإن جعل العنقود وهو صغير في قالب خشن شكله صنوبري، أو في زير مثقوب أو نحو ذلك، فإن ذلك العنقود ينضغط ويصير كأنه حبة واحدة، فيكسر ذلك الظرف ويخرج منه العنقود وقد أخذ شكله. وكذا القرع والخيار نحوهما، يدخل كما أردت وهو صغير في قالب خشب أو فخار ويدفن تحت الأرض ولا يغطى بتراب كثير، ويكون طرفه الآخر خارجا غير مدفون ومفتوحا يدخله الهواء، فإنه يطول على طول القالب وشكله، وإن كان في القالب نقش أو صورة أو كتابة انطبع ذلك في الثمار. ويكون القالب قطعتين.
أما طريقة جعل عنقود العنب المختلف الألوان من أبيض وأسود وأحمر وطويل ومدور وما أشبه ذلك فهي أن تأخذ من العنب قضبانا مختلفة مطعمة مثل قضيب عنب أبيض وأسود واحمر وطويل ومدور وهكذا وقت جري الماء في العود، يرضّ كل قضيب منها برفق بعود أملس على عود آخر مثله ويحذر أن يصيب ذلك الرض عيونها، ثم فيتل بعضها على بعض في موضع الرض ويربط بخيط ونحوه في مواضع كثيرة لئلا تنحل ضفائره. وقيل تقطع أطراف تلك القضبان وتسوى عقدها وتجعل عيونها بعضا مع بعض ويوثق رباطها ولم يذكر أنها ترضّ قبل ذلك، ويدخل المربوط من جهة الأطراف الغلاظ من القضبان في حلقة أو حلقات من قرن ثور أو عظم ويملأ بروث البقر الطري ويغرس في حفرة في تراب طيب، ويغيَّب القرن أو العظم في الأرض إلا مقدار إصبعين منه يترك خارجا، ويترك من الأطراف الرقاق من تلك القضبان خارجا قدر ثلاثة أصابع من كل قضيب منها، وليكن فيها تلقيح، ويكون تحت التراب منها أربعة أعين وتتعهد بالسقي، فإنها تلتحم كلها ويكشف عنها بعد ثلاث سنين، وقيل سنتين ويكسر ذلك العظم أو القرن، وقد أصبحت القضبان شيئا واحدا. فيقطع ما خرج من العظم منها كلها بحديد قاطع ناعم، ولا يبقى إلا الملتحم ويرد عليه التراب ويترك خارج التراب ما يلقح، فإذا خرج قضيب واحد يقطع سائرها فإن عنبه يكون ملونا.
وطريقة أخرى وهي أن تشق أوساط القضبان ولا يصيب الشق كعوبها ولا مخ أجوافها، ثم يؤخذ واحداً واحدا ثم يلصق بالقضيب المشقوق وتقرب أنابيبها، ثم تشد ويغطى بروث البقر وورق العناب، ثم يطين بطين لزج أو بعنصل مدقوق، ويغرس. وقيل يشق كل قضيب برفق لئلا تفسد كعوبها، ثم يضم كل قضيب إلى الآخر، ويدخل بعضها في بعض ثم تشد ببردي أو بخيط حتى تصير كالقضيب الواحد، ثم تطلى بروث البقر وتطين وتغرس. وقيل يشق كل قضيب فيؤخذ من كل لون نصف قضيب وترض كلها برفق، ويضم بعضها إلى بعض وتربط كما تقدم، وتطلى بروث البقر وتغرس منحرفة في أرض طيبة، في حفرة عمقها ذراع ويترك فوق الأرض كعبان، وتسقى بالماء ثم ترش كل يوم بالماء حتى تنبت، فإنها تصير قضيبا واحدا وتثمر عنبا ملونا. وقيل ينقل بعد عامين إلى موضع آخر.
وإن أردت أن تكون رائحة العنب كرائحة الآس، فلف قضيب العنب بقضيب الآس حين تغرسه، فإن رائحة العنب تكون كرائحة الآس وهو أخر أنواع العنب. وإن أردت أن يكون العنب طيب الطعم فادهن القضيب حين تغرسه بالزيت، أو انقع طرفه في الزيت، فإنه يطيب طعمه، وإن أردت أن تزيد في حلاوته فخذ من دبس النحل شيئا وذوبه بماء عذب وصب في أصله باستمرار قبيل القطاف بنحو خمسين يوما، فإن العنب تزداد حلاوته بشكل ملحوظ. أما شجرة التين المختلف الأولان فتفصيل ذلك أن تؤخذ قضبان من أصول مختلفة الأولان وتشق القشرة من كل قضيب من جهة واحدة وتسلخ عن العظم، ولا تفصل منه وتدخل تحت قشرة قضيب آخر، وتجمعها جميعا وتغرسها على نحو ما تقدم. وقيل يرضّ كل قضيب منها كما ذكر في العنب، ويفتل بعضها مع بعض، ويربط في مواضع كثيرة من موضع الفتل، ويطلى بروث البقر أو بعنصل مدقوق كما تقدم، ويغرس في أول كانون الثاني. وقيل يخلط ترابه بروث الحمير وتبن الفول ويسقى، فإذا نبت تفتل قضبانه برفق بعضها مع بعض حتى تكون كقضيب واحد، وتطلى بروث البقر وتكبس، فإنها تلتحم كالقضيب الواحد، وتنقل بعد عامين فيكون في الغصن حينئذ ألوان مختلفة. وقيل تفتل القضبان وهي صحاح غير مرضوضة، وتربط بإحكام في ثلاثة مواضع، وتدخل في قادوس مثقوب السفل ثم يملأ بالتراب ويغرس، فإنها تلتحم وتصير كعود واحد، فيقطع أعلاها بعد عام من حد الاتصال، فإنه يلقح، والذي يدرك منه يحمل في أعينه ثلاث تينات مختلفات الألوان. وقيل تدخل القضبان في حلقة من قرن ثور وشبهه لتنضغط فيه ويطين عليها وتغرس، فإذا التحمت بعد سنة أو سنتين نقلت، فتأتي بألوان مختلفة. أما طريقته في بروز التين فيؤخذ تين مختلف الألوان ويخلط بروث البقر اليابس أو غائط الآدمي، يوصر في خرقة كتان، وتطلى الصرة بروث البقر وتدفن في تراب خصب ويطرّى بالسقي كما يتعهد ببروز الفاكهة - وقد تقدم - حتى ينبت ويستقل ويصلب، فيفتل بعضه ببعض، ويربط ويطلى بروث البقر ويكبس كما تقدم، فإذا كبرت نقلت، ويغيَّب أكثرها تحت الأرض وتتعهد بالسقي فتطعم تينا ملونا ويصنع ببزر العنب مثل ذلك. وكذا إذا عرضت عيون من شجرات مختلفة في موضع واحد، فإذا استقلت يصنع بها كما تقدم. وكذا يعمل بالقضبا المتجاورة المختلفة الألوان وهي على الأشجار الأم دون أن تقطع، ثم تكبس وتنقل وهذه أكثر إنتاجا وأقوى على تحمل ما قد تتعرض له من الآفات وتغتذي من أصولها حتى تلتحم.
وقيل يعمل من قضبان العنب مثل ذلك فيكون العنقود ذا ألوان مختلفة. وإن أردت أن يكون العنب بلا بزر فشق ما يوازي الأرض منه نصفين وانزع لبابه من جوفه برفق واحذر خدش ذلك الشق، ثم شد عليه ببردي أو خيط ثم أغرسه في الحفرة قائما وصب في أصله كل ثمانية أيام رُبَّا أو عصيرا ممزوجا بالماء حتى يعلق، فيخرج منه عنب بلا بزر. وإن أردت أن يخرج الخوخ - وهو الدراقن - بلا نوى وكذا الرمان، فيشق ما يوازي الأرض من ملخه على علو أقل من ذراع، ويخرج لبه برفق ويشد ببردي ونحوه ويغرس، فإذا علق وأورق يقطع من فوق ذلك المشقوق ويتعهد بالسقي حتى يلقح في ذلك المشقوق، فإنه إذا أطعم يكون بلا نوى ويترك في الشق فوق الأرض ما مقداره ثلاثة أصابع مضمومة. وكذا فيعل بالكمثري، فلا يكون فيها من داخل ثمرتها مثل الحجارة، وإن كشف عن أصل الخوخ وثقب فيه ثقب فاستخرج منه لبابه، ثم ضرب فيه عود صفصاف قلّ نواه.
وأما دسّ أنواع الطيب والحلاوة والترياق والأدوية المسهلة فإنه يكون بطرق: منها أن يعمد إلى شجرة مطعمة من أي نوع كان في شهر تشرين الأول وما يقاربه حين انحدار الماء من أعلى الشجرة إلى عروقها عند سقوط الأوراق، فيشق في ذلك الوقت عرق الشجرة، التي يريد أن يعمل فيها ما يريد من ذلك الأرض بالنقار حتى يصل إلى المخ الذي في جوفها ويأخذ ما يريد من طيب أو مسهل أو ترياق أو حلو وما أشبه ذلك فيأخذ مثلا من المسك أو الاكفور للشجرة الكبيرة درهما ومن القرنفل خمسة دراهم ومن المسهل تسعة دراهم قدر ثلاث شربات. وللشجرة الصغيرة كالنقلة أو القضيب أقل فيؤخذ من أي هذه شئت أو غيرها أو نحو هذا المقدار فيسحق برفق غبارا ثم يلقى في ذلك ثلاثة أمثاله من القير ومثله من الشب الطيب ويجعل في صلاية نظيفة ويذوب القير بالنار ولا يصب عليه المسك مثلا وهو سخن فإنه فيسد المسك بل يسحق لئلا يجمد القير ويدعك في الصلاية بحجر ونحوه فإذا صار جسدا واحدا يعمل منه شكل فتيلة وتدخل في الشق الذي نقر في أصل الشجرة بالمنقار حتى يصل إلى مخها ويطبق عليه بقشر محكم من تلك الشجرة بعينها ويربط ربطا مستوثقا ويطين عليه بالطين الأحمر اللزج المعجون بالشعر فيفوح رائحة ذلك أو يظهر الحلو أو الدواء فيكون في ثمرة تلك الشجرة قوته أو طعمه، وكذا كل صنف إضافته إلى القير والشب ودسته في الشجر، ولا يعمل ذلك عند صعود المياه من أصول الشجر إلى أعلاها فإن ذلك الماء يخرجه من ذلك الشق فلا يوجد له أثر. وإذا فعل في تشرين الأول أو الثاني فإنه لا يأتي عليه الربيع إلا وقد التحم ذلك الشق فانسد فلا يخرج منه شيء من ذلك الذي يدس فيه فإذا نزل الماء أسفل تحدر إلى عروقها ونزل يقوي ذلك الطيب والحلاوة والدواء إلى أصولها وعروقها ويصعد مع المياه الصاعدة من العرق إلى أعلاها أرقه وأزكاه وقتا بعد وقت حتى يبرز الزهر وتعقبه الثمرة فيكون ذلك فيه. وأما دس ذلك في القضبان والنقلات حين غراسها فيؤخذ القضيب في شهر كانون الأول فيشق في وسط طرفه الذي يكون في الحفرة بمنقار لطفي ثقبا غير نافذ إلى الجهة الأخرى ويفتح ذلك الشق حتى يظهر المخ الذي في جوف ذلك القضيب إلى آخره وهو يشبه الصوف ويبدل مكانه الفتيل المذكور بعد أن فيتح بمنقار ثم يخرج ويسد على ذلك الشق ويربط عليه شريط أو لفي أو بردي من أول الشق إلى آخره ثم يطلى بطين أحمر لزج معجون بشعر ويلف عليه خرقة كتان صفيقة ويدخل القضيب المذكور في قادوس مثقب الأسفل حتى يجعل المربوط في وسطه ويزحم عليه بالطين الأبيض حتى يمتلئ القادوس ثم يغرس في حفرة يبسط فيها ويعمل في غراسه كما تقدم ويتعهد بالسقي قدر الكفاية ويدبر بما يوافقه فإنه إذا أثمر فاح من ثمره رائحة ما جعل فيه. وكذا يعمل بالغرسة المنقولة وبالكرمة، لكن الكرمة يشق قضيبها نصفين على طوله إلى آخر ما يوازي الأرض منه، وقيل قدر شبر، وقيل إلى آخره، ويحافظ على عقده لئلا تفسد، ويرمى ما في وسطه من المخ من الجهتين، ولا يترك منه شيء فيه ويجعل مكانه ما شاء كالسكر أو العسل أو اللوز المدقوق أو التمر الهندي أو المحمودة أو الصبر أو الترياق أو أي نوع شاء من الطيب كالمسك والكافور أو القرنفل أو البان ونحو ذلك، ثم يضم القسمان أحدهما إلى الآخر حتى يرجعا إلى هيئتهما الأولى فيربطان في مواضع عديدة بخيط صوف أو نحوه ويطليان بروث البقر الطري، ثم يطين بطين غير مخلوط وروث دواب مسحوق ومعجون بالطين، ثم يغرسان حيث كان ويسقيان حتى ينبتا شجرة واحدة يكون طعم ثمرها ورائحته كطعم ما وضع فيهما مما ذكر.
وأما تلوين الورد وغيره فله طرق: منها تصفير الورد بأن يعمد إلى أصل الورد في شهر كانون الأول فيقشر القشر الأسود الذي على العروق دون إزالته ويشق بالطول ثم يرفع القشر بحديد رقيق من كل جهة عن العرق دون أن فيصل من الأعلى ولا من الأسفل، ويعمل ذلك والعرق وساق القضيب الذي فيه قائم على حاله ثابت في أرضه، ثم يؤخذ منه مسحوق الزعفران الطيب فيحشى به ذلك الخلل الذي بين القشر وعرق الورد، ثم تلف عليه خرقة كتان ويشد رباطه ثم يجعل عليه الطين ويترك مكانه ويرد عليه التراب، فإن ورده يخرج أصفر. منها أن يخرج الورد لا زورديا وذلك بالطريقة المذكورة في التصفير غير أنه يجعل بدل الزعفران من النيل الطيب فيأتي ورده لازورديا حسن المنظر. وقيل إذا حل النيل بالماء وسقي أصل الورد به من تشرين الأول إلى أن يورد، يخرج ورده لازورديا حسن المنظر. وإن أردت وجود الورد في غير أوانه بأن يقطف في الخرفي مثر يعطَّش إن كان سقي زمن الحر ولا يسقى بعد ذلك، ثم يسقى في آب تكرارا، فإنه يلقح لقحا جيدا ويورد في تشرين الأول وفي الربيع أيضا. وكذا إذا حرق الشارف منه في تشرين الأول وأريد استعجال ورده يسقى بالماء بعد إحراقه مدة ثمانية أيام ويقطع عنه الماء أربعة أيام ثم يسقى ثمانية أيام ثم يقطع وهكذا خمس مرات، فإنه يلقح ويورد في الخرفي. ومن أراد أن يجني الورد أي وقت أراد من العام يعمد إلى الورد في شهر أيار إذا فوّه للفتح وظهرت في أطرافه الحمرة، فيميل أغصانه إلى الأرض نزولا ولتكن رؤوس الورد مرتفعة من غير أن تمس الأرض فإنها إن مستها فسدت، ومتى أردت الورد عدت فأطلقت قضبانه وعرضتها الهواء فإنه فيتح ويجني في ذلك الوقت. وهناك طريقة أخرى وهي أن تقطع رؤوس الورد إذا فوّهت للفتح بعراجينها، وهي أغصان متصلة بها وتأخذ قلَّة جديدة وتجعل فيها قدر نصفها من الرمل الرقيق، وتغمس تلك العراجين في القير المذاب ثم تغرس في الرمل في تلك القلة وتطين وتدفن في التراب، فمتى أخرج وقطع، وغمس في القير ونقع في الماء ساعة ثم يعرّض وهو في الماء للشمس، فإن ذلك الورد فيتح ويظهر في حينه. ووسيلة أخرى يجنى فيها الورد في الخرفي وهي أن يعطش في آب وأيلول، فمتى أردت الورد في أي وقت أدخلت عليه الماء فسقيته مرة ثم أخرى ينبت ويلقح ويظهر الورد.
وإذا أردت التفاح في غير وقته يعطش شجر التفاح طوال أيام الحر ثم تسقى في أول آب بالماء تكرارا فإنه يلقح تفاحا جيدا لا سيما إن كان في الخرفي رطبا. ومن ملح الفلاحة وظرائف الخواص إحراق أغصان بعض الأشجار في أصول أشجار أخر فتحمل في غير وقتها، منها إذا حرق السذاب في أصول الورد حتى يرتفع وهج الإحراق إلى الشجرة دون أن يقرب أصلها وذلك في أي وقت كان من السنة التي لا ورد فيها فتحت الورد بعد أيام قلائل، ويجمع رماد ذلك ويخلط بالتراب وينش أصل الورد ويوضع التراب فيه ثم يسقى كالعادة تأتي النتيجة كما ذكر. ومنها الكمثري والخوخ، إذا أحرق جزء من شجر الدلب، وجزء من شجر اللوز في أصل ما ذكر، أخرجت الحمل في غير زمانه بعد طمر التراب في أصل الشجر المذكور دون اقتراب النار منها. وكذلك شجرة الجوز تحمل في غير أوانها إذا أحرقت أغصان العناب في أصلها وتجود بحمل كثير في غير وقت حملها.
وطريقة الكتابة على التفاح الأحمر وعلى الأترج والليمون أو البلح وما أشبه ذلك يكون عند تناهي تكوينه قبل أن يحمرّ أو يصفرّ، أو يكتب عليه أو ينقش أو يصور بحبر فجل أو بمداد أسود أو بصوص البيض أو بوشق محلول أو بجص محلول بماء أو بغراء محلول أو بقير مذاب أو بنحو ذلك بقلم غليظ وتغطى الحبة لئلا يغسل الندى أو المطر ما كتب عليها، ويترك كذلك في شجرته حتى يحمر أو يصفر ويمسح ما كتب عليه أو صور، أو يغسل بالماء، فإن موضع الكتابة يبدو أبيض أو أحمر أو أخضر أو أصفر بحسب لون الثمرة. ويصنع مثل ذلك في ثمار عيون البقر وهي خضراء قبل أن تسود أو تحمر. ورأيت في بعض الكتب أنه إذا كتب عليه وبخِّر بكبريت أصفر وزاج ظهرت الكتابة حمراء في التفاح الأبيض ونحوه. وإن أردت أن يكون زهر الخيري - الذي يسمى في مصر والشام منثورا - أبلق تؤخذ غرسه من خيري أحمر ومثلها من خيري أبيض أو غرستين من كل لون، فتفتلان مثل الحبل وتغرسان معا فيخرج زهره أبلق، وكذا إذا زرع البزر الأبيض والأحمر في موضع واحد، فإذا نبت فتل النبات بعضه ببعض وجمع في حلقة من قصب أو خشب أو غير ذلك، ثم يكبس تحت الأرض إلا أطرافه فتكون أزهاره بلقاء.
وتأمل هذا وما ذكر في الآس وغيره وركِّب ما شئت وولِّد ونوّع ما أردت تحصل من ذلك على أشياء بديعة.
وأما ملخ البقول الآتي ذكرها فإذا أردت أن يكون في أصل واحد منه ألوان شتى، فخذ بعرة جمل أو شبهها فجوّفها وضع فيها بزر خس وكرفس مثلا من كل منهما بزرتين أو ثلاثا ثم أدفنها في أرض مشغولة وغط ذلك بتراب طيب وزبل عفن مدقوق فينبت أصلا واحدا، وإن جعل بدل الخس بزر السلق ونحوه فإنه ينبت ومنهم من يرض بعرتين أو ثلاثا ويخلط بها البزر ويصرّ الجميع في خرقة ويطمها في الأرض كما ذكر. وإن أردت أن يعظم الشلجم والفجل فخذ قِدرا كبيرة مثقوبة واملأ نصفها تبنا واجعل فوقه ترابا طيبا وزبلا قديما، ثم ازرع فيه فجلا أو شلجما وادفن القدر في التراب حتى تكون مساوية لوجه الأرض، فإنه يخرج منها نبات عظيم بكميات كبيرة. ويمكن إنبات الكزبرة من لا شيء وذلك بأن يؤخذ تيس وترش خصيتاه بماء ثم يرش ذلك الماء على أرض مشغولة فإن الكزبرة تنبت من غير زرع بزرها وطريقة إنبات الشبث من دون زرع يكون بصب الماء الحار في أرض مشغولة فإذا مضى عليها سنة نبت في تلك الأرض الشبث. والعوسج ينبت من غير بزر إذا دفن قرن الحمل في زبل وترك حينا، فإنه ينبت عوسجا. والنعنع يمكن إنباته من الخيوط والحبال التي تحمل أوساخ الذباب في أرض عامرة. والهليون يمكن إنباته كما قال ابن زهر بقلع قرون الكباش ودفنها في التراب. ونقل أبو زكريا يحيى بن العوام في فلاحته أنه ينسب إلى بعضهم أنه أخذ قرني كبش وثقب طرفيهما الغليظين ودس فيهما قضبان الهليون وغرّق القرنين في زيت ومرغهما في رماد وطمرهما في الأرض وعمَّق لهما وأدام سقيهما بالماء فنبت الهليون بعد ثمانين يوما.
عفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا))
حمل toolbar alexa لتصفح أسرع و حماية أكبر
يداً بيد نبني سورية الغد
الباب الثامنفي الحبوب والبزور والبقول
وذكر أراضيها وأوقات زرعها، وحصاد ذلك واختباره، وما يوافقه من الأرض وما يحفظه وذكر منافع ذلك وخواصه على التفصيل.
اعلم أن القمح يغتذي من الأرض كثيرا ويمتص ما فيها من قوة ورطوبة، والشعير غذاؤه من الأرض أقل من القمح، وكثيرا ما تضعف الأرض عند توالي زراعتها فيها، فإذا أرنا منع ذلك زرعنا الشعير بدل القمح فإنه أبقى لقوتها. والعدس والجلَّبان يطيبان الأرض، لا سيما الرقيقة وهي لذلك أشد حاجة لهما. والحمص فيه عشبة تفسد الأرض كثيرا، ومع هذا فاغتذاؤه من الأرض أقل من القمح والشعير. وأما الكرسنَّة والفول والجلبان والعدس فأرضها نافعة لزراعة القمح. والقطن أرضه طيبة للزراعة، والترمس يزرع في الأرض الرقيقة الضعيفة فتقوى به، وإذا زرع القمح بعده جاد، لأنه يطيب الأرض الرديئة. ويزرع القمح في الأرض الطيبة السهلة، والشعير في الأرض المتوسطة الحال بين الرقيقة الطيبة، والفول في الأرض الندية الرطبة ويزرع قبل موعده، والحمص كذلك وإن بكرت بالحمص، فازرعه عند زرع الشعير فيجود ويأتي طريا، وإن أريد للخزن يزرع في نصف كانون إلى آخر آذار. والعدس إذا زرع في الأرض الرقيقة يطيبها وموعده من نصف كانون الآخر إلى الاستواء الربيعي. وقيل إن زرع الخرفي جاد وحسن. والسلت تنفعه الأرض الرملية ويزرع على وجه الأرض المهملة فينبت وكذا الترمس، ويبكر بالسلت في الخرفي.
والدخن يزرع في الأرض الرملية وتحرث أرضه مرات، وينقى حشيشه باستمرار. والذرة تزرع في القيعان الرطبة والرملية الندية ويزرع متأخرا كالدخن. والأرز أحسنه ما يكون على السقي، وقد يزرع على غير سقي في القيعان الرطبة بعد حراثتها والعناية بها، ويزرع في نيسان وإذا زرع على السقي ونقل بعد نباته جاد. والسمسم يزرع في الأرض الرطبة كالجزائر والقيعان فيجود، وتتأخر زراعته إلى الاستواء الربيعي وقليله في البدر كاف وإذا زرع على وجه الأرض وأصابه مطر ثم طلعت عليه الشمس ضغطته الأرض ضغطا يؤيد إلى الضعف والفساد. وكذلك القطن فتؤخر زراعته حتى يستقيم الهواء. والكتان يزرع في الأرض الطيبة جدا لئلا يغلظ سلقه ويكثر من بزره فيلتف بعضه على بعض لرقة اللحاء. والقنب يزرع في الأرض الخصبة الدائمة الرطوبة في وقت طلوع السماك الرامح من السادس عشر من شباط إلى وقت الاستواء الربيعي، وهو الرابع عشر من آذار، وقد يزرع في نصف نيسان فيجود وهو مما يمتص باقي الأرض من غذاء فيتركها صفيقة هزيلة، ولذلك تزبل بعده الأرض حتى يمكن زراعتها في المستقبل.
والقطن يزرع في القيعان والجزائر المستوية في أيار بعد حرث الأرض مرات كثيرة كي ترتخي وكلما زادت حراثتها قبل بدره كان أجود. وينقى بعد خروجه مرات ويقلع من حوله سائر الأعشاب فيجود جدا. والجلبان يزرع وقت الباقلاء وهو الفول، وقد يؤخر إلى شباط، ويطيب له كالعدس. وقيل يزرع القمح في الأرض الندية، وإن زرع في الجافة قطعت أصوله الديدان وإن سلم جاء ضعيفا، وكذا الجلبان، وإذا أخصب زرع القمح والشعير وطال في الأرض الرطبة يخشى أن يركب بعضه بعضا ويفسد ولذلك تترك فيه الدواب لترعاه فتمنع فساده وينبت ويجود. وينبغي أن تؤخر الزراعة في الأرض الباردة جدا إلا أن يكون ذلك النبات كالقمح والشعير فلا بأس من زراعته لأنه لا يبالي بالثلج والهواء، ويبكر بزراعة الكتان، ويؤخر مثل الدخن والذرة والسمسم والقنب والقطن وكذا البقول، وإذا دفن البزر مع هبوب ريح الجنوب يأتي الزرع كثير البركة، ويبدر يوم مطر ولا يبدر شيء من الزرع حتى تجف الأرض. وقيل لا يزرع القمح إلا بعد ثلاث حراثات أو أربع مع قلب طيب وثرى معتدل وجو خال من الهواء والمطر. والشعير بحراثتين أو ثلاث، والقطاني يكرر عليها مرات مفردة نحو العشر حرثات إن أمكن. ويكون البدر في ثلاث دفعات متفرقات، دفعة في أول الموسم ودفعة في وسطه ودفعة في آخره، فلا يخيب كله، ويتوخى زيادة القمر، إلا الكتان جرّب في النقصان فلم يخب، والزرع الباكر من نصف أيلول، ما زرع قبل ذلك لا يفلح، وما زرع في شباط ربما يفلح قليلا، والوقت المتوسط من زرعها إلى حصادها مائة يوم ولا ينبغي أن يزرع قمح ولا شعير في الحادي والعشرين من كانون الثاني حتى آخره.
قال صاحب الفلاحة: إذا أخذ جاد ضبع وربط على المكيال عشرة أيام ثم اكتيلت به الحبوب وزرعت أمنت الطيور والدود والفار. وأيام الدفء في الشتاء هي الأجود لزرع الحنطة، وإن كان مع ريح الجنوب وزيادة القمر كان الموسم الأجود ويأتي الحب كبيرا وكذا سائر أصناف الحبوب، ومما يخصب الحبوب ويزيد في إنتاجها برادة قرون البقر والغنم بعد دقها بالهاون وخلطها مع الحبوب قبل البدار. ويقال في البدار المعتدل فيما ذكر من الحبوب، إذا بسط إنسان يده على ارض المزروعة قبل تغطية البدار بالحرث جاءت السنابل وفيها سبع أو ثمان حبات من القمح أو تسع أو عشر حبات من الشعير أو أربع حبات أو خمس أو ست من الفول، وكذا الترمس والحمص. ولا يزرع من الحبوب ما لحقته آفة فإنه لا ينبت ويذهب العمل هدرا، وأجود البدار ما كان عمره سنة ودونه ماله سنتان، وماله ثلاث سنين رديء إلا الجاروس وهو الذرة، والأرز وتكون الحبة سمينة صالحة، ولا خير فيما أكله السوس ونحوه.
وأما الحصاد فالقمح يحصد سريعا وفيه بعض رطوبته ليكون أجود وأحلى، والذي يؤخر حصاده يصمد أكثر، ويحصد الشعير أولا لئلا تتقلص حباته ويصفر لونه ويهزل، ويسارع في جمع الحبوب قبل جفافها كثيرا لئلا تتقبض، وإذا جف جفافا جيدا لا يسرع الفساد إليه. وأحسن الحصاد سحرا وآخر النهار، والتذرية في يوم ريح الشمال أصلح. وبعض لحكماء كان يأمر الحصادين ومن ينظف القمح والشعير ويجمعهما أن يغنوا ويرفعوا أصواتهم بألحان مليحة، فإن لذلك تأثيرا طيبا فيهما. والحبوب المحصودة باكرا تكون أطيب طعما، ويظهر ذلك العدس ونحوه وهو أسرع نضجا عند الطبخ، وتحصد القطاني برطوبتها في الندى ويجعل السنبل للشرق، ومحل قطع المنجل للغرب فلا يعتريه الفساد.
وأما موضع البيدر فيجعل إلى ناحية هبوب الشمال والجنوب مستويا غالبا بعيدا عن البساتين، فإن التبن يضر بالشجر المثمر إذا وقع على الثمر والورق ويجففها، وكذا البقول، فإنه بمنزلة السم القاتل، ويبعد به عن البيوت فإن غباره مضر. ويبعد به أيضا عن اصطبلات البقر والخيل ونحوهما. قال ابن زهير: إذا حصد القمح في يوم العنصرة وهو الرابع والعشرون من شهر حزيران، لم يدخل السوس ذلك القمح. وأما مخازنه فينبغي أن تكون كثيرة المنافس لدفع البخار ووصول الهواء البارد من الصبا أو الشمال. ولا يكون فيها نداوة ولا رائحة منتنة، ولا بخار كريه. وينبغي أن تطين حيطانه بطين عجن بالشعر بدل التبن، ثم بالطين الأبيض من داخل وخارج. ومما يحفظ الحنطة من الفساد أن يعد تراب أبيض يابس وورق شجر الرمان يابسا مدقوقا وينثر عند الخزن على كل مدّ من الحنطة مقدار الثُّمن. وكذا إذا خلط جص منخول بالشعير بقدر ما يرى بياضه أو دفنت جرار مملوءة بخل في وسط الشعير يسلم ذلك من الآفة. وإن نقع قثاء الحمار وورقه يومين في ماء وصفي وعجن به رماد ورمل، وكذا إن بُل الرمل بدردي الزيت، فإنه يقتل الهوام، وقد يخزن القمح والشعير في حفائر في الأرض البيضاء الجافة الباردة فيحفظ دهرا.
عفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا))
حمل toolbar alexa لتصفح أسرع و حماية أكبر
يداً بيد نبني سورية الغد
الباب التاسعفي أنواع الحبوب المستعملة
وما يجعل منها خبزاً وكيفية زرعها وبعض خواصها
وأنواع الرياحين وباقي المزروعات
فالقمح أفضل أصناف الحبوب وأقربها إلى الاعتدال، إلا أنه أميل إلى الحرارة وهو معتدل الرطوبة واليبوسة، والقمح المسلوق حار رطب، ينفع الأبدان المتخلخلة، ويزيد في قوة البدن ويغذي كثيرا ولا سيما، إن طبخ مع اللحم، فإنه حينئذ يشد البدن ويزيد في قوته زيادة بيِّنة ويفيد أصحاب الكد والتعب والحساء المتخذ من دقيقه وماء الكشك المعمول منه نافعان من السعال وأمراض الصدر وقروح الرئة. والسَّويق المتخذ من القمح ما كان نقيعا فإنه يبرد ويطفئ الحرارة ويسكِّن العطش إذا شرب بالماء البارد بعد أن يغسل بالماء الحار مرات لتذهب عنه رياحه. وأجود سويقه المعتدل الغلي، وهو حار يابس في الأولى، وينفع الحشا الرطبة وهو بطيء الهضم كثير النفخ. وينبغي أن يغسل بالماء الحار ويضاف إليه السكر. والنشا مزاجه بارد، وغذاؤه أقل من غذاء سائر ما يعمل من القمح، وأبطأ هضما لغلظه ولزوجته، ولذا فإنه يولد الانسداد في الكبد والكلى وهو أحسن غذاء لمن به سعال من خشونة الحلق وقصبة الرئة والصدر ولا سيما إذا عمل منه حساء بالسكر ودهز اللوز، والأطربة باردة رطبة عسرة الانهضام تولد خلطا غليظا لزجا لأنها متخذة من عجين فطير، وغذاؤها قليل لكنها تنفع من السعال وخشونة الصدر والرئة وأوجاعها إذا خلطت بدهن لوز وزبد وهي لا توافق انسداد في الكبد وغلظ الأحشاء وتصنع ممزوجة بالفولنج والزنجبيل والصعتر.
والنخالة فيها حرارة فإذا صنع من مائها حساء مخلوط بدهن اللوز والسكر نفع معه سعال ورطوبة في الصدر، والرئة أو ورم في الحلق وإن ضمدت به المواضع التي فيها الريح أخرجه. وأما الخبز من القمح فهو أصناف كثيرة، وأجوده المطحون في رحا الماء، فإنه خير من المطحون في رحا البهائم، وأجود الخبز ما كان من قمح جيد نقي أحكم تحميره وملحه ونضجه في التنور، وما كان من حنطة كثيفة أكثر غذاء مما كان من حنطة رخوة. وأبطأ هضما ما اتخذ من لباب الحنطة، وهو يولد الانسداد إلى الإمساك. وأقله غذاء ما اتخذ من حنطة نزع لبابها. والخبز من الحنطة الجديدة يسمِّن بسرعة، والقريب العهد بالطحن يحبس البطن، والقديم يطلق البطن. والخبز الحار يعطش لحرارته، ويشبع بسرعة. والخبز العتيق اليابس يعقل البطن، وخبز الفطير إذا جعل في الماء رسب، والمختمر جدا يطفو، والمتوسط لا يغرق ولا يطفو، وأصلحه ما كثر ملحه ونضجه. والخبز المطبوخ كان يختاره بعض الملوك، وهو أن تأخذ قدرة جديدة يجعل فيها العجين وهو لين جدا ويوضع القدر في تنور ناره هامدة ويطبخ حتى ينضج وهو أسرع هضما وأكثر غذاء. وإن عجن بماء الخمير المنقوع فيه زبيب وخلط مع العجين زيت ودهن لوز كان خبزا ولا ألذ وهو الخبز الذي بالغ حكماء الفلاحة الأقدمون في مدحه وكثرة منافعه، وإنه إذا أدمن عليه إنسان قوي جسمه بحيث لا يعرض له شيء من الأمراض ولا يفسد في معدته طعام ذكروا له منافع كثيرة أخرى. وخبز الثوم ينفع من لدغ الحيات ويخرج الرياح ويحسن اللون ويطول عمر آكله، وطريقته أن يؤخذ أربعون جزءا من الدقيق عشرها دقيق شعير، والباقي دقيق حنطة، ويطرح عليها جزء واحد من الثوم المسلوق والمدقوق في هاون حتى يصير كالمخ وثم يعجن بالملح والبورق وهو أجود ثم يخبز ويؤكل وقد ذكروا من منافعه ما يشبه العجائب. وأما الشعير، فأجوده الجديد الأبيض الكبير الحجم، وطبعه بارد يابس في السنة الأولى من عمره. وقيل في الثانية، وغذاؤه أقل من غذاء القمح، وخبز الشعير بارد يابس وهو يولد الرياح، ويجفف الطبيعة ويعقلها، فيؤكل مع الأشياء الدسمة كالسمن والزبد ومرق اللحم والأشياء الدهنية. وأما الأرز فقيل إنه ضرب من الحنطة شديد البياض، ينبت في الماء لأنه لا يروى قط، ولا يؤكل الأرز مع الخل أصلا، ولا مع طعام فيه، لأنه يضر جدا. وهو بارد في سنته الأولى يابس في الثانية، وقيل معتدل ويحبس البطن، والأرز يزيد في نضارة الوجه، ويخصب البدن، ويري أحلاما طيبة ويضر بأصحاب الفولنج، ويصلحه اللبن الحليب والدهن.
وأما الحمص فأنواع، أبيض وأحمر واسود، وإن أردت أن يكبر الحمص ويجود فانقعه قبل أن تزرعه بيوم في ماء ساخن قليل الحرارة حتى ينبت، ثم ازرعه في أرض ندية، وتوافقه الأرض السنجة، فيخرج نباتا قويا جدا. والحمص الأبيض يورث أكله السرور وسكون النفس، وإذا جعل معه عند طبخه خردل فإنه ينهرّى إنضاجا. وزرع الحمص مع قشوره أجود. ومن خواصه أنه إذا سحق وخلط بالصابون أو بالملح وغسل به ثوب فيه أثر دم أزاله، والحمص بطيء الهضم جدا، وإصلاحه تكثير ملحه. والفول وهو أنواع: بجائي أسود غليظ، ومصري احمر غليظ، وشامي أبيض غليظ، وهو يقطع رائحة الثوم من الفم إذا أكل بعده، وإذا أكلته الدجاج انقطع بيضه وكثر ألبان الغنم إذا اعتلفته. والعدس ويسمى البلس، يزرع سقيا وبعلا، وإذا دلك بروث البقر قبل زرعه أسرع إنباته وعظم. ومن خواصه إذا زرع مع البزور كلها مخلوطا بها، فإن الآفات تنزل عليه وتسلم البزور التي زرعت معه، وهو يصبر على العطش ويسكِّن حدة الدم، ويقوي المعدة، وماؤه ينفع مع الخوانيق، ويضر أصحاب عسر البول كثيرا. ويمنع إدارا البول والحيض، وقيل من يأكل العدس لا يزال مسرورا يومه ذلك.
والجاروس وهو الذرة تزرع سقيا وبعلا وهي بيضاء وسوداء، وتزرع يف أيار ولا تسقى في أول نباتها وتزرع في البعل في آذار ونيسان. والذرة الصيفية تحتاج إلى سقي كثير متتابع قريب من سقي الأرز وأكلها يورث العطش كالأرز. والدخن يسمى جاروس ويزرع سقيا وبعلا، وهو أنواع، أبيض غرنوفي وأحمر وأسود، وزرعه من عشرين آذار إلى آخر نيسان وهو يحبس البطن ويدر البول، ولكنه يولد الانسداد والحصى، ويصلحه السكر والعسل. والكرسنة تزرع في البعل في آذار ونيسان، وتعلف بها البقر فيكثر لبنها، وقيل كل ذوات الأربع، وتوافقها الأرض اليابسة الصلبة، وتفسد في الأرض اللينة والرقيقة والضعيفة وتصبر على العطش. والجُلَّبان ويعرف بالجلبان الأعرج، لأن من خواصه المذمومة إذا رقد عليه إنسان وهو محصود قبل الدرس أو على تبنه وعرق عليه أو تحته، فإنه يعرج لا محالة ومن أنواعه الششلق والبسلة، والماشُ المدحرج ذو الحب الكبير ويسمى المج لونه أزرق، ورقه كورق الفول، وهو قريب من الباقلي، وزرعه في شباط وفي كانون الأول، وإن خلط بزرق الحمام كان أسرع لإنباته ونضجه، ويسقى عند زرعه مرة واحدة تغنيه عن سائر السقي، أو يسقى مرة أخرى إذا ظهر نواره ويقال إذا أكله إنسان لا يزال مسرورا ذلك اليوم. والششلق نوع من الماش أصغر حبا وأطيب طعما، ويزرع على السقي في كانون الثاني وشباط، ويسقى مرة واحدة بعد نباته، والبسلة نوع منه اصغر حبا، وورقه كالكرسنة. والماش الهندي وهو القلفا ويسمى الكثيري، وهو أكبر من بزر الكتان، ولونه أغبر، ويفتت حصى الكلى، ويدر البول والحيض.
واللوبياء ويقال لوباء وهي اثنا عشر نوعا: عاجية، وهي المعروفة بالمغرب، وشامية لون الحنطة، وعراقية وهي سوداء، وياقوتية وهي حمراء، ولكية وهي حمراء إلى سواد، وعقعاقة مجزعة بسواد وبياض، وفخارية حمرتها كالفخار، وصينية سوداء مفرطحة أصغر من الترمس، وشتوية، وصيفية، وشركية قدر حبة الزيتون السوداء، وصقالبية قدر الزيتون بيضاء، وخشبية قدر بيض الحمام مجزعة، ورومية قدر العناب بيضاء مائلة إلى صفرة، ولا تخرج برية البتة، بل تزرع سقيا في آذار ونيسان ولا تزبل، فإنها لا تتحمله، ولا تتحمل الماء الكثير، ويكون بين الحبة والحبة عند زرعها مقدرا شبر عرضا ومقدار ذراع طولا، ولا تسقى حتى تنبت فإن تأخرت عن الحمل، قطع عنها الماء. وقد تزرع في السنة مرتين، مرة في الربيع ومرة في الصيف. وما زرع في الصيف أسرع نموا، وحبه ألطف ورطوبة الماء أنفع لها من سقيها بالماء، ولا تؤكل نيئة البتة، فإنها تورث الصداع، وتطبخ بالماء العذب حتى لا يبقى عليها إلا القليل منه وتؤكل مع الخبز بعد أن يذر على الحب القليل من الملح ثم يشرب ماؤها بعد الأكل فإنه يزيل الإسهال الحاد، ولا يعرف في إزالته أبلغ من اللوبياء المطبوخة كما إنها تنفع المعدة.
عفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا))
حمل toolbar alexa لتصفح أسرع و حماية أكبر
يداً بيد نبني سورية الغد
والسمسم ويسمى الجلجال، ووقت زراعته آذار ونيسان يزرع بعد وقت ابتدائه بالترويس، ثم يقطع الماء عنه لتفحيله، وإذا قل إيناعه كثر حمله وإن اشتد إيناعه قطعت أطرافه بقضيب فتقل المادة الموجودة ويجمع جوزه بالغداة إذا تفتح وظهر قطنه وفيه بعض رطوبة ويكون ذلك في شهر أيلول، ويستر عن الشمس لتبقى فيه نداوة، ويزال قطنه في الظل باللقط بأصابع اليد برفق، ثم يجفف القطن بالشمس ثم يرفع. ويزرع في القيعان والجزائر ويجود في الأرض ذات التربة الحمراء أو السواد السليمة من الملوحة وهو سريع النمو والعطش يضره حتى يكاد يهلكه، وإن عطش عولج برش الماء على قضبانه وورقه وألقي على سيقانه الزبل المعفن المصنوع من روث البقر وورق القرع وتبن الباقلاء وورق السبستان.
والفصة وهي القضيب والرطبة وتسمى إذا جفت ألقتّ والعلف، وأجودها الخضراء ذات المالس وقد تعمر نحو عشرين سنة لكنها تحصد كل عام إذا أينعت، وإذا سقيت عادت فنبتت لأنها تحب الماء كثيرا. وموعد زرعها في النصف الأول من شباط ويعلف بها الخيل وجميع الدواب، وزيت بزرها أنفع شيء للرعشة. والبرسيم، ويسمى القرط، وموطنه مصر، وتألفه الأفيال والمعز، كما أنه علف للخيل وغيرها، ولا يحصد إلا مرة واحدة ثم يجدد زرعه كل عام، ويؤخذ بزره كغيره بعد أن ينضج. والخشخاش، منه الأبيض والأحمر والأزرق والأسود وغيرها من الألوان المختلفة، وزهره أبيض وأحمر وغير ذلك يزرع ويزبل بزبل عفن وزرعه من أول كانون الثاني إلى شباط، ويحرك مع الأرض ويسقى دون إسراف مرة أو مرتين، فإذا نبت يقطع الماء عنه، ويسقى مرتين في الأسبوع ويزرع في الأرض التي يخالطها رمل وفيها رطوبة وإذا أخذت واحدة بما فيها من البور ودفنت في التراب الندي، ينبت منها أصل كبير منبسط تتفرع منه قضيب كثيرة، والأبيض قد يطحن ويخبز فإذا أكل مع الحلو كان غذاء للبدن ولكن يمنع عن الشيخ بالمرة وكذلك عن البارد المزراج، وكثرة أكله تثقل الرأس وتكثر النوم، ولا يقرب البري منه بحال من الأحوال فإن فيه سما، وإذا جفت عصارة الخشخاش الأسود المصري في الشمس كانت كالأفيون، وأجوده الكثيف الثقيل المر ذو الرائحة القوية السهل التحلل في الماء الحار كما ينحل في الشمس ولا يظلم السراج إذا شعل منه ويكون هشا، وأما الأصفر الضعيف الرائحة الذي يصبغ الماء الصافي فإنه مغشوش، ويغش بالماميتا أو بالصمغ وهو البراق. الأفيون بارد في الرابعة، يابس في الثالثة. وقيل في الرابعة يكون مخدرا مسكنا لكل وجع طلاء وشربا، والشربة منه قدر عدسة ولا يزاد على دانقين إذا أخذ منه درهمان يف البرد قتل، ودرهم يبطل إذا شرب وحده.
والفوّة تزرع بعلا وسقيا وهي ثلاثة أصناف، صنف نواره أصفر وهو الأكبر، وصنف نواره أبيض وورقه دقيق، وهو قليل، وصنف صغير دقيق الورق لا يعلو أكثر من إصبع وثمرته صغيرة اسمها نجوية وهي التي تصبغ بها الثياب وتنبت في البساتين وغيرها وتزرع بزرا أو عروقا أو أغراسا وتوافقها الأرض الرخوة والخصبة، والماء الكثير ينفعها لكن لا بد من حرث الأرض مرات وتزبيلها قبل زرعها وموعدها في آذار. ويزرع بزر الفوة كالحنطة، وتنبش إذا صارت طول صابع، وتُعطش حتى يبدو عليها الذبول، وتسقى بعد ذلك مرة في الأسبوع مدة الصيف وستغتني في الخريف عن الماء بالأمطار، وتحصد أطرافها العليا بعد إدراكها وذلك بعد عامين من زرعها، ومن أحب التعجيل فليقطع عروقها في أيلول وليقطع الضعاف الرقاق ثم يطمرها بالتراب فتنبت ثالثة وتتجدد وتترك عروقها الباقية في الأرض كل سنة وتعمر الفوة أعواما.
والحنَّا وتسمى أوقان لا تنبت في البلاد المفرطة في البرد. ويختلف نوعها بحسب البلدان ومناخها، فهي في البلاد الحارة الرطبة الهواء، تصير شجرا وتبقى خمسة عشر عاما، يقطف ورقها كل عام بطنا بعد بطن، ويتعهدها صاحبها بالزبل والسقي والرعايا كالكرم فتعود فتية، وتخلف أغصانا جددا وأوراقا، وكذلك هي في الحبشة، وأما في البلاد غير المفرطة البرد فيزرع بزرها في كل عام ويؤخذ ورقه فقط ولا يبزّر، وطريقة زرع بزرها ان ينقع في الماء يومين وليلتين وهو مصرور في خرقة ثم يعرك باليدين حتى يتقشر ويخرج من غلافه ويصير كبزر التين نقيا، ثم يوضع على قطعة من صوف بحيث لا يشمل إلا ثلثها ويعرض للشمس على لوح مائل لينزل منه الماء بعد أن يغطى بما بقي من قطعة الصوف لئلا ينفذ إليها حر الشمس فيجففها، ويرش أول الليل بالماء ويوقد تحته حتى يبقى دافئا وهكذا يعرض في النهار بعد رشه بالماء الفاتر للشمس وبالليل يدفأ بالنار ثم تحرث الأرض ثلاث مرات وتقلب، ويزرع مخلوطا بالطين الذي يخرج من الآبار ويسمى الحمأة، يعمل منها أحواض معتدلة مستوية لها أطراف واسعة وتزبل بزبل الآدمي اليابس أو زرق الحمام. يفرش البرز في الأحواض ثم يطلق عليها الماء حتى يمتلئ ويسقى ثمانية أيام متوالية، ثم ثلاثة أيام في الأسبوع فإذا صار بطول الإصبع ينقي من العشب ويسقى الماء مرتين في الأسبوع. فإذا صار نحو شبر يُنفش برفق ويذّر عليها زرق الحمام أو زبل آدمي جاف وعند تجفيفها توضع في الظل لأن الشمس تجعلها صفراء وتقلل من صبغها. ويرش الورق بقليل من الزيت وتخزن في الخوابي الجدد بعد أن تدق ناعما، وتسد رؤوس الخوابي بالجلود ويُطين عليها لاستعمالها عند الحاجة، والبزر يزرع في نيسان وأيار.
والزعفران ويسمى الجاري والكركم، وأصله بصل يزرع سقيا وبعلا ينبت في البلاد الباردة المعتدلة، ولا توافقه كثرة الماء ويغرس في أيار وحزيران، وينبت في تشرين الأول، ويخرج نواره قبل ورقه، ويتحطم ورقه في الحر، ويغرس في البساتين كالبصل والثوم، في حفر عمقها نحو ثلثي شبر، ويوضع بصله صفوفا ويكون بين البصلة والأخرى نحو ذراع، ويرد عليه التراب ويسقى بالماء كالبصل. وتنويره أول نزول الغيث، وفيه اسمانجوني اللون وفي وسطه شعرات حمر هي الزعفران، وورقه خيطان دقاق منبسطة يجمع قبيل المغرب ويعمل أقراصا توضع على ألواح لتجف في موضع لا ريح فيه. وقيل ترضّ شعراته ويجمع بعضه إلى بعض ويعمل أقراصا ويجفف على نار فحم هامدة في مقلاة جديدة فتشتد حمرته. وقيل إنه لا ينوّر حتى تكون زنة بصلته أوقية. وفي البعل تحرث له الأرض جيدا ثم يفتح فيها خطوط بالمحراث متباعدة يزرع فيها البصل ويرد عليه التراب، ويزرع في وقت السقي وتحت شجر الزيتون فيبقى أعواما ينوّر كل عام، وهو من الطيبات ولكن أصوله لا تؤكل، وأجود الزعفران الطري ذو اللون الحسن الشديد الحمرة الذكي الرائحة وعلى شعراته قليل بياض، وهو صحيح غير متفتت، وهو حار في الثالثة، يابس في الأولى، فيه قبض وهو محلل منضج.
والكمون منه بري ومنه بستاني، وأصنافه الأسود اللون والأصفر الفارسي، والنبطي الموجود كثيرا، وهو الشامي، والكرماني والأصفر أقوى من الشامي، وكله يزرع سقيا وبعلا، ولا يحب الأشجار ولا القرب منها، ولا يسقى كثيرا بل يسقى مرتين أو ثلاثا، ويزرع في كانون الثاني بعد حرث الأرض وتزبيلها ويكون ذلك مع سكون الريح، ويحرك مع التراب ويسقى مرة واحدة باعتدال فإذا جف أعيد سقيه حتى ينبت، فإذا نبت رفع وامتلأ بزره، وينفض حبه نفضا وهو حار يابس في الثالثة، يقتل الدود، ويطرد الريح، ويحلل، والإكثار منه يصفر اللون أكلا وطلاء للجلد من خارج، وهو يدمل الجراحات، ويقطع الرعاف مسحوقا مع خل، وقيل من خزن في بيت فيه كمونا اصفر لونه، وإن بخر به لم يقربه البق. وإن دق وذر على قرية النمل لم يخرجن.
والكاشم وهو الانجدال الرومي، وأجوده الأصفر الطري الكبير الورق، ويشبه في قوته الكمون، ويزرع كما يزرع الكمون، وهو حار في وسط الثالثة، ويزره وأصله مسخن، وهو يطرد الرياح، ويفتح الانسداد ويساعد على الهضم، ويقوي المعدة، ودرهم منه تقضي على الديدان في الجسم.
والكراوياء برية وبستانية وزهرهما أبيض فتنجب وتنبت في الأرض الرطبة الكثيرة الرمل، وتغرس نقلا أيضا فتنجب وتنبش أرضها، وإذا عطشت تسقى مرة حتى تنوّر فيقطع عنها الماء، وهي تحمل بطونا، ويداس نباتها بالأقدام ويرض ساقها كما يفعل بالبصل والشلجم، ويبسط عليها الزبل وتسقى، فإنها يتجدد نباتها ويقوى ويزهر كله في وقت واحد. وأجود البستاني الجديد وهو حار يابس في الثالثة، وقيل في الثانية يطرد الرياح، وينفع من الخفقان، ويقتل الديدان، ويدر البول، وينفع من المغص الشديد، وأكثر ما يؤخذ منه درهم.
والقردمانا هي الكراويا البرية وزرعها كزرع الأنيسون من حيث السقي ونحوه. وأجودها الحديد الأصفر الطويل الممتلئ، وهي حارة يابسة في الثالثة، تنقي الصدر، وتنفع من السعال في البرد، وتنفع من المغص والدوران والقولنج ووجع الكلى وعسر البول، وتنفع من لدغ العقرب وسائر ما ينهش وأكثر ما يؤخذ منها مثقال. والأنيسون هي الحبة الحلوة، وبزر الرازيانج الرومي، والكمون الأبيض، وقيل هو البسباس الشامي، وهو بستاني بري، يزرع بعلا وسقيا، توافقه الأرض الرطبة، ويزرع من كانون الثاني حتى آخر نيسان، ويجمع حبه في آب، ويوافقه السقي الكثير بالماء والنبش، وينقى من العشب ويسقى مرتين في الأسبوع حتى يظهر نواره، ثم يقطع عنه الماء. والأنيسون يدفع مضرة السموم أكلا، وهو حار يابس في الثالثة.
والرازيانج، ويسمى النافع والشمر والشومر، وهو بري وبستاني، وأجوده البستاني الطري، والبري حار يابس في الثالثة، والبستاني حار في الثانية، وورقه حار في الأولى، وبزره وعروقه حارة في الثالثة. ويزرع في آذار وأيلول، وهو طيب حلو مرارة لذيذة، وينبت وحده في الأرض الطيبة، ولكن الذي ينبت فيه بالقلاحة يكون أقوى وأكبر وأغزر، وهو يزيد في اللبن، وينفع المعدة، ويفتح الانسداد، ويحد البصر وخصوصا سمغه. والهوام ترعى بزور الرازيانج ليقوى بصرها، والحيات تحك به أعينها إذا خرجت من مكامنها بعد الشتاء.
والشونيز وهو حبة البركة منه بستاني ومنه بري وهو الحبة السوداء، توافقه الأرض الرطبة. وزرعه في شباط وآذار ونيسان، ولا يسقى كثيرا في صغره فإذا كبر سقي بكثرة. وإذا نما نبته واشتد يقطع عنه الماء وينقى من عشبه، ويسقى مرتين في الأسبوع. قال الكندي: الإكثار منه يقتل. وهو حريف حار، يابس في الثالثة، مقطع للبلغم طار للرياح نافع من الانتفاخ والزكام وخصوصا إذا أخذ مقليا، ودخانه تهرب منه الهوام ومقدار ما يؤخذ منه درهم. وقال ابن زهير: من خواصه أنه إذا أخذ من الشونيز والحرمل مقدار دانق من كل منهما ومن المصطكي نصف دانق، ودهن به بين المتحابين تقاطاعا وضد ذلك إذا أخذ منه دانقان ومن البلسان نصف دانق، ومن قشور الراسن نصف دانق ثم جعل في طعام متى حلَّت فيمن يأكله روحانية المحبة، وطبيخه بالخل ينفع من وجع الأسنان مضمضة.
والحرف وهو حب الرشاد يزرع سقيا وبعلا، وهو أنواع، ويزرع في شباط وآذار ونيسان، ويقلع إذا نما واستوى في أيار، وإذا دخن به طرد الهوام، وهو حار يابس في الثالثة. وقيل في الرابعة، وهو منضج ينشف قيح الجوف وإذا شرب ماؤه أو طلي به أمسك الشعر المتساقط وينفع من الورم البلغمي والدمامل إذا نقع مع ماء وملح كما ينفع من الجرب المتقرح ويطرد الدود. والخردل بري وبستاني وأجوده الكبير الجديد الأحمر ويجود في الأرض الخصبة ولكن كثرة الماء تضره وهو لا يسقى أكثر من مرتين أو ثلاث فقط، ويزرع مع الخيار على السقي، وبزره ان جعل في لحم أو عدس أو حمص أو ماش وما أشبه ذلك من الحبوب واللحوم نضج سريعا، وإن أكثر منه أفسدها، وإن نقل ثلاث مرات في شتاء معتدل عظمت شجرته، وبقيت السنة والسنتين ويزبل ويسقى، وبزره إذا سحق وذر على الخل حفظه من الدود وأبعد عنه الفساد وحفظ حموضته، وهو حار يابس في الرابعة ويقطع البلغم، والبري منه ينفع من داء الثعلب ومقدار ما يؤخذ منه مثقالان، وأغصان الخردل وورقة يؤكلان.
والكزبرة ويقال كسفرة، تزرع بعلا وسقيا في الفصول كلها، ويكثر تزبيلها في البرد الشديد، وتزرع في تشرين الأول وتسقى حتى تنبت وتشتد، ثم يقطع عنها السقي، وتنقى من عشبها وتترك حتى تعطش، وتسقى مرة في الأسبوع، وإن نقلت الكزبرة تكبر وتجود، وتبقى في الأرض سنين كثيرة وتزبل كل سنة، وهي باردة في آخر الأولى يابسة في الثانية. ويقو بقراط: ان فيها حرارة وبرودة، وهي تزيل رائحة البصل ولثوم إذا مضغت رطبة أو يابسة، كما أنها تمنع البخار م الرأس، والرطب منها، يمنع الرعاف واليابس منها يمنع من القيء والجشأ الحامض بعد الطعام.
عفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا))
حمل toolbar alexa لتصفح أسرع و حماية أكبر
يداً بيد نبني سورية الغد
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)