خسائر المسلمين في غزوة بني قريظة
خَلاد بن سُويد - طرحت عليه رحى، أما أبو سنان بن محصن فمات ورسول الله محاصر بني قريظة فدُفن في مقبرة بني قريظة التي يدفنون فيها إلى اليوم وإليه دفنوا أمواتهم في الإسلام.
وقد استفظع بعض المؤرخين الأجانب قتل بني قريظة بهذه الصورة، لكنهم نقضوا عهد رسول الله مع أنه حالفهم وأمّنهم ومنحهم حرية الدين والعبادة ومع هذا اتفقوا مع العدو في أحرج الساعات وحاربوا المسلمين فكان جزاؤهم الحكم بالإعدام، وإنا نجد في التاريخ الحديث ما يماثل ذلك فقد قضى محمد علي باشا الكبير على المماليك في القلعة لأنهم كانوا يتآمرون عليه وبذلك تخلص من عدوانهم وأمن شرهم.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
ما نزل من القرآن في أمر الخندق وبني قريظة
قال ابن إسحاق: وأنزل الله تعالى في أمر الخندق وأمر بني قريظة من القرآن القصة في سورة الأحزاب يذكر فيها ما نزل من البلاء ونعمته عليهم وكفايته إياهم حين فرّج الله ذلك عنهم بعد مقالة مَن قال من أهل النفاق: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَآءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحا وَجُنُودا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرا} (الأحزاب: 9)، والجنود قريش وغطفان وبنو قريظة وكانت الجنود التي أرسل الله عليهم مع الريح الملائكة، يقول الله تعالى: {إِذْ جَآءوكُمْ مّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الاْبْصَرُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَاْ} (الأحزاب: 10)، فالذين جاءوهم من فوقهم بنو قريظة والذين جاءوهم من أسفل منهم قريش وغطفان، يقول الله تعالى: {هُنَالِكَ ابْتُلِىَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالا شَدِيدا وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَفِقُونَ وَالَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورا} (الأحزاب: 11، 12)، لقول معتب بن قشير إذ يقول ما قال: {وَإِذْ قَالَت طَّآئِفَةٌ مّنْهُمْ يأَهْلَ.يَثْرِبَ لاَ مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُواْ وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مّنْهُمُ النَّبِىَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِىَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارا} (الأحزاب: 13)، لقول أوس بن قيظي ومن كان على مثل رأيه من قومه: {وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُواْ الْفِتْنَةَ لاَتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُواْ بِهَآ إِلاَّ يَسِيرا وَلَقَدْ كَانُواْ عَهَدُواْ اللَّهَ مِن قَبْلُ لاَ يُوَلُّونَ الاْدْبَرَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولا} (الأحزاب: 14، 15)، فهم بنو حارثة وهم الذين هموا أن يفشلوا يوم أُحد مع بني سلمة حين هموا بالفشل إلى قوله تعالى: {وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَهَرُوهُم مّنْ أَهْلِ الْكِتَبِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِى قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقا وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَرَهُمْ وَأَمْولَهُمْ وَأَرْضا لَّمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلّ شَىْء قَدِيرا} (الأحزاب: 26، 27) ظاهروهم أي عاونوهم من أهل الكتاب وهم بنو قريظة، من صياصيهم من الحصون والآطام التي كانوا فيها.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
يهود المدينة وما آل إليه أمرهم
كان بين الأوس والخزرج حروب قديمة، فلما هاجر رسول الله إلى المدينة لقبهم بالأنصار لأنهم هم الذين نصروه فتآخى الفريقان وانمحى ما كان بينهما من العداوة وصاروا بنعمة الإسلام إخوانا وآخى عليه الصلاة والسلام بين المهاجرين والأنصار، أما يهود المدينة فقد كانت بنو قريظة والنضير حلفاء الأوس وبنو قينقاع حلفاء الخزرج وقد عاهدهم رسول الله وأقرهم على دينهم وأموالهم، لكنهم ثاروا ونقضوا عهده وتعنتوا في مناقشته وحسدوه على انتصاراته وكادوا له وعادوا ينكرون عليه نبوته، فلما رأى رسول الله منهم الغدر وشدة العناد ودس الدسائس، أراد التخلص منهم متحينا الفرص فدعا بني قينقاع إلى الإسلام بعد غزوة بدر وكانوا يسكنون بالمدينة، فلما أبوا وأجابوه بكل جرأة غزاهم وأجلاهم إلى أذرعات بالشام في السنة الثانية من الهجرة وأرسل من قتل كعب بن الأشرف الشاعر الذي كان يهجو رسول الله بأشعاره ويحض كفار قريش على قتاله وذلك في السنة الثالثة من الهجرة، وغزا في السنة الرابعة بني النضير، وقد تقدم سبب هذه الغزوة، وأجلاهم عن المدينة فمنهم من سار إلى الشام ومنهم من ذهب إلى خيبر، ثم غزا بني قريظة في السنة الخامسة لأنهم هم الذين حزبوا الأحزاب عليه في غزوة الخندق وانضموا إلى الأعداء في أحرج المواقف، وبعد غزوة بني قريظة لم تقم لليهود قائمة بالمدينة وخضع المنافقون كل الخضوع وقد كانوا فئة قليلة أما المدينة فلم تعد ملجأ للمضطهدين بل صارت مركزا لسلطة دينية عظيمة واستطاعت إخضاع جزيرة العرب بعد سنين قليلة.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
سرية القرطا وإسلام ثمامة بن أثال الحنفي
كانت هذه السرية لعشر خلون من المحرم سنة ست من الهجرة.
بعث رسول الله محمد بن مسلمة الأنصاري في ثلاثين راكبا إبلا وخيلا، وأمره أن يسير الليل ويكمن النهار وأن يشن الغارة عليهم ففعل ما أمر به فلما أغار عليهم هرب باقيهم بعد من قتل وكان المقتول منهم عشرة، وقيل: نحو العشرين واستاق 150 بعيرا و 3000 شاة فعدلوا الجزور بعشرة من الغنم.
وقدم المدينة لليلة بقيت من المحرم وغاب تسع عشرة ليلة وأسر ثُمامة بن أٌثال.
روى ابن إسحاق عن أبي هريرة رضي الله عنه أن خيلا لرسول الله أخذت ولا يشعرون من هو حتى أتوا به رسول الله، فقال: «أتدرون من أخذتم؟ هذا ثمامة بن أثال الحنفي» فربطوه بسارية من سواري المسجد بأمره لينظر حسن صلاة المسلمين واجتماعهم عليها فيرق قلبه، فخرج إليه رسول الله فقال: «ماذا عندك يا ثمامة؟» قال: عندي خير يا محمد إن تَقتل تَقتُل ذا دم، وإن تُنعِم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فتركه حتى كان الغد، ثم قال له: «ما عندك يا ثمامة؟» قال: ما قلت لك: إن تنعم تنعم على شاكر، فتركه حتى كان بعد الغد، فقال: «ما عندك يا ثمامة؟» قال: عندي ما قلت لك، فقال: «أطلقوا ثمامة»، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال: (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) ثم قال: والله يا محمد ما كان على وجه الأرض وجه أبغض إليّ من وجهك وقد أصبح وجهك أحبّ الوجوه إليّ، والله ما كان من دين أبغض إليّ من دينك فأصبح دينك أحب الدين كله إليّ، والله ما كان من بلد أبغض إليّ من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إليّ، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى؟ فبشره النبي بخير الدنيا والآخرة وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة يلبي وينفي الشريك عن الله قال له قائل: صبوت؟ قال: لا، ولكن أسلمت لله رب العالمين مع محمد رسول الله ولا والله تأتيكم من اليمامة حبّة حنطة حتى يأذن فيها النبي وقيل: إنه منع عن مكة الميرة من اليمامة حتى أكلت قريش العَلْهَز.
ثم صار ثمامة رضي الله عنه من فضلاء الصحابة وهدى الله به خلقا كثيرا من قومه ولم يرتد مع من ارتد من أهل اليمامة ولا خرج عن الطاعة قط وقام مقاما حميدا بعد وفاة النبي حين ارتدت اليمامة مع مسيلمة فقال: بسم الله الرحمن الرحيم: {حم تَنزِيلُ الْكِتَبِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِى الطَّوْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} (غافر: 1 - 3)، ثم قال: فأين هذا من هذيان مسيلمة؟ فأطاعه ثلاثة آلاف وانحازوا إلى المسلمين.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)