وكانت الخطوة التالية هي إقناع مها بلعب هذا الدور وكنت قد استأذنت من مخرجتنا العزيزة وبصفتي رئيس فريق التمثيل في جامعتنا أن أعرض الدور بنفسي مع ثقتي بأنها ستقبل فأمثالها لن يدعوا فرصة الشهرة أن تفوتهم
انتهزت فرصة وجودها وحيدة ـ وقلة ما تكون كذلك ـ واقتحمت خلوتها مستأذناً بالجلوس بعد تعريفها باسمي
تعمدت اقتحام عالمها كقائدٍ عسكري يفرض صولجانه على إحدى محمياته
قد تستغربي هذا التصرف مني وهذا من حقك لكني وعند هذا المحك أردت اختبار معتقداتي منازلناً الواقع الملموس أردت الخروج من تحت نير لعنة الشعارات وشوزافرينية التنظير البعيد
نحن قومٌ أعزنا الله عز وجل بالإسلام
أردت أن لا أكون سطحية التعامل مع افرازات واقع في مجتمع شئت أم أبيت أنا عضوٌ فيه أو بتعبير أكثر توضيح كنت أراهن على ذاتي مع مها فإما أن أقنعها فتتغير أو تفحمني فأتنازل
نحن قومٌ أعزنا الله عز وجل بالإسلام
لذلك يا حلوتي لعبت دور القوي مرتكزاً على مبادئ عظيمة ومتعكزاً على بحر الفنون الذي أدعي أمامها على الأقل أني أنهل منه متى أردت وساعدني على ذلك جو الغموض الذي جعلتها تعيشه في التعامل معي
عرضت عليها الدور دون أي شرح وطلبت منها أن تقرأه بإمعان قبل أن تجيب بالرفض أو القبول
نحن قومٌ أعزنا الله عز وجل بالإسلام
وبعد يومين لا أكثر جاءت تعلن موافقتها غير المشروطة على لعب دور إليسار
فكان الرد المشبع بالغرور مني :
أنت قبلت الدور وهذا منتصف الطريق ولم يبقى أمامنا سوى أن أقبل أنا بكِ كبطلة لمسرحيتي
ـ أ لم تعرض علي الدور لأمثله
ـ بل لذاك فعلت ولكني لا أقبل أن تلعب دور البطولة في مسرحيتي من لم تؤمن بأفكاري
نحن قومٌ أعزنا الله عز وجل بالإسلام
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)