صفحة 4 من 8 الأولىالأولى ... 23456 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 13 إلى 16 من 30

الموضوع: علم الملاحة في علم الفلاحة ( المؤلف: عبد الغني النابلسي )

العرض المتطور


  1. #1
    مغترب ذهبي
    الحالة : SHARIEF FATTOUH غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Mar 2010
    رقم العضوية: 96
    الإهتمامات: Jannat World
    السيرة الذاتية: محبوبتي دمشق
    العمل: مساعد مهندس ميكانيك
    المشاركات: 2,664
    الحالة الإجتماعية: أعذب
    معدل تقييم المستوى : 183
    Array



    الباب الثامن
    في الحبوب والبزور والبقول


    وذكر أراضيها وأوقات زرعها، وحصاد ذلك واختباره، وما يوافقه من الأرض وما يحفظه وذكر منافع ذلك وخواصه على التفصيل.
    اعلم أن القمح يغتذي من الأرض كثيرا ويمتص ما فيها من قوة ورطوبة، والشعير غذاؤه من الأرض أقل من القمح، وكثيرا ما تضعف الأرض عند توالي زراعتها فيها، فإذا أرنا منع ذلك زرعنا الشعير بدل القمح فإنه أبقى لقوتها. والعدس والجلَّبان يطيبان الأرض، لا سيما الرقيقة وهي لذلك أشد حاجة لهما. والحمص فيه عشبة تفسد الأرض كثيرا، ومع هذا فاغتذاؤه من الأرض أقل من القمح والشعير. وأما الكرسنَّة والفول والجلبان والعدس فأرضها نافعة لزراعة القمح. والقطن أرضه طيبة للزراعة، والترمس يزرع في الأرض الرقيقة الضعيفة فتقوى به، وإذا زرع القمح بعده جاد، لأنه يطيب الأرض الرديئة. ويزرع القمح في الأرض الطيبة السهلة، والشعير في الأرض المتوسطة الحال بين الرقيقة الطيبة، والفول في الأرض الندية الرطبة ويزرع قبل موعده، والحمص كذلك وإن بكرت بالحمص، فازرعه عند زرع الشعير فيجود ويأتي طريا، وإن أريد للخزن يزرع في نصف كانون إلى آخر آذار. والعدس إذا زرع في الأرض الرقيقة يطيبها وموعده من نصف كانون الآخر إلى الاستواء الربيعي. وقيل إن زرع الخرفي جاد وحسن. والسلت تنفعه الأرض الرملية ويزرع على وجه الأرض المهملة فينبت وكذا الترمس، ويبكر بالسلت في الخرفي.
    والدخن يزرع في الأرض الرملية وتحرث أرضه مرات، وينقى حشيشه باستمرار. والذرة تزرع في القيعان الرطبة والرملية الندية ويزرع متأخرا كالدخن. والأرز أحسنه ما يكون على السقي، وقد يزرع على غير سقي في القيعان الرطبة بعد حراثتها والعناية بها، ويزرع في نيسان وإذا زرع على السقي ونقل بعد نباته جاد. والسمسم يزرع في الأرض الرطبة كالجزائر والقيعان فيجود، وتتأخر زراعته إلى الاستواء الربيعي وقليله في البدر كاف وإذا زرع على وجه الأرض وأصابه مطر ثم طلعت عليه الشمس ضغطته الأرض ضغطا يؤيد إلى الضعف والفساد. وكذلك القطن فتؤخر زراعته حتى يستقيم الهواء. والكتان يزرع في الأرض الطيبة جدا لئلا يغلظ سلقه ويكثر من بزره فيلتف بعضه على بعض لرقة اللحاء. والقنب يزرع في الأرض الخصبة الدائمة الرطوبة في وقت طلوع السماك الرامح من السادس عشر من شباط إلى وقت الاستواء الربيعي، وهو الرابع عشر من آذار، وقد يزرع في نصف نيسان فيجود وهو مما يمتص باقي الأرض من غذاء فيتركها صفيقة هزيلة، ولذلك تزبل بعده الأرض حتى يمكن زراعتها في المستقبل.
    والقطن يزرع في القيعان والجزائر المستوية في أيار بعد حرث الأرض مرات كثيرة كي ترتخي وكلما زادت حراثتها قبل بدره كان أجود. وينقى بعد خروجه مرات ويقلع من حوله سائر الأعشاب فيجود جدا. والجلبان يزرع وقت الباقلاء وهو الفول، وقد يؤخر إلى شباط، ويطيب له كالعدس. وقيل يزرع القمح في الأرض الندية، وإن زرع في الجافة قطعت أصوله الديدان وإن سلم جاء ضعيفا، وكذا الجلبان، وإذا أخصب زرع القمح والشعير وطال في الأرض الرطبة يخشى أن يركب بعضه بعضا ويفسد ولذلك تترك فيه الدواب لترعاه فتمنع فساده وينبت ويجود. وينبغي أن تؤخر الزراعة في الأرض الباردة جدا إلا أن يكون ذلك النبات كالقمح والشعير فلا بأس من زراعته لأنه لا يبالي بالثلج والهواء، ويبكر بزراعة الكتان، ويؤخر مثل الدخن والذرة والسمسم والقنب والقطن وكذا البقول، وإذا دفن البزر مع هبوب ريح الجنوب يأتي الزرع كثير البركة، ويبدر يوم مطر ولا يبدر شيء من الزرع حتى تجف الأرض. وقيل لا يزرع القمح إلا بعد ثلاث حراثات أو أربع مع قلب طيب وثرى معتدل وجو خال من الهواء والمطر. والشعير بحراثتين أو ثلاث، والقطاني يكرر عليها مرات مفردة نحو العشر حرثات إن أمكن. ويكون البدر في ثلاث دفعات متفرقات، دفعة في أول الموسم ودفعة في وسطه ودفعة في آخره، فلا يخيب كله، ويتوخى زيادة القمر، إلا الكتان جرّب في النقصان فلم يخب، والزرع الباكر من نصف أيلول، ما زرع قبل ذلك لا يفلح، وما زرع في شباط ربما يفلح قليلا، والوقت المتوسط من زرعها إلى حصادها مائة يوم ولا ينبغي أن يزرع قمح ولا شعير في الحادي والعشرين من كانون الثاني حتى آخره.
    قال صاحب الفلاحة: إذا أخذ جاد ضبع وربط على المكيال عشرة أيام ثم اكتيلت به الحبوب وزرعت أمنت الطيور والدود والفار. وأيام الدفء في الشتاء هي الأجود لزرع الحنطة، وإن كان مع ريح الجنوب وزيادة القمر كان الموسم الأجود ويأتي الحب كبيرا وكذا سائر أصناف الحبوب، ومما يخصب الحبوب ويزيد في إنتاجها برادة قرون البقر والغنم بعد دقها بالهاون وخلطها مع الحبوب قبل البدار. ويقال في البدار المعتدل فيما ذكر من الحبوب، إذا بسط إنسان يده على ارض المزروعة قبل تغطية البدار بالحرث جاءت السنابل وفيها سبع أو ثمان حبات من القمح أو تسع أو عشر حبات من الشعير أو أربع حبات أو خمس أو ست من الفول، وكذا الترمس والحمص. ولا يزرع من الحبوب ما لحقته آفة فإنه لا ينبت ويذهب العمل هدرا، وأجود البدار ما كان عمره سنة ودونه ماله سنتان، وماله ثلاث سنين رديء إلا الجاروس وهو الذرة، والأرز وتكون الحبة سمينة صالحة، ولا خير فيما أكله السوس ونحوه.
    وأما الحصاد فالقمح يحصد سريعا وفيه بعض رطوبته ليكون أجود وأحلى، والذي يؤخر حصاده يصمد أكثر، ويحصد الشعير أولا لئلا تتقلص حباته ويصفر لونه ويهزل، ويسارع في جمع الحبوب قبل جفافها كثيرا لئلا تتقبض، وإذا جف جفافا جيدا لا يسرع الفساد إليه. وأحسن الحصاد سحرا وآخر النهار، والتذرية في يوم ريح الشمال أصلح. وبعض لحكماء كان يأمر الحصادين ومن ينظف القمح والشعير ويجمعهما أن يغنوا ويرفعوا أصواتهم بألحان مليحة، فإن لذلك تأثيرا طيبا فيهما. والحبوب المحصودة باكرا تكون أطيب طعما، ويظهر ذلك العدس ونحوه وهو أسرع نضجا عند الطبخ، وتحصد القطاني برطوبتها في الندى ويجعل السنبل للشرق، ومحل قطع المنجل للغرب فلا يعتريه الفساد.
    وأما موضع البيدر فيجعل إلى ناحية هبوب الشمال والجنوب مستويا غالبا بعيدا عن البساتين، فإن التبن يضر بالشجر المثمر إذا وقع على الثمر والورق ويجففها، وكذا البقول، فإنه بمنزلة السم القاتل، ويبعد به عن البيوت فإن غباره مضر. ويبعد به أيضا عن اصطبلات البقر والخيل ونحوهما. قال ابن زهير: إذا حصد القمح في يوم العنصرة وهو الرابع والعشرون من شهر حزيران، لم يدخل السوس ذلك القمح. وأما مخازنه فينبغي أن تكون كثيرة المنافس لدفع البخار ووصول الهواء البارد من الصبا أو الشمال. ولا يكون فيها نداوة ولا رائحة منتنة، ولا بخار كريه. وينبغي أن تطين حيطانه بطين عجن بالشعر بدل التبن، ثم بالطين الأبيض من داخل وخارج. ومما يحفظ الحنطة من الفساد أن يعد تراب أبيض يابس وورق شجر الرمان يابسا مدقوقا وينثر عند الخزن على كل مدّ من الحنطة مقدار الثُّمن. وكذا إذا خلط جص منخول بالشعير بقدر ما يرى بياضه أو دفنت جرار مملوءة بخل في وسط الشعير يسلم ذلك من الآفة. وإن نقع قثاء الحمار وورقه يومين في ماء وصفي وعجن به رماد ورمل، وكذا إن بُل الرمل بدردي الزيت، فإنه يقتل الهوام، وقد يخزن القمح والشعير في حفائر في الأرض البيضاء الجافة الباردة فيحفظ دهرا.
    عفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
    ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا))


    حمل toolbar alexa لتصفح أسرع و حماية أكبر


    يداً بيد نبني سورية الغد


رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #2
    مغترب ذهبي
    الحالة : SHARIEF FATTOUH غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Mar 2010
    رقم العضوية: 96
    الإهتمامات: Jannat World
    السيرة الذاتية: محبوبتي دمشق
    العمل: مساعد مهندس ميكانيك
    المشاركات: 2,664
    الحالة الإجتماعية: أعذب
    معدل تقييم المستوى : 183
    Array

    النوع الخامس من أنواع التركيب تلقيح النوى والحبوب في أنواع المنابت كالفرصاد والعنصل والعوسج والخطمي والتين والسوسن والنخل وشبهها. فمن ذلك أن تقصد أصلا منها قوي النبات فيكشف التراب عن أصله ويؤخذ حب البطيخ والخيار والقثاء ويدخل منها في الشق حبة بعد نقعها في الماء العذب ليلة، ويرد التراب الطيب الناعم إلى أصل الشجرة ويغطى به موضع الحب بسماكة إصبعين ويزبل ان تيسر. ويركب القرع في العنصل بأن يقلع من بصله وتقطع من أعلى البصلة نحو ثلثها وتشق على شكل صليب ويدخل في حاشية كل شق منها حبة قرع بعد نقعها في الماء ليلة، ويكون طرف الحبة الرقيق إلى فوق ويجعل فوقها رمل وتراب بمقدار ثلاثة أصابع ويصب الماء بقربها لا عليها فينبت القرع فيها ويثمر قرعا كبيرا ثقيلا مائلا إلى الخضرة طيبا لا طعم للعنصل فيه البتة، وهو مجرب ويستغنى عن كثرة السقي آنذاك وحين زراعة حبه. ويركب القرع أيضا كما تقدم في القطن، وكذلك يركب الباذنجان في القطن. ويركب في أصول القرع البطيخ، ويركب بزره كذلك في العوسج والخطمي والتين والتوت كما ذكر. ويركب الياسمين الأبيض في الأصفر، ويركب في الخيزران ويركب في الرند، ويركب الدردار في الأزادرخت، ووقت ووقت هذا التركيب بالنسبة لأكثر الأشجار من منتصف شباط إلى عشرة أيام من آذار، وقيل إلى نصفه، وقيل إلى جري الماء في العود من الشجرة المقصودة، وذلك فيما يسقط ورقه من الأشجار. وأما التي لا يسقط فتركيبها من منتصف آذار حتى آخر أبار. وإن أردت أن تنبت القرع والقثاء بغير ماء فاعمد إلى أرض فيها جذور قديمة أو أصول من النبات المسمى بالجناح، وهو اسم الشوك العاقول أو الباقول، فاحفر عند أصله حفرة واسعة بعمق ثلاثة أذرع، ثم شق الأصل بعود طرفا شقا غير نافذ بقدر ما يسع حبتين من قرع أو قثاء، واجعلهما فيه، فإذا لعقا فيه فضع في أسفل الحفرة ترابا مبتلا حتى يصل إلى ذلك الموضع، ورد على موضع الحب تراب وجه الأرض الناعم حتى يرتفع ثلاثة أصابع، وكلما كبرت الحبتان شبرا زاد في التراب حتى تستوي الحفرة بالأرض فيصير أصلا ويطعم بغير ماء، ويعمل على السروج فيكون ما ينبت منوّما وعلى قثاء الحمار فيكون شديد المرارة مسهلا. ومن هذا التركيب يعمل نوى التمر في أصول القلقاس فيثمر موزا، وكذلك البطيخ يعمل في العوسج الخطمي والتين والسوس فيثمر. وكذلك يركب في التوت ويصب على الأصل ماء حار شديد الحرارة، فيحمل حملا كثيرا طيبا. وفي التوت يخرج بطيخا لذيذا أحلى من كل البطيخ بعيدا عن الآفات والتغيرات، وعلى السوسن يخرج بطيخا كبيرا حلوا، والذي على الخطمي يأتي له طعم طيب عجيب والذي على التين يخرج منه لا يقوى أحد على أكله فكأنه ثوم أو خردل، وإذا ركب الشجر المطعم في الشجر المطعم يكبر حمله ويزيد إنتاجه وإذا ركب في المطعم غير المطعم فإنه يحمل كثيرا، ولا يركب في شجرة ضعيفة ولا في شجرة هرمة، ولا يركب إلا في الفتية السالمة من الآفات.
    ووقت التركيب يكون على العموم عند اشتداد الحر بعد آيار، ومثل هذا التركيب يعجل بالفائدة والمنفعة أكثر من الغراس فهو أسرع ثمرة وأكثر حملا وأكبر حجما. وينبغي أن يكون التركيب من شيء في شيء يناسبه ويجانسه ويشاكله في أكثر وجوهه، وكلما تشابه كان أجود. وقد قسموا الأشجار أربعة أقسام: ذوات الأدهان، كالزيتون والسرو والكتم والحبة الخضراء وشبهها، وذوات الصموغ كالخوخ والمشمش والأجاص واللوز والقراصيا والفستق وشبهها، وذوات المياه الخفاف وهي الأشجار التي يسقط ورقها في البرد كالتفاح والسفرجل والكمثري والعنب والرمان وشبهها، وذوات المياه الثقال وهي الأشجار التي لا يسقط ورقها كالزيتون والرند والآس والسرو والأترج ونحوها. وهذه الأربعة هي أمهات الأجناس.
    واعلم ان كل نوع ينافر الآخر لا يركب إلا في الثقب أو بطريقة التركيب الأعمى. وقد ركب بعض ذوات الأدهان في بعض ذوات الصموغ فأنتجت، وإن جعلت التراكيب كلها في الأواني المملوءة بالتراب الطيب. وكان ذلك أحسن وأنفع. وأما ما يركب بعضه في بعض مما يظهر له أثر، كالرمان، فإنه يجود في الرمان قطعا، والأترج في الكرم، والتوت في الأترج، والأترج في التفاح والعكس بالعكس ويحمر التفاح، ويركب في الدلب والقراصيا فيجود والأترج في الفرصاد فيثمر ثمرا أحمر، والأترج يطعم في الرمان فتحمر ثمرته، والآجاص الأصفر في الأترج وفي التفاح والخوخ لكنه يهرم سريعا وإن طعم في الأجاص واللوز طالت حياته. والخوخ أن ركب في الأجاص عظم ثمره، والأجاص يطعم في الكمشري، والسفرجل يقبل كل ما يركب فيه من شجر، وجميع الأشجار تألف السفرجل، والتفاح ينشب في الكمثري والسفرجل، والتفاح في الرمان، ويثمر الكرم في الأجاص الأسود، والتين ينشب في الفرصاد، والشاهبلوط، والبندق، والتفاح، والكمثري هذه كلها يطعم بعضها في بعض. وقد يركب في اللحاء دون الأصل.
    وما يضاف من الكمثري إلى الفرصاذ يكون ثمره أحمر. والتفاح يألف الكمثري والسفرجل. وكذا يركب التفاح بالأجاص فيثمر تفاحا أحمر، والخوخ يألف الأجاص واللوز والكمثري والتفاح والسفرجل، والشاهبلوط يألف الجوز والبندق والبلوط، والسفرجل يألف الكمثري، والمشمش يألف الأجاص وإن أضفيت الكرمة إلى القراصيا أثمرت في الربيع.
    وشجرة الزيتون تألف الكرم، والكمثري يألف التفاح والسفرجل ويعلق الرمان بالآس، وأجود الفرصاد ما تركب على البلوط، والأجاص يركب في التفاح، والأترج يطعم في السنة مرتين، وتطعم القراصيا في الآجاص، والسفرجل في الرمان، والورد ينشب في اللوز فيعلق، ويزهر في الخرفي، وهو كثير بأشبيلية وغيرها. وإذا ركب التفاح في الرمان اكتسب من الرمان كثرة الحلاوة وشيئا من طعمه. وإن ركب الأترج في الكمثري اكتسب رائحة الأترج ولونه، والنبق في التفاح تبقى النبقة قدر التفاحة في حلاوتها، والكمثري في التوت يخرج كمثري صغيرة حلوة ويسرع في حمله. والزيتون في الكرمة يثمر مع العنب زيتونا، وإن أضفي قضيب الزيتون إلى أصل شجرة العنب في ثقب على وجه الأرض حلي الزيتون وبحلاوة العنب، وإن أضفي قضيب العنب لشجرة الزيتون جاء عنبه كأنه مخلوط بالزيت وإذا ركب العنب في الحامض جاء طعمه مزيجا من الحلو والحامض والتفاح في الأترج والأجاص يحمل في السنة مرتين شتاء وصفيا. ويركب البرقوق في اللوز فيكون طعم نواه كطعم اللوز. والتطعيم إذا كسر باليد من غير حديد أحسن ويكون ذلك في يوم ساكن الريح عند بدء النهار، ويحفظ من الريح. والمطر لا يضر التطعيم بل ينفعه، إلا ما كان في اللحاء فإنه يضره، وتوضع أغصان التطعيم في التراب عند اشتداد الهواء مدة ثمانية أيام لا أكثر، وإذا أخرجت نقعت في الماء يوما أو يومين وإلا فسدت إلا العنب فلا يضره الماء. وقد تنقل الأقلام من بلد إلى بلد في عدة أيام وذلك بأن تخزن في آنية من فخار ضيقة الفم كان فيها ماء عذب ولم تتعرض لدهن ويسد فمها بخرقة سدا محكما وتدفن في الأرض، وهكذا تنقل من بلد إلى بلد.
    والورد إذا أضفي إلى التفاح أو اللوز أو العنب يؤخذ لعروقه التي تحت الأرض وذلك بإزاحة التراب عنها وتقطع من الموضع الصلب وتنقل فتعيش. والأشجار إذا ركبت بالشق فأكثر ما يستعمل في هذه العملية أواني الفخار الجديدة المثقوبة بمقدار ما يتسع للغصن والتراب الذي فيها يؤخذ من وجه الأرض، ويلف حول الغصن حبل ويشد عليه، فيكون شبه خلخال ليمنع نزوله من الفخارة ويعامل بلطف وحذر ولا يهمل التراب من ترطيبه بالماء حتى لا يجف. وقيل يجعل عليه اسفنجة أو صوفة منقوعة بالماء من أول الليل، أو يعلق على التركيب كوز ماء عذب في أسفله ثقب يقطر منه الماء، أو يعلق على التركيب كوز ماء عذب في أسفله ثقب يقطر منه الماء، وكلما نقص الماء زيد، ولا بد للورد إذا ركب في اللوز والعنب والتين من ذلك. ولا يربط التطعيم بخيط كتان أو قنب مضفور أو مفتول ولا بحبل صلب مفتول، فإنه يؤثر في القشر ويقطعه ويؤذي التركيب وفيسده، بل يستعمل خيط صوف أو ما يشبهه، وإذا طالت أغصان التركيب دعمت بدعائم خشب غليظ يركز في أصل الشجرة ويربط من أسفل موضع التركيب برفق وذلك حفظا لها من الريح والطير ثم تزال الدعائم عند الاستغناء عنها. وكذا يجعل حوله شباك تمنع حتى نزول الطير عليها. وإن احتيج إلى تخففي شيء من أغصانه كسرت باليد برفق دون أن يمسها حديد. وإذا ظهر في التركيب ضعف فيفتش عن سببه فإن كان الجفاف سقي بالماء وإن كان من زوال الطين أو التشقق أو النمل طين بطين آخر.
    واعلم أن الشجر على اختلاف أنواعه له أعمار فالزيتون يعمر ثلاثة آلاف عام، والنخل يعمر خمسمائة عام، والبلوط أربعمائة عام، والخروب ثلاثمائة عام، والعناب والجوز والتين والتوت والميس والدردار والبشم تعمر مائتي عام، والعنب مائة وخمسين عاما حتى يجف، والنبق يعمر مائة سنة، والخوخ من أربع سنين إلى ست سنين، والكمثري والزعرور والمشتهى والرمان والسفرجل والقراصيا والمشمش والبندق والأترج والنارنج والسرو مائة عام، والأجاص والسبستان والدلب والدفلى والأزادرخت تعمر خمسين عاما. والورد يعمر ثلاثين عاما، والخيري يعمر عامين أو ثلاثة أعوام، والقصب الحلو يعمر ثلاثة أعوام، والمردوش ستة أعوام، والماميتا أربعة أعوام، والصفصاف عشرين عاما.
    عفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
    ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا))


    حمل toolbar alexa لتصفح أسرع و حماية أكبر


    يداً بيد نبني سورية الغد




  • #3
    مغترب ذهبي
    الحالة : SHARIEF FATTOUH غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Mar 2010
    رقم العضوية: 96
    الإهتمامات: Jannat World
    السيرة الذاتية: محبوبتي دمشق
    العمل: مساعد مهندس ميكانيك
    المشاركات: 2,664
    الحالة الإجتماعية: أعذب
    معدل تقييم المستوى : 183
    Array



    الباب التاسع
    في أنواع الحبوب المستعملة


    وما يجعل منها خبزاً وكيفية زرعها وبعض خواصها
    وأنواع الرياحين وباقي المزروعات
    فالقمح أفضل أصناف الحبوب وأقربها إلى الاعتدال، إلا أنه أميل إلى الحرارة وهو معتدل الرطوبة واليبوسة، والقمح المسلوق حار رطب، ينفع الأبدان المتخلخلة، ويزيد في قوة البدن ويغذي كثيرا ولا سيما، إن طبخ مع اللحم، فإنه حينئذ يشد البدن ويزيد في قوته زيادة بيِّنة ويفيد أصحاب الكد والتعب والحساء المتخذ من دقيقه وماء الكشك المعمول منه نافعان من السعال وأمراض الصدر وقروح الرئة. والسَّويق المتخذ من القمح ما كان نقيعا فإنه يبرد ويطفئ الحرارة ويسكِّن العطش إذا شرب بالماء البارد بعد أن يغسل بالماء الحار مرات لتذهب عنه رياحه. وأجود سويقه المعتدل الغلي، وهو حار يابس في الأولى، وينفع الحشا الرطبة وهو بطيء الهضم كثير النفخ. وينبغي أن يغسل بالماء الحار ويضاف إليه السكر. والنشا مزاجه بارد، وغذاؤه أقل من غذاء سائر ما يعمل من القمح، وأبطأ هضما لغلظه ولزوجته، ولذا فإنه يولد الانسداد في الكبد والكلى وهو أحسن غذاء لمن به سعال من خشونة الحلق وقصبة الرئة والصدر ولا سيما إذا عمل منه حساء بالسكر ودهز اللوز، والأطربة باردة رطبة عسرة الانهضام تولد خلطا غليظا لزجا لأنها متخذة من عجين فطير، وغذاؤها قليل لكنها تنفع من السعال وخشونة الصدر والرئة وأوجاعها إذا خلطت بدهن لوز وزبد وهي لا توافق انسداد في الكبد وغلظ الأحشاء وتصنع ممزوجة بالفولنج والزنجبيل والصعتر.
    والنخالة فيها حرارة فإذا صنع من مائها حساء مخلوط بدهن اللوز والسكر نفع معه سعال ورطوبة في الصدر، والرئة أو ورم في الحلق وإن ضمدت به المواضع التي فيها الريح أخرجه. وأما الخبز من القمح فهو أصناف كثيرة، وأجوده المطحون في رحا الماء، فإنه خير من المطحون في رحا البهائم، وأجود الخبز ما كان من قمح جيد نقي أحكم تحميره وملحه ونضجه في التنور، وما كان من حنطة كثيفة أكثر غذاء مما كان من حنطة رخوة. وأبطأ هضما ما اتخذ من لباب الحنطة، وهو يولد الانسداد إلى الإمساك. وأقله غذاء ما اتخذ من حنطة نزع لبابها. والخبز من الحنطة الجديدة يسمِّن بسرعة، والقريب العهد بالطحن يحبس البطن، والقديم يطلق البطن. والخبز الحار يعطش لحرارته، ويشبع بسرعة. والخبز العتيق اليابس يعقل البطن، وخبز الفطير إذا جعل في الماء رسب، والمختمر جدا يطفو، والمتوسط لا يغرق ولا يطفو، وأصلحه ما كثر ملحه ونضجه. والخبز المطبوخ كان يختاره بعض الملوك، وهو أن تأخذ قدرة جديدة يجعل فيها العجين وهو لين جدا ويوضع القدر في تنور ناره هامدة ويطبخ حتى ينضج وهو أسرع هضما وأكثر غذاء. وإن عجن بماء الخمير المنقوع فيه زبيب وخلط مع العجين زيت ودهن لوز كان خبزا ولا ألذ وهو الخبز الذي بالغ حكماء الفلاحة الأقدمون في مدحه وكثرة منافعه، وإنه إذا أدمن عليه إنسان قوي جسمه بحيث لا يعرض له شيء من الأمراض ولا يفسد في معدته طعام ذكروا له منافع كثيرة أخرى. وخبز الثوم ينفع من لدغ الحيات ويخرج الرياح ويحسن اللون ويطول عمر آكله، وطريقته أن يؤخذ أربعون جزءا من الدقيق عشرها دقيق شعير، والباقي دقيق حنطة، ويطرح عليها جزء واحد من الثوم المسلوق والمدقوق في هاون حتى يصير كالمخ وثم يعجن بالملح والبورق وهو أجود ثم يخبز ويؤكل وقد ذكروا من منافعه ما يشبه العجائب. وأما الشعير، فأجوده الجديد الأبيض الكبير الحجم، وطبعه بارد يابس في السنة الأولى من عمره. وقيل في الثانية، وغذاؤه أقل من غذاء القمح، وخبز الشعير بارد يابس وهو يولد الرياح، ويجفف الطبيعة ويعقلها، فيؤكل مع الأشياء الدسمة كالسمن والزبد ومرق اللحم والأشياء الدهنية. وأما الأرز فقيل إنه ضرب من الحنطة شديد البياض، ينبت في الماء لأنه لا يروى قط، ولا يؤكل الأرز مع الخل أصلا، ولا مع طعام فيه، لأنه يضر جدا. وهو بارد في سنته الأولى يابس في الثانية، وقيل معتدل ويحبس البطن، والأرز يزيد في نضارة الوجه، ويخصب البدن، ويري أحلاما طيبة ويضر بأصحاب الفولنج، ويصلحه اللبن الحليب والدهن.
    وأما الحمص فأنواع، أبيض وأحمر واسود، وإن أردت أن يكبر الحمص ويجود فانقعه قبل أن تزرعه بيوم في ماء ساخن قليل الحرارة حتى ينبت، ثم ازرعه في أرض ندية، وتوافقه الأرض السنجة، فيخرج نباتا قويا جدا. والحمص الأبيض يورث أكله السرور وسكون النفس، وإذا جعل معه عند طبخه خردل فإنه ينهرّى إنضاجا. وزرع الحمص مع قشوره أجود. ومن خواصه أنه إذا سحق وخلط بالصابون أو بالملح وغسل به ثوب فيه أثر دم أزاله، والحمص بطيء الهضم جدا، وإصلاحه تكثير ملحه. والفول وهو أنواع: بجائي أسود غليظ، ومصري احمر غليظ، وشامي أبيض غليظ، وهو يقطع رائحة الثوم من الفم إذا أكل بعده، وإذا أكلته الدجاج انقطع بيضه وكثر ألبان الغنم إذا اعتلفته. والعدس ويسمى البلس، يزرع سقيا وبعلا، وإذا دلك بروث البقر قبل زرعه أسرع إنباته وعظم. ومن خواصه إذا زرع مع البزور كلها مخلوطا بها، فإن الآفات تنزل عليه وتسلم البزور التي زرعت معه، وهو يصبر على العطش ويسكِّن حدة الدم، ويقوي المعدة، وماؤه ينفع مع الخوانيق، ويضر أصحاب عسر البول كثيرا. ويمنع إدارا البول والحيض، وقيل من يأكل العدس لا يزال مسرورا يومه ذلك.
    والجاروس وهو الذرة تزرع سقيا وبعلا وهي بيضاء وسوداء، وتزرع يف أيار ولا تسقى في أول نباتها وتزرع في البعل في آذار ونيسان. والذرة الصيفية تحتاج إلى سقي كثير متتابع قريب من سقي الأرز وأكلها يورث العطش كالأرز. والدخن يسمى جاروس ويزرع سقيا وبعلا، وهو أنواع، أبيض غرنوفي وأحمر وأسود، وزرعه من عشرين آذار إلى آخر نيسان وهو يحبس البطن ويدر البول، ولكنه يولد الانسداد والحصى، ويصلحه السكر والعسل. والكرسنة تزرع في البعل في آذار ونيسان، وتعلف بها البقر فيكثر لبنها، وقيل كل ذوات الأربع، وتوافقها الأرض اليابسة الصلبة، وتفسد في الأرض اللينة والرقيقة والضعيفة وتصبر على العطش. والجُلَّبان ويعرف بالجلبان الأعرج، لأن من خواصه المذمومة إذا رقد عليه إنسان وهو محصود قبل الدرس أو على تبنه وعرق عليه أو تحته، فإنه يعرج لا محالة ومن أنواعه الششلق والبسلة، والماشُ المدحرج ذو الحب الكبير ويسمى المج لونه أزرق، ورقه كورق الفول، وهو قريب من الباقلي، وزرعه في شباط وفي كانون الأول، وإن خلط بزرق الحمام كان أسرع لإنباته ونضجه، ويسقى عند زرعه مرة واحدة تغنيه عن سائر السقي، أو يسقى مرة أخرى إذا ظهر نواره ويقال إذا أكله إنسان لا يزال مسرورا ذلك اليوم. والششلق نوع من الماش أصغر حبا وأطيب طعما، ويزرع على السقي في كانون الثاني وشباط، ويسقى مرة واحدة بعد نباته، والبسلة نوع منه اصغر حبا، وورقه كالكرسنة. والماش الهندي وهو القلفا ويسمى الكثيري، وهو أكبر من بزر الكتان، ولونه أغبر، ويفتت حصى الكلى، ويدر البول والحيض.
    واللوبياء ويقال لوباء وهي اثنا عشر نوعا: عاجية، وهي المعروفة بالمغرب، وشامية لون الحنطة، وعراقية وهي سوداء، وياقوتية وهي حمراء، ولكية وهي حمراء إلى سواد، وعقعاقة مجزعة بسواد وبياض، وفخارية حمرتها كالفخار، وصينية سوداء مفرطحة أصغر من الترمس، وشتوية، وصيفية، وشركية قدر حبة الزيتون السوداء، وصقالبية قدر الزيتون بيضاء، وخشبية قدر بيض الحمام مجزعة، ورومية قدر العناب بيضاء مائلة إلى صفرة، ولا تخرج برية البتة، بل تزرع سقيا في آذار ونيسان ولا تزبل، فإنها لا تتحمله، ولا تتحمل الماء الكثير، ويكون بين الحبة والحبة عند زرعها مقدرا شبر عرضا ومقدار ذراع طولا، ولا تسقى حتى تنبت فإن تأخرت عن الحمل، قطع عنها الماء. وقد تزرع في السنة مرتين، مرة في الربيع ومرة في الصيف. وما زرع في الصيف أسرع نموا، وحبه ألطف ورطوبة الماء أنفع لها من سقيها بالماء، ولا تؤكل نيئة البتة، فإنها تورث الصداع، وتطبخ بالماء العذب حتى لا يبقى عليها إلا القليل منه وتؤكل مع الخبز بعد أن يذر على الحب القليل من الملح ثم يشرب ماؤها بعد الأكل فإنه يزيل الإسهال الحاد، ولا يعرف في إزالته أبلغ من اللوبياء المطبوخة كما إنها تنفع المعدة.
    عفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
    ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا))


    حمل toolbar alexa لتصفح أسرع و حماية أكبر


    يداً بيد نبني سورية الغد




  • #4
    مغترب ذهبي
    الحالة : SHARIEF FATTOUH غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Mar 2010
    رقم العضوية: 96
    الإهتمامات: Jannat World
    السيرة الذاتية: محبوبتي دمشق
    العمل: مساعد مهندس ميكانيك
    المشاركات: 2,664
    الحالة الإجتماعية: أعذب
    معدل تقييم المستوى : 183
    Array

    واللفت وهو الشلجم بالشين المعجمة والمهملة ومنه بري وبستاني وهو أنواع: الرومي الطويل، والمحرج، والمدور الشامي، والأبيض المصري وهو يزرع مرتين في السنة ربيعا وصيفا، ويزرع بعلا وسقيا، ولا يحتاج إلى زبل وقلة السقي تنفعه وزرعه من أول أيلول حتى أول تشرين الثاني، وهو حار في الثانية رطب في الأولى. والجزر بستاني وبري، ومنه ذكر يعسلج ويزرع من آب حتى أيلول وينبت في البرد والربيع، ولا يوافقه الحر، ويزرع بزره وتعمق حفره ليمتد ويطول ويغلظ، وبعد نباته يعطش، ثم يسقى مرة في الأسبوع بالعشي، وهو صنفان، أحمر وهو طيب الطعم رطب، وأصفر إلى خضرة وهو أغلظ يغذي البدن، ويؤكل نيئا ومطبوخا، وهو أخف وأنفع وأطيب، وهو يفرح النفس، ويدر البول وينعشه الماء البارد ونزول الثلج عليه يقويه، ويعمل منه خبيص مع العسل أو الدبس أو السكر وهو لذيذ حبا. ويؤكل الجزر مكان الخبز فيقوم مقامه ويصنع منه خبز بأن يقطع ويجفف ويخلط ببعض الدقيق ويخبز، وخبزه طيب صالح يغذي البدن، والبري منه أقرب إلى الدواء من الغذاء، والبستاني غذاء مفيد، وهو حار في أول الثانية، رطب في الأولى يليًّن المعدة ويدر البول، والمربا منه ينفع من الاستسقاء مقو للظهر والصدر.
    والفجل منه مروّس ومنه مستطيل، يزرع في العام مرتين، ويزرع الكبير منه من أول نيسان حتى آخر أيلول وعند زراعة بزره يوسع بينها مقدار شبر، وإذا نبت قطع عنه الماء، حتى يحتاج إليه وينقل ويترك سقيه ويكون سقيه في الأسبوع مرتين أما في المطر فيقطع عنه الماء ويؤكل في الخريف والشتاء، وإن نقع بزر الفجل ليلتين قبل زرعه في ماء عسل أو ربّ أو عصير حلو، ثم زرع حلا طعمه. وإن أحببت أن يكبر حجمه يضرب في الأرض وتد ويسحب ثم يضرب في موضع آخر ويسحب هكذا في عدة مواضع، وتملأ الثقوب بزبل أو تبن وفوقه تراب، ويزرع في كل ثقب حبة من بزره أو حبتان وتقلع إحداهما أن نبت وتسقى الأخرى حتى تنبت، فإنه يغلظ ويصير قدر الوتد، والفجل يحب الرياح الباردة والبرد، والأمطار الغزيرة ولا تحرقه شدة البرد، ويزرع نثرا وغرسا وهو لا يحتاج إلى اكثر من قلع الحشيش من حوله. وأكله بعد الشبع يعين على الهظم، واذا أكل في الصباح قبل الفطور أثار المعدة، وأكثر منافعه في تحليل الأطعمة الغليظة العشرة الانهضام كلحم البقر والتيوس والبيض والباقلي غير الناضج وله منفعة جليلة في إزالة السعال الذي يئس صاحبه من زواله وذلك أن يطبخ بماء فيه قليل من الملح حتى ينضج ويتهرأ ويؤكل. وهو حار في الأولى وقيل في الثالثة، ورطب، وقيل يابس في الثانية، وماؤه ينفع من الاستسقاء وإن وضع على العقرب مات، وإن لسع العقرب من أكل فجلا لا يضره. وشرب مائه ينفع من اليرقان وسدد الأمعاء وإذا غمست اليد بمائه وأخذت بها الحية أو العقرب بطل ضررهما. وأكل ورقه بعد الطعام يقوي البصر وينفع المفاصل، وشرب مائه بالملح ينفع الطحال وانسداد الكبد وخصوصا ماء ورقه، وبزره ينفع من السموم والهوام.
    والبصل منه أحمر مستدير، وأبيض كذلك، ومدور ومستطيل، وهو أقوى لذعا للسان والأحمر أشد لذعا من الأبيض. يزرع من أول نيسان حتى آخر أيار، وبزره يزرع من أول تشرين الآخر حتى كانون الآخر، وييبس ويخيط وتحرث أرضه بثلاث سكك ويجب أن تكون خصبة مزبلة ويباعد بين زرع بزره لينقل، والأخضر يؤكل في الصيف، وإذا كبر يقطع عنه الماء، وتكسر أعناقه بالدّوس بالأقدام، لترجع إلى القوة إلى أصله، ويبقى كذلك حتى يقلع في آب، ويزرع نثرا في حفائر وهو لا يكبر إلا بالتحويل، وإذا أردت أن يكون طيب الطعم فازرعه في زيادة القمر بالزهرة مقارنا لها ليكثر ماؤه، ومن خواصه أنه إذا لوث إنسان بزره بالزيت ثم زرعه خرج له طعم طيب جدا، وإن لوثه بعسل ثم زرعه جاء حلوا لا حدة فيه إلا قليلا، ويؤكل ذلك نيئا وإذا طبخ كان أطيب، ومن أراد أن يذهب حدته ويطيب طعمه ويكون مغذيا للبدن فليطبخه بالماء ساعة ثم يصب عنه ويكرر ذلك ثانيا وثالثا، فإن ذلك يذهب حدته ويزيد في نفعه. ويقطع رائحة البصل من الفم مضغ الفجل بعده أو الباقلي أو الحمص المقلي. قال غازي: ولا يجمع بين البصل والثوم والشحم في أكلة واحدة فإنه يجنن، وقد جن منه خلق كثير. والبصل حار يابس في الرابعة، وفيه رطوبة زائدة، ويقل حار يابس في الثالثة. وهو ينفع من تغير المياه ويزيد في الشهوة ويلين الطبيعة ويجلو البصر وينفع من ريح السموم وماؤه إذا قطر في الأذن أزال الطنين وكان علاجا للقيح. ومع العسل ينفع من الخفقان ويحمِّر الوجه، ولا سيما إذا كان مخللا، وإذا نقع البصل في الخل وأكل وكانت له منافع كثيرة، وإذا أذيب الوشق في مائه وطلي به الزجاج اشتد وصار صلبا. ومما جرب للنزلة الباردة أن تغمر بصلة كبيرة بزيت وتغلى حتى تحترق، ثم يدهن بها صاحب النزلة رأسه في الحمام بعد حلقه، ثم يغسلها بالأشنان ويكرر ذلك ثلاث مرات في ساعة واحدة، فإنه يبرأ بإذن الله تعالى.
    والثوم منه بري ومنه بستاني، ومنه أحمر كبير الحب، وليس للثوم بزر يزرع، وهو يغرس وقت مغيب الثريا من ثلث تشرين الآخر حتى آخره، ومن أوائل تشرين الأول حتى آخره، والذي له أسنان عريضة جدا زرعه في كانون الآخر، وزبل بزبل قديم. وقيل إنه لا يتحمل الزبل أبدا ولا كثرة الماء، وتكفيه سقية واحدة حتى ينبت وسقيتان أو ثلاث طوال وجوده في الأرض ويغرس في نقصان القمر وإن غرس في محاق الهلال لا تكون له رائحة كريهة، وإن نقعت أسنانه قبل غرسها في لبن حليب وعسل يومين وغرست حلا طلع ذلك الثوم، ومتى قرن بأي طعام كان لا يتغير ذلك الطعام ولا يعفن ولا يفسد في أبدان الناس منه شيء وكان هضم المعدة له سريعا. وفي الثوم مقاومة لشدة ضرر البرد إن أكل في الطبيخ والإكثار من أكله يمنع ضرر البرد الشديد حتى لا يكاد يحس آكله باقشعرار. والثوم حار يابس في الرابعة، وقيل في الثالثة، وهو أقوى حرارة ويبسا من البصل، وهو ينفع من انتفاخ البطن وتغيير المياه. والثوم الجبلي إذا طبخ وشرب ماؤه قتل القمل، وأكله يقتل الديدان، ويطلق الطبيعة، وهو نافع من لسع الهوام ونهش الحيات وعضة الكلب الكلِب ويداوى به السعال الناشئ عن البرد إذا طبخ قلَّت حدته ومن خواصه أن ماؤه إذا وضع على حجر المغناطيس، بطل عمله فإن أردت رد المغناطيس إلى قعله فانقعه في دم تيس ثلاثة أيام، ومضغ ورق الثوم مغموسا في خل يذهب رائحة الثوم، والباقلي أيضا يذهب رائحته، والمضمضة بمائه تذهب وجع الأسنان. ومضغ بزر الفجل مع ورقه الأخضر يقطع رائحة الثوم أيضا.
    والكرّاث منه بري يعرف بالشامي، ومنه نبطي، ومنه بري حار ويابس وزرعه من كانون الآخر حتى آخر شباط، ونقله بعد شهرين، ويمكث في الأرض مقدار عام أو خمسة عشر شهرا ثم يقلع للأكل، وإذا نقل يزرع ولا يسقى مدة ثلاثة أيام ثم يسقى في اليوم الرابع، فإنه يجود وهو ينبت في الأرض الرملية ويكبر فيها لكنه بطيء النمو، وينقل في آب ويدفن من المنقول أكثر من النصف من ورقه إلى أطرافه، وبذلك يطول ويشتد بياضه ويجيء طريا ذا حجم كبير ويؤخذ من بزره مقدار ما تضمه ثلاثة أصابع ويجعل في خرقة كتان بالية ويوضع في حفرة فإنه يكبر ويصير أصلا واحدا. والشامي له أصل مدور ورؤوس بيض، وهو المأكول منه كبير ومفلطح قدر الشلجم المتوسط، وهو يعيش في البرد ويحب الماء البارد، ولا ينبغي أن يؤكل نيئا البتة، بل مسلوقا بالماء والملح، وهو يستعمل في الطبيخ أيضا إذا أردت أن يكون أطيب وألذ فاسلقه ثلاث مرات بماء وملح وتصب الماء البارد عليه وهو حار ليمنع اهتراءه فإنه يحلو وتذهب حدته. وهو حار يابس في الثالثة، كما إنه يقطع الجشأ الحامض، وينفع مع البواسير أكلا وضمادا، وطبيخ أصوله بدهن القرطم ودهن اللوز أو الشيرج نفع مع القولنج. قال ابن زهير: ماء الكراث يؤخذ لكل داء، وإن جمع هو ودم التيس في حفرة في بيت اجتمعت عليه البراغيث، وإذا طلي بماء الكراث سرير لم يقربه البق، وكذا ماء الكرفس، وإذا دق الكراث ووضع على لسعة الحيات والعقارب والزنابير سكن الوجع حالا. والفراسيون وهو الكراث الجبلي أجوده الأحمر الرومي، وهو حار في الثانية يابس في الثالثة، وهو يساعد على الهضم وعصارته تنفع من وجع الأذن ومع العسل يجلو البصر ويقويه شربا واكتحالا ويفتح انسداد الكبد والطحال وقدر ما يؤخذ منه نصف درهم.
    والقلقاس غريب الشكل جميل المنظر، وليس له زهر ولا ثمر، وله أصل مستدير، ومنه الطويل ومنه الكبير ومنه الصغير، وهو ضرب من النيلوفر الأصفر، ويتخلق بقرب المياه الراكدة وفي السباخ، وهو شبه نبات الموز، إلا أنه أصغر وينفعه الزبل والماء الكثير. ويزرع في موضع المشمس لا تأخذه الرياح، ويغرس عند مجاري المياه، ووقت زرعه في كانون الثاني وشباط وآذار، ويكون بين الأصل والأصل أربعة أشبار. وهو يقطع ويطبخ مع اللحم، وقد يؤكل نيئا وطعمه كمح البض، وهو غالب طعام مصر، ويطبخ بطرق مختلفة وهو حار رطب في الأولى، وقيل معتدل الحر رطب في الثانية.
    والقثاء أنواع فيه الأسود المعرق، والمايل إلى الصفرة المعرق، والأخضر الغليظ المنقط بسواد والأخضر الغليظ الأجوف والطويل الرقيق، ويختار للقثاء الأرض التي تغوص عروقه فيها وهو لا يتحمل الزبل كثيرا ولا الماء الكثير ولا البرد، ويزرع بعلا وسقيا. ووقت زرعه من شباط حتى أيار بحسب برودة الأرض وحرها. ويكون يف يوم صاح لا غيم فيه ولا ريح، ويرد التراب على بزره بسماكة اصبع، وقيل أربعة أصابع مضمومة، والتعميق له يبطئ في إنباته وتقليل التراب عليه يعرضه للجفاف والزبل عليه أحسن، وإذا نبت قدر شبر يجفف منه الضعيف ويترك منه أربعة أو خمسة يكون بينها مقدار شبر من تراب، وإذا نبت على أربع ورقات تحفر أرضه جميعا ويضم التراب إلى أصوله، ويسقى عشية النهار، وقيل إن بزر القثاء والخيار والبطيخ والقرع إذا وضعت منكسة طرفها المحدد إلى أيفل كثر حملها، وقيل إذا نخس قضيب الثمرة بشوكة فإنها تكبر وينقع بزره يوما وليلة قبل الزرع في ماء، وإن أضيف إليه مطيب - كماء الورد - جاءت ثمرته تفوح منها رائحة ذلك المطيِّب. وإذا نقع بزره في ماء عسل أو سكر أو لبن أو حليب ثلاثة أيام حل فيه طعم ذلك، وإذا نقع في ماء سقمونيا أو تربد وما أشبه ذلك من المسهلات جاءت الثمرة مسهلة. وأي بزر كان من بطيخ أو خيار أو قثاء ونحوها إذا نقع في عسل ونحوه خرج كذلك. وإذا نقع في خل ثلاث مرات وجفف وزرع نبتت ثمرته حامضة. وإذا نقع مرة واحدة جاءت مزة، وزرع القثاء من أول شباط حتى نصف آذار، أو آخره، وإذا زبل ونقل كان أجود. ويعمل له قصبان أو عرائش يتعلق بها مأخوذة من شجر الرمان أو التوت وما أشبه ذلك. ويروى إن القثاء قد ينبت من البطيخ وإن البطيخ ينبت من القثاء. وذلك أنه إذا زرع بزر القثاء وصب عليه خمر عتيق مع شعرة واحدة من الزعفران خرج البطيخ، وإذا زرع بزر البطيخ وسقي الماء المعتصر من القرع خرج منه القثاء ويكون ذلك في وقت زراعتها. والقثاء بارد رطب في الثالثة، يسكن الحرارة والصفرة، يسكن العطش، ويدر البول، وقال جالينوس: من أراد قلع ضرس إنسان بغير وجع ولا حديد، فليأخذ أصل القثاء البري فيدقه ويعجنه بخل ويجعله على الحديد الذي يقلع به السن فإنها تخرج بغير وجع.
    والخيار يسمى القثد، ويزرع سقيا ولا ينبت بعلا، وهو نوعان، صغير أبيض وأخضر مكتنز وأترجي اللون، وهو في حاجة مستمرة إلى الماء ويزرع بزره ويتعهد بالسقي، وإذا نبت فلا يرش بالماء وإلا احترق ورقه وإذا سقي بالماء لا يغمر به، ويزرع بزره في البيوت في أواني فخار مثقوبة إن أريد التبكير به، ويزرع في آب، ويؤكل في الخريف وبعده. والخيار ألطف من القثاء وابرد. وفيه يسير قبض، وهو بارد رطب في الثانية، ينفع من الحميَّات المحرقة، ويدر البول. وقال أرسطاليس: إن أردت ان يكبر الخيار فازرع بزره منكوسا، وإن نقع بزره في لبن وعسل قبل زرعه جاءت ثمرته حلوة، وإن جعل الخيار مع المحموم في فراشه جذب الحمى إلى نفسه، وتخلص منها المحموم. وإن طلي بعصارته لدغ الهوام أبرأه. والخيار يسكن العطش. والعجور نوع من الخيار مدور، وهو أكثر رطوبة وأسرع هضما والمعوج أردأه، ولا يباشر الماء أصل الخيار بوجه فإنه يفسده بل يحول بينه وبينه بالتراب.
    عفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
    ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا))


    حمل toolbar alexa لتصفح أسرع و حماية أكبر


    يداً بيد نبني سورية الغد



  • صفحة 4 من 8 الأولىالأولى ... 23456 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. رثاء الخلافة المؤلف: أحمد شوقي
      بواسطة SHARIEF FATTOUH في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 05-29-2010, 02:44 PM
    2. كتاب الاعتبار ( المؤلف: أسامة بن المنقذ )
      بواسطة SHARIEF FATTOUH في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 28
      آخر مشاركة: 05-15-2010, 12:29 PM
    3. t3lm: الاسم الصيني لدهن العود هو تشن شيان
      بواسطة هل تعلم في المنتدى ملتقى هل تعلم Did you know
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 05-13-2010, 03:44 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1