صفحة 47 من 120 الأولىالأولى ... 3745464748495797 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 185 إلى 188 من 477

الموضوع: رغـد : أنـت لــي (كتـير حلـوة)


  1. #185

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 32
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1403
    Array







    الآن.. و في هذا الصباح الجميل .. و تحت أشعة هذه الشمس الجديدة ، أشعر بأنني شخص آخر .. رجل ولد من جديد...

    ابتداء من هذا اليوم، دخلت عالما جديدا.. و ودعت عالمي الماضي .. للأبد

    أنا اليوم ، وليد .. المزارع البسيط الذي يعمل مع خطيبته و عائلتها في مزرعة صغيرة .. في مدينة بعيدة عن مدينته و أصله و أهله ..

    الحياة الماضية قد انتهت ، لا رغد و لا حب و لا جنون.. لا ألم و لا عذاب و لا معاناة.. و لا حرب...

    الليلة ، ستدخل رغد عالم المتزوجين، و تصبح زوجة لأخي ، و أقطع آخر خيط أمل في استعادتها ذات يوم..

    الذكرى الحزينة أجبرتها على مغادرة رأسي ،، فأنا لا أريد لدمعة واحدة أن تسيل من عيني على ما فات.. و لأعش حياتي الجديدة كما قدّر الله لها أن تكون ...

    تخرج أروى من المنزل.. مقبلة نحوي ، تحمل صينية تحوي طعاما...

    كنت أقف في الساحة أتنفس الصعداء و أشم رائحة الزهور الفواحة ...

    إنه مكان يستحق أن يضحي المرء بأي شيء من أجل العيش فيه ...

    " صباح الخير .. وليد "

    تبتسم لي و يتورد خداها خجلا.. فيجعلها كلوحة طبيعية بديعة من صنع الإله..

    أدقق النظر إليها .. فاكتشف أنها آية في الجمال.. جمال لم ألحظه مسبقا و لم أكن لأعره اهتماما ..

    ملونة مثل الزهور.. و خصلات شعرها الذهبي تتراقص مع تيارات الهواء.. لامعة مثل أشعة الشمس..

    سبحان الله ..

    أحقا ..هذه الحسناء هي زوجة مستقبلي ؟

    تقبل إلي و تقول :

    " أعددت فطورا خاصا بنا "

    ابتسم ، و أقول :

    " شكرا .. "

    ثم نجلس على البساط المفروش في الساحة، و ننعم بفطور شهي لذيذ.. فمخطوبتي هذه ماهرة جدا في الطهو !

    ميزة أخرى تجعلني أشعر بالزهو ...

    إضافة إلى كونها طيبة القلب مثل والديها و خالها..

    و أكرر في نفسي :

    " الحمد لله "

    لقد لعبت الأقدار دورها الدرامي معي.. و حين ألقت بي في السجن لثمان سنين ، عرّفتني على رجل عظيم، أصبحت في نهاية المطاف زوجا لابنته !

    أظن أن على المرء أن يشكر الله في جميع الأحوال و لا يتذمّر من شيء ، فهو لا يعلم ما الحكمة من وراء بعض الأحداث التي يفرضها عليه القدر ...

    سبحان الله

    أكثر ما شدّني في الأمر ، هو أنها اعترفت لي البارحة بإعجابها بي !

    برغم كل عيوبي و مساوئي، و رغم جهلها بالكثير عن ماضي و أصلي .. إلا أنها ببساطة قالت :

    " أنا معجبة بك ! "

    اعتقد أن لهذه الجملة تأثيرها الخاص ... و خصوصا على رجل يسمعها للمرة الأولى في حياته من لسان فتاة !

    تحدّثنا عن أمور كثيرة... فوجدتها حلوة المعشر و راقية الأسلوب، و اكتشفت أنها أنهت دراستها الثانوية و درست في أحد المعاهد المحلية أيضا ...

    قلت :

    " كان حلمي أن أدرس في الجامعة ! "

    " أي مجال ؟؟ "

    " الإدارة و الاقتصاد ، كنت أطمح لامتهان إدارة الأعمال .. تخيّلت نفسي رجل أعمال مرموق ! "

    و ضحكت ُ بسخرية من نفسي ...

    قالت :

    " و هل تخلّيت عن هذا الحلم ؟؟ "

    قلت بأسف :

    " بل هو من تخلّى عنّي .. "

    ابتسمت أروى و قالت :

    " إذن فطارده ! و أثبت له جدارتك ! "

    " كيف ؟؟ "

    قالت :

    " لم لا تلتحق بمعهد إداري محلي ؟ أتعرف.. زوج السيدة التي كانت معنا البارحة يدير أحد المعاهد و قد ييسر أمورك بتوصية من أمي ! "

    بدت لكي فكرة وهمية ... كالبخار.. إلا أن أروى تحدثت بجد أكبر و جعلتني انظر للفكرة بعين الاعتبار.. و أنميها في رأسي...





    ~ ~ ~ ~ ~



رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #186

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 32
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1403
    Array



    أتتني دانة و أنا لا أزال على سريري و قالت :

    " أحضر سامر الفطور... ألن تشاركينا ؟؟ "

    لم أجب عليها، فانسحبت من الغرفة..

    بعد قليل ، طرق الباب مجددا و دخل سامر هذه المرة ، و أغلق الباب من بعده ..

    أقبل نحوي حتى صار جواري مباشرة ، و قال بصوت حنون أجش :

    " رغد ... هل ستبقين حبيسة الغرفة هكذا ؟؟ "

    و لم أجبه ...

    جلس سامر على السرير و مد يده نحو رأسي، و أخذ يمسح على شعري بحنان...

    " رغد .. بالله عليك .. "

    لكنني لم أتفاعل معه ..

    أدار وجهي نحو وجهه و أجبرني على النظر إليه ...

    نظراتنا كانت عميقة ذات معنى ...

    " رغد .. أنا أتعذب برؤيتك هكذا ... أرجوك .. كفى "

    و لم أجب ..

    قال :

    " أ تحبينه لهذا الحد ؟؟ "

    لما سمعت جملته هذه لم أتمالك نفسي.. و بدأت بالبكاء ...

    سامر أخذ يمسح الدموع الفائضة من محجري... بلطف و عطف .. ثم قال :

    " أنا .. لا أرضى عليك بالحزن .. لا أقبل أن أكون سبب تعاسة أحب مخلوقة إلى قلبي ... "

    اعترى نظراتي الآن بعض الاهتمام ..

    تابع هو حديثه :

    " رغد .. سوف .. اتصل به الآن ، و اطلب منه الحضور .. لأخذك معه "

    ذهلت ، و فتحت جفوني لأقصى حد .. غير مصدقة لما التقطته أذناي ...

    قال :

    " لا تقلقي.. فأنا لن أجبرك على الزواج مني.. و بمجرد عودة والدي ّ .. سأطلق سراحك ... "

    شهقت ...

    نطقت :

    " سامر .. !! "

    سامر ابتسم ابتسامة واهنة حزينة .. ثم قرب رأسي من شفتيه، و قبّل جبيني قبلة دافئة طويلة ...

    بعد ذلك قال :

    " سأتصل به في الحال..، هيا.. فدانة تنتظرك على المائدة .. "


    و قام و غادر الغرفة ...







    ~ ~ ~ ~ ~ ~




  • #187

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 32
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1403
    Array





    ما كدت أنتهي من وجبة فطوري اللذيذة الطويلة ، حتى أقبلت السيدة ليندا تستدعيني ...

    " وليد يا بني ، اتصال لك .. "

    تبادلت و أروى نظرة سريعة ، ثم وقفت و الاضطراب يعتريني...

    قلت :

    " من ؟؟ "

    " شقيقك "

    و زاد اضطرابي ...

    أسرعت إلى الهاتف و التقطت السماعة و تحدثت بقلق :

    " نعم ؟ هنا وليد "

    " مرحبا يا وليد.. كيف أنت ؟ "

    " بخير .. "

    و صمت قليلا.. كنت متوجسا من سماع شيء سيئ ، فقد كان اتصالنا الأخير قبل ليلة فقط ...

    " ما الأمر سامر ؟؟ "

    " لا تقلق ! إنني فقط أريد أن أؤكد عليك الحضور الليلة .. "

    فكرت في نفسي .. و من قال إنني أود الحضور ؟؟؟ لم يكن ينقصني إلا أن أشهد يوم تزف فيه رغد.. حبيبتي الغالية.. معشوقة قلبي الصغيرة إلى أخي .. و أنا واقف أتفرج و أبار ك؟؟

    " آسف، لن يمكنني الحضور "

    " لماذا ؟؟ "

    " لدي ارتباطات أخرى.. كما أنني متعب و لا طاقة لي بالسفر.."

    " و دانة ؟؟ ألا تريد رؤيتها قبل رحيلها ؟؟ "

    لم أجد الجواب المناسب...

    ثم قلت :

    " إنها لن تتشرف بوجودي على أية حال "

    " سأجعلها تحدّثك بنفسها "

    ثم ناول الهاتف إلى دانة .. فسمعت صوتها يحييني و يسأل عن أحوالي ، ثم تقول :

    " تعال يا وليد.. يجب أن تحضر عرسي "

    " آسف ..لا أريد إحراجك أمام زوجك و أهله.. بانتسابك إلى رجل مجرم و خريج سجون "

    هنا بدأت دانة بالبكاء و هي تقول :

    " أرجوك وليد.. سامحني.."

    لم أعقّب .. قالت :

    " سأكون أتعس عروس ما لم تحضر .. من أجلي "

    " ستكونين أسعد بدون حضوري "

    عادت تبكي ثم قالت :

    " حسنا ، ليس من أجلي .. بل من أجل رغد "

    و شعرت برغبة مفاجئة في التقيؤ .. أ أحضر من أجل زف حبيبتي إلى عريسها ؟؟

    إنني إن حضرت سأرتكب جريمة ثانية ، لا محالة ...

    زمجرت :

    " لن أحضر "

    " و لا من أجلها ؟؟ "

    " و لا من أجل أي كان ... "

    " لكنها تريدك أن تحضر .. وليد .. أرجوك "

    " يكفي يا دانة .. "

    " وليد.. رغد مريضة "

    هنا.. تفجر قلبي نابضا بعنف و توترت معدتي و تصلبت عضلاتي و اندفعت أنفاسي بقوة و هتفت :

    " ما بها رغد ؟؟ "

    إلا أن دانة لم تجب .. بل أجهشت بكاء..

    و يظهر أن سامر تناول السماعة من يدها

    كنت أهتف :

    " دانة اخبريني ما بها رغد ؟؟ تكلمي ؟؟ "

    جاءني صوت سامر قائلا :

    " لا تقلق ، إنها متوترة بعض الشيء "

    هتفت بقوة :

    " سامر اصدقني القول .. ما بها رغد ؟؟ "

    " لا تخشى شيئا يا وليد.. "

    " إياكما أن يكون أحدكما قد أذاها في شيء أو أجبرها على شيء ؟؟ "

    " لا ، شقيقك ليس وغدا ليجبر فتاة على الزواج منه، و هي كارهة "


    كأن كتلة كبيرة من الثلج وقعت فوق رأسي.. أفقدتني السيطرة على لساني و على أطرافي بل و عيني كذلك...

    كأنه أغشى علي ... كأني فقدت الوعي و الإدراك .. كأنني سبحت في فضاء رحيب من الوهم و الخيال ...

    إنني فعلا على وشك إفراغ كل ما ابتلعته على الفطور خارجا من معدتي... و من فمي ...

    و الشيء الذي خرج من فمي كان صوتا مبحوحا ضعيفا مخنوقا سائلا :

    " ألن .. تتزوجا الليلة ؟ "

    سامر لم يجب مباشرة ، ثم قال :

    " إلا إذا عادت العروس و غيّرت رأيها قبل المساء ... "


    بعدما أنهيت المكالمة تهالكت على معقد قريب.. و أغمضت عيني ..

    كنت أريد فقط أن أتنفس .. كان صدري يتحرك بقوة ، تماما كقوة اندفاع الدم خارجا من قلبي ...

    رغد لن تتزوج الليلة ...

    رغد لا تزال طليقة ..

    رغد لا تزال بين يدي ...

    و شعرت بشيء يلامس يدي ...

    فتحت عيني و لساني يكاد يصرخ :

    " رغد ! "

    فوقعت عيناي على أروى .. واقفة أمامي مباشرة تلامس يدي .. و تقول بابتسامة ممزوجة ببعض القلق :

    " ما الأمر وليد ؟؟ "

    كدت أضحك !

    نعم إنني أريد الآن أن أضحك لسخرية القدر مني !

    بل بدأت بالضحك فعلا ...

    و أروى ضحكت لضحكي .. و هي تجهل ما حقائق الأمور ...

    قالت :

    " ما يضحكك وليد ؟ أضحكني معك ؟؟ "

    حدّقت بها فرأيت ما لم أتمنى أن أراه ...

    قلت :

    " أختي دانة ستتزوّج الليلة .. "

    اتسعت ابتسامتها و قالت :

    " صحيح ؟ أين ؟ مبروك ! "

    هززت رأسي ساخرا من حالي المضحك ، و قلت :

    " حفلة صغيرة جدا ، في الشقة التي يسكنون فيها.. و هي تريد مني الحضور "

    اتسعت ابتسامتها أكثر و قالت مبتهجة :

    " عظيم ! رائع ! أيمكنني الذهاب معك ؟؟ "



  • #188

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 32
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1403
    Array


  • صفحة 47 من 120 الأولىالأولى ... 3745464748495797 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. لا تعـوّدني على [ قـربك ] كثـير
      بواسطة سوسن في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 03-11-2010, 05:13 AM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1